جهود الأتراك فى نشر الإسلام

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,911
التفاعلات
76,809
جهود الأتراك فى نشر الإسلام
=========



استطاعت الدولة السامانية التى تأسست فى المقاطعات الغربية من تركستان الكبرى، و الدولة الخاقانية التى ظهرت فى شرقها – أن تعمل كل منهما على انتشار الإسلام بين من لم يسلموا من الأتراك، فدخلوا فى دين الله زرافات و وحدانا و انتشر الإسلام فى القرن العاشر الميلادى، فيما وراء سيحون و كاشغر، و بدأ إنتشاره بين قبائل اوغوز، قارلق من قبائل الأتراك فأسلم فى سنة 1048م 350هـ مائتا الف أسرة فى يوم واحد بين طاشقند و فاراب و إذا فرضنا أن كل أسرة مؤلفة من خمسة انفس، فعدد الذين أسلموا فى هذه المرة نحو مليون نفس. و كذلك أسلم سنة 435هـ عشرة آلاف أسرة من أهل « بالاساغون ».


وتأسيس الدولة الخاقانية فى تركستان الشرقية، ثم فى غربها أيضا و الدولة الغزنوية فى جنوب تركستان، و أفغانستان، والهند الشمالية، انتج دخولهم فى الإسلام بعضهم وراء بعض.


بعد أن بدأ الانقسام فى الدولة العباسية، اسس الأتراك فى مصر و الشام: الدولة الطولونية، ثم الاخشيدية – و فى تركستان نفسها الدولة السامانية، و فى شرقها الدولة الخاقانية وفى جنوبها و بلاد الأفغان و الهند: الدولة الغزنوية. ثم اتحد تحت الراية السلجوقية الكبرى كل البلاد التى كانت تحكمها الدولة العباسية – عدا مصر و الهند – و فضلا عن ذلك ضمت بلاد الأناضول إلى الدولة، و على أثر إنقسامها تأسست عدة دويلات تركية فى البلاد التى حكمها السلاجقة فى إيران، و العراق و سوريا، و الأناضول و غيرها….


و عاش فى ظل الإسلام: الدولة الخوارزم شاهية، ثم الدولة التيمورية الكبرى، و بقية الإمارات التى تأسست فى تركستان بعد انقسامها، و خدمت الإسلام حتى لم يبق فرد من الأتراك فى تركستان يتدين بغير الإسلام.


و لما كان الأتراك قبل الإسلام امة عظيمة القدر قديمة المدنية، ذات مجد و سلطان؛؛؛ كان من الطبيعى أن يخدموا الإسلام بعد أن آمنوا، و ما كاد الأتراك فى تركستان يعتنقون شريعة التوحيد، و تغلغل أصولها فى المشاعر و الالباب حتى نهضوا ينشرون الدعوة، و أقاموا من أنفسهم غزاة فاتحين، و دعاة مخلصين يعملون على اعلاء كلمة الإسلام ما وسعهم الجهاد، و اتسعت لهم رقعة الارض.


و التركستانيون انما خلقوا للجهاد: فإذا جاء دين الجهاد، فقد وجدوا اعز أمنية على أنفسهم، و اقرب غاية إلى ارواحهم الطامحة و عزائمهم الجياشة، لقد تأثرت قلوبهم بالإسلام، فألفوا و دونوا و كانوا مسلمين، نية و قولا و عملا.


لم يكتفوا بالمراسيم و الالفاظ، و لم يقفوا عند حدود المظاهر و الالوان، بل أشربت قلوبهم معارف فى القرآن، و امتزجت ارواحهم بفقه السنة و انوار السيرة المحمدية المطهرة، و جعلوا أداء الشعائر، و إقامة حدود الله نصب اعينهم، و قبلة آمالهم، ثم دفعتهم الغيرة إلى أن يقوموا بالدعوة و الارشاد، فساهموا بنصيب موفور فى هذا الواجب، وفقا لقوله تعالى:


« ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير » لم يكن ذلك فى بلادهم وحدها بل فى كل ماجاورهم من الممالك و الاقطار، فأرسلوا دعاة الإسلام إلى بلاد التبت: فأسلم كثير من سكانها بغير تردد، ثم نشروا الشريعة الإسلامية فى بلاد إخوانهم الذين يسكنون هضاب «مغولستان » و « منغوليا ». وذهب التركستانيون أيضا إلى المدن الصينية المجاورة للتركستان الشرقية، و نشروا الدعوة الإسلامية فيها، فأسلم عدد كبير من الصينيين، فلذلك نرى أن أكثر المواطن الصينية احتشادا بالمسلمين، هى المواطن التى تتاخم بلاد تركستان.


يكفى أن نذكر اللفظ الذى يدل على المسلم و يعبر عن معناه فى اللغة الصينية، فكلمة « خوى – خوى » هى التى تعنى المسلم، و هى محرفة بإعتراف الصينيين عن كلمة « اويغور » التى هى اشهر قبيلة تركية، تكون أكبر عدد فى التركستان الشرقية.


لم تنحصر جهود المسلمين الأتراك فى هذا الميدان وحده و لكنهم رفعوا لواء الإسلام عاليها عند إخوانهم من أتراك « البلغار »: و سواحل نهر فلجا « أثيل »، و ساروا بدعوتهم القوية فى كل ما امكنهم الوصول إليه من البلاد الشمالية، و ما زالت تلك جهودهم تمضى بهم قدما فى سبيل الله حتى شرقى أوربا-.


ومن تتبع تاريخ نشر الإسلام فى « بولندا »، و« فنلندا »، و« استونيا » وسائر الممالك البلطيقية وغيرها تعرف مبلغ المجهودات الباهرة التى كان يبذلها أولئك المؤمنون الصادقون من أبناء تركستان، الذين جعلوا نشر الدين فى أول الواجبات، و فى مقدمة الأعمال الخالدة التى بذلوها.


وأن أنس لا أنسى فتوحات السلطان « محمد الغزنوى » للهند، و كان هناك الشأن الاول، و المقام الأعلى للوثنية، و الديانات الهندوكية، فلما كتب الفوز لهذا السلطان التركى المسلم، صدع بأمر الله فى جهاد الكفر و الكافرين، و حطم الاصنام فى معاقلها الحصينة، و نشر دين التوحيد فى ربوع الهند، و غرس الغرس المبارك الطيب الذى حق له من بعد أن ينمو و يزداد، على توالى الأجيال و العصور…


و لم يكد الإسلام بكتابه و سنته يسكن بلاد تركستان، و تنبثق أشعته الالهية فى قلوب أبنائها حتى أقبلوا على الدرس و التحصيل، و اندفعوا للبحث و الاستقصاء، و أقاموا من أنفسهم قادة، و حملة للواء العلم و الثقافة فيها. و لعل المطلعين على أبسط مراجع التاريخ، يعلمون قيمة الجهود التى بذلها الأتراك فى خدمة الإسلام، و كيف كانت لهم القدم الراسخة فى جيش الجهاد فى سبيل الله، و محاربة الوثنية و الصليبية، و حماية هذا الملك العظيم ضد اعدائه من الشرق و الغرب.




