ثقافة بركان تامبورا 1815 أقوى بركان بتاريخ البشر منع قدوم الصيف وسبب مجاعة وقتل الآلاف

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,796

كمية الرَّماد الهائلة التي أطلقها بركان جبل "تامبورا، Tambora" في أندونيسيا عند ثورانه الضخم عام 1815 تسببت في خفض درجات الحرارة على كوكب الأرض بشكل ملحوظ وذلك لأن الرماد قلَّص مقدار أشعة الشمس الواردة إلى الأرض من الغلاف الجوي وهذا ما جلبَ فصل شتاءٍ قاسٍ جدًا وأطول من المعتاد تخلله الكثير من العواصف المطرية و الثلجية حول العالم، حتى أنَّ النَّاس أطلقت على العام التالي أي عام 1816 لقب "عام بلا صيف".


cef05b82c5b227d39f5188fc1cb167d9.jpg


 

تامبورا.. بركان غير العالم


بدأت الكارثة العالمية من جزيرة سمباوا الإندونيسية يوم 10 أبريل/نيسان 1815 عندما ثار بركان تامبورا الذي بلغ ارتفاعه 4200 متر، فتدفقت الحمم البركانية وحصدت من أرواح البشر أكثر من أي بركان آخر،
حيث قتل أكثر من مئة ألف نسمة بشكل غير مباشر.


وعلى الرغم من وقوعه في إندونيسيا فإنه
تسبب بتغيير المناخ العالمي وخصوصا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فانخفضت درجات الحرارة في أوروبا وسقطت الأمطار بغزارة، وهو ما أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية فتفشت المجاعة والأمراض القاتلة التي أودت بحياة الآلاف فثار البعض وهاجر من استطاع الهجرة.



أوروبا.. عام بلا صيف


بعد انفجار البركان اخترق الغلافَ الجوي دخانٌ يحمل حوالي 60 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون ولأكثر من 20 مترا في الطبقات العليا فوُزعت السحب على الكوكب كله، وهو ما
أدى إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد واستمرار هطول الأمطار وتغيير الرياح الموسمية، فسيطر الجفاف بسبب الطقس البارد ومر العام من دون صيف على أوروبا، ولم يستطع المزارعون نشر بذورهم بسبب الأمطار الغزيرة التي اجتاحت أوروبا خصوصا سويسرا وفرنسا وألمانيا.


كما
عانى شرق سويسرا عجزا في الحصاد الزراعي فلم يعد الناس قادرين على الحصول على طعام لسنوات، واتجهوا إلى السرقة من بعضهم البعض للحصول على قوت يومهم،


واستغل مرابو الحبوب هذا الوضع فقاموا بشراء المحاصيل من المزارعين واحتكارها ثم بيعها بأثمان غالية، وهو ما أدى إلى انتشار الفقر والمجاعة والموت بسبب الهزال حتى أصبحت 50% من الأسر الأوروبية تتضور جوعا وتعيش تحت خط الفقر.


لجأ سكان أوروبا إلى الهجرة فقبلوا دعوة القيصر الروسي الذي وعدهم بالجنسية والأراضي فتوجه نحو ثمانية آلاف نسمة من جنوبي ألمانيا إلى هناك وبدؤوا حياة جديدة.


ولم يكن حال القارة الآسيوية آفضل حيث
فاضت الأنهار في الهند والبنغال وجُرفت المزارع وانتشرت الفياضات.

capture_103.jpg

وصلت الكوليرا إلى أوروبا عام 1830 عن طريق الحجاج والجنود




الكوليرا.. القاتل العالمي المتسلسل


اغتنمت الكوليرا تلك البيئة الخصبة فانتشرت منطلقة من البنغال، بعدما أدى التغير المناخي والطقس المضطرب إلى انتشار مغذيات الكوليرا في البحار والمحيطات ونقلتها الرياح الموسمية إلى العديد من الأنهار والبحار.

كما نقلها الجنود والحجاج والتجار من جنوب شرق آسيا إلى الفلبين والصين واليابان ثم إلى بلاد فارس التي نقلتها إلى روسيا حتى وصلت الكوليرا عام 1830 إلى أوروبا وجنوب أمريكا، فقتلت في لندن وحدها نحو 30 ألف نسمة بعد تفشيها في الأحياء الفقيرة للعاملين.


https://doc.aljazeera.net/news/تامبورا-بركان-إندونيسي-تسبب-بمجاعة-أو/
 
أدت إلى محو قبيلة كاملة،
وانتشار المجاعة في أوروبا.


