بداية الصواريخ المضادة للدروع السوفياتية

الملازم أبو عبيدة الجراح

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
كتاب المنتدى
إنضم
24/12/20
المشاركات
862
التفاعلات
4,674
بداية الصواريخ المضادة للدبابات والمدرعات من إتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.

main-qimg-31c082a8e2f30dde32d36d756f17c0d9.jpeg


وتبدأ القصة أثر السـبـاق نحـو التسلح بين الشرق والغرب، منذ أواخـر الحـرب العالمية الثانية في تطوير أغلب أنظمـة السلاح المستعملة حالياً، وفي هذا الإطار تبرز مختلف نماذج الدبابات والمصفحات من أصل سوفياتي.

ولدعم تقدمها وإعاقة تطور وتقدم تشكيلات الدروع للعدو، صممت أجيالاً عديدة من الصواريخ المضادة للدبابات تم تصديرها بأعداد كثيرة إلى الدول التابعة لها، وجاء ذلك كنتيجة لسياسة الأسلحة التي كان يتبعها الاتحاد السـوفـيـاتـي سابقاً. استعملت هذه النماذج لدعم الـقـوة الصناعية والمصادقة على التصميمات التي أدت إلى خلق النماذج المنتجة حالياً، تمتلك هذه الصواريخ تكنولوجية وقدرات شبيهة بمثيلاتها الغربية وبتكلفة أقل عند الاقتناء!

يبدأ الإنتاج هذه الصواريخ منذ الستينيات:

أخذ النموذج الأول للصواريخ المضادة للدبابات تسمية 3M6 Shmel أي الزنبور، و تجهيز الجيش السوفياتي بهذه الصواريخ التي أطلق عليها حلف شمال الأطلسي (NATO) تسمية AT-1 Snapper، وقد كان هذا السلاح بدانيا في تصميمه وخدماته، ويصل مداه إلى 2300 م، فقط بفضل نظام التوجيه اليدوي الذي يسيره مشغل النظام، كان يقذف من ركائز باربعة قوائم مركبة على ناقلات خفيفة هي UAZ-69 أو من مصفحات لقوات الإستطلاع.

6defa01956fa8df17915d84669751f2a.jpg


2P26_TBiU_24_2.jpg


جيل تم اختباره بميدان القتال:

في سنة 1965، ولتكملة الصاروخ الساق، بدأ إنتاج 9M17 Skorppion المعروف بي AT-2 Swatter، ويختلف عن السابق لأنه يشتمل على نظام توجيه بالراديو (UHF) ، وهو مفید جداً للقذف من مروحيات الهجومية مثل MI-24 Hind دون أن تلتف الأسلاك حول قمم الأشجار، ولكن قدرته على الثقب تتأثر کثیراً بالتداخلات الإلكترونية، وبالرغم من أن له القدرة على اخترق صفيحة صلب يبلغ سمكتها 480 ملم، وتبلغ مسافته القصوى في التحليق 2500 م، وبالموازاة مع ذالك يمتلك مدى واسع في الرماية، لأن مفجرته تنشط فقط عندما يقطع الصاروخ 500 م من نقطة الإطلاق.

at-2-swatter_DFST9209228.jpg


وتم تصدير هذا النظام بكثافة لمختلف دول الشرق والشرق الأوسط بركائز لتجهيز المروحيات أو الناقلات الأرضية مثل BRMD1، وكان انتشاره مـوازياً للصاروخ المحمول الموجه 9 M14 Malyutka.


at-2_brdm_006.jpg


هذا الأخير تفـوق بعض الشيء على الأول؛ لأنه كان السلاح المستعمل من طرف المصريين سنة 1973 للقضاء على التشكيلات المدرعـة للاحتلال الإسرائيلي خـلال حـرب السويس (حرب أكتوبر)، وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن بعض الأخبار أكدت على أن المصريين دمروا حوالي 85 دبابة تابعة للاحتلال خلال 3 دقائق ونصف.

272274-1.jpg


قبل ذلك استعمل الفيتناميون الشماليـون هذه الأسلحـة لـتـدمـيـر بعض المصـفـحـات التـابعـة لجـيش الجمهورية الفيتنامية، وفي سنة 1973 استعمل السوريون هذا السلاح ولكن بنجاح أقل، و من طرف العراقيين خلال حرب الخليج ومن طرف الانفصاليين خلال الصراعات التي شهدتها يوغوسلافيا.

سهل في الاستعمال ويمكن التحكم فيه:

حقق الصاروخ Sagger الذي أنتجت منه نسخ عديدة نجاحاً باهراً في المبيعات، من بين النسخ المختلفة نجد A بنظام توجيه بصري و B بمحرك متطور لإعطائه سرعة أكبر و C بموجه نصف آلي أدمج فيه في أواخر الستينيات، ومن الدول العديدة التي اقتنت هذا الصاروخ نجـد الجـزائر والصين وتايوان (فـي هـذه الـبـلـدان صنعت نسخ دون رخصة) وكوبا والهند وليبيا وبولونيا وهنغاريا والفيتنام واليـمن الجنوبية سابقاً، ومن بين مميـزاته المهـمـة إمكانيـة استعماله من منصات خفيفة مركبة فوق الناقلات أو قذفه من المروحيات.

