خفايا تفوق فاغنر على النخبة الأوكرانية وآخر السيناريوهات المتوقعة الميدانية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
920
التفاعلات
2,106
خفايا تفوق فاغنر على النخبة الأوكرانية وآخر السيناريوهات المتوقعة الميدانية

باخموت هي المدينة الأوكرانية التي تعتبر الحصن المنيع وبوابة سور باقي دونيتسك الحصين، لذلك بانهيارها سوف تسقط باقي المقاطعة.

وادعت أوكرانيا واعلام الناتو أن الروس حاولوا اقتحامها بقوات راجلة على الطريقة السوفيتية أي بطريقة أكداس أنساق المشاة المتتابعة وتكلموا أن الروس تكبدوا بهذا التكتيك القتالي القديم خسائر كارثية تفوق واقع هذه الخسائر بعشرة أضعافها الحقيقية على الأقل.

والصحيح أن مشاة النخبة الاقتحامية الروسية حاولت الاقتحام بطريقة الاقتحام بالأرتال التناوبية أي تتقدم وحدات اقتحام أمامية بطريقة مؤللة تحت تغطية جوية ومدفعية كثيفة أكثرها مساحية لتتمركز هذه الوحدات في نقاط متقدمة ثابتة أمامية لتدعم وتغطي الوحدات الأخرى بطريقة تناوبية وهو أسلوب اشتهرت به وحدات الاقتحام الخاصة بتشكيلات الحرس الجمهوري العراقي في عهد صدام في الحقبة البعثية، وهو تكتيك ناجح من الناحية التجريبية ولكن ليس ضد تحصينات باخموت المميز بها وسائط الكشف المرئي الأرضية المصحوبة بدعم الوسائل الاستطلاعية الجوية والفضائية التي ترسل المعلومات بطريقة شبه آنية!

لذلك استبدلت روسيا وحدات النخبة الاقتحامية بمجاميع من نخبة النخبة التسللية المظلية ومن قوات فاغنر التخصصية الظلية والتي زودت بتجهيزات خاصة متطورة جداً تمكنها من إدارة نيران المعركة المباعدة الأرضية والجوية بتنسيق مشترك مع مواكبة الدرونات الضاربة والاستطلاعية المديرة للنيران إضافة للدرونات الكميكازية.

مع مراعاة هذه المجاميع المتسللة عنصر التخفي والصمت الميداني، ودوام تغير المواضع غالباً بطريقة ليلية أو في حال ساءت الأحوال الجوية أو بحالة إشغاليه بزيادة نشاط النيران المباعدة الأرضية، أما وحدات الاقتحام الخاصة فيتم إدارة حركتها بتأمين من وسائط الاستطلاع المتظافرة ودعم بإدارة نيران المجاميع الاستكشافية الخاصة ذات الضربات الجراحية بأغلب الأحيان بالذخائر الذكية أو المجهزة ببرمجة رقمية تصويبية، وأحياناً بالنيران المساحية التثبيطية في حالة حدوث نشاط دفاعي كبير يهدد الوحدات الاقتحامية الروسية.

ولم يوازي قوات فاغنر الخاصة PMC إلا القوات الخاصة الروسية المجوقلة VDV حيث يشارك قوات لواءين مظليين ولواء اقتحام بالحوامات القتالية التي تمثل قوات وحدات الاقتحام الخاصة التسللية، أما قوات العمليات الخاصة سبتسناز فهي تكون جنباً إلى جنب مع قوات فاغنر المتخصصة الاستكشافية التي تكون معزز بالقناصين والمراقبين والانارة والتوجيه الليزرية للذخائر المباعدة الذكية، إضافة لمدرعات ماركر الروبورتية الاستطلاعية القتالية، والدرونات الصغيرة الفردية الاستطلاعية.

وهذا إن دل فإنما يدل على تعاظم ثقل تدريب قوات فاغنر بأفضل الطرق التدريبية المعاصرة الفعالة والعملية، وهو ما بجعلها تتفوق على قوات النخبة الأوكرانية المعادية بفاعلية، وذلك بسبب تدريباتها العالية الاحترافية المتنوعة المصادر العالمية وليست فقط الروسية، وشراستها القتالية بسبب القدرة والمحفزات الإجرامية المسيطرة عليها بالسجية، وحديثاً كثرة عناصرها الإسلامية الجهادية، إضافة لحداثة تسليحها وتنوع مصادر هذه العملية التسليحية.

ويقدر تعداد قوات فاغنر اليوم بأكثر من 50 ألف محارب محترف أكثرهم كانوا سجناء مجرمين موزعين على فيلقين اقتحام وهذا عدا لواءين عمليات خاصة ظليه.

لذلك تدعم روسيا تشكيل فيلق ثالث جديد على وجه السرعة، من قوات فاغنر الأجنبية يصل تعداده حتى 30 ألف ليشمل ضمنه لواء عمليات خاصة بتدرب وتجهيز خاص يجعلها كفؤ للقوات الخاصة الأوكرانية بل وحتى الأنجلو أمريكية!

ولكن ليس ما تكلمنا عنه أعلاه هو السبب الوحيد بتفوق وتميز قوات فاغنر الارتزاقية، بل كون 90 بالمئة من المتعاقدين المحكومين هم من رجال العصابات الأوليغارشية الروسية أو ما يمكن تسميته بالمافيات الروسية، وهم قتلة محترفين وبدوافع إجرامية قوية جداً تفوق دوافع رجال الأوليغارشية الأوكرانية، وربما توازي الدوافع الوطنية الأوكرانية، لأن هذا الوضع القتالي يحولهم إلى أبطال حرب بدل مجرمين منبوذين محكومين مجردين من كافة حقوقهم المدنية والإنسانية، إضافة للامتيازات العسكرية والمالية، وبوتين ضابط استخبارات ذكي أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أي يتخلص من النخبة الوطنية والنازية الأوليغارشية الأوكرانية، وكذلك من رجال وأعوان الأوليغارشيات الروسية بوقت واحد.

أما التواجد الهائل للقوات الروسية المنتخبة الهجومية الثقيلة، فاليوم له هدف استراتيجي جديد، وهو تطوير المعركة القتالية من خلال زيادة الزخم القتالي، في حالة زادت أوكرانيا بمباركة غربية هجماتها المباعدة لشبه جزيرة القرم وأراضي روسيا الاتحادية.

ومتعارف عليه إعلامياً أن بوتين أعطى مهله لرئيس أركانه حتى نهاية مارس القادم لإتمام السيطرة على مقاطعة دونيتسك، وهذا إن صح فهذا يعني أن كافة الجبهات بما في ذلك جبهة بيلاروسيا التي على ما يبدو سوف تقوم بتطويق وعزل كييف مع بداية نهاية شتاء أوكرانيا الجليدي، وليس في الربيع كما يرجح الناتو ولكن سوف يكون فقط لشرق أوكرانيا وسوف يكون التفاوض إن حصل على غير الأماكن المقرر ضمها لروسيا بما في ذلك إقليم خاركييف، وتصبح باقي المناطق الشرقية حيادية عدا كامل الموانئ الأوكرانية، وذلك للحؤول دون حدوث حرب مباشرة عالمية مع الناتو.

والغريب اليوم أيضاَ قيام روسيا بنشاط هجومي سريع ولكن محدود في إقليم زبوروجيا حيث من المفترض أن لا توجد تشكيلات على مستوى جيوش متخصصة منتخبة مدرعة هجومية، بل هي المنطقة الضعيفة التي تنوي أوكرانيا تنفيذ هجوم واسع منها للنفاذ من خلالها إلى إقليم خيرسون ثم إلى شبه جزيرة القرم وقد عززتها روسيا بعد الانسحاب من جزء من إقليم خيرسون بنحو 50 ألف محارب شملت عشرات الكتائب المدرعة المستقلة التكتيكية، ومجموعة من ألوية مشاة البنادق الهجومية وعدة أفواج اقتحاميه من الحرس الوطني الروسي ومشاة البحرية الروسية وتشكيلات أخرى محلية تطوعية، والغريب أن هذه التشكيلات استطاعت بيوم واحد التقدم 7 كم بجبهة زبوروجيا الأوكرانية وتبين فيما بعد أن سبب ذلك وجود تشكيلات متخصصة منتخبة شيشانية لا تقل كفاءة عن قوات فاغنر المتسللة والاقتحامية، إضافة لتزويد بعض الكتائب التكتيكية الاختراقية المدرعة بعدد من دبابات الاختراق الروسية T-90M ذات القدرة النارية العالية والدقيقة والذكية ونظم الحماية والتدريع الثورية، إضافة لمدرعات المدمر الروسية المجنزرة ترمانيتور المدرعة ذات النيران الكثيفة الدقيقة والكثيفة الاستهداف، إضافة للذخائر الموجهة الذكية الصاروخية، وهناك تسريبات استخباراتية لم يؤكدها إلى الآن إلا مسؤول كبير بالمخابرات الأوكرانية أن روسيا نقلت قوات ضخمة على مستوى جيش قتالي من شمال شبه جزيرة القرم إلى إقليم زبوروجيا لم تخض تشكيلاته في عملية قتالية في أوكرانيا!