تركستان مدرسة العلماء
==========



ما أكثر ما يشغلها التاريخ السياسى و الحربى، و انقلاب الدول، و تغيير الممالك عن تاريخ العلم و تطوراته. فكثير من الناس يحفظون عن الترك أسماء ابطالهم و قوادهم، الذين غامروا فى الميادين، و دافعوا عن حوزة الدين، و يعرفون فضل السلاجقة، و الأتابكيين، و السامانيين، و الخاقانيين، و الغزنويين، و الطولونيين، و الاخشيديين، و التيموريين، و التوغلوقيين، و البابريين، و الممالك، و العثمانيين….


و ما كان لملوك هذه الأسرة من الفضل فى دفع الحروب الوثنية، و الصليبية، و حماية بلاد الشرق و الإسلام. و هنا يقف المعجبون بأبطال التاريخ الحريين، فلا يذكرون العلماء بشيئ، و ينسون أن اولئك الأبطال ما كان لهم أن ينهضوا بأعبائهم الفادحة، و يناضلوا عن حوزة الإسلام – لولا أن قلوبهم ارتوت من سلسبيل تلك المعارف و العلوم، التى نشرها المحدثون و المفسرون، و الحكماء و المتكلمون و غيرهم.


و إنى لو حاولت أن أحصى عدد العلماء الذين نبغوا من تركستان، لأحتجت إلى مطولات ضافية، و لكنى أقصد إلى التذكير و الإلماع الموجز، فليس من سبيل إلى إحصاء اولئك الأساطين من حكماء و علماء، لم يكونوا لتركستان وحدها، بل كانوا للعالم كله و بخاصة الإسلام. و ما برحت اسمائهم أنشودة عذبة لكل من يتغنى بمفاخر الإسلام، و عظمته الاولى.


فمنذ القرن العباسى إلى وقت غير بعيد منا كان تيار العلم متدفقا من بخارى، و سمرقند، و خوارزم، و الشاش، و كاشغر، و بلخ. – حتى القرى المجهولة فى تركستان قد نبهت اسماءها حين نبغ علمائها، و قد ظهر منهم أئمة رفعوا لواء الإسلام عاليا و بنوا له مجدا بازخا، كالإمام الحافظ الحجة، أمير المؤمني فى الحديث، فى القديم و الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخارى، و كذا الامام الترمذى، و النسائى، و صاحب « الكشاف » العلامة جار الله الزمخشرى، و صاحب « المفتاح » يوسف السكاكى، و الشيخ عبدالقاهر الجرجانى، والعلامة سعد الدين التفتازانى، و العلامة السيد الشريف الجرجانى، و كذا الفقيه الشيخ شمس الأئمة السرخسى صاحب « المبسوط »، والشيخ سديد الدين الكاشغرى، وصاحب « الهداية» علي ابن أبى بكر المرغينانى، و العلامة صدرالشريعة، و تاج الشريعة، و برهان الشريعة، و صدر الأفاضل، و مفسر القرآن: ابو البركات عبدالله بن أحمد النسفى، و إمام أهل السنة ابو منصور الماتريدى، و الكاتب الأديب أبو بكر الخوارزمى، و الأديب المعروف بالشطرنجى الصولى، و محمود الكاشغرى، و كذلك كل من يدعى منهم بالشاشى، و السمرقندى، و النسفى، و الكاشغرى، و الخوتنى، و الخوارزمى، و الترمذى، و البلخى، و الاوزجندى، والخجندى، و الفارابى، و المرغينانى، و الفرغانى، و البخارى ….. الخ فكلهم من تركستان.



كذلك المعلم الثانى الحكيم الكبير أبو نصر الفارابى، والشيخ الرئيس على بن سينا، وخالد بن عبدالملك، المتخصص الكبير فى مرصد المأمون، وأبو زيد البلخى (أول من كتب الجغرافيا على طريقة قدماء اليونان )، وبنو موسى بن شاكر:(محمد و أحمد و الحسن ) أشهر رياضيي العهد العباسى، وأوائل المخترعين من المسلمين فى الحيل و الهندسة، والذين حققوا للمأمون مقدار الدرجة الارضية، وصححوه، وهم الذين اخترعوا علم الجبر والمقابلة وأذاعوا الحساب الهندى بين المسلمين، وابتكروا كذلك زيجا جامعا على أصول الهند و اليونان.

ثم أبو ريحان البيرونى الذى علم المسلمين فلسفة الهند، و علومها، و الجوهري الذى أهدى إلى الأمةالعربية أحسن قواميس اللغة العربية وأكملها.

و غيرها من فطاحل الفضلاء الذين لا يدخلون تحت حصر، حد، إلا فى مجلدات عديدة، و اسفار ضخمة – كانوا من صميم أبناء تركستان.

علماء الإسلام كانوا بدورا

و سماء البدور تركستان

إن أردت الدنيا ترى المجد فيها

قد أقيمت لصرحه أركان

أو أردت الدين الحنيف تجدها

و هى للبر و الهدى عنوان

و طن المصلحين دينا، و دنيا

تتغنى بفضلها الأزمان

هكذا نشطت هذه الأمةللعلم، و أخذت ترتشف رحيق هذا الدين تفسيرا، و حديثا، و سيرة، و تاريخا، و ضربت فى الفقه الإسلامى بسهم قوى.


ولا غرو، فما كانت تركستان تجد لنفسها فى ذلك العهد شخصية غير الشخصية الإسلامية، المؤلفة من الناطقين بالضاد أو بغير الضاد، فهى جزء من ذلك الكل، و عضو فى ذلك الجسم، و شجرة من هذا البستان الكبير، فساهمت بعملائها، و محدثيها، و فلاسفتها.


لم يكن الجهاد فى الدراسة و التحصيل، محصورا على طبعة من الناس، بل كان ملوكا بل كان ملوك تركستان قبل رعاياهم فى حلقات هذه الدروس يستمعون إلى العلماء و يستفيدون منهم، و قد جعلوا هؤلاء العلماء صدور مجالسهم، و وزراء دولتهم، و قضاة حكومتهم و ولاة أقاليمهم، و كانوا يكافئونهم، بالجوائر السنية، و المراتب الرفيعة، و يعظمون قدرهم، و يرفعون شأنهم، و ينتظمون فى حلقات دروسهم، و يبنون لهم المدارس، و ينشؤون لهم المراصد و يشيدون لهم دور الكتب.