بالنسبة للنوع المحمول على الناقلات فهو عبارة عن جهاز للمراقبة وصاروخين يحملهما ثلاثة جنود، ويتألف النوع المقذوف من منصات جوية من ركيزة بستة قوائم تركب على الناقـلات BRDM أو قـضـيب بسيط يوضع فـوق المدفع الرئيس لي BMP1، ويمكن قذف الصاروخ من مختلف المروحيات التي تشتمل على 8-Mi الثقيلة، أو SA 342 Gazelle.

3502930534_cc37a71f2e.jpg


يتميز الصاروخ Sagger المتطور باحتمال الاصطدام الذي يتجاوز 90٪ ومدى يبلغ حوالي 3000 م ووزن خلال القذف لا يتجاوز 11 كلغ، بالإضافة إلى ذلك زود هذا النظام بشحنة مفرغة في رأس القذيفة يمكنها ثقب نصف متر من الصلب، ويمتاز النموذج Improved جهز بتمديد في الناحية الأمامي يتسبب في الانفجار المدوي للرأس القتالية.


المصدر
https://www.obeikan.store/ar/home/product_detail/6000670
 
التعديل الأخير:
بداية الصواريخ المضادة للدبابات والمدرعات من إتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.

مشاهدة المرفق 96473

وتبدأ القصة أثر السـبـاق نحـو التسلح بين الشرق والغرب، منذ أواخـر الحـرب العالمية الثانية في تطوير أغلب أنظمـة السلاح المستعملة حالياً، وفي هذا الإطار تبرز مختلف نماذج الدبابات والمصفحات من أصل سوفياتي.

ولدعم تقدمها وإعاقة تطور وتقدم تشكيلات الدروع للعدو، صممت أجيالاً عديدة من الصواريخ المضادة للدبابات تم تصديرها بأعداد كثيرة إلى الدول التابعة لها، وجاء ذلك كنتيجة لسياسة الأسلحة التي كان يتبعها الاتحاد السـوفـيـاتـي سابقاً. استعملت هذه النماذج لدعم الـقـوة الصناعية والمصادقة على التصميمات التي أدت إلى خلق النماذج المنتجة حالياً، تمتلك هذه الصواريخ تكنولوجية وقدرات شبيهة بمثيلاتها الغربية وبتكلفة أقل عند الاقتناء!

يبدأ الإنتاج هذه الصواريخ منذ الستينيات:

أخذ النموذج الأول للصواريخ المضادة للدبابات تسمية 3M6 Shmel أي الزنبور، و تجهيز الجيش السوفياتي بهذه الصواريخ التي أطلق عليها حد الشمال الأطلسي (NATO) تسمية AT-1 Snapper، وقد كان هذا السلاح بدانيا في تصميمه وخدماته، ويصل مداه إلى 2300 م، فقط بفضل نظام التوجيه اليدوي الذي يسيره مشغل النظام، كان يقذف من ركائز باربعة قوائم مركبة على ناقلات خفيفة هي UAZ-69 أو من مصفحات لقوات الإستطلاع.

مشاهدة المرفق 96474

مشاهدة المرفق 96475

جيل تم اختباره بميدان القتال:

في سنة 1965، ولتكملة الصاروخ الساق، بدأ إنتاج 9M17 Skorppion المعروف بي AT-2 Swatter، ويختلف عن السابق لأنه يشتمل على نظام توجيه بالراديو (UHF) ، وهو مفید جداً للقذف من مروحيات الهجومية مثل MI-24 Hind دون أن تلتف الأسلاك حول قمم الأشجار، ولكن قدرته على الثقب تتأثر کثیراً بالتداخلات الإلكترونية، وبالرغم من أن له القدرة على اخترق صفيحة صلب يبلغ سمكتها 480 ملم، وتبلغ مسافته القصوى في التحليق 2500 م، وبالموازاة مع ذالك يمتلك مدى واسع في الرماية، لأن مفجرته تنشط فقط عندما يقطع الصاروخ 500 م من نقطة الإطلاق.

مشاهدة المرفق 96480

وتم تصدير هذا النظام بكثافة لمختلف دول الشرق والشرق الأوسط بركائز لتجهيز المروحيات أو الناقلات الأرضية مثل BRMD1، وكان انتشاره مـوازياً للصاروخ المحمول الموجه 9 M14 Malyutka.


مشاهدة المرفق 96482

هذا الأخير تفـوق بعض الشيء على الأول؛ لأنه كان السلاح المستعمل من طرف المصريين سنة 1973 للقضاء على التشكيلات المدرعـة للاحتلال الإسرائيلي خـلال حـرب السويس (حرب أكتوبر)، وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن بعض الأخبار أكدت على أن المصريين دمروا حوالي 85 دبابة تابعة للاحتلال خلال 3 دقائق ونصف.

مشاهدة المرفق 96478

قبل ذلك استعمل الفيتناميون الشماليـون هذه الأسلحـة لـتـدمـيـر بعض المصـفـحـات التـابعـة لجـيش الجمهورية الفيتنامية، وفي سنة 1973 استعمل السوريون هذا السلاح ولكن بنجاح أقل، و من طرف العراقيين خلال حرب الخليج ومن طرف الانفصاليين خلال الصراعات التي شهدتها يوغوسلافيا.

