بين يوسف زعيّن وحافظ الأسد.. ضاعت سوريا!

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,804
التفاعلات
19,817
بين يوسف زعيّن وحافظ الأسد.. ضاعت سوريا!

1453463886.jpg


اعتبر الكاتب "خير الله خير الله" في مقال له بصحيفة "المستقبل" اللبنانية أن بين "البعثي السنّي الساذج" الآتي من الريف، و"العلوي الماكر" الآتي من القرداحة والباحث عن غطاء لنظام اقلّوي... ضاعت سوريا، الساذج هو الدكتور يوسف زعيّن الذي كان رئيساً للوزراء حتّى العام 1970، والماكر هو حافظ الأسد الذي عرف كيف يضع كلّ الرفاق البسطاء من نوع زعيّن ونور الدين الأتاسي وصلاح جديد في السجن بعدما تبيّن ان الفارق بين عقله المركّب وعقولهم البدائية ذات الرؤية الأحادية فارق كبير، بل كبير جدّا.

لا يشبه هذا الفارق سوى المسافة التي تفصل بين الحلم والحقيقة وبين الخيال والواقع. لم يكن من مجال لأيّ مقارنة من ايّ نوع بين حافظ الأسد وخصومه. كان متفوّقا عليهم في كلّ المجالات والميادين، ان من ناحية الذكاء الحاد والشيطاني الذي يُستغل في مجال الهدم او من ناحية المعرفة بالتعقيدات الإقليمية والدولية وكيفية التعاطي معها.

كان خصوم حافظ الأسد أقرب الى نكتة من أيّ شيء آخر مقارنة مع شخص عرف كيف يبني على كلّ خطأ ارتكبه هؤلاء وصولاً إلى تحوّله الى لاعب اقليمي مستفيدا حتّى، وإلى أبعد حدود، من خصمه العراقي صدّام حسين الذي كان يعرف في كلّ شيء ما عدا في السياسة وفي ما يدور في الإقليم والعالم.

أذاب حافظ الأسد خصومه في كوب، وشربهم مع الماء الذي في الكوب وراح يتفرّج عليهم في السجن أو في المنفى، كما حال العلوي الدكتور إبراهيم ماخوس الذي فرّ إلى الجزائر بعد انقلاب السادس عشر من تشرين الثاني ـ نوفمبر 1970، وهو الإنقلاب الذي قاده حافظ الأسد واحتكر بعده السلطة واقام نظاما خاصا به.

قبل أيّام، انطفأ يوسف زعيّن الذي خرج من السجن الأسدي في العام 1981 بعدما أصيب بمرض عضال وأظهرت التقارير أن موته مسألة أيّام. لكنّ الأطباء في بريطانيا والسويد استطاعوا معالجة السرطان. انتقل زعيّن بعد ذلك للإقامة في بودابست حيث امضى السنوات الأخيرة من حياته في غرفة متواضعة.

عاش أكثر من نور الدين الأتاسي وصلاح جديد اللذين قضياً في السجن وأكثر من إبراهيم ماخوس الذي توفّى في منفاه الجزائر في العام 2013. أي بعد ثلاثة وأربعين عاما ًمن خروجه من وزارة الخارجية السورية.
حكمت المجموعة التي ضمّت الدكتور نور الدين الأتاسي والدكتور يوسف زعيّن والدكتور إبراهيم ماخوس واللواء صلاح جديد واللواء حافظ الأسد سوريا بين 1966 و 1970. تجمع بين الخمسة المسؤولية عن حرب 1967، حين كان الأسد وزيرا للدفاع.

دمّر الخمسة سوريا، كلّ على طريقته، علماً أن الأتاسي وجديد وماخوس وزعيّن كانوا أقرب إلى السياسيين الهواة من أي شيء آخر مقاربة بحافظ الأسد الذي عرف كيف يتلاعب بهم الواحد تلو الآخر.
جمع بين الأطباء الثلاثة نور الدين الأتاسي ويوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس انضمامهم إلى الثورة الجزائرية في خمسينات القرن الماضي والعمل الى جانب الثوّار في معالجة الجرحى، وذلك قبل عودتهم مجددا الى سوريا وشغل مناصب عليا في الدولة بعد انضمامهم إلى حزب البعث.

ما يجمع بين الدكاترة الثلاثة وصلاح جديد نظافة الكفّ والتقشّف والجهل بالعالم وبكيفية بناء الدول الحديثة وبالمعادلات الإقليمية. لعلّ اهمّ ما ميّز هؤلاء تجاهل موازين القوى ورفضهم اخذ العلم بها. وهذا ما سهّل الى حد كبير خسارة الجولان في حرب 1967.

