سر تخوف روسيا من دوام امتلاك أوكرانيا لمنظومة اس-300 السوفيتية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
920
التفاعلات
2,106
سر تخوف روسيا من دوام امتلاك أوكرانيا لمنظومة اس-300 السوفيتية

FRuoZDeX0AE54Wg.jpeg


قدرت أوساط غربية أن أوكرانيا مع بدء حرب روسيا عليها، كانت تمتلك 12 فرقة أرضية من منظومة اس 300 السوفيتية القديمة S-300PT أو سام 10 بي، وفق التسمية الغربية، وهو الجيل الثاني من أقدم نظم الدفاع الصاروخي الجوي من هذه السلسلة الدفاعية، لذلك كان من المفترض أن لا تكترث روسيا لوجودها خاصة بأن المعلومات لدى المخابرات الروسية الخارجية أن الأوكران لا يمتلكون أي قدرة على تطوير هذه المنظومة المتخلفة، ولا يملكون القدرة المالية على إطالة عمر 30 فرقة موزعة كالتالي 16 فرقة من طراز S-300PT و11 فرقة S-300PS سام 10 إيه الأقدم، والتي لا يتعدى مداها 75 كم وسرعة صواريخها أربع أضعاف سرعة الصوت.

ولكن كان التخوف الروسي من أي تدخل غربي يعيد تفعيل هذه المنظومات بشكل يجعلها أكثر فاعلية ضد الطائرات الروسية، خاصة وأنه مؤكد للمخابرات الروسية أن أمريكا تمتلك عدد من هذه المنظومة على أراضيها.

وحتى تحمي أوكرانيا منظومتها الدفاعية من براثن طائرات بوتين الضاربة والإخمادية، هرعت على نشر منظومتها المتقادمة من طراز سام 10 إيه المتهالكة، على أنها هي المنظومة المعتمدة الدفاعية، حيث تمكنت مجموعات طائرات بوتين الضاربة الاخمادية من تدميرها وتحيدها خلال ساعات من بدء العمليات العسكرية الروسية عل أوكرانية.

وهنا تحولت فرق منظومة اس 300 الفعالة الأوكرانية الدفاعية إلى مجموعات مقاومة جوية تظهر وتختفي، وليس على شكل تشكيلات منتظمة دفاعية ممكن أن تغير توزيعها ومواضعها ولكن دون أن تختفي وأصبح ظهورها على شكل سرايا متباعدة الانتشار وليس ضمن نظام كتائب ترتبط بتشكيلات ألوية تخضع لمركزية الفرقة الدفاعية لنفس المنظومة.

أي أن منظومة السرية الدفاعية كانت تشكل وحدات كمائن جوية مقاومة حرة ضد الطائرات المهاجمة الروسية.

وهذا التكتيك تعلمه وخبره الأمريكيان من العراقيين في عاصفة الصحراء 1991، وعلموه للأوكران.

ولكن السؤال الآن كيف تمكنت هذه المنظومات المتقادمة من اسقاط العديد من الطائرات الضاربة المتطورة الروسية وفي مقدمتها بطة الجحيم SU-34 Fullback المشهورة بقدرتها الاختراقية المميزة للدفاعات الجوية؟!.

إذا استبعدنا فكرة اسقاط هذه الطائرة المتطورة بمنظومة صاروخية غربية متطورة أطلقتها طائرة جوية متسللة وخفية أمريكية، فإن سيناريو الاسقاط سوف يكون كالتالي:

أولاً: يتم تأمين سرية الكمائن الجوية الأوكرانية من منظومة ألماز اس 300 بفصائل دفاعية من صواريخ بيتشورا تو المطورة الأوكرانية S-125M ذات القواعد المتحركة المسؤولة عن حماية منظومة ألماز الأوكرانية من الأخطار الصغيرة مثل الدرونات وصواريخ كروز التحت صوتية، أو الذخائر الجوية المضادة للرادارات ومنصات الإطلاق الصاروخية، وتعتمد أيضاً وسيلة انذار مبكر خامد يعتمد على الرصد الحراري، وخامل يعتمد على التتبع بالأشعة الليزرية.

ثانياً: عمد الأوكران على عدم تشغيل أي من شبكات رادار الخاصة بالمنظومة أثناء تنفيذ الكمائن الجوية والاعتماد على معلومات الرصد والمراقبة والتتبع الخاصة بمنظومة بيتشورا تو، وتزويد صاروخ الاطلاق بتلك المعلومات الملاحية الأولى لإطلاق الصاروخ دون توجيه نشط تجاه الهدف الجوي، وهذا التكتيك تعلمه الأمريكيان أيضاً من العراقيين أثناء عملية عاصفة الصحراء.

وتمت بإطلاق أربع صواريخ من أربع منصات متباعدة تمثل السرية المقاومة وتم متابعتها من طرف وسائط منظومة بيتشورا، وتفعيل توجهها النهائي الراداري النشط فيها.