سهل في الاستعمال ويمكن التحكم فيه:

حقق الصاروخ Sagger الذي أنتجت منه نسخ عديدة نجاحاً باهراً في المبيعات، من بين النسخ المختلفة نجد A بنظام توجيه بصري و B بمحرك متطور لإعطائه سرعة أكبر و C بموجه نصف آلي أدمج فيه في أواخر الستينيات، ومن الدول العديدة التي اقتنت هذا الصاروخ نجـد الجـزائر والصين وتايوان (فـي هـذه الـبـلـدان صنعت نسخ دون رخصة) وكوبا والهند وليبيا وبولونيا وهنغاريا والفيتنام واليـمن الجنوبية سابقاً، ومن بين مميـزاته المهـمـة إمكانيـة استعماله من منصات خفيفة مركبة فوق الناقلات أو قذفه من المروحيات.

بالنسبة للنوع المحمول على الناقلات فهو عبارة عن جهاز للمراقبة وصاروخين يحملهما ثلاثة جنود، ويتألف النوع المقذوف من منصات جوية من ركيزة بستة قوائم تركب على الناقـلات BRDM أو قـضـيب بسيط يوضع فـوق المدفع الرئيس لي BMP1، ويمكن قذف الصاروخ من مختلف المروحيات التي تشتمل على 8-Mi الثقيلة، أو SA 342 Gazelle.

مشاهدة المرفق 96481

يتميز الصاروخ Sagger المتطور باحتمال الاصطدام الذي يتجاوز 90٪ ومدى يبلغ حوالي 3000 م ووزن خلال القذف لا يتجاوز 11 كلغ، بالإضافة إلى ذلك زود هذا النظام بشحنة مفرغة في رأس القذيفة يمكنها ثقب نصف متر من الصلب، ويمتاز النموذج Improved جهز بتمديد في الناحية الأمامي يتسبب في الانفجار المدوي للرأس القتالية.


المصدر
https://www.obeikan.store/ar/home/product_detail/6000670

مشاركة رائعة أخي زيكس و ننتظر التكملة
 
موضوع ممتاز إستاذي وقد وضعت فصل كامل في كتابي القادم يتحدث عن تاريخ السوفييت مع الأسلحة المضادة للدروع والذي أختمه بتاريخ تطوير الصواريخ المضادة للدروع في الإتحاد السوفييتي، سأضع فقرات مقتبسة منه !!

على مدى السنوات العشر الأولى لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، اعتمد الإتحاد السوفييتي على سبطانات المدافع gun barrels كأسلحة رئيسة مضادة للدروع، فمعظم فرق المشاة كانت تضم كتائب مضادة للدبابات، تشتمل على ثلاث بطاريات مدفعية، مجهزة بالمدافع نوع D-44 وD-48 عيار 85 ملم، ومدافع نوع BS-3 من عيار 100 ملم. فوج المشاة infantry regiment كان أيضاً مجهزاً بكتيبة صواريخ مضادة للدروع، ولكن مع وجود بطاريتي مدفعية فقط (أو بطارية واحدة في حالات خاصة).

وفي الخمسينات تلقت الوحدات العسكرية السوفييتية أسلحة جديدة مضادة للدروع، تمثلت في مدافع عديمة الارتداد recoilless guns من عيار 107 ملم و82 ملم وأسلحة كتفيه نوع RPG-2 (لاحقاً RPG-7). هذه القاذفات الخفيفة غير الموجهة جاءت كبديل لمدافع ZIS-2 عيار 57 ملم، التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية. أما بالنسبة لتطوير الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، فقد تابع الخبراء السوفييت التطوير الفرنسي لصواريخ SS-10 وSS-11 والأخف وزناً ENTAC، لكنهم في نفس الوقت أظهروا عدم مبالاة بذلك الأمر، فالإيمان بتفوق دباباتهم tanks superiority المطلق والساحق، قاد المخططين السوفييت للتخلي عن فكرة تطوير أسلحة موجهه مضادة للدروع خاصة بهم.
 
يبدأ الإنتاج هذه الصواريخ منذ الستينيات:

أخذ النموذج الأول للصواريخ المضادة للدبابات تسمية 3M6 Shmel أي الزنبور، و تجهيز الجيش السوفياتي بهذه الصواريخ التي أطلق عليها حد الشمال الأطلسي (NATO) تسمية AT-1 Snapper، وقد كان هذا السلاح بدانيا في تصميمه وخدماته، ويصل مداه إلى 2300 م، فقط بفضل نظام التوجيه اليدوي الذي يسيره مشغل النظام، كان يقذف من ركائز باربعة قوائم مركبة على ناقلات خفيفة هي UAZ-69 أو من مصفحات لقوات الإستطلاع.

ليس في الستينات للدقة بل في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي !!! إعتماد القوات السوفييتية على المدافع المتخصصة المضادة للدبابات استمر حتى العام 1956 عندما قام عضو مجلس الوزراء آنذاك Viacheslav A. Malyshev بالمطالبة والإصرار على تحسين قدرات القوات المسلحة السوفييتية بشكل عام، والدفاع المضاد للدروع بشكل خاص.

