تاريـــخ محركــــات الدبابـــات السوفييتيـــة .

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,086
تاريـــــــــــــخ محركــــــــــــــــات الدبابـــــــــــــــات السوفييتيـــــــــــة

proxy

خلال السنوات من 1925 وحتى 1927 ، الاتحاد السوفييتي لم ينتج بشكل موسع محركات الطائرات بإستثناء المحرك M-5 ، لذلك هو اكتسب رخص إنتاج بعض أفضل المحركات الغربية ، أحدها كان المحرك الألماني BMW-VI ، الذي حمل التعيين السوفييتي Mikulin M-17 . هذا المحرك المكبسي المبرد بالماء كان ذو اثنا عشر اسطوانة وهو مخصص بالأصل للاستخدامات الجوية ، وحتى العام 1935 كان قاعدة الانطلاق لبناء المحركات السوفييتية اللاحقة ، حيث طور بشكل أكبر من قبل المصمم Alexander Mikulin لاستعماله من قبل الطائرات السوفيتية أثناء الحرب العالمية الثانية . الإنتاج بدأ في العام 1930 واستمر إلى العام 1934 ، عندما أكثر من 27,000 محرك تم انتاجه ، التي منها 19,000 كانت محركات الطائرات بينما البقية استعملت في الدبابات السوفيتية خلال تلك الفترة ، أمثال الدبابات المتوسطة T-28 والدبابات الثقيلةT-35 وبأعداد أقل في دبابات T-34 وKV-1 بسبب قلة ونقص محركات الديزل V-2 . قوة خرج المحرك تراوحت بين 500-650 حصان حسب نموذج المحرك المستخدم ، كما أن التطويرات والتحسينات التي أجريت عليه لاحقاً ، زادت حياته العملياتية من 100 ساعة فقط إلى 300-400 ساعة عمل .

proxy

تطوير محرك الديزل V-2 بدأ في أوائل الثلاثينات ، يومها اتخذت الحكومة السوفيتية قراراً بتطوير محركات الديزل ذات السرعة العالية التي ستستعمل في العربات العسكرية والطائرات . نوع الوقود "الديزل" diesel اختير بشكل رئيس ليس بسبب توفره وتيسر انتاجه فقط ، لكن أيضا بسبب استهلاكه الأقل مقارنة إلى محركات البنزين . تطوير المحركات أنجز في مكاتب تصميم مختلفة ، إلا أن المحرك الأول المعلن عنه كان AD-1 الذي قصد من تطويره استخدامه على الطائرات . تصميم المحرك AD-1 الأول تم الانتهاء من اعداده في بداية العام 1931 ، وكان بأربعة أشواط مع إثنا عشر اسطوانة على هيئة "V" . محرك الديزل هذا كان قادراً على توليد طاقة خرج حتى 500 حصان (373 كيلووات) في سرعة دورانه القصوى البالغة 1.600 دورة/دقيقة . وبينما تطوير المحرك استمر ، فإن التصميم أتخذ كقاعدة وأساس لتطوير محرك دبابة عالي الأداء . المشروع الجديد حمل التعيين BD-2 وكان يتأمل منه توفير محرك ديزل بقوة خرج حتى 500 للاستعمال في دبابات المعركة الرئيسة . قرار إسناد تطوير المحرك واعتماده على محرك للطائرات قدم عدة ميزات جديدة إلى محرك العربة المقصود . أولها الرغبة في كسب سرعة دوران عالية rotation speed ، التي كانت أعلى بكثير من محركات الديزل الأخرى . ثانياً عامل الاقتصاد بالوزن ، الذي يحدد عادة ويقيد في الطائرات ويخفض لأقصى حد ممكن . والأكثر أهمية من ذلك ، المحرك كان مجهز بنظام التشحيم بالوعاء الجاف dry sump lubrication (في طريقة التشحيم هذه تزود دورة الزيت بمضختين تعمل كل منهما على حده ، حيث تعمل المضخة الأولى على ضخ الزيت في خزان الزيت ، في حين تعمل الثانية على إيصال الزيت إلى نقاط التشحيم) .

