صحيفة "هآرتس": جميل مردم بك رئيس الحكومة السورية في عهد الانتداب كان عميلا مزدوجا

برهان شاهين

التحالف بيتنا
محللي المنتدى
إنضم
18/12/18
المشاركات
1,969
التفاعلات
9,370
صحيفة

جميل مردم رئيس الحكومة السورية خلال عهد الانتداب الفرنسي.

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقال لمائير زمير، إن جميل مردم، رئيس الحكومة السورية خلال عهد الانتداب الفرنسي، كان عميلا مزدوجا.


وأضافت أنه قدم معلومات ثمينة لعملاء الحركة الصهيونية وشركائها من عملاء جهاز الاستخبارات الفرنسية، استنادا إلى وثائق الأرشيف الإسرائيلي والفرنسي على حد سواء.
في الحقيقة، بدأت العمالة الاستخباراتية لجميل مردم، حسب الصحيفة الإسرائيلية، بالأحرى مع الاستخبارات البريطانية، التي كانت تسيطر على المشهد الجيوسياسي في المشرق العربي، حيث تم تجنيده من طرف الضابط البريطاني "إيلتيد نيكول كلايتون، رئيس MI6 في الشرق الأوسط، ونوري السعيد رئيس الوزراء العراقي". وكان جميل مردم حينها ينفذ خطة بريطانية سُميت بمشروع "سوريا الكبرى" لتوحيد سوريا والعراق والأردن ضمن النفوذ البريطاني، على أن يكون رئيس الحكومة تحت السلطة الملكية الهاشمية، وتتمكن لندن، بمقتضى هذه الخطة، من طرد الفرنسيين من المنطقة العربية المشرقية. غير أن الفرنسيين نجحوا في ابتزاز جميل مردم مهددين إياه بكشف وثائق عمالته لخصومه السياسيين. وخضع رئيس الحكومة السورية، الذي استقال سنة 1945 من منصبه، للابتزاز وشرع في التخابر مع الفرنسيين دون علم البريطانيين. وقدم، بالتالي، معلومات شديدة الأهمية لباريس عن الخطط البريطانية في الشرق الأوسط. وهكذا، بدأ جميل مردم عمالته الاستخباراتية المزدوجة، تقول "ها آريتز".

5fafa5ba4c59b70e91158d6c.jpg


في مرحلة لاحقة، أدخل جهاز الاستخبارات الفرنسية عملاء الحركة الصهيونية على الخط، تنفيذا لمصالح مشتركة بين الطرفين، في مواجهة النفوذ البريطاني. وتم لهذا الغرض، كُلف إلياهو ساسون، اليهودي من أصل سوري، من طرف بن غوريون، بالتعاون مع باريس للاتصال بجميل مردم.
وتقول "ها آريتز" إن المعلومات التي وصلت من جميل مردم إلى بن غوريون عن طريق ساسون كانت معلومات "حاسمة" وإن جميل مردم "كان مصدرًا مهمًا للمعلومات لبن غوريون" خلال السنوات القليلة التي سبقت إعلان قيام الدولة اليهودية سنة 1948.

المصدر: صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية
 

معلوماتي ركيكة ..


لكن جميل مردم أحد المشاركين بالثورة العربية مع الامير فيصل بن الشريف حسين ثم مناهضة الاحتلال الفرنسي لسورية وسعيه لتوحيد سورية بعدما قسمها الفرنسيون ...وانفق مالا هائلا من ثروته على دعم الثوار ...


جميل مردم وبعض قادة الثورة السورية ضد فرنسة اتصلو ببريطانية لتدعم الثوار السوريين بالسلاح والدعم السياسي ضد فرنسة لكن كل مرة تبوء محاولاتهم بالفشل فاتجهو نحو الاتصال ببعض قادة الحركة الصهيونية مثل بعض الصهاينة من يهود سورية مثل الياهو ساسون ومائير شرتوت لكون لهؤلاء نفوذا داخل اسرائيل واتصلات قوية مع بريطانية ....خاصة ان رئيس فرنسة او رئيس وزراءها انذاك كان يهودي فرنسي في منتصف ونهاية ثلاثينات القرن الماضي ...ويقال وتبقى اشاعة انهم نجحو عبر الواسطة من الوصول للمرة الاولى للاتصال برئيس وزراء فرنسة والذي وافق على اعطاء سورية معاهدة بجلاء فرنسة عن سورية و موافقة فرنسية على تشكيل دستور لسورية وتوحيد سورية واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية واقامة مؤسسات سورية للدولة السورية ...

