برنامج بلجيكي هولندي لرصد وتدمير الألغام البحرية Mine hunter يخلص إلى مرحلته النهائية

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
64,154
التفاعلات
181,726
Belgian-Dutch_MCM_-_Sea_Naval_Solutions_unveiled_its_version.png

برنامج Mine Hunter (الصورة: Belgium Naval & Robotics)

اجتاز بنجاح برنامج البحث عن الألغام البلجيكي الهولندي مرحلة "مراجعة الوظائف الوظيفية" التي تثبت الدراسات الوظيفية والمعمارية للأنظمة على متن السفن بما في ذلك أنظمة الدفع والقتال ، وأكثر من مائة طائرة بدون طيار.

وقالت شركة Belgium Naval & Robotics في بيان يوم 29 يونيو: "في 23 مايو ، تجاوزت فرق Naval & Robotics البلجيكية إنجازًا تعاقديًا جديدًا ، بعد عام واحد بالضبط من الإخطار بالعقد في عام 2019".

ركزت المراجعة أيضًا على أنظمة الأنظمة التي توفر إدارة المهام والاتصالات والأمن السيبراني ، بالإضافة إلى تكامل أنظمة الطائرات بدون طيار على متن السفينة.

ECA_GROUP_T-18M_MMCM_001.jpg


قال إيريك بيروت ، مدير برنامج Naval Group: "يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة لأنه يوضح أن هندسة الأنظمة للسفينة المسلحة تلبي المتطلبات الوظيفية لعملائنا البلجيكيين والهولنديين".

يتضمن البرنامج بناء اثني عشر صائدة للألغام البحرية مجهزين بأنظمة الطائرات بدون طيار (Toolbox) إلى قوات البحرية البلجيكية والهولندية و يمتد العقد على مدى عشر سنوات.

ebr2dj0xs_1593679928.jpg

صيادة الألغام البحرية البلجيكية الهولندية في المستقبل (الصورة: بلجيكا للبحرية والروبوتات)

بعد فترة تصميم مدتها ثلاث سنوات ، ستنتقل شركة Belgium Naval & Robotics إلى مرحلة إنتاج هذه السفن وأنظمة الطائرات بدون طيار ، مع التسليم الأولي المقرر في عام 2024 وسيتم تسليم ست سفن إلى البحرية البلجيكية وست سفن إلى البحرية الهولندية ؛ سيتم تجهيزها بنظام مركبات غواصة بدون طيار كاملة (Toolbox) تحتوي على ما مجموعه أكثر من مائة طائرة بدون طيار تحت الماء والسطح والجو مخصصة بالكامل لصيد الألغام.

Naval Group مكلفة بإنتاج شبكات الكمبيوتر والمنشآت الكهربائية والدفع أو أنظمة القتال التي ستذهب على متن السفن ؛ بينما تصنع ECA Group الطائرات بدون طيار.

5398-3400_1593679938.jpg


المركبة الغير مأهولة USV مجموعة ECA125

سيختلف تكوين نظام الأدوات ، المستخدمة على متن كل سفينة أو المنتشرة من الشاطئ ، اعتمادًا على تصنيف البعثات وستتألف من المركبات بدون طيار السطحية USV INSPECTOR125 ، والمركبات بدون طيار تحت الماء AUV A18M والسونارات المقطور T18 لكشف الألغام ونظام MIDS (نظام تحديد الألغام والتخلص منها) لتحديد الألغام وإبطال مفعولها.

eca-main.jpg

المسؤول عن التصميم الأولي للسفن

تعمل Naval Group في تعاون وثيق مع Kership التي ستقوم بتنفيذ التصميم التفصيلي للسفن وبناءها و ستبدأ أنشطة Kership بعد تجاوز مرحلة المراجعة الأولية للتصميم ، المقرر إجراؤها في ديسمبر 2020.

k_1.jpg
 
بعض مظاهر الألغام البحرية

456897_5_.png
5b74884904f16218008b5165.jpeg
avenger3.jpeg
1456410253885_resize_md.jpg
 
تنقسم الألغام البحرية إلى أربع أقسام رئيسة وهي :

ألغام الاتصال المباشر: هي أول وأقدم نوع من الألغام البحرية التي تم إنتاجها. هذا النوع غير مكلف مقارنة بغيره من الأسلحة المضادة للسفن، كما يحتاج إلى لمسة من الهدف قبل الانفجار، وينحصر ضرر الانفجار فقط في السفن التي تلمس اللغم.

الألغام المربوطة: تم تصميم هذا النوع من الألغام بشكل عام ليسبح تحت سطح الماء أو على عمق خمسة أمتار. وهو مربوط بسلسلة حديدية موصولة باللغم وفي أسفلها مرساة مثبتة في قاع البحر تمنعه من الطفو بعيداً. أدوات الصاعق والمواد المتفجرة توضع في صدَفة قابلة للطفو من الحديد أو البلاستيك.

ألغام التحكم عن بعد: تستخدم بشكل متكرر مع مدفعية الشاطئ والمنصّات المائية، وهي تلك التي يتحكم في توقيت تفجيرها. يعتبر هذا النوع أكثر تفوقاً من ألغام الاتصال المباشر لأنها لا تشكل خطراً على السفن الصديقة.