ويبدو أن ذلك حدث لتطوير هجوم زبوروجيا وتشكيلاته المدرعة معززة على ما يبدو بمائة دبابة من النوع الاختراق T-90M على الأقل والتي ربما وصل عدد الذي دخل منها الخدمة إلى الان نحو 600 دبابة قتالية، 430 منها خلال العام الماضي والباقي بالسنة الحالية بسبب عمل المصانع الخاصة بها وبمدرعة ترمانيتور على مدار الساعة، وتسعى روسيا أيضاً لترقية نوعية معينة من دبابة T-80 لتصبح موازية بالقدرات لدبابة الاختراق الأساسية وذلك لتوفير 1200 دبابة من نوع الاختراق قبل دخول الربيع.

ويبدو أن وراء هذا الهجوم الغير متوقع نحو إقليم زبوروجيا المتبوع بهجمات متتابعة روسية هو إعادة استقطاب القوات الأوكرانية الكبيرة التي أرسلت لدعم الجبهة الشمالية الموازية لبيلاروسيا التي تهدد العاصمة كييف والتي سُحب أكثرها من جبهة زبوروجيا، والذي يرجح هذا التحليل هو قرار إرسال الروس من قواتها في بيلاروسيا فيلق مشاة اقتحام متخصص وفرقة مشاة ميكانيكية إلى إقليم لوغانسك أو لوهانسك أي 45 ألف جندي روسي للإيحاء بأن روسيا لن تقوم بأي عمليات هجومية من بيلاروسيا تجاه العاصمة كييف، وهو ما يدفع الأوكران إلى إرجاع قواتها من النخبة القتالية لإعادة تعزيز قوات إقليم زبوروجيا وإقليم خاركييف، مع العلم أن سحب هذه القوات الروسية من بيلاروسيا سوف لن يغير شيء لأنه من المحتمل أن يحل مكانها قوات بيلاروسية!

أما بالنسبة لموضوع الدبابات الغربية الأمريكية والألمانية فهي لن تسلم بالوقت الحالي وإنما في الربيع القادم، أي مع انتهاء الروس غالباً من استعادة كامل أراضي الأقاليم التي انضمت بالاستفتاء الشعبي كأراضي روسية، إذا ما استمر الروس على تلك الوتيرة القتالية التصاعدية، وربما ينضم إليها أيضاً إقليم خاركييف من خلال اكتمال حشد ولوجستيات جيش حرس موسكو الهجومي المدرع الأول وفيلق اقتحام روسي سوف بتم إرساله من القوات الروسية في بيلاروسيا قوامه 30 ألف محارب غالباً سوف يكون من قوات المجموعات السيبيرية، وكما أسلفنا وذكرنا أعلاه إضافة لفرقة مشاة ميكانيكية ربما تكون من جيش الدببة السيبيرية المدرع 41.

والحشود الجديدة من الآليات الغربية والتي قد يصل عدد الدبابات المتطورة الألمانية والأمريكية من الأصناف الأحدث بالخدمة في الدولتين إلى 400 دبابة مع الدبابات البريطانية والفرنسية طبعاً، والتي غالباً سوف تكون أكثرها بأطقم غربية مستعارة وغالباً هي ليست لمهاجمة الروس ولكن على الأغلبً لردع هجوم الروس في الربيع أي منعها من تنفيذ هجوم أوسع خارج مناطقها التي تعتبرها روسيا أراضي شرعية روسية.

أما لإطالة المرحلة الحالية الدفاعية بباقي أراضي الأقاليم التي تعتبرها روسيا أراضي روسية، فإن بولندا سوف تمد أوكرانيا بدبابات من عائلة T-72 التي من الحقبة السوفيتية بعدد يتراوح بين 60 إلى 100 دبابة إضافة إلى 88 دبابة ألمانية من نوع ليوبارد ون سوف ترسلها ألمانية، والتي سوف تعمل جنباً لجنب مع مدرعات برادلي المجنزرة الأمريكية ذات الدروع المضافة الخارجية السلبية وصواريخ تاو المضادة للدروع الاختراقية، أما مدرعات برادلي الأحدث ذات الدروع التفاعلية الردية المتفجرة والحماية النشطة التفجيرية الصدية، وصواريخ تاو الضغطية الحرارية، فسوف تكون لحماية دبابات أبرامز الأمريكية في أوكرانيا الغربية، لأن السيناريو الغالب هو نشر التجهيزات من الدبابات والمدرعات والآليات الغربية في هذا الجزء من أوكرانيا لأنه خط أحمر محرم على القوات الروسية الذي سوف يتم حمايته أيضاً بمقاتلات فاكونF-16 الأمريكية وتايفون الأوربية إما بأطقم مستعارة غربية أو مدربة أوكرانية وبولندية.

وإذا ما كان هذا السيناريو معتمد عند الغرب بالفعل، فإنه تجديد لسيناريو تقسيم كوريا الذي أنها الحرب الكورية.

أما السيناريوهات الروسية المتوقعة المقبلة فأهمها أن تنفذ روسيا ثلاثة هجمات من أربع محاور استراتيجية بجيوشها المدرعة الهجومية، الأول من إقليم لوهانسك تجاه إقليم خاركوف أو خاركييف وفق التسمية الأوكرانية، والثاني من تجاه بيلاروسيا نحو كييف لعزلها وتطويقها دون اقتحامها وذلك لإجبار حكومة كييف على قبول المفاوضات والاعتراف بالأقاليم الأوكرانية الروسية، وعزل كييف وعموم أوكرانيا عن الامدادات الغربية من الجهة الغربية، وكذلك العزل التام لجبهة خيرسون عن الامدادات اللوجستية، وتسهيل الهجوم الروسي الثالث لاستعادة باقي أرضي خيرسون ولتطويق ميناء أوديسا من الناحية الشرقية والشمالية وتسهيل عمليات الانزالات البرمائية، للاستيلاء عليها واتمام العزل البحري لأوكرانيا، وأما الهجوم الرابع فسوف يكون من إقليم زبوروجيا.

وفي النهاية لن يتجرأ الناتو على تطوير الحرب إلى المستوى النووي، حتى أنهم على الغالب سوف يستمعون لتهديد روسيا بمنع الناتو دبابته من استخدام قذائف اليورانيوم المستنفذ DU المعروفة بالطلقات الفضية والتي تعتمد مع طاقة الخرق الحركية على الطاقة الحرارية العالية جداً حتى 5000 درجة مئوية عند الاختراق بسرعة 1500 م/ث ومن مدى 4 كم وفق أجيالها الحديثة، وذلك لما تولده هذه المادة مع البولونيوم المخفف المحيط بنهاية مقدمة رأسها على شكل حلقات تتفتت وتتفاعل عند الاختراق من أثار إشعاعية عالية السمية، مع تأخر زوال تأثير هذه الأشعة بالعوامل الزمنية، وفي حين تم استخدامها من طرف الناتو فسوف يكون الرد الروسي هو بدء استخدام أسلحة نووية ميدانية تكتيكية عالية المحدودية يمكنها كحد أقصى إبادة وتدمير تشكيلات تصل إلى كتيبة قتالية، أو بدء استخدام الروس لأسلحة ضخمة حرارية فراغية عالية التدمير المساحي القاتل وزائدة القدرة التأثيرية، يمكنها إبادة وتدمير تشكيل يصل إلى مستوى لواء قتالي، مثل مستودعات التفجير الجوية الفراغية الحرارية المعروفة بأبو القنابل، خاصة أن الروس أعلموا العالم أنهم سوف يستخدمون قاذفاتهم الاستراتيجية في هذا العام في العمق الأوكراني، ومنهم البجعة البيضاء الفوق صوتية، لذلك نجد أن طائراتهم الضاربة اليوم تكثر من مهمات عملية إخماد الدفاعات الجوية الأرضية والجوية.