وهناك اقاويل ان جميل مردم وكان عائلته من اكبر عائلات ملاك الاراضي قد باع بعضا من اراضيه في فلسطين لليهود او شركة انجليزية باعتها لليهود بعد فصل فلسطين عن سورية وتشكيل حواجز جمركية وحدود سياسية وصار من الصعب عليهم متابعة شؤون املاكهم في فلسطين بعد الاحتلال الفرنسي لسورية والبريطاني لفلسطين




تبقى معلومات ركيكة

 
التعديل الأخير:
طالما انه من جماعة الثورة العربية والشريف حسين توقع كل شي خائن يا عزيزي

آل مردم بيك الدمشقية من احفاد القائد التركي الشهير لالا مصطفى باشا فاتح قبرص ووالي الشام و أحد كبار قادة الجيش العثماني سابقا
 
آل مردم بيك الدمشقية من احفاد القائد التركي الشهير لالا مصطفى باشا فاتح قبرص ووالي الشام و أحد كبار قادة الجيش العثماني سابقا
العائلة اما هناك اشخاص لا يمثلون عائلاتهم اضف هناك ال الاتاسي وشيشكلي والعظم كلهم اتراك وتركمان الاصل بس عم احكي عل شخص ما لعائلة
 

ﻇﻬﺮ ﺗﻨﺎﻗﺾ كبير بين ﻣﻔﻬﻮم ﺳﻮرﻳﺔ الكبرى أو ﻣﺎ اﺻﻄﻠﺢ على ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺒﻼد اﻟﺸﺎم وﺳﻮرﻳﺔ الجمهورية ,وﻛﺎن لهذا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺗﺄﺛير ﺳﻠﺒﻲ على الهوﻳﺔ المحلية واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﻄﺮ اﻟﺴﻮري ,وعلى ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺴﻴﺎسي اﳉﺪﻳﺪ ﻣﻊ اﻟﺪول اﳌﺠﺎورة ﻟﻪ.


ﻓﺒﻤﺠﺮد أن أﻋﻠﻦ اﺳﺘ ﻘﻼل ﺳﻮرﻳﺔ ﻋﻦ الحكم اﻟﻔﺮنسي ﺳﻨﺔ ١٩٤٦ وﺟﺪ رﺟﺎل الحرﻛﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ( قادة السياسيين لـ الثورة السورية ضد فرنسة ) أﻧﻔﺴﻬﻢ ﰲ ﻣﺄزق ﻛﺒﲑ ,ﺣﻴﺚ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ المتعين ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﺪى ﺗﺴﻨﻢ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ أن ﻳﻘﺴﻤﻮا على ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺬي ﻛﺎﻓﺤﻮا ﳌﻨﻊ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻃﻮال ﻓﱰة اﻻﻧﺘﺪاب ,وﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄت ﰲ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻔﱰة ﻏﲑ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻜﻴﺎن اﳉﻤﻬﻮري السوري وﻓﻖ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ ﳍﻢ الاستعمار , ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺮاﳎﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﲤﻨﻲ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﺴﻮري ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ ﻧﻤﻂ ﻣﻦ أنماط اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﲢﻘﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﳌﻨﺸﻮد اﻟﺬي ﺳﻠﺒﺘﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﳊﻠﻔﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﺳﻴﻢ اﳊﺪ ود اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻓﻖ أﻫﻮاﺋﻬﺎ ;

ﻓﻘﺪ ﺗﺒﻨﻰ اﳊﺰب اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺴﻮري ﲢﻘﻴﻖ مشروع ﺳﻮرﻳﺔ اﻟﻜﱪى ,ووﺿﻊ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﻣﻦ أﻫﻢ أﻫﺪاﻓﻪ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ,ﰲ ﺣﲔ ﻛﺎن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ أﻋﻀﺎء ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ ( سياسيين وتجار وصناعيي حلب وحمص ) ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻧﺤﻮ ﲢﻘﻴﻖ ﻓﻜﺮة اﳍﻼل اﳋﺼﻴﺐ ,وﻋﻤﺪ اﳊﺰب اﻟﻮﻃﻨﻲ ( سياسيين وتجار وصناعيي دمشق و وجهاء حوران ) إﱃ اﻟﺘﻘﺎرب ﻣﻊ الانظمة الملكية في اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ومصر ﳌﻨﻊ ﻗﻴ ﺎم وﺣﺪة ﺗﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺪوث اﺧﺘﻼل ﺗﻮازن إﻗﻠﻴﻤﻲ ,


وﰲ ﻫﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪاﻋﺐ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺳﺔ أﺣﻼم إﻋﺎدة ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﳑﻠﻜﺔ ﻫﺎﺷﻤﻴﺔ ﻛﱪى.

وﰲ أﺗﻮن اﻟصراع اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻮﺣﺪة أﺻﺒﺤﺖ أﻃﺮاف اﻟﻄﻴﻒ و«اﳋﻴﺎﻧﺔ » : اﻟﺴﻴﺎسي واﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﺳﻮرﻳﺔ ﺗﱰاﺷﻖ ﲥﻢ و«اﻟﻌماﻟﺔ» «اﻟﺘﺂﻣﺮ» وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻮس اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﰲ ً اﻟﻜﻠمات اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺟﺰءا ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل.

أﻣﺎ على اﻟﺼﻌﻴﺪ اﳌﺤلي ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺔ إﻗﻨﺎع اﻟﺸﻌﺐ في سورية ﺑﻘﺒﻮل اﳊﺪود اﳉﺪﻳﺪة ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﺼﻴﺒﺔ ,ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳊﺪود اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌمار ﻗﺪ ﻣﺰﻗ ﺖ أﻗﺎﻟﻴﻢ وﻗﺮى وﳎﻤﻮﻋﺎت ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﰲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ واﻟﺮﻳﻒ اﻟﺴﻮري ,وﻟﻌﻞ اﳌﺜﺎل اﻷﺑﻠﻎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻫﻮ ً ﻣﺴﺘﻘﻼً اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻲ واﺟﻬﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﺴﻮري ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﺄن ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻛﻴﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺳﻮرﻳﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ,ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻤﺮت اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺗﺒﻌﺎﲥﺎ اﻟﺴﻠﺒ ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻻﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﺗﻌﺎﻗﺐ ً ﳏﺮﻛﺎ ً ﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼ ١٩٤٨ اﳊﻜﻮﻣﺎت ﰲ ﺳﻮرﻳﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ١٩٦٧ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ,وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﻴﺎن أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﺳﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ وﻛﺄﳖﺎ إﻗﻠﻴﻢ ﻣﻦ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻘﻄﺮ اﻟﺴﻮري.

