جيرترود بيل صانعة العراق والملوك وأم المؤمنين البريطانية

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,805

غيرترود بيل


جيرترود بيل ، ملكة الصحراء وصانعة الأمم
  • image.jpg

المصدر:
  • جورجينا هاويل
التاريخ: 25 يونيو 2007



مؤلفة هذا الكتاب هي الصحفية الأميركية جورجينا هاويل. وهي تقدم هنا صورة عامة عن حياة واحدة من أكبر الجاسوسات في التاريخ العالمي، إنها البريطانية جيرترود بيل. ومنذ البداية تقول بما معناه:


ولدت جيرترود بيل عام 1868 في إقليم دورهام بانجلترا داخل عائلة كبيرة وذات نفوذ ضخم في المجتمع الانجليزي والدولة الانجليزية أيضا.


فهي حفيدة أحد الصناعيين البريطانيين الكبار: إسحاق بيل. ومنذ سن السادسة عشرة أدخلوها إلى جامعة أوكسفورد حيث تخرجت بعد سنتين فقط وفي جيبها شهادة في علم التاريخ. وبالتالي فقد كانت ذكية جدا وذات نضج عقلي وفكري مبكر. وهذا ما أتاح لها أن تصبح فيما بعد كاتبة، ومحللة سياسية، وموظفة بريطانية، وجاسوسة من أعلى طراز.


وقد حصلت في النهاية على وسام الإمبراطورية البريطانية وهو من أرفع الأوسمة في انجلترا إن لم يكن أرفعها. وقد أجمع المؤرخون فيما بعد على أنها هي التي أدت إلى تشكيل دولة العراق الحديث بعد الحرب العالمية الأولى، وهي التي ساهمت في تأسيس السلالة الهاشمية أيضا.


وكل ذلك بالتعاون مع لورنس العرب بالطبع الذي تفوق عليها من حيث الشهرة والألمعية. لقد غطّى اسمه على اسمها على الرغم من أهمية الدور السياسي والمخابراتي الكبير الذي لعبته في تلك الفترة. ولكنهما اشتغلا يدا بيد وجنبا إلى جنب في الواقع. واستطاعا إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.


ومعلوم أنهما ( بيل و لورانس ) اللذان حثّا العرب على الانتفاضة ضد السلطة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى بقيادة الشريف حسين بن علي. وبعدئذ كافأوا السلالة بإعطائها شرقي الأردن والعراق. وكان العراق قبل ذلك منقسما إلى ثلاث ولايات كبرى منفصلة عن بعضها البعض، هي ولاية الموصل في الشمال، وولاية بغداد في الوسط، وولاية البصرة في الجنوب.


ثم تردف المؤلفة قائلة:


لكي نفهم مسيرة هذه المرأة السرية الخطيرة ينبغي أن نعود إلى البدايات الأولى. من المعلوم أن خالها كان سفيرا لحكومة صاحبة الجلالة في طهران بإيران. وفي عام 1892 سافرت جيرترود بيل إلى هناك لزيارته وكانت في أول الشباب: أربعة وعشرين عاما. وقد تحدثت عن قصة زيارتها هذه في كتاب بعنوان: صور فارسية.


وذلك لأنها لم تكن قد أصبحت جاسوسة بعد وإنما كانت أديبة وكاتبة بالدرجة الأولى. وهذه هي حالة لورنس العرب كما نعلم. فقد خلف وراءه كتابا شهيرا بعنوان «أعمدة الحكمة السبعة». وهو مترجم إلى معظم اللغات العالمية، وله قيمة تاريخية وفكرية لا تنكر.


لكن لنعد إلى جيرترود بيل. خلال عشر سنوات بعد ذلك أمضت حياتها في السفر والرحلات، بل ومارست هواية تسلّق الجبال في سويسرا الساحرة. ودرست علم الآثار واللغات الشرقية والغربية، كالعربية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والفارسية، والتركية. ويستغرب المرء كيف استطاعت أن تتعلم كل هذه اللغات. ولكن يبدو أن الجواسيس آنذاك كانوا أناسا جادين ويحتاجون إلى معرفة عدة لغات لإتقان عملهم وأداء مهامهم على أفضل وجه في العديد من البلدان.


ثم تردف المؤلفة قائلة: وفي عام 1899 سافرت إلى الشرق الأوسط وزارت فلسطين وسوريا لأول مرة. ثم زارت جبل الدروز في ثياب شخص بدوي أو عربي لكي تشبههم، وقابلت أميرهم الذي كان يدعى آنذاك يحيى بك.



ثم عادت إلى الشرق الأوسط بعد ذلك مرة ثانية عام 1905 وزارت كل مناطقه وبلدانه وتعرفت على سكانه وشعوبه. ودرست عندئذ العديد من المواقع الأثرية في سوريا ولبنان وفلسطين، وقابلت العديد من الشيوخ والأمراء العرب من دروز وغير دروز.



وبعدئذ نشرت كتابها بعنوان: «الصحراء والزرع» لكي تلخص فيه حصيلة أبحاثها ومشاهداتها هناك. وهذا الوصف الحي فتح أعين الغرب على جمال الصحراء العربية ومجاهيلها وأسرارها. كما وفتح شهية الغرب على استعمار أراضي العرب وتقسيمها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.


وفي عام 1907 ذهبت جيرترود بيل إلى تركيا حيث اشتغلت مع عالم الآثار المختص بالبحث عن العهد الجديد: ويليام رامسي. والمقصود بالعهد الجديد الإنجيل بطبيعة الحال. وقد تحدثا عن ذلك في كتاب بعنوان: ألف كنيسة وكنيسة. وكان هدفهما التوصل إلى معلومات دقيقة عن بدايات المسيحية الأولى وكيفية تشكل الإنجيل وأول جماعة مسيحية في التاريخ.


ثم تردف المؤلفة قائلة: وبعد ذلك سافرت جيرترود بيل إلى منطقة وادي الرافدين، أي العراق. وكان ذلك عام 1909. وهناك أيضاً راحت تبحث عن الآثار في بابل وسواها. ومعلوم أن العراق مليء بالآثار القديمة التي تعود إلى عصور سحيقة وحضارات عظيمة بائدة كحضارة الآشوريين والسومريين وبقية حضارات وادي الرافدين.




وهناك بالعراق تعرفت لأول مرة على ت. ي. لورنس أو ما يدعى بلورنس العرب. وابتدأت تشتغل لصالح المخابرات البريطانية. وقد ابتدأت عملها هذا بتقديم تقارير عن خط سكك الحديد الذي يربط اسطنبول ببغداد ومدى تقدم أعماله أو عدم تقدمها.