لا شكّ أنّ زعيّن، الآتي من الريف، من البوكمال (محافظة دير الزور) على الحدود العراقية تحديدا، كان يمتلك كلّ النيات الطيبة بدليل انّه لعب دوراً اساسياً في إنشاء سدّ الفرات، ابتداء من العام 1968، بمساعدة سوفياتية. لكنّ المأساة كانت، في جانب منها فقط، في مشروع الإصلاح الزراعي الذي عمل على تطبيقه عندما كان وزيرا للزراعة.

أدّى الإصلاح الزراعي، الذي قام على مصادرة أراضي كبار الإقطاعيين والمالكين وتوزيعها على صغار الفلاحين، إلى القضاء على الزراعة في سوريا ومنعها من التطوّر. نشر الإصلاح الزراعي الفقر والبؤس في سوريا. هرب أصحاب الثروات، فيما لم يمتلك الأصحاب الجدد للأرض اي خبرة في مجال الزراعة. لم يكن كافيا أن تكون عملت في الزراعة عند صاحب الأرض كي تصبح خبيرا زراعيا وكي تمتلك الإمكانات التي تسمح لك باستغلال الأرض. كانت تلك بديهيات لم يفهمها زعيّن ورفاقه الذين بدا ان الحقد على أصحاب الثروات والأملاك يعمي قلوبهم. كانوا مجموعة هواة تتعاطى في الإقتصاد والسياسة...

هناك معادلات بسيطة لم يستوعبها الدكتور زعيّن ورفاقه من المنتمين الى اليسار الطفولي الذي استكمل التأمينات في مجال الصناعة بموازاة السير في سياسة خارجية من النوع المضحك ـ المبكي وصلت برئيس الوزراء السوري وقتذاك إلى مهاجمة لبنان حيث الديموقراطية المزدهرة التي كانت تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النوّاب بفارق صوت واحد.

استأهل زعيّن في العام 1968 أو 1969، لست اذكر التاريخ تماما، رسما كاريكاتوريا من بيار صادق، رحمه الله صدر في جريدة "النهار". كان صاحب فكرة الرسم الكاريكاتوري الصحافي الراحل ميشال أبو جودة، وظهر فيه مغن بثياب القروي اللبناني يعزف على العود مردّدا: "ميّل يا زعيّن... يا زعيّن ميّل... ميلّك ميولة، ايّلك ايلولة، تشرب فنجان قهوة، نعملك تبّولة"، وذلك على وزن الاغنية المشهورة "ميّل يا غزيّل".

كان كاريكاتور "النهار" بمثابة تذكير لزعيّن وأمثاله بأن معظم الذين حكموا سوريا في الماضي، انتهوا لاجئين سياسيين في لبنان. وهذا ما يفسّر ذلك الحقد لدى ما يُسمّى بـ"بعثيي سوريا" على البلد الجار، وهو حقد تجلّى بأقبح مظاهره في عهد حافظ الأسد، ثمّ في عهد الأسد الابن.

اكتفى يوسف زعيّن ورفاقه في تخريب سوريا من داخل. لم يستطع هؤلاء حتّى تخريب الأردن عندما سعوا إلى إرسال دبابات مموّهة في العام 1970 لنجدة المسلحين الفلسطينيين، غير آبهين انّ تلك كانت مساهمة في اطالة الحرب الداخلية في المملكة الهاشمية وارهاق مزيد من الدماء من جهة واستخفافا بقدرة "الجيش العربي" على تلقينهم درسا لا ينسى من جهة أخرى.

استفاد حافظ الأسد من أداء خصومه. بلور نظاما استمر بين 1970 و 2011 تاريخ اندلاع الثورة الشعبية التي تعاني من حصار عالمي ومن رغبة واضحة لدى اطراف عدّة، اقليمية ودولية، في الانتهاء من الكيان السوري.

كان التخريب الذي تسبّب به يوسف زعيّن ورفاقه تخريبا موضعيا، في معظمه. استهدف هذا التخريب خصوصا نسيج المجتمع السوري، فضلا عن الحياة السياسية والاقتصاد على الرغم من انّه لا يمكن الاستهانة بما خلفته حرب 1967 على الصعيد الإقليمي.

في عهد البعث اليساري، الذي تعبّر عن عقمه وعن الفراغين السياسي والاقتصادي اللذين يعاني منهما خسارة الجولان في مقابل المحافظة على النظام وحمايته، لم تكن المذهبية والطائفية اطلّت بتلك الوقاحة التي اطلّت بها في عهد حافظ الأسد.