 

عندما ينشأ كيان يمتلك هوية مصطنعة ( مثل سورية ) لا تراعي لرغبات الشعوب ينسلخ عن هويته الطبيعية والنتيجة الحتمية ثلاثة أمور:


المسألة الأولى: حالة احتقان مجتمعي لأن الكيان المصطنع يشكل هوية مصطنعة لا يشعر كثير من أبنائها بالانتماء لها.

المسألة الثانية: هي مشكلة التوتر والاحتقان مع دول الجوار لأن أي كيان يقوم على هوية مصطنعة وعلى الشعور أن له امتداد لكيان آخر ستبقى العلاقة متوترة معه ومع دول الجوار وسنلاحظ أن سوريا منذ نشأة الكيان الجمهوري وإلى يومنا هذا أو إلى بداية الثورة لديها علاقات متوترة مع العراق علاقات متوترة مع الأردن علاقات متوترة مع لبنان علاقات متوترة مع تركيا وشابَ التوتر علاقة الجمهورية بجيرانها لأن الكيان مصطنع ما هو كيان طبيعي.

المسألة الثالثة: هي العلاقة بين الشعب والحكم، من المفروض أن يمثل الحكم طموحات الشعب، لكن الحكم الآن يحمي شيء لا يمثل طموحات الشعب فتصبح علاقة متأزمة وهذا نجده في المرحلة الانتدابية في مرحلة ما يسمى بالعهد الديموقراطي وفي المرحلة البعثية وحتى اندلاع الثورة، هناك أزمة علاقة مابين الحكم والشعب.

 

جميل مردم بيك تواصل مع الصهاينة للوصول الى تفاهم مع فرنسة للانسحاب من سورية او منح سورية شكلا من اشكال الدولة وتوحيدها كما تواصل مع الصهاينة للتفااهم مع بريطانية على دعم استقلال سورية عن فرنسة ...

اثناء مناهضته لفرنسة اراد دعما بريطانيا فأراد مشروع سورية الكبرى تحت حكم الهاشميين

عندما بات رئيسا لوزراء سورية في ظل فرنسة و الاتفاق معها على الانسحاب من سورية تنصل من اتفاقاته مع البريطانيين واخبر فرنسة بكل مشاريع وخطط بريطانية في سورية

اضافة لاتصالاته بالصهاينة لتحقيق مشروعه
 
بسم الله الرحمن الرحيم


هآرتس: رئيس وزراء سوريا السابق جميل مردم كان عميلاً مزدوجاً​

ومرر معلومات قيّمة لإسرائيل وبن غوريون​


1605414753350.png


لندن – وكالات: في خبر لافت، على الرغم من أنه يعود إلى 75 سنة إلى الوراء، كشفت صحيفة عبرية أن رئيس وزراء سوريا السابق، جميل مردم، كان عميلاً مزدوجاً، وأعطى معلومات حاسمة لـ«إسرائيل» ساعدت في قيام «الدولة».

ولفتت صحيفة «هآرتس» في تحقيق، تدعي أنه يستند إلى وثائق رسمية، أن تعاوناً قام به مردم مع الوكالة اليهودية أثناء عمله سفيراً لسوريا لدى مصر ومندوباً لها لدى جامعة الدول العربية عام 1945.

جندته «إم آي 6» لتمكين بريطانيا من السيطرة على دمشق وطرد فرنسا

واستنادا إلى وثائق في الأرشيف الإسرائيلي، والفرنسي، والسوري، قالت «هآرتس» إن رئيس الوزراء السوري تم التعامل معه بالفعل من قبل عميل استخبارات صهيوني مع الفرنسيين، مشددة على أن المعلومات التي تم نقلها برعايته إلى ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي) كانت حاسمة خلال الفترة التي سبقت «قيام الدولة».

وبدأت قصة تجنيد مردم في صيف عام 1945، حين كشفت معلومات استخبارية حصلت عليها فرنسا، أن مردم، رئيس وزراء سوريا تحت الانتداب الفرنسي هناك، تم تجنيده من قبل العميد، إيلتيد نيكول كلايتون، رئيس MI6 (الاستخبارات البريطانية الخارجية) في الشرق الأوسط، ونوري السعيد، رئيس الوزراء العراقي آنذاك.

وحسب ما أوردته الصحيفة، فقد وافق مردم أيضاً على خطة تتوحد بموجبها سوريا، بعد طرد فرنسا من الأراضي الخاضعة لانتدابها، مع العراق ومع شرق الأردن في ظل الأسرة الهاشمية، وستتمتع بريطانيا – التي كانت تسيطر على هذين البلدين- بالهيمنة في دمشق أيضاً.

