- إنضم
- 6/3/19
- المشاركات
- 3,837
- التفاعلات
- 12,838

يبدو أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تندرج تحت وصفها التاريخي «استراتيجية»، مع تزايد حدة المواجهة بينهما بشأن منظومة الدفاع الروسي إس-400 التي يتمسك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمضي قدماً فيها وتهديدات البنتاغون (بالغاء صفقة f35 ) إذا ما تمت الصفقة.
صحيح أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تعرضت من قبل لعثرات عديدة تم تجاوزها وصحيح أيضاً أن الملفات الخلافية بين البلدين عديدة ومتنوعة، لكن منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض وهوة الخلاف بين الحليفين في اتساع متسارع، فهل تكون الأزمة الحالية نقطة النهاية في تلك العلاقات؟
العلاقات أسوأ بكثير مما تظنون
موقع فورين بوليسي الأمريكي كان قد نشر تحليلاً مطولاً حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وأنقرة بعنوان «العلاقات الأمريكية-التركية أسوأ بكثير مما تعتقدون«.
التحليل تناول تاريخ العلاقات بين البلدين عضوي حلف الناتو ومحطات الهبوط والصعود في تلك العلاقات، ملقياً الضوء على أهم نقاط الخلاف وهو الملف الكردي.
«مع نهاية الحرب الباردة.. ظن الرئيس التركي وقتها تورغوت أوزال أنه حال أثبتت تركيا ثقل وزنها كحليف سيكون لها رأي أكبر لدى الولايات المتحدة التي أصبحت القوة العظمى الأوحد في العالم في تشكيل أوضاع المنطقة. لذلك كان أوزال من أبرز الداعمين لعاصفة الصحراء وفتح قاعدة أنجيرليك الجوية أمام الجنود الأمريكان ونقل 100 ألف جندي تركي من الحدود البلغارية إلى الحدود العراقية وضغط لكي يتم نشرهم في العراق بجانب القوات الأمريكية. بل إن هناك مزاعم تدعي أنه طلب من الرئيس جورج بوش دعمه لضم الموصل وكركوك..»
«ولكن بدلاً من ذلك خسرت تركيا أكثر مما كسبت حيث أعادت أمريكا وبريطانيا تفعيل منطقة حظر الطيران مما حول شمال العراق إلى دولة بفعل الأمر الواقع تحت حماية الطيران الأمريكي والبريطاني، كما أصبحت المنطقة مرتكزاً يشن منه حزب العمال الكردستاني هجماته في جنوب غرب الأناضول، ولا يزال العامان اللذان تليا حرب الخليج هما الأكثر دموية في حرب تركيا ضد الحزب الكردي التي استمرت لعقدين كاملين، وهذه حقيقة لا تغيب عن أذهان الأتراك الذين يؤمن الكثير منهم – عن صواب أو عن خطأ – أن اللوم يقع على واشنطن سواء بالإهمال أو بالتواطؤ!»
الصدام قادم
الأمور الآن أصبحت أكثر تعقيداً في ظل إصرار أنقرة على المضي قدماً في إتمام الصفقة الروسية، مخاطرة بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضى قانون أمريكي يُعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات.
وفي واحدة من أقوى التصريحات بشأن القضية حذَّر البنتاغون ، من «عواقب وخيمة» على العلاقات بشكل عام، والعلاقة العسكرية بشكل خاص بين الولايات المتحدة وتركيا، إذا اشترت أنقرة نظام إس-400.
وقال القائم بأعمال المتحدث باسم الوزارة تشارلي سومرز «لن يستطيع (الأتراك) الحصول على صواريخ باتريوت وطائرات إف-35».
لكن أردوغان استبعد إلغاء الصفقة مع روسيا، مصرحاً: «إنه محسوم. لا يمكن التراجع أبداً عنه.. لن يكون هذا أخلاقياً».
الملفات الخلافية أصبحت عصية
من جانبه أكد الكاتب الصحفي سيد جبيل أن مستقبل العلاقات بين البلدين يبدو غير مبشر نتيجة للخلاف الأزلي في الملف الكردي بين الطرفين.
«واشنطن تنظر للأكراد في العراق وسوريا وإيران على أنهم حليف هام لتنفيذ المصالح الأمريكية في المنطقة، خصوصاً مع ازدياد سخونة الموقف مع طهران. أما بالنسبة لتركيا فإن القضية الكردية تعد مسألة حياة أو موت، فالأكراد يمثلون نحو 20% من سكان تركيا وكردستان الموجودة على حدود الدول الأربع (العراق وسوريا وإيران وتركيا) يبدو أنها تمتلك مقومات دولة وبالتالي يستحيل أن يسمح أي نظام تركي بوجود دولة كردية لما يمثله ذلك من مخاطر على الأمن القومي للبلاد.
ما هي السيناريوهات المحتملة؟
يرى المراقبون أن سيناريو إشعال فتيل الأزمة يعتبر بعيداً عن الواقع لأسباب كثيرة، ولكن السيناريو الأقرب ربما يكون فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة.
جبيل يعتقد أن الأقرب قيام واشنطن برفع التعريفة الجمركية على كل الواردات التركية ضمن حزمة أخرى من الإجراءات.
«يمكن أن تحرم واشنطن البنوك والشركات التجارية من التعامل مع السوق الأمريكية. تستطيع فرض حظر على أنشطة رجال الأعمال الأتراك ويمكنها فرض حظر على نقل التكنولوجيا للجيش التركي.. إلخ».