دولهم فى الإسلام
========



كانت جهود الأتراك كلها أدلة ناطقة على أن مجدهم فى الإسلام قام على دعائم ثابتة من مجدهم الراسخ، و برهانا على أن سجاياهم الفطرية فى معترك الجهاد قد انبعث فى ظل الإسلام، و ازدادت نورا و إشراقا، و إذا كان هذا الحديث المجمل صورة مصغرة من خدماتهم العلمية و الدينية. فقد كان لهم فى أفق السياسة و فى أنظمة الحكم، و إقامة الدول مدنيات إقتبست من الإسلام نورا و جديدا؛ بل أضافت إلى قاموس الحضارات العالية كلها مجدا لا يمر عليه التاريخ إلا بالثناء و الإعجاب.

و الدولة الاولى من الترك بعد الإسلام فى تركستان، هى الدولة السامانية.

[عبدالعزيز جنكيزخان بن قاضى القضاة الشرعية فى تركستان الشرقية (العلامة داملا عاشور اعلم آخونود البوكورى) « الينكحصارى رحمة الله عليه»]

http://www.turkistanweb.com/?p=203

 

من أشهر علماء الشريعة والفقه والحديث والتفسير من الاتراك:

البخاري - الترمذي - النسائي - النسفي - الزمخشري- ابو منصور الماتريدي - وغيرهم الكثير

من اشهر علماء الطب والفلسلفة والكيمياء والجغرافيا والهندسة والجبر من الاتراك :

الفارابي - ابن سينا - خالد بن عبد الملك ( مراصد ) - ابو زيد البلخي (جغرافيا )- محمد واحمد والحسن ابناء موسى بن شاكر ( رياضيات والحيل والهندسة ) وغيرهم الكثير
 
التعديل الأخير:

يرتبط تاريخ التعليم في تركيا بظهور القبائل التركية لأول مرة، حيث يعد تيومان أول حاكم تركي عُرف في التاريخ وحكم قبائل الهون التركية عام 220 قبل الميلاد. ورغم أنه لم يتم العثور على مصادر مؤكدة حول وجود نظام تعليمي رسمي في تلك الحقبة إلا أن التعليم كان يرتكز حول “تدريب المقاتلين وتعليمهم”.

وقد اكتسب التعليم منهجية رسمية في عهد دولة القراخانيين، أي بعد دخول الأتراك إلى الإسلام، حيث أُنشأت المدارس، الكتاب والرباط وغيرها.

وفي تلك الفترة ظهرت مجموعة كبيرة من العلماء الكبار الذين حفروا أسماءهم في تاريخ العلم والتعليم في تركيا، فخلد التاريخ أسماءهم حتى يومنا هذا.

فيما يلي سنتعرف على مجموعة من هؤلاء العلماء


الفارابي

أبو نصر محمد الفارابي هو فيلسوف مسلم ولد عام 260 هـ/874 م في فاراب في اقليم تركستان، (كازخستان حاليا)

اشتهر بإتقان العلوم الحكمية وتنقل في أنحاء البلاد وفي سوريا، قصد حلب وأقام في بلاط سيف الدولة الحمداني فترة ثم ذهب لدمشق وأقام فيها حتى وفاته عن عمر يناهز 80 عاماً ودفن في دمشق، وذلك بعد أن وضع عدة مصنفات، كان أشهرها كتاب حصر فيه أنواع وأصناف العلوم ويحمل هذا الكتاب اسم إحصاء العلوم.

سمي الفارابي “المعلم الثاني” نسبة للمعلم الأول أرسطو والإطلاق بسبب اهتمامه بالمنطق حيث كان يشرح مؤلفات أرسطو في هذا المجال.

ويعد الفارابي من أشهر العلماء الأتراك الأصل والذين أثروا في التعليم والمنطق بشكل خاص في جميع أنحاء العالم.

min-10.jpg



ابن سينا

وهو عالم وطبيب مسلم من بخارى، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حالياً) سنة 370 هـ.

عُرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى. وقد ألّف 200 كتابا في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم، وأشهر أعماله كتاب القانون في الطب الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب.

min-11.jpg



محمود الكاشغاري



عالم ومؤرخ تركي من مدينة كاشغر من علماء القرن الحادي عشر، اختص بأنساب الترك ولغاتهم، ألف كتبه بالعربية ومنها “ديوان لغات الترك” الذي كتبه خلال إقامته في بغداد عام 1974 بعد أن قام بمراجعته أربع مرات. وقد استغرقت كتابته عامين كاملين.

ويعد ديوان لغات الترك واحداً من أهم القواميس التركية العربية وأهم الكتب في تاريخ الأدب التركي.

kagarl-min.jpg


خوجة أحمد يسوي

شاعر وفيلسوف تركي ولد سنة 1093-1166 في مدينة تركستان الواقعة حاليا في جمهورية كازخستان. كان أول شاعر اشتهر بالكتابة باللهجة التركية المحلية.

حمل لقب أول وأكبر متصوف تركي معروف فى التاريخ. كما اشتهر باسم “سيد تركستان”.

ألف أحمد يسوي كتاباً أسماه “ديوان الحكمة” وتبنى من خلاله الأشعار التي كتبها فيه فكرة تسهيل الإسلام على الأتراك.

ahmet-yesevi-min.jpg


يوسف خاص حاجب


وهو مؤلف أول كتاب في التاريخ الإسلامي التركي “قوتادغوبيليك” (أي: علم السعادة)

ولد يوسف خاص حاجب في مدينة بلاساغون إحدى عاصمة الدولة القاراخانية في عام 1019م. وهو فيلسوف تركي مسلم مفكر عظيم وشاعر ورجل الدولة وأحد رجال القرن الخامس الهجري البارزين.

yusuf-has-hacip-min.jpg


وإن كان هؤلاء أبرز العلماء الأتراك المسلمين الذين غيروا مسار التعليم في تركيا والعالم وألفوا العديد من الكتب القيمة إلا أنهم ليسوا الجميع، فهناك العديد من الشخصيات الأخرى التي كان لها أثرها والتي لا يزال الأتراك يقرؤون الفاتحة عند قبورها حتى يومنا هذا.