أما عن خسائر الروس عموماً فقد تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العمليات الهجومية ضد المدن الاستراتيجية، ولكن بأسواء الأحوال لم يتجاوز عموم المحيد منها خُمس المحيد في الجهة الأوكرانية، والتي على ما يبدو تجاوزت ثلث عموم الحشود الأوكرانية، وقد تجاوز ما حيد من النخبة الأوكرانية أكثر من الربع وربما الثلث أيضاً لأن الروس يركزون بشكل واضح على تحيدهم مقارنة مع باقي التشكيلات الأوكرانية.

وأكبر سبب لارتفاع الخسائر الروسية الذي انخفض بالتكتيكات الروسية الأخيرة الإيجابية أثناء العمليات الهجومية، هو الاستخدام الأوكراني المفرط لدانات الهاون الثقيل من عيار 120 ملم العنقودية والانشطارية التقاربية إضافة لقذائف الراجمات عيار 122 ملم الحارقة الفوسفورية التراكمية، مع وجود نظم تهديف متقدمة أرضية وجوية وحتى فضائية.

وأمريكا اليوم تحاول تحجيم القدرة الهجومية الروسية من خلال تزويد أوكرانيا بقذائف لراجمات هيمارس ذات تقنية عالية وقدرة تسللية بعد تمكن الروس من تطوير مضادات صاروخية متعددة ضد صواريخ جملرس العالية الدقة المعروفة ببندقية القناص منها منصات بانيتسير المطورة الجديدة القادرة على اسقاط 16 قذيفة جملرس صاروخية بوقت واحد، بصواريخ أعلى دقة وأدنى من ناحية الكلفة المادية، وبانيتسير "ام تو" منصة جديدة ضمن أنواع عدة أصبحت عالية الفاعلية ميدانية ومركزية، وهذا يعطينا إيحاء أن أمريكا لن ترسل قذائف تحمل عصيات أفكوسيكت المولدة لأطباق اسكت الباحثة الذكية، والسبب كما أسلفنا هو توفر وسائط مضادة لصواريخها متعددة قاسية القتل وأخرى لينه تشويشيه.

فالبديل اليوم ولكن بمستوى استخباراتي بالمرحلة الحالية هي قذائف هيمارس من نوع جلسدب GLSDB التي تطلق قنابل القطر الصغير SDB في المرحلة النهائية وذلك لأنها ذات عمق أكبر ضعف المدى قذائف جملرس تقريباً، وارتفاع قتالي أكبر وبصمة حرارية وراداريه منخفضة جداً ومناورة مسارية وهو ما يجعلها أكثر خلسة وأدق إصابة ذكية، وغالباً سوف تستهدف أهداف حيوية واستراتيجية ولوجستية حركية، وذلك لبراعة الروس في إخفاء وتضليل الأهداف الثابتة المكانية والالية.

وأما استخدامها الحربي المستقبلي فغايته تثبيط الهجمات الروسية الكبيرة وشلها بضرب مراكز السيطرة والإمدادات الروسية اللوجستية وضرب دباباتها ومدرعاتها المتطورة الرئيسية التي تمثل رأس الحربة الاختراقية، والذي يؤكد ذلك أن أمريكا سوف تزود أوكرانية بأول حزمة تسليح منها بنحو ألفين قذيفة صاروخية، مع 24 راجمة هيمارس إضافية.

والحل الروسي الذي سوف يخفف خطر هذه القذائف الذكية وربما ينهيه، هو إما تدميرها أثناء النقل أو معرفة أماكن تخزينها بشكل مبكر بطرق استخباراتية ثم تدميرها، أو تدمير مجمل وسائط إطلاقها من راجمات هيمارس الأمريكية أو ملرس البريطانية أو مارس الألمانية أو كيملرس الكورية الجنوبية.

أو تفادي زيادة خطرها بزيادة عدد وسائط كشفها الأرضية والجوية، مع مراعاة تطويرها برمجياً لمستوى كشف هذه الذخائر الخفية، وزيادة عدد الدفاعات المضادة لها وخاصتاً المركزية، الصاروخية والالكترونية والليزرية، الثابتة منها والمتحركة الميدانية مثل منظومة بانتسير وتنغوسكا وتور، ومن النظم الإلكترونية التشويشية والتعطيلية الميدانية مثل منظومة كارسوكا فور المطورة.

أو سرعة تفعيل تلك المنظومة الإلكترونية المتطورة الشبكية، التي يمكنها التشويش بنجاح كبير على نظم التوجيه بالأقمار الصناعية الأمريكية والصينية بطريقة انتقائية ضمن دائرة تأثير نصف قطرها 900 كم، وهذا يؤدي إلى خفض دقتها بشكل كبير ضد الأهداف الثابتة ويضللها عن الأهداف الحركية.

وفي النهاية أريد أن أنوه إلى أن روسيا تعمل اليوم على تشكيل كتيبة مستقلة اختراقية مدرعة عمادها 30 دبابة أرماتا المستقبلية بتجهيز قتالي كامل غير تجريبي، لتكون بمثابة كتيبة انقاذ للكتائب العالقة أو المحاصرة التكتيكية أو القيام بعملية اختراق خاصة في ظروف قتالي سيئة جداً معزولة عن أي وسيلة دعم خارجية. ¸

الخلاصة المفيدة:

رئيس الأركان غراسيموف هو مخطط المرحلة الأولى للعملية العسكرية الروسية الفاشلة في أوكرانيا، ومع ذلك أعاده بوتين لقيادة العملية من جديد ورغم نجاح الجنرال سورفيكين النموذجي على كافة الجبهات الأوكرانية إلا أن سياسة سورفيكين العسكرية أخذت شكل دفاعي على المستوى الميداني وتركز الهجوم على استخدام الأسلحة الجوية والمدفعية والصاروخية بالعمق الأوكراني وذلك حفاظاً على أروح القوات الروسية، والتعويل على انهيار الجبهات الدفاعية الرئيسية الأولى الأكثر قوة وموثوقية مع التقدم البطيء بالأراضي الأوكرانية، وهي سياسة عسكرية ناجحة جداً بحفض أرواح القوات الروسية، لكنها بطيئة النتائج وكانت حتى وقت قريب مناسبة للقيادة السياسية الروسية، ولكن تصعيد الدعم الغربي للأوكران وبدء الغرب باختراق الخطوط الحمراء ببدء تزويد الأوكران بالأسلحة الهجومية، جعل الروس يرجعون إلى مهندس الحرب الروسية الأوكرانية الجنرال غراسيموف، وذلك لخبرته الكبيرة بالتكتيكات العسكرية الغربية، ولأنه متخصص بالعمليات الصاعقة الهجومية اللامركزية بالتشكيلات الصغيرة المستقلة والشبه المركزية للتشكيلات الكبيرة التي تصل إلى مستوى الجيوش.

وهي فرصة له أمام بوتين لإثبات أن فشله الأول سببه الرئيسي هو التدخلات السياسية بمجريات وتكتيكات العملية العسكرية، وأن التجهيزات الأولى للقوات الروسية في المرحلة الأولية كانت لقتال الجيش الأوكراني بتسليحه السوفيتي المتقادم، وليس المسلح بالأسلحة المضادة الفتاكة المتقدمة الغربية.

وبذكاء تحول غراسيموف إلى الهجوم بنكتيك الهجمات غير المنتظمة ولكن بالبداية باستراتيجيته القديمة والتي من المفترض أن تكون ناجحة لأنها نجحت فيما بعد بشكل كبير في زبوروجيا ومكنت القوات الروسية من التقدم في يوم واحد 7 كم، وهي استراتيجية الصدمة بالاختراقات الخاطفة لمدرعات الكتائب التكتيكية المستقلة المعززة بمشاة حماية مضاعفة عما كانت عليه سابقاً في اختراقات كييف، ثم يتبع ذلك وحدات مشاة اقتحام متخصصة راجلة لتثبيت السيطرة على مناطق الاختراقات المدرعة السهمية إلا أن التجربة الأولى الفاشلة كانت ضد حصن باخموت العالي التحصين.

التي تمكن من تطويقه وعزله فيما بعد بالهجمات الغير منتظمة ولكن وفق تكتيكات النخبة الأمريكية من قوات المارينز البحرية والرينجرز الجوالة الأمريكية، والتي تعتمد على قوات من نخبة النخبة التسللية تسمى عند المارينز بمجموعات "سكاوتس Scouts وتعني عند المارينز الكشافة وعند الرينجرز بمجموعات "باثفايندرز" Pathfinders وتعني عند الرينجرز المستكشفين، ومهمتهم التسلل الليلي أو الطقسي أو الإشغالي بالنيران الكثيفة والمركزة مع وجود رداء خاص تموهي لتلك المجاميع المتسللة تجعلها حين التمركز والثبات قوة خفية عن وسائط الرؤية المعادية أو وسائط الكشف الرادارية والحرارية، وهي مكونة عند الروس من نخبة النخبة المخصصة من قوات فاغنر ومن قوة خاصة مظلية إضافة إلى قوات سبتسناز الأكثر تخصصية، ومهمة هذه القوات الظلية إدارة جميع النيران الداعمة الأرضية والجوية بتنسيق ومشاركة غير مسبوق في الجبهة الروسية، وزيادة الاعتماد على الذخائر الدقيقة والذكية، وإدارة وتنسيق وتأمين هجمات وحدات الصاعقة الاقتحامية والتي أكثرها من مليشيات فاغنر الارتزاقية.

