ماذا تعرف عن القارة الثامنة المفقودة زيلانديا التي استغرق العثور عليها 375 عاما؟

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
28,246
التفاعلات
77,319

"زيلانديا" القارة الثامنة المفقودة.. العلماء يصنعون أول خرائط تفاعلية لها

==========================

%D8%B2%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7-1.jpg

خرائط جديدة تكشف كيفية تشكل "زيلانديا" قبل أن تصبح مغمورة تحت الماء منذ ملايين السنين (جي إن إس ساينس)
28/6/2020

عام 2017 أكد العلماء أن هناك كتلة أرضية مغمورة، سميت "زيلانديا" لكنهم لم يتمكنوا حينها من رسم خريطة لكامل اتساعها حتى الآن، واعتبروها حينئذ قارة صغيرة تشبه جزيرة مدغشقر.

ولكن، وفي يوم الاثنين 22 يونيو/ حزيران عام 2020 أعلن باحثون من GNS Science في نيوزيلندا أنها قارة العالم الثامنة المفقودة.

وقالوا إنهم رسموا خريطة لشكل وحجم تلك القارة بتفاصيل غير مسبوقة، وقد وضعوا خرائطهم على موقع ويب تفاعلي حتى يتمكن المستخدمون من استكشاف القارة فعليا.

خرائط مميزة


يقول نيك مورتيمر، قائد فريق العمل في البيان الصحفي للمعهد النيوزيلندي "جي إن إس ساينس" إنهم صنعوا هذه الخرائط "لتقديم صورة دقيقة وكاملة وحديثة لجيولوجيا نيوزيلندا ومنطقة جنوب غرب المحيط الهادي، أفضل مما كان لدينا من قبل".

يقول آيلن وودورد في تقريره بموقع بيزنس إنسايدر -والذي نقله موقع ساينس ألرت- إن مورتيمر وزملاءه رسموا خريطة قياس الأعماق المحيطة بـ "زيلانديا" (شكل وعمق قاع المحيط) بالإضافة إلى مظهرها التكتوني، مما يدل على موقع "زيلانديا" عبر حدود الصفائح التكتونية.

وتكشف الخرائط عن معلومات جديدة حول كيفية تشكل "زيلانديا" قبل أن تصبح مغمورة تحت الماء منذ ملايين السنين.
%D8%B2%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7-2.jpg

خريطة قياس الأعماق تظهر تفاصيل "زيلانديا" (جي إن إس ساينس)


قارة تحت الماء


تبلغ مساحة "زيلانديا" ما يقرب من مليوني ميل مربع (5 ملايين كيلومتر مربع) أي ما يوازي حوالي نصف مساحة أستراليا.

لكن 6% فقط من القارة فوق مستوى سطح البحر. وهذا الجزء يتمثل في الجزر الشمالية والجنوبية لنيوزيلندا وجزيرة كاليدونيا الجديدة، والباقي تحت الماء، مما يجعل إجراء مسوح لـ "زيلانديا" صعبا للغاية.

ولفهم القارة المغمورة بشكل أفضل، رسم مورتيمر وفريقه خريطة لكل من "زيلانديا" وقاع المحيط حولها، توضح قياس الأعماق التي قاموا بإنشائها ومدى ارتفاع جبال القارة وسلسلة التلال نحو سطح الماء.

كما تصور الخريطة الخطوط الساحلية والحدود الإقليمية وأسماء المعالم الرئيسية تحت سطح البحر. وتعد الخريطة جزءا من مبادرة عالمية لرسم خريطة قاع المحيط بكامله بحلول عام 2030.

وتكشف الخريطة الثانية التي وضعها علماء GNS عن أنواع القشرة التي تتكون منها القارة تحت الماء، وعمر تلك القشرة، والصدوع الرئيسية.

القشرة القارية -وهي من النوع الأقدم والأكثر سمكا لقشرة الأرض التي تشكل الكتل الأرضية- تظهر باللون الأحمر والبرتقالي والأصفر والبني. في حين تكون القشرة المحيطية، التي تكون أصغر عمرا بشكل عام، باللون الأزرق. وتظهر المثلثات الحمراء مكان البراكين.