proxy

واتبع السوفييت في تصميم محرك الديزل الجديد نفس تقنيات تصميم المحرك AD-1 ، فقد كان أيضاً مبرداً بالماء وكان بأربعة أشواط مع إثنا عشر اسطوانة على هيئة "V" ، مع صمام دخول وخروج واحد لكل اسطوانة . إن إحدى أهداف تطوير المحرك BD-2 كانت تخفيض كتلة المحرّك قدر المستطاع . هذا المطلب أمكن بلوغه باستعمال سبيكة ألمنيوم لتصنيع علبة الذراع crank case (حاوية معدنية تحيط وتضم عمود/ذراع المرفق crankshaft وأجزاء اخرى) وكذلك أجزاء صفوف الأسطوانة (في المحركات التي لها عدد كبير من الاسطوانات ، فإن هذه ترتب عموما في صفين ، توضع بزاوية إلى بعضهم البعض كما في المحركات على هيئة "V" ، كل مسار مدعو باسم صف اسطوانة) فزيدت الزاوية بين صفي الأسطوانة من 45 إلى 60 درجة ، كما أن كامل رأس الاسطوانة تم تصنيعه من الألمنيوم .. النموذج الأول من المحرك BD-2 أمكن الانتهاء منه العام 1933 ، لكنه كان أبعد ما يكون عن المثالية والإتقان . ففي حين حدد المطلب الرسمي تحقيق 100 ساعة دوران للمحرك ، فإن الاختبارات أظهرت صعوبة تحقيق هذا الأمر . بدلا من ذلك ، المحرك توقف قبل فترة طويلة مما هو متوقع ، وأظهر عيوب ميكانيكية mechanical defects مختلفة . بالإضافة إلى مستوى عالي من حالة الإنهاك ، ولاحظ المهندسون الكثير من الاهتزازات أيضا ، واستهلاك مرتفع للزيت وأدخنة وغازات كثيفة من صمام العادم .

proxy

بالنتيجة ، المصممون كان لا بد أن يجددوا المحرك ويلجئوا إلى عدد أكبر من تكرار الاختبارات الرسمية . فتوفر للمحرك اسطوانات أكبر مع ثقب بقطر 150 ملم وطول شوط من 180 ملم ، مما زاد من حجم الطاقة المنتجة . بالإضافة لذلك ، رؤوس الاسطوانات وحجراتها chambers صمما ثانية وضوعف عدد الصمامات valves . الصمامات كانت تحت سيطرة وضبط أعمدة الكامات الرأسية المضاعفة . التغيير الأخير كان استعمال مضخة وقود سوفييتية التصميم بدلا من الألماني المجهز من قبل شركة Bosch . هذه التغييرات لم يقصد منها تحسين وتطوير أداء المحرك فقط ، لكن أيضاً إنتاج محرك مستقل عن البلدان الأخرى . التغييرات الأخرى كانت موجهه بشكل رئيس نحو طريقة أو عملية الإنتاج production process وجودة العمل المنجز . وبينما اقترب المحرك أكثر فأكثر إلى النوعية المطلوبة ، فإن الإنتاج المتسلسل أصبح أكثر احتمالاً ، وتغير التعيين رسميا إلى V-2 .

proxy

ظهرت النسخ الإنتاجية الأولى لمحرك الديزل V-2 في 1 سبتمبر العام 1939 ، حيث صمم هذا المحرك ذو الإثنا عشر اسطوانة والمبرد بالماء في مصنع قاطرات Kharkivبواسطة المهندس Konstantin Chelpan وفريقه ، وبلغت قابلية خرجه في نسخته الرئيسة نحو 500 حصان (373 كيلووات) . وبعد قبوله في الخدمة ، بدأ الانتاج الشامل وعجلت وتيرة التصنيع بسرعة كبيرة ، بحيث عدة نسخ أو نماذج من المحرك V-2 صممت خلال حياته التشغيلية ، وأخذت إلى الإنتاج الواحدة بعد الآخرى . لقد تم تبني المحرك من قبل الجيش الأحمر في نفس سنة ضمن ثلاثة نماذج رئيسة هي : V-2 بقوة 500 حصان ، V-2K بقوة 600 حصان ، V-2V بقوة 375 حصان . لقد وجه السوفييت استخدام المحرك نحو الدبابات أمثال T-34 ، KV 10 . ولاحقاً في العربات الممتدة والمستندة على هذه الدبابات ، مثل مدمرات الدبابات SU-85 ، والمدفعية ذاتية الحركة ISU-122 و ISU-152 (مستندة في تصميمها على الدبابة IS-2) ، حتى بلغ مجمل ما صنع منه نحو ربع مليون محرك من مختلف النماذج والاشتقاقات ، حتى عرف عنه أنه أحد أكثر المحركات شعبية في صنفه . لقد كان V-2 أفضل محرك دبابة خلال الحرب العالمية الثانية ، واستنادا إلى خصائص الكفاءة التي كانت تميزه ، تحدثت بعض التقارير عن محاولات جرت في ألمانيا النازية أثناء الحرب لاستنساخ وتكرار replicate هذا المحرك . على أية حال ، طريقه إلى النجاح لم يكن بحال من الأحوال سهلاً أو ميسراً ، وقصة تطويره وإنتاجه عرفت مقادير متفاوتة من حالات النجاح والفشل , وذلك نتيجة مواجهة مشاكل مختلفة في مجال علم المعادن والتقنيات ، ترتب عليها عراقيل ومصاعب في بداية مراحل الانتاج الشامل .