(خاص – مرحبا تركيا)
https://mar7aba.com.tr/أشهر-العلماء-الذين-رسموا-العقلية-الإس/

 

دور الترك في نشر الإسلام في كوريا الجنوبية
========



مثلما كان للتجار من أبناء حضرموت اليمن ومن دول الخليج دور كبير في نشر الإسلام في دول شرق وجنوب قارة آسيا وخصوصا ماليزيا واندونيسيا، فقد كان للترك السبق والدور الريادي في نشر الإسلام في دول عديدة بالعالم ومنها كوريا الجنوبية التي فتحها أحفاد محمد الفاتح بالإسلام.

وإذا كانت كوريا الجنوبية قد احتكَّت بالعالم الإسلام عن طريق علاقات تجارية واقتصادية منذ أكثر من 100عام فقد تجددت علاقات كوريا الجنوبية بالعالم الإسلامي عن طريق القوات المسلحة التركية التي وصلت إلى كوريا الجنوبية ضمن قوات حفظ السلام التابعة لهيئة الأمم المتحدة أثناء الحرب الكورية عام 1950 م، وحينها شيّد الجنود الأتراك أول مسجد في كوريا الجنوبية لتأدية الصلاة وشعائر الإسلام وكان في البداية عبارة عن خيمة كبيرة يجتمع فيها الجنود الترك لأداء الصلوات وكانت صلاتهم كطقس غريب لم يألفه أبناء كوريا الجنوبية يثير فضول واستغراب الكوريين الذين اندفعوا يسألون عن الصلاة والإسلام وأقبلوا يدخلون في الإسلام أفواجا على أيدي الإمام التركي الزبير كوش في عام 1963م.


تأسيس الاتحاد الإسلامي الكوري

وعن دور الترك في نشر الإسلام في كوريا الجنوبية يقول الدكتور عبد الوهاب الندوي مفتي المسلمين في كوريا الجنوبية في حوار أجرته معه مجلة المجتمع “كان إسلام أول كوري جنوبي بواسطة البعثة العسكرية التركية التي وصلت إلى كوريا الجنوبية ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوم 17 أكتوبر 1950م ولأن تركيا بلد إسلامي فإن نظامها العسكري يحرص على وجود أئمة ومرشدين دينيين مع الجنود الترك حيثما حلوا، وكلما استقرت القوات العسكرية التركية في مكان ما نصبت خيمة وسط معسكرها للصلاة، تلك الخيمة من القماش تكون مسجدا يؤدي واجبه الدعوي وينطلق منه نور الإيمان، وقد شاءت إرادة الله أن يزور بعض الكوريين تلك الخيمة التي اتخذتها القوات التركية مسجدا للتعرف على الإسلام وقد قام إمام المسجد الشيخ التركي زبير كوش يرحمه الله باستقبال الزوار وشرح الإسلام لهم فأسلم منهم “عمر كيم جين جو” و “محمد يون دو يونغ” وصبري صو يرحمهم الله.

وأصبح محمد يون تلميذ الشيخ زبير كوش أول إمام مسجد من أصل كوري “انتهى حديث مفتي المسلمين في كوريا”.

وأقول إن هذا الحديث هو ما أورده بتوسع ومدعم بالفيديو وبالصور فيلم وثائقي عن الإسلام في كوريا الجنوبية وبثته مؤخرا قناة الجزيرة الوثائقية.

إن جهود الترك في نشر الإسلام في شتى أصقاع العالم كثيرة وكبيرة وأكبر من أن تحصر في مقال ولكن هذه القصة هي لمحة من لمحات هذه الجهود وقطرة من بحر أوردناها إنصافا للدور الريادي التركي في نشر الإسلام منذ قرون.

المصدر:تركيا بوست

https://www.turkey-post.net/p-136352/
 

دور الأتراك في اعتناق الشعب البوسني للإسلام
==================




على الرغم من تعرض شعوب البلقان للكثير من الضغوط، إلا أنهم لم يقبلوا الكاثوليكية أو الأرثوذكسية وذهبوا لخلق دين قريب للمسيحية يلائم اعتقادات وتصورات أباءهم الأولين وأُطلق على هذا التوجه "البوغوميل"، وهو عبارة عن خليط من البوليشيانية "ديانة أرمنية" والأرثوذكسية، ولعب البلغاريون الدور الأكبر في إظهار هذا التوجه في القرن العاشر، ولم يمض الكثير حتى أصبح هذا التوجه الدين الأساسي لأعداد هائلة من شعوب البلقان. ويُنصح في هذا الصدد بمشاهدة فيلم المخرجة البلغارية "ماريا كولوفا"، الذي تم إنتاجه عام 2007 ويحمل اسم ذلك التوجه.


أبعاد التقارب بين الدين الإسلامي والفكر البوغوميلي


هناك الكثير من المشتركات بين الفكر البوغوميلي والدين الإسلامي الحنيف، فأتباع الفكر البوغوميلي لا ينظرون لعيسى عليه السلام على أنه إله، ويرفضون أيضًا تقديس الصليب الذي يرون أنه يُغضب الرب، ويقولون في تبرير ذلك: "لا يُعقل أن تقديسنا لقطعة من الجماد تدلل على حادثة خرافية تقربنا للرب الأعظم، بل ذلك يثير غضبه علينا، لإشراكنا ببعض الأشياء في عبادته ولعدم ثقتنا بقدرته على إنقاذ ابنه كما تدعي المسيحية". سهّل ذلك على الدعاة الأتراك مهامهم في دعوتهم للدين الإسلامي، إذ لاحظ الكثير التقارب الشديد بين الدين الإسلامي والفكر البوغوميلي، وهذا ما دفعهم للإيمان زرافات ووحدانا.


بداية دخول شعوب البلقان إلى الإسلام


كان السلاف الذين يسكنون وسط منطقة البلقان أي البوسنة والهرسك ورومانيا وكوسوفو والدول الأخرى القريبة لهم، من أولى الشعوب التي آمنت بالفكر البوغوميلي، وقد بدأ الأتراك بدعوتهم إلى الإسلام في عام 1292، حين أرسلت الدولة السلجوقية عددًا من دعاتها وعلمائها نحو البلقان.

حملت الدولة العثمانية لواء الدعوة من الدولة السلجوقية، وبدأت عام 1336 بإرسال دعاتها، ولكن البيزنطيين والجرمانيين والصرب منعوا الدعاة من الوصول وآذوا المسلمين هناك، الأمر الذي اضطر الدولة العثمانية لإعلان حروبها نحو البلقان عام 1389، وتمكن مراد الثاني عام 1387 من ضم كوسوفو، وأعقبه في الفتوحات حفيده محمد الفاتح، الذي تمكن من ضم البوسنة وعدد من المناطق المحيطة بها عام 1463، وكان حسن معاملة السلاطين العثمانيين الفاتحين قد أثر كثيرًا في سكان المدن والقرى البلقانية التي أصبح سكانها هم الذين يستدعون الدعاة والعلماء لتعلم الدين والدخول فيه.

