تـومـاس إدوارد لـورنـس Thomas Edward Lawrence

عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,121
بسم الله الرحمن الرحيم
1442/1/6 - 2020/8/25

Te_lawrence.jpg


توماس إدوارد لورنس
Thomas Edward Lawrence
(1888 - 1935)

ولد توماس إدوارد لورنس الشهير بـ"لورنس العرب" في عام 1888، لأم من أسكتلندا وأب من إنجلترا. انفصل والده عن زوجته الأرستقراطية المتسلطة الليدي تشابمان بعدما وقع في حب خادمته سارة (والدة توماس لورنس). عاش لورنس طفولة تتسم بالرفاهية والنعومة، وألحقه والده بمدرسة أكسفورد الثانوية ليلتحق بجامعة أكسفورد بعد ذلك. أرادت أسرة لورنس أن تعيش في جو ملتزم بالتقاليد المسيحية رغم العلاقة غير الشرعية بين الأب والأم، وأظهر لورنس ولعه بدراسة علم الآثار والتاريخ، ولما لاحظ فيه أبوه ذلك اصطحبه معه في زيارته لباريس لمشاهدة الحفريات والآثار المدهشة.

التحق بجامعة "أكسفورد" عام 1908، وفي تلك الفترة أظهر إعجابه بشخصية نابليون بونابرت الذي كان معروفا بقصر قامته مثل لورنس، فاهتم بدراسة الهندسة والاستراتيجية العسكرية وبحث في التاريخ العسكري. اقترح لورنس على أستاذه العالم الأثري هو غارت، أن يقوم بزيارة لمنطقة الشرق لأنها مشهورة بحضاراتها وحفرياتها، وقام بالإعداد لرحلته بتعلم بعض قواعد اللغة العربية التي تساعده على التواصل مع الآخرين. سافر لورنس على سفينة منغولية متجهة إلى الشرق في حزيران/ يونيو عام 1909، ورست السفينة على شواطئ بيروت لتبدأ رحلته الاستكشافية.

Ottoman-Decline-Bad-1lw9f2z-1cr3ooz.jpg

كان هدف لورنس هو طرد الأتراك من المناطق العربية. اللون الأصفر في الخريطة يوضح مناطق سيطرة/نفوذ الدولة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى سنة 1914

في العام التالي حصل على بكالوريوس العلوم من "أكسفورد"، وفي هذه الأثناء كان لورنس يتحدث اللغة العربية بطلاقه مثل أهل المناطق العربية وتحديدا لهجة أهالي حلب. وما إن أنهى دراسته حتى اشتعلت الحرب العالمية الأولى، وأعلنت الدولة العثمانية الحرب على إنجلترا، وسعت إنجلترا في الاستفادة من إمكانياتها في المنطقة العربية لتحقيق نصر في الحرب، فقام السير غيلبرت كلايتون باستدعاء لورنس بعدما ذاع صيته كعالم آثار، إلى مكتبه بمقر القيادة العليا للجيوش البريطانية في القاهرة. وأمر بتعيين لورنس في قسم الخرائط، ومن بعدها قام كلايتون بنقله إلى قسم المخابرات السرية، وكان لورنس يحفظ المواقع التركية عن ظهر قلب، ما ساعد الإنجليز كثيرا.

Lawrence-Arabia.png


استغل لورنس علاقاته بالعرب لإيهامهم بأنه يريد مساعدتهم لمواجهة "الغطرسة" التركية، وقد ساعدته معرفته باللغة العربية في إضافة مصداقية لمساعيه في هذا الشأن. انتقل إلى الجزيرة العربية ليقف على حقيقة "الثورة العربية الكبرى" المشتعلة ضد الأتراك بقيادة الشريف حسين بن علي. تقابل لورنس مع الأمير عبد الله الابن الثاني للشريف حسين، وطلب لورنس من الأمير عبد الله أن يأذن له بالتجول في البلاد، ليقف على حقيقة الوضع ويرفع به تقريرا للقيادة العامة في القاهرة. وبعد موافقة الشريف حسين على الهاتف، أرسل الأمير عبد الله خطابا لشقيقة الأمير علي ليرافق لورنس ويضمن سلامته. استخدم لورنس الزي العربي للتنقل في الجزيرة العربية وتحدث العربية على أنه عربي من حلب.