وعن مدى تأثير مثل تلك العقوبات اقتصادياً وسياسياً على أنقرة، يضيف جبيل: «لو نظرنا لتأثير ما قامت به إدارة ترامب من رفع التعريفة الجمركية على الصلب التركي العام الماضي وانعكاس ذلك على الليرة التركية التي هبطت هبوطاً حراً وما زالت تعاني منه، يمكننا رؤية مدى الضرر المتوقع من جراء حزمة أكثر عنفاً من العقوبات.
«أما التأثير السياسي فغالباً ما يكون أقل لسبب واضح . خصوصاً في ظل استخدام أردوغان للتراشق اللفظي مع ترامب ليبدو أن أنقرة وواشنطن ند لند على غير الواقع بالطبع، فالفارق هائل بين الدولتين من حيث الناتج القومي والقوة العسكرية والنفوذ السياسي».

أسباب الإصرار التركي على هذه المنظومة
هذه الردود القوية من قبل المسؤولين الأتراك تشير إلى رغبة أنقرة في الاستمرار في هذه الصفقة رغم الغضب الأمريكي لأسباب عديدة، أولها: تريد تركيا أن تحرر من الضغوط الأمريكية لا سيما في مجال التسليح، فأنقرة لا تريد أن تكون رهن موافقة المسؤولين الأمريكيين على قرار التسليح الذي يُعد الاعتماد بشكل كامل على الإنتاج المحلي من الخطط الاستراتيجية لتركيا في ظل حكم العدالة والتنمية.
كما أن الثقة التركية في الولايات المتحدة تراجعت بشكل كبير منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا عام 2016، والتي ترى أنقرة يد فيها للمخابرات الأمريكية، ولعلّ التصريحات التي صدرت من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في الساعات الحاسمة ليلة الانقلاب كانت مثيرة بشكل كبير واستدعت الرئيس السابق باراك أوباما أن يتدخل فيما بعد ويعتذر عما قاله كيري.

