تأثير التضاريس والمناخ الصحراوي على عمل الوحدات المدرعة.

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,086
تأثير التضاريس والمناخ الصحراوي على عمل الوحدات المدرعة

t-90ms-tank-rf-pustynia-pesok.jpg

العمليات العسكرية في الظروف والبيئات الصحراوية القاحلة desert operations يمكن أن تتسبب في أضرار وتلفيات جدية للأجهزة والمعدات العسكرية. درجات الحرارة المرتفعة والجفاف أسباب رئيسة لفشل وإخفاق الأجهزة، كما أن عمل الرياح المتصاعد يتسبب في تطاير وانتشار حبيبات الرمل الدقيقة وإثارة الغبار في الهواء وبالتالي نفاذ هذه الحبيبات إلى التجهيزات ذات الأجزاء المتحركة ومن ثم عرقلة عملها أو حتى تعطيلها. العربات، المجسات، وجميع الأسلحة ستكون متأثرة بهكذا ظروف. المكونات المطاطية rubber components مثل السدادات ومانعات التسرب تصبحان أكثر هشاشة، وتسرب الزيوت سيتكرر بشكل دوري وملفت للنظر.. في الحقيقة البيئة الصحراوية desert environment توصف عادة بتنوع خصائصها وأنماطها، فهناك في بعض الأماكن السهول الواسعة والمفتوحة، وفي مناطق أخرى نجد الممرات الضيقة بين المناطق الجبلية. الاعتقاد السائد لدى جميع مخططين هو أن البيئة الصحراوية تعرض قابلية حركة وتنقل جيدة إلى العربات المجنزرة track vehicles، في حين يمكن للعربات المدولبة wheel vehicles أن تكون مقبولة طالما هي تستطيع الذهاب إلى العديد من الأماكن التي تستطيع العربات المجنزرة بلوغها (معدل سرعتهم المنخفض في التضاريس السيئة poor terrain قد يكون غير مقبول أثناء بعض العمليات).

thumbs_b_c_54ee22b3ed57d50938f97e1bc75e3074.jpg

التضاريس الصحراوية يمكن أن تتفاوت وتتنوع في تفاصيلها. فهناك الأسطح المقساة الصخرية rocky hard-surface والتي تكون مبطنة بالتربة الرملية الناعمة. وهناك المناطق المستوية التي قد تكون بحيرات جافة أو مستنقعات مالحة وهذه عادة لا تدعم مرور العربات المجنزرة أو ذات العجلات الثقيلة لأنهم على الأرجح سيكونون مبللين أو رطبين أسفل القشرة المقساة الظاهرة. لذا يوصي المخططين بضرورة استكشاف واستطلاع التضاريس الصحراوية بعناية careful reconnaissance قبل السماح بانتقال العربات عبرها. فما يبدو أنه سطح مستوي في الصور الجوية، قد يخفي حافة صخرية شديدة الانحدار مع وادي محاط متشرب بالماء steep-walled wadis الذي سيعيق الحركة، خصوصا أثناء الليل. أيضاً في العديد من المواقع، المرور يكون محدداً ومقيداً نتيجة المضائق المحصورة على الطرق الجبلية. هذه يمكن أن تقدم مواقع كمين ممتازة لفرق صيد الدبابة. في مناطق أخرى، الأسطح التي تبدو على أنها مستوية flat surface، قد تكون مليئة بالصخور الحجرية التي يمكن أن تلحق الضرر بجنازير الدبابات وعربات القتال الأخرى في لحظات قد تكون خطرة. دبابات المعركة وعموم العربات المجنزرة لها عادة مسافة خلوص أرضي آمن ground clearance لكنها قد تكون غير كافية في جميع الأحيان لعبور مناطق مملوءة بالصخور، مما يعرقل قابلية الحركة. لذا، سائقي العربات المدرعة يجب أن يكونوا مدربين جيداً على تقييم التضاريس والطرق التي سيسلكونها، وبالتالي اختيار أفضل الممرات التي تتيح التغلب وتجاوز التضاريس المختلفة التي قد يصادفونها.

military-wrecker-team.jpg

العربات القتالية بكافة تصنيفاتها يجب أن تكون مجهزة بأحزمة المراوح الإضافية، فقرات الجنازير، الإطارات ومواد أخرى ملائمة لمواجهة الأعطال المحتملة، مثل حبال السحب/الجر، حاويات الماء الإضافية، شبكات تمويه الصحراء. لوحات التعريف الجوية وقماش مشمع لحماية الطاقم من أشعة الشمس سيكون مفيد جداً. العربات المدولبة يجب أن تحمل الحصائر أو المفارش أيضاً للمساعدة في تحرير العربات الغاطسة في الوحل mired vehicles. البيئة القاسية تتطلب مستوى عالي جداً من قابليات الإدامة والصيانة maintenance، التي يجب أن تنفذ بشكل مناسب من قبل أفراد الدعم المتخصصين. المشغلون يجب أن يتدربوا بالكامل على فن تشغيل وصيانة أجهزتهم. بعض أنواع التضاريس يمكن أن يكون له تأثيرات قاسية وحادة على أنظمة نقل الحركة وأنظمة التعليق suspension/transmission systems، خصوصا تلك الخاصة بالعربات المدولبة. جنازير الدبابات هي الأخرى عرضة لفقدان إحدى فقراتها عند التنقل فوق الصخور والنتوءات البارزة. في الحقيقة مكونات الجنازير تتطلب رعاية واهتمام خاص في البيئة الصحراوية. حبيبات الرمل الخشنة والحرارة الشديدة تعمل على إجهاد منظومة الجنازير بحيث تخفق هذه في توفير التعجيل المناسب للعربة proper acceleration. أسنان عجلة الدبابات والعربات المجنزرة تنهك وتتلف بسرعة في الشروط الرملية. تنكسر دبابيس الجنازير track pins بسهولة أكثر في درجات الحرارة المرتفعة، كما تتسبب الحرارة المرتفعة في زيادة احتمالات انفصال أو انسلاخ الإطار المطاطي عن الحاضن المعدني الخاص بعجلات الطريق. إن زيادة التحميل على الإطارات والجنازير، وكما هو الحال عند تعريضها لدرجات حرارة رمال الصحراء في أشهر الصيف الساخنة التي يمكن لها بلوغ 74 درجة مئوية، سيكون ضار جداً إلى المطاط وسيضعف المقاومة إلى الصخور الحادة.


1-us-hmmwv.jpg
 
التعديل الأخير:
مشاركة أكثر من رائعة أخي الكريم

هل يمكن أن تتكرم علينا و تشرح بإسهاب الأضرار التي يمكن أن تلحق بأسلحة التشكيلات المدرعة في البيئة الصحراوية و إذا توفرت أمثلة مع الشرح أكون ممنون لك

تقبل تحياتي
 
anwaralsharrad الحمد لله ع السلامة
بغيابك افتقدنا للمواضيع المتخصصة بعلم المدرعات
انا من المتابعين لحضرتك من سنوات و احترم علمك و خبرتك و تحليلاتك
 
مشاركة أكثر من رائعة أخي الكريم

هل يمكن أن تتكرم علينا و تشرح بإسهاب الأضرار التي يمكن أن تلحق بأسلحة التشكيلات المدرعة في البيئة الصحراوية و إذا توفرت أمثلة مع الشرح أكون ممنون لك

تقبل تحياتي

الموضوع في الأصل طويل إستاذي وقد ترجمته عن مجلة الدروع الأمريكية !! الخبراء يرون أن التسخين الحراري thermal heating يبقى هو التهديد والعامل الأكثر حرجاً للعمليات الصحراوية. صفائح الدبابات والعربات المدرعة ستعمل مثل "مبتلعات الحرارة" heat sinks والظروف في داخل الهياكل ستتحول سريعاً لوضع لا يطاق وغير محتمل!! وحتى في الخارج، أسطح العربات يمكن أن تلهب الجنود وتتسبب الحرارة المفرطة في اشتعال تلقائي للمواد القابلة للإيقاد flammable materials. الأطقم غير المدربة جيداً على المناخ الصحراوي ستستغرق وقت أطول للتكيف والمواءمة مع هذه الظروف، يقابل ذلك على الأرجح خسارة كبيرة في قابلية التأثير والفاعلية القتالية حتى التعود على هذه البيئة. كلتا القوات البريطانية والألمانية واجهت مثل هذه التأثيرات خلال الحرب العالمية الثانية أثناء القتال في الصحراء الغربية لشمال أفريقيا.. خلال ساعات النهار الطويلة ودرجات الحرارة المتطرفة extreme temperatures، محركات الدبابات والعربات المدرعة سوف تواجه ضغوط تحميل عالية وبالنتيجة مستويات تآكل وإهتراء أسرع للعديد من أجزائها الميكانيكية. هي عرضة لمواجهة حالات تسرب الزيت بما في ذلك الأجزاء محكمة الغلق لمجموعة توليد الطاقة، وبالنهاية يمكن مواجهة حالة "فشل المحرك" engine failure. حتى بطاريات التشغيل سوف تواجه مشاكل من نوع ما وسوف لن تحافظ على مخزون شحنتها الكهربائية خلال الأجواء شديدة الحرارة.

الغبار وحبيبات الرمل المتطايرة dust/sand تأتي في المرتبة الثانية من حيث تأثيرها على الأجهزة والمعدات العسكرية بعد عامل الحرارة وذلك خلال العمل في البيئة الصحراوية. فنحن لا نتحدث هنا عن غبار المدينة المألوف، لكن نتحدث عن حبيبات قاسية وصلبة من الرمل بالحجم الجزيئي واسع الانتشار. البعض من الحبيبات كبير بما فيه الكفاية لإلحاق الضرر بالتجهيزات والعمل كأداة حاكه وكاشطة abrasive damage. وفي أسوأ الأحوال، ذرات الغبار الدقيقة يمكن أن تحمل كلوريد الصوديوم sodium chloride أو الملح المعدني الذي يمكن أن يهاجم ويدمر الأجهزة الدقيقة (نتيجة التفاعلات الكيميائية التي يحدثها في البيئة المحيطة، هو قادر على تخفيض التوصيل الكهربائي للمواد الموصلة بشكل كبير نتيجة الأكسدة والتآكل). حبيبات الرمل بحد ذاتها عندما تمزج بالزيت فإنها تشكل معجون قاسي ومتصلب abrasive paste.


أفضل الأمثلة يمكن طرحها مع تجربة الجيش الإسرائيلي في تشغيل عرباته المدرعة خلال التضاريس الصحراوية وهي مثيرة وتستحق القراءة!! لقد أستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي كلتا الدبابات السوفيتية والغربية في معاركة الصحراوية مع جيرانه العرب. خبرتهم القتالية مع العربات السوفيتية تؤكد أن هذه المعدات صممت بشكل سيئ من وجهة نظر الهندسة البشرية human engineering (علم تطبيقي ينظم تصميم المكائن وطرق العمل مع الأخذ بالحسبان شروط الأمان، الراحة، والإنتاجية للمشغل البشري)، خصوصا أثناء العمليات في البيئات الحارة جداً. الأطقم الإسرائيلية التي جربت الدبابات السوفييتية T-55 وT-62 في تضاريس سيناء واجهت إجهاد حرارة حاد جداً severe heat-stress وقريب من الاختناق وذلك بسبب محدودية السعة أو الفضاء الداخلي والتهوية السيئة (تعيق عملياً الحركات الطبيعية للطاقم وتتسبب في إبطاء عملية السيطرة والتحكم على الأجهزة الداخلية). هذه الدبابات كانت معدلة إلى حد كبير من قبل خبراء المدفعية الإسرائيليين، لكنهم على كل حال لم يستطيعوا عمل الكثير لتحسين ضعف التصاميم الأساسية (تم أسر المئات من هذه الدبابات على الجبهات المصرية والسورية خلال حرب أكتوبر 1973 بعد أن هجرها أطقمها وأدخلت بعد ذلك في خدمة وحدات احتياط الجيش الإسرائيلي). أطقم الدبابات والعربات BMP العربية جرى تكييفها وأقلمتها للعمل في الظروف الصحراوية شديدة القسوة. مع ذلك، هم عندما أسروا كان البعض منهم قريب من مرحلة الإعياء والإنهاك exhaustion وذلك بعد وقت قصير فقط من بدء العمليات. في الحقيقة مجموع الحرارة، قلة التهوية، والتعرض إلى الأدخنة السامة الصادرة عن أعقاب مدافع الدبابات يمكن أن تكون على المدى البعيد أكثر خطراً من أعمال العدو القتالية.. في الدبابات الغربية نجد أن قضايا التهوية جرى معالجتها والعناية بتفاصيلها بشكل أفضل، ومخططات مقصورات القتال أكثر وسعاً من مثيلاتها الروسية، على الرغم من أن الفضاء الكثير مكرس في الغالب إلى أجهزة التقنية المتطورة.
 
التعديل الأخير:
الموضوع في الأصل طويل إستاذي وقد ترجمته عن مجلة الدروع الأمريكية !! الخبراء يرون أن التسخين الحراري thermal heating يبقى هو التهديد والعامل الأكثر حرجاً للعمليات الصحراوية. صفائح الدبابات والعربات المدرعة ستعمل مثل "مبتلعات الحرارة" heat sinks والظروف في داخل الهياكل ستتحول سريعاً لوضع لا يطاق وغير محتمل!! وحتى في الخارج، أسطح العربات يمكن أن تلهب الجنود وتتسبب الحرارة المفرطة في اشتعال تلقائي للمواد القابلة للإيقاد flammable materials. الأطقم غير المدربة جيداً على المناخ الصحراوي ستستغرق وقت أطول للتكيف والمواءمة مع هذه الظروف، يقابل ذلك على الأرجح خسارة كبيرة في قابلية التأثير والفاعلية القتالية حتى التعود على هذه البيئة. كلتا القوات البريطانية والألمانية واجهت مثل هذه التأثيرات خلال الحرب العالمية الثانية أثناء القتال في الصحراء الغربية لشمال أفريقيا.. خلال ساعات النهار الطويلة ودرجات الحرارة المتطرفة extreme temperatures، محركات الدبابات والعربات المدرعة سوف تواجه ضغوط تحميل عالية وبالنتيجة مستويات تآكل وإهتراء أسرع للعديد من أجزائها الميكانيكية. هي عرضة لمواجهة حالات تسرب الزيت بما في ذلك الأجزاء محكمة الغلق لمجموعة توليد الطاقة، وبالنهاية يمكن مواجهة حالة "فشل المحرك" engine failure. حتى بطاريات التشغيل سوف تواجه مشاكل من نوع ما وسوف لن تحافظ على مخزون شحنتها الكهربائية خلال الأجواء شديدة الحرارة.