وجد لورنس في الأمير فيصل النجل الأكبر للشريف حسين، الشخصية التي يبحث عنها، فتباحث معه في وضع الثورة ونجاحاتها وإخفاقاتها، وتبين له أن الهجوم الأول للثوار على المدينة المنورة قد فشل نتيجة استخدام الأتراك للأسلحة الحديثة، وخصوصا المدافع التي أثارت الرعب في نفوس العرب لجهلهم بها أو كيفية استخدامها. كان لورنس شديد الإعجاب بالشعور الوطني لدى النفوس المتمثل بالقومية العربية والبعيد كل البعد عن النزعات العقائدية، وأدرك أن الثورة التي يقودها الشريف حسين ثورة عربية قومية وليست إسلامية. وقررت القيادة البريطانية إعادة إرسال لورنس إلى الجزيرة العربية ليكون بجانب الأمير فيصل، ويعمل مستشارا له، ويتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات.


pBYhw.jpeg

الحسين بن علي شريف مكة

من هنا بدأت خطة جديدة لاستقطاب شيوخ وزعماء القبائل والعشائر العربية وضمها في صفوف الثورة، فذهب إلى زعماء القبائل بصفته مبعوث الأمير فيصل وتحت حراسته، يتفاوض معهم، حتى استطاع إقناعهم بوقف الحروب فيما بينهم والانضمام للثورة. كان من هؤلاء الذين أعلنوا تأييدهم للثورة جعفر باشا والزعيم المعروف نوري الشعلان والشيخ عودة أبو تايه.. بعد ذلك عرض لورنس على الأمير فيصل ضرورة احتلال العقبة لإنهاء وجود الأتراك في هذا الميناء الحيوي.

DlBXidaXsAAcC2M.jpg

لورنس جالسا بجانب الأمير فيصل بن حسين بن علي

وقد تطلع لورنس في هذه الأثناء لدور أكبر في فلسطين، داعما فكرة الوكالة الصهيونية العالمية في أطماعها لإقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين. واعتمد لورنس على حرب العصابات، فقام بتنفيذ الكثير من عمليات زرع الألغام على خطوط السكة الحديدية التركية، وجنى من هذه العمليات انتصارات كبيره ساعدته على تثبيت اسمه.

hejaz-railway-72.jpg

جزء من بقايا قطار الحجاز الذي كان يربط دمشق بالمدينة المنورة

اتجه لورنس بنفسه إلى درعا للاستيلاء عليها وحيدا، فوقع في أيدي الأتراك الذين لم يعرفوا شخصيته، وأوهمهم لورنس بأنه شركسي ولكنهم أصروا على أن يمثل بين يدي ناهي بك الحاكم التركي، ونجح في أن يتحرر من قبضة الأتراك وعاد كما كان، ولكنه كان محملا بخيبة أمل الهزيمة التي تعرض لها في درعا، وكان يخشى من مواجهة الجنرال إدوارد اللنبي Edmund Allenbyالمتغطرس، المنتصر. بعد عودته، علم أن اللنبي نجح في احتلال القدس عام 1917، وأنه يريد مقابلته في اليوم التالي، فاتجه لورنس إلى مقر القائد العام اللنبي في القدس، حيث اتفقا على ضرورة زيادة دعم الأمير فيصل باعتباره القائد القادم للثورة، وهو ما دفع اللنبي إلى التعهد بتحمل كافة نفقاته وأرسل إليه مع لورنس مبلغ ثلاثمائة ألف جنيه وجمالا محملة بالمؤن.

كانت رؤية لورنس هي أن الهدف الأساسي أمامه طرد الأتراك من الجزيرة العربية وهيمنة القوات البريطانية والتمهيد لمشروع "الدولة اليهودية" الذي صاغه ثيودور هرتزل، ووعد به آرثر جيمس بلفور وزير خارجية إنجلترا في عام 1917 في ما يعرف بـ"وعد بلفور". ونجحت الثورة، وانتهت بعد تنصيب فيصل ملكا على العراق والأمير عبد الله ملكا على الأردن. عاد لورنس إلى إنجلترا، وفي عام 1920، بدأ في تأليف كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة The Seven Pillars of Wisdom"" حتى أنهاه في عام 1925، ليلتحق بعدها وتحت اسم مستعار بسلاح الجو الملكي. والواقع أنه عانى كثيرا من الضغط العصبي جراء الحياة الصعبة التي عاشها، وخصوصا بعدما أصبح مطلوبا من العرب المعارضين لثورة الشريف حسين بين علي، وانكشاف أنه عميل للمخابرات البريطانية.