وبالنسبة لدور مردم فيما سمي بخطة «سوريا الكبرى» فقد حصل على مبالغ كبيرة، ووعد بأنه سيحكم سوريا، في عهد الملك الهاشمي. وشدد على أن «ما حدث هو أن الفرنسيين قرروا استغلال الوضع لأغراضهم الخاصة، وبدأوا في ابتزاز مردم، وهددوا بنشر الوثائق التي بحوزتهم، وتسريب المعلومات لخصومه السياسيين، ما دفع مردم إلى الاستقالة، في آب/ أغسطس 1945، بعد التشاور مع البريطانيين، لكنهم لم يعرفوا أنه استسلم للابتزاز وأصبح عميلاً مزدوجاً. في تلك الفترة، زود مردم الفرنسيين بمعلومات قيمة حول نوايا الجيش البريطاني وأجهزة المخابرات في الشرق الأوسط.

وفعل ذلك مرة أخرى بعد ستة أيام، عندما زار مردم القدس على رأس وفد جامعة الدول العربية؛ لترتيب التمثيل الفلسطيني في الجامعة، ثم تم تحديد مردم مباشرة كمصدر استخباراتي لبن غوريون. وفي السنوات التي تلت ذلك، أخفت المخابرات الفرنسية بوسائل مختلفة حقيقة أن مردم كان مصدر المعلومات من أجل عدم فضحه» حسب الصحيفة. ومع ذلك، فإن المعلومات التي تم الكشف عنها لأول مرة في مذكرات موريس فيشر، ضابط مخابرات في المقر العسكري للقوات الفرنسية الحرة في بيروت، والذي خدم سابقاً في ميليشيا الهاغاناه الصهيونية قبل قيام «الدولة» وأصبح فيما بعد أول سفير لإسرائيل في فرنسا، دليل إضافي على أن مردم كان مصدراً مهماً للمعلومات لبن غوريون.

 
الغريب أنه كان يوصف بأنه زعيم وطنى سورى ومعارض للحكم العثمانى !!!!!!
وكم فى الدول العربية والاسلامية من زعماء وطنيين فى العلن و فى السر هم جواسيس ؟؟!!!!!



1605414982491.png
 
طالعت قسم الساحة العربية قبل نشر الموضوع ... لم يكن موجوداً !!!!
 

في الحقيقة كانت "الوكالة اليهودية" (التي تحولت الى حكومة في 15 أيار/ مايو 1948) مهتمة بإحداث اختراق في النخبة السياسية السورية (الموالاة والمعارضة) منذ صيف 1936، لحصار ثورة 1936 التي اندلعت في فلسطين على اعتبار أن دمشق كانت المصدر والمورد للرجال والسلاح.

ولأجل ذلك فقد عقدت جولة أولى من المباحثات في صيف 1936 مع زعماء الكتلة السورية (شكري القوتلي وجميل مردم بك وغيرهما) ثم عاد الياهو ساسون (المولود في دمشق والمهاجر الى فلسطين في 1920 ليصبح مديرا لـ "القسم العربي" أو جهاز المخابرات في الوكالة اليهودية) في مطلع 1937 للقاء القوتلي ومردم بك بحجة تسليم محاضر اللقاء السابق. وقد سلّم ساسون مردم بك رسالة من حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية وموسى شرتوك رئيس الدائرة السياسية في الوكالة اليهودية (التي تحولت الى وزارة الخارجية في 15/5/1948)، وقال مردم بك في هذه المناسبة إنه "مادام هناك رجل سياسي مثل وايزمان ورجل محنك مثل موشيه شرتوك.. فإنه متفاءل بأن قضية العلاقات بين العرب واليهود ستجد لها الحل المرغوب فيه". وفي هذا السياق أيضاً تم ترتيب اجتماع بين زعيم المعارضة عبد الرحمن الشهبندر وحاييم وايزمان في شباط/فبراير 1938.

ولكن النجاح الأكبر للوكالة اليهودية كان في تجنيد بعض الشخصيات السياسية والدينية والإعلامية لكي تورد معلومات عن جمع الأموال وتهريب السلاح الى فلسطين وتخفف من تأييد السوريين للثورة في فلسطين. ولا شك أن "الصيد الأكبر" للوكالة كان الشخصية العروبية نسيب البكري (1888-1966) الذي أصبح من قادة الكتلة الوطنية في سوريا. فقد شارك البكري في تأسيس جمعية "العربية الفتاة" وأصبح سكرتيراً لها والتحق بالثورة العربية ليصبح مستشار الأمير فيصل، ثم برز في الحركة الوطنية في سوريا ليشارك في تأسيس "الكتلة الوطنية" ويصبح نائباً في البرلمان ووزيراً في عدة حكومات للعدل والزراعة والاقتصاد. اذ قبل البكري منذ شباط/ فبراير 1938 بالتعاون مع "الدائرة العربية" (جهاز المخابرات) للوكالة اليهودية مقابل مبالغ سخية لإرسال تقارير وافية عن جمع الأموال والسلاح وطرق ومواعيد انطلاق القوافل إلى فلسطين ليكون في انتظارها هناك القوات اليهودية.