أيضاً هذا القرار يأتي في إطار المناورات السياسية التي تجديها القيادة التركية في الوقت الذي تحاول فيه أن تمتلك أوراق ضغط أخرى يمكن ممارستها ضد الإدارة الأمريكية، خاصة في الملف السوري الذي تدعم فيه واشنطن فصيلاً كردياً مسلحاً تعتبره تركيا منظمة إرهابية، وتغضب كثيراً بشأن الدعم الأمريكي له.
أيضاً من الأسباب التركية الخاصة لإبرام هذه الصفقة هو الحصول على تكنولوجيا التصنيع لهذه المنظومة والتي عانت تركيا كثيراً حتى حصلت على موافقة روسيا على معرفة عمل تقنية هذه المنظومة، ما يتيح لتركيا مستقبلاً تصنيع هذه المنظومة محلياً أو على الأقل المشاركة في تصنيعها مع روسيا.
ومن الأهداف التركية أيضاً لهذه المنظومة استمرار التعاون مع روسيا والتي باتت اللأعب الأهم في الأزمة السورية، إضافة إلى تركيا وإيران فهذه الصفقة تقرب إلى حد كبير في وجهات النظر بين موسكو وأنقرة حيال هذا الملف الحساس والهام بالنسبة لتركيا، فالرئيس الروسي يتفق مع رفض أنقرة لإقامة أي كيان كردي على الحدود الجنوبية لتركيا، كما أن البلدين ساهما بشكل كبير في استقرار الشمال السوري والاتفاق على ما يعرف بالمنطقة الآمنة، لكن ربما يكون من يدير هذه المنطقة هو محل الخلاف بين البلدين، وفي كل الأحوال إبرام هذه الصفقة يأتي في إطار المزيد من التقارب بينهما.
الحاجة الماسة لتركيا لمظلة استراتيجية لحماية اجوالها
قوات الدفاع الجوي التركي Turkish Air Defense هي اضعف افرع الجيش التركي على الاطلاق
اذ تستعيض عنة بالدفاع بواسطة الطائرات لحماية اجوالها .
اذا تمتلك تركيا انظمة جوية مختلفة كالتي :
- تمتلك تركيا عددا من بطاريات النظام الامريكي العتيق MIM-14 Nike-Hercules

- كما تمتلك تركيا نظام MIM-23 Hawk الامريكي بعدد 16 بطارية موزعين علي البلاد ويشكل الدفاع الجوي الرئيسي لتركيا وهو متوسط المدي وفي احدث تطويراته Hawk XXI يصل الي 50 كلم كمدي اقصي .

- تمتلك تركيا النظام البريطاني قصير- المدي Rapier 2000 حيث تمتلك 70-80 وحده وتتراوح مداه بين 6-9 كلم ويصل في احدث تطوير الي 12 كلم .

- تمتلك النظام قصير المدي Zıpkın Variant وهو نظام قصير المدي تركي الصنع برخصة وتمتلك تركيا منه نحو 64 وحده .

- تمتلك تركيا النظام المحمول علي الكتف FIM-92 Stinger قصير المدى وجمع محليا بترخيص من الولايات المتحدة وتمتلك +100 وحده اطلاق .
- كما تقوم تركيا بتطوير عدة انظمة لدفاع الجوي محلية الصنع مثل عائلة HiSAR التى سوف تدخل الخدمة في 2021.

رابط لكل ما يتعلق بعائلة حصار لدفاع الجوي
http://www.roketsan.com.tr/ar/urunler-hizmetler/hava-sistemleri/hisar-hava-savunma-fuzeleri/
قوات الدفاع الجوي التركي تتحدث عن نفسها فوضعها ضعيف جدا ولا يليق بالجيش التركي ولا بدولة اقليمة مثل تركيا بل انة لا يقارن بجيران تركيا و فعدوتها اللدود اليونان تمللك نظام الدفاع الجوي الروسي s300 وكذلك تملك كل من ايران و ارمينيا النظام نفسة .و من الملاحظ انة يوجد هناك قصور كبير و ضعف ملحوظ فيها اذ انة :
- لايوجد دفاع جوي بعيد المدى مطلقا.
- كما ان الدفاع المتوسط ضعيف القدرة ومتقادم .
- اما الانظمة قصيرة المدى ضعيفة الى حد ما و قاصرة على نوع واحد وكذلك المانباد ايضا قاصر ايضا .
- اعداد البطاريات قليلة بمقارنة بمساحة تركيا وحجم القوات والتهديدات المحيطة .
- لايوجد دفاع جيد ضد صواريخ الكروز او القنابل الموجهة والصواريخ المختلفة .
شعور بالخدلان
تركيا تشعر بانة تم خذلنها من حلفائها في الناتو حيث قال وزير الدفاع التركي: خذلنا الحلفاء فاشترينا الصواريخ الروسية مضطرين .
كما قال ان عزم بلاده نشر منظومة صواريخ أس 400 الروسية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مشيرا إلى أنها "اضطرت" إلى شراء تلك المنظومة بسبب "إحجام الحلفاء عن تزويد تركيا بالمنظومات الجوية لحماية نفسها من التهديدات".