أما قوات روسية المجوقلة المتطوعة، ومليشيات قوات الدونباس المدربة والمجربة الطوعية فمهمتها التطويق شبه التام مع ترك منفذ لعزل الحصون الدفاعية الحضرية لإستجذاب الدعم القتالي القادم بوجود هذا المنفذ والامدادات اللوجستية لتدميرها وإبادتها بطريقة ديناميكية موجهة ومعيارية قبل أن يتلوها الاقتحام وحدات فاغنر الفدائية بقيادة مجاميع الظل المتقدمة الخفية.

وفي النهاية انهيار باخموت هو انهيار لباقي إقليم الدونباس بتتابع باقي المدن والبلدات، وتسويف الدعم الغربي النوعي الهجومي لأوكرانيا، هو بشكل سري إعطاء الفرصة الكاملة للروس لاستعادة كامل أراضيها التي تراها شرعية، ثم يأتي التفاوض على توزيع باقي أوكرانيا بين روسيا والناتو، أو انهاء الحرب بالاعتراف بشرعية انضمام الأقاليم الأربعة الأوكرانية لروسيا الأم ويشمل هذا الاعتراف إضافة شبه جزيرة القرم، وربما حتى إقليم خاركييف كحد أقصى، في حالة التخلي الروسي عن ميناء أوديسا!

وننهي هذا المقال التحليلي بالإشارة إلى أن غراسيموف بدأ بأعاد توزيع الجيوش والتشكيلات المحتشدة الروسية الهجومية على مجمل الأقاليم بطريقة عشوائية نسبياً وخاصة إقليم الدونباس، ومختلطة من الناحية التصنيفية والإدارية والتبعية التكتلية أي لم يغير أماكن تواجد الجيوش بل بعثر مكونات تلك الجيوش!

وجعل جزء كبير منها مختفية في عمق الأقاليم في المدن والبلدات والقرى!

وذلك لدعم الاستقلالية على مستوى الألوية القتالية وصهر المركزية وهذا ينهي بالوقت الحالي انهاء فكرة الحشود المجتمعة على مستوى الجيوش المنفذة للهجمات الشاملة القتالية، ويدعم تكتيكه الحالي بالهجمات الغير منتظمة القتالية، التي شلت ومزقت قدرات الأوكران الدفاعية، كما أنه حول الروس إلى مبدأ تطوير الحرب بطريقة تصاعدية تجعل الروس يبدؤون بهجومهم العام بطريقة نوعاً ما مخفية!

كما أن هذا التكتيك سوف يثير شراهة الأوكران على تنفيذ هجمات ارتدادية يجعلها فخ لبراثن الدفاعات الروسية، وطعام سهل للهجمات الروس المضادة، ويضلل المعلومات الاستخباراتية لعمليات الاستهداف الجراحية بذخائر القطر الصغير المتسللة الخفية بالمرحلة الحالية.

ومن الناحية السياسية وكاستراتيجية عسكرية ناجحة من ناحية الغنيمة الحربية، روسيا سوف تكتفي بمناطقها التي تراها شرعية مع منطقة رمادية متقدمة قليلاً، مع باقي الموانئ الأوكرانية، لأن التقدم أكثر من ذلك سوف يسبب لها كارثة اقتصادية محورها الأساسي كلفة إعادة بناء أوكرانيا العديمة البنى التحتية!

وهذا المخطط الروسي المنطقي غالباً سوف تقبل به أمريكا سيدة الناتو لأنها أصبحت تعرف ضمنياً مدى تصاعد القوة الروسية خلال هذه الحرب، ومدى تحديثها لآلتها الحربية، التقليدية منها وغير التقليدية إضافة أنها تتفق مع روسيا ضمنياً بدخول أوكرانيا في الاتحاد الأوربي لما لذلك من أثر كبير على ضعف الاقتصاد الأوربي، فروسيا وأمريكا هدفهم مشترك من هذه الناحية الاستراتيجية.

وموافقة الأمريكان الأولية على تزويد راجمات هيمارس الأوكرانية بصواريخ أتاكمس ATACMS التكتيكية التي يصل مداها حتى 300 كم بسرعة فوق صوتية هي ظاهراً لضرب العمق الروسي، ولكن غالباً للإلزام روسيا بضرورة الالتزام بالاتفاقيات السرية، لأنها لو كانت جادة بالفعل بضرب العمق الروسي والقرم والتصعيد، لقررت تزويدها بصواريخ بريزم PrSM الأكثر مدى حتى 500 كم بسرعة فرط صوتية بمسار شبه بالستي مناور وببصمة رادارية منخفضة وأيضاً من الناحية الحرارية، والذي يملك حظ أوفر بتجاوز المضادات المتطورة الروسية.

وأخيراً السيناريو المرجح بتقديري هو قيام الروس بهجوم شامل محدود العمق، لا يتعدى المنطقة الرمادية لإقليم الدونباس وزبورجيا إضافة لباقي إقليم خيرسون وعموم خاركوف وهو هجوم أكثر أمان من الهجوم العميق من الناحية اللوجستية والتحضيرية المعادية المقابلة المضادة ومن الناحية التصعيدية، ومفيد لإشغال عموم القوات الأوكرانية عن عملية التطويق والعزل للعاصمة الأوكرانية كييف للضغط على الحكومة الأوكرانية بالرضوخ للمطالب الروسية.

وختاماً لا بد اليوم لأمريكا من هدنة مع روسيا ريثما تجد أمريكا حلول أخرى تجاه تصاعد قوة روسيا الاتحادية، وظهور الهيمنة الجديدة الروسية، وغالباً سوف تكون هذه الحلول بعد هذه الحرب الاستنزافية غير عسكرية.
 
الروس بهاته الطريقة سيستنزفون, الكثلة البشرية الاوروبية اجمالا 600 مليون نسمة , الكثلة البشرية الروسية 150 مليون نسمة, التواجد الهائل للقوات الروسية والدفع بها الى الموت سيسرع من نهاية الحرب لصالح الناتو
 
خفايا تفوق فاغنر على النخبة الأوكرانية وآخر السيناريوهات المتوقعة الميدانية

باخموت هي المدينة الأوكرانية التي تعتبر الحصن المنيع وبوابة سور باقي دونيتسك الحصين، لذلك بانهيارها سوف تسقط باقي المقاطعة.

وادعت أوكرانيا واعلام الناتو أن الروس حاولوا اقتحامها بقوات راجلة على الطريقة السوفيتية أي بطريقة أكداس أنساق المشاة المتتابعة وتكلموا أن الروس تكبدوا بهذا التكتيك القتالي القديم خسائر كارثية تفوق واقع هذه الخسائر بعشرة أضعافها الحقيقية على الأقل.

والصحيح أن مشاة النخبة الاقتحامية الروسية حاولت الاقتحام بطريقة الاقتحام بالأرتال التناوبية أي تتقدم وحدات اقتحام أمامية بطريقة مؤللة تحت تغطية جوية ومدفعية كثيفة أكثرها مساحية لتتمركز هذه الوحدات في نقاط متقدمة ثابتة أمامية لتدعم وتغطي الوحدات الأخرى بطريقة تناوبية وهو أسلوب اشتهرت به وحدات الاقتحام الخاصة بتشكيلات الحرس الجمهوري العراقي في عهد صدام في الحقبة البعثية، وهو تكتيك ناجح من الناحية التجريبية ولكن ليس ضد تحصينات باخموت المميز بها وسائط الكشف المرئي الأرضية المصحوبة بدعم الوسائل الاستطلاعية الجوية والفضائية التي ترسل المعلومات بطريقة شبه آنية!

لذلك استبدلت روسيا وحدات النخبة الاقتحامية بمجاميع من نخبة النخبة التسللية المظلية ومن قوات فاغنر التخصصية الظلية والتي زودت بتجهيزات خاصة متطورة جداً تمكنها من إدارة نيران المعركة المباعدة الأرضية والجوية بتنسيق مشترك مع مواكبة الدرونات الضاربة والاستطلاعية المديرة للنيران إضافة للدرونات الكميكازية.

