في مثل هذا اليوم 21 اكتوبر 1967 تحل ذكرى تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات

الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية لـ الوفد:تدمير المدمرة إيلات أروع نصر بحرى

الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية لـصحيفة الوفد:تدمير المدمرة إيلات أروع نصر بحرى​


الهجوم غير مفاهيم استخدام الصواريخ البحرية

القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة وفرت الدعم الكامل نحو امتلاك قدرات قتالية حقيقية

قدراتنا تؤهلنا للعمل في المياه العميقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية

التطوير شمل عملية نقل تكنولوجيا التصنيع المحلي بأيدي وسواعد وعقول مصرية

نمتلك اليوم قوة بحرية متطورة تمكنا من رد ع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية وتعطي لأمتنا المصرية صوتاً مسموعاً وعلماً خفاقاً يجوب العالم


أكد الفريق أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن تدمير المدمرة ايلات الإسرائيلية عام ٦٧، هو أروع نصر بحرى غير مفاهيم استخدام الصواريخ البحرية وجعل العالم ينظر الينا نظرة احترام وتقدير، وأشار قائد القوات البحرية خلال كلمته بمناسبة العيد ٥٤ للقوات البحرية ذكرى تدمير المدمرة ايلات بالقرب من شواطىء بورسعيد، إلى أننا نمتلك اليوم قوة بحرية متطورة، تمكنا من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية وتعطى لأمتنا المصرية صوتًا مسموعًا وعلمًا خفاقًا يجوب العالم، كما أكد قائد القوات أن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة وفرت الدعم الكامل نحو امتلاك قدرات قتالية حقيقية تؤهلنا للعمل فى المياه العميقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية، كما أن التطوير شمل عملية نقل تكنولوجيا التصنيع المحلى بأيدى وسواعد وعقول مصرية، واستطعنا تنفيذ مشروعات ضخمة لبناء الفرقاطات طراز (جوويند) والفرقاطة الشبحية طراز (ميكو 200) ولنشات المرور الساحلى وبناء الريبات القتالية المدرعة طراز (رافال 1200)، وأضاف قائد القوات أن البحرية المصرية وصلت إلى مستوى احترافى عالٍ يجعلها فى مصاف أقوى البحريات فى العالم وسعى بحريات الدول الشقيقة والصديقة التى تمتلك بحريات متقدمة إلى تنفيذ العديد من التدريبات المشتركة، كما نمتلك اليوم قوة بحرية متطورة تمكنا من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية وتعطى لأمتنا المصرية صوتًا مسموعًا وعلمًا خفاقًا يجوب العالم وجاء نص الكلمة بمناسبة الاحتفال بالعيد الرابع والخمسين للقوات.

فى مثل هذه الأيام من كل عام تهب رياح النصر محملة بذكريات الفخر والعزة والكرامة التى تعلو جبين قواتنا البحرية فمنذ 54 عاما مضت شهدت المنطقة أروع نصر بحرى والذى غير مفاهيم استخدام الصواريخ البحرية وجعل العالم ينظر الينا نظرة احترام وتقدير.

يوم الحادى والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967 كان أكبر برهان على قوة وعزيمة رجال قواتنا البحرية، يوم أن قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت فيها أن تلقن العدو درسًا قاسيا وان ترسم علامة فارقة وتحولا جوهريا فى الفكر الاستراتيجى البحرى بإغراق أكبر وحدة بحرية له (المدمرة إيلات الإسرائيلية) أمام سواحل المدينة الباسلة (بورسعيد) باستخدام الصواريخ البحرية لأول مرة فى تاريخ البحريات العالمية واعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات البحرية.

تحتفل قواتنا البحرية اليوم بعيدها الرابع والخمسين يوم أحيت الأمل فى قلوب الشعب المصرى العظيم لكسر قيود الاحتلال وبدء تحرير الأرض ورد الاعتبار.

لقد امتزجت فى ذلك اليوم إرادة أبطال القوات البحرية بصبر وعزيمة الشعب المصرى العظيم الذى رفض الهزيمة ليجعل من هذا اليوم يوم المجد والعزة والكرامة يوم الشرف والفخر ويوم رد الاعتبار إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من البذل والعطاء ولازلنا على هذا الدرب فى هذه المرحلة الدقيقة نعمل بكل جدية وعزم فى ظل قيادة سياسية لها رؤية مستقبلية أكدت مرارًا أنه لن يتم أبدًا فرض أمر واقع ضد إرادة هذا الشعب العظيم.

وإنه لمن دواعى الشرف أن يتزامن هذا الاحتفال مع أعياد مصر والقوات المسلحة بنصر أكتوبر المجيد الذى أعاد لمصر مجدها ورفعتها وأرضها بتوفيق الله عز وجل وقوة وعزيمة الرجال.