الغبار وحبيبات الرمل المتطايرة dust/sand تأتي في المرتبة الثانية من حيث تأثيرها على الأجهزة والمعدات العسكرية بعد عامل الحرارة وذلك خلال العمل في البيئة الصحراوية. فنحن لا نتحدث هنا عن غبار المدينة المألوف، لكن نتحدث عن حبيبات قاسية وصلبة من الرمل بالحجم الجزيئي واسع الانتشار. البعض من الحبيبات كبير بما فيه الكفاية لإلحاق الضرر بالتجهيزات والعمل كأداة حاكه وكاشطة abrasive damage. وفي أسوأ الأحوال، ذرات الغبار الدقيقة يمكن أن تحمل كلوريد الصوديوم sodium chloride أو الملح المعدني الذي يمكن أن يهاجم ويدمر الأجهزة الدقيقة (نتيجة التفاعلات الكيميائية التي يحدثها في البيئة المحيطة، هو قادر على تخفيض التوصيل الكهربائي للمواد الموصلة بشكل كبير نتيجة الأكسدة والتآكل). حبيبات الرمل بحد ذاتها عندما تمزج بالزيت فإنها تشكل معجون قاسي ومتصلب abrasive paste.


أفضل الأمثلة يمكن طرحها مع تجربة الجيش الإسرائيلي في تشغيل عرباته المدرعة خلال التضاريس الصحراوية وهي مثيرة وتستحق القراءة!! لقد أستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي كلتا الدبابات السوفيتية والغربية في معاركة الصحراوية مع جيرانه العرب. خبرتهم القتالية مع العربات السوفيتية تؤكد أن هذه المعدات صممت بشكل سيئ من وجهة نظر الهندسة البشرية human engineering (علم تطبيقي ينظم تصميم المكائن وطرق العمل مع الأخذ بالحسبان شروط الأمان، الراحة، والإنتاجية للمشغل البشري)، خصوصا أثناء العمليات في البيئات الحارة جداً. الأطقم الإسرائيلية التي جربت الدبابات السوفييتية T-55 وT-62 في تضاريس سيناء واجهت إجهاد حرارة حاد جداً severe heat-stress وقريب من الاختناق وذلك بسبب محدودية السعة أو الفضاء الداخلي والتهوية السيئة (تعيق عملياً الحركات الطبيعية للطاقم وتتسبب في إبطاء عملية السيطرة والتحكم على الأجهزة الداخلية). هذه الدبابات كانت معدلة إلى حد كبير من قبل خبراء المدفعية الإسرائيليين، لكنهم على كل حال لم يستطيعوا عمل الكثير لتحسين ضعف التصاميم الأساسية (تم أسر المئات من هذه الدبابات على الجبهات المصرية والسورية خلال حرب أكتوبر 1973 بعد أن هجرها أطقمها وأدخلت بعد ذلك في خدمة وحدات احتياط الجيش الإسرائيلي). أطقم الدبابات والعربات BMP العربية جرى تكييفها وأقلمتها للعمل في الظروف الصحراوية شديدة القسوة. مع ذلك، هم عندما أسروا كان البعض منهم قريب من مرحلة الإعياء والإنهاك exhaustion وذلك بعد وقت قصير فقط من بدء العمليات. في الحقيقة مجموع الحرارة، قلة التهوية، والتعرض إلى الأدخنة السامة الصادرة عن أعقاب مدافع الدبابات يمكن أن تكون على المدى البعيد أكثر خطراً من أعمال العدو القتالية.. في الدبابات الغربية نجد أن قضايا التهوية جرى معالجتها والعناية بتفاصيلها بشكل أفضل، ومخططات مقصورات القتال أكثر وسعاً من مثيلاتها الروسية، على الرغم من أن الفضاء الكثير مكرس في الغالب إلى أجهزة التقنية المتطورة.

بارك الله فيك على هذه الإضافات الرائعة
 
عودة
أعلى