proxy
 
هناك مثل " لبناني " يقول : من كل وادي عصا , و الاخ انور الشراد يختار لنا من كل حديقة ثمرة يانعة ناضجة شهية يقدمها لنا على طبق من ذهب
شكراً لك اخ انور على هذه المجهودات التي تتطلب ساعات من البحث و الدراسة و الترجمة و الإستيعاب ثم صبها في قالب مشوق لتكون في متناول القارىء العربي
 
وايضاً كان هناك المحرك v-54 على الدبابة ت-54 ذو القدرة 520 حصان
والمحرك الشهير الذى لاقى نجاحاً وانتاجاً هائلاً V-55 على الدبابتين ت-55 و 62
ذو القدرة 580 حصان .

نرجو ان يستمر الموضوع وصولاً الى يومنا هذا
ثم تتبعه بموضوع عن المحركات الغربية والمقارنة بينهما .

وشكراااااااااااااااااااا
 
وايضاً كان هناك المحرك v-54 على الدبابة ت-54 ذو القدرة 520 حصان
والمحرك الشهير الذى لاقى نجاحاً وانتاجاً هائلاً V-55 على الدبابتين ت-55 و 62
ذو القدرة 580 حصان .

المحرك الذي أعد خصيصا للعمل على الدبابة T-54، حمل التعيين V-54 وهو عبارة عن محرك V-44 معدل. لقد حافظ المحرك الجديد على قوة خرج قصوى بلغت 580 حصان (433 كيلووات) عند 2000 دورة/دقيقة، مع صندوق تروس مخفض من مرحلتين (قدرة حمل الوقود في الدبابة زيدت إلى 530 لتر في خزان الوقود الداخلي و165 لتر في خزان الوقود الخارجي). لقد جرى تخفيض عرض المحرك، كما تم استخدام مرشحات هوائية أكبر حجماً. هذا الإجراء كان ضروري لأن النسخ المبكرة من الدبابة T-54 كان تواجه مشاكل حادة بالترشيح الهوائي، مما أدى إلى أضرار كبيرة إلى المحرك، وأوقف الإنتاج الشامل في النهاية حتى تم تصميم أجهزة ترشيح أخرى محسنة. المحرك V-54 يبدأ تشغيله بواسطة مولد طاقة كهربائي electric power generator، بالإضافة إلى نظام ضغط الهواء يعمل كبادئ تشغيل مساعد (يوفر الدوران الأولي لبدء تشغيل المحرك. فعندما يبدأ تشغيل المحرك، ضغط الهواء يدخل إلى أي اسطوانة لها مكبس عند النقطة الميتة العليا ويجبرها على الهبوط للأسفل. وبينما المحرك يبدأ دورانه، فإن صمام تنفيذ الهواء على الاسطوانة التالية في نفس الصف يفتح لمواصلة الدوران). المحرك قدم أيضاً مضخة زيت كهربائية oil pump، تستعمل لتعزيز وتصعيد ضغط الزيت الأساس في المحرك قبل أن يبدأ دورانه.

15133515046_ecb4d7a8d5_b.jpg

محرك معدل آخر هو V-55 ثبت على الدبابة T-55 وقدم تحسينات قليلة إلى حد ما عن سابقه، لكنه في ذات الوقت تحصل على قابلية خرج قصوى مع أفضلية نسبية بلغت 580 حصان، وعزم دوران من 2.352 نيوتن متر. هذه التغييرات رافقها أيضاً توفير مرشح هواء مطور air filtration، وكذلك ضاغط هواء أعلى، ومضخة تشحيم أكثر قوة مع نظام حقن وقود عالي الكفاءة. وللمرة الأولى ضغط الهواء استعمل كبادئ تشغيل أساس للمحرك. أما نظام التشغيل الكهربائي فما زال متوافر، لكن مستعمل فقط في حالة لم يكن هناك ضغط هواء كافي متاح في النظام. هذا المحرك ألحق بواحد آخر حمل التعيين V-55V الذي كان مماثل لسابقه باستثناء تعديل في نظام العادم exhaust، وثبت المحرك على الدبابة T-62. أما المحرك V-55U فقد حمل تفاصيل المحرك V-55V، مع بعض تفاصيل التحسينات لنظام حقن الوقود fuel injection، التي أدت إلى زيادة قوة خرج المحرك حتى 620 حصان. المحرك الجديد استخدم لتجهيز الدبابات T-62M وT-55AMV.
 
عودة
أعلى