لا يختلف المسلمون في البوسنة والهرسك في الأصل عن الكروات والصرب، ولكن عقب دخولهم الإسلام أطلقت عليهم الدولة العثمانية اسم "البوشناق" للتعريف بهم على أنهم الصرب أو الكروات المسلمون، وقد أطلقت الجمهورية اليوغسلافية هذا الاسم على المواطنين المسلمين، ولا يزال مستخدما حتى الآن.


* المصدر: إسماعيل تاش بينار، “دخول البوسنة إلى الإسلام”، دارين تاريخ، حزيران/ يونيو 2016

https://www.turkpress.co/node/21065

 

الخلافة العثمانية ودورها في نشر الإسلام
===========


تأسست الدولة العثمانية في بداية القرن الرابع عشر علي يد عثمان الأول ابن أرطغرل إذ كانت مجرد إمارة صغيرة داخل حدود العالم الإسلامي تعتمد على الغزو ضد الصلييبن، وبدأت هذه الإمارة في التوسع شرقا بشكل تدريجي، وضم العديد من الأراضي لصالحها، وأصبحت بذلك أقوى دولة في العالم. فما هو دور الخلافة العثمانية في نشر الإسلام؟

إن الدور الذي قامت به الدولة العثمانية بعدما تحولت من دويلة صغيرة إلى خلافة تسعى إلى توحيد العالم الإسلامي تحت راية واحدة ومنهج واحد وأصبح لها دورا مهما في نشر الإسلام وإصاله لدول أوروبا، إضافة إلى تقديم خدمات جلية وواضحة للعالم العربي وللمسلمين بشكل عام، ومن ذلك حماية الشرق العربي والإسلامي من الغزو الإستعماري بحيث واجهت جميع الهجمات وتصدت للمخططات ومنعت تغلغل المستعمر وتنفيذ مخططاته داخل الحجاز، وكذلك الدفاع على المقدسات الإسلامية وعلى رأسها حماية الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، ثم استئناف الزحف تجاه بيت المقدس والاستيلاء على المسجد الأقصى.

وعموما لقد كان للخلافة العثمانية دورا عظيما في نشر الإسلام وحمل رايته إلى العالم كله وإلى جنوب شرق أوروبا بالتحديد، كما قامت برعاية المسلمين وتوفير جميع الإحتياجات التي سهلت نشر الإسلام في أوروبا، ويتضح ذلك من حجم وكثرة المساجد التي لا زالت موجودة في أوروبا وغيرها من الأثار الإسلامية، كما أن من المجهودات الكبيرة والعظيمة التي قامت بها الدولة العثمانية هو كفالتها للحرية الدينية مما أدى إلى اتساع نطاق الإسلام.

فقد كان سلاطين الدولة العثمانية يعتمدون الألقاب الدينية بجانب أسمائهم مثل لقب حامي "الحرمين الشريفين"، ولقب "الخليفة"، كما حرصوا على تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقا صارما بحذافيرها، فقد كان الدين والدولة عندهم أمر واحد، والقرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأصيلان لسياستهم، وكان الطابع الإسلامي يأخذ مكانة في تشريعات الدولة وفتوحاتها.


"العثمانيون والفتوحات الإسلامية"​


اتخدت الفتوحات العثمانية الأولى شكل حملات موجهة إلى الشمال، تستهدف بلوغ البحر الأسود وبحر مرمرة، وغيرها من المناطق، ومن ذلك الوقت واصل عثمان الأول مسيرته وجهوده في فتح القلاع بإسم الإسلام ضد الكيانات المسيحية المجاورة له، كما أن "مراد الأول" ثالث أمراء آل عثمان تمكن من هزيمة القوى النصرانية في مناطق البلقان ونقل العاصمة من "بروسه" إلى "أدرنه" التي عمرت بالمساجد والمدارس، وبذلك استولى الجيش العثماني على العديد من مدن شرق أوروبا ،ومن أبرزها صوفيا عاصمة بلغاريا، واستمرت الفتوحات الإسلامية نحو أوروبا بذريعة نشر الإسلام.

وجاء بعد ذلك الفتح العظيم فتح "القسطنطينية" عاصمة الدولة البيزنطية مصداقا للحديث النبوي الشريف "لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش" .فبعد هذا الفتح المبين، أمر محمد الفاتح أن يؤذن فيها، كما حول الكنيسة آيا صوفيا إلى مسجد وأطلق على القسطنطينية اسما إسلاميا جديدا هو "إسلامبول" بمعنى عاصمة الإسلام.

إن هذا الدور الذي قامت به الإمبراطورية العثمانية في نشر الإسلام وحمل رايته كان له أثرا إيجابيا على كافة الأطياف ،بحيث قامت بتطبيق تعاليم الإسلام الذي ينص على نشر هذا الذين في الآفاق مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية"، فأخذ السلاطين العثمانين بمجمل هذه الأحاديث والآيات التي نصت على إظهار الحق ونبذ الجهل فباشرو في تطبيقها، ومن هنا صارت الخلافة العثمانية هذفا لأعداء الإسلام من الصليبيين واليهود، الذين أخذوا يتآمرون عليها، ويكيلون لها الضربات.

واتفق المؤرخون على أن عظمة الدولة انتهت بوفاة السلطان سليمان القانوني حيث فتح الطريق من بعده لاستلام السلاطين الضعاف زمام أمور الدولة، في الوقت الذي كان هناك العديد من الأخطاء التي تفشت في جسد الخلافة العتمانية، وتسبب ذلك في انهيار بنيانها، وأضحى التهديد العثماني ينقرض من جديد، بعد أن انتشر الظلم وأصبح العلماء ألعوبة بيد الحكام الجائرين.