ومعلوم أن هذا المشروع الكبير كان ينجز من قبل الألمان، أي الأعداء الألداء للتاج البريطاني والذين سيدخلون في حرب عالمية مع الانجليز والفرنسيين بعد خمس سنوات فقط من ذلك التاريخ. وقد التقت «بيل» بالمهندس الألماني الذي يشرف على المشروع: ميسنير باشا لكي تأخذ منه ما تستطيع من معلومات.


ثم قامت عام 1913 بزيارة الجزيرة العربية وكانت رحلة صعبة بالنسبة لها ومحفوفة بالمخاطر. وكانت أول امرأة أجنبية تزور الداخل السعودي أو ما سيصبح الداخل السعودي لاحقا بعد أن تتشكل المملكة عام 1932.


ولكنهم أرسلوها بعدئذ إلى القاهرة عام 1915 لكي تشتغل في المكتب العربي هناك. وكان يشرف عليه آنذاك الجنرال جيلبرت كلايتون. وهناك التقت بلورنس العرب مرة أخرى لأنه كان يشتغل لصالح المخابرات البريطانية مثلها.


وقدمت خبرتها عندئذ للمكتب العربي ولورنس وأعطتهم فكرة عن الحالة النفسية للقبائل العربية ومدى استعدادها للثورة على العثمانيين أم لا. وقد استغل لورنس هذه المعلومات أثناء مفاوضاته مع العرب.


ثم تردف المؤلفة قائلة:
وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية عام 1919 كلفتها وزارة الخارجية البريطانية بتقديم تقرير شامل ومفصل عن أحوال العراق تمهيدا لاحتلاله. وقد استغرقت منها كتابته عشرة أشهر تقريبا، واعتبروه فيما بعد نموذجا رائعا على التقارير السياسية والمخابراتية التي ينبغي أن تحتذى.


ولكن النتائج التي توصلت إليها كانت لصالح العرب إلى حد كبير. ولذلك فإن رئيسها المباشر انقلب ضدها. ثم تختتم المؤلفة كلامها قائلة: إن تأثير جيرترود بيل كان حاسما على تشكيل دولة العراق الحديث عام 1920.



فقد رفضت إقامة دولة خاصة بالأكراد وأثبتت بذلك تحيزها للعرب. والواقع أنها رفضت ذلك أن الحكومة البريطانية كانت تريد الهيمنة على حقول النفط المتواجدة في الشمال. وهكذا ذهب الأكراد ضحية الأطماع النفطية لبريطانيا.

*الكتاب:جيرترود بيل، ملكة الصحراء وصانعة الأمم

*الناشر:فارار ستروس جيروكس نيويورك 2007

*الصفحات: 521 صفحة من القطع الكبير



453px-BellK_218_Gertrude_Bell_in_Iraq_in_1909_age_41.jpg


https://www.albayan.ae/paths/books/2007-06-25-1.775091
 
التعديل الأخير:


جيرترود بيل واختلاق العراق الحديث
==========




Gertrude-Bell-picnics-in-014-750x422.jpg

الضابطة الإنجليزية جيرترود بيل في العراق عام 1922 مع ملك العراق فيصل بن الشريف حسين


كانت جيرترود بيل يوم وصولها الى العراق في الثانية والخمسين من عمرها. أثرها في العراق و ساسته كان كبيرًا بسبب شخصيتها القوية ولباقتها ونشاطها الدائب، وكانوا يخاطبونها قائلين: «خاتون»، حتى أصبح ذلك لقبا لها تعرف به، فإذا تحدثوا عنها قالوا: «الخاتون»، وكانت ألف لام التعريف تغني عن ذكر اسمها.


سماها السياسي العراقي عبد المجيد الشاوي -مازحا- بـ «ام المؤمنين البريطانية .

الآنسة بيل Miss Bell كانت تعمل كمساعد لسير بيرسي كوكس، المندوب السامي البريطاني وقتها في العراق؛ تلك الدولة التي تم تأسيسها حديثًا في المشرق العربي بعد انهيار الدولة العثمانية. الحقيقة أنها لم تكن مجرد مساعدة، ولكنها كانت كل شيء في الدولة الوليدة. «الخاتون» استمدت شهرتها من كونها المرأة التي اخترعت العراق الحديث.


تخرجت جيرترود بيل من «كوينز كوليدج»، ثم التحقت بعد ذلك بأكسفورد لتحصل علي شهادتها في التاريخ الحديث. كانت زيارتها لخالها سير فرانك لاسالز في طهران نقطة تحول في حياتها. أتقنت الفارسية، وقامت برحلات متعددة في الصحراء العربية. أصبحت خبيرة في شؤون القبائل العربية. أصبحت مغرمة بالتنقيب عن الآثار. عشر سنوات من الترحال.


عند قيام الحرب العالمية الأولي طلبت أن تتطوع في بلاد العرب
. بعدها، تم استدعاؤها للعمل بالمكتب العربي في القاهرة، المكتب المسؤول عن تنسيق أنشطة الإمبراطورية الاستخبارية في المنطقة.


منذ التحاقها بالمكتب العربي في نوفمبر 1915 حتى وفاتها، كانت «الخاتون» هي المرأه الوحيد التي لها كلمة في سياسة الأمبراطورية البريطانية في الشرق الاوسط .


في يناير 1916، تم استدعاء جيرترود بيل لمهمة خاصة من القاهرة الى دلهي. كان نائب الملك في الهند، لورد هاردينج، صديقًا قديمًا. عند انتهاء المهمة، طلب إليها أن تمر بالبصرة في طريق عودتها، بعد احتلالها من القوات البريطانية.


وصفها اللورد هاردينج للسير بيرسي كوكس، كبير الضباط السياسيين في الحملة البريطانية، بأنها «امرأة خارقة الذكاء، ولها عقل رجل، تتكلم العربية بطلاقة وتعرف عن عشائر الصحراء أكثر من أي شخص آخر».


كانت الغاية من إرسالها إلى البصرة هي أن تربط بين ما لديها من معلومات عن العشائر العربية، وبين ما كان يصل إلى مقر القوات البريطانية من معلومات
. كان وصول جيرترود الى البصرة، فيما كان زيارة قصيرة، بداية علاقة ممتدة بالعراق. علاقة استمرت حتى اليوم الأخير من حياتها.


«الخاتون» كانت شديدة الاهتمام بتأسيس مديرية الآثار العراقية، وتأسيس المتحف الوطني العراقي. الآثار القديمة والمتحف الوطني هما وسيلة أساسية لخلق هوية متخيلة لدولة قومية حديثة التأسيس. تمامًا كما حدث في مصر بعد سقوط الدولة العثمانية من سعي حثيث لخلق هوية فرعونية بديلة.


