قصة ميلاد المروحية الروسية العريقة Mi-24 Hind

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,086
أوكل إليها مهام تقديم الدعم الناري للتشكيلات المدرعة والميكانيكية
قصــــة ميــــلاد المروحيــــة الروسيــــة العريقــــة Mil Mi-24 Hind

4b7dc685cdec4e5ad94af347ec7a3601.jpg

أثناء الحرب العالمية الثانية ، حقق الجيش الأحمر السوفييتي اختراقاته العميقة عن طريق تحشيد المدفعية والمشاة في المناطق المختارة ، ثم يأتي بعد ذلك الدروع ووحدات المشاة الآلي motorized infantry units . في أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، رأت القيادة السوفيتية أن فكرة تركيز القوات في مناطق محددة هي فكرة سيئة ، بسبب خطر سلاح الجو المعادى ، وربما هجوم نووي مباغت ، لذلك استبدل مذهب تحشيد القوات Concentrating بمذهب تركيز القوة النارية ، باستخدام منظومات الصواريخ متعددة الفوهات وقوة السلاح الجوى .. كما طورت تكتيكات جديدة للهجوم الأرضي ، قائمة على تجميع وتكديس القوات الأرضية المتحركة بسرعة على طول المحاور المختارة للهجوم ، وقبل الوصول لخطوط العدو الدفاعية "التحشيد في الحركة" concentration in move ، ثم بعد ذلك التسلل والتداخل مع خطوط العدو من قبل المجموعات التكتيكية المستقلة ، أو ما يطلق عليه "مجموعات المناورة العملياتية" operational maneuver groups . هذه العمليات تتم بالتزامن مع الدعم والهجمات الجوية ، وهكذا عمل السوفييت على نسخ "المعركة الأرضية الجوية" air-land battle لقوات منظمة حلف شمال الأطلسي ، وتثبيتها في مفاهيمهم القتالية . فليس سراً أن العسكريين السوفييت كانوا معجبين جداً بالاستخدام الشامل للمروحيات الأمريكية خلال حرب فيتنام ، وقاموا بتحليل تلك الاستخدامات ، واستخلصوا ما يناسبهم من استنتاجات .

1*_b2fsVxWYSEG-L3RkWXBdA.jpeg

المشكلة الأخرى التي كان على القيادة العسكرية السوفييتية مواجهتها تتعلق بإدارة سرعة التقدم والحركة خلال حرب واسعة النطاق في المسرح الأوربي ، فمن وجهة النظر السوفييتية كانت السرعة مهمة لسببين ، أولها عدم إتاحة وإعطاء الزعماء الأوربيين الفرصة الكافية لاتخاذ قرار استخدام الأسلحة النووية . إذ اعتقد السوفييت أن بيروقراطية bureaucracy القرار في دول منظمة حلف شمال الأطلسي سوف يؤدي لتأخيرات كبيرة في ردة الفعل الغربية . السبب الثاني مرتبط بتأخر وصول المساعدات والتعزيزات الأمريكية للمسرح الأوربي ، وقدرت هذه بنحو 5 أيام للمساعدات المنقولة جواً ، ونحو 15 يوم للمساعدات المنقولة بحراً . لعرقلة هذه العملية ، طور الإتحاد السوفييتي مفهوم مجموعة المناورة العملياتية OMG ، التي كان يتطلب منها بعد تحقيق الاختراق ، التحرك سريعاً قدر المكان خلال خطوط حلف شمال الأطلسي ، والوصول للنقاط الحيوية vital points في أراض العدو ، خصوصاً المطارات والموانئ المخصصة لوصول التعزيزات الأمريكية . ولإنجاز هذا الهدف كان على القوات المناورة ، تخطي جميع العقبات وإخماد جميع نقاط المقاومة .