مع مراعاة هذه المجاميع المتسللة عنصر التخفي والصمت الميداني، ودوام تغير المواضع غالباً بطريقة ليلية أو في حال ساءت الأحوال الجوية أو بحالة إشغاليه بزيادة نشاط النيران المباعدة الأرضية، أما وحدات الاقتحام الخاصة فيتم إدارة حركتها بتأمين من وسائط الاستطلاع المتظافرة ودعم بإدارة نيران المجاميع الاستكشافية الخاصة ذات الضربات الجراحية بأغلب الأحيان بالذخائر الذكية أو المجهزة ببرمجة رقمية تصويبية، وأحياناً بالنيران المساحية التثبيطية في حالة حدوث نشاط دفاعي كبير يهدد الوحدات الاقتحامية الروسية.

ولم يوازي قوات فاغنر الخاصة PMC إلا القوات الخاصة الروسية المجوقلة VDV حيث يشارك قوات لواءين مظليين ولواء اقتحام بالحوامات القتالية التي تمثل قوات وحدات الاقتحام الخاصة التسللية، أما قوات العمليات الخاصة سبتسناز فهي تكون جنباً إلى جنب مع قوات فاغنر المتخصصة الاستكشافية التي تكون معزز بالقناصين والمراقبين والانارة والتوجيه الليزرية للذخائر المباعدة الذكية، إضافة لمدرعات ماركر الروبورتية الاستطلاعية القتالية، والدرونات الصغيرة الفردية الاستطلاعية.

وهذا إن دل فإنما يدل على تعاظم ثقل تدريب قوات فاغنر بأفضل الطرق التدريبية المعاصرة الفعالة والعملية، وهو ما بجعلها تتفوق على قوات النخبة الأوكرانية المعادية بفاعلية، وذلك بسبب تدريباتها العالية الاحترافية المتنوعة المصادر العالمية وليست فقط الروسية، وشراستها القتالية بسبب القدرة والمحفزات الإجرامية المسيطرة عليها بالسجية، وحديثاً كثرة عناصرها الإسلامية الجهادية، إضافة لحداثة تسليحها وتنوع مصادر هذه العملية التسليحية.

ويقدر تعداد قوات فاغنر اليوم بأكثر من 50 ألف محارب محترف أكثرهم كانوا سجناء مجرمين موزعين على فيلقين اقتحام وهذا عدا لواءين عمليات خاصة ظليه.

لذلك تدعم روسيا تشكيل فيلق ثالث جديد على وجه السرعة، من قوات فاغنر الأجنبية يصل تعداده حتى 30 ألف ليشمل ضمنه لواء عمليات خاصة بتدرب وتجهيز خاص يجعلها كفؤ للقوات الخاصة الأوكرانية بل وحتى الأنجلو أمريكية!

ولكن ليس ما تكلمنا عنه أعلاه هو السبب الوحيد بتفوق وتميز قوات فاغنر الارتزاقية، بل كون 90 بالمئة من المتعاقدين المحكومين هم من رجال العصابات الأوليغارشية الروسية أو ما يمكن تسميته بالمافيات الروسية، وهم قتلة محترفين وبدوافع إجرامية قوية جداً تفوق دوافع رجال الأوليغارشية الأوكرانية، وربما توازي الدوافع الوطنية الأوكرانية، لأن هذا الوضع القتالي يحولهم إلى أبطال حرب بدل مجرمين منبوذين محكومين مجردين من كافة حقوقهم المدنية والإنسانية، إضافة للامتيازات العسكرية والمالية، وبوتين ضابط استخبارات ذكي أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أي يتخلص من النخبة الوطنية والنازية الأوليغارشية الأوكرانية، وكذلك من رجال وأعوان الأوليغارشيات الروسية بوقت واحد.

أما التواجد الهائل للقوات الروسية المنتخبة الهجومية الثقيلة، فاليوم له هدف استراتيجي جديد، وهو تطوير المعركة القتالية من خلال زيادة الزخم القتالي، في حالة زادت أوكرانيا بمباركة غربية هجماتها المباعدة لشبه جزيرة القرم وأراضي روسيا الاتحادية.

ومتعارف عليه إعلامياً أن بوتين أعطى مهله لرئيس أركانه حتى نهاية مارس القادم لإتمام السيطرة على مقاطعة دونيتسك، وهذا إن صح فهذا يعني أن كافة الجبهات بما في ذلك جبهة بيلاروسيا التي على ما يبدو سوف تقوم بتطويق وعزل كييف مع بداية نهاية شتاء أوكرانيا الجليدي، وليس في الربيع كما يرجح الناتو ولكن سوف يكون فقط لشرق أوكرانيا وسوف يكون التفاوض إن حصل على غير الأماكن المقرر ضمها لروسيا بما في ذلك إقليم خاركييف، وتصبح باقي المناطق الشرقية حيادية عدا كامل الموانئ الأوكرانية، وذلك للحؤول دون حدوث حرب مباشرة عالمية مع الناتو.

والغريب اليوم أيضاَ قيام روسيا بنشاط هجومي سريع ولكن محدود في إقليم زبوروجيا حيث من المفترض أن لا توجد تشكيلات على مستوى جيوش متخصصة منتخبة مدرعة هجومية، بل هي المنطقة الضعيفة التي تنوي أوكرانيا تنفيذ هجوم واسع منها للنفاذ من خلالها إلى إقليم خيرسون ثم إلى شبه جزيرة القرم وقد عززتها روسيا بعد الانسحاب من جزء من إقليم خيرسون بنحو 50 ألف محارب شملت عشرات الكتائب المدرعة المستقلة التكتيكية، ومجموعة من ألوية مشاة البنادق الهجومية وعدة أفواج اقتحاميه من الحرس الوطني الروسي ومشاة البحرية الروسية وتشكيلات أخرى محلية تطوعية، والغريب أن هذه التشكيلات استطاعت بيوم واحد التقدم 7 كم بجبهة زبوروجيا الأوكرانية وتبين فيما بعد أن سبب ذلك وجود تشكيلات متخصصة منتخبة شيشانية لا تقل كفاءة عن قوات فاغنر المتسللة والاقتحامية، إضافة لتزويد بعض الكتائب التكتيكية الاختراقية المدرعة بعدد من دبابات الاختراق الروسية T-90M ذات القدرة النارية العالية والدقيقة والذكية ونظم الحماية والتدريع الثورية، إضافة لمدرعات المدمر الروسية المجنزرة ترمانيتور المدرعة ذات النيران الكثيفة الدقيقة والكثيفة الاستهداف، إضافة للذخائر الموجهة الذكية الصاروخية، وهناك تسريبات استخباراتية لم يؤكدها إلى الآن إلا مسؤول كبير بالمخابرات الأوكرانية أن روسيا نقلت قوات ضخمة على مستوى جيش قتالي من شمال شبه جزيرة القرم إلى إقليم زبوروجيا لم تخض تشكيلاته في عملية قتالية في أوكرانيا!

ويبدو أن ذلك حدث لتطوير هجوم زبوروجيا وتشكيلاته المدرعة معززة على ما يبدو بمائة دبابة من النوع الاختراق T-90M على الأقل والتي ربما وصل عدد الذي دخل منها الخدمة إلى الان نحو 600 دبابة قتالية، 430 منها خلال العام الماضي والباقي بالسنة الحالية بسبب عمل المصانع الخاصة بها وبمدرعة ترمانيتور على مدار الساعة، وتسعى روسيا أيضاً لترقية نوعية معينة من دبابة T-80 لتصبح موازية بالقدرات لدبابة الاختراق الأساسية وذلك لتوفير 1200 دبابة من نوع الاختراق قبل دخول الربيع.

ويبدو أن وراء هذا الهجوم الغير متوقع نحو إقليم زبوروجيا المتبوع بهجمات متتابعة روسية هو إعادة استقطاب القوات الأوكرانية الكبيرة التي أرسلت لدعم الجبهة الشمالية الموازية لبيلاروسيا التي تهدد العاصمة كييف والتي سُحب أكثرها من جبهة زبوروجيا، والذي يرجح هذا التحليل هو قرار إرسال الروس من قواتها في بيلاروسيا فيلق مشاة اقتحام متخصص وفرقة مشاة ميكانيكية إلى إقليم لوغانسك أو لوهانسك أي 45 ألف جندي روسي للإيحاء بأن روسيا لن تقوم بأي عمليات هجومية من بيلاروسيا تجاه العاصمة كييف، وهو ما يدفع الأوكران إلى إرجاع قواتها من النخبة القتالية لإعادة تعزيز قوات إقليم زبوروجيا وإقليم خاركييف، مع العلم أن سحب هذه القوات الروسية من بيلاروسيا سوف لن يغير شيء لأنه من المحتمل أن يحل مكانها قوات بيلاروسية!