هذا الرجل تبوأ مراكز مهمة في المؤسسات الصناعية السوفييتية منذ العام 1939 وحتى وفاته في فبراير عام 1957، وأثمرت جهوده هذه عن تصديق مجلس الوزراء السوفييتي في 8 مايو العام 1957 وموافقته على البدء في تطوير وبناء دبابات معركة جديدة ومدمرات دبابات مع صواريخها الخاصة المضادة للدروع، وهكذا بدأ العمل على أول مقذوف سوفييتي موجهه مضاد للدروع، أطلق عليه الاسم الرمزي "Subject 7".

العمل في الحقيقة بدأ قبل العام 1957، وشمل أنماط مختلفة من التوجيه، مثل التوجيه السلكي، والراديوي، ونوع آخر مزود بكاميرا تلفزيونية TV camera بالأبيض والأسود، تنقل صورة ما تراه عن طريق السلك للمشغل، ولكن معظم هذه المشاريع ظل على الورق. وأخيراً استقر الرأي على التوجيه السلكي والتعيين 3M6 Tshmel أو "النحلة الطنانة" Bumblebee (التسمية الغربية AT-1 Snapper) لأول مقذوف سوفييتي موجه مضاد للدبابات.
 

في سنة 1965، ولتكملة الصاروخ الساق، بدأ إنتاج 9M17 Skorppion المعروف بي AT-2 Swatter، ويختلف عن السابق لأنه يشتمل على نظام توجيه بالراديو (UHF) ، وهو مفید جداً للقذف من مروحيات الهجومية مثل MI-24 Hind دون أن تلتف الأسلاك حول قمم الأشجار.

حقق الصاروخ
Sagger الذي أنتجت منه نسخ عديدة نجاحاً باهراً في المبيعات، من بين النسخ المختلفة نجد A بنظام توجيه بصري و B بمحرك متطور لإعطائه سرعة أكبر و C بموجه نصف آلي أدمج فيه في أواخر الستينيات.

نتيجة لمحدودية قدرات الصاروخ Snapper، طور المصممين السوفييت بعد ذلك نوعين من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع المتعددة الاستعمال والأكثر فاعلية هما Falanga وMalyutka. القذيفتان بتوجيه يدوي إلى خط البصر.

الأولى طورت من قبل مكتب التصميم OKB-16 بقيادة مصمم الأسلحة الجوية AE Nudelman وقدمت للخدمة في أغسطس العام 1960 لصالح تثبيتها على عربات الاستطلاع نوع BRDM ولاحقاً في شهر يونيو العام 1961 على المروحيات السوفييتية من طراز Mi-1M، مع مدى اشتباك يتراوح بين 600-2500 م. تميز هذا المقذوف (أطلق عليه الغرب عند ظهوره اسم AT-2 Swatter) بنظام توجيهه راديوي radio frequency بدل التوجيه السلكي، جعله في المقابل عرضة أكثر للتشويش. أمتلك الصاروخ سواتر سرعة أفضل بكثير من سابقه، بلغت 150-170 م/ث يصلها في 17 ثانية.

وفي شهر سبتمبر العام 1964 عرض السلاح على رئيس الوزراء السوفييتي آنذاك Nikita Khrushchev وتم إقرار الصاروخ بعد ذلك بقليل للخدمة. لاحقاً نسخ أخرى من الصاروخ وبقدرات اختراق أفضل جرى تطويرها، حيث خصصت هذه في معظمها للمروحيات السوفيتية الداعمة مثل Mi-24D وMi-24A وMi-24AV بالإضافة للعربات المدرعة من نوع BRDM.

الصاروخ الثاني أوكلت مهمة تطويره في شهر يوليو العام 1961 لفريقي تصميم، هما Tula وKolomna. كان المطلوب صاروخ يمكن حمله وإطلاقه من قبل الأفراد والعربات، ويكون مداه الأقصى 3000 م، ووزنه لا يتجاوز 10 كلغم، مع قابلية اختراق لحد 220-250 ملم عند زاوية 60 درجة. التصاميم كانت مستندة بشكل رئيس على تصاميم غربية منذ حقبة الخمسينات، مثل الفرنسي Entac والسويسري/الألماني Cobra.

وفي النهاية، بعد عرض واختبار عدة نماذج وأفكار، فاز مكتب Kolomna في المسابقة وتم اختيار تصميمه النهائي الذي حمل التعيين 9K11 Malyutka (تعني بالروسية الطفل الصغير أو الرضيع). الاختبارات الأولية أكملت بحلول 20 ديسمبر من العام 1962، وأدخل الصاروخ الخدمة في 16 سبتمبر عام 1963 (أطلق عليه الغرب اسم AT-3 Sagger)، وبلغت ذروة إنتاجه 25,000 صاروخ في السنة حتى العام 1970، بالإضافة إلى نسخ من الصاروخ صنعت تحت الأسماء المختلفة من قبل على الأقل خمسة بلدان.
 
بسبب السيطرة اليدوية لصواريخ الجيل الأول المضادة للدبابات، فإنها كانت فعالة بما فيه الكفاية فقط لمسافة 1000 م وكان لديها سرعة منخفضة لحد كبير، لذلك توجه المصممين السوفييت لنظام التوجيه نصف الآلي semi-automatic guidance. فتم لاحقاً استبدال الصاروخ Sagger بالصاروخ الأكثر تطوراً والأفضل أداء 9M111 Fagot (التسمية الغربية AT-4 Spigot).