المتحف المصري في التحرير تم تأسيسه، ومقبرة توت عنخ أمون تم اكتشافها. كانت هناك حاله من الهوس بالماضي الفرعوني للبلاد، للدرجة التي دفعت نجيب محفوظ، الروائي الشاب وقتها، لبدء حياته كروائي بروايات تدور أحداثها خلال الحقبة الفرعونية. لا توجد وسيلة أفضل من علم الآثار القديمة لتأسيس هوية بديلة. حتي لو لم يتقبل عموم الناس الهوية الجديدة، فسيتحمس لها بعضهم مما يخلق شرخًا سيستمر لأجيال.


كان الهدف الأساسي للخاتون خلق شعور بالوحدة ما بين المكونات المختلفة للدولة الجديدة. كان ذلك ضروريًا للحفاظ علي استقرار ووحدة الدولة الجديدة. ليس فقط لاحتواء العراق على موارد نفطية مستقبلية، و لكن أيضًا لأهمية العراق لمواصلات الإمبراطورية للهند.



بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية، تم تكليف الآنسة بيل Miss Bell بتحليل للوضع في بلاد ما وراء النهرين نظرًا لخبرتها الكبيرة بالمنطقة و قبائلها. بعد عشرة أشهر من البحث، قدمت تقريرها الشهير المعنونتقرير المصير لبلاد ما وراء النهرين Self Determination in Mesopotamia».


عند عودة الصديق القديم، سير بيرسي كوكس، للعراق في 11 أكتوبر 1920، طلب منها أن تستمر في منصبها كسكرتير شرقي، لقيادة الوساطة بين المسؤولين البريطانيين والجكومة العراقية القادمة.


عُقِدَ مؤتمر القاهرة عام 1921 لمناقشة الوضع السياسي والحدود الجغرافية لما عُرِفَ بعدها بالشرق الأوسط كمفهوم جغرافي-سياسي. بالطبع كانت السيده الوحيدة العضوة في المكتب العربي مدعوة للمشاركه للإدلاء بدلوها.


وزير المستعمرات، سير ونستون تشرشل، كان معنياً بتخفيض تكاليف إدارة المستعمرات كهدف ‌أساسي بعد انتهاء الحرب، خصوصًا بعد زياده التكاليف المالية والبشرية للانتداب البريطاني علي العراق. لذلك تم تبني وجهة نظر «الخاتون» الداعمة لحكومة عراقية تحت الإشراف البريطاني في مواجهة وجهة النظر التقليدية الداعمة للحكم المباشر.


«الخاتون» وتوماس إدوارد لورانس «لورانس العرب» دافعا بشدة عن وجهة النظر المساندة لتولي فيصل بن الحسين، الابن الأكبر للشريف الحسين، شريف مكة،
الذي استمد شهرته من كونه قائدًا للقوات العربية التي دخلت دمشق بعد طرد العثمانيين منها. قام الإنجليز بتنصيب فيصل كملك على الشام، وبعد ذلك أزاحه الفرنسيون لأنهم لم يرغبوا في دمية إنجليزية في نصيبهم من أراضي سايكس-بيكو.


«الخاتون جريترود بيل » و«لورانس» اعتقدا أن فيصل سيكون قادرًا علي توحيد المكونات المختلفة للعراق.


وصل فيصل للعراق عام 1921 ليُتَوج ملكًا على بلد لم تطأه قدمه قبل ذلك
.

شاركت «الخاتون» في كل شيء. عرّفت فيصل على شيوخ القبائل المحليين، شاركت في اختيار الوزراء وتعيين المسؤولين المحليين؛ حتى علم الدوله الجديدة، شاركت في تصميمه. كانت الملكة غير المتوجة لبلد قامت بتصميمه
.


في رساله لوالدها قالت: «هل تعلم يا أبي ماذا يسمونني هنا؟ أم المؤمنين. وآخر من كان يلقب بهذا اللقب عائشة زوجة الرسول. وهكذا ترى لماذا لا أستطيع أن أترك هذا البلد».


العراق الحديث كان كيانًا متوهمًا في عقل «الخاتون» ككل الدول القومية في عالمنا. كل الكيانات القومية بدأت «متوهمة» وتحولت بمرور الوقت لدول حقيقية غير قابلة للتفكك.


لماذا إذن، دول «سايكس-بيكو»، دون غيرها، لم تُنضج فكرة قومية، وهي حاليا بالفعل تتفكك، العراق، سوريا، ليبيا والباقي في الطريق؟ لماذا تبدو إسرائيل «المزعومة»، أكثر تماسكًا بمراحل من جميع الدول العربية، بالرغم من كل القائمة الطويلة من عوامل التماسك (اللغة، الدين، التاريخ المشترك… إلخ).

هذه قصة أخري.


https://www.ida2at.com/alkhaton-gertrude-bell-and-the-invention-of-modern-iraq/
 
التعديل الأخير:

"غيرترود بيل" الجاسوسة التي رسمت حدود العراق
========================



الجمعة، 07-10-2016 الساعة 16:40
مي خلف


قبل أن تدخل غرفتها في بيتها ببغداد، وتتناول حفنة من الأقراص المنوّمة لتنهي بذلك حياتها عام 1926، شكّلت غيرترود بيل فعلياً الشرق الأوسط الجديد، ورسمت حدود العراق، وبذلت كلّ ما لديها من علم ومهارات وحنكة لوضع النظام السياسي في المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، إذ تدخلت بتشكيل نظام الملكية الدستورية في العراق، وتنصيب الملك فيصل حاكماً له، بالتنسيق مع الاستعمار البريطاني الذي اتخذ "مكتب القاهرة" مكاناً للتخطيط.

"كانت بيل صديقة ومصدر ثقة الملك الجديد فيصل بن الريف حسين ، ومحركاً أساسياً لرسم حدود الدولة وتأسيس الملكية الدستورية هناك، إضافة للبرلمان ومرافق الخدمات المدنية والنظام القضائي"، بحسب ما قالت ليورا لوكيتز في كتابها "السعي في الشرق الأوسط: جيرترود بيل وتكوين العراق الحديث"، الصادر عام 2006، ليحكي تفاصيل حياة بيل، ويوثق دورها السياسي واضطرابات حياتها الشخصية.