e1V4Qd-Q4ogWCf2aq6w737fcjnlrsjx1VRe2eIodXHpbM4TEiXvMIwIU0BJ4MWlZkNg=s0-d

في أوائل الستينات ، كان هناك بعض الاختبارات على مروحية مسلحة بدائية من طراز Mi-4A . جهزت هذه الطائرة بمدفع رشاش مفرد من نوع TKB-481 عيار 12.7 ملم ، ثبت في حاوية مستطيلة أسفل هيكل المروحية . وفي أواخر الستينات ظهر برنامج سوفييتي لمروحية مسلحة أكثر جدية ، أعطي البرنامج دفعة هامة لاحقة نتيجة أزمة الحدود بين الاتحاد السوفيتي والصين في العام 1969 ، والقتال المستمر بين حرس حدود الدولتين على امتداد طول نهر "أوشري" Ussuri (الخوف السوفييتي في حقيقته كان من تهديد خط السكك الحديدية الحيوي Magistral المار في الأراضي السيبيرية قرب الحدود مع الصين ، والذي كان حلقة الاتصال الوحيدة والرئيسة لنقل التجهيزات والإمدادات العسكرية من عمق الإتحاد السوفييتي للشرق الأقصى) . القيادة السوفييتية كانت مهتمة أكثر بتأمين الحدود مع الصين ، لحد تدارس فكرة تطوير مروحية مسلحة ، يمكن أن تقوم بعمل دوريات منتظمة على امتداد الحدود السوفييتية الصينية البالغ طولها نحو 7000 كلم ، وإيقاف التعديات الصينية ، وتحددت الحاجة في مروحية بقدرة حمل مجموعة صغيرة من القوات بكامل تسليحها . فبدأ مكتب Mil بتصميم الطراز Mi-24 ، مستنداً على أساسيات تصميم المروحية Mi-8 ، مع مقصورة قوات troop compartment في مؤخرتها . النماذج الأولى من المروحية Mi-24 طارت في العام 1970 ، وكانت مجهزة بأجنحة جانبية صغيرة ، وتسليح بسيط من مقذوفات S-5 عيار 57 ملم ، ومدفع رشاش من عيار 12.7 ملم مثبت في مقدمة الطائرة . حماية المروحية المدرعة كانت مستندة على صفائح فولاذية بسماكة 6 ملم للأرضية ومقاعد الطاقم ، حيث دخلت أعداد قليلة من هذه المروحية الخدمة في سلاح الجو السوفييتي في بداية السبعينات ، وأطلق عليها الغرب عند رصدها اسم Hind-B . إلا أن النسخة العملياتية (النسخة الإنتاجية production version) التي أطلق عليها Hind-A ، كانت أكثر تقدماً من سابقتها ودخلت الخدمة في العام 1972 . فبالإضافة لقدرة هذه المروحية على حمل ثمانية جنود بكامل أسلحتهم ، فقد جهزت بحاويات مقذوفات غير موجهة من عيار 57 ملم نوع UB-32 أو من عيار 80 ملم نوع B-8-20 ، ومدفع رشاش من عيار 12.7 ملم ، وكذلك صواريخ موجهة مضادة للدروع نوع Falanga (التسمية الغربية AT-2 Swatter).