وفي الختام إن ما يقال عن العثمانين من أنهم استغلوا الإسلام كذريعة للوصول إلى أهدافهم، فهذا كلام عار عن الصحة، لأن التاريخ العثماني تعرض لتشويه والتزوير والتشكيك من طرف اليهود والمسيحين والعلمانين، والأصح أن الخلافة العثمانية كان هدفها الرئيسي هو إيصال الحق للبشرية وإخراج الناس من الظلمات إلى النور كما حرص العثمانيون على تحكيم شرع الله تعالى في كل شيء، كما أن آثاره الدنيوية والأخروية ظهرت على المجتمع العثماني منها، الاستخلاف والتمكين، الأمن والاستقرار؛ انتشار الفضائل وانكماش الرذائل وغير ذلك من الآثار، والذي يستفاذ من هذا كله أن الخلافة العثمانية كانت وستظل رمزا شامخا يعتز به كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما أن تركيا في عصرنا الحالي بدأت تعطي اعتبارا لهذا الذين بعد أن قضت عليه العلمانية بسقوط الخلافة، ونرى ذلك من خلال دفاع الحكومة الحالية عن المقدسات الإسلامية وتقديم المساعدة للمسلمين في مختلف مناطق العالم حتى أصبح يطلق عليهم باسم "العثمانيون الجدد".

https://blogs.aljazeera.net/blogs/2...8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%
85​
 

أشهر الدول التركية المسلمة من تركستان الغربية حتى البلاد العربية : الطولونية - الاخشيدية - المماليك - الغزنوية - الخوارزمية - السلاجقة - العثمانية

الدول التركية المسلمة في تركستان الشرقية : السامانية - الخاقانية

أشهر دول تركية شيعية : الصفوية - القاجارية - تيمور لنك - اذربيجان

 

عودة الأتراك إلى الصدارة بجدارة
=============



محمد مختار الشنقيطي
منذ أكثر من ستة قرون لاحظ عالِم الاجتماع وفيلسوف الحضارة عبد الرحمن بن خلدون (1332-1406م) أن الأتراك جددوا نضارة الحضارة الإسلامية بعد أن أبْلتها القرون، وقعدت بها النخب الممسكة بزمام الدولة العباسية، حين تخلَّت عن معاني الرجولة والقوة، وأدمنت الترف والخمول. ثم رمتها الأمم عن قوس واحدة، من المغول في الشرق إلى الصليبيين في الغرب، ونخر عظامَها الفكرُ الباطني.


وقد وجد ابن خلدون -الذي عاصر المماليك في مصر- أن اختراق الشعوب التركية لقلب العالم الإسلامي، وهيمنتَها العسكرية على زمام الأمور فيه، كان "عناية من الله تعالى سابقة، ولطائفَ في خلقه سارية‏"، فكتب:

"حتى إذا استغرقت الدولة في الحضارة والترف، ولبستْ أثواب البلاء والعجز، ورُمِيت الدولة بكفرة التتر الذين أزالوا كرسيّ الخلافة، وطمسوا رونق البلاد، وأدالوا بالكفر عن الإيمان، بما أخذ أهلَها عند الاستغراق في التنعُّم، والتشاغل في اللذَّات، والاسترسال في الترف، من تكاسُل الهمم، والقعود عن المناصرة، والانسلاخ من جِلدة البأس وشعار الرجولية. فكان من لطف الله سبحانه أنْ تداركَ الإيمانَ بإحياء رمَقه، وتَلافى شمل المسلمين بالديار المصرية، بحفظ نظامه، وحماية سياجه، بأن بعث لهم من هذه الطائفة التركية، وقبائلها العزيزة المتوافرة، أمراء حامية، وأنصارا متوافية..‏ يدخلون في الدين بعزائم إيمانية، وأخلاق بدوية، لم يدنِّسها لُؤْم الطباع، ولا خالطتها أقذارُ اللذات، ولا دنَّستها عوائد الحضارة، ولا كسَر من سورتها غزارةُ الترف‏.‏. فيسترشح من يسترشح منهم لاقتعاد كرسيِّ السلطان، والقيام بأمور المسلمين، عناية من الله تعالى سابقة، ولطائف في خلقه سارية‏.‏ فلا يزال نشءٌ منهم يردف نشء، وجيل يعقب جيلا، والإسلام يبتهج بما يحصل به من الغَناء، والدولة ترِفُّ أغصانُها من نضرة الشباب." (تاريخ ابن خلدون، 5/428).


وقد عبَّر ابن خلدون -وهو العربي اليمنيُّ الجذور- عن عمق أساهُ لأن العرب فقدوا روحهم المتوثبة وفتوتهم الأولى، بعد أن جمع النبي صلى الله عليه وسلم شملهم، وأحال حياتهم من حياة الانتحار الجماعي في اقتتال بين القبائل دون غاية أو رسالة أخلاقية، إلى حياة التوحيد والوحدة والجهاد، لبناء عالم أفضل لهم وللبشرية.

والسبب في هذا التراجع -في تحليل ابن خلدون- هو إهمال العرب لمصدريْ قوتهم، وهما الرسالة الإسلامية والعصبية الاجتماعية.

لكن ابن خلدون -وهو المسلم المتجاوز لحدود الانتماء العرقي- كان مغتبطا بأن التُّرك سدُّوا مسدَّ العرب في قيادتهم لمسار الحضارة الإسلامية، بعد أن خَبَت وهجُ الروح التي حرَّكت العرب الفاتحين في صدر الإسلام.


لقد منحت الحملات الصليبية والغزوات المغولية فرصة ذهبية للأتراك لاكتساب شرعية القيادة والريادة في العالم الإسلامي بجدارة، في وقت كان فيه المسلمون في مسيس الحاجة إلى براعة الأتراك العسكرية، واستعدادهم للتضحية.
وهكذا امتدت حقبة الريادة التركية في العالم الإسلامي ثمانية قرون ونصف قرن، من تتويج أول سلطان سلجوقي -وهو السلطان طغرل- في بغداد عام 1055م إلى خلع آخر سلطان عثماني قوي -وهو السلطان عبد الحميد الثاني- في إسطنبول عام 1909م. وانتقل مركز ثقل الحضارة الإسلامية غربا مع حركة القافلة التركية المغرِّبة، من وسط آسيا إلى بلاد فارس، ثم إلى العراقوالشام، وأخيرا إلى مصر والأناضول.


كانت الجنديَّة طريق الأتراك إلى القيادة، فهم لم يستحوذوا على وجدان المسلمين وولائهم إلا لحسن بلائهم وحملهم راية الملة والأمة. وقد برهن الترك على صلابة والتزام في الدفاع عن حدود دار الإسلام لا مثيل لهما لدى أي من الشعوب في تاريخ الإسلام.

وبهذه الصفات تقدَّم ذلك الشعب القوي الشكيمة بجدارة، وانتقل من الصفوف الخلفية إلى الصدارة.