بدأ العمل على تطوير هذا المقذوف في شهر مارس العام 1963 من قبل مكتب التصميم الهندسي للآلات Tula، وبناء على طلب من لجنة الشؤون العسكرية الصناعية التابعة لمجلس الوزراء السوفيتي. حيث باشر رئيس فريق التصميم المهندس A.G Shipunov (مصمم سوفيتي بارز للأسلحة الخفيفة الآلية، الأرضية منها والبحرية، حاصل على الدكتوراه في العلوم التقنية، وحتى العام 2006 كان يعمل بوظيفة المدير والمصمم العام لمكتب تصميم الآلات تولا) العمل على هذا السلاح، مع التأكيد على استخدام تقنية الانقياد نصف الآلي إلى خط البصر SACLOS كنمط توجيه أكثر دقة مما سبق.
 
موضوع رائع مشكور أخي @الملازم زيكس ماركيز

صاروخ ساغر قد قلب الموازين في الحرب الباردة حيث أنه لا يحتاج سوى ل 2 او 3 لتشغيله و يمكن أن يتم اخفاء منصاته بكل سهولة نظراً لصغر حجمه .

صاروخ كبداية كان بمدى 500 م و قدرة إختراق 500 ملم دروع و تم تطويره ليصل الى مدى 3000 م و قدرة إختراق 650 ملم دروع .

لكن عيوبه صعوبة التحكم في توجيه الصاروخ حيث إن توجيه الصاروخ يتم عن طريق صندوق التحكم بتحريك عصا التوجيه الشبيهة بالتي تستخدم في ألعاب الفيديو القديمة.

1280px-AT-3_Sagger_missile_control_box.jpeg
 
لكن عيوبه صعوبة التحكم في توجيه الصاروخ حيث إن توجيه الصاروخ يتم عن طريق صندوق التحكم بتحريك عصا التوجيه الشبيهة بالتي تستخدم في ألعاب الفيديو القديمة.

بالفعل، واجهت الأطقم المكلفة التعامل مع هذا الجيل من الصواريخ، الحاجة للتدريب المكثف والدائم والمهارة المتميزة. مثال على ذلك طاقم الصاروخ Sagger الذي استخدمه المصريين في حرب أكتوبر، كان يتطلب حسب رأيهم إلى ثلاثة أشهر من التدريب والممارسة المستمرة، حيث أن عصا التوجيه تحتاج إلى لمسات شديدة الدقة، وإذا ما انقطع الرامي عن الممارسة لبعض الوقت، فإنه يحتاج لفترة تدريب جديدة. لقد ظل الجنود المصريين قبل حرب أكتوبر طوال صيف وخريف عام 1973 يتدربون على إطلاق صواريخ Sagger على أهداف خاصة.

بالمناسبة، الصاروخ Sagger هو أول صاروخ سوفييتي موجه مضاد للدروع يمكن نقله من قبل الأفراد man-portable. أنتج هذه الصاروخ بشكل موسع خلال حقبة الستينات والسبعينات، حتى بلغ عدد الوحدات المنتجة منه نحو 25000 صاروخ في السنة، وجرى تعميمه على الكثير من الوحدات السوفييتية العسكرية آنذاك، كما صدر إلى بلدان حلف وارسو وحلفاء الإتحاد السوفييتي، حتى أصبح رمزاً من رموز صادرات الأسلحة السوفييتية.

بدأ العمل على تطوير هذا السلاح في شهر يوليو من العام 1960 في مكتب التصميم الهندسي Kolomna بقيادة مصمم الصواريخ الشهير Sergey Nepobedimy. التطوير استند على نسخ غربية من الصواريخ المضادة للدروع الموجهة، مثل الفرنسي Entac والألماني Cobra. الاختبارات الأولية أكملت في 20 ديسمبر من العام 1962، ودخل الصاروخ الخدمة في 16 سبتمبر من العام 1963.

يحمل الصاروخ في حقيبة خاصة، والتي تعمل أيضاً كمنصة إطلاق. ويتكون الصاروخ في هذه الحقيبة من جزأين، الرأس الحربية ذو الشحنة الجوفاء والصمامه الكهربائية، ووزنهما الإجمالي 3 كيلوجرام، والجزء الثاني خاص بجسم المحرك الصاروخي والذيل بزعانفه الأربعة وبكره السلك، ويزن 12 كيلوجرام (الكثير من أجزاء الصاروخ بما في ذلك الهيكل والزعانف صنع من مواد لدائنية بهدف تخفيض الوزن).
 
الصواريخ السوفيتية المضادة للدروع فاقت شهرتها نظيرتها الغربية بسبب حرب اكتوبر ٧٣ وقدرة المشاة العرب على تحطيم الهجمات المعاكسة المدرعة الصهيونية على رؤوس الجسور في سيناء…
بداية موفقة اخي وننتظر تكملة باقي السلسة واثراء رائع من الاخوة والاساتذة ونطلب من الاستاذ @anwaralsharrad اغناء المقال بشرح عن انماط التوجيه
 
بعض النماذج من الجيل الثاني:

تسـبب تأخـر السـوفـيـت في المجـال التكنولوجي، بالمقارنة مع الدول الغربية، في تأجيل انتشار الأنظمة 9K111 Fagot، ويتميز هذا الأخير بتشابهه الكبير من حيث الهيئة والمميزات الخاصة بالنظام الفرنسي الألماني الشهير Milan.