في عهد الأسد الأب، الذي ساعدته رعونة خصومه في الوصول الى السلطة وحكم سوريا التي صار اسمها "سوريا الأسد"، بدأت المنطقة تتغيّر، خصوصا بعد قيام الحلف الجديد بين طهران ودمشق مباشرة بعد الثورة الخمينية في 1979.

خاض هذا الحلف حربا مع العراق من منطلق مذهبي في العمق. كان الرابط المذهبي في أساس هذا الحلف الذي ما زال يعمل على تدمير لبنان بعدما قضى على كلّ امل لدى الفلسطينيين في تحقيق بعض ما يصبون اليه على صعيد قيام دولة مستقلة لهم. حارب حافظ الأسد القضية الفلسطينية عبر إغراق ياسر عرفات، اسير عقدة الجغرافيا، في حروب لبنان رافعا في الوقت ذاته شعار "القرار الفلسطيني المستقلّ (مجرّد) بدعة". قتل من الفلسطينيين، هو وأدواته اللبنانية والفلسطينية أكثر بكثير مما قتلت اسرائيل.

خدم يوسف زعيّن حافظ الأسد من حيث لا يدري. سهّل مع رفاقه انتقال سوريا من مرحلة السقوط تحت حكم المخرّبين الهواة إلى حكم المخرّب المحترف والماكر الذي يصعب في السنة 2016 التكهّن بكمية الضرر الذي سيلحقه ابنه بالبلد نفسه وبالمنطقة كلّها.

مسكينة سوريا التي كانت، ولا تزال، تمتلك بعض أفضل العقول في المنطقة كلّها، بدليل المشاركة في نهضة لبنان في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي في حقول التجارة والصناعة والمصارف والمقاولات والبناء.

شارك في حكم سوريا هواة من نوع يوسف زعيّن تمهيدا للوصول الى محترف من طينة حافظ الأسد عرف كيف يتاجر بالجولان وفلسطين وبعدائه لصدّام حسين، في حين كان يؤمن في قرارة نفسه بان الانتصار على لبنان، وهو الانتصار شبه الوحيد الذي كان يعني له شيئا، بديل من الانتصار على إسرائيل! .

https://www.orient-news.net/ar/news_show/100595/0/بين-يوسف-زعيّن-وحافظ-الأسد-ضاعت-سوريا
 
التعديل الأخير:
حزب البعث في سوريا كان أكثر شراً و خراباً من نظيره في العراق ، على الاقل في العراق كان هناك دولة يمكن أن تنجح و كانت دولة قوية من الداخل و مصدر قلق كبير للخارج
لكن كلاهما اي الحزبين لا يصلُحان لقيادة دولتين مثل العراق و سوريا خصوصا العلاقات الخارجية و الدولية
المفروض أن يكون الحزبين أو ظاهرة حزب البعث مرحلة انتقالية بين ثلاث أنظمة
الأنظمة الحاكمة قبل حزب البعث
نظام حزب البعث
أنظمة أخرى تقوم بالبناء الصحيح بعد تنحي حزب البعث و تغير و تطور من مظهر الدولة و توجهاتها الإقليمية و العالمية
 
حزب البعث في سوريا كان أكثر شراً و خراباً من نظيره في العراق ، على الاقل في العراق كان هناك دولة يمكن أن تنجح و كانت دولة قوية من الداخل و مصدر قلق كبير للخارج
لكن كلاهما اي الحزبين لا يصلُحان لقيادة دولتين مثل العراق و سوريا خصوصا العلاقات الخارجية و الدولية
المفروض أن يكون الحزبين أو ظاهرة حزب البعث مرحلة انتقالية بين ثلاث أنظمة
الأنظمة الحاكمة قبل حزب البعث
نظام حزب البعث
أنظمة أخرى تقوم بالبناء الصحيح بعد تنحي حزب البعث و تغير و تطور من مظهر الدولة و توجهاتها الإقليمية و العالمية


في العراق حزب البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي بناء العراق في سوريا أكل البلد حتى يعيش آل الأسد
 
حزب البعث في سوريا كان أكثر شراً و خراباً من نظيره في العراق ، على الاقل في العراق كان هناك دولة يمكن أن تنجح و كانت دولة قوية من الداخل و مصدر قلق كبير للخارج
لكن كلاهما اي الحزبين لا يصلُحان لقيادة دولتين مثل العراق و سوريا خصوصا العلاقات الخارجية و الدولية
المفروض أن يكون الحزبين أو ظاهرة حزب البعث مرحلة انتقالية بين ثلاث أنظمة
الأنظمة الحاكمة قبل حزب البعث
نظام حزب البعث
أنظمة أخرى تقوم بالبناء الصحيح بعد تنحي حزب البعث و تغير و تطور من مظهر الدولة و توجهاتها الإقليمية و العالمية
ضاعت العراق عندما انقلب عبد الكريم قاسم على الملكية بمساعدة ضباط قوميين متأثرين بعبد الناصر و كان الانقلاب بمباركة جمال عبد السوفييت ، اما سوريا فبداية كانت بإنقلاب عام 1949 على يد حسني الزعيم المدعوم امريكيا ضد حكومة شكري القوتلي.
 