 

أكبر ثوران بركاني في تاريخ البشرية تسبب بـ"عام بدون صيف"

=====================


d4daaee5-d315-4f3a-8ade-22413d08208a_16x9_1200x676.jpg

رسم تخيلي لثوران بركان تامبورا و كميات الرماد المنبعثة منه سنة 1815


سنة 1815 كانت البشرية على موعد مع أكبر وأسوأ #ثوران_بركاني على مر تاريخها فخلال تلك الفترة عاش العالم على وقع انفجار بركان تامبورا بجزيرة سومباوا التابعة للمستعمرة الهولندية بالهند الشرقية حينها (حاليا إندونيسيا) وقد أسفر ذلك عن كارثة بشرية ألقت بظلالها على العالم طيلة الأشهر التالية.


يوم الخامس من شهر إبريل/نيسان سنة 1815 أظهر #بركان_تامبورا أولى إشارات ثورانه، فخلال ذلك اليوم اهتزت المنطقة على وقع انفجار كان هذا البركان مصدره لتتصاعد على إثر ذلك كميات من الدخان نحو السماء. طيلة الأيام الخمسة التالية عاشت المناطق المحيطة ببركان تامبورا على وقع عدد من الانفجارات والهزات الأرضية الخفيفة،


لكن مع حلول يوم العاشر من شهر إبريل/نيسان سنة 1815 دوّى صوت انفجار رهيب اهتزت على إثره مناطق على بعد أكثر من ألف ميل عن #البركان، فضلاً عن ذلك بلغ صوت الانفجار منطقة سومطرة التي كانت تبعد حوالي 1600 ميل عن بركان تامبورا حيث سمع الأهالي هنالك صوتا شبيها بصوت انفجار مدفع عملاق.

رسم تخيلي لثوران بركان تامبورا سنة 1815
رسم تخيلي لثوران بركان تامبورا سنة 1815


خلال الساعات التالية ألقى بركان تامبورا نسبة هائلة من الحمم حول المناطق المحيطة به، كما قذف هذا البركان كمية كبيرة من الأحجار البركانية الملتهبة على بعد عشرات الكيلومترات متسبباً في خراب العديد من القرى.


على حسب الخبراء المعاصرين، بلغت شدة تفجر هذا البركان سبع درجات حسب مؤشر التفجر البركاني، فضلاً عن ذلك ألقى بركان تامبورا خلال ثورانه أكثر من تسعة أميال مكعبة من المقذوفات متفوقا بذلك على بركان فيزوفا وبركان كراكاتوا ليصنف بذلك "أكبر وأسوأ ثوران بركاني على مر التاريخ البشري".


3af32a4c-a6dd-4215-8a34-ec15fb0cea57.jpg


وتسبب ثوران بركان تامبورا في مقتل 12 ألف شخص من أهالي جزيرة سومباوا، وشهدت الأشهر التالية وفاة 80 ألف شخص بالمناطق القريبة من البركان بسبب المجاعة.

طابع بريدي أندونيسي صدر تخليدا لحادثة ثوران بركان تامبورا سنة 1815


طابع بريدي أندونيسي صدر تخليدا لحادثة ثوران بركان تامبورا سنة 1815



تزامناً مع كل هذا، ارتفعت من بركان تامبورا كميات هائلة من الرماد والدخان البركاني المليء بغاز ثنائي أكسيد الكبريت والتي استقرت بالغلاف الجوي الطبقي لتتسبب على إثر ذلك في بروز ظواهر طبيعية فريدة من نوعها تمت ملاحظتها في مناطق عديدة من العالم، كان أبرزها ظهور ألوان عديدة في السماء تزامنا مع فترة غروب الشمس.


إضافة إلى هذه الظواهر الطبيعية الفريدة من نوعها، تسببت كميات الرماد وثنائي أكسيد الكبريت التي ارتفعت نحو الجو في ظهور تقلبات مناخية رهيبة ألقت بظلالها على البشرية متسببةً في هلاك الملايين، حيث أدت هذه الجسيمات المتراكمة بالغلاف الجوي الطبقي إلى ظهور ما يعرف بـ"الشتاء البركاني" الذي يتسبب بانخفاض واضح في درجات الحرارة بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض. على إثر ذلك عاش العالم في حدود سنة 1816 على وقع سنة شديدة البرودة تم تلقيبها بـ"سنة بدون صيف".