وفي عام 1934 تلقى إنذارا بقرب إعفائه من سلاح الجو الملكي، ما أصابه بانهيار عصبي. وقضي لورنس بقية حياته في كوخ في شمال مدينة بوفينغتون. وفي عام 1935 توفي عن 46 عاما بعد سقوطه من على دراجته النارية التي كان يقودها بسرعة كبيرة في محيط مدينة أكسفورد وهو عائد إلى البيت من مكتب البريد، في حادث قيل إنه كان مفتعلا. دفن في مقبرة موريتون بعد تشييعه في جنازة مهيبة حضرها شخصيات سياسية وعسكرية مهمة ورموز للمجتمع البريطاني الأرستقراطي، مثل ونستون شرشل، وشيّد تمثال نصفي له أمام كاتدرائية القديس بول في لندن.

وظل لورنس أعزب، ويروي بعض المؤرخين أنه كان مثليا، ويستدلون على ذلك من علاقته مع صبي بدوي يدعى سليم أحمد، كان قد رثاه في قصيدة. ويعتقد البعض أن إهداءه المبهم "إلى س.أ" في صدر كتابه الشهير "أعمدة الحكمة السبعة" هو لسليم أحمد، رغم أنه ادعى لاحقا أنه وضع الإهداء على نحو عشوائي، وأن الحرفين (س.أ) لا يحملان أية دلالة فعلية. في عام 2014 تم العثور على بقايا مخيم لورانس السري في منطقة نائية بصحراء الأردن على مقربة من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وتمت عملية الاكتشاف بفضل خريطة كانت بحوزة طيار سابق في سلاح الجو الملكي البريطاني كان قد رسمها عام 1918، أشار فيها إلى موقع مخيم لورنس. لورنس كان يستخدم المخيم السري الذي عاش فيه ما بين عامي 1917 و1918 كقاعدة انطلاق لحرب العصابات ضد القوات العثمانية وقطع إمدادها، وهي التي قادت إلى نصر قوات الثورة العربية الكبرى.

هل كان لورنس يعاني نوعا من الاضطراب الداخلي، وانقسام الولاءات الذي مزقه (نفسيا)؟

وفق الكاتب المسرحي البريطاني هوارد برينتون؛ هل حقا بقي يشعر بالذنب لأنه خدع رفاقه العرب، ولم يمتلك الجراءة لمصارحتهم بما كان يخططه لهم، وبأن الأطماع اليهودية بدولة في فلسطين كانت أحد أهداف بريطانيا من خلال دعمها للعرب ضد تركيا؟! لورنس، مقارنة بما يجري في الوقت العربي ليس شبحا أو خيالا من الماضي، إنه جزء من حاضر لا يزال يتكرر، فنتائج "الخديعة الكبرى" تمثلت في قيام "إسرائيل" وفي الحدود المصطنعة بين الدول العربية، تلك الحدود المتغيرة واللزجة. لا تزال "سايكس بيكو" تحكم المزاج العربي، ولا يزال ظلهما يلقي بظلاله على العواصم العربية الغارقة بالدماء وفي الفوضى، ولا يزال لورنس يتكرر عبر أكثر من دبلوماسي غربي يعيد إنتاج "الخديعة الكبرى" لكن بمقاربات وبصيغ أخرى.


DKFw4g9W0AAYx_L.jpg


لورنس.. الغريبُ الذي وحّدَ العرب

(أمةٌ عربيةٌ واحدة).. هذا الشعارُ الذي صار تحقيقه اليوم ضرباً من الخيال وطرحه مدعاةً للسخرية هو الشعار الذي كان يتصدر شعارات العرب وخاصة حكوماتهم لمدة تقربُ من القرن أو تزيد، وذلك منذ أن استبدلوا ولاءَهم للدين بولائهم للقومية، فصارت العروبة هي أثمن ما يجمعهم وما يحاربون لأجله، والفضل أكثرهُ في ذلك ربما كان يعود بشكلٍ أو آخرَ للضابط في سلاح الجو البريطاني توماس إدوارد لورانس والذي ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺪﻭﺭﻩ الكبير ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1916 ﺿﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻧﺨﺮﺍﻃﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ وتعلمه لغتهم وعاداتهم، ﻭالذي ﻋُﺮِﻑ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﻠﻮﺭﻧﺲ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺻُﻮﺭ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﺷﻬﻴﺮ ﺣﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﻟﻮﺭﻧﺲ ﺍﻟﻌﺮﺏ في ﻋﺎﻡ 1962.