أما بالنسبة لموضوع الدبابات الغربية الأمريكية والألمانية فهي لن تسلم بالوقت الحالي وإنما في الربيع القادم، أي مع انتهاء الروس غالباً من استعادة كامل أراضي الأقاليم التي انضمت بالاستفتاء الشعبي كأراضي روسية، إذا ما استمر الروس على تلك الوتيرة القتالية التصاعدية، وربما ينضم إليها أيضاً إقليم خاركييف من خلال اكتمال حشد ولوجستيات جيش حرس موسكو الهجومي المدرع الأول وفيلق اقتحام روسي سوف بتم إرساله من القوات الروسية في بيلاروسيا قوامه 30 ألف محارب غالباً سوف يكون من قوات المجموعات السيبيرية، وكما أسلفنا وذكرنا أعلاه إضافة لفرقة مشاة ميكانيكية ربما تكون من جيش الدببة السيبيرية المدرع 41.

والحشود الجديدة من الآليات الغربية والتي قد يصل عدد الدبابات المتطورة الألمانية والأمريكية من الأصناف الأحدث بالخدمة في الدولتين إلى 400 دبابة مع الدبابات البريطانية والفرنسية طبعاً، والتي غالباً سوف تكون أكثرها بأطقم غربية مستعارة وغالباً هي ليست لمهاجمة الروس ولكن على الأغلبً لردع هجوم الروس في الربيع أي منعها من تنفيذ هجوم أوسع خارج مناطقها التي تعتبرها روسيا أراضي شرعية روسية.

أما لإطالة المرحلة الحالية الدفاعية بباقي أراضي الأقاليم التي تعتبرها روسيا أراضي روسية، فإن بولندا سوف تمد أوكرانيا بدبابات من عائلة T-72 التي من الحقبة السوفيتية بعدد يتراوح بين 60 إلى 100 دبابة إضافة إلى 88 دبابة ألمانية من نوع ليوبارد ون سوف ترسلها ألمانية، والتي سوف تعمل جنباً لجنب مع مدرعات برادلي المجنزرة الأمريكية ذات الدروع المضافة الخارجية السلبية وصواريخ تاو المضادة للدروع الاختراقية، أما مدرعات برادلي الأحدث ذات الدروع التفاعلية الردية المتفجرة والحماية النشطة التفجيرية الصدية، وصواريخ تاو الضغطية الحرارية، فسوف تكون لحماية دبابات أبرامز الأمريكية في أوكرانيا الغربية، لأن السيناريو الغالب هو نشر التجهيزات من الدبابات والمدرعات والآليات الغربية في هذا الجزء من أوكرانيا لأنه خط أحمر محرم على القوات الروسية الذي سوف يتم حمايته أيضاً بمقاتلات فاكونF-16 الأمريكية وتايفون الأوربية إما بأطقم مستعارة غربية أو مدربة أوكرانية وبولندية.

وإذا ما كان هذا السيناريو معتمد عند الغرب بالفعل، فإنه تجديد لسيناريو تقسيم كوريا الذي أنها الحرب الكورية.

أما السيناريوهات الروسية المتوقعة المقبلة فأهمها أن تنفذ روسيا ثلاثة هجمات من أربع محاور استراتيجية بجيوشها المدرعة الهجومية، الأول من إقليم لوهانسك تجاه إقليم خاركوف أو خاركييف وفق التسمية الأوكرانية، والثاني من تجاه بيلاروسيا نحو كييف لعزلها وتطويقها دون اقتحامها وذلك لإجبار حكومة كييف على قبول المفاوضات والاعتراف بالأقاليم الأوكرانية الروسية، وعزل كييف وعموم أوكرانيا عن الامدادات الغربية من الجهة الغربية، وكذلك العزل التام لجبهة خيرسون عن الامدادات اللوجستية، وتسهيل الهجوم الروسي الثالث لاستعادة باقي أرضي خيرسون ولتطويق ميناء أوديسا من الناحية الشرقية والشمالية وتسهيل عمليات الانزالات البرمائية، للاستيلاء عليها واتمام العزل البحري لأوكرانيا، وأما الهجوم الرابع فسوف يكون من إقليم زبوروجيا.

وفي النهاية لن يتجرأ الناتو على تطوير الحرب إلى المستوى النووي، حتى أنهم على الغالب سوف يستمعون لتهديد روسيا بمنع الناتو دبابته من استخدام قذائف اليورانيوم المستنفذ DU المعروفة بالطلقات الفضية والتي تعتمد مع طاقة الخرق الحركية على الطاقة الحرارية العالية جداً حتى 5000 درجة مئوية عند الاختراق بسرعة 1500 م/ث ومن مدى 4 كم وفق أجيالها الحديثة، وذلك لما تولده هذه المادة مع البولونيوم المخفف المحيط بنهاية مقدمة رأسها على شكل حلقات تتفتت وتتفاعل عند الاختراق من أثار إشعاعية عالية السمية، مع تأخر زوال تأثير هذه الأشعة بالعوامل الزمنية، وفي حين تم استخدامها من طرف الناتو فسوف يكون الرد الروسي هو بدء استخدام أسلحة نووية ميدانية تكتيكية عالية المحدودية يمكنها كحد أقصى إبادة وتدمير تشكيلات تصل إلى كتيبة قتالية، أو بدء استخدام الروس لأسلحة ضخمة حرارية فراغية عالية التدمير المساحي القاتل وزائدة القدرة التأثيرية، يمكنها إبادة وتدمير تشكيل يصل إلى مستوى لواء قتالي، مثل مستودعات التفجير الجوية الفراغية الحرارية المعروفة بأبو القنابل، خاصة أن الروس أعلموا العالم أنهم سوف يستخدمون قاذفاتهم الاستراتيجية في هذا العام في العمق الأوكراني، ومنهم البجعة البيضاء الفوق صوتية، لذلك نجد أن طائراتهم الضاربة اليوم تكثر من مهمات عملية إخماد الدفاعات الجوية الأرضية والجوية.

أما عن خسائر الروس عموماً فقد تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العمليات الهجومية ضد المدن الاستراتيجية، ولكن بأسواء الأحوال لم يتجاوز عموم المحيد منها خُمس المحيد في الجهة الأوكرانية، والتي على ما يبدو تجاوزت ثلث عموم الحشود الأوكرانية، وقد تجاوز ما حيد من النخبة الأوكرانية أكثر من الربع وربما الثلث أيضاً لأن الروس يركزون بشكل واضح على تحيدهم مقارنة مع باقي التشكيلات الأوكرانية.

وأكبر سبب لارتفاع الخسائر الروسية الذي انخفض بالتكتيكات الروسية الأخيرة الإيجابية أثناء العمليات الهجومية، هو الاستخدام الأوكراني المفرط لدانات الهاون الثقيل من عيار 120 ملم العنقودية والانشطارية التقاربية إضافة لقذائف الراجمات عيار 122 ملم الحارقة الفوسفورية التراكمية، مع وجود نظم تهديف متقدمة أرضية وجوية وحتى فضائية.

وأمريكا اليوم تحاول تحجيم القدرة الهجومية الروسية من خلال تزويد أوكرانيا بقذائف لراجمات هيمارس ذات تقنية عالية وقدرة تسللية بعد تمكن الروس من تطوير مضادات صاروخية متعددة ضد صواريخ جملرس العالية الدقة المعروفة ببندقية القناص منها منصات بانيتسير المطورة الجديدة القادرة على اسقاط 16 قذيفة جملرس صاروخية بوقت واحد، بصواريخ أعلى دقة وأدنى من ناحية الكلفة المادية، وبانيتسير "ام تو" منصة جديدة ضمن أنواع عدة أصبحت عالية الفاعلية ميدانية ومركزية، وهذا يعطينا إيحاء أن أمريكا لن ترسل قذائف تحمل عصيات أفكوسيكت المولدة لأطباق اسكت الباحثة الذكية، والسبب كما أسلفنا هو توفر وسائط مضادة لصواريخها متعددة قاسية القتل وأخرى لينه تشويشيه.