9K111_Fagot_in_Polish_service.jpg


يشتمل هذا النظام على صواريخ توجد داخل حاوية أسطوانية الشكل تسهل الإطلاق من ركيزة خفيفة بثلاثة قوائم، ويعمل من طرف جنديين بمساعدة جهاز نصف آلي للتوجيه يصل مداه إلى 2 كلم، كـمـا جـهـزت به الناقلات السوفيتي BMP-2 و BDM-2 بركيزة فردية، وقد استعمل السوريون هذا النظام سنة 1982 وتمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على بعض النماذج، مما ساعد أجهزة الاستخبارات الغربية من فهم تفاصيل وخبايا هذا الجهاز.

Ukrainian_BMD-2_tank_(5).jpeg


تصاميم تتزايد قدراتها:

قدم خلال الاستعراض العسكري بالساحة الحمراء سنة 1977 نظام صـاروخي مـضـاد للدبابات يتألف من بطارية بخمس حاويات مركبة فوق نسخة معدلة للناقلة 2-BRDM، ويشـبـه كـثـيـراً هذا النظام السوفياتي في شكله وهيئته الصاروخ الفرنسي الألماني Hot، وعلم بعد ذلك أن هذا النظام الذي سمي 9M113 Konkurs ، يتميز بقدرته على تدمير أهداف توجد على مسافة 4000 م، وله أيضـاً قـدرة فائقة على الثقب تصل إلى 750 ملم، ويشتمل على نظام توجـيـه نصف آلي يستقبل إشارات من مرسلات تحت الحمراء توجد في مؤخرة السلاح.


37533865492_0a11ed32ee_b.jpg


27642153420_c49052912f_b.jpg


Airborne_troops_of_Russia_&_SOF_of_Belarus_01.jpg


وصمم الصـاروخ M9114 Kokon، لتجهيز المروحيات بنموذج جديد أكثر فعالية من سابقيه، سلحت النماذج الأولى من هذه الصواريخ المروحيات Mi-24، المتواجدة بالمانيا سنة 1978 وهو بمدى يصل إلى حوالي 8 كلم ومجهز بنظام توجيه متطور يستغني عن الكابل الخاص بإعطاء التعليمات للصاروخ خلال التحليق، كـمـا أن لـهـذا الصاروخ شكلا ممدداً بأجنحة صغيرة في المؤخرة للقيام بالتعديلات الضرورية في تسييـر الهـجـوم، وفي تاريخ لاحق صـمـمـت نسـخـة معدلة لهذا الصاروخ سميت AT-9 Sturm.

842986-strum-ataka-anti-tank-missile.jpg


ولتسليح مختلف أنواع الطائرات كالمروحيات Ka-50/52 Black Shark، أو طائرة الهـجـوم SU-25 FROG FOOT وصمم نظام جديد سمي بـ 9K120 Vikhr الذي صنع بتولا من لدن KBP، ويتـمـيـز بنظام توجيه بواسطة قناة المراقبة الليزرية، وبمدى يصل إلى 10 كلم وبإمكانه اخـتـراق مـحـمـيـات تبلغ 1 م من الصلب بفضل الرأس المتفجرة بشحنة مفرغة تنشط بواسطة مفجر مختلط للاصطدام يزن داخل حاويته 59 كلغ ويبلغ مداه 6000م ويمكن إطلاق النار بواسطة سلاحين دفعة واحـدة ضـد الهدف نفسه.

strum-ataka-missile.jpg
 
ننتظر تكملة باقي السلسة واثراء رائع من الاخوة والاساتذة ونطلب من الاستاذ @anwaralsharrad اغناء المقال بشرح عن انماط التوجيه

بالنسبة لمنظومات الجيل الأول وبدايات الجيل الثاني كان التوجيه السلكي wire-guidance هو السائد !!! حيث ينسب الفضل في تطوير نمط التوجيه هذا للألمان وتحديدا الدكتور الألماني "ماكس كرامر" Max Kramer الذي عمل أوائل العام 1938 في البحث عن وسائل تقنية مبتكرة للتحكم عن بعد في القنابل الجوية حرة السقوط free-falling bombs، وأنظم في العام 1940 للعمل لدى شركة Ruhrstahl.

الدكتور كرامر الذي ولد في 8 سبتمبر 1903 واكتسب علومه في الهندسة الإلكترونية من جامعة ميونخ (حصل بعد ذلك على عدة براءات اختراع في مجال الديناميكا الهوائية aerodynamics)، ينسب له الفضل في تطوير العديد من الأسلحة والمقذوفات الموجه لاسلكياً، مثل القنبلة الموجهه Ruhrstahl X-1 التي كان بالإمكان التحكم بها والسيطرة عليها من الطائرة الأم.

كرامر قاد فريق التصميم الألماني في الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في العام 1944 لإنتاج أول صاروخ موجه مضاد للدروع، أطلق عليه X-7 Rotkäppchen (كلمة Rotkäppchen تعني حرفياً الصغيرة ذات الرداء الأحمر Little Red Riding Hood). بدأ العمل على تصميم وتطوير هذا السلاح العام 1941 من قبل شركة Ruhrstahl AG، التي انطلقت للبحث في حقل الأسلحة الصاروخية الموجهة، وبقصد إنتاج قذيفة موجهه مضادة للدبابات تستخدم من المواضع الدفاعية.