وبفضل المبالغ السخية التي كان يتلقاها فقد جنّد البكري ثلاثين رجلاً لكي يأتوه بأخبار جمع التبرعات وشراء السلاح وطرق ومواعيد تهريبه الى فلسطين، كما استفاد البكري من كون أخيه مظهر البكري مديراً لشرطة دمشق فوضع في تصرفه عشرين مخبراً لمساعدته في مهمته لصالح الوكالة اليهودية. وبالاستناد إلى التقارير المفصلة التي كان يرسلها البكري بشكل دوري فقد أصبحت أجهزة الوكالة الأمنية والعسكرية على علم دقيق بأماكن شراء السلاح من الدول المجاورة (لبنان والعراق واليونان وألمانيا.. الخ) وطرق تهريبه إلى دمشق ثم أسماء الرجال والسائقين وطرق ومواعيد التهريب إلى فلسطين الخ. ولا شك أن مثل هذه المعلومات كانت مهمة بالنسبة للوكالة اليهودية لكي تقلّل من حدة الثورة خلال 1938-1939.


 

وثائق جميل مردم بيك تفنّد مزاعم إسرائيلية بأنه «عميل مزدوج»

وصفه الإنجليز له بأنه «زئبقي» وحاول الفرنسيون قتله
===================



بسمة قضماني

نُشر في صحف إسرائيلية الشهر الماضي، مقال للكاتب الإسرائيلي مائير زامير، زعم فيه أنه عثر على وثائق في الأرشيف الفرنسي تثبت أن رئيس الوزراء السوري في عهد الاستقلال جميل مردم بك، والمعروف كأحد أهم الشخصيات الوطنية السورية، كان في الواقع «عميلاً مزدوجاً» لبريطانيا وفرنسا، وأنه أعطى لشخص يهودي من دمشق، هو إلياهو ساسون، «معلومات مهمة عن ضعف الجيوش العربية مكّنت اليهود من الانتصار في حرب 1948».

جرى تداول المقال في مواقع إلكترونية عدة دون التحقق من صحة المعلومات الواردة. ومن يعلم كيف ينجز البحث الأكاديمي الموضوعي، يُلاحظ أن «الدلائل الدامغة» التي تحدث زامير أنه اطلع عليها وأنه سينشرها في كتابه الذي لم يصدر بعد، لم تكن مسندة بعد، وأن الأسلوب العام للمقال لا يرتقي إلى مستوى مقال عن دراسة تاريخية جادة وموضوعية.

ربما لم يخطر في بال زامير، أن جميل مردم بك من الشخصيات السياسية القليلة في الوطن العربي التي احتفظت بأوراقها كافة. ترك في منزله الأخير في القاهرة ما يزيد على عشرة آلاف وثيقة حول كل الأحداث المهمة التي مرت عليه أثناء تولّيه المناصب السياسية العليا من وزير المالية، ثم وزير الخارجية، ثم رئيس الوزراء، وأخيراً وزيراً للدفاع. احتفظ بكل ورقة شخصية أو رسمية كان من المفروض أن يودعها في مركز أرشيف حكومي في سوريا، لكن بعدما شاهد الانقلابات في بلده، قرر أن يبقيها في حوزته. وبعد وفاته حرصت العائلة على حماية هذه الأوراق على أنها ملك الشعب السوري، فأوكلتني العائلة بهذه المهمة. قمت بالعمل مع مركز أرشيف مختص من أجل تنظيمها بشكل مهني، ومن ثم ترقيمها لتشكل مجموعة محفوظات ترقى إلى مستوى الأرشيف المتوفّر في البلدان المتطورة، وسوف تصبح متاحة للمؤرخين قريباً.

تتشكل هذه المجموعة من مراسلات ومحاضر اجتماعات رسمية وخطابات ومذكرات وتقارير عن رحلات رسمية وتقارير سياسية تحليلية، كان يكتبها مردم بك بخط يده من وقت لآخر حول قضية أو حدث مهم. نجد أيضاً إيصالات مالية وتعليمات بتحويلات إلى جهات مختلفة، بينها إيصال بأمر تحويل مليون ليرة سورية إلى الصندوق الخاص لدى الجامعة العربية لمساعدة عرب فلسطين عام 1947.

تعمّد الكاتب الإسرائيلي تلويث سمعة مردم بك المعروف كشخصية وطنية عربية اشتهرت بمهارتها في العلاقات الدبلوماسية ومساهمتها الاستثنائية في الكفاح من أجل تحرير الأراضي العربية من الاستعمار، وخاض معارك سياسية ضارية من أجل استعادة الاستقلال والسيادة غير المشروطة للدولة السورية، وكذلك اتصالاته وجهوده التي بذلها بلا كلل من أجل إنقاذ فلسطين.

تشير غالبية المراسلات مع ممثلي الحكومة البريطانية إلى حرص مردم بك على إقامة علاقة قوية مع بريطانيا التي كانت في ذلك الوقت الدولة العظمى عالمياً، ومع بدء الحرب العالمية الثانية كان جيشها، يحمي منطقة الشرق الأوسط برمّتها ضد الجيش الألماني وقوى المحور النازي. أما فرنسا فكانت قد فقدت سيادتها واستسلمت لألمانيا النازية، وكان قائد المقاومة الفرنسية شارل ديغول آنذاك الذي لجأ إلى لندن، ليطلق منها المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي يعيش تحت رحمة الإنجليز، ومصيره السياسي مرتبط برضاهم عليه وحمايتهم له. كانت القوات الفرنسية المتواجدة في المنطقة موضع تصارع بين حكومة ڤيشي المتعاونة مع المحتل النازي من ناحية وبعض القوى التي اختارت المقاومة إلى جانب ديغول.