وتكشف هذه الخريطة أيضا عن مكان وجود "زيلانديا" عبر مختلف الصفائح التكتونية، وكيف يتم دفع تلك الصفائح تحت الأخرى في عملية تعرف باسم الاندساس، ومدى سرعة حدوث هذه الحركة.
%D8%B2%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7-3.jpg

خريطة تكتونية لقارة "زيلانديا" (جي إن إس ساينس)

عمرها 85 مليون عام


ظهر مفهوم "زيلانديا" لأول مرة بعد أن صاغ أستاذ الجيوفيزياء البحرية الأميركي بروس لوينديك هذا المصطلح عام 1995.

أخبر لوينديك "بيزنس إنسايدر" بأنه حين أطلق المصطلح لم يقصد وصف قارة جديدة. لكن الاسم أشار في الأصل إلى نيوزيلندا ومجموعة من قطع القشرة المغمورة التي قطعت قارة القارة العظيمة القديمة "غوندوانا" منذ حوالي 85 مليون سنة.

وقد تشكلت "غوندوانا" عندما انقسمت قارة الأرض العظيمة القديمة، بانجيا، إلى قسمين. حيث أصبحت لوراسيا في الشمال وتضم أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية. وذهبت "غوندوانا" إلى الجنوب لتشكل أفريقيا الحديثة والقارة القطبية الجنوبية وأميركا الجنوبية وأستراليا.


واستمرت القوى الجيولوجية في إعادة ترتيب هذه الكتل الأرضية، واضطرت "زيلانديا" تحت الأمواج بعد حوالي 30 مليون إلى 50 مليون سنة بعد أن انفصلت عن "غوندوانا" كأكبر صفيحة تكتونية (صفيحة المحيط الهادي) واندست ببطء تحتها.
%D8%B2%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A7-4.png

تشكلت "غوندوانا" عندما انقسمت قارة الأرض العظيمة القديمة (بانجيا) إلى قسمين (ويكيبيديا)

قارة مثل غيرها


حتى عام 2017، كان تصنيف العلماء "زيلانديا" على أنها "قارة صغيرة" مثل جزيرة مدغشقر. ولكن وفقا لمورتيمر، فإن "زيلانديا" لها جميع السمات التي تجعلها تأخذ وضع القارة.

فقد حددت حدودها بوضوح، وهي تحتل مساحة أكبر من 386 ألف ميل مربع (مليون كيلومتر مربع) وهي ترتفع فوق قشرة المحيط المحيطة بها، وأخيرا فإن لها قشرة قارية أكثر سمكا من تلك القشرة المحيطية.
المصدر : الصحافة الأسترالية + الصحافة الأميركية
 

زيلانديا

وتسمى أيضا زيلانديا الجديدة هي قارة مغمورة في المحيط الهادئ بعد انفصالها عن أستراليا قبل 60 مليون سنة وانفصالها عن القارة القطبية الجنوبية قبل 130 مليون سنة.

تبلغ مساحتها حوالي 3,500,000 كم² متفوقة في المساحة على جرينلاند والهند، فتعتبر أكبر قارة حاليا في المحيط الهادي.

الجيولوجيا


زيلانديا لديها قمتان متوازيتان يفصل بينهما الماء، القمتان تتوجدان فوق أرضية المحيط على علو 1500 متر مع القليل من الجزر والصخور فوق سطح الماء أما القمم في زيلانديا فهي تكون صخورا ضخمة قارية، ومع ذلك فهي ضعيفة نسبيا.
  • حوالي 25 مليون سنة، الجزء الجنوبي لزيلانديا بدء بالتحرك بالنسبة للجزء الشمالي وقد أزيحت حوالي 500 كم² وهذا ما أدى إلى ظهور صدع كبير وغير مرئي في الصفيحة الجيولوجية.

التقسيم السياسي

 

قارة ثامنة "مخفية" بالمحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة بكشفها؟

=======

نشر الاثنين، 24 مايو / أيار 2021

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انطلقت بعثة استكشافية في رحلة مدتها شهر تقريباً بهدف كشف الغموض عن قارة ثامنة "مخفية" تُدعى "زيلانديا".


