طائرة الليزر YAL-1A الأميركية المضادة للصواريخ البالستية

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,911
التفاعلات
76,809

HaIsg1a.jpg


طائرة الليزر YAL-1A الأميركية المضادة للصواريخ البالستية
==================


بدأت الولايات المتحدة الامريكية تطوير الليزر محمول جواً منذ بداية السبعينات عندما نجحت شركة Avco Everett الامريكية بصنع ليزر غاز ديناميكي بقوة 30-60 كيلوواط و بحجم قابل للحمل بطائرة ..


و كانت اول طائرة بهذا التصنيف هي NKC-135A .. رغم انها كانت طائرة تجريبية و ليست مشروع سلاح .. لكنها كانت خطوة مهمة جداً اسست للمشروع التالي الاهم Boeing YAL-1 ..


استغرق تطوير NKC-135A اكثر من 10 سنوات منذ بدء المشروع 1972 حتى نجاح تجاربه 1983 .. خلالها تم تطوير الطائرات عدة مرات و تمت زيادة قوة الليزر 10 اضعاف ..


التجارب الاولى جرت عام 1981 و كانت تستهدف اسقاط هدف جوي تدريبي و اسقاط صاروخ جو-جو Sidewinder و لكنها بائت بالفشل ..


تكررت الاختبارات 1983 و نجحت باسقاط عدة صواريخ Sidewinder .. و بنفس العام نجحت بتدمير عدة درونات BQM-34A تحلق على ارتفاع منخفض لمحاكاة صاروخ جوال مضاد للسفن ..


اغلق هذا المشروع التجريبي لاحقاً بعد اتمام تجاربه بنجاح و اثبات امكانية اسقاط صواريخ بالليزر المحمول جواً ..

(بنفس الفترة كان الروس يطورون طائرة الليزر المحمول جواً الاولى لديهم A-60 .. و نفذت تجارب ناجحة ايضاً عام 1984)

an-air-to-air-right-side-view-of-a-us-air-force-nkc-135a-stratotanker-airborne-cff3c6-1600.jpg

NKC-135A


عام 1996 بدأ الامريكيين برنامج ليزر محمول جواً كسلاح .. و كان هدف البرنامج طموح جداً .. و هو ان تكون الطائرة المسلحة بالليزر جزء من نظام الدفاع الصاروخي الامريكي .. بغرض تدمير الصواريخ البالستية التكتيكية في المرحلة الاولى من مسارها من مسافة 400-500 كم صواريخ في هذه المرحلة لا تزال في مرحلة الدفع ..


(اسقاطها للصواريخ البالستية في المرحلة الوسطى من المسار يتولاها صواريخ SM-3 و المرحلة النهائية صواريخ THAAD) ..


و قد اختيرت طائرة Boeing-747-400F كمنصة لسلاح الليزر المحمول جواً و اطلق على هذه الطائرة YAL-1 .. و حلقت لاول مرة عام 2002 ..

YAL-1A_Airborne_Laser_unstowed_crop.jpg

Boeing-747-400F



تم تعديل طائرة Boeing 747-400 بشكل عميق جداً لتستوعب معدات و تجهيزات الليزر .. و استغرقت تلك التعديلات 1.6 مليون ساعة عمل .. حيث تم تعديل انف الطائرة بشكل كبير ليستوعب البرج الدوار الذي سيحوي الليزر و الذي يزن 7 طن تقريباً .. كما تم استبدال عديد من اجزاء الطائرة الداخلية السفلية بالتيتانيوم لتتحمل حرارة الغازات الساخنة اثناء خروجها من العوادم خلال تنفيذ اطلاق حزم الليزر عالي الطاقة .. كما تم تنفيذ عدد كبير من التعديلات الاخرى ..


لليزر عالي الطاقة المستخدم في طائرة YAL-1 هو ليزر كيميائي من اليود و الاكسجين COIL يتم تخزين مكوناته في 6 وحدات تخزين داخل الطائرة و يكفي هذا المخزون لتنفيذ 20-40 عملية اطلاق (حسب سماكة معدن الهدف و مسافته) ..