وقد روى مؤرخحلب ابن العديم قصة طريفة تدل على عمق التحول التاريخي الذي مرَّ به الترك في طريقهم إلى ريادة العالم الإسلامي. ففي معرض حديثه عن زحف السلطان ألب أرسلان -ثاني سلاطين السلاجقة- من العراق إلى الشام، كتب ابن العديم:

"ولما قَطع السلطان المُعظم الفرات من نهر الجوز، نزل بعض المروج على الفرات، فرآه حسنا، فأُعجب به، فقال له الفقيه أبو جعفر: يا مولانا احمد الله تعالى على ما أنعم به عليك، فقال: وما هذه النعمة؟ فقال: هذا النهر لم يقطعه قطُّ تركي إلا مملوكٌ، وأنتم اليوم قد قطعتموه ملوكا. قال: فلعهدي به وقد أحضر جماعة من الأمراء والملوك، وأمرني بإعادة الحديث، فأعدتُه، فحمد الله هو وجماعة من حضر عنده حمدا كثيرا." (ابن العديم، بغية الطلب في تاريخ حلب، 4/1974).



وقد بيَّنتُ في صدر كتابي عن (أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية) -وهو مترجم إلى اللغة التركية- أن العرب كانوا سيف الإسلام في حقبة الاندفاع، وأن الترك كانوا درع الإسلام في حقبة الدفاع، وكأنما انتقلت مصائر العالم الإسلامي من أيدي العرب إلى أيدي الترك منذ منتصف القرن الخامس الهجري. كما بيَّنتُ بالاستقراء التاريخي أن كل القادة العظام للمقاومة الإسلامية خلال الحروب الصليبية (سلاجقة، ودانيشمند، وأراتقة، وزنكيين، وخوارزميين، ومماليك) كانوا من أصول تركية.

فالمقاومة الإسلامية للحملات الصليبية -في وجهها السوسيولوجي والعسكري- كانت ظاهرة تركية في جوهرها. وما تخللها من دور رائع للسلطان الكردي صلاح الدين الأيوبي، تأكيدٌ للقاعدة لا خروج عليها، لأن صلاح الدين كان جزءا من النخبة العسكرية التركية لا مقابلا لها.


ولسنا بحاجة إلى التذكير بأن المماليك الأتراك بقيادة بيْبرس هم من كسروا العاصفة المغولية العاتية في معركة عين جالوت بفلسطين، وهو نصرٌ أنقذ العالم الإسلامي من خطر مُميت لم يواجه مثلَه من قبل. كما أننا لسنا بحاجة إلى التذكير بجهد العثمانيين وجهادهم على مدى أربعمائة عام لصيانة حدود العالم الإسلامي، من سواحل الخليج إلى ضفاف المتوسط، ومن أدغال السودان إلى أعماق البلقان.


ومما ساعد الأتراكَ في الإمساك بمصائر العام الإسلامي أنهم كسبوا العرب السنَّة إلى صفهم، وهم عمق الإسلام الروحي والثقافي. كما كسبوا الأكراد السنة إلى صفهم، وهم شعب محارب كانت له مواقف مشهودة في مقاومة الصليبيين.


وقد توصلت النخبة السنية التركية والعربية والكردية إلى أرضية مشتركة من التفاهم، تتأسس على تقاسم الأدوار والمكانة. وقد لاحظ البحَّاثة في الأدب الفارسي والتركي، حسين مجيب المصري، أن الأتراك لم يتَّسِموا بالاستعلاء العرقي والثقافي في علاقتهم بالعرب بخلاف الفرس الذين تحكمت فيهم العُقد العرقية والثقافية تجاه العرب والترك معا على مرِّ القرون (المصري، صلات بين العرب والفرس والترك، ص 219-220).


وتعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة انكشاف إستراتيجي خطير، تغذيها ظروف تمزُّق داخلي مزمن، واختراق خارجي خطير. وهي حالٌ تشبه حالها أثناء الحملات الصليبية والعاصفة المغولية. ومن المؤكد أنه لن يُخرج الأمة من هذا المأزق إلا ظهور قوة إسلامية تتصدر مسيرتها بعزم وجدارة.




وقد أدرك الفيلسوف السياسي صمويل هنتغتون هذا الأمر، وشرحه بإطناب في كتابه الذائع الصيت (صدام الحضارات)، وهو كتاب كثيرا ما أسيء فهمُه، وأسيء فهم مؤلفه الذي لم يكن داعية للحرب أو صدام الحضارات -وقد وقف في وجه الغزو الأميركي للعراق بشجاعة- وإنما كان مراقبا ذكيا، أدرك بفطنته أثَر الأديان والثقافات في العلاقات الدولية في أيامنا، خلافا لما كان عليه الحال خلال الحرب الباردة. وقد شرح هنتيغتون الفكرة الرئيسية في كتابه بالقول:

إن "العالم سيتم تنظيمه [بعد الحرب الباردة] على أساس الحضارات أو لن يُنظَّم أبدا. في هذا العالم دول المركز في الحضارات هي مصادر النظام، وذلك في داخل الحضارات ثم بين الحضارات مع بعضها، عن طريق التفاوض بين دول المركز في كل منها.. العوامل الثقافية المشتركة تعطي شرعية للقيادة، ولدور دولة المركز في فرض النظام، بالنسبة لكل من الدول الأعضاء، والقوى والمؤسسات الخارجية" (هنتيغتون، صدام الحضارات، ص254).

ثم توصل إلى أن "السلام لا يمكن أن يتحقق أو أن يتم الحفاظ عليه في أي منطقة إلا بقيادة الدولة المسيطرة في تلك المنطقة. الأمم المتحدة ليست بديلا عن القوة الإقليمية، والقوة الإقليمية تصبح مسؤولة وشرعية عندما تمارسها دولة المركز مع الدول الأعضاء في حضارتها. دولة المركز يمكن أن تقوم بوظيفتها النظامية، لأن الدول الأعضاء تنظر إليها كقُربَى ثقافية. الحضارة أسرة ممتدة، ومثل أعضاء الأسرة الأكبر سنا، تقوم دول المركز بتوفير الدعم والنظام للأقارب. وفي غيبة القُرْبى هذه، فإن قدرة الدولة الأقوى على حلِّ الصراعات في منطقتها أو فرض النظام فيها تصبح محدودة." (صدام الحضارات، 255).
وقد لاحظ هنتيغتون حالة اليُتم التي تعيشها الحضارة الإسلامية في هذا العصر، لأنها لا تملك "دولة مركز" تتصدر مسيرتها، وتضبط خلافاتها الداخلية، وتدرأ عنها سهام الأعداء. فـ"عدم وجود دولةِ مركزٍ إسلامية يمثل مشكلات مهمة لكل من المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية" (صدام الحضارات، 221)، فهذا الأمر "مصدر ضعف بالنسبة للإسلام، ومصدر تهديد للحضارات الأخرى." (ص 289).