50010347.jpg

أوكل للطائرات Mi-24 مهمة تقديم الدعم الناري العام للتشكيلات المدرعة والميكانيكية ووحدات الاقتحام الرأسي ، بالإضافة إلى شل تحركات احتياطي القوات المدرعة المعادية ، حيث كانت تستخدم المدفعية التقليدية في الماضي لهذا الدور . وفي الوقت الذي تستخدم فيه المروحية مقذوفاتها غير الموجهة لمهاجمة الأهداف السهلة والمكشوفة ومنظومات الدفاع الجوي المعادية ، فإن المخابئ والاستحكامات يتم مهاجمتها بالصواريخ الموجهة المضادة للدروع . ففي ظروف المعركة الحديثة ، التي تتقدم فيها الوحدات الأرضية وفي المراحل الأخيرة ، فإن أسلحة الإسناد من مدفعية وهاونات لا تجد الوقت الكافي لاتخاذ مواقعها الدفاعية الجديدة ، ثم الحركة إلى مواضع أخرى بديلة وهكذا ، وبالتالي لا تستطيع المدفعية المرافقة للوحدات الأرضية المحافظة على استمرارية الإسناد والزخم الناري بشكل مؤثر . وهنا يأتي دور المروحيات المثقلة بالأسلحة لتعزيز مهمة الإسناد الناري ، وملء الثغرة الحاصلة في هذا المجال . فقد أعتقد السوفيت أن النصر سيكون حليف الطرف الذي يمتلك أكبر قوة من النيران . لقد رفضت العقيدة التعرضية السوفييتية ، الاستخدام المتأني الحذر ذو الطابع الدفاعي للمروحيات ، وهي ترى أنه إذا ما أريد استثمار وتأمين الدعم الناري الفعال والمؤثر للقوات الأرضية المتقدمة بشكل سريع ، فإنه يتعين استخدام المروحيات بشكل اقتحامي تعرضي ، فلا تمتلك المروحيات ترف الانتظار حتى تأتي الأهداف المعادية إليها ، بل يجب عليها أن تنقل المعركة إلى حيث يتواجد العدو ، وقد يكون في هذا المبدأ بحد ذاته تدمير للمروحية المهاجمة نفسها . وهكذا اعتبرت المروحية الهجومية Mi-24 عند دخولها الخدمة ، منصة دعم ناري Fire support platform ، فلم يكن من ضمن اختصاصاتها مقاومة الدبابات ، بل أقتصر تكييفها على عمليات دعم القوات المتقدمة ، ومهاجمة نقاط ومواقع الأسلحة المضادة للدبابات ، وإخماد أنظمة الدفاع الجوى المعادية باستخدام الصواريخ الحرة غير الموجهة unguided rockets وتصحيح نيران المدفعية . هذا التوجه نتج عن اعتقاد السوفييت أن مهام مهاجمة دبابات العدو ، يجب أن تكون من مسؤولية القاذفات المقاتلة أولاً ، التي تهاجم وتشتبك مع الوحدات المدرعة بشكل رئيس بالقنابل العنقودية cluster bombs ، والقوات الأرضية ثانياً التي تستخدم أنظمتها الصاروخية المضادة للدروع لتعهد ومشاغلة engage دبابات العدو عند الالتحام .

H%C3%A9licopt%C3%A8re_de_combat_de_l%27arm%C3%A9e_tchadienne_%C3%A0_l%27a%C3%A9roport_de_Diffa_VOA.jpg

التجارب التشغيلية للمروحية Hind-A أظهرت نواقص عديدة تعاني منها هذه الطائرة ، سواء كانت فنية أو تصميمية ، فأعيد تصميم الطائرة لاحقاً بهدف معالجة هذه النقائص . في هذا الوقت أستلم مكتب Mil أجزاء من المروحية الأمريكية "كوبرا" AH-1 Cobra من موروث الحرب الفيتنامية ، وربما نسخة كاملة منها ، وتولى برنامج إعادة التطوير المهندس Marat Tishchenko ، فأعيد تصميم أنف المروحية Mi-24 من جديد ، ليصبح أكثر تماثلاً في فكرته مع ما هو متوفر للأمريكية كوبرا في الترتيب المزدوج للمقاعد tandem configuration ، مع تزويد الهيئة الأمامية بمدفع من عيار 12.7 ملم متعدد السبطانات . وأضيف الزجاج المدرع لواجهة حجرة الرامي/مساعد الطيار ، وكذلك الحوض المدرع الواقي من مقذوفات العيار المخفض حول كابينة القيادة بأكملها ، وأطلق على النسخة الجديدة من قبل حلف شمال الأطلسي لقب Hind-D . شوهدت هذه المروحية من قبل الغرب أولاً في العام 1976 ، وأطلق عليها اسم حركي هو "الحدباء" Hunchback.