يتولد الليزر فيه عن طريق حقن غاز الكلور بدايةً في رذاذ دقيق جداً من خليط بيروكسيد الهيدروجين MHP (و هو مزيج من بيروكسيد الهيدروجين الأساسي (BHP) وثلاثة أملاح هي الصوديوم والبوتاسيوم وهيدروكسيد الليثيوم) .. و عندما يتفاعل الكلور و MHP ينتج ذرات أكسجين مثارة تختلط مع ذرات اليود .. تنتقل الطاقة الفائضة من الأكسجين إلى ذرات اليود .. و عندما تعود ذرات اليود المثارة إلى حالتها الاساسية فإنها تخلق فوتونات تنتج شعاع الليزر ..


الطول الموجي للشعاع الليزر المتولد 1.3 ميكرو متر ..

و قوة هذا الليزر 1 ميغا واط .

YAL-1A_2013_03.jpg



اضافة لليزر الكيميائي عالي الطاقة زودت الطائرة Boeing YAL-1 بـ 3 انواع اخرى من الليزر .. و هي :

1- ليزر غازي CO2 لتحديد مدى الهدف سرعته و تسارعه و يطلق من نظام Active Ranger System ARS و هذا الليزر مستمر ينعكس من الهدف .. و نظام ARS مبني على اساس الحاضن LANTIRN لكن بقوة ليزر اقوى .. و طوله الموجي 11.15 ميكرومتر ..


2- ليزر لاضاءة المسار Track Illuminator Laser TILL .. و هو ليزر حالة صلبة منشأه "عقيق الألمنيوم إتريوم" .. و هو ليزر نبضي .. قوته 1 كيلو واط .. و طوله الموجي 1.03 ميكرومتر .. يقوم شعاعه بتعيين الهدف لتثبيت برج الليزر الدوّار نحوه و تتبعه بدقة ..


3- ليزر Beacon Illuminator Laser BILL لقياس مقدار التشوه في الغلاف الجوي لشعاع الليزر في المسافة بين الطائرة و الهدف .. ينعكس عن الهدف بعد ارساله .. و هو ليزر حالة صلبة منشأه خليط "عقيق الألمنيوم إتريوم و النيوديميوم" .. و هو ليزر نبضي قوته 1 كيلو واط ..

 



لاكتشاف الصواريخ البالستية من مئات الكيلومترات تم تزويد الطائرة Boeing YAL-1 بـ 6 مستشعرات بحث و تتبع بالاشعة تحت الحمراء IRST من نوع AAS-42 (تتوزع واحد في مقدمة الطائرة و واحد في مؤخرتها و اثنان من كل جانب) و تغطي كامل محيط الطائرة ..


و تعمل مستشعرات الـ IRST الستة هذه مع 4 انظمة ملاحة بالاقمار الصناعية GPS لتحديد موقع اطلاق الصاروخ بعد كشفه ..


و يمكن اعتبار نظام IRST في الطائرة نسخة من نظام DAS في المقاتلة F-35 لكن بحجم مستشعرات اكبر كثيراً .. و يمكنه كشف صاروخ بالستي في المرحلة الاولى من مساره من 600 كم على الاقل ..

(الـ AAS-42 IRST هو نفسه الذي استخدم على مقاتلات F-14D اخر نسخ المقاتلة F-14 .. و استخدم لاحقاً ايضاً على مقاتلات امريكية اخرى .. و لا زال) ..

BpFKYjv.jpg

صورة تظهر مستشعرات IRST في 1 مقدمة الطائرة و 1 مؤخرة الطائرة و 2 على كل جانب ...كما يظهر نظام Active Ranger System ARS في اعلى مقدمة الطائرة ....كما يظهر اسفل مؤخرتها عوادم الغازات الناتجة عن عمليات اطلاق الليزر عالي الطاقة ... فوق IRST مستشعر أمامي يظهر رادار الطقس



يبلغ مدى الليزر عالي الطاقة ضد صاروخ بالستي تكتيكي عامل بالوقود السائل حتى 600 كم (في ظروف مثالية) .. و ضد صاروخ بالستي تكنيكي عامل بالوقود الصلب حتى 300 كم ..


(خزانات الوقود السائل تتأثر بالحرارة بشكل اسهل من الصاروخ العامل بالوقود الصلب) ..


و تحلق طائرة Boeing YAL-1 في عملياتها على ارتفاع بين 10-12 كم ..



و تتم عملية الاستهداف من خلال آلية تبدأ من اكتشاف الصاروخ عبر مستشعرات الاشعة تحت الحمراء AAS-42 IRST اثناء المرحلة الاولى من مسار الصاروخ و التي يصدر عنها بصمة حرارية كبيرة كفيلة باكتشافه من مئات الكيلومترات (اكثر من 600 كم) .. و يتم تحديد موقع اطلاقه عبر انظمة GPS الاربعة المرتبطة مع مستشعرات AAS-42 IRST .. و من ثم يتم نقل هذه البيانات الى نظام ARS الذي يطلق ليزر باتجاه الصاروخ الهدف لتحديد مداه و سرعته و تسارعه .. ثم يتم نقل هذه البيانات الى قيادة الدرع الصاروخي الامريكي التي تحدد ما اذا كان يشكل تهديد ام لا (و يتم ذلك عبر نظام ادارة معركة و قيادة و سيطرة BMC4I من على الطائرة) .. و في حال كان تهديداً يتم اطلاق الليزر TILL لتتبع الهدف و توجيه البرج الليزري نحوه بدقة .. و من ثم يطلق الليزر BILL لقياس التشوه الجوي و اجراء التصحيحات اللازمة قبل اطلاق الليزر العالي الطاقة حزمة مركزة بقوة 1 ميغا واط لمدة 3-5 ثانية كفيلة بتدمير الهدف ..

و تستغرق عملية الاستهداف بمجملها 8-12 ثانية حسب مسؤولي البرنامج .. (زمن التجارب كان اكبر .. تراوح من 1-2 دقيقة) ..

IMG_8170s.jpg



و قد اجريت عدة تجارب حقيقية عام 2010 .. و لكن يبدو ان مدى الاعتراض المفترض الذي يجعله مقبول تشغيلياً لم يتم تحقيقه خلال التجارب ..


كان هدف طائرة الليزر المحمول جواً YAL-1A طموحاً و لا تلبيه قدرات ليزر هذا العصر .. لذا انتهى و اغلق المشروع عام 2011 .. حيث حدد كان هدف التصدي للصواريخ البالستية التكتيكية في المرحلة الاولى من مسارها من مسافة مئات الكيلومترات غير ممكن عملياً بسبب قصر مدى الليزر الكيميائي الذي ركب على طائرة Boeing YAL-1A عن تحقيق الهدف .. اضافة لمحدودية حمولة الوقود الكيميائي اللازم لتوليد الليزر و الذي يسمح بتنفيذ 20-40 عملية اطلاق (حسب مسافة الهدف و سماكة معدنه) .. بالاضافة ان الكلفة العالية و التي تحقق العائد المطلوب عجلت في اغلاف المشروع ..
 
التعديل الأخير:

يلخص وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس هذه النتيجة عام 2011 بقوله :

(( أنا لا أعرف أي شخص في وزارة الدفاع يعتقد ان برنامج الليزر المحمول جواً YAL-1A يجب أو سيتم نشره عملياً .. و الحقيقة أننا نحتاج إلى ليزر أقوى بـ 20-30 مرة من الليزر الكيميائي المستعمل الطائرة الآن ليكون قادراً على الوصول إلى أي مسافة من موقع اطلاق الصاروخ البالستي و الرمي عليه .. لذا يجب على طائرة الليزر المحمول جواً YAL-1A أن تطير داخل حدود إيران حتى تتمكن من استخدام الليزر لإسقاط الصاروخ البالتسي في المرحلة الاولى من مساره ..

وإذا كنت ستشغل هذا المشروع فأنت بحاجة الى 10-20 طائرة YAL-1A بكلفة مليار و نصف دولار للطائرة الواحدة و كلفة تشغيلية 100 مليون دولار سنويًا .. و لا يوجد أي شخص يرتدي الزي الرسمي يعتقد أن هذا مفهوم عملي .. )))


المشروع اغلق عام 2011 و وضعت الطائرة Boeing YAL-1A في التخزين طويل الامد في Boneyard ..


رغم ذلك .. تعتبر طائرة Boeing YAL-1A مشروع مهم جداً استفادت منه امريكا كثيراً في تطوير مشاريع اسلحة ليزرية لاحقة .. و يمكن ان يعود بهدف اخر واقعي كهدف الروس في طائرتهم A-60 .. بتقنيات تعتمد طرق توليد ليزر اكثر كفاءة من الليزر الكيميائي الذي يحتاج حجم تجهيزات كبير (ليزر الحالة الصلبة او ليزر الالياف الضوئية .. و ربما ليزر ضخ نووي) ..

ftfp9b9zw9921.jpg

طائرة Dassault Falcon-10 تم تركيب عليها Aero-Optic Beam Control ABC


و يطور الامريكيين مشروع ليزر عسكري جديد محمولة جواً .. يعتمد الالياف الضوئية كمنشأ لليزر و يستخدم فيها تقنية "البصريات التكيفية" التي تستخدم "مرايا مشوهة" و هي مرايا قابلة للتكيف مع تشوه الغلاف الجوي تقوم بتصحيح شعاع الليزر بشكل تلقائي ..