- جلاء... وشكوك
-------------


بين الملفات، مجموعة الوثائق حول العلاقات مع فرنسا منذ عشرينات القرن الماضي وحتى جلاء قواتها عام 1946. جزء كبير منها يخص المفاوضات حول المعاهدة التي تم إبرامها في 1936، والتي كان من المفروض أن تنهي الانتداب الفرنسي، لكن البرلمان الفرنسي لم يصدّق عليها، إضافة إلى ملف عن العلاقات مع بريطانيا بين الثلاثينات وحتى أواخر الأربعينات. وكانت سلمى مردم بك قد نشرت كتاباً استند إلى بعض هذه الملفات. هناك أيضاً وثائق حول علاقته بالدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي اتُهم بـ«العمالة لصالح البريطانيين»، بينما كان يهاجم جميل مردم بك ويحرض على المعاهدة التي توصل إليها الوفد المفاوض السوري بقيادة مردم بك مع فرنسا. لا مجال للتوسّع هنا فيما جاء في الوثائق، نكتفي بالقول، إن العداء السياسي الذي نما بين الرجلين يشكل مؤشراً آخر لتبرئة مردم بك من العمالة للبريطانيين، ويحوي الملف الرواية الكاملة حول اغتيال الشهبندر، واتهام رجال الكتلة الوطنية ومن بينهم مردم بك، ثم المحاكمة التي أدت إلى تبرئتهم بالكامل.

محاضر اللقاءات مع الفرنسيين والبريطانيين مكتوبة أو مطبوعة على ورق رسمي بعضها لرئاسة الوزراء وأخرى لوزارة الخارجية. وتكشف عن العلاقة التنافسية والمحفوفة بالشكوك بين فرنسا وبريطانيا آنذاك، وتشير إلى مباحثات حول مصالح بريطانيا في المنطقة والتي كانت المعلومات حولها متناقضة؛ إذ كان رئيس الوزراء ونستون تشرشل يصرّح بأنها تقتصر على ضمان خط مواصلات آمن بين جبل طارق والمحيط الهندي، وأن خارج ذلك يبقى العرب أحراراً في تنظيم أوضاعهم الداخلية والعلاقات فيما بينهم، بينما كان بعض أعضاء البرلمان والشخصيات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية يسعون إلى التدخل في الحياة السياسية الداخلية السورية واللبنانية خلافاً لتعليمات رئيس وزرائهم.

اتفق القادة الوطنيون على الاستعانة بالإنجليز، وعلى رأسهم مردم بك بحكم منصبه وزير خارجية ثم رئيس وزراء، من أجل التصدي للضغط الذي كانت تمارسه فرنسا آنذاك، وكان يسعى باستمرار لحشد الدعم الدولي للتخفيف من ضغوط فرنسا وإجلاء جيشها من سوريا، فهناك رسائل إلى ممثلي الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والدول العربية، بعضها بتوقيع مردم بك، وأخرى مشتركة من مردم بك وقادة لبنانيين، يحتجّون فيها على سلوك فرنسا في الوقت الذي كان قد تم الاعتراف باستقلال سوريا وأصبحت عضواً في هيئة الأمم.


- «عمالة» مزعومة
-----------


أما عن «عمالة مردم بك للفرنسيين»، فإن الأدلة التي يزعم زامير أنه وجدها في الأرشيف الفرنسي في لبنان تناقضه أحداث لا مجال للتأويل حولها. بعد أن كانت فرنسا قد وعدت بالاعتراف باستقلال سوريا كدولة ذات سيادة كاملة في 1941، ثم أصبحت الجمهورية السورية (اسم الدولة آنذاك) عضواً في هيئة الأمم المتحدة، أخذت فرنسا تتراجع عن التزامها وحاولت ممارسة ضغوطات على المسؤولين السوريين من أجل إبقاء القوات العسكرية الخاصة تحت قيادة فرنسية بينما كان مردم بك - بصفته وزيراً للدفاع في 1945 - يرفضها رفضاً قاطعاً، ويتهم الفرنسيين بالسعي إلى حرمان سوريا من جيش وطني والفرض عليها أن تكتفي بمجرد قوات درك وحرس حدود، ويطالب بإنهاء الدور العسكري الفرنسي ونقل قيادة القوات الخاصة لتصبح بأمرة السوريين. وقاومت فرنسا مساعي بريطانيا التي كانت تحظى بتأييد الولايات المتحدة، لحل القضية السورية - اللبنانية كما يطمح الشعبان ودون تقديم امتيازات للفرنسيين.

كيف لمردم بك أن يكون عميلاً للفرنسيين بينما يكتب ديغول في مذكراته، أنه كان على قناعة بأن البريطانيين يتآمرون مع القادة السوريين لطرد فرنسا من سوريا؟ لقد تحول مردم بك إلى عدو لدود للفرنسيين إلى درجة أن المندوب السامي الفرنسي الجنرال بيني تحدث عن فقدان الأمل منه ومن باقي القادة الوطنيين السوريين، وضرورة التخلص منهم باستبدالهم برجال تعاونوا مع فرنسا في الماضي.

