مؤتمر برلين لسنة 1884 لتقسيم المغرب

المنشار

لا غالب إلا الله 🇲🇦
عضو مميز
إنضم
11/12/18
المشاركات
21,947
التفاعلات
78,103
مؤتمر برلين لسنة 1884 الدي قسم المغرب إلى عدة مناطق

EvbDvRcXEA0lQko.jpeg


المؤتمر المشؤوم الذي فتت تراب الوطن إلى أجزاء ووزعها قطعاً مابين فرنسا وإسبانيا

EvbDw93WQAUaCRh.png
 


مؤتمر برلين 1884.. حين اعتبر الأوروبيون أفريقيا أرضا مستباحة

72e6a31990164e859a3db51b7658b83f_18.jpg


ظل الغزو الأوروبي الصليبي، لإفريقيا متصلاً، من عام 1415، وهو عام الاحتلال البرتغالي لسبتة المغربية، وحتى مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكنه لم يكن يشمل سوى المناطق الشمالية، وبعض المناطق الغربية من القارة. ويعتبر الربع الأخير من هذا القرن، هو فترة تكالب القوى الأوروبية؛ لاستباحة المناطق الداخلية من القارة، بالقوة العسكرية، للهيمنة عليها، وتنصير أهلها، ولتطويق انتشار الإسلام بين الجماعات الوثنية في الغابات الاستوائية، وغيرها.

وقد بدأ ذلك التكالب بعد أن كانت تجارة الرقيق، على مدى أكثر من 4 قرون، قد أدت إلى تفريغ أجزاء واسعة من القارة من سكانها، وفي الوقت نفسه، كانت قد أدت الغرض منها، بالنسبة لمعظم الدول الرأسمالية الأوروبية، وصارت قيداً على زيادة التطور الرأسمالي، ومن ثَمَّ، ظهور الحاجة إلى تنظيم الاستغلال المحلي للأراضي والعمل، وَفْقاً للاحتياجات الأوروبية الجديدة بعد الثورة الصناعية التي كانت تتطلب الحصول على المواد الخام، وعمالة رخيصة، وسوق لتصريف المنتجات الصناعية.

وكان إنشاء (ليوبولد الثاني) ملك بلجيكا (1865- 1909) للمنظمة الإفريقية العالمية، ذات الأهداف الإنسانية المعلنة، عام 1877، وتطلعه لاستباحة الكونغو، ذات المساحة الشاسعة والموارد الهائلة في قلب القارة السمراء، قد أدى إلى إثارة حسد إمبراطوريات فرنسا وبريطانيا والبرتغال، وتحرك هذه القوى الثلاث، من ثم، للدخول في سباق محموم مع بلجيكا، لاستباحة الكونغو، وهنا رأت الإمبراطورية الألمانية الصاعدة، أن لها الحق في نصيب من الغنيمة، فأسرعت باحتلال أجزاء واسعة من غرب إفريقية، في أبريل 1884، وإعلان حمايتها على أجزاء أخرى من القارة، وعلى رأسها الكاميرون، الأمر الذي أثار فزع ومخاوف إنجلترا، نتيجة لمزاحمة ألمانيا القوية، لها بعد فرنسا. وهكذا بدأت في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، موجة جديدة من الاستخراب الأوروبي، تجتاح القارة الإفريقية، التي صارت نهباً مستباحاً للقوى الأوروبية الاستعمارية، التي كانت تعتبرها «أرض بلا صاحب».

colonization_012.jpg


ولكي لا يتحول التنافس بين القوى الأوروبية على أفريقيا إلى حروب طاحنة، كما حدث من قبل في الأمريكيتين وفي شبه القارة الهندية، دعا الزعيم الألماني بسمارك (1863- 1890) في حزيران عام 1884، لعقد مؤتمرٍ للدول الأوروبية، في برلين، لأجل وضع خريطة تقسيم القارة الإفريقية على الطاولة، وتحديد من الذي يستبيح هذا الجزء أو ذاك، من القارة، وبحيث يكون للإمبراطورية الألمانية الصاعدة، نصيب من هذه الكعكة، وقد انعقد المؤتمر فعلاً في 15 -11- 1884، وشاركت فيه 13 دولة أوروبية هي: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، والنمسا، والمجر، وبلجيكا، والدنمارك، والسويد، والنرويج، وإسبانيا، وهولندا، وإيطاليا، والبرتغال، كما حضرته الولايات المتحدة، بصفة مراقب، وحضرته أيضاً الدولة العثمانية، كـ (ديكور) لإضفاء الطابع الدولي عليه.
 
وقد جاء البيان الختامي للمؤتمر في 38 مادة، تضمنت الآتي:


1. إقرار كل دولة أوروبية على ما تحت يدها من مستخربات أفريقية، كانت قد استباحتها ووضعت يدها عليها، قبل انعقاد ذلك المؤتمر.

2. أقر المؤتمر، أن أي دولة أوروبية لها الأولوية في استباحة أي منطقة إفريقية كان لشركاتها التجارية، أو لبعثات جمعياتها الجغرافية وكنائسها التبشيرية، نفوذ عليها من قبل.

3. اعترف المؤتمر بحق ليوبولد الثاني، ملك بلجيكا، في استباحة الكونغو، والتي كانت مساحتها تزيد عن مساحة بلجيكا الصغيرة عشرات المرات، وكان هذا الاعتراف بدعم أمريكي.

4. أعطى المؤتمر الدول الأوروبية الحق في استباحة أي جزء من القارة، لم يكن قد استبيح من قَبْل، شريطة إعلام بقية الدول الأوروبية الموقِّعة على ميثاق المؤتمر، بذلك.

5. أقر المؤتمر حرية التجارة والملاحة في حوضَي نهري الكونغو والنيجر للشركات الأوروبية والأمريكية.

6. أكد المؤتمر على الاستمرار في مكافحة تجارة الرقيق، إلى جانب العديد من المواد الأخرى، التي قصد منها إضفاء الطابع الإنساني المتحضر على الاحتلال.

7. اعترف المؤتمر بالحبشة كقوة محلية إفريقية، لكونها مملكة نصرانية، وأعطاها الحق في استباحة أراضي الإمارات الإسلامية التي كانت تتركز على الساحل الإفريقي، وقتذاك
 
عودة
أعلى