وفي كلمة له خلال استضافته من قبل محرري وكالة الأناضول اليوم الجمعة، أكد أكار مضي تركيا قدما في صفقة شراء منظومة أس 400 الروسية للدفاع الجوي.
واعتبر الوزير أن شراء منظومة "أس 400 الدفاعية الروسية ليس خيارا وإنما ضرورة "فنحن مضطرون لحماية 82 مليون مواطن تركي والدفاع عنهم".
وأوضح أن منصات صواريخ أس 400 سيتم نشرها بداية من أكتوبر/تشرين الأول القادم "ونعمل حاليا على رسم خريطة انتشارها. وعازمون على عقد شراكات لنقل تكنولوجيا الصناعات الدفاعية إلى بلادنا فقد سئمنا من أن نظل سوقا لتلك الصناعات".
ولفت إلى أنه ومع اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، طلبت تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر بطاريات باتريوت للتصدي للمخاطر المحتملة.
وقد أرسلت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا بطاريات مدة ومن ثم سحبتها -يقول الوزير التركي- فقط إسبانيا وإيطاليا تساهمان في تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركي.
وشدد أكار على أن تركيا إثر ذلك سارعت للتزود بمنظومات دفاع جوي ونقل تكنولوجيا تصنيعها، لكنها لم تلق تجاوبا من الولايات المتحدة وغيرها من الدول الحليفة مما دفعها نهاية المطاف إلى شراء منظومات أس 400.
وحول التحفظات الأميركية، أكد الوزير استعداد تركيا لإجراء مباحثات فنية لتبديد هواجس الناتو فيما يتعلق بنشر تلك الصواريخ على أراضيها.
لماذا كل هذا الغضب الأمريكي من هذه الصفقة؟
يثير إصرار تركيا، على شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية «إس 400» مخاوف الولايات المتحدة، حتى وصلت حد التهديد في بعض المحطات، بالحيلولة دون امتلاك أنقرة تلك المنظومة.
فهذه الصفقة تعد هي الأكبر مع دولة ضمن حلف شمال الأطلسي، ويشكل عقدها خطة سياسية هامة في العلاقات التركية الروسية، التي لا تريدها الولايات المتحدة، فشراء المنظومة الروسية يقرب تركيا من روسيا، وهو ما لا تريده أمريكا ويثير مخاوفها لا سيما أن الولايات المتحدة لا زالت تقلق من تمدد النفوذ الروسي الذي عظم بشكل كبير بعد قيادة بوتين لموسكو مطلع عام 2000.