5e47c79be894ae58a0b3051b939dc44b.jpg
 

المرفقات

  • upload_2019-9-25_13-38-42.jpeg
    upload_2019-9-25_13-38-42.jpeg
    9.3 KB · المشاهدات: 70

3-550(3).jpg



دخلت اربع مروحيات هجومية ميل مي-24 الخدمة في القوات الجوية للجيش الرابع عشر والدفاع الجوي للمنطقة العسكرية المركزية.

وتم تعزيز أسطول وحدة مروحيات عسكرية خاصة في سيبيريا بإضافة ثلاث مركبات ذات الأجنحة الدوارة. وتم نقل "كروكرديل" أسطوري (الاسم غير الرسمي لميل مي-24)
في الخدمة الى لواء طيران الجيش في منطقة سفيردلوفسك.

وتم تهجيز المروحيات التي دخلت الخدمة في وحدات طيران الجيش في المنطقة العسكرية المركزية بأنظمة الاتصالات الحديث، ومعدات المهداف الطيران.

ولأداء المهام القتالية في الليل، تم تهجيز المروحيات بأنظمة رؤية فرعية للإدارة والتوجيه.
 

Mi-24 Super Hind
شركة جنوب أفريقيا
"التقنيات والهندسة المتقدمة" (ATE)
هي واحدة من تلك التي تقوم بتحديث وصيانة طائرات الهليكوبتر من طراز Mi-24 خارج روسيا

tokh_hinds_48.jpg

 
في عام 1999
تعهدت contract بعقد تحديث 40 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-24 نيابة عن القوات الجوية الجزائرية
تم تسليم أول واحدة في نفس العام مع اسم رمز جديد سوبر هند
حتى عام 2004 كانت الطائرات المروحية الحديثة قد أكملت أكثر من 14000 ساعة طيران
عام 2002 اقترح سلاح الجو الجزائري تحديث باقي المروحيات الأخرى بعد الأداء الجيد للمروحيات الاخرى
mi-24_super_agile_hind_on_ground_20061.jpg


 
تظهر لقطات فيديو لحظة إسقاط مروحية حربية روسية من طراز Mi-24/35 بواسطة نظام دفاع جوي محمول (MANPADS) في مقاطعة كييف أوبلاست في أوكرانيا.
تم إسقاط المروحية على بعد حوالي 25 ميلاً شمال كييف ، في بيلنجكات.
وفي الفيديو ، اشتعلت النيران على الفور بطائرة هليكوبتر وتحطمت على الأرض بعد استهدافها بسلاح.
يوضح المقطع مدى فتك أنظمة الصواريخ خفيفة الوزن وقابلة للحمل للغاية والتي تُطلق على الكتف والمستخدمة للدفاع الجوي النقطي من مسافة قصيرة ضد أهداف تحلق على ارتفاع منخفض مثل طائرات الهليكوبتر

 
وفقًا لموقع الطيران العسكري والمدني The Aviationist ، يبدو أن المروحية قد أسقطت بواسطة FIM-92 Stinger MANPADS.
قالت عدة دول إنها تزود القوات الأوكرانية بصواريخ ستينغر أثناء الغزو الروسي ، بما في ذلك ألمانيا والدنمارك ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والولايات المتحدة.
لكن أفييشنست أشار إلى أن ستينغر ليست مناسبة لمثل هذا الهدف الذي يطير على ارتفاع منخفض (ارتفاع 10 أمتار / مسافة 400 متر) ، مما يشير إلى أن الضربة قد تم تنفيذها بواسطة أنظمة صواريخ الدفاع الجوي البولندية Piorun (Thunderbolt) GROM-M MANPADS

piorun-manpad.jpg
 
عودة
أعلى