الألغام الحساسة الحديثة: يوضع فيها حساسات إلكترونية مصممة لرصد حركة السفينة، وتنفجر عندما تصل إلى مدى اللغم. صواعق هذه الألغام يوضع فيها واحد أو أكثر من الحسّاسات التالية: حساس مغناطيسي، حساس صوتي سلبي، حساس ضغط للانزياح المائي الذي تسببه السفينة. ينقسم هذا النوع من الألغام إلى ثلاثة أنواع رئيسة:

1- النوع الذى يتأثر بالمجال المغناطيسي للسفينة أو الغواصة عند اقترابها وينفجر في توقيت مناسب بحيث يقع الانفجار تحت منتصف السفينة، ويسمى اللغم المغناطيسي (Magnetic Mine).

2- النوع الذي يتأثر بجهاز التفجير بالصوت الصادر عن محركات الدفع والمراوح للقطعة البحرية التي تمر بالقرب من اللغم، وهذا النوع يطلق عليه اسم الألغام الصوتية (Acoustic Mine).

3- النوع الذي يتأثر بالضغط الخارجي نتيجة لمرور جسم القطعة البحرية فوقة أو بالقرب منه ويؤثر هذا الضغط على جهاز التفجير محدثاً الإنفجار، ويسمى Pressure Mine

تجهيزات إضافية للألغام

هناك بعض التجهيزات الإضافية للألغام، فمع تطور التكنولوجيا العسكرية تم دمج أكثر من طريقة تفجير فى نفس اللغم بحيث لا يتم التفجير إلا بعد حدوث تأثير مغناطيسي وتأثير صوتي أيضاً مما يعقّد عمليات الكسح. وتوضع التجهيزات الإضافية لزيادة قدرات الألغام وتحسين إمكانيات مقاومة إجراءات التأمين ضدها وإعاقة عمليات الكسح. من أهم التجهيزات الإضافية:

1- جهاز تأخير زمن فعالية اللغم، وهذا الجهاز يؤجل عمل دائرة التفجير لفترة زمنية يمكن تحديدها سواء بالساعات أو بالأيام. وبالتالي يمكن بث الألغام في مناطق معيّنة دون التأثير على الملاحة إلا في توقيت محدد قد يرتبط بموعد بدء القتال مثلاً وهذا الجهاز يسمى Time Delay Mechanism.

2- عداد السفن: هذا الجهاز يجعل اللغم لا ينفجر إلا بعد مرور عدد معيّن من السفن عليه أو بعد تعرضه لعملية الكسح مرات عدة وطبقاً للاحتياجات التكتيكية المطلوبة Ship Count Mechanism.

3- جهاز لمنع انفجار الألغام القريبة من اللغم الذي يتم تفجيره وذلك بوضع جهاز معيّن يقطع دائرة التفجير في حالة تعرض اللغم لاهتزازات عنيفة نتيجة حدوث انفجار لغم مجاور .

وتتبنى كثير من الشركات المنتجة للألغام أسلوب البرمجة الآلية للخمد والتنشيط والممكن إعادة برمجته، في حين أضافت شركات أخرى ذاكرة كمبيوترية تستطيع التغلب على الإعاقات التي يصدرها العدو بمقارنة ما تستقبله من إشارات مع ما هو مخزّن من بيانات للأهداف. ويمكن لهذه الألغام التفرقة بين الصديق والعدو، لذا يطلق البعض عليها الألغام البحرية الذكية.

أحدث تقنية اليوم في عالم استخدام الألغام هي نظام الدورية اللغمية الطوربيدية (Surveillance Torpedo Mines) أو ألغام الحراسة والمراقبة الطوربيدية. وهي ألغام طوربيدية هجومية يتم تشغيل محركها بمجرد إحساس مستشعراتها بمرور هدف، ومن الممكن أن يتغير موقعها من مكان لآخر عندما يعمل محركها الثانوي، فتؤدي فعلاً مهمة دورية الحراسة، وترتفع معدلات إصابة هذه الألغام إلى درجة كبيرة.

كاسحات الألغام البحرية

قديماً، كانت مقاومة الألغام سهلة ولم يكن صعباً الوصول إلى مكان اللغم وقطع أسلاك التثبيت وجرها بعيداً لتدميرها، ولكن تحديثها جعل مهام اكتشافها أصعب وجعلها مصحوبة بالمخاطر، نتيجة لتقدم وسائل استثارة الألغام وزيادة حساسية المستشعرات وتعدد أساليب هذه الإستثارة سواء صوتية أو مغناطيسية أو هيدروميكانيكية. وواكب كل ذلك ارتفاع تكنولوجيا تصنيع الهيكل حيث صنعت من مواد وألياف غير معدنية حتى يصعب اكتشافها، فالألغام الحديثة تستطيع التفريق بين الأهداف الحقيقية ومعدات المكافحة حيث تستطيع حاسباتها معالجة بيانات أهدافها والاختيار بينها.

وتعتبر عملية كشف الألغام في قاع البحار وطريقة استخلاصها وتفجيرها أمراً صعباً بحيث تعتمد البحريات المتطورة على الطائرات العمودية وكاسحات الألغام التي تستخدم أجهزة استشعار دقيقة جداً للكشف عن الألغام ونوعها، وتعطي الأسلوب الأمثل للتعامل مع كل لغم.

هذا، وتعتمد مكافحة الألغام البحرية على سلسلة من الإجراءات المتتابعة تبدأ بالمسح والبحث الشامل في المجرى المائي حتى يتم اكتشاف مواقع حقول الألغام، ثم تبدأ أخطر المراحل وأعقدها تكنولوجياً وهي تصنيف اللغم وتمييزه وأخيراً التخلص منه وتدميره، ويتم كل ذلك بواسطة زوارق عادية أو سفن كاسحة أو قناصة تعتمد على استخدام معدات كشف مغناطيسية وأجهزة السونار للكشف المبكر.
 
عودة
أعلى