جسم أو هيكل الصاروخ X-7 كان أشبه بجسم قذيفة مدفعية، مع زعنفتين في النهاية المتطرفة للذيل، وجناحين جانبيين عريضين، ملحق بأطرافهما بكرات وصلة السلك. فلمواجهة متطلبات التوجيه، اشتمل تركيب الصاروخ X-7 على سلكين دقيقين يترنحان من طرفي أجنحة الصاروخ، أحدهما للتصحيحات الطولية longitudinal والآخر للتصحيحات الجانبية lateral، وكانت أوامر التصحيح ترسل للصاروخ من وحدة السيطرة والتعقب البصرية في وحدة الإطلاق حتى الاصطدام بالهدف.

لقد أنتج الألمان من الصاروخ 300 وحدة، اختبرت ابتداء على الجبهة الروسية بهدف التقييم، ولكن لم يتسن معرفة نتائج الاستخدام، حتى جرى اجتياح ألمانيا من قبل جيوش الحلفاء الغربيين والإتحاد السوفيتي ليسدل الستار عن هذا السلاح المثير (خطط الإنتاج الألمانية أعيقت وعطلت مع صعوبة اكتساب الوقود الصلب المناسب لمحركات الصواريخ، بالإضافة للقصف المستمر لمراكز البحث والتصنيع manufacturing centers من قبل طائرات الحلفاء).

عانت صواريخ الجيل الأول من عدد من المساوئ الجدية والخطيرة، حيث ارتبط الإخفاق الأول والأهم بحقيقة اعتمادهم وتبعيتهم للتحكم والسيطرة البشرية human controllers. هم في الواقع لم يكونوا أكثر من طائرة صغيرة بسيطة التصنيع تعمل بالدفع الصاروخي مع زعانف كبيرة وطيران بطيء جداً بشكل لا يطاق. كان يجب على هذه الهياكل الجوية airframes أن تقاد بتوجيه جهاز التحكم عن بعد إلى محطتها الأخيرة. لذا كانوا يتطلبون درجة عالية من المهارة والبراعة في الجزء المتعلق بآلية التحكم بهم. كما أن عملية التدريب على استخدامهم مكلفة جداً، حيث تتطلب عمليات إطلاق الصواريخ ممارسة وتطبيقات مستمرة بالإضافة إلى استخدام المحاكيات والمشبهات simulators. علاوة على ذلك، كانوا يتطلبون درجة عالية جداً من التركيز أثناء طيرانهم إلى الهدف، الذي كانت يستغرق زمن طويل نسبياً ولنحو 25-30 ثانية، وهذه مهمة ليس سهلة الإنجاز في ظل ظروف ساحة المعركة المتغيرة. في النتيجة، فرص إحراز الضربات بصواريخ الجيل الأولى كانت أقل نجاحاً لحد كبير على ساحة المعركة من مثيلاتها في زمن السلام، لذا ليس من المفاجئ عدم نجاح توظيفهم العملياتي.

لقد عرف هذا النوع الابتدائي من التوجيه باسم MACLOS (القيادة اليدوية إلى خط البصر) وهو يمثل أسلوب التوجيه في صواريخ الجيل الأول first-generation المضادة للدروع. كانت هذه الصواريخ في بعض نماذجها، مزودة بشعلة أو منارة ضوئية من المغنيسيوم magnesium flare مثبته في قاعدة الصاروخ. هذه الشعلة كانت تتوهج وتشتعل تلقائياً بمجرد انطلاق الصاروخ، فتسمح للرامي بتعقب طيران القذيفة السريع بشكل بصري، وبأسلوب مماثل لمفهوم الرصاصة الخطاطة tracer bullet.


يتبع ..
 
1-s2.0-S0928486998000275-gr1.gif

لاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في صواريخ الجيل الأول MACLOS (القيادة اليدوية إلى خط البصر)، فقد تم أستبدل نظام التوجيه في هذه الصواريخ بنظام آخر أكثر تقدماً منه، بحيث أصبح بالإمكان توجيه الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS (القيادة نصف الآلية إلى خط البصر). الخطوة الأولى نحو الصواريخ المضادة للدبابات بالتوجيه نصف الآلي تمثلت في تطوير قدم من قبل شركة Nord-Aviation الفرنسية للصاروخ SS-11، الذي أضيف لمنصة إطلاقه مستقبل أو مجس متحسس للأشعة تحت الحمراء infra-red sensor لتعقب الصاروخ وقياس انحرافاته الزاوية عن خط بصر المشغل.

إشارات الخطأ والانحراف تغذي تلقائياً إلى الحاسب الآلي الذي يبعث أوامر تصحيحية خلال وصلة السلك لتوجيه الصاروخ ضمن نصف قطر متر واحد عن خط البصر. التطوير ساهم في تبسيط مهمة المشغل وقصرها إلى وضع خطا الشعيرات المتقاطعة cross-hairs في منظاره البصري على الهدف وإبقائها عليه أثناء مرحلة طيران الصاروخ وحتى الاصطدام. استبعاد المشغل من مهمة توجيه ومتابعة الصاروخ، بسط وسهل كثيراً من عمليات التدريب وخفض من عامل الكلفة لحدود معتبرة، على الرغم من حقيقة أن توفير نظام تعقب تحت الأحمر وإلكترونيات توجيه مطورة ستزيد من الكلفة العامة للصاروخ. النسخة المحسنة التي طورت في العام 1967 أطلق عليها SS-11-B1، وجرى تثبيتها أولاً على المجنزرة AMX-13.