ولم يضع الجيولوجيون هذه القارة الغامضة على الخريطة إلا في عام 2014، بحسب ما كتبه الموقع الرسمي لجامعة "كوينزلاند" في أستراليا على الإنترنت.


وأصبح العلماء الآن في طريقهم لمعرفة المزيد عن هذه القارة بفضل بعثة قادتها جامعة "كوينزلاند"، بالتعاون مع معهد شميدت للمحيطات، أو "SOI".

ما الذي يجعلها استثنائية؟


قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
ا

.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)

انطلقت بعثة في رحلة لاستكشاف قارة ثامنة "مخفية" تُدعى "زيلانديا"و"زيلانديا" عبارة عن منطقة كبيرة في جنوب غرب المحيط الهادئ، وتبلغ مساحتها 4.9 مليون كيلومتر مربع.

وغُمرت غالبية أجزاء هذه المنطقة تحت الماء، ولا تبرز منها إلا كاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا فوق مستوى سطح البحر.

قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
تقع "زيلانديا" جنوب غرب المحيط الهادئ.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)
وتكونت هذه المنطقة بأكملها من القشرة القارية ما يجعلها "مثيرة للاهتمام، وغير عادية"، بحسب ما ذكرته كبيرة العلماء التي قادت بعثة "Seafloor to Seabirds"، الدكتورة ديريا جورير، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
مسار السفينة.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)

وعلم الجيولوجيون عن وجود قشرة قارية في أعماق جنوب غرب المحيط الهادئ لمدة عقود، ومع ذلك، إلا أن مفهوم كون المنطقة كبيرة بما يكفي للتأهل كقارة بحد ذاتها أصبح شائعاً في الأعوام القليلة الماضية فقط، بحسب ما قالته جورير، وهي مُحاضرة في قسم علوم الأرض والبحار بجامعة "كوينزلاند".

وكانت لبعثة "Seafloor to Seabirds" عدة أهداف علمية، وتمحور هدفها الأساسي في إجراء عملية مسح لقاع البحر باستخدام سونار متعدد الحزم، ومقياس المغناطيسية.

وسيساهم المسح عالي الدقة عالية في فهم العمليات الجيولوجية التي كانت جزءاً في تكوين وتطور هذه المنطقة المعقدة، والتي تمثل "أحجية من الشظايا القارية"، بحسب تعبير جورير.

ما الذي يمكن تعلمه من البعثة؟


قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
علم الجيولوجيون عن وجود قشرة قارية في أعماق جنوب غرب المحيط الهادئ لمدة عقود.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)
وانطلقت البعثة من 6 فبراير/شباط، واستمرت إلى 6 مارس/آذار.

وخلال الرحلة، بقي الفريق على متن سفينة "Falkor" للأبحاث التابعة لمعهد شميدت للمحيطات لمدة 28 يوماً، وفقاً لموقع الجامعة.

وأكدت جورير: "لقد قمنا برسم خريطة لمنطقة كانت مجهولة، أو منطقة رُسمت لها خريطة سابقاً بدقة أقل بكثير".

ويعود تاريخ بعض العمليات التي قاست أعماق المياه في المنطقة إلى الستينيات، واتضح أن بعضها كان خاطئاً.

قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
استمرت البعثة لـ28 يوماً.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)



وستسمح البيانات الجديدة بتصحيح الخرائط البحرية، وإعطاء صورة أوضح بكثير للطبيعة التي تتواجد تحت الماء في منتزه بحر المرجان البحري "Coral Sea Marine Park".

وقالت جورير: "ستساعد المعلومات المتعلقة بنسيج قاع البحر في إعادة بناء التاريخ التكتوني المعقد للمنطقة، بما في ذلك فتحة حوض المحيط بين أستراليا وزيلانديا".

ويُعد المنتزه، واحداً من أروع الكنوز البحرية في أستراليا، بحسب الموقع الحكومي للمنتزهات البحرية الأسترالية عبر الإنترنت.