لورنس خبير المتفجرات والشريك القوي والمقرّب للأمير فيصل في قيادة الثورة العربية الكبرى هو الجاسوس الذي وصل منطقة الشرق الأوسط كمنقب آثار بدايةً لينتهي به الأمر الى شخص يجيد لغة العرب بلهجاتهم ويحرّضهم على الثورة ثم يحارب معهم ليس لكونه معنياً فعلا بالقومية العربية وبقضاياهم أو لأن بريطانيا العظمى كانت متعاطفة مع الشعوب وقتها، وأنها كانت تؤمن بحقوقها في الحرية والخلاص أو حقوقها في تقرير مصيرها، بل لتحقيق أهدافها في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً، والتي تمّت فعلا عن طريق اتفاقية سايكس بيكو 1916، التي قسّمت المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا ثم عن طريق تطبيق وعد بلفور والذي كان للورنس دور كبير فيه أيضا، وتم من خلاله إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وكل تلك الضرائب التي دفعها العرب كانت في سبيل تحقيق هدفين مهمين وهما الاستقلال والحفاظ على القومية والهوية العربية.


20160521_wom203_2.png

خريطة توضح تقاسم بريطانيا وفرنسا السيطرة على المنطقة بعد سقوط الدولة العثمانية (سايكس-بيكو Sykes–Picot)

أخلف لورنس وعوده المتعلقة بالاستقلال الكامل مع العرب، وظلوا رغم ذلك محافظين إلى حد بعيد على قوميتهم وهويتهم، أي أننا لم نكن أمة عربية واحدة فعليا، لكننا كنا موحدين داخليا وعاطفيا، وللأمانة كنا قد ألِفنا الأمة التي رسمها لنا لورنس واعتدنا عليها بالرغم من كل ما فيها من عيوب، لأنها كانت تشعرنا بشكل أو آخر بأن العرب من المحيط الى الخليج فعلاً أخوة مهما كانت مذاهبهم أو طوائفهم، وليس العرب فحسب، بل حتى القوميات الأخرى التي تقطن منذ القدم البلاد العربية، وذلك على العكس تماماً مما يجري ونراه اليوم مع أكثر العرب، والذين صار الواحد منهم يوالي الفارسي أو الأعجمي أو الشيطان ضد أخيه ويُشار هنا إلى أن أكثر الذين تخلوا عن شعورهم القومي وباعوا عروبتهم بأبخس الأثمان اليوم هم أكثر من كانوا يدعون امتلاك ذاك الشعور وتقديسهم للعروبة كالناصريين والبعثيين وغيرهم، وممن صدّعوا رؤوسنا بشعارات القومية العربية وأُخوّة العرب وكلام من هذا القبيل.





aljazeera
BBC


 

السعودية.. تحتفي بضابط المخابرات البريطاني الملقب بـ« لورانس العرب» وتُرمم منزله

main_image5f5478526a1db.jpg


في خطوة اختلط فيها التاريخي بالسياسي، أعلنت وزارة السياحة السعودية أن المنزل الذي أقام فيه لورانس العرب عشية حملته الشهيرة في الصحراء يجري تحضيره ليكون معلما يجذب السياحة. حيث قررت ترميم منزل ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورانس، المعروف باسم “لورانس العرب” الذي كان يقيم به في الصحراء خلال الحرب على الإمبراطورية العثمانية، حيث من المتوقع أن يصبح نقطة جذب سياحي.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إلى أن لورانس تمركز لفترة وجيزة في ميناء ينبع على البحر الأحمر خلال الثورة العربية الكبرى عام 1916، عندما أصبح الميناء قاعدة إمداد مهمة للقوات البريطانية والعربية التي تقاتل في الحرب العالمية الأولى. وقال رئيس بلدية ينبع أحمد المحتوت: “بحلول نهاية العام الجاري قد يكون المنزل جاهزا لاستقبال السياح، كجزء من حملة أوسع للمملكة لجذب مزيد من الزوار الأجانب، على الرغم من قيود السفر بسبب فيروس كورونا”.

وأضاف: “انتهينا للتو من المرحلة الأولى من الترميم”، مشيرا إلى أن المنزل قيمته من تاريخه وكثير من السياح الأجانب يودون الوقوف في منزل ضابط المخابرات البريطاني. وقالت الصحيفة إنه “تم نشر لورانس لمساعدة رجال القبائل البدوية المحلية في الإطاحة بحكامهم الأتراك خلال الثورة العربية، حيث كانوا متحالفين مع ألمانيا ضد البريطانيين والفرنسيين”.

وأوضحت الصحيفة أن “لورانس العرب” كان شخصية رئيسية في مساعدة القوات البريطانية والعربية، مشيرة إلى قول نيل فولكنر، مؤلف كتاب “لورانس: حرب الجزيرة العربية”: “لورانس وضباط بريطانيين آخرين هرعوا للدفاع عن المدينة بعد أن تم هزيمة القبائل، بقيادة حليفه الرئيسي الأمير فيصل بن الحسين، في التلال المجاورة. وأضاف: “ينبع نقطة تحول حاسمة، لأنه إذا استولى الأتراك على المدينة، فمن المحتمل أن الثورة العربية كانت ستنهار، لقد كان يعتمد بشكل كبير على شعور البدو بأنهم سيفوزون ويكسبون الغنائم ولن يقتلوا”.

ولفتت الصحيفة إلى قول فيليب نيل، رئيس جمعية “تي إي لورانس” إن “لورانس ربما قضى أياما فقط في منزل ينبع، لأنه كان يتنقل باستمرار، لكن مع ذلك سيثير هذا المكان اهتمام السياح”، مضيفا: “عشاق لورانس سيحرصون على الذهاب وزيارة هذا المنزل”. وتابع: “يمكن أيضا تطوير مواقع أثرية أخرى في المملكة العربية السعودية والأردن، مضيفا: “لا تزال هناك بقايا قطارات ملقاة في الصحراء فجرها لورانس”.




 

من اوراق ومذكرات مرافق الامير فيصل بن الشريف حسين الضابط الدمشقي صبحي العمري (1898-1973) بدأ حياته العسكرية في الجيش العثماني كضابط قبل أن يلتحق بالثورة العربية الكبرى ثم يصبح احد قادتها العسكريين ورافق واحتك بلورانس العرب كثيراً ومن ثم كبار ضباط بالجيش السوري في عهد الملك فيصل الأول ( 1918 -1920) ، ليكون أحد أشهر ضباط معركة ميسلون عام 1920


يقول صبحي العمري :

(( ما كادت بريطانيا حليفة العرب وصديقتهم اللدود تشعر بقرب انهيار الجيش التركي وأن الحرب على وشك الانتهاء وحاجتها للعرب أوشكت أن تزول حتى بدأت بتهيئة الأمور لتطبيق خطتها الاستعمارية المبيتة مع حليفتها فرنساء فباشرت عملها بمجرد وصول جيشها إلى دمشق وقبل أن تعلن الهدنة وتنتهي الحرب.


أول ما فعلته بريطانيا هو
إيعازها إلى لورنس أن يغادر البلاد العربية عائداً إلى انكلترا. لأن واجب لورنس في الخديعة قد انتهى وأن الأمور ستسير بعد ذلك على طريق غير الطريق الذي وضع لورنس من أجله في ميادين الثورة العربية. فيجب في هذه الحالة أن يكون بعيداً عن هذا الطريق الجديد.

لقد كان للورنس في الثورة العربية واجبان:

الأول خبير ومستشار للقائد العام الجنرال اللنبي في الشؤون المتعلقة بالثورة العربية بصورة عامة وبالجيش الشمالي بصورة مخصوصة .

والثاني أن يبقى متصلا بالأمير فيصل ليجعله مطمئناً للصداقة البريطانية وحسن نيتها ووفائها للعرب وأن يدخل في ذهنه أنه كلما أخلص العرب في ولائهم ومساعدتهم لبريطانيا ازداد اضطرارها للوفاء لهم بعهودها وتقديم المزيد من معوناتها وصداقتها. ولهذا أصبح من الضروري إبعاده بعد أن تغيرت المعادلة.


الأمر الثاني الذي شرعت به بريطانيا كخطوة أولى في سبيل تطبيق مخططها الاستعماري هو تقسيمها القطر السوري إلى ثلاث مناطق, ففلسطين تحت الحكم البريطاني العسكري المباشر يإمرة جنرال بريطاني. والسواحل السورية من الاسكندرونة وحتى جنوب لبنان تحت ادارة حاكم فرنسي» وداخل سوريا ادارة عربية يرأسها الأمير فيصل وجميع هؤلاء الحكام يتبعون القيادة البريطانية بصورة حكم مؤقت لبلاد العدو المحتلة.

وكان هذا التقسيم وهذه التعيينات تنطبق بصورة واضحة لا تقبل الشك على أنها شروع بتطبيق معاهدة سايكس - بيكو التي أصبح أمرها مفضوحاً ومعلوماً

للجميع؛ وأول عمل قام به الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية في سورية هى جلبه للقوة الفرنسية التي كانت في جيشه إلى بيروت وطرد المفرزة العربية الصغيرة التي وصلت إليها وإنزال العلم العربي عن المباني الحكومية ونفس الامر فعله في كل المدن الساحلية لسورية ولبنان . ومن هذه الحادثة بدأت الأخطاء السياسية والعسكرية العربية تتعاقب. ))
 

من اوراق ومذكرات مرافق الامير فيصل بن الشريف حسين الضابط الدمشقي صبحي العمري (1898-1973) بدأ حياته العسكرية في الجيش العثماني كضابط قبل أن يلتحق بالثورة العربية الكبرى ثم يصبح احد قادتها العسكريين ورافق واحتك بلورانس العرب كثيراً ومن ثم كبار ضباط بالجيش السوري في عهد الملك فيصل الأول ( 1918 -1920) ، ليكون أحد أشهر ضباط معركة ميسلون عام 1920


يقول صبحي العمري :

(( ما كادت بريطانيا حليفة العرب وصديقتهم اللدود تشعر بقرب انهيار الجيش التركي وأن الحرب على وشك الانتهاء وحاجتها للعرب أوشكت أن تزول حتى بدأت بتهيئة الأمور لتطبيق خطتها الاستعمارية المبيتة مع حليفتها فرنساء فباشرت عملها بمجرد وصول جيشها إلى دمشق وقبل أن تعلن الهدنة وتنتهي الحرب.


أول ما فعلته بريطانيا هو
إيعازها إلى لورنس أن يغادر البلاد العربية عائداً إلى انكلترا. لأن واجب لورنس في الخديعة قد انتهى وأن الأمور ستسير بعد ذلك على طريق غير الطريق الذي وضع لورنس من أجله في ميادين الثورة العربية. فيجب في هذه الحالة أن يكون بعيداً عن هذا الطريق الجديد.

لقد كان للورنس في الثورة العربية واجبان:

الأول خبير ومستشار للقائد العام الجنرال اللنبي في الشؤون المتعلقة بالثورة العربية بصورة عامة وبالجيش الشمالي بصورة مخصوصة .

والثاني أن يبقى متصلا بالأمير فيصل ليجعله مطمئناً للصداقة البريطانية وحسن نيتها ووفائها للعرب وأن يدخل في ذهنه أنه كلما أخلص العرب في ولائهم ومساعدتهم لبريطانيا ازداد اضطرارها للوفاء لهم بعهودها وتقديم المزيد من معوناتها وصداقتها. ولهذا أصبح من الضروري إبعاده بعد أن تغيرت المعادلة.


الأمر الثاني الذي شرعت به بريطانيا كخطوة أولى في سبيل تطبيق مخططها الاستعماري هو تقسيمها القطر السوري إلى ثلاث مناطق, ففلسطين تحت الحكم البريطاني العسكري المباشر يإمرة جنرال بريطاني. والسواحل السورية من الاسكندرونة وحتى جنوب لبنان تحت ادارة حاكم فرنسي» وداخل سوريا ادارة عربية يرأسها الأمير فيصل وجميع هؤلاء الحكام يتبعون القيادة البريطانية بصورة حكم مؤقت لبلاد العدو المحتلة.

وكان هذا التقسيم وهذه التعيينات تنطبق بصورة واضحة لا تقبل الشك على أنها شروع بتطبيق معاهدة سايكس - بيكو التي أصبح أمرها مفضوحاً ومعلوماً

للجميع؛ وأول عمل قام به الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية في سورية هى جلبه للقوة الفرنسية التي كانت في جيشه إلى بيروت وطرد المفرزة العربية الصغيرة التي وصلت إليها وإنزال العلم العربي عن المباني الحكومية ونفس الامر فعله في كل المدن الساحلية لسورية ولبنان . ومن هذه الحادثة بدأت الأخطاء السياسية والعسكرية العربية تتعاقب. ))


لو كان اسمها مملكة لورنس كان افضل هؤلاء الحمقى تسببو بهجرة سكان جبل صهيون ( الحفة ) الاولى بريف اللاذقية مع الجيش العثماني عندما خرج من السنجق
 
عودة
أعلى