طائرات مفخخة وصواريخ في العمق السعودي.. خيارات الرياض للرد على الحوثيين

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,409
التفاعلات
180,338
يشن الحوثيون هجمات على المملكة بالصواريخ أو بطائرات مسيرة


يشن الحوثيون هجمات على المملكة العربية السعودية بالصواريخ أو بطائرات مسيرة .

تكثف جماعة الحوثي اليمنية الهجمات على السعودية التي تقول إنها تعترض أغلب الطائرات المسيرة والصواريخ التي يعلن الحوثيون إطلاقها صوب مطارات وقواعد جوية وبنية تحتية للطاقة، لكن بعضها يتسبب في أضرار.

وأعلنت المملكة، السبت، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة أُطلقت باتجاه مدينة خميس مشيط في جنوب السعودية.

والجمعة، أدى هجوم جوي شنته جماعة الحوثي على مصفاة للنفط بالرياض،إلى حريق ذكرت وزارة الطاقة السعودية أنه تمت السيطرة عليه.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا تدخل بحرب اليمن في مارس 2015 ضد الحوثيين الذين أطاحوا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من صنعاء أواخر 2014.

وردا على التدخل العسكري السعودي، يشن الحوثيون هجمات على المملكة بالصواريخ أو بطائرات مسيرة ،وفي السابع من مارس، قال التحالف إنه اعترض وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة.

كانت هذه الطائرات في طريقها لضرب أهداف من بينها منشأة لتخزين النفط في رأس تنورة التي توجد فيها مصفاة للتكرير وأكبر منشأة لتحميل الخام في العالم.
كما جرى استهداف مجمع سكني في منطقة الظهران تستخدمه أرامكو الحكومية السعودية.

وعن أسباب وصول أسلحة الحوثي للعمق السعودي، تحدث اللواء عبد الله غانم القحطاني، المختص في الدراسات الاستراتيجية، لموقع "الحرة" عن الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

وقال القحطاني إن الصواريخ البالستية التي تطلقها جماعة الحوثي "معروفة بنظام الرصد والتتبع حتى وصولها لمنطقة يمكن إسقاطها فيها، لأنها تخرج عن الغلاف الجوي ثم تعود له مرة ثانية".

أضاف "هذا ما يحدث في أي مكان في المملكة تصل إليه هذه الصواريخ الإرهابية التي تأتي من صنعاء، وهي إيرانية الصنع والإطلاق".
أما الطائرات المسيرة، فيصفها القحطاني بـ"الأداة الإرهابية التي لم يألفها العالم بعد، ولا يوجد لها حتى اللحظة مضادات في ترسانات الدول".

وقال إنها قد تكون محملة بالمتفجرات ويتم إطلاقها "على ارتفاعات منخفضة جدا، حتى تصل إلى أهداف معينة"، مشيرا إلى أن دولا أوروبية وغيرها لا تستطيع اكتشافها ورؤيتها.
وتابع "رصدت المملكة الكثير منها وأسقطتها، دون أن تتسبب في أضرار، فقط بعضها يسفر عن حرائق بعد أو خلال تفجيرها".

وفي نفس السياق، تحدث العميد الركن المتقاعد عمرو العامري لموقع "الحرة"، قائلا إن الصواريخ الجوالة (مثل الكروز والباليستية) والطائرات المسيرة تصل إلى أماكن بعيدة داخل المملكة.

وأضاف "هذا ليس تكتيكا من جماعة الحوثي، إنما تطور في مفاهيم الحرب، بعد أن أصبحت الطائرات المسيرة أحد الأسلحة التي دخلت المنظومات التسليحية أخيرا في العديد من الدول، الأمر الذي يعيد تعريف قواعد الاشتباك والعقائد العسكرية وطرق القتال".

وأوضح العامري أن "هناك طرقا شتى للتعامل مع مثل هذه الأسلحة؛ أولها العامل الاستخباراتي بحيث يمكن معرفة أماكنها قبل الانطلاق وتحييدها أو إسقاطها بعد دخولها في مدى الكشف الراداري أو حتى التشويش عليها".

كما أشار إلى أنها أسلحة رخيصة وغير دقيقة وغالبا ما تسفر عن أضرار مادية أو بشرية بين المدنيين.

رد فعل السعودية​

وصعد الحوثيون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة قامت بها إدارة دونالد ترامب وحذرت منها المنظمات الإنسانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.

وتعد السعودية مستوردا عالميا أساسيا للأسلحة. لكن بعض الدول الغربية ترفض الآن بيع أسلحة للمملكة بسبب دورها في النزاع في اليمن، البلد الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة.

وفي 2017، تعاقدت السعودية على مشروع لتركيب منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المعروفة اختصارا باسم "ثاد" بقيمة 15 مليار دولار، في إطار صفقة أسلحة كبيرة وافق عليها الرئيس السابق دونالد ترامب.

إلا أنه في فبراير الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها ستنهي دعم العمليات الهجومية للمملكة العربية السعودية في الحرب اليمنية. وقالت أيضا إنها تراجع مبيعات الأسلحة للمملكة.