30169074015_4d84e74714_o.jpg


غيرترود بيل، أشهر جاسوسة بريطانية، غابت عن الذاكرة العربية الجمعية لعقود طويلة، على عكس الإصدار الذكوري منها "لورانس العرب"، وذلك على الرغم من أنها كانت أهم امرأة في منظومة الاستعمار البريطاني وفي المنطقة العربية في تلك الفترة، حيث كانت أحد الخبراء الـ39 الذين دعاهم وينستون تشرتشل لمؤتمر القاهرة عام 1921 للتشاور معهم حول مخطط تقسيم الشرق الأوسط في فترة انهيار الإمبراطورية العثمانية، ورسم حدود الدولة القومية.

فبعد أن كانت أول خريجة بامتياز من جامع أكسفورد قسم التاريخ، أدارت بيل ظهرها للعالم الأرستقراطي الذي ترعرعت فيه في إنجلترا حيث عاشت مع عائلتها النخبوية، لتجوب العالم وصحاريه بصفتها مستكشفة وباحثة في الآثار ومستشرقة.

وبعد أن جابت أرجاء العالم اتجهت بيل لبلاد الفرس، في رحلة مع عمّتها ماري، التي كان زوجها سفيراً إنجليزياً هناك، ومن هنا كانت طهران بوابة بيل للمشرق، فخلال ترحالها الطويل تعلمت لغات عدة، منها العربية والفارسية والتركية، وأتقنتها بشكل كبير، أدت بها لسبر أغوار الحضارة العربية والعادات والثقافة، والتغلغل داخل المجتمع المشرقي، وجمع المعلومات حوله من أحاديث الناس؛ النساء خاصة.

29540391524_85e75ea977_o.jpg


تجليات النسوية المبكرة


لا يعود غياب قصة غيرترود بيل عن الأدبيات العربية– والغربية كذلك- لسبب واضح، لكن ظهورها في حقبة زمنية اتسمت بالذكورية إلى حد بعيد، يعد أحد الأسباب التي غيّبت اسمها عن أذهان المؤرخين الذين جمعوا وكتبوا عن تلك الفترة،على الرغم من أن دورها كان مشابهاً، وربما أكثر أهمية من دور لورانس العرب الذي حظي بذكر أكبر في المؤلفات المكتوبة والمرئية مبكراً.

في هذا السياق تقول المؤرخة والكاتبة لوكيتز: إن "المؤرخين الكبار كانوا رجالاً، ولم يأخذوا (بيل) على محمل الجد لكونها امرأة".

إلى جانب ذلك، نظراً لأن بيل وثقت حياتها عن طريق كتابات شخصية شملت أيضاً أحاديث عن الفساتين واللقاءات الاجتماعية، قد يكون ذلك أسهم في تغييب سيرتها.

عقود طويلة قبل تأسيس الحركة النسوية في الغرب، كان طابع حياة وعمل غيرترود بيل يثير التساؤلات أحياناً والإعجاب في كلّ الأحوال، إذ كان الحيز العام في السياسة خاصة مخصصاً للرجال بشكل كامل، لكن غيرترود كانت المرأة الوحيدة بين الخبراء الذين استعان بهم تشرشل لتشكيل الدول القومية، وترسيم الحدود، وهو ما يثير التساؤلات حول مساهمة بيل– بشكل واعٍ أو غير واعٍ- بالتراكم المستمر الذي أثر لاحقاً على دور المرأة في الحيز العام.

30054812002_f0d3554ac6_o.jpg




وفي هذا السياق تقول لوكيتز: إن "غيرترود قد تكون هي تجلّي النسوية المبكر، أو نسوية لأجل نفسها (...) فقد نسيت أن النساء المنتميات لطبقة اجتماعية أقل من مكانتها، لم تكن ستتوفر لهن الظروف لتحقيق ما حققته هي".

وتضيف أن بيل لم تتحدَّ أو تنتقد النظام الأبوي في السلطة والمجتمع، بل عملت من خلاله.


- العودة لذاكرة الحاضر


لم يكتب المؤرخون عن غيرترود كثيراً، إلا أنه بعد عقود من التجاهل وجدت الكاتبة والباحثة ليورا لوكيتز كنزاً ثرياً، وهو كتابات ومذكرات أهم مرأة في الإمبراطورية البريطانية، واعتماداً على ما تكشفه الأوراق من تفاصيل حياتها الشخصية، وتقلباتها النفسية، ودورها السياسي، ألفت لوكيتز كتابها وهو السيرة الذاتية الشاملة لحياة بيل، وتعمل حالياً على جزء ثانٍ له.

في الوقت الذي يشهد فيه العراق منذ أكثر من عقد انهياراً مستمراً للنظام السياسي، وتحديات معقدة كثيرة، توثق إصدارات مرئية قصة المرأة التي رسمت حدود العراق، وأنهت حياتها قبل أن تعرف مصيره.

30054741902_aa60f6ebfa_o.jpg


ففي فيلم "ملكة الصحراء"– من إنتاج هوليوود 2015- تجسّد الممثلة الأمريكية نيكول كيدمان، شخصية غيرترود ومراحل حياتها، إلا أن نقداً كبيراً واجه الفيلم؛ لكونه يركز بشكل كبير على جانب حياة بيل الرومانسي والاجتماعي، ويظهر أسلوب حياتها الأرستقراطي الذي أخذت جزءاً منه معها إلى الشرق أيضاً.

في حين يضع الفيلم في الهوامش دور غيرترود السياسي البارز وتداعيات تنفيذ مخططها والحدود التي رسمتها للعراق، والذي نتج كما نرى اليوم عن إقامة دول تصنف سنوياً ضمن قوائم الدول "الفاشلة" وتعاني من نزاعات داخلية مستمرة أو من تدخل عسكري أجنبي.

وثمة فيلم آخر: "رسائل من بغداد"، بعد تجنيده لدعم مادي شعبي عبر حملة جمع تبرعات إلكترونية، انتهى العاملون من إنتاجه هذا العام، وهو يعرض صوراً وقصصاً نادرة للمرأة التي استثناها التاريخ من أوراقه. بقالب وثائقي دراميّ يعتمد الفيلم على رسائل بيل ليحكي قصتها الاستثنائية، إذ كان لها دور أكثر تأثيراً من صديقها وزميلها لورانس العرب، الذي خلده ذكر المؤرخين والكتب العربية والأفلام منذ الستينيات.