و تختصر هذه التقنية بشكل كبير معدات سلاح الليزر و اصغر بكثير من حجم معدات الليزر الكيميائي و الغازي ..

و هذا السلاح الليزري سيكون بشكل برج يمكن تركيبه على الطائرات يمكنه اطلاق شعاع الليزري بزاوية 360 درجة و تركيز الشعاع على الهدف حتى في سرعات الطيران العالية (قريبة من سرعة الصوت) مع معالجة التشوه الجوي الناتج عند الطيران بتلك السرعة .. و يعرف هذا المشروع بالاسم Aero-Optic Beam Control ABC و هو من تطوير Darpa و Lockheed Martin و جامعة Notre Dame ..

ezgif.com-video-to-gif%2B%25281%2529.gif

فيديو توضيحي للمرايا المشوهة


غاية المشروع الاساسية هي التصدي للصواريخ المضادة للطائرات بما فيها جو - جو و ارض - جو و التصدي للطائرات نفسها في القتال الجوي القريب مستقبلاً .. لا يزال المشروع ببدايته ..


(تم تركيب هذا البرج الليزري على طائرة Dassault Falcon-10 مدنية بغرض التجريب و تم تجريبه عشرات المرات منذ 2014 و لكن على طائرة مختبر و ليس بشكل حقيقي ضد صاروخ .. و قوة الليزر لهذا البرج التجريبي 30 كيلو واط .. و هذه التجارب بغرض اختبار التقنية الجديدة في معالجة تشوه شعاع الليزر في السرعات العالية .. و ليس قوة الليزر)

f35laser-1.jpg


و سيمكن دمج سلاح الليزر ABC في المقاتلة F-35 في موقع مروحة الرفع في النسخة B و موقع خزان الوقود الذي هو بموقع المروحية في النسخ الاخرى .. و سيحصل سلاح الليزر هذا على الطاقة بنفس طريقة حصول المروحة على الطاقة عن طريق محور و علبة تروس .. مع تعديل محرك بقية النسخ ليكون لها نفس الآلية في النسخة B .. و سيكون حجم سلاح الليزر ABC متناسب مع حجم هذا الحيز .. ما سيرفع قدرات المقاتلة F-35 في البقائية بشكل غير مسبوق في عالم الطيران .. و سيزودها ربما بقدرات هجومية ..

MSPPHWZM3VBJHPY6IXPEPYAWIM%2B%25281%2529.jpg

مروحية اباتشي اميركية تحمل بود ليزر عالي الطاقة اثناء تجربته


ايضاً يطور الامريكيين بودات ليزر طاقة عالية ليتم تركيبه على المروحيات كسلاح هجومي بدلاً من الصواريخ .. و ايضاً احد مشاريعهم دمج سلاح ليزر على دروناتهم الاحدث Avenger-ER ..


لا تزال اسلحة الليزر تحتاج لعقود لتصبح سلاح عملي .. فبطئ عملية الاستهداف الليزري و التي تحتاج لعدة ثواني يجعله غير قادر على تلبية احتاجات الحروب .. و لتحقيق سرعة ضرب فوري للاهداف بجزء من الثانية سيحتاج ليزر بقوة عدة غيغاواط او مئات الميغاواط على الاقل .. و هذه القوة لا تزال بعيدة مقارنة بالمستوى الحالي ..


و يقدر الخبراء ان قوة الليزر المطلوبة ليكون سلاح فعّال في الحروب الحديثة لن يبلغها حتى عام 2040 على الاقل ...


https://www.encyclopedia-of-syrian-military.com/2020/05/yal-1a.html?fbclid=IwAR1sgsj5zaYH25koWSaGvMQTWcnd-29kNVo1qnqmTS-aKUu10Iisic9W-cs
 
التعديل الأخير:
هناك تقدم كبير في هذا المجال في السنوات الأخيرة
 
عودة
أعلى