وتكرّس لقب "سنة بدون صيف" بسبب تواصل هطول كميات هائلة من الثلوج بشمال الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر يونيو/حزيران سنة 1816، كما كان حينها من العادي مشاهدة أشخاص يرتدون ثياب الشتاء خلال شهر آب/أغسطس من نفس السنة. تزامناً مع ذلك انتشرت جثث مختلف أنواع الطيور في أرجاء مدينة مونتريال، وظلت البحيرات متجمدة طيلة فترات السنة، كما أجبر الناس على اصطياد حيوانات مثل الجرذان والراكون واعتمادها كغذاء. وحينها فضّلت أعداد كبيرة من قبائل السكان الأصليين الهجرة بسبب النقص الحاد في الغذاء.


على الجانب الآخر من الكرة الأرضية كان الوضع أكثر سوءا، خاصةً على الساحة الأوروبية حيث تواصل هطول الأمطار بشكل كثيف إلى حدود شهر أيلول/سبتمبر سنة 1816، وقد تسبب ذلك في فيضانات عديدة كان أسوؤها بسويسرا التي شهدت انهيار العديد من الجسور داخل أبرز مدنها.


تزامناً مع ذلك عاشت القارة الأوروبية على وقع مجاعة فظيعة حيث أدى تواصل هطول الأمطار والثلوج إلى إفساد المحاصيل الزراعية وارتفاع الأسعار لتشهد على إثر ذلك مختلف المناطق الأوروبية مجاعة غير مسبوقة أدت إلى انتشار أعمال العنف والشغب.


وتفاقمت الأزمة أكثر فأكثر مع ظهور عدد من الأمراض والأوبئة كالكوليرا والتيفوس. ألقت هذه الكارثة ظلالها على مختلف أرجاء القارة الأوروبية متسببة في وفاة الملايين، ففي إيرلندا لوحدها فارق ما لا يقل عن 100 ألف شخص الحياة ما بين سنتي 1816 و1818 بسبب المجاعة ومرض التيفوس. وفي سويسرا تسببت التقلبات المناخية والمجاعة في وفاة حوالي 60 ألف شخص. فضلاً عن كل هذا أدت هذه الكارثة الطبيعية إلى تزايد وتيرة هجرة الأوروبيين نحو العالم الجديد (القارة الأميركية).

 


عانى شرق سويسرا عجزا في الحصاد الزراعي فلم يعد الناس قادرين على الحصول على طعام لسنوات، واتجهوا إلى السرقة من بعضهم البعض للحصول على قوت يومهم،



واستغل مرابو الحبوب هذا الوضع فقاموا بشراء المحاصيل من المزارعين واحتكارها ثم بيعها بأثمان غالية، وهو ما أدى إلى انتشار الفقر والمجاعة والموت بسبب الهزال حتى أصبحت 50% من الأسر الأوروبية تتضور جوعا وتعيش تحت خط الفقر.
 

الفيلم الوثائقي / بركان تامبورا بركان غير العالم




في العاشر من أبريل عام 1815 ثوران بركاني في إندونيسيا أعلن بداية كارثة عالمية، قتل البركان على الأقل 100 ألف نسمة وتسبب بتغيير عالمي للمناخ وأمراض خطيرة أودت بحياة مئات الآلاف.. بعد 200 سنة على ثورانه يحقق المؤرخون وعلماء الجيولوجيا والمناخ للمرة الأولى في كيفية تغيير هذا البركان للعالم..
 

قبل انفجار البركان :

كان ارتفاع جبل تامبورا يصل الى 4200 م فوق سطح البحر



بعد انفجار البركان :


بات ارتفاع الجبل نحو 2850 م فقط





 
التعديل الأخير:

انفجار بركان تامبورا ادى الى انبعاث 60 مليون طن من ثاني اكسيد الكبريت اخترقت الطبقة العليا للغلاف الجوي لأكثر من 20 - 43 كم والرياح العليا وزعت السحب البركانية على الكوكب كله تقريباً

كما أدى الى تسمم السواحل ونفوق الأسماك في اندونيسيا ومحيطها


سخونة الحمم البركانية مابين 400 - 500 درجة وبسرعة 200 كم بالساعة
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى