كوريا الحرب التي لم تنتهي

الملازم أبو عبيدة الجراح

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كتاب المنتدى
إنضم
24/12/20
المشاركات
862
التفاعلات
4,674
البداية، استطاعت إمبراطورية الشمس المشرقة (اليابان) التخلص من التأثير الصيني على شبه الجزيرة الكورية في الحرب اليابانية الصينية الاولى (1894–1895) ما أدى إلى قيام إمبراطورية الكورية التي لم تدم لفترة طويلة (13عام).

4C0A24E0-4CFE-4081-86ED-B74F16218C6B.jpeg

رسم تخيلي لجنود يابانيين خلال ملاحقتهم لعدد من الصينيين خلال الحرب الصينية اليابانية الأولى.

CB829B8B-F214-489A-AA69-F3E6CCD8960C.jpeg

صورة لجنود يابانيين شاركوا في الحرب الصينية اليابانية الأولى.


وجعلت اليابان كوريا محمية تابعة لها بتوقيع معاهدة أولسا عام 1905 بعد عقدٍ من الزمن عقب هزيمتها للإمبراطورية الروسية في الحرب الروسية اليابانية (1904–1905)، وضمتها لليابان بعد التوقيع على معاهدة الضم اليابانية الكورية عام 1910.


B68FABDC-8BED-42D8-9851-23826B4E0CBE.jpeg

المعاهدة اليابانية الكورية لعام 1910.


خط عرض 38°، هو اُعتمد خط عرض 38° بعدما استسلمت اليابان في أغسطس 1945، ليشكل حداً فاصلاً بين منطقتي الاحتلال السوفيتية والأمريكية اللتان تقاسمتا كوريا عقب الحرب العالمية الثانية.

63BC0116-5CF9-4048-9CBA-877A086B8290.jpeg



F85DCEFE-7F92-495D-B582-4A684EA9980A.png

في البداية تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية على طول خط عرض 38، ولكن لاحقاً أصبح خط الترسيم العسكري بالبرتقالي هو الحد الفاصل بين الكوريتين.


وقسّم خط العرض هذا شبه الجزيرة الكورية من منتصفها تقريباً. وأصبح هذا الحد الفاصل عام 1948 الحدود الرسمية ما بين كوريا الشمالية (رسمياً: جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية) وكوريا الجنوبية (رسمياً: جمهورية كوريا)، ويدعي كِلا البلدين سيادتهما الشرعية على كامل الأراضي الكورية. أندلعت الحرب الكورية حين عبر الجيش الكوري الشمالي الحدود عند خط عرض 38 واجتاح كوريا الجنوبية بتاريخ 25 يونيو عام 1950، وذلك بعد سلسلة من الهجمات وتبادل لإطلاق النار على جانبي الحدود. ودفع هذا لأمم المتحدة إلى إصدار قرار ضد الجهوم وتدخل قوات الأمم المتحدة التي كانت بغالبيتها أمريكية للدفاع عن كوريا الجنوبية وصد هجوم الشمال.

A4EB3AB1-0EE6-4257-9670-9045698C560A.jpeg


BCF71B8C-D672-4D84-BB8F-57EC7ABFB285.jpeg


أقيم حد فاصل جديد بين الكوريتين بعدما تم التوقيع على اتفاق هدنة بتاريخ 27 يوليو عام 1953. ويحيط بخط الترسيم العسكري المنطقة منزوعة السلاح.

وتعبر المنطقة خط العرض 38 من الجنوب الغربي وصولاً إلى الشمال الشرقي. غالباً ما يجري الخلط بين خط الترسيم العسكري وخط عرض 38؛ ولكن كما يظهر على الخريطة فإنهما مختلفان.



سلسلة من الافلام وثائقي تتحدث عن المَعناة.







 
مقدمة

على طول تاريخ البشرية، تقع أحداث جسام في بقاع شتى، من الأرض؛ فتتبدل أحوال، وتتغير ظروف، فالأرض تدور، والأيام يداولها الله بين الناس.

شرر تطائر في كوريا 1950، أشعل ناراً اكتوى بلهيبها كثير من دول العالم، ونشبت أطوار حرب أشبه بالحرب العالمية.

قبل نشوب الصراع المسلح في كوريا، في أواسط 1950، لم كثير في العالم الغربي يعرف الكثير عن كوريا، أو يلقي بالاً لكوريا وأهلها. وعندما اشتعل الصراع، شُغل الجميع بها، وتتابع إصدار الكتب التي تتحدث عن كوريا، وملأت خرائطها الجرائد والمجلات، وأصبحت أسماء قادتها وزعمائها ـ الغريبة على الأسماع ـ معروفة لدى العالم أجمع.

يحتل موضوع الصراع المسلح، في كوريا، مكانة فريدة في التاريخ؛ لأنها تعلقت بتحرك أقوى قوة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، القوة النووية الوحيدة آنذاك؛ لمواجهة التغلغل الشيوعي بالقوة المسلحة، لأول مرة، في منطقة الشرق الأقصى. وبعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أوروبا، وليس آسيا، هي خط الدفاع الأساسي الأول ضد الشيوعية، فإنه عقب غزو كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية، تحول الاهتمام الأمريكي إلى الشرق الأقصى. لا سيما بعد استقرار الحدود الأوروبية، وفشل محاولات نشر الشيوعية في الدول الأوروبية الغربية. ومن ثم، بدأ الأمريكيون يرون ضرورة التصدي للشيوعية في آسيا، ومحاولة منع تغلغلها بين شعوب ضعيفة، هناك، سوف تسقط، لا محالة، ما لم يحدث التدخل، في براثن الشيوعية.

يتناول البحث، بعد استعراض موجز لجغرافية كوريا، وتاريخها على مر العصور، تفصيل حجم القوات العسكرية، في طرفي كوريا، قبيل هجوم قوات كوريا الشمالية، في 25 يونيه 1950. ثم يسرد، تفصيلياً، أحداث الغزو الكوري الشمالي والعمليات العسكرية الأساسية وردود الفعل الدولية والمحلية. ثم يفصل التحرك العسكري والسياسي الأمريكي، والحشد الدولي، الذي تمثل في قوات من ست عشرة دولة، تحت راية الأمم المتحدة، لأول مرة في التاريخ. ويتناول تطور العمليات العسكرية، بعد التدخل الغربي، وانهيار القوات العسكرية الشمالية، وانسحابها من كوريا الجنوبية، ومطاردة قوات الأمم المتحدة لها، ودخولها كوريا الشمالية، واحتلال عاصمتها.

ثم التطور المذهل للأحداث؛ بسبب التدخل العسكري الصيني، الذي قلب الموازين كلها، وتصاعد الأحداث، وانعكاساتها على العالم كله. ثم يتناول البحث تحول مسار الأحداث، وانسحاب القوات الغربية، إلى أراضي كوريا الجنوبية، ومحاولات الانتقام، لتمتد الأحداث طوال ثلاث سنوات (1950 ـ 1953)؛ ثم تنتهي بمفاوضات بين أطراف النزاع المختلفة، وتتوج بإنهاء الصراع المسلح وتوقيع معاهدة السلام.

وكان للصراع المسلح نتائج ظاهرة، وتأثيرات مستقبلية، ودورس مستفادة، يحاول البحث تسليط الضوء عليها تفصيلاً. ويحاول البحث ألا يغفل كل الأحداث المهمة، في هذا الصراع المسلح، وما نجم عنها. ويقدم أكثر من 70 خريطة للمعارك المختلفة، المؤثرة في سير الأحداث. ثم يلحق ذلك بمسير أحداث دقيق، وملاحق مهمة، أبرزها نصوص اتفاق الهدنة بين الأطراف المتنازعة، وثبتاً لأهم الأعلام البارزة في البحث.

دارت الحرب الكورية على مدى 37 شهراً بين شطري شبه الجزيرة الكورية، في صراع مأسوي تغذيه أطراف خارجية وتدعمه، لتكريس العداوة والانشطار في كيان شعب واحد عاش قبلها في وحدة وتماسك أكثر من ألفي عام.

كانت الحرب الكورية في حقيقتها صراعاً بين كتلتين عالميتين، هما:

أولاً: الكتلة الشرقية، بزعامة الاتحاد السوفيتي، الذي خرج من الحرب العالمية الثانية منتصراً عام 1945م، وسرعان ما بسط نفوذه على دول شرق أوروبا ودول في شرق آسيا، ثم اكتسب ثقلاً هائلاً مع انتصار الشيوعية في الصين عام 1949م.

ثانيا: الكتلة الغربية وعلى قمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أرادت الكتلتان تجنب الصراع المسلح، الذي قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، ومن ثم خططتا لأن تقوم الدول الصغيرة بدور الواجهة التي تتحمل التضحيات، وتكتفي الكتلتان العظميان بدور المساندة، والدعم المادي، والمعنوي من وراء ستار.

كانت الحرب الكورية أول حرب تشارك فيها الأمم المتحدة بقوات عسكرية تدخل ميدان القتال، إلى جانب الطرف المعتدى عليه، وهو الطرف الموالي للكتلة الغربية.

للمزيد.



فيلم وثائقي عن الهجوم الاول للقوات الأمريكية من البحر.

 
في عام 1950، غداة نشوب الصراع المسلح، كان إجمالي عدد السكان 30 مليوناً، 21 مليوناً في كوريا الجنوبية، و9 ملايين في كوريا الشمالية؛ يعمل 70 بالمائة منهم في الزراعة.

227D42CC-63C3-4E77-916A-47F46D1CACB1.jpeg


وطالما حمل الغربيين جهلهم بكوريا، تسميتها باسم "المملكة المغلقة Hermit Kingdom". ومالبث موقعها الإستراتيجي البارز، أن لفت أنظار كلٍّ من الصين واليابان وروسيا، التي راحت تتنازع فيها، كل يريد فرض سيطرته عليها.

CC75BDEB-72CE-4B8B-B2DC-10DDEA03F9E5.jpeg


منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في أغسطس 1945، قُسمت كوريا إلى قسمين، يفصل بينهما خط العرض 538 شمالاً. كان خط العرض 38 خطاً وهمياً، يمتد على الخرائط، عبر الجبال والأنهار والطرق والسكك الحديدية. ولم يكن ذا دلائل سياسية، ولا يمت إلى تاريخ كوريا بصلة. ولكنه كان يفصل بين شمالي كوريا، حيث تركزت القدرات الصناعية؛ وجنوبيها، حيث الأراضي الخصبة، والاقتصاد الزراعي. وفى عام1948، أنشئت دولة في كل قسم:

أ. في الشمال: جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبيةDPRK (كوريا الشمالية)، التي اتخذت النظام الشيوعي، وحظيت بدعم كل منالاتحاد السوفيتي (السابق) والصين الشعبية.

E3E7F463-70A9-461C-894B-B4F15D26886C.jpeg


ب. وفي الجنوب: جمهورية كوريا Korea (كوريا الجنوبية)، التي انتهجت النظام الرأسمالي، وحظيت بدعم المعسكر الغربي، وعلى رأسهالولايات المتحدة الأمريكية.

6FFE2703-F9B7-4B19-8968-EB6DE3BE2D20.jpeg
 
يرجع التاريخ الكوري إلى عام 2333 ق.م، حينما أسس الملك "تان جون"، أول مملكة في التاريخ الكوري، سُميت "تشوسين Chosen" أو"أرض الصباح الهادئ". وتبع ذلك تكوين مملكتَين أخريَين، في شبه الجزيرة الكورية.

A020090F-ADB1-4F50-8117-A1ABB79DC8A2.jpeg
 
ونظراً إلى علاقة كوريا الشمالية المتينة بالمعسكر الشيوعي، فقد تدفقت إليها الأسلحة، من كلٍّ من الصين وروسيا؛ عبر الحدود الشمالية، سواء بالسكة الحديدية، أو بحراً من ميناء فلاديفستك، ثم إلى موانئها، الواقعة على "بحر اليابان". وكان أهم هذه الأسلحة، الدبابات المتوسطة من نوع T-34، روسية الصنع، والتي يسهل إخفاؤها. وكان عددها مائة وخمسين. والغرض منها أن تكون في طليعة القوات الهجومية، التي يقودها الجنرال الكوري الشمالي، "شاي يونج شاي Chae Yong Chae".

1B3788FB-9F1D-4E17-AD60-ACBD5C9D6233.gif
 
حجم قوات كوريا الشمالية البرية، عشية الهجوم

بلغ عدد أفراد القوات البرية 135 ألفاً. شكَّل جيش الجنرال "شاي يونج شاي"، نحو ثلثَيها، وانتظم في سبع فِرق من المشاة، ولواء مدرع واحد، ولواء حدود، وفوج (آلاي) مشاة مستقل، وآخر من راكبي الدراجات البخارية.

كانت فِرقة المشاة، التي تعد القوة الضاربة في جيش الجنرال شاي، مكونة، في المتوسط العام، من عشرة آلاف رجل، ومقسمة إلى ثلاثة أفواج، تكوّن كلٌّ منها من ثلاث كتائب مشاة. وكان هناك كذلك كتيبة أخرى، من المدفعية ذاتية الحركة (المحمولة على شاسيه مدرع).

وضمت القوات البرية وحدات أخرى، معاونة، من الخدمات الطبية والإشارة، والمدفعية المضادة للدبابات، والمهندسين، وكتائب تدريب، وسرايا استطلاع ونقل.

وكانت، في يونيه 1950، تتمثل في نمطَين:

قوة شرطة، أفراد حرس حدود Border Constabulary. وتسمى بالكورية: "بو آن دايي Bo An Dae".

الجيش الشعبي لكوريا الشمالية NKPA
 
جدول

التشكيل الدفاعي لجيش كوريا الشمالية


العدد
الفِرقة
11 ألفاًالفِرقة الأولى
10838الفِرقة الثانية
11 ألفاًالفِرقة الثالثة
11 ألفاًالفِرقة الرابعة
11 ألفاًالفِرقة الخامسة
11 ألفاًالفِرقة السادسة
12 ألفاًالفِرقة الثانية عشرة
6 آلافالفِرقة العاشرة
6 آلافالفِرقة 13
11 ألفاًالفِرقة 15
3 آلافوحدة المشاة 766
ألفانالفيلق 12 راكبي الدراجات البخارية
6 آلافاللواء المدرع 105
5 آلافاللواء الأول من قوة الأمن
2600اللواء الثاني من قوة الأمن
4 آلافاللواء الثالث من قوة الأمن
3 آلافاللواء الخامس من قوة الأمن
4 آلافاللواء السابع من قوة الأمن
5 آلافالفيلقان الأول والثاني القيادة
135438الإجمالي
 
كوريا الجنوبية في بداية الحرب كانت في حاله يرثاء لها، لا دبابات ولا ألغام ولا مدافع عديمة الارتداد بعيدة المدى، ولا ذخائر كافية. وكانت نسبة الأسلحة الصالحة، في جيش كوريا الجنوبية، 50% فقط. وكانت نسبة السيارات والمركبات الصالحة 65%.

عكس الشمالية فكانت ياتيها دعم سخي من الاتحاد السوفيتي.
 
عندما حل شهر يونيه 1950، كانت قوات الجانبَين، على امتداد خط العرض 38 ْ، كالآتي:

1. قوات كوريا الشمالية: 90 ألف رجل، مزودين بـ 150 دبابة، وتدعمهم قوة جوية صغيرة.

2. قوات كوريا الجنوبية: 65 ألف رجل، من دون دبابات، ولا قوة جوية تذكر.

كما كانت قوات المدفعية في جيش كوريا الشمالية، تفوق مدفعية كوريا الجنوبية، بنسبة 3 إلى 1 تقريباً. إضافة إلى تميز مدفعية الشماليين ببعد المدى، 14 ألف ياردة، في مقابل 8200 ياردة لمدفعية الجنوبيين، كما فاقتها أحجاماً وعيارات. ناهيك بأن التنظيم الروسي لجيش كوريا الشمالية، كان أفضل من التنظيم الأمريكي لجيش كوريا الجنوبية.
 
الصين لعبت دور كبير في الحرب و دخلت بكل ثقلها في الحرب كان تعداد القوات الصينية التي تحارب يتخطي 1,4 مليون مقاتل مع آلاف دبابات تي 34 و طائرات ميغ 15 الاحدث آنذاك .

و قد فقدت الصين 300000 مقاتل بين قتيل و جريح .
 
الصين لعبت دور كبير في الحرب و دخلت بكل ثقلها في الحرب كان تعداد القوات الصينية التي تحارب يتخطي 1,4 مليون مقاتل مع آلاف دبابات تي 34 و طائرات ميغ 15 الاحدث آنذاك .

و قد فقدت الصين 300000 مقاتل بين قتيل و جريح .
القيادين في الحرب تطوعو في الجيش الصيني ومن ثما عادو الى كورية وحتى كيم إيل سونج عاشن في الصين لفترة ثما تدرب في الاتحاد السوفيتي وبعدها عاد الى كوريا.
 
ردة فعل العالم للهجوم الشمال على الجنوب.

وقد فوجئ أمين عام الأمم المتحدة، لدى سماعه هذه الأنباء؛ وقال: "إنها حرب موجهة ضد الأمم المتحدة". وفي الساعة الثالثة، من صباح اليوم التالي، 26 يونيه، الموافقة للساعة الثانية والنصف، بعد ظهر يوم 25 يونيه (في نيويورك)، اجتمع مجلس الأمن، بحضور عشرة أعضاء، وتغيب مندوب الاتحاد السوفيتي، جاكوب مالك Jacob Malik، الذي كان يقاطع جلسات مجلس الأمن، منذ يناير 1950؛ احتجاجاً على استمرار عضوية الصين الوطنية (فورموزا)؛ وهكذا لم يحدث استخدام لحق الاعتراض (الفيتو).
 
وضع الجيش الأمريكي

في مايو 1945، بلغ جيش الولايات المتحدة الأمريكية ذروته؛ إذ وصل عديده إلى 8 ملايين و290 ألف جندي. ثم تضاءل العدد، في غضون خمسة أعوام، إلى مليون و600 ألف جندي. في بداية الحرب الكورية كانت القوات الضاربة، في هذا الجيش، تتمثل في أربع عشرة فِرقة فقط؛ واحدة منها في أوروبا؛ وثلاث مقسمة إلى تسعة ألوية مستقلة. وفي كل فِرقة لواء مشاة، وكتيبتان أو ثلاث مدفعية.

وكانت أربع فِرق في اليابان، تحت قيادة الفريق الأول ماك آرثر، وهي: السابعة، والرابعة والعشرون، والخامسة والعشرون المشاة، والفِرقة الأولى الفرسان (المترجلة). وكلها غير كاملة العدد. وبلغت درجة استعدادها نسبة 70% من قوتها الأصلية في وقت الحرب؛ إذ كانت تراوح قوة كل منها بين 12 ألف رجل، و15 ألف رجل، وهو الحد الأقصى، الذي كانت عليه الفِرقة 25. وكانت كل الفِرق تعاني نقصاً في الأسلحة الحديثة، كالأسلحة من عيار 57 مم؛ والمدافع عديمة الارتداد، من عيار 75 مم؛ والهاونات من عيار 4.2 بوصات؛ وكذا قاذفات الصواريخ، من عيار 3.5 بوصات.

وكانت الدبابات من نوع م ـ 24 M-24، الخفيف؛ والتي لا يمكن مقارنتها بالدبابات الروسية المتوسطة، من نوع ت ـ 34. وكان مع تلك الفِرق 5200 جندي، من المدفعية المضادة للطائرات؛ و25 ألفاً، وحدات إضافية أخرى. وكانت هذه الفِرق، قد مكنت الفريق الأول ماك آرثر، من الاحتلال الكامل لليابان، وكان قوامها كلها 83 ألف رجل. إضافة إلى ذلك، كان هناك نحو 600 فرد مستعدين، في كلٍّ من الفوج الخامس في "هاواي"، والفوج التاسع والعشرين في جزر أوكيناوا.

وكانت قوة البحرية الأمريكية، في الشرق الأقصى، تمثل نحو خمس القوة الإجمالية للأمم المتحدة، وثلث القوات، التي تعمل في المحيط الهادي. وكانت قيادة الأدميرال "جوي"، في الشرق الأقصى، مكونة من: الطراد جونو Juno، والمدمرات: مانسفيلد Mansfield، ودي هافن De Haven، وكولّيت Collet، وسوينسون Swenson، وثلاث كاسحات ألغام، وخمس وحدات برمائية.

أما الأسطول السابع، المنوط به جعْل ماو تسي تونج، وشانج كاي شيك، بعيدَين عن المعركة، فكان مكوناً من: حاملة الطائرات "فاللي فورج Valley Forg"، والطراد روتشستر Rochester، وثماني مدمرات، وناقلة زيت للإمداد، وثلاث غواصات.

أما القوات الجوية، فقد ظلت أفضل تماسكاً؛ إذ لم تستجب القيادة للمطالبة بتقليص حجمها، مثلما حدث مع القوات البحرية والبرية. وفي نهاية مايو 1950، كانت القوات الجوية، في الشرق الأقصى، بقيادة اللواء جورج سترات ماير George E. Stratemeyer، مكونة من "1172 طائرة، من كل الأنواع؛ و33625 رجلاً".

وكانت قوة مشاة البحرية، قد تقلصت من المستوى، الذي بلغته أثناء الحرب، أي 485 ألفاً، إلى قوة صغيرة، تقل عن 75 ألف ضابط وجندي في الخدمة الفعلية. وبقيت في الخدمة فِرقتان من فِرقها الست، هما الأولى والثانية، وكانتا أقل عدداً وقوة من الفِرق البرمائية الكبيرة، التي تكونت أثناء الحرب. وخفضت، كذلك القوة الجوية، العاملة مع البحرية، والمكونة من جناحَين (الجناح ثلاثة أسراب). ولم يكن هناك مشاة من البحرية، لإرسالها إلى ماك آرثر، سوى أولئك العاملين على السفن الحربية. وكانت أقرب القوات، هي الفِرقة الأولى من مشاة البحرية، في كاليفورنيا California.

هكذا كانت القوة العسكرية الأمريكية، في صيف 1950.
 
عودة
أعلى