غيرترود التي استثناها التاريخ، وانتحرت بعد معاناتها من اكتئاب حاد، ساعدت على ترسيم الحدود في الشرق الأوسط، وإقامة متحف العراق. وكان لها موقف مخالف للإنجليز فيما يخص فلسطين والحركة الصهيونية، فقد وجد بين أوراقها رسالة لعائلتها تقول فيها: "أنا أكره الإعلان الصهيوني للسيد بلفور، ففي رأيي ليس هناك إمكانية لتطبيق الأمر، تلك البلاد غير ملائمة لطموح اليهود، فهي أرض فقيرة لا يمكن تطويرها، وثلثا سكانها من العرب المسلمين الذين لا يحبون اليهود، هذا مخطط اصطناعي أتمنى له ألا ينجح"

http://alkhaleejonline.net/ثقافة-وفن/غيرترود-بيل-الجاسوسة-التي-رسمت-حدود-العراق
 
التعديل الأخير:

لا توجد وسيلة أفضل من علم الآثار القديمة لتأسيس هوية بديلة بدلا عن الرابطة الدينية الاسلامية. حتي لو لم يتقبل عموم الناس الهوية الجديدة، فسيتحمس لها بعضهم مما يخلق شرخًا سيستمر لأجيال.

من ابرز مقولات جواسيس المخابرات البريطانية اثناء تشكيل الشرق الاوسط
 
التعديل الأخير:
في رساله لوالدها قالت جريترود بيل : «هل تعلم يا أبي ماذا يسمونني هنا؟ أم المؤمنين. وآخر من كان يلقب بهذا اللقب عائشة زوجة الرسول. وهكذا ترى لماذا لا أستطيع أن أترك هذا البلد».



شاركت «الخاتون» في كل شيء. عرّفت فيصل على شيوخ القبائل المحليين، شاركت في اختيار الوزراء وتعيين المسؤولين المحليين؛ حتى علم الدوله الجديدة، شاركت في تصميمه. كانت الملكة غير المتوجة لبلد قامت بتصميمه.

 
التعديل الأخير:

«جيرترود بيل» .. «أم المؤمنين» البريطانية التي خطت حدود العراق
=========================





يجلب مصطلح (تقسيم الشرق الأوسط) أفكارًا «شائعة» قليلة، أشهرها أن حدود الشرق الأوسط، بشكلها الحالي، قد تم تحديدها بواسطة دبلوماسيين غربيين استعماريين، ربما يكون الأشهر بين هؤلاء، هما السير «مارك سايكس»، و«فرانسوا جورج بيكو»، «وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا»، اللذان وقعا تلك الاتفاقية السرية الحاملة لاسميهما، قبل قرن من الزمان، في مايو (أيار) لعام 1916. فكرةٌ صحيحة بالفعل، ولكنها تفتقر للدقة!


ما لا يعرفه الأغلب أن تنفيذ هذه الاتفاقات على أرض الواقع، والتعديلات الفعلية التي أجريت على الحدود المرسومة في الرمال، تمت فعليا بأيدي أناس آخرين، ربما يكون بعضهم أقل شهرة. لعل أكثرهم صيتًا هو «توماس إدوارد لورانس»، الشهير في تاريخنا العربي باسم «لورانس العرب»، الضابط البريطاني، المنسوب إليه تدبير ومساعدة ما يعرف بـ«الثورة العربية الكبرى»،ضد الدولة العثمانية، والذي قال عنه «ونستون تشرشل»، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق «لن يظهر له مثيل، مهما كانت الحاجة ماسة إلى ظهوره».

060116_1634_1.png

«صفحة كتاب ملكة الصحراء.. مصدر الصورة: www.goodreads.com»


يعرض غلاف أحد الكتب صورة قديمة، يظهر فيها كل من «توماس إدوارد لورانس»، و«وينستون تشرشل»، يمتطيان جملين أمام أهرامات الجيزة، وبينهما امرأة تمتطي جملًا هي الأخرى. يحمل الكتاب عنوان «ملكة الصحراء.. راسمة حدود الأمم». أما عن تلك المرأة التي ظهرت بين الرجلين، فهي امرأة لا يعرفها عدد كبير من العرب، ويلقبونها في كتب التاريخ البريطاني بـ«لورانس العرب الفتاة»، أما اسمها الحقيقي فهو «جيرترود بيل».


من هي ميس بيل؟
---



«هي من قامت أساسًا بتعريف الحدود التي نعرفها اليوم بين العراق والأردن. الحدود التي يعتقد أنها قامت بالتفاوض عليها بين تشرشل والقادة العرب»

الممثلة الأسترالية «نيكول كيدمان»، التي قامت بلعب دور بيل في فيلم ملكة الصحراء، إنتاج عام 2015

060116_1634_2.jpg

جيرترود بيل


عرفت في التاريخ العربي بلقب «الخاتون»،وهي باحثة وعالمة آثار بريطانية، عملت في كل من «مصر والعراق».

وصلت بيل إلى العراق للمرة الثانية، عام 1914؛ حيث بدأت مهمتها الفعلية، وكان عمرها آنذاك 45 عامًا، وبحكم عملها كباحثة في مجال الآثار، كانت على دراية كبيرة بالشرق الأوسط، كما أجادت اللغة العربية بشكل أتاح لها الاختلاط، وغالبًا كانت دراسة علوم الآثار تتسبب في علاقة نفسية، من نوع ما، تربط بين الباحثين الغربيين، وبين ما صار يعرف فيما بعد بـ «منطقة الشرق الأوسط».


وفي الوقت الذي كان فيه السياسيون والمستشرقون يعدون العدة لجلب نظام الدولة العشرينية الحديثة، إلى مناطق «فارس وشبه الجزيرة وتركة الدولة العثمانية» (المهلهلة)، غالبًا ما كان يجري الاستعانة بهذا النمط من الباحثين غريبي الأطوار. وقد برز من بين هؤلاء اسمان شهيران هما: توماس إدوارد لورانس،وجيرترود بيل، وشارك كل منهما في تأسيس «المكتب العربي» في القاهرة، مكتبٌ كان بمثابة «مركز استخباراتي» لوزارة المستعمرات البريطانية.


تطرح «جورجينا هاويل» في كتابها السابق الإشارة إليه، «ملكة الصحراء» سؤالًا قديمًا جديدًا حول طبيعة هذا النوع من الشغف، شغف تمكن من تحويل أناس انعزاليين، إلى شخصيات أممية عالمية. ويبدو أن سحر بعض التجارب يتغلغل فينا من حيث لا ندري. في عام 1892 زارت بيل بلاد فارس، ودرست صحراء «سوريا» بالكامل، إبان دراستها للتاريخ والآثار في «أكسفورد»، ويبدو أن هذه التجربة تركت في نفس الفتاة أثرًا بالغًا، ربما لم تدركه هي نفسها بشكل واضح، إلا بعد سنوات.