من سوء حظ مردم بك، أنه وجد هو وزملاؤه الوطنيون أنفسهم وحيدين في مواجهة النمردة الفرنسية. في محضر جلسة مع مسؤولين بريطانيين بتاريخ 14 فبراير (شباط) 1945 استنكروا الضغوط والتهديدات التي كانت تمارسها فرنسا، ووعدوا مردم بك بأن بريطانيا ستستخدم نفوذها لضمان أن تجري المفاوضات مع الفرنسيين بشكل نزيه ودون ضغوط تمارسها فرنسا، لكن سرعان ما تراجعت بريطانيا قائلة في وثيقة أخرى، إن فرنسا عادت لتصبح دولة مستقلة ذات سيادة كاملة بعد تحريرها في 1944، وإنه يصعب على بريطانيا الضغط عليها، وبالتالي على القادة السوريين أن يجدوا سبل الاتفاق معها.

لم يكن للبريطانيين رغبة في مساعدة السوريين على تحقيق الاستقلال من دون ثمن، ألا وهو التبعية لهم عن طريق ضم سوريا إلى المملكة الهاشمية، وهذا ما وصفه مردم بك بـ«النفاق والغدر البريطاني».


- رجل «زئبقي»
-----------


بدأ البريطانيون يعبّرون عن انزعاجهم من مردم بك الذي لقبوه بوزير الخارجية «الزئبقي»، ثم غضبوا منه بشكل كامل حيال ما اعتبروه موقفاً متشدداً من الفرنسيين، وكان فقدان الثقة بينه وبين الإنجليز متبادلاً. وتشير وثائق عديدة في الخارجية البريطانية إلى أن البريطانيين سعوا في مناسبات عدة إلى تجاوز مردم بك والتوجه مباشرة إلى رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء.

بلغت حدة الخلاف بين القادة السوريين وفرنسا ذروتها في 1945، وأدت إلى قيام فرنسا بعدوان عسكري همجي؛ إذ قصف الطيران الفرنسي المباني الرسمية في دمشق ومنها البرلمان، واستهدف وزارة الخارجية تحديداً في محاولة لقتل مردم بك بعدما ألقى خطاباً متشدداً في البرلمان هاجم فيه الفرنسيين وهدد البريطانيين بفضح وثائق تشير إلى ضغوط مارسوها على القادة السوريين ليقبلوا بالشروط الفرنسية.

أي عميل هذا الذي يهاجم ويهدد علناً الدول العظمى، وكيف له ألا يخشى من أن يفضحوا عميلهم بدورهم؟ ولو كان مردم بك «عميلاً مزدوجاً»، فأين هي الخدمات التي قدمها إلى الفرنسيين أو البريطانيين أو الصهاينة الذين أعجبوا في البداية بدماثته ومهاراته الدبلوماسية، لكن سرعان ما غضبوا منه واعتبروه عدواً لدوداً حينما بدأ يستخدم مواهبه السياسية لمحاربة مصالحهم؟

وعن موقف مردم بك من مشروع إقامة «سوريا الكبرى» بقيادة هاشمية، تكشف أوراق مردم بك عن أنه حينما حاول السفير الأردني في دمشق عبد المنعم الرفاعي حشد دعم شعبي في سوريا للمشروع استدعاه مردم بك ليوبّخه وطلب منه إيقاف هذه البروباغاندا على الفور. وتؤكد الوثائق البريطانية هذه الرواية. فكيف يكون مردم بك متواطئاً من البريطانيين من أجل إنشاء «سوريا الكبرى» تحت الحكم الهاشمي؟

في محضر جلسة مع الجنرال سبيرز عام 1943 يؤكد مردم بك أن مصالح بريطانيا لا تتعارض مع مصالح العرب، وأن العرب يرغبون في أن تبقى بريطانيا حليفة لهم، بل الحليف الطبيعي. لكنه يضيف «لا شيء يعكّر صفو العلاقات بين الجهتين إلا فلسطين». وكان رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل قد بدأ يعبّر علناً في ذلك الوقت عن دعمه لقيام دولة يهودية وعن مشاعره المعادية للعرب.

نجد ضمن أوراق مردم بك حزمة من المراسلات الرسمية الموجهة إلى الحكومة البريطانية عن طريق السفارة السورية في لندن ورسائل إلى أعضاء في البرلمان البريطاني محسوبين من أصدقاء سوريا يناشدهم فيها الضغط على فرنسا كي تحترم ما تعهدت به للسوريين أمام بريطانيا بخصوص استقلال سوريا غير المشروط. وكان يطلب من الإنجليز أن يتواجدوا مع السوريين والفرنسيين أثناء مفاوضاتهم كي يضمنوا التزام الفرنسيين بإنهاء دورهم في قيادة القوات الخاصة ونقلها إلى قادة عسكريين سوريين.

كما تشمل الأوراق رسالة من وزير الخارجية الأميركي إلى الزعماء السوريين يؤكد فيها دعم بلاده نقل قيادة القوات العسكرية الخاصة التي تقودها فرنسا لتصبح جيشاً بقيادة سوريا.