قارة ثامنة مخفية بأعماق المحيط.. ما الخفايا التي ترغب هذه البعثة كشفها؟
كانت البعثة على متن سفينة "Falkor" للأبحاث.تصوير: Derya Gürer and Schmidt Ocean Institute (SOI)

وقدم هذا المشروع لمسح قارة "زيلانديا" 37 ألف كيلومتر مربع من البيانات التي ستساهم في مبادرة "Seabed2030"، والتي تهدف إلى عمل خريطة لقاع المحيط بأكمله بحلول عام 2030، وفقاً لما كتبه موقع اليونسكو الرسمي.

وتعمل جورير حالياً مع زملائها على تقييم البيانات التي جُمعت بفضل البعثة.

 

ماذا تعرف عن القارة المفقودة التي استغرق العثور عليها 375 عاما؟


10 فبراير/ شباط 2021
القارة المفقودة التي استغرق العثور عليها 375 عاما

صدر الصورة،GETTY IMAGES

في عام 1642، كان المستكشف الهولندي، أبيل تاسمان- البحار ذو الشارب الجذاب واللحية الصغيرة المنمقة الذي كان يميل لمعاقبة أفراد طاقمه بناء على الحدس والتخمين- واثقا من وجود قارة مترامية الأطراف في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، وعقد العزم على العثور عليها.

وفي هذا الوقت، لم يكن يخامر المستكشفين الأوروبيين شك في وجود كتلة أرضية شاسعة في هذا الجزء من العالم، الذي كانت تحيط به آنذاك سحابة من الغموض. وبادروا إلى تسميتها "تيرا أوستراليس" اعتقادا منهم أنها تحافظ على توازن قارتهم في الشمال. وقد تعود جذور هذا الاهتمام بالعثور على قارة في هذه المنطقة إلى عصر الإمبراطورية الرومانية.

وفي أغسطس/آب من ذلك العام أبحر تاسمان من جاكرتا، بإندونيسيا، حيث مقر شركته، مع طاقم البحارة على متن سفينتين واتجه غربا ثم جنوبا ثم شرقا وانتهى به المطاف في جزيرة نيوزيلندا. ولم تمر المواجهة الأولى مع شعب الماوري بسلام.

ففي اليوم الثاني، ارتطم أحد قوارب الماوري بقارب صغير كان ينقل الرسائل بين السفينتين، وقتل أربعة أوروبيين، ثم أطلق الأوروبيون المدافع على قوارب الماوري.

وما لبث أن أنهى تاسمان مهمته دون أن تطأ قدمه أرض الجزيرة، التي أطلق عليها "خليج القتلة" وعاد أدراجه إلى هولندا بعد عدة أسابيع، وكان يظن أنه اكتشف القارة الجنوبية الكبرى، رغم أنها لم تكن المركز التجاري المثالي الذي كان يتصوره.

ولم يكن تاسمان يعي حينها أنه كان على حق طوال الوقت وأن هناك حقا قارة مفقودة.
تشير الوثائق التاريخية إلى أن أبيل تاسمان عثر على القارة الجنوبية الكبرى، لكنه لم يكن يدرك أن 94 في المئة منها غارق تحت الماء

صدر الصورة،ALAMY

تشير الوثائق التاريخية إلى أن أبيل تاسمان عثر على القارة الجنوبية الكبرى، لكنه لم يكن يدرك أن 94 في المئة منها غارق تحت الماء

وفي عام 2017 تصدر فريق من علماء الجيولوجيا عناوين الأخبار عندما أعلنوا عن اكتشاف قارة زيلانديا، التي تبلغ مساحتها 4.9 مليون كيلومتر مربع، أي أكبر من مساحة مدغشقر بنحو ستة أضعاف.

وقد أثبت هؤلاء العلماء باكتشاف القارة الثامنة أن الموسوعات والخرائط ومحركات البحث، التي تؤكد أن هناك سبعة قارات فقط، كانت مخطئة. وتعد القارة المكتشفة أخيرا أصغر قارات العالم وأقلها سمكا وأحدثها عهدا.

غير أن 94 في المئة من هذه القارة غارق تحت الماء، ولا يظهر منها سوى بضع جزر فوق سطح الماء، منها نيوزيلندا.