في عام 1898 كانت الفتاة العشرينية لا تزال في لندن، بعد أن أتمت دراسة التاريخ في جامعة أكسفورد، تقضي وقتها في الحفلات، وممارسة الهوايات غير المألوفة للفتيات في زمنها، كتسلق الجبال،حتى إن هناك قمة جبلية، في مقاطعة «بيرن» بسويسرا، تحمل اسمها إلى اليوم، في ذلك التوقيت كانت «إنجلترا» تخوض حربها الشاملة، ضد «الدولة العثمانية» المتحالفة مع «ألمانيا». قبل أن يمنى تشرشل بشر هزائمه، في معركة «جاليبولي»، تلك المعركة التي اضطرته إلى تغيير تفكيره بالكلية.


برز العرب حينها كورقة رابحة لبريطانيا، ورقة يمكن استغلالها وتحريكها للثورة ضد الأتراك، وظهرت على الفور الحاجة إلى الاستعانة بأولئك الباحثين غريبي الأطوار، المتعمقين في الشأن العربي. وفي الوقت الذي مثلت فيه غاليبولي خسارة كبرى لتشرشل وبريطانيا، فقد مثلت الخسارة الأكبر في حياة بيل، وربما النهاية الرسمية لحياتها كفتاة طبيعية؛ إذ قتل خلالها العقيد «تشارلز دوتي ويلز»،عشيقها الوحيد الذي كتبت له يومًا «وأنا بعيدة عن أحضانك لا أشعر بالراحة. الحياة بدونك مثل النار، وأنا أحترق».



كيف صُقلت ملكة الصحراء؟
-------



«يقول أحدهم: مشكلتنا مع بن سعود أنه يريد الجزيرة العربية كلها كدولة له، ويريد حدودًا مرنة .

يقول أخر موضحًا: نريد ملوكًا مستقبليين محتملين .

يسأل تشرشل: من أفضل من يعرفهم؟

ـ غيرترود بيل

يرد تشرشل: غيرترود من؟

«امرأة سافلة، غبية، مليئة بالقذارة، مخادعة، متشردة وحمقاء قاسية»

المشهد الافتتاحي في فيلم ملكة الصحراء



في منتصف ديسمبر (كانون الأول)عام 1913،وطأت قدما «ميس بيل» دمشق للمرة الأولى، قبيل الحرب العالمية الأولى، وقبيل قيام معركة جاليبولي الفاصلة. قبل أن تنطلق برحلتها الطويلة نسبيًا، من «دمشق إلى حائل»؛ بوصفها باحثة آثار، في قافلة مكونة من 17 بعيرًا، كانت مهمتها في البداية تقييم مدى قوة «عائلة الرشيد»، العائلة الحاكمةل مدينة حائل، وبناءً على خطة شكلت معلومات بيل حجرًا رئيسًا فيها، أطيح بعائلة الرشيد من الحكم، بواسطة شاب يدعى «عبد العزيز آل سعود»، أمير نجد في ذلك التوقيت، ومن يعرفه العرب والعالم فيما بعد بمؤسس «الدولة السعودية الثالثة».


تم اعتراض قافلة بيل، وانتهى الأمر بوضعها تحت الإقامة الجبرية، من قبل عائلة «الرشيد» وأمير حائل، لمدة وصلت إلى 11 يومًا. لكن مهمتها آنذاك، لم تنته عند هذا الحد، ومن خلال أحاديث السمر مع النساء، نجحت بيل في استخلاص المعلومات الاستخباراتية حول عائلة الرشيد، قبل أن تطلق العائلة سراحها، لتنطلق من بغداد إلى دمشق، ثم إلى لندن من جديد.


في لندن منحت بيل وسامًا ذهبيًا، من قبل الجمعية الجغرافية الملكية؛ تقديرًا لرحلتها الصحراوية الفريدة، وبعد أشهر قليلة اندلعت الحرب العالمية الأولى،و قررت«بيل» التطوع في مكتب أسسته منظمة «الصليب الأحمر»؛ بهدف البحث عن المفقودين والجرحى، في «بولون» بفرنسا. في هذه الأجواء، تعرفت بيل على الكابتن «دوتي ويلز»، قبل أن تصدر له الأوامر بالانتقال للمشاركة في جاليبولي، في نفس الوقت كان شقيق بيل يقاتل في فرنسا،وفي هذه الأوقات المفعمة بالقلق والحيرة، استعد المشرق العربي بفتح أبوابه لـميس بيل مرة أخرى.


انتهت معركة جاليبولي بانتصار الأتراك،وقررت بريطانيا الرهان على الحراك العربي الناشئ، في مواجهة الدولة العثمانية، مستعينة بمن لهم خبرة في الشؤون العربية، تحت إمرة جنرال يدعى «كلايتن»، ونتيجة لخبرتها في شؤون العشائر، وتجربتها السابقة في الشرق، رُشحت بيل للعمل في المكتب أيضًا.


وصلت بيل إلى الشرق مرة أخرى، ولكن هذه المرة إلى قلب المشرق «القاهرة»،وتلخصت المهمة هذه المرة في تجميع وتبويب ما تيسر من معلومات، دقيقة قدر الإمكان، حول عشائر شمال جزيرة العرب؛ من أجل مساعدة بريطانيا على إقامة علاقات معهم، ونجح مكتب القاهرة الاستخباراتي في تطوير عمله، ليصبح مدرسة مستقلة في إدارة السياسات الاستعمارية لبريطانيا، ومنافسًا لمدرسة الهند التقليدية، والجدير بالذكر أن بيل طلب منها أيضًا السفر إلى الهند، مطلع عام 1916، للمشاركة في وضع معجم للبلدان العربية، بإشراف الحكومة الهندية.



صانعة الملوك
----



«لن أحاول بعد هذا صنع ملوك؛ إنه أمر متعب للغاية. – من رسائل «جيرترود بيل» إلى والدها من العراق».


عادت بيل من الهند مباشرة إلى البصرة العراقية، في زيارة كان من المفترض أن تتسم بالسرعة،وكانت البصرة قد وقعت للتو تحت سيطرة الحملة الاستطلاعية البريطانية، وتركزت مهمة «بيل» على تحديث معلومات الهيئة الاستطلاعية، حول العشائر العربية، إلا أنه قدر لتلك المهمة العراقية القصيرة أن تتطور إلى مهمة طويلة، وعلاقة حميمة؛ إذ انضمت بيل إلى هيئة الاستخبارات العسكرية، ثم كضابط مساعد في سكرتارية رئيس الحكام السياسيين، السير «بيرسي كوكس»، ومع سقوط بغداد في يد البريطانيين، في مارس (أذار) لعام 1917، انتقلت بيل إليها بصحبة السير البريطاني، وتطلبت مهمة كوكس التعامل مع شيوخ ووجهاء العراق، وهو ما برعت بيل فيه تمامًا؛ بحكم خلفيتها وخبراتها، و قامت بتصنيف هؤلاء بناءً على خلفياتهم الأسرية، وميولهم وتوجهاتهم الشخصية والسياسية.


فشل مقترح ضم العراق إلى الهند تحت الحكم البريطاني، ثم بدأ الاتفاق بين الفرنسيين والبريطانيين، حول تقسيم المنطقة، يدخل حيز التنفيذ، وبدأت بريطانيا في فرض حماياتها العسكرية على العراق، وفي الوقت الذي حظي فيه السوريون بملكيتهم الخاصة، ترددت بريطانيا في منح جزء من السلطة للعراقيين، بالرغم من بروز الدعاوى القومية، وصُنفت بيل على أنها من المؤيدين لإشراك العراقيين في الحكم، بالرغم من الفوضى المحتمل حدوثها نتيجة لذلك، ومع تعنت بريطانيا في مواجهة المطالب العراقية، اندلع ما يعرف تاريخيا باسم «ثورة العشرين»، أو «ثورة العشائر العراقية»، ثورة أجبرت بريطانيا على التخلي عن مبدأ الحكم المباشر، والتوجه نحو تطبيق سياسة «الانتداب».


في هذا التوقيت، تحديدًا في فبراير (شباط) عام 1921، ترك وينستون تشرشل وزارة الحرب، وتولى مسؤولية وزارة المستعمرات، ودعا إلى مؤتمر لإعادة النظر في سياسة بريطانيا في المنطقة، والاتفاق على الشكل الجديد للدولة العراقية، كانت قوانين الانتخاب قد أقرت، وتم تعيين رئيسٌ للوزراء، وبقي الاتفاق على الحاكم الجديد.


(4)
«لقد قمنا بتنصيب ملكنا وقمت بتحديد الخطوط على الخريطة. – ميس بيل، في إحدى رسائلها إلى والدها»


أصبحت«جيرترود بيل» المرأة الوحيدة المشاركة في المؤتمر، الذي برزت فيه لأول مرة، فكرة تعيين «فيصل الأول»، أو فيصل بن حسين الهاشمي، كملك للعراق، وغالبًا، يحب المؤرخون نسبة فكرة تعيين نجل شريف مكة إلى بيل؛ نظرًا للعلاقة الوثيقة التي نشأت بينهما فيما بعد، ما يبدو مرجحًا بالفعل وأقرب للصحة، وأشرفت بيل على استفتاء فاز فيه فيصل بنسبة 96% من الأصوات.

060116_1634_3.jpg

«مراسم تنصيب فيصل الأول ملكًا على العراق»


كان فيصل الأول ملكَا على سوريا عام 1920، قبل أن تقوم القوات الفرنسية باحتلال دمشق، لتنهي بذلك حقبة الملكية السورية، وغادر فيصل في رحلة انتهت به إلى لندن، وفي أغسطس (آب) من نفس العام، تم تنصيبه ملكًا على العراق من قبل الإنجليز، على الرغم من عدم تمتعه بجذور قبلية عراقية، وبالطبع لم يتمتع أحد بثقة الملك الجديد، مثل ميس بيل؛ إذ كان يلقبها بـ«أختي»، وظل عملها متصلًا بشؤون العشائر، إضافة إلى التنسيق الشامل بين المندوب السامي البريطاني، والبلاط الملكي العراقي، أما على الجانب البريطاني، كُلفت بيل بإعداد تقارير دورية، حول الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوجهات الرأي العام العراقي، وهي التقارير المحفوظة إلى الآن في مركز الوثائق بلندن.



تم رسم الحدود العراقية بشكل تعسفي، مع تجاهل التاريخ «الإثني» والعرقي للمنطقة،كانت الحدود الجنوبية فضفاضة وغير محددة، ولكنها في النهاية غُيرت من قبل ابن سعود ومحاربيه الأشداء، أثناء تأسيس دولتهم، وابتلع جزء من الحدود الغربية من قبل فرنسا داخل سوريا، ولم يتم تمثيل الغالبية الشيعية في الجنوب في «عراق بيل» الجديد، في حين ضم الأكراد إلى العراق الجديد، وهو ما أثار اعتراض «لورانس العرب» آنذاك؛ وفقًا للمصادر التاريخية.



أمضت «ميس بيل»خمس سنوات في العراق، بعد تنصيب «فيصل» كملك للبلاد، قبل أن توافيها المنية في يوليو(تموز) عام 1926؛ بسبب جرعة زائدة من الدواء، ومن الجدير بالذكر أن تلك المرأة الإنجليزية، الملقبة لدى العراقيين بـ«الخاتون»، والتي وصفها الملك فيصل الأول بأخته، وأطلق عليها الأديب العراقي الراحل، «عبد المجيد الشاوي»، تندرًا، «أم المؤمنين»، هذه المرأة لم تحظ يومًا بثقة وزير الخارجية الاستعماري «ماركس سايكس»، الذي وصفها يومًا ما، قبل سنوات من هذه الأحداث، بـ «بلهاء، ثرثارة، مغرورة وسطحية».

https://www.sasapost.com/the-woman-who-invented-iraq/
 

«لن أحاول بعد هذا صنع ملوك؛ إنه أمر متعب للغاية. ».


«لقد قمنا بتنصيب ملكنا وقمت بتحديد الخطوط على الخريطة. »


من رسائل «جيرترود بيل» إلى والدها من العراق

 
لا توجد وسيلة أفضل من علم الآثار القديمة لتأسيس هوية بديلة بدلا عن الرابطة الدينية الاسلامية. حتي لو لم يتقبل عموم الناس الهوية الجديدة، فسيتحمس لها بعضهم مما يخلق شرخًا سيستمر لأجيال.

من ابرز مقولات جواسيس المخابرات البريطانية اثناء تشكيل الشرق الاوسط
بلاد مابين النهرين حضارة قديمة قدم التاريخ و محاولة تبخيسها من اجل خطاب اسلامي لحضارة اسلامية لا يزيد تاريخها عن بضع مئات من السنوات مردود عليها.
 
بلاد مابين النهرين حضارة قديمة قدم التاريخ و محاولة تبخيسها من اجل خطاب اسلامي لحضارة اسلامية لا يزيد تاريخها عن بضع مئات من السنوات مردود عليها.