فالبديل اليوم ولكن بمستوى استخباراتي بالمرحلة الحالية هي قذائف هيمارس من نوع جلسدب GLSDB التي تطلق قنابل القطر الصغير SDB في المرحلة النهائية وذلك لأنها ذات عمق أكبر ضعف المدى قذائف جملرس تقريباً، وارتفاع قتالي أكبر وبصمة حرارية وراداريه منخفضة جداً ومناورة مسارية وهو ما يجعلها أكثر خلسة وأدق إصابة ذكية، وغالباً سوف تستهدف أهداف حيوية واستراتيجية ولوجستية حركية، وذلك لبراعة الروس في إخفاء وتضليل الأهداف الثابتة المكانية والالية.

وأما استخدامها الحربي المستقبلي فغايته تثبيط الهجمات الروسية الكبيرة وشلها بضرب مراكز السيطرة والإمدادات الروسية اللوجستية وضرب دباباتها ومدرعاتها المتطورة الرئيسية التي تمثل رأس الحربة الاختراقية، والذي يؤكد ذلك أن أمريكا سوف تزود أوكرانية بأول حزمة تسليح منها بنحو ألفين قذيفة صاروخية، مع 24 راجمة هيمارس إضافية.

والحل الروسي الذي سوف يخفف خطر هذه القذائف الذكية وربما ينهيه، هو إما تدميرها أثناء النقل أو معرفة أماكن تخزينها بشكل مبكر بطرق استخباراتية ثم تدميرها، أو تدمير مجمل وسائط إطلاقها من راجمات هيمارس الأمريكية أو ملرس البريطانية أو مارس الألمانية أو كيملرس الكورية الجنوبية.

أو تفادي زيادة خطرها بزيادة عدد وسائط كشفها الأرضية والجوية، مع مراعاة تطويرها برمجياً لمستوى كشف هذه الذخائر الخفية، وزيادة عدد الدفاعات المضادة لها وخاصتاً المركزية، الصاروخية والالكترونية والليزرية، الثابتة منها والمتحركة الميدانية مثل منظومة بانتسير وتنغوسكا وتور، ومن النظم الإلكترونية التشويشية والتعطيلية الميدانية مثل منظومة كارسوكا فور المطورة.

أو سرعة تفعيل تلك المنظومة الإلكترونية المتطورة الشبكية، التي يمكنها التشويش بنجاح كبير على نظم التوجيه بالأقمار الصناعية الأمريكية والصينية بطريقة انتقائية ضمن دائرة تأثير نصف قطرها 900 كم، وهذا يؤدي إلى خفض دقتها بشكل كبير ضد الأهداف الثابتة ويضللها عن الأهداف الحركية.

وفي النهاية أريد أن أنوه إلى أن روسيا تعمل اليوم على تشكيل كتيبة مستقلة اختراقية مدرعة عمادها 30 دبابة أرماتا المستقبلية بتجهيز قتالي كامل غير تجريبي، لتكون بمثابة كتيبة انقاذ للكتائب العالقة أو المحاصرة التكتيكية أو القيام بعملية اختراق خاصة في ظروف قتالي سيئة جداً معزولة عن أي وسيلة دعم خارجية. ¸

الخلاصة المفيدة:

رئيس الأركان غراسيموف هو مخطط المرحلة الأولى للعملية العسكرية الروسية الفاشلة في أوكرانيا، ومع ذلك أعاده بوتين لقيادة العملية من جديد ورغم نجاح الجنرال سورفيكين النموذجي على كافة الجبهات الأوكرانية إلا أن سياسة سورفيكين العسكرية أخذت شكل دفاعي على المستوى الميداني وتركز الهجوم على استخدام الأسلحة الجوية والمدفعية والصاروخية بالعمق الأوكراني وذلك حفاظاً على أروح القوات الروسية، والتعويل على انهيار الجبهات الدفاعية الرئيسية الأولى الأكثر قوة وموثوقية مع التقدم البطيء بالأراضي الأوكرانية، وهي سياسة عسكرية ناجحة جداً بحفض أرواح القوات الروسية، لكنها بطيئة النتائج وكانت حتى وقت قريب مناسبة للقيادة السياسية الروسية، ولكن تصعيد الدعم الغربي للأوكران وبدء الغرب باختراق الخطوط الحمراء ببدء تزويد الأوكران بالأسلحة الهجومية، جعل الروس يرجعون إلى مهندس الحرب الروسية الأوكرانية الجنرال غراسيموف، وذلك لخبرته الكبيرة بالتكتيكات العسكرية الغربية، ولأنه متخصص بالعمليات الصاعقة الهجومية اللامركزية بالتشكيلات الصغيرة المستقلة والشبه المركزية للتشكيلات الكبيرة التي تصل إلى مستوى الجيوش.

وهي فرصة له أمام بوتين لإثبات أن فشله الأول سببه الرئيسي هو التدخلات السياسية بمجريات وتكتيكات العملية العسكرية، وأن التجهيزات الأولى للقوات الروسية في المرحلة الأولية كانت لقتال الجيش الأوكراني بتسليحه السوفيتي المتقادم، وليس المسلح بالأسلحة المضادة الفتاكة المتقدمة الغربية.

وبذكاء تحول غراسيموف إلى الهجوم بنكتيك الهجمات غير المنتظمة ولكن بالبداية باستراتيجيته القديمة والتي من المفترض أن تكون ناجحة لأنها نجحت فيما بعد بشكل كبير في زبوروجيا ومكنت القوات الروسية من التقدم في يوم واحد 7 كم، وهي استراتيجية الصدمة بالاختراقات الخاطفة لمدرعات الكتائب التكتيكية المستقلة المعززة بمشاة حماية مضاعفة عما كانت عليه سابقاً في اختراقات كييف، ثم يتبع ذلك وحدات مشاة اقتحام متخصصة راجلة لتثبيت السيطرة على مناطق الاختراقات المدرعة السهمية إلا أن التجربة الأولى الفاشلة كانت ضد حصن باخموت العالي التحصين.

التي تمكن من تطويقه وعزله فيما بعد بالهجمات الغير منتظمة ولكن وفق تكتيكات النخبة الأمريكية من قوات المارينز البحرية والرينجرز الجوالة الأمريكية، والتي تعتمد على قوات من نخبة النخبة التسللية تسمى عند المارينز بمجموعات "سكاوتس Scouts وتعني عند المارينز الكشافة وعند الرينجرز بمجموعات "باثفايندرز" Pathfinders وتعني عند الرينجرز المستكشفين، ومهمتهم التسلل الليلي أو الطقسي أو الإشغالي بالنيران الكثيفة والمركزة مع وجود رداء خاص تموهي لتلك المجاميع المتسللة تجعلها حين التمركز والثبات قوة خفية عن وسائط الرؤية المعادية أو وسائط الكشف الرادارية والحرارية، وهي مكونة عند الروس من نخبة النخبة المخصصة من قوات فاغنر ومن قوة خاصة مظلية إضافة إلى قوات سبتسناز الأكثر تخصصية، ومهمة هذه القوات الظلية إدارة جميع النيران الداعمة الأرضية والجوية بتنسيق ومشاركة غير مسبوق في الجبهة الروسية، وزيادة الاعتماد على الذخائر الدقيقة والذكية، وإدارة وتنسيق وتأمين هجمات وحدات الصاعقة الاقتحامية والتي أكثرها من مليشيات فاغنر الارتزاقية.

أما قوات روسية المجوقلة المتطوعة، ومليشيات قوات الدونباس المدربة والمجربة الطوعية فمهمتها التطويق شبه التام مع ترك منفذ لعزل الحصون الدفاعية الحضرية لإستجذاب الدعم القتالي القادم بوجود هذا المنفذ والامدادات اللوجستية لتدميرها وإبادتها بطريقة ديناميكية موجهة ومعيارية قبل أن يتلوها الاقتحام وحدات فاغنر الفدائية بقيادة مجاميع الظل المتقدمة الخفية.

وفي النهاية انهيار باخموت هو انهيار لباقي إقليم الدونباس بتتابع باقي المدن والبلدات، وتسويف الدعم الغربي النوعي الهجومي لأوكرانيا، هو بشكل سري إعطاء الفرصة الكاملة للروس لاستعادة كامل أراضيها التي تراها شرعية، ثم يأتي التفاوض على توزيع باقي أوكرانيا بين روسيا والناتو، أو انهاء الحرب بالاعتراف بشرعية انضمام الأقاليم الأربعة الأوكرانية لروسيا الأم ويشمل هذا الاعتراف إضافة شبه جزيرة القرم، وربما حتى إقليم خاركييف كحد أقصى، في حالة التخلي الروسي عن ميناء أوديسا!