- الوكالة اليهودية
----------


أما عن دور جميل مردم بك في الملف الفلسطيني، فكان مثل غيره من الشخصيات الوطنية العربية يعي أن المشروع الصهيوني أصبح له دعم من الدول العظمى كافة، بل أصبح موضع توافق دولي، وأنه لن يصلح التعامل معه على أنه محض اعتداء على أرض عربية يمكن مقاومته بالسلاح وبسالة المقاتلين العرب فراحوا يبذلوا جهود دبلوماسية جبارة لمحاولة استدراك الخطر وأجروا مباحثات مكثفة في العقد ما بين 1936 و1946 مع كبار المسؤولين من الوكالة اليهودية، وكل من يستطيع التأثير فيهم من بريطانيين وأميركيين؛ سعياً لإنقاذ الأراضي العربية من المشروع الصهيوني. كان جميل مردم بك من بين هؤلاء وكان يؤمن بأنه يتوجب بذل أقصى الجهود في المجال الدبلوماسي من أجل تجنّب العرب حرباً قد تعود عليهم بنتائج كارثية.

لم يستمتع الوطنيون السوريون طويلاً بالاعتراف الدولي بسيادة الدولة السورية الفتية وقبولها عضواً في الأمم المتحدة إلا ووجدوا أنفسهم أمام خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين عام 1947، والتي رفضوها مثلما رفضتها الغالبية الساحقة من القادة والشعوب العرب، وتلتها حرب وهزيمة للعرب، ثم اعتراف الأمم المتحدة بإسرائيل فور إعلانها عن استقلالها عام 1948.

يشير الدكتور نيل كابلان، وهو مؤرخ كندي من جامعة مونتريال مختص في الصراع العربي - الإسرائيلي، مستنداً إلى الأرشيف الإسرائيلي في كتابه حول الدبلوماسية الفاشلة في الصراعات إلى محاولات عديدة قامت بها شخصيات أغلبها من العرب، غير الفلسطينيين، والبريطانيين للوساطة بين عرب فلسطين والصهاينة. ويذكر من بين الأسماء التي عثر عليها في الأرشيف البريطاني والإسرائيلي جميل مردم بك وعبد الرحمن الشهبندر، واللبنانيين رياض الصلح وأميل إدّة، والمصري إسماعيل صدقي والبريطاني الشهير الكولونيل لورنس، كلها محاولات لإيجاد حل مقبول بين اليهود وعرب فلسطين من خلال عشرات اللقاءات التي دوّنها مردم بك بالكامل في أوراقه الرسمية. وحول هذه المساعي الحميدة كتب إلياهو ساسون، أن مردم بك، «تحول في أعين الصهاينة من متفهّم لضرورة إيجاد حل سلمي إلى اعتباره من أشرس أعداء الصهاينة».

كتب كابلان عن جميل مردم بك، أنه «في فترة الثلاثينات سعى أحد العملاء الصهاينة إلى ابتزاز مردم بك من خلال محاولة استغلال خوفه من النفوذ اليهودي لدى الحكومة الفرنسية (حيث كان البرلمان الفرنسي يناقش المعاهدة الثنائية للمصادقة عليها)؛ وذلك من أجل كسب دعم مردم بك في كبح النشاطات المناصرة للفلسطينيين من قبل بعض الشخصيات القيادية السورية... لكن مردم بك لم يتجاوب مع هذه المحاولات، بينما تعاون زعماء لبنانيون بشكل فعال في دعم جهود الصهاينة للحد من نشاطات المفتي حج أمين الحسيني وأتباعه».

يقول بعض المراقبين العقلاء بأنه لا يجوز الحكم على مرحلة تاريخية بأعين وذهنية مرحلة أخرى، وهذا فيه شيء من الصحة. لكن عمل المؤرخ الجاد هو تحديداً البحث في مجموعات عديدة من الأرشيف لاستيعاب كل معطيات الحقبة التاريخية التي يدرسها وفهم الظرف الذي قاد شخصيات تاريخية إلى القيام بخطوات معيّنة واتخاذ قرارات بشؤون حساسة، وهذا جهد يستغرق سنوات طويلة.

يعلم الباحثون في تاريخ فلسطين أن المؤرخين الإسرائيليين قاموا بنشر كتب عديدة حول تاريخ الحركة الصهيونية وظروف إنشاء الدولة اليهودية مستندين إلى أرشيف تحفظه المؤسسات الإسرائيلية. بعضهم عمل بصدق وكشف عن خطة طرد الفلسطينيين من بلادهم بينما كانت الحكومات الإسرائيلية المتتالية تنفيها، وبعضهم تحول إلى نجوم بفضل كتاباته، لكن البعض الآخر عمل بنوايا خبيثة فالمدعى زامير معروف لدى المؤرخين المحترمين، ومنهم مؤرخ فرنسي عريق ألف مجلدات عن هذه الحقبة التاريخية ومطّلع على الأرشيف الفرنسي بأكمله، بأن زامير مؤرخ يفتقد للمصداقية، وأنه معروف بمحاولاته السابقة لتزييف المعلومات، وأنه يجيّر كل ما يطّلع عليه ليحوله إلى روايات استخباراتية وحكايات عن العمالة. وبهذا يسعى إلى إثبات السردية الإسرائيلية القائلة، إن القادة العرب، وخاصة كبار الشخصيات الوطنية، كانوا في الواقع لا يعارضون قيام الدولة اليهودية ومعنيين بمصالحهم وطموحاتهم الشخصية، وقد باعوا قضية عرب فلسطين منذ ذلك الزمن.


- باحثة أكاديمية سورية
 
عودة
أعلى