هذا كلام الرحالة اللذين تبين انهم جواسيس ومخبرين للانكليز اللذين صنعو فيما بعد الشرق الاوسط الحالي بناء على تقارير الرحالة اللذين دخلو بهيئة علماء اثار وتاريخ ... واغلب ماتبقى من الشعوب الارامية والسريانية والاشورية والحثية والسومرية السكان الاقدمين فقد اختلطو بالهجرات العربية والكردية والتركية والرومية ونمنهم من اسلم وتعرب ومنهم من ظل على نصرانيته ومحتفظا بلغته مثل الاشوريين بشمال العراق وشمال شرق سورية او الاراميين بمعلولا والقلمون السورية

بلاد مابين النهرين اي مابين دجلة والفرات ..هي

- الجزيرة الفراتية العليا الذي وصفه الجغرافيون بأنه أعدل الأقاليم. ( تحت حكم تركيا وتضم ديار بكر - اورفة - ماردين - نصيبين - جزيرة ابن عمر - حران - كركميش - بطمان - سعرد -شرناق - أديامان -وان - بدليس - إلازغ - معمورة العزيز بشكل كامل بإضافة لأجزاء من بينكل وملطية )

- الجزيرة الفراتية السورية :محافظة الحسكة بشكل كامل بالإضافة لمناطق من محافظتي دير الزور والرقة في سوريا.

- الفراتية العراقية : تضم كل من محافظة نينوى و محافظة صلاح الدين و محافظة كركوك وأغلب مناطق محافظة أربيل و دهوك وقسم من محافظة الأنبار حتى مدينة حديثة في العراق

 
التعديل الأخير:
هذا كلام الرحالة اللذين تبين انهم جواسيس ومخبرين للانكليز اللذين صنعو فيما بعد الشرق الاوسط الحالي بناء على تقارير الرحالة اللذين دخلو بهيئة علماء اثار وتاريخ ... واغلب ماتبقى من الشعوب الارامية والسريانية والاشورية والحثية والسومرية السكان الاقدمين فقد اختلطو بالهجرات العربية والكردية والتركية والرومية ونمنهم من اسلم وتعرب ومنهم من ظل على نصرانيته ومحتفظا بلغته مثل الاشوريين بشمال العراق وشمال شرق سورية او الاراميين بمعلولا والقلمون السورية

بلاد مابين النهرين اي مابين دجلة والفرات ..هي

- الجزيرة الفراتية العليا الذي وصفه الجغرافيون بأنه أعدل الأقاليم. ( تحت حكم تركيا وتضم ديار بكر - اورفة - ماردين - نصيبين - جزيرة ابن عمر - حران - كركميش - بطمان - سعرد -شرناق - أديامان -وان - بدليس - إلازغ - معمورة العزيز بشكل كامل بإضافة لأجزاء من بينكل وملطية )

- الجزيرة الفراتية السورية :محافظة الحسكة بشكل كامل بالإضافة لمناطق من محافظتي دير الزور والرقة في سوريا.

- الفراتية العراقية : تضم كل من محافظة نينوى و محافظة صلاح الدين و محافظة كركوك وأغلب مناطق محافظة أربيل و دهوك وقسم من محافظة الأنبار حتى مدينة حديثة في العراق

هل اصدق كتب التاريخ و الادلة الاثرية و العلماء الذين افنوا حياتهم في البحث و التنقيب ام كلام مؤامرات فارغ بدون ادلة
 
هل اصدق كتب التاريخ و الادلة الاثرية و العلماء الذين افنوا حياتهم في البحث و التنقيب ام كلام مؤامرات فارغ بدون ادلة


تلك الحضارات انتهت واندثرت مع الهجمة الفارسية وهجمات الاسكندر المقدوني ثم الرومان اضافة سلسلة هجرات شعوب اخرى بعدد كبير الى مناطق الهلال الخصيب فلم تعد سورية ارامية سريانية فينيقية ولا العراق كلداني اشوري ولا لبنان فينيقي ارامي ...وبقي منهم الاثار وتغيرت اللهجات فبات سورية عربية مع التعريب وكذلك العراق ولبنان واسية الصغرى صارت تركية مع التتريك ومايسمى اليوم كردستان باتت كردية مع التكريد... اذا لم يعد هناك ارتباط بالماضي السحيق او الحنين للعودة له حتى الكتابات على الاثار جاء الاجانب ليقولو لنا هذه لغتكم السابقة واستبدل بالولاء للدين ثم الوطن ....ثم جاء الاستعمار ليقلب الواقع بالولاء للوطن اولا ثم نواطير الاستعمار ليقلبو الولاء لهم فباتو هم الشرعية والوطن مفصل على مقاسهم ...

الإسلاميون لا يرفضون الوطنية، ولا ينأون عنها، ويؤمنون بضرورة الانتماء الوطني، لكنهم يرفضون إساءة استخدام الولاء للوطن، واتخاذ الوطنية ذريعة لسلخ الوطن عن الأمة الجامعة. يجب ألا تكون "القُطرية" بديلاً عن الانتماء العربي والإسلامي. في الحقيقة، المسلمون عبر القرون لم يعرفوا القطرية. والتعارض الذي يحاول أدعياء الوطنية افتعاله بين الولاء للوطن والولاء للأمة تعارض مصطنع. إن حبّ الوطن غريزة إنسانية، والصحابة شعروا بالصدمة عندما اضطرّهم صلح الحديبية إلى العودة إلى المدينة بعد أن كانوا قريبين من مكة. حنين الإنسان إلى أرضه فطري وطبيعي.

 
التعديل الأخير:
الإنجليز يبالغون في شخصياتهم وينسجون حولها افعال خارقه وأساطير عندك لورنس مثال مجرد ضابط متفجرات بريطاني ومخبر لا اكثر ولا اقل دوره ثانوي في حرب الشريف مع الاتراك هو جعل من نفسه من خلال كتابته انه بطل وأسطوره ونحن ساعدناه في ذالك وهذه المرءه في العراق على شاكلت موضوع لورنس
 
 
أعتقد أنه موضوع ركيك بدون أي وثيقة منشورة أو توضيح للمراجع ومحاولة تقزيم للعرب وتعظيم للإنقليز

والحرب على العدو التركي قامت قبل الضابط الانجليزي توماس لورنس وهو قدم فقط ليعمل ضابط تنسيق بين الأشراف الذين كانوا يتزعمون الحجاز وبين بريطانيا ضمن تقاطع مصالح اثناء الحرب العالمية الأولى
 
عودة
أعلى