وقد بدأت حالة الانكشاف الإستراتيجي هذه منذ تفكيك الدولة العثمانية على أيدي المستعمرين الأوربيين، مطالع القرن العشرين. فـ"نهاية الإمبراطورية العثمانية تركت الإسلام دون دولة مركز.. وهكذا فإنه على مدى معظم القرن العشرين لم يكن لدى أية دولة إسلامية قوة كافية، ولا ثقافة كافية، ولا شرعية دينية، للاضطلاع بهذا الدور، لكي تصبح مقبولة من الدول الإسلامية والمجتمعات غير الإسلامية، كزعيم للحضارة الإسلامية" (صدام الحضارات، 289).


وقد استعرض هنتيغتون ست دول إسلامية وقدَّم تقييما لإمكانية اضطلاع أي منها بدور "دولة المركز" في الحضارة الإسلامية، وهي: السعودية، ومصر، وتركيا، وإندونيسيا، وباكستان، وإيران. فوجد أن خمسا منها تعاني من موانع جوهرية تحول بينها وبين هذه الريادة، إما بسبب "عدد سكانها الصغير نسبيا وعدم حصانتها الجغرافية" (السعودية)، أو بسبب "الفوارق الدينية" بينها وبين جمهور الأمة وسوء العلاقة بينها وبين العرب (ايران) أو لفقرها في الموارد الطبيعية (مصر)، أو لانقسامها العرقي وعدم استقرارها السياسي (باكستان)، أو لأنها "تقع على حدود الإسلام بعيدا عن مركزه العربي" (إندونيسيا).


وبقيت من الدول الست تركيا وحدها هي المؤهلة لريادة العالم الإسلامي فـ"تركيا لديها التاريخ، وعدد السكان، والمستوى المتوسط من النمو الاقتصادي، والتماسك الوطني، والتقاليد العسكرية، والكفاءة.. لكي تكون دولة مركز. ولكن أتاتورك حَرَم الجمهورية التركية من أن تخلُف الإمبراطورية [العثمانية] في هذا الدور، وذلك بسبب تحديدها بكل وضوح كمجتمع علماني" (صدام الحضارات، ص 291). ثم فرضت عليها الحرب الباردة والخطر السوفياتي "التورط مع الغرب" (ص 236) في أحلافه، مما جعل تركيا "دولة ممزَّقة" (ص 243) في هويتها وفي خياراتها الإستراتيجية.


فالموانع التي تمنع تركيا من الصدارة والتحول إلى دولة المركز في العالم الإسلامي موانع عارضة، وليست موانع جوهرية، وهي الشطط الأيديولوجي العلماني الذي فُرض على شعبها، وفرض التبعية للغرب عليها، بينما تدعوها مكانتها وتاريخها وثقافتها إلى أن تكون رأسا في العالم الإسلامي، لا ذنَبا في الغرب.


وقد انتبه هنتيغتون إلى أن تلك القيود المفروضة على تركيا بدأت تتآكل، فـ"في تركيا -كما في كل مكان- تؤدي الديمقراطية إلى الرجوع إلى الأصول وإلى الدين." (ص 241)، ولذلك فإن "الانبعاث الإسلامي غيَّر شخصية السياسة التركية" (ص 241).




وختم هنتيغتون ملاحظاته الثمينة بإمكان تحرُّر تركيا من القيود المفتعلة المفروضة عليها نهائيا حين تستكمل اكتشاف ذاتها، وتعيد تعريف نفسها، فكتب: "ماذا لو أعادت تركيا تعريف نفسها؟ عند نقطة ما يمكن أن تكون تركيا مستعدة للتخلي عن دورها المُحبِط والمُهين كمتسوِّل يستجدي عضوية نادي الغرب، واستئناف دورها التاريخي الأكثر تأثيرا ورُقيا كمُحاور رئيسي باسم الإسلام وخصم للغرب." (ص 291). لقد صدر كتاب هنتيغتون منذ نحو عقدين من الزمان، ولو كان مؤلفه حيا اليوم لسَعِد بصدق تحليلاته، وعمق نظرته إلى المستقبل، فقد أعادت تركيا تعريف نفسها، واكتشفت جذورها.


"تدل الهزة الوجدانية التي صاحبت أحداث الانقلاب في جميع أرجاء العالم الإسلامي على أن فشل هذا الانقلاب ليس حدثا سياسيا عابرا، بل هو بداية انعطافة تاريخية كبرى، ستعيد الأتراك إلى صدارة العالم الإسلامي بجدارة"

إن عبرة التاريخ الذي استعرضناه هنا، ومنطق الجغرافيا السياسية الذي تحدث به هنتيغتون، يدلان على أن تحول أي من الدول اليوم إلى "دولة مركز" في العالم الإسلامي يستلزم شروطا ثلاثة:


- أن تكون قريبة مكانيا ووجدانيا من العالم العربي الذي هو القلب الثقافي للإسلام.
- وأن تملك القوة الاقتصادية والعسكرية والبشرية والمؤسسية الداعمة لطموحاتها.
- وأن تملك الإرادة السياسية والاستعداد للتضحية والمخاطرة ثمنا لهذه الريادة.



وتركيا هي الدولة الوحيدة التي يتوفر فيها الشرط الأول والثاني. أما الشرط الثالث فلم يتحقق بعدُ، كما يظهر من عجز تركيا عن وقف الجرح السوري النازف على حدودها منذ خمسة أعوام، رغم رغبتها في ذلك ومصلحتها فيه. وربما يكون السبب هو قيود الدولة العميقة والكيان الموازي الذي كان ينخر تركيا من الداخل، والخوف من غدر الغرب الذي يتربص بها الدوائر.


لكن فشل الانقلاب الأخير حرر أيدي تركيا إلى حد بعيد من هذين القيدين. وتدل الهزة الوجدانية التي صاحبت أحداث الانقلاب في جميع أرجاء العالم الإسلامي على أن فشل هذا الانقلاب ليس حدثا سياسيا عابرا، بل هو بداية انعطافة تاريخية كبرى، ستعيد الأتراك إلى صدارة العالم الإسلامي بجدارة.


المصدر : الجزيرة

https://www.aljazeera.net/knowledge...8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%A9-%D8%A8%D8%AC%D8%AF%D8%
A7%D8%B1%D8%A9
 



ابن خلدون:

«هذه الطائفة التركية، وقبائلها العزيزة المتوافرة، أمراء حامية، وأنصارًا متوافية... يدخلون في الدين بعزائم إيمانية، وأخلاق بدوية، لم يدنسها لؤم الطباع، ولا خالطتها أقذار اللذات، ولا دنستها عوائد الحضارة، ولا كسر من سورتها غزارة الترف».

D0rr9pTXgAU8R4y.jpg


D0rspKTW0AAKTwL.jpg
 
عودة
أعلى