وننهي هذا المقال التحليلي بالإشارة إلى أن غراسيموف بدأ بأعاد توزيع الجيوش والتشكيلات المحتشدة الروسية الهجومية على مجمل الأقاليم بطريقة عشوائية نسبياً وخاصة إقليم الدونباس، ومختلطة من الناحية التصنيفية والإدارية والتبعية التكتلية أي لم يغير أماكن تواجد الجيوش بل بعثر مكونات تلك الجيوش!

وجعل جزء كبير منها مختفية في عمق الأقاليم في المدن والبلدات والقرى!

وذلك لدعم الاستقلالية على مستوى الألوية القتالية وصهر المركزية وهذا ينهي بالوقت الحالي انهاء فكرة الحشود المجتمعة على مستوى الجيوش المنفذة للهجمات الشاملة القتالية، ويدعم تكتيكه الحالي بالهجمات الغير منتظمة القتالية، التي شلت ومزقت قدرات الأوكران الدفاعية، كما أنه حول الروس إلى مبدأ تطوير الحرب بطريقة تصاعدية تجعل الروس يبدؤون بهجومهم العام بطريقة نوعاً ما مخفية!

كما أن هذا التكتيك سوف يثير شراهة الأوكران على تنفيذ هجمات ارتدادية يجعلها فخ لبراثن الدفاعات الروسية، وطعام سهل للهجمات الروس المضادة، ويضلل المعلومات الاستخباراتية لعمليات الاستهداف الجراحية بذخائر القطر الصغير المتسللة الخفية بالمرحلة الحالية.

ومن الناحية السياسية وكاستراتيجية عسكرية ناجحة من ناحية الغنيمة الحربية، روسيا سوف تكتفي بمناطقها التي تراها شرعية مع منطقة رمادية متقدمة قليلاً، مع باقي الموانئ الأوكرانية، لأن التقدم أكثر من ذلك سوف يسبب لها كارثة اقتصادية محورها الأساسي كلفة إعادة بناء أوكرانيا العديمة البنى التحتية!

وهذا المخطط الروسي المنطقي غالباً سوف تقبل به أمريكا سيدة الناتو لأنها أصبحت تعرف ضمنياً مدى تصاعد القوة الروسية خلال هذه الحرب، ومدى تحديثها لآلتها الحربية، التقليدية منها وغير التقليدية إضافة أنها تتفق مع روسيا ضمنياً بدخول أوكرانيا في الاتحاد الأوربي لما لذلك من أثر كبير على ضعف الاقتصاد الأوربي، فروسيا وأمريكا هدفهم مشترك من هذه الناحية الاستراتيجية.

وموافقة الأمريكان الأولية على تزويد راجمات هيمارس الأوكرانية بصواريخ أتاكمس ATACMS التكتيكية التي يصل مداها حتى 300 كم بسرعة فوق صوتية هي ظاهراً لضرب العمق الروسي، ولكن غالباً للإلزام روسيا بضرورة الالتزام بالاتفاقيات السرية، لأنها لو كانت جادة بالفعل بضرب العمق الروسي والقرم والتصعيد، لقررت تزويدها بصواريخ بريزم PrSM الأكثر مدى حتى 500 كم بسرعة فرط صوتية بمسار شبه بالستي مناور وببصمة رادارية منخفضة وأيضاً من الناحية الحرارية، والذي يملك حظ أوفر بتجاوز المضادات المتطورة الروسية.

وأخيراً السيناريو المرجح بتقديري هو قيام الروس بهجوم شامل محدود العمق، لا يتعدى المنطقة الرمادية لإقليم الدونباس وزبورجيا إضافة لباقي إقليم خيرسون وعموم خاركوف وهو هجوم أكثر أمان من الهجوم العميق من الناحية اللوجستية والتحضيرية المعادية المقابلة المضادة ومن الناحية التصعيدية، ومفيد لإشغال عموم القوات الأوكرانية عن عملية التطويق والعزل للعاصمة الأوكرانية كييف للضغط على الحكومة الأوكرانية بالرضوخ للمطالب الروسية.

وختاماً لا بد اليوم لأمريكا من هدنة مع روسيا ريثما تجد أمريكا حلول أخرى تجاه تصاعد قوة روسيا الاتحادية، وظهور الهيمنة الجديدة الروسية، وغالباً سوف تكون هذه الحلول بعد هذه الحرب الاستنزافية غير عسكرية.

مشاركة واسعة و عريضة و لن أقول طويلة لكن مستفيضة

سؤالي أخي الصيد الثمين هل هناك مصادر للمعلومات التي ذكرتها
 
مشاركة واسعة و عريضة و لن أقول طويلة لكن مستفيضة

سؤالي أخي الصيد الثمين هل هناك مصادر للمعلومات التي ذكرتها
طبعاً أرائي التحليلية مستنبطة ومبنية على فيض من المعلومات الإخبارية المتنوعة المصادر المسموعة والمرئية والمقروءة يصعب حصرها.
 
معانات وبطؤ تقدم قوات فاغنر في باخموت ليس إخفاق، بقدر ما تجابهه هذه القوات من كتلة دفاعية أوكرانية!
فيقدر تشكيل المدافعين عن المدينةالحصينة اليوم بعشرة ألوية متنوعة قتالية منها أربعة ألوية مشاة ميكانيكية أوكرانية، وهذا عدا التشكيلات المرتزقة الأجنبية التي انسحب أكثرها من جحيم باخموت..

 
هناك أنباء عن تسريع الناتو بتزويد أمريكا المدرعات النقالة للجند برادلي وسترايكر، وكذلك الألمانية ماردل إضافة للفرنسية للقوات الأوكرانية.
وهذا يعني باعتقادي تحويل الشريجة الأكبر من الألوية الأوكرانية القتالية لألوية مشاة ميكانيكية، وكون هذه المدرعات مزودة بمضادات دروع موجهة ذكية فسوف تكون مع طواقمها المزودة بغابة من مضادات الدبابات والدروع الموجهة التي تستهدف الدروع العلوية إضافة للتسديدية، وسيلة ردع للدروع الروسية.
وهذا يعني أن الناتو سوف يركز على تحييد التفوق الروسي بالدبابات والمدرعات، قبل أن يبدء دور الدبابات الغربية الهجومية في المرحلة المستقبلية.
 
المخابرات العسكرية الأوكرانية تتكلم عن أن بدء الهجوم العام الروسي، سوف تبدء ملامح خلال العشرة أيام القادمة.
والحقيقة أن الروس بدءوا يصعدون أعمالهم العسكرية، رغم أن هجامتهم لا زالت غير منتظمة!
 
باعتقادي أن الهجوم العام إذا ما حصل لن يكون اختراقي مستمر لأن المستمر سوف يكون عرضة للمشاكل اللوجستية، مع وجود الوسائل المدروسة الاستهدافية.
إنما سوف يكون تناوبي بحيث تتقدم الموجة الهجومية الأولى بمواكبة إمداداتها اللوجستية، ثم تتوقف عند نقطة معينة لإعادة تزويدها بالإمدادات بال الجديدة المحمية، مع تحرك الموجة الثانية الاختراقية وهكذا.
 
طبعاً أرائي التحليلية مستنبطة ومبنية على فيض من المعلومات الإخبارية المتنوعة المصادر المسموعة والمرئية والمقروءة يصعب حصرها.

شكرا للتوضيح
 
طبعاً أرائي التحليلية مستنبطة ومبنية على فيض من المعلومات الإخبارية المتنوعة المصادر المسموعة والمرئية والمقروءة يصعب حصرها.
اخي لماذا لا تنشرها في الصحف ؟
على الاقل تجد محللين افضل يناقشونك في الموضوع
 
بتقديري أن الإعياء والقيء الشديد الذي يصيب قوات مؤسسة فاغنر الأمنية ليس ناتج عن استخدام الأوكران لأسلحة كيميائية وإنما بسبب الارهاق والانهاك الشديد الذي أصاب تلك القوات المنتخبة نتيجة استمرار المحاولات الاقتحامية دون هوادة إضافة لسوء الأحوال الجوية وأجواء المعركة القتالية.
والدليل هو استبدال الروس لعدد كبير من قوات فاغنر ودعم الموقف بالقوات المجوقلة الروسية.
ولكن قد يكون هذا الترويج الروسي ضد الأوكران لخلق ذريعة لإستخدام الروس لأسلحة شل القدرة مثال غاز البنج BZ3 أو سلاح البخار الثقيل نوفيتشوك العالي السمية العصبية والذي يفوق تأثير عاز الأعصاب الثنائي التأثير VX3 الأمريكي بثمانية أضعاف مع سرعة زوال آثاره السمية!
 
عودة
أعلى