خليل عز الدين الجمل اول شهيد لبناني في صفوف الثورة الفلسطينية

ذياب

التحالف يجمعنا
طاقم الإدارة
مشرف
إنضم
15/12/18
المشاركات
20,000
التفاعلات
64,477

في ذاكرة الايام أوّل شهيد لبناني في صفوف المقاومة الفلسطينية في ذاكرة الايام / ١١ نيسان ١٩٦٨


1.jpg




خليل عز الدين الجمل ذلك الفتى اللبناني المولد والجنسية وصاحب القلب النابض بالمحبة لفلسطين و قضيتها والمثقف الذي لم يتجاوز عمره السابعة عشرة، مَلك ايماناً عميقاً سكنه وسار على خطوات كاتبي تلك الرسائل فكتب رسالة من كلمات قليلة : "أخي نبيل، سلامي لأهلك ولأمي، أرجوك لا تسأل عني. أنا بخير. سأعود". وضع الرسالة على مكتب شقيقه في مكتبة كركاس حيث يعمل في غرب بيروت، وغادر في 25 آذار عام 1968 الى فلسطين

1.jpg



التفت الكوفية حول عنقه، وتدلت على كتفيه وحمل بندقيته وانتظر ساعة الصفر. وعند الساعة التاسعة مساءً من ليل العاشر من نيسان/ ابريل عام 1968، انطلقت وحدات الاستطلاع والمراقبة الفدائية من منطقة تل الاربعين في الاردن الجميع كان يرصد مرور قوات العدو الصهيوني الى المنطقة خصوصا وانها اقامت جسراً حديدياً متحركاً في منطقة الاغوار لنقل عربات الجند والدبابات. في تلك اللحظات أنزلت طائرة هليكوبتر عشرات المظليين في المكان نفسه، وعند اختراق القوات الغازية للاراضي الاردنية كان الفدائيون بانتظارهم في كمين محكم وكان الشهيد خليل عز الدين الجمل أحد الفدائيين

إنضم خليل عز الدين الجمل لصفوف الثورة الفلسطينية و هو لا يزال مراهق و إنتقل الى أكثر من معسكر تدريبي ومن ثم طلب نقله الى مكان المواجهة والمعارك رغم إعتراض قادته بسبب صغر سنه إلا ان إصراره و الحاحه اجبرهم على الإستجابة له فكان في الخطوط الامامية عند الحدود الاردنية الفلسطينية ونال ما أراد اشتبك مع جنود الاحتلال بعد محاصرته لقوات العدو مع اخوانه من الفدائيين وانهالوا عليهم بنيران رشاشاتهم وقنابلهم اليدوية كانت معركة حامية الوطيس خاضها الجمل ورفقائه بحماسة شديدة وكانت المحصلة قتل أكثر من عشرة جنود اسرائيليين وجرح عشرات المظليين والمشاة وعند انسحاب العدو الى الاراضي الفلسطينية المحتلة لم يتراجع الفدائيون الفلسطينيون ومنهم الجمل و عمد الشهيد و رفاقه إلى مطاردتهم مع تقهقر قوات العدو الى عمق الاراضي الفلسطينية. وصل الفدائيون الى نقطة متقدمة من خط وقف إطلاق النار حيث كثر عدد وحدات الاسناد للعدو فأمر قائد المجموعة اخوانه بالانسحاب إلى مواقعهم بعدما أوقعوا في صفوف العدو 15 إصابة بين قتيل و جريح واستمرت الرماية داخل الأراضي المحتلة وبينما كان خليل يحمي انسحاب رفاقه وتراجعهم إلى مواقعهم أصابت شظايا قذيفة مضادة للدروع كتف الجمل ومع ذلك استمر في اطلاق النار حتى ارتقى شهيداً في أرض المعركة واستطاع رفاق الشهيد سحب جثمانه الى الأراضي الأردنية

نقل جثمان الجمل الى مسقط رأسه ببيروت ليتم تشييعه في السابع والعشرين من نيسان ١٩٦٨. مشى لبنان بأسره في موكب الشهيد حتى وصل موكب الجنازة إلى المصنع عند الحدود اللبنانية السورية ليخترق آلاف المواطنين واصطفت الجموع على اطراف الطريق من البقاع اللبناني الى العاصمة بيروت حيث اقيمت الصلاة على الجثمان في المسجد العمري الكبير في وسط العاصمة اللبنانية بيروت ثم انتقل الموكب إلى مقبرة الشهداء.

خليل عز الدين الجمل، يكاد يكون الشهيد الوحيد الذي حمله أبناء وطنه على الأكف من الحدود السورية اللبنانية إلى العاصمة بيروت من مجدل عنجر إلى بر الياس فإلى جديتا ومكسي وصوفر وعاليه والكحالة والحازمية والضاحية والطريق الجديدة وواكبته بعد الصلاة عليه من بيت أبيه عز الدين الجمل إلى مقبرة الشهداء

صغيراً كان عندما حمل القضية، لكن ايمانه كان أكبر بكثير من اي عمر يمكن ان تسجله هوية وكان محركه الاول والاخير. خطوات ثابتة رافقت الشاب المراهق ليولد مقاوماً منذ نعومة الاظافر.

الشهداء كثيرون، كرمل الشاطئ، كصخور الجبل، لكن فتى الثورة الأغر وشهيدها اللبناني الأول، خليل عز الدين الجمل، يظل متمتعاً بشرف السبق. فمن هو، وما هو السبق الذي ميّز الشهيد خليل الجمل عن غيره؟

خليل عز الدين الجمل (21 كانون الثاني/يناير 1951 - نيسان/أبريل 1968) هو شاب لبناني أول من استشهد من اللبنانيين في سبيل القضية الفلسطينية والذي سقط في الأردن في نيسان 1968م فيما عرف بمعركة تل الاربعين. وكان استشهاده الشرارة التي شجعت شباب عرب من غير الفلسطينيين على المشاركة في النضال إلى جانب الفلسطينيين.


دخل الشهيد خليل عزالدين الجمل القلوب العربية وأثبت أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم فوجه الرئيس جمال عبد الناصر تحية إلى الشهيد الجمل في كلمة ألقاها في نيسان من العام ١٩٦٨قائلاً فيها : "اللي عنده ١٧ سنة ١٨ سنة، واللي بيقاتلوا في داخل إسرائيل يثبتوا أيضاً إن احنا ندّ، ويثبتوا أن الانسان العربي قادر على دفع التحدي. الشاب اللبناني اللي أخد سلاحه وطلع من لبنان وترك رسالة لأهله قالهم أنا ماشي ومش حا غيب.. وحا ارجعلكم، وطلع ودخل مع قوات العاصفة إلى إسرائيل علشان يقاتل في سبيل أرضه ومات ورجعوه امبارح إلى لبنان.. يثبت أن الأمة العربية كلها بكل أبنائها قادرة على تحدي هذا العدوان"
حديث عبد الناصر، عن الشهيد جعله قدوة ومثلاً أعلى للشباب العربي الذي انضم الى صفوف الثورةالفلسطينية

رحم الله الشهيد خليل عز الدين الجمل و اسكنه فسيح جناته


تشييع الشهيد إلى مقبرة الشهداء في بيروت


1.jpg







 
عودة
أعلى