ضاعت العراق عندما انقلب عبد الكريم قاسم على الملكية بمساعدة ضباط قوميين متأثرين بعبد الناصر و كان الانقلاب بمباركة جمال عبد السوفييت ، اما سوريا فبداية كانت بإنقلاب عام 1949 على يد حسني الزعيم المدعوم امريكيا ضد حكومة شكري القوتلي.

كل واحد فيهم تصور أنه على حق و أنه يخلص البلاد من التبعية للأجنبي و أنهم سوف يقودون البلاد نحو مستقبل مشرق فما الذي حصل

أصبحو مجبرين على التعاون مع السوفييت في كل المجالات و بالتالي أصبحو عبيدا لهذه المعادلة

ثانيا تناطحو مع دول عظمى مثل أمريكا و بريطانيا و فرنسا و لم يسبق في التاريخ أن واجهة دولة صغيرة دولة أكبر منها و أقوى و إنتصرت عليها فما بالك بمجموعة دول من هذا التصنيف

القوميين العرب لم يفهموا أو يكونوا واعين لحجم اللعبة الدولية و ساحات النفوذ و الصراع العالمي و بالتالي أخفقوا في جميع الحسابات في وقتهم الحاضر الذي هو ماضينا و في مستقبلهم الذي هو حاضرنا
 
في العراق حزب البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي بناء العراق في سوريا أكل البلد حتى يعيش آل الأسد

حزب البعث في العراق صحيح انه بنا البلاد و كانت هناك أجهزة إدارية و أمنية و مدنية قوية و جيدة لحد بعيد لكن وجود الحزب على رأس السلطة دون إعطاء قوة مدنية حقيقية أي مجال لمحاسبته إذا أخطئ كان السبب في إستفشاء الفساد و والمحسوبية و الواسطة داخل الحزب نفسه ثم داخل أجهزة الدولة و أتى الحصار ليكشف هذا الامر بصورة أوضح للناس و في النهاية سقطت البلاد بسبب الفساد الداخلي و النفاق للقيادة دون نقل الحقيقة و إيجاد حلول حقيقية و منطقية للمشاكل و المصائب منذ عام ١٩٩١ حتى ٢٠٠٣
 
حزب البعث في العراق صحيح انه بنا البلاد و كانت هناك أجهزة إدارية و أمنية و مدنية قوية و جيدة لحد بعيد لكن وجود الحزب على رأس السلطة دون إعطاء قوة مدنية حقيقية أي مجال لمحاسبته إذا أخطئ كان السبب في إستفشاء الفساد و والمحسوبية و الواسطة داخل الحزب نفسه ثم داخل أجهزة الدولة و أتى الحصار ليكشف هذا الامر بصورة أوضح للناس و في النهاية سقطت البلاد بسبب الفساد الداخلي و النفاق للقيادة دون نقل الحقيقة و إيجاد حلول حقيقية و منطقية للمشاكل و المصائب منذ عام ١٩٩١ حتى ٢٠٠٣
الحاضنة الشعبية هي الاهم ، النظام العراقي السابق لم يكن له حاضنة شعبية بسبب الظلم ، لو كانت له حاضنة لرأينا صدام او احد أبنائه يقودون المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية حتى الآن ، انظر لغزة و اليمن و طرابلس لا زالت صامدة رغم الحصار و فرق القوة
 
الحاضنة الشعبية هي الاهم ، النظام العراقي السابق لم يكن له حاضنة شعبية بسبب الظلم ، لو كانت له حاضنة لرأينا صدام او احد أبنائه يقودون المقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية حتى الآن ، انظر لغزة و اليمن و طرابلس لا زالت صامدة رغم الحصار و فرق القوة

في النهاية حتى سُنة العراق سئموا من سياسة حزب البعث و سياسة صدام و عند المواجهة الحقيقية إنهارت الصفوف

صدام قالها
أطعمت الكلاب و جوعت الأسود
 
عودة
أعلى