اليوم نستحضر عظمة الماضى ونفخر بما يتحقق لنا فى الحاضر نشعر ونرى القفزة الهائلة التى تتحقق الآن لأمتنا وإعادة بناء دعائم وركائز الدولة المصرية وتقوية أركانها والتى امتدت رياحها للقوات المسلحة ومنها لقواتنا البحرية لتشمل جميع المناحى من تطور فى التسليح والتدريب والعنصر البشرى المحترف القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية التى تتناسب مع مطالب الوقت الحالى وما تم توفيره من دعم كامل من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة نحو امتلاك قدرات قتالية حقيقية تؤهلنا للعمل فى المياه العميقة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية ومواجهة ما يفرضه الوضع الراهن فى المنطقة من تحديات كبيرة فى مجال الأمن البحرى بمناطق عمل قواتنا البحرية بالبحرين المتوسط والأحمر والتى يغلب عليها الآن صراع محتدم على مصادر الثروة والطاقة والموارد الطبيعية وأن تكون القوات البحرية وبحق أحد أذرع الدولة القوية القادرة على الحفاظ على الأمن القومى المصرى وعلى ثروات الأجيال القادمة لسنوات وعقود طويلة.

ويتضمن تطوير القوات البحرية فى مكونه العام تزويدها بعدد من الوحدات البحرية ذات الطبيعة والمهام القتالية الخاصة من مختلف الطرازات والحمولات كحاملات المروحيات طراز ميسترال والفرقاطات طراز فريم وجوويند والفرقاطات الشبحية طراز ميكو 200 والغواصات طراز 209، إضافة إلى عدد من لنشات المرور القريب والبعيد واللنشات القتالية المدرعة للقوات الخاصة البحرية.

وفى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة كان توجه قواتنا البحرية تنفيذا لرؤية القيادة السياسية هو ضمان.. كذا اكتساب الخبرات للكوادر الفنية فى مجال التصنيع للوحدات البحرية ذات التكنولوجيا الحديثة المتقدمة وطبقا لتخطيط دقيق يراعى عوامل الجودة مع التنفيذ فى زمن قياسى، يعتمد فى الأساس على ما تم تطويره من معدات للترسانات البحرية وبرنامج كامل لتدريب الكوادر البشرية وتأهيلها من المهندسين والمهندسات والفنيين فى مختلف مناحى هذه الصناعة الاستراتيجية.

كما تم الانتهاء من تشييد وتطوير عدد (5) قواعد بحرية حديثة بمسرحى عمليات البحرين المتوسط والأحمر وفق أحدث المتطلبات للقواعد البحرية المتطورة لتكون نقاط ارتكاز لوحدات قواتنا البحرية بكافة طرازاتها ومطالبها اللوجيستية للعمل على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى آن واحد وبقدرات قتالية عالية مما جعل القوات البحرية قادرة على تأمين مصالح الدولة المصرية وأمنها القومى وبشكل خاص فى المياه الاقتصادية العميقة بهدف المحافظة على الأمن والسلام والاستقرار فى المنطقة.

لم يقتصر التطوير على التسليح والبنية التحتية فقط بل امتد ليشمل تطوير المكون البشرى والذى نحرص دوما على انتقائه وتدريبه وصقل مهاراته من خلال رؤية شاملة تعتمد على التحول من أنشطة تدريبية نمطية إلى أنشطة تدريبية تحقق الأهداف العملياتية والاستراتيجية للقوات البحرية وتواكب التطور التكنولوجى للوحدات البحرية المنضمة حديثًا للقوات البحرية بتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب بتنفيذ التدريب فى ظروف مماثلة لظروف العمليات الفعلية وبنفس مسارح العمليات المنتظرة.

أدى تنامى قدرات القوات البحرية إلى سعى العديد من بحريات الدول الشقيقة والصديقة التى تمتلك بحريات متقدمة إلى تنفيذ العديد من التدريبات المشتركة لما وصلت إليه البحرية المصرية من مستوى احترافى عالٍ يجعلها فى مصاف أقوى البحريات فى العالم.

بمناسبة هذا اليوم العظيم أحب أن أرسل لكم رسالة طمأنينة فمازال جهد رجال القوات البحرية وعطاؤهم الدؤوب قادرا بسواعد وعقول أبنائها الأبطال على تأمين مقدرات الدولة الاقتصادية بمسرحى عمليات البحرين المتوسط والأحمر من السلوم إلى رفح شرقا وحتى مضيق باب المندب جنوبًا وكذا تأمين الموانىء والجزر المنعزلة والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية وفرض قوانين الدولة فى البحر واحترام السيادة المصرية فى المياه الإقليمية إلى جانب تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالى والجنوبى ودعم استقرار الأمن البحرى وحرية الملاحة البحرية.

وظهر الدور الفعال لرجال القوات البحرية فى القضاء على الهجرة غير الشرعية والتى حظيت بإشادات دولية من الأمم المتحدة وكذا مكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها.
كما تقوم القوات البحرية بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة فى قتالها الشرس ضد قوى الإرهاب والظلام فى العملية الشاملة على أرض سيناء الحبيبة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والجيوش الميدانية.