ويقول أندي تولوش، عالم بيولوجيا بمعهد أبحاث "جي إن إس ساينس" التابع للحكومة النيوزيلندية، وكان عضوا في الفريق الذي اكتشف قارة زيلانديا: "استغرق اكتشاف هذه القارة وقتا طويلا مع أنها كانت واضحة طوال الوقت".

لكن هذه القارة، التي تقبع على عمق كيلومترين تحت سطح الماء، لا تزال يكتنفها الغموض. فلا يعرف العلماء بعد كيف تشكلت هذه القارة ولا طبيعة الكائنات التي كانت تعيش على ظهرها، أو حتى منذ متى غرقت هذه القارة؟

غادرت سفينتا تاسمان نيوزيلندا بعد مواجهة دامية مع شعب الماوري

صدر الصورة،ALAMY

غادرت سفينتا تاسمان نيوزيلندا بعد مواجهة دامية مع شعب الماوري، لكن السجلات التاريخية تشير إلى أنه اكتشف القارة الجنوبية الأسطورية

اكتشاف مضن

وبعد أكثر من قرن من اكتشاف تاسمان، أُرسل جيمس كوك، واضع الخرائط البريطاني، في بعثة علمية إلى النصف الجنوبي للكرة الأرضية. وكان كوك مكلفا بمراقبة مرور كوكب الزهرة بين الأرض والشمس، بغرض احتساب المسافة بين الأرض وبين الشمس.

لكن كوك حمل أيضا رسالة تتضمن تعليمات مهمة سرية أخرى، وهي اكتشاف القارة الجنوبية.

وقد جمع الأدلة الأولى التي تثبت وجود زيلانديا عالم الطبيعة الأسكتلندي جيمس هيكتور أثناء بعثة استكشافية لسبر أغوار سلسلة من الجزر بمحاذاة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا عام 1895. وبعد دراسة الخصائص الجيولوجية للجزر، خلص هيكتور إلى أن نيوزيلندا هي "بقايا سلسلة جبلية تشكلت على منطقة قارية ضخمة تمتد جنوبا وشرقا لكنها الآن تغمرها المياه".

وفي الستينيات من القرن الماضي، عرّف علماء الجيولوجيا القارة بأنها منطقة جغرافية مرتفعة نسبيا تتضمن مجموعة كبيرة من الصخور وقشرة أرضية سميكة، وينبغي أن تحتل مساحة كبيرة. ووفر هذا التعريف القاعدة التي يمكن أن يثبت علماء الجيولوجيا بناء عليها، في حالة العثور على الأدلة الكافية، أن القارة الثامنة حقيقية.

لكن جهود اكتشاف زيلانديا تعثرت، فعملية اكتشاف قارة في نهاية الأمر صعبة ومكلفة. وفي عام 1995، وصف بروس لوينديك، عالم الفيزياء الجيولوجية الأمريكي، الكتلة الأرضية بأنها قارة واقترح تسميتها زيلانديا.

وتزامنا مع ذلك، دخلت معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار حيز التنفيذ، وحفزت جهود اكتشاف القارة. وتنص المعاهدة على أنه يحق للدول تمديد حدود جرفها القاري لمسافة تتجاوز المنطقة الاقتصادية الخاصة التي تصل إلى مسافة 200 ميل بحري من خطوط سواحلها، مع ما يصاحب ذلك من حقوق الصيد والثروات المعدنية والنفط.

وبموجب هذا النص يحق لنيوزيلندا زيادة مساحة أراضيها ستة أضعاف، في حال أثبتت أنها جزء من قارة أكبر. ولهذا زاد الإنفاق فجأة على رحلات المسح البحري، وزادت الأدلة تدريجيا.

وحصل العلماء على الأدلة الدامغة من بيانات القمر الصناعي، التي تستخدم لتتبع التغيرات الطفيفة في الجاذبية الأرضية في مختلف أجزاء القشرة الأرضية لرسم خرائط قاع البحر. وبفضل هذه التقنية بدت زيلانديا واضحة في صورة كتلة غير متناسقة تغطي مساحة تكاد تعادل مساحة أستراليا.

وبفضل هذا الاكتشاف، نجحت نيوزيلندا في مد حدودها البحرية. ويقول نيك مورتيمور، عالم جيولوجيا بمعهد "جي إن إس ساينس"، وقائد فريق علماء الجيولوجيا في عام 2017: "إن كل قارة في العالم تتضمن دولا مختلفة، لكن زيلانديا تضم أراض تابعة لثلاث دول فقط".

فبخلاف نيوزيلندا، تتضمن القارة جزيرة كاليدونيا الجديدة، المستعمرة الفرنسية، وجزيرة لورد هاوي وهرم بولز الأستراليين. وقد وصف أحد المستكشفين في القرن الثامن عشر هرم بولز بأنه لا يتجاوز مساحة قارب.

قد يستعان ببيانات القمر الصناعي لتصوير قارة زيلانديا التي تظهر على هيئة مثلث أزرق باهت مقلوب شرق أستراليا

صدر الصورة،GNS SCIENCE
قد يستعان ببيانات القمر الصناعي لتصوير قارة زيلانديا التي تظهر على هيئة مثلث أزرق باهت مقلوب شرق أستراليا

امتداد غامض


كانت زيلانديا قديما جزءا من قارة غوندوانا العظمى، التي تشكلت منذ نحو 550 مليون عام وكانت تضم نصف الكرة الأرضية الجنوبي بأكمله. ويقول تولوش: "ومنذ نحو 105 مليون عام، لأسباب لا نفهمها بعد، انفصلت عنها زيلانديا".

ويبلغ سمك قشرة القارة عادة 40 كيلومترا، وهي أكثر سمكا من القشرة المحيطية التي يبلغ سمكها في الغالب 10 كيلومترات. لكن زيلانديا تمددت بسبب الضغوط عليها وأصبح سمك قشرتها 20 كيلومترا فقط، ما أدى إلى هبوطها للأسفل لكن ليس إلى مستوى القشرة المحيطية، واختفت تحت مياه البحر.

ومع ذلك، يصنف علماء الجيولوجيا زيلانديا بأنها قارة بسبب أنواع الصخور التي عثر عليها هناك. فالقشرة القارية تتكون عادة من صخور نارية ورسوبية ومتحولة، كالغرانيت وصخور الشيست والحجر الجيري. أما قاع المحيط فيتكون عادة من صخور نارية مثل البازلت.

لكن ثمة تساؤلات لا تزال تحير العلماء، منها مثلا، كيف تمكنت زيلانديا من التماسك رغم رقة قشرتها الأرضية؟ ولماذا لم تتفكك إلى قارات صغيرة؟

ولا يعرف العلماء أيضا متى انتهى المطاف بزيلانديا تحت الماء- إذا صح الافتراض بأنها كانت قارة جافة قبل أن تغرق. ويرى العلماء أن الأجزاء البارزة فوق مستوى سطح المياه هي تلال وسلاسل جبال نشأت عن تصادم صفيحتين تكتونيتين، الصفيحة الأسترالية وصفيحة المحيط الهادئ. ولا يعرف تولوش بعد ما إن كانت زيلانديا قارة مغمورة منذ الأزل، باستثناء بعض الجزر التي تظهر منها، أم أنها كانت يوما ما أرضا جافة.

وهذا يثير تساؤلات عن الكائنات التي كانت تعيش على ظهرها. فغوندوانا نفسها، التي تتمتع بطقس معتدل وتمتد على مساحة 101 مليون كيلومتر مربع، كانت تؤوي تنوعا واسعا من الأنواع النباتية والفصائل الحيوانية، منها أولى الحيوانات التي تمشي على أربعة أرجل، ثم فيما بعد التيتانوصور، أضخم الكائنات الحية التي عاشت على وجه الأرض.
قارة غوندوانا

صدر الصورة،GETTY IMAGES
عندما انقسمت قارة غوندوانا، تفرقت أجزاؤها في مختلف أنحاء العالم، ولا تزال أنواع كثيرة من نباتاتها القديمة تنمو في متنزه دوريغو الوطني بأستراليا

جدل حول الديناصورات


نادرا ما يعثر على حفريات لحيوانات أرضية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، باستثناء نيوزيلندا، التي عثر فيها على الكثير من بقايا الحيوانات في التسعينيات من القرن الماضي، مثل عظام الصوروبود، وهو ديناصور ضخم طويل الرقبة والذيل، والهيبسيلوفوندونت، وهو ديناصور آكل للعشب، والأنكيلوصور، وهو ديناصور مدرع.

وفي عام 2006، عثر في جزيرة تشاتام على عظام قدم حيوان ضخم آكل للحوم، يرجح أنها تعود لنوع من الألوصور. وتعود كل هذه الحفريات إلى ما بعد انفصال زيلانديا عن غوندوانا.

لكن ربما كانت هذه الديناصورات تعيش على الجزر البارزة من زيلانديا بينما كان سائر أجزائها آنذاك مغمورا، كما هو الحال اليوم.

ويرى العلماء أن انقسام غوندوانا استغرق 130 مليون سنة، وتفرقت أجزاؤها في أنحاء الكرة الأرضية لتشكل أمريكا الجنوبية وأفريقيا ومدغشقر والقارة القطبية الجنوبية "أنتارتيكا" وأستراليا وشبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية وزيلانديا.

وهذا يدل على أن جزءا على الأقل من زيلانديا المغمورة الآن كان فوق سطح الماء كل هذا الوقت. ويرى بعض العلماء أن القارة بأكملها، بما فيها نيوزيلندا، غرقت تحت الماء لفترة من الوقت، ثم استوطنتها الحيوانات فيما بعد.

الطائر الفيل

صدر الصورة،ALAMY

يصل طول الطائر الفيل إلى ثلاثة أمتار ولا تزال شظايا قشور بيضه تنتشر في الشواطئ حتى يومنا هذا

وفي عام 2017، أجرى الفريق عمليات حفر لعمق يتجاوز أربعة آلاف قدم في قاع البحر في ستة مواقع في زيلانديا، وكانت العينات التي جمعت من جوف الأرض تتضمن حبوب لقاح من نباتات أرضية، وأبواغ وأصداف كائنات كانت تعيش في المياه الدافئة والضحلة.

ويقول ساذرلاند: "إذا كانت المياه لا يتجاوز عمقها 10 أمتار أو نحو ذلك، فثمة احتمالات أن تكون هذه المياه محاطة بأراض"، مشيرا إلى أن حبوب اللقاح والأبواغ تؤكد أيضا احتمالات أن زيلانديا لم تكن مغمورة كما كنا نعتقد.


انحناء الصخور


وأثارت تضاريس زيلانديا نفسها اهتمام العلماء. ويقول ساذرلاند: "إذا نظرت إلى خريطة نيوزيلندا الجيولوجية، سيبدو صدع جبال الألب، الحد الخارجي لأحد الصفائح التكتونية الذي يمر بمحاذاة الجزيرة الجنوبية، لافتا، وقد تراه من الفضاء".

واللافت أيضا أن نيوزيلندا يفصلها عن القارة خطا أفقيا، هو نقطة التقاء الصفيحة الأسترالية وصفيحة المحيط الهادئ التكتونيتين، وفي هذه النقطة تحديدا، يبدو النصف السفلي معوّجا.

ويفسر العلماء ذلك بأن تحرك الصفائح التكتونية أدى إلى اعوجاج طبقات الصخور، لكن أحدا لا يعلم الزمن الذي وقع فيه هذا التغير، أو كيفية حدوثه.

ويرى ساذرلاند أن كشف أسرار هذه القارة سيستغرق وقتا طويلا. وذلك لأن الاكتشافات تتطلب جهودا مضنية في هذه القارة التي تقع على عمق كيلومترين تحت سطح الماء، وتقع الطبقات التي ينبغي الحصول على العينات منها على عمق 500 متر تحت قاع البحر.

ويقول ساذرلاند: "إن انطلاق السفن للاستكشاف والمسح البحري يحتاج للكثير من المال والوقت والمجهود".

ومن الواضح أنه بعد 400 عام من رحلة تاسمان، لا يزال هناك الكثير من الأسرار التي لم تكتشف بعد عن هذه القارة الثامنة.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Future


 
قال نيك مورتيمر، الجيولوجي من GNS Science النيوزيلندي الذي قاد مجموعة الجيولوجيين 2017، لموقع "بزنس إنسايدر": "إنه ليس مثل جبل أو بلد أو كوكب. لا توجد هيئة رسمية للموافقة على قارة".

وفي حين أن تعريف القارة مثير للجدل، فقد اقترحت مجموعة مورتيمر أنه يجب أن يكون للقارة حدود محددة بوضوح، وأن تحتل مساحة أكبر من 386 ألف ميل مربع (مليون كيلومتر مربع)، وأن تكون مرتفعة فوق قشرة المحيط المحيطة، وأن تكون قشرة قارية أكثر سمكا. من تلك القشرة المحيطية.

وتنطبق زيلانديا على جميع تلك الشروط.

وقال مورتيمر: "إذا كنت تريد تجفيف المحيطات، فستبرز زيلانديا على أنها هضبة عالية التحديد ومحددة جيدا فوق قاع المحيط". وهو يعتبرها "القارة الأنحف والأصغر والأكثر انغمارا في المياه".

ومع ذلك، كانت المشكلة أنه حتى وقت قريب، كانت أقدم قشرة وصخور تم أخذ عينات منها من زيلانديا يبلغ عمرها 500 مليون سنة فقط، في حين أن جميع القارات الأخرى تحتوي على قشرة عمرها مليار سنة أو أكثر.

لكن دراسة حديثة وجدت أن جزءا من القارة المغمورة يبلغ من العمر ضعف ما كان يعتقده الجيولوجيون سابقا، ما قد يعزز حجة مورتيمر.


وقالت روز تورنبول، عالمة الجيولوجيا النيوزيلندية التي شاركت في تأليف الدراسة، في بيان صحفي: "هذه الدراسة الجديدة تحدد المربع القاري الأخير. لم يعد هناك شك في أننا نعيش على قمة قارة".

وتتكون زيلانديا، وهو مصطلح في الجيوفيزيائي صاغه بروس لوينديك في عام 1995، من نيوزيلندا ومجموعة من القطع المغمورة من القشرة الأرضية التي انفصلت عن قارة عظمى قديمة تسمى جوندوانا، منذ نحو 85 مليون سنة.

وحوالي 94% منها تحت الماء، حيث غرقت زيلانديا تحت الأمواج بعد نحو 30 إلى 50 مليون سنة من انفصالها عن جوندوانا. لذا فهي تشكل تحديا لكتلة اليابسة للدراسة.

ونظر علماء الجيولوجيا في 169 قطعة من غرانيت زيلانديا، والتي عثر عليها تحت جزر ساوث وستيوارت بنيوزيلندا. ويتشكل الغرانيت عندما تتبلور الصهارة في عمق قشرة الأرض.

ومن خلال استخراج بلورات مجهرية من الغرانيت، تمكن الفريق من تحديد عمر البلورات نفسها والقشرة التي تشكلت فيها.

وأظهرت النتائج أن القشرة كانت في يوم من الأيام جزءا من شبه القارة العملاقة الأخرى المعروفة باسم رودينيا، والتي تشكلت منذ ما بين 1.3 مليار و900 مليون سنة.

وبعبارة أخرى، بدأ التاريخ الجيولوجي لزيلانديا قبل 500 مليون سنة، أي منذ نحو مليار عام أو أكثر، وبالتالي حوالي ضعف العمر الذي حدده الجيولوجيون.

ويتمثل جزء من مهمة تورنبول في إنشاء خريطة رباعية الأبعاد للساحل الغربي لزيلانديا، لتصور كيف تبدو تلك الحدود في ثلاثة أبعاد وكيف تغيرت بمرور الوقت.

وفي العام الماضي، ساعد مورتيمر في رسم خريطة لشكل وعمق قاع المحيط المحيط بزيلانديا، ما يُعرف باسم خريطة الأعماق.

والخريطة، وهي جزء من مبادرة عالمية لمسح قاع المحيط بأكمله للكوكب بحلول عام 2030، وكشفت أيضا عن حجم وسواحل زيلانديا بتفاصيل غير مسبوقة.

المصدر: لايف ساينس

 
عودة
أعلى