وبعيداً عن الشأن السياسي فهناك أبعاد عسكرية، فشراء تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي منظومة دفاعية روسية يثير علامات استفهام حول مدى التزام الحلف بحماية أعضائه، وهو الدافع الأساسي وراء محاولة منع حصول تركيا على منظومة دفاعية أمريكية.
أما عن البعد التجاري، فقال باكير(الخبير في الشوؤن التركية) إن واشنطن تحاول الضغط على الدول الحليفة التي تسعى إلى شراء هذه المنظومة الروسية؛ لأن ذلك سيتم عادة على حساب شراء هذه الدول منظومات دفاعية أمريكية، وبالتالي، فكلما ازدادت حصة روسيا السوقية لدى حلفاء واشنطن في ما يتعلق بهذه المنظومة الدفاعية تقلّص حجم الحصة الأمريكية.
لكن ثمة قلق عسكري كبير تشعر به واشنطن من هذه الصفقة، وهو ما عبر عنه جيمس جيفري ، السفير الأمريكي السابق في تركيا، الذي قال إن هناك «مخاوف حقيقية من إمكانية قيام روسيا باستخدام هذا النظام لجمع معلومات استخبارية عن طائرات (إف 35)، التي يقودها الطيارون الأمريكيون والأتراك».
لماذا توافق موسكو على منحها لتركيا ولو بنصف الثمن؟!
لو صح أن نطلق على طرف بأنه هو الكاسب الأكبر من هذه الصفقة سيكون بالتأكيد روسيا، فموسكو في حال إبرام التعاقد مع تركيا فقد تكون وجّهت ضربة قوية لأعدائها القدامى وهم حلف شمال الأطلسي الناتو الذي تكون بالأساس أثناء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد عام 1949 من أجل صدّ المدّ الشيوعي الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي في ذلك الحين.
ومن ثم فإن دخول هذه التقنية لحزام دول حلف الناتو قد يؤثر بشكل كبير على منظومة الدفاع في الحلف، وهو الأمر الذي تخشاه الولايات المتحدة بشكل كبير ولذلك تحاول الضغط على تركيا مقابل عدم إبرام الصفقة.

أيضاً اقتناء تركيا لهذه المنظومة قد يشجع دولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي على الحصول عليها في إطار دمج هذه المنظومة في دول الحلف ما يسهم بشكل كبير في زيادة شعبية هذه التقنية الروسية ويعيد موسكو للمنافسة العالمية في مجال التسليح، الأمر الذي يُدِرّ مليارات الدولارات للخزانة على الروسية، وفي نفس الوقت يوجه ضربة قوية إلى المنظومة الأمريكية المشابهة لها وهي منظومة باتريوت.
وسياسياً قد الصفقة ستزيد من العلاقات الروسية التركية خاصة في العديد من الملفات الهامة في المنطقة ومنها الملف السوري، وكما ذكرنا سلفاً بأن روسيا تسعى لتوطيد علاقاتها بتركيا في هذا الملف لوضع قدم لها قوي في الشواطئ الدافئة، وهو ما قدمه بشار الأسد على طبق من ذهب للروس.
ومن المكاسب الروسية أيضاً لهذه الصفقة فهم تقنية عمل الطائرات المقاتلة في حلف الناتو، بما فيها إف 35 الأمريكية، كما تقلق واشنطن من هذه الخطوة، ومن ثم تصبح الأنظمة الدفاعية الروسية فعّالة أمام المقاتلات الخاصة بدول الحلف، ما يعني منح روسيا مزيداً من القوة حال تعرضها لأي حرب من دول الحلف.
هل يلعب حلف الناتو دوراً في الوصول لحل وسط ؟

يقول چاغاپتاي أنه لا يعتقد أن يشكل الناتو جبهة موحدة رداً على شراء تركيا لمنظومة «إس 400»، مشيراً إلى أن الأسرة الأوروبية الأوسع نطاقاً ضمن حلف «الناتو» ليست متحالفة تماماً مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن بسبب التفاعل والتداخل بين سياسة واشنطن والديناميكيات عبر المحيط الأطلسي. وبالتالي لن تدعم كافة الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو» واشنطن في تصدّيها لقرار تركيا بشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن تركيا اقترحت على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل لتحديد إن كانت إس-400 تشكل خطراً على العتاد العسكري للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي.
وقال أوغلو : «لن يتم دمج (المنظومة) في نظام حلف الأطلسي.. ومن ثم نقترح على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل فنية للتأكد من أن المنظومة لن تكون خطراً على طائرات إف-35 (الأمريكية) أو أنظمة الحلف».
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مقابلة أجرتها معه رويترز، إنه تحدث عدة مرات مع أردوغان بشأن قضية إس-400 كما بحث الأمر في اجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
وعندما سئل عن اقتراح تركيا بشأن تشكيل مجموعة عمل، قال ستولتنبرغ إن قضية منظومة إس-400 جرى بحثها مرات كثيرة خلال اجتماعات مختلفة على المستوى الوزاري لحلف شمال الأطلسي.