الحمد لله وبفضله نمتلك اليوم قوة بحرية متطورة تمكنا من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية وتعطى لأمتنا المصرية صوتًا مسموعًا وعلمًا خفاقًا يجوب العالم يحمل للجميع رسالة هذه الأرض الطيبة رسالة سلام واستقرار وبناء وأمن تحميها قوة بحرية لا تتهاون فى حق مصر وهى قادرة ومستعدة دائمًا لتنفيذ كافة المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة وحرفية واقتدار فى ظل التهديدات والتحديات غير المسبوقة المحيطة بالدولة المصرية شعارها النصر بشرف أو الإستشهاد ببطولة.

اليوم ونحـن نحتفل بعـيد قواتِنا البحريةِ أود أن أهنئ أبنائى رجال القوات البحرية من قادةً وضباط وطلبة الكلية البحرية وضباط صف وجنود والعاملين المدنيين بعيدهم متمنيًا لهم التوفيق والسداد لرفعة قواتِنا البحريةِ المجيدة كما أوصيهم بالحفاظ على الاستعداد القتالى ومواصلة العمل الجاد الطموح بلا كلل والمثابرة على تنفيذ كافة المهام لتحقيق أفضل النتائج مع الجاهزية والاستعداد الدائم لمجابهة كافة التهديدات والتحديات لوطننا المفدى مصر.

كما أود أن أرســل تحية فخر وإعـــزاز وعرفان بالجميل لرواد القوات البحرية الأوائل وقادتها المخلصين لما بذلوه من جهد وعمل مخلص ودؤوب طوال رحلـــة عطائهم بالقوات البحرية، كما أحـــيّى أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضـحــوا بأرواحِـــهِم الطاهرة وكذا مصابى العمليات الذين جادوا بأنفسهم فى سبيل إعلاء كلمة الحق ورفعة هذا الوطن المفدى، كما أتوجه بالشكر العميق للقيادة السياسية الحكيمة التى أولت اهتمامًا كبيرًا خاصًا لبناء قوة بحرية قادرة رادعة فى قلب منطقة تنوء بعواصف اقتلعت شعوبًا من جذورها فى ظل ظروف اقتصادية دقيقة وبرنامج إصلاح اقتصادى حازم، كما أتقدم بالشكر والتقدير للقيادة العامة للقوات المسلحة على الدعم المتواصل، واللا محدود والمتابعة لكافة أنشطة القوات البحرية وعلى إجراءاتها فى إنجاح جميع خطط القوات البحرية تسليحًا وتدريبًا وتنظيمًا.

نعاهد الله والوطن على أن نبذل كل جهد ممكن وأن نكون دائمًا مستعدين لتنفيذ كافة المهام التى تسند إلينا من القيادة العامة للقوات المسلحة مدعومين بثقتنا بالله تعالى وفى أنفسنا وفى رجالنا وعزيمتهم وإصرارهم وصدقهم، حفظ الله مصر وحفظ الله جيشها الأبى وشعبها العظيم على كلمة الحق وقلب رجل واحد وعاشت مصر قوية أبية مصانة.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

إن يوم 21 أكتوبر 1967 هو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة.

إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياة الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفًا وغرورًا، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.

ففى هذا اليوم المجيد، يوم 21 أكتوبر 1967 تم تنفيذ هجمة بحرية مصرية مفاجئة ومباغتة بعدد (2) لنش صواريخ على المدمرة إيلات، وكانت الضربة قاصمة والمفاجأة كبيرة والتى دوت أصداؤها ليس فقط على صعيد الصراع العربى الإسرائيلى وإنما فى جميع أنحاء العالم وجاء الخبر مشئومًا على قوات العدو، بردًا وسلامًا وعزًا وفخرًا على قلوب جميع المصريين (تم إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات)، وكان للقوات البحرية المصرية السبق فى خوض أول معركة صاروخية بحرية فى العالم والتى أصابت العدو بإرتباك وأذهلت العالم.

لتعلن القوات البحرية المصرية عن درجات استعداد عالية لتنفيذ المهام القتالية تحت مختلف الظروف وفى جميع الأوقات، وتنفيذ تكتيكات قتالية أدت إلى تغيير فى الفكر الاستراتيجى العالمى بتدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم بواسطة وحدات بحرية صغيرة الحجم، وإيذانًا ببدء عصر جديد ترفع فيه هامات جميع المصريين جندًا وشعبًا وتنكس فيه رؤوس العدو.

وحُفر تاريخ هذا الحدث بحروف من نور فى قلوب ووجدان كل مصرى واتخذته القوات البحرية المصرية عيدًا سنويًا لها.
 
1131783_0.jpeg


صورة الضباط وأفراد البحرية المصرية الذين شاركوا في تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات
 
عودة
أعلى