ويقول القحطاني إن السعودية "ليس أمامها إلا خيارا واحدا وهو مواجهة الإرهاب، والوقوف في وجه التهديدات أيا كان مصدرها سواء ميليشيات اليمن أو ميليشيات العراق أو الخلايا النائمة التي نفذت سابقا تفجيرات في مدن سعودية".

ويعتقد القحطاني أن الرياض نجحت في هذه المواجهة، قائلا: "المملكة تعاني وتواجه إرهاب إيران منذ 1979، حينما تم إدخال متفجرات إلى مكة المكرمة، وتسللت منظمات وجماعات إرهابية عن طريق دول مجاورة، ووقعت اعتداءات في مدينة الخبر سنة 1996، وتوجهت طائرات محملة بالأسلحة إلى المنطقة الشرقية في الثمانينات وتم إسقاطها، وتم تجنيد عملاء وجواسيس نفذوا تفجيرات مختلفة بالتعاون مع داعش".

الضغط العسكري​

وفي إطار هذه المواجهة، يقول العامري إن من بين الخيارات التي تمتلكها السعودية هو تكثيف العامل الاستخباراتي لمعرفة ورش التجميع والإعداد لهذه الأسلحة، وتدميرها مسبقا.

وشدد العامري على "زيادة الضغط على كل ما من شأنه أن يدعم الآلة العسكرية للحوثيين وحلفائهم، بما في ذلك الجسور والطرق وأنظمة الاتصالات ومحطات الكهرباء".

لكنه عاد ليقول إن الرياض "تصطدم بوجود مثل هذه المنشآت داخل منشآت مدنية، يفرض عليها العامل الأخلاقي تجنبها".

ويعتقد أنه يجب "على المملكة تدمير كل ما يدعم هذه الجماعة، وسط صمت وتواطؤ عالمي يكتفي فقط بالشجب والإدانة ودفعها للجلوس للمفاوضات".

وأضاف "العالم، ممثلا في الأمم المتحدة، بحاجة إلى ضغط سياسي أكبر ليس على صعدة (معقل جماعة الحوثي)، لكن على طهران لأن القرار هناك والدعم من هناك. هذا إذا كان العالم فعلا مهتما بمحنة اليمنيين".

هجمات إيرانية​

وعن الهجوم الذي وقع الجمعة، قالت وزارة الطاقة السعودية إنه وغيره من الهجمات تستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية وليس السعودية وحدها.

وتعليقا على ذلك يرى القحطاني أن دليل نجاح السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، في مواجهتها الإرهاب هو عدم تأثر سوق الطاقة العالمي بهذه الهجمات.

وتساءل القحطاني، قائلا: "صباحا ومساء يعلن الحوثي هجمات على رأس تنورة والرياض وأماكن أخرى، ثم ماذا؟ هل تأثرت إمدادات الطاقة؟، هل ارتفع سعر البترول؟، هل حلت كارثة اقتصادية على مستوى الطاقة؟، توقف تصدير البترول وارتفعت الأسعار لحد خيالي؟".

وأجاب "أبدا هذا لم يحصل، بل في ظل وجود هجمات إرهابية تصرح المملكة في لحظتها أن إمدادات الطاقة لم تتأثر، وأننا نناشد العالم أن يوقف هذا الإهاب وأن يساعدوننا لمواجهته".

وفي سبتمبر 2019، تعرضت المملكة، لهجوم كبير بصاروخ وطائرة مسيرة على منشآت نفطية، مما أجبر السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا، وأسفر عن ارتفاع كبير في الأسعار.

وحينها حمّلت الرياض إيران المسؤولية عن الهجوم، وقالت إنه لم ينطلق من اليمن، الأمر الذي نفته طهران.

وبعد هذا الهجوم نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن السعودية ودول أخرى طلبت شراء بطاريات القبة الحديدية للدفاع ضد التهديد الإيراني.
وبحسب العامري، فإن "إيران زودت الحوثيين بأنواع مختلفة من الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة، حيث يحارب الحوثيون بالوكالة نيابة عنها، ويستهدفون المنشآت النفطية".

ويُنظر على نطاق واسع إلى الصراع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون أنهم وكلاء لإيران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.

وتابع "إيران أعلنتها صراحة أنه في حال وقف إمدادها فسوف تهدد صادرات النفط الخليجي. وهو ما تقوم به الآن سواء من اليمن أو جهات مجاورة".

ويرى العامري أن "المملكة قادرة حتى الآن على إفشال مثل هذه الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة".

وأضاف "للسعودية الحق في الدفاع عن مقدراتها الاقتصادية والبشرية بكل الوسائل الناجعة ومن أي جهة كانت، لكنها لا تزال تراهن على تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب وحماية الملاحة الدولية ومصادر الطاقة، والإشارة بوضوح إلى من يقف وراء هذه الهجمات ومن يمتلك القدرة على ذلك في المنطقة".

ويظن العامري أن الحوثيين "أبعد بكثير من امتلاك مثل هذه القدرات".

المصدر الحرة واشنطن
 
عودة
أعلى