إلا أن الروس استطاعوا بطرق مبتكرة تدمير هذه السرايا المقاومة للجو الأوكرانية والتي كان مدى صواريخها 90 كم وسرعنها 5 ماخ.

إلا أن ردة الفعل الروسية كانت وقائية شديدة البأس ضد المنظومات الأحدث من النموذج الخامس للجيل الثاني نوع S-300PMU2 Favorit سام 20 بي وفق التسمية الغربية الذي ورد إلى أوكرانيا من بولندا ثم سلوفاكيا، والذي يصل مداه إلى قرابة 200 كم وسرعته 6 ماخ تقريباً (1900 م/ث) ومدى كشف راداره الأرضي 300 كم يستطيع رصد وتتبع 100 هدف جوي، وتوجيه 20 صاروخ على عشرة أهداف جوية أو 12 صاروخ على ستة صواريخ بالستية حتى مدى 40 كم، ويعتبر متطور وفعال مقارنة مع الأوكراني، وانتج بالحقبة الروسية عام 1997.

لذلك سعت روسيا إلى تدميرها بمرحلة التخزين بعد إدخالها من الحدود البرية بصواريخ كروز كاليبر بعيدة المدى العالية الدقة، أو أثناء نشرها أو بعد نشرها بصواريخ اكس 59 KH-59MK1 من مسافة 285 كم من طائرات سوخوي 35، إلا أن الأمريكان قاموا بتكتيك جديد وهو مراقبة النشاط الجوي الروسي بطائرات الإنذار الجوي الأمريكية والأقمار الصناعية المراقبة لحركة الأقمار الصناعية الروسية، فكانوا يعيدون نشر المنظومات المنتشرة ووضعها بأماكن جديدة غير مكشوفة للروس، وقد عرف الروس هذا التكتيك فاستبدلوا طائرات سوخوي 35 الاخمادية بطائرات سوخوي 57 الشبحية التي كانت تضرب منصات منظومة فافوريت الدفاعية بصواريخ KH-59MK2 الخاصة بالنفاثة الشبحية من مسافة نحو 300 كم، ومن الهدف، دون أن يعلم الأمريكان والأوكران بذلك.

أما سبب تخوف روسيا من منظومة فافوريت اس 300 هو صعوبة التشويش عليها لأنها تعتمد نطاق سلسلة ترددات ذات أنماط عشوائية مرتبطة بخوارزميات تشفيريه عالية التعقيد يصعب أو يتأخر فك رموزها، رغم تطور الحرب المضادة الالكترونية الروسية، مما يجعلها عرضة للسقوط، بصاروخين لكل طائرة بأنماط ترددية مختلفة، وقد تأمين هذا التشفير المعقد من طرف العلماء السوفييت ومن ثم الروس، بأنه يتعطل برمجياً مع أي محاولة ولوج الكتروني أو تفكيك.

ورغم أن روسيا قد قامت بتزويد أحدث طائراتها من جيل 4++ مثل سوخوي 35 وسوخوي 34 بنظام حرب الكترونية سلبي معقد ومتطور جداً يجعل منهم طائرات شبحية خفية بتبديد وتشتيت كافة أنواع الموجات الراداريه بطريقة الكترونية مبتكرة فائقة السرية، ويرقيها هذا الاجراء إلى طائرات الجيل الخامس، إلا أن روسيا لم تزود طائرات من هذه النوعية في حرب أوكرانيا بهذه التقنية المبتكرة التسللية، لأسباب غالباً أمنية، ولم يكتشف الغرب وجودها بتلك الطائرات الساقطة منها بالأراضي الأوكرانية.

ويعتقد أن طائرة روسيا الشبحية سوخوي 57 زودت بتقنية سرية مضافة تحول الطائرة الشبحية من طائرة صغيرة البصمة الراداريه، على عديمة البصمة تامة الخفاء، علماً أن سوخوي 57 لها بصمة راداريه سرية منخفضة جداً بالأصل، تعتمد على امتصاصية طبقات رقائق "ستاف" العالية، المغطاة بطبقة سيلكات الزجاج بالمرحلة النهائية الماصة أيضاً للطيف الأول من الموجات الرادارية.

لذلك نجد هذه الطائرة الشبحية المزودة أيضاً بتقنية هملايا التي تحول طائرات الجيل الخامس الخفية الغربية إلى الجيل الرابع المرئية، هي طائرة الاخماد للدفاع الجوي في أوكرانيا اليوم ضد كافة تهديدات المنظومات الصاروخية، وعددها العامل 12 طائرة في روسيا اليوم.
 
يبقى هذا تخمين فقط لأن اللعبة الجيوسياسية تقتضي ضم أقاليم دونباس وكل الأطراف القريبة إلى جمهورية جزيرة القرم وهي التوسع شرقا قبل أن يتوسع الناتو غربا .
 
يبقى هذا تخمين فقط لأن اللعبة الجيوسياسية تقتضي ضم أقاليم دونباس وكل الأطراف القريبة إلى جمهورية جزيرة القرم وهي التوسع شرقا قبل أن يتوسع الناتو غربا .
 
عودة
أعلى