6446.png


استخدم نظام القيادة نصف الآلية إلى خط البصر SACLOS حاسب آلي لقيادة الصاروخ إلى هدفه، وبأسلوب يسمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف، حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظار التعقب البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ. أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض وأسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى.

فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف. إن عدسة القياس الزاوي أو "الجونيميتر" goniometer المثبتة بمحاذاة عدسة التعقب البصري في منظار التسديد وبشكل موازي لها (السهم الأحمر في الصورة الأعلى) تتولى قياس ومتابعة الانحراف الزاوي angular deviation في صواريخ الجيل الثاني وذلك عن طريق تتبع الإشعاع تحت الأحمر الصادر عن الشعلة الضوئية المثبتة في مؤخرة الصاروخ، ومن ثم تغذية إشارات الانحراف المستلمة إلى وحدة التوجيه مع كبت الإشارات الأخرى غير المرغوب فيها والصادرة عن الخلفية.


Picture2.jpg
 
1-s2.0-S0928486998000275-gr1.gif

لاستغلال التقدم التكنولوجي الحاصل والتغلب على مساوئ التوجيه في صواريخ الجيل الأول MACLOS (القيادة اليدوية إلى خط البصر)، فقد تم أستبدل نظام التوجيه في هذه الصواريخ بنظام آخر أكثر تقدماً منه، بحيث أصبح بالإمكان توجيه الصاروخ بطريقة شبه آلية Semi-automatic، وأطلق على النظام الجديد اختصاراً اسم SACLOS (القيادة نصف الآلية إلى خط البصر). الخطوة الأولى نحو الصواريخ المضادة للدبابات بالتوجيه نصف الآلي تمثلت في تطوير قدم من قبل شركة Nord-Aviation الفرنسية للصاروخ SS-11، الذي أضيف لمنصة إطلاقه مستقبل أو مجس متحسس للأشعة تحت الحمراء infra-red sensor لتعقب الصاروخ وقياس انحرافاته الزاوية عن خط بصر المشغل.

إشارات الخطأ والانحراف تغذي تلقائياً إلى الحاسب الآلي الذي يبعث أوامر تصحيحية خلال وصلة السلك لتوجيه الصاروخ ضمن نصف قطر متر واحد عن خط البصر. التطوير ساهم في تبسيط مهمة المشغل وقصرها إلى وضع خطا الشعيرات المتقاطعة cross-hairs في منظاره البصري على الهدف وإبقائها عليه أثناء مرحلة طيران الصاروخ وحتى الاصطدام. استبعاد المشغل من مهمة توجيه ومتابعة الصاروخ، بسط وسهل كثيراً من عمليات التدريب وخفض من عامل الكلفة لحدود معتبرة، على الرغم من حقيقة أن توفير نظام تعقب تحت الأحمر وإلكترونيات توجيه مطورة ستزيد من الكلفة العامة للصاروخ. النسخة المحسنة التي طورت في العام 1967 أطلق عليها SS-11-B1، وجرى تثبيتها أولاً على المجنزرة AMX-13.


مشاهدة المرفق 96589

استخدم نظام القيادة نصف الآلية إلى خط البصر SACLOS حاسب آلي لقيادة الصاروخ إلى هدفه، وبأسلوب يسمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف، حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظار التعقب البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ. أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض وأسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى.

فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ عزز أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن منها مشاغلة الأهداف. إن عدسة القياس الزاوي أو "الجونيميتر" goniometer المثبتة بمحاذاة عدسة التعقب البصري في منظار التسديد وبشكل موازي لها (السهم الأحمر في الصورة الأعلى) تتولى قياس ومتابعة الانحراف الزاوي angular deviation في صواريخ الجيل الثاني وذلك عن طريق تتبع الإشعاع تحت الأحمر الصادر عن الشعلة الضوئية المثبتة في مؤخرة الصاروخ، ومن ثم تغذية إشارات الانحراف المستلمة إلى وحدة التوجيه مع كبت الإشارات الأخرى غير المرغوب فيها والصادرة عن الخلفية.


Picture2.jpg
شكراً لك وجزاك الله خير، هكذا مع الصور التوضيح للفكرة أو صوره للسلاح نفس تكون أفضل، لترسيخ المعلومة وحفظها وتذكرها بشكل جيد.
 
شكراً لك وجزاك الله خير، هكذا مع الصور التوضيح للفكرة أو صوره للسلاح نفس تكون أفضل، لترسيخ المعلومة وحفظها وتذكرها بشكل جيد.

سأعيد نشر الرسمة بعد التوضيح والتعليق عليها لمزيد من الفهم حول آلية إطلاق مقذوفات الجيل الثاني .. تحياتي.
 
سأعيد نشر الرسمة بعد التوضيح والتعليق عليها لمزيد من الفهم حول آلية إطلاق مقذوفات الجيل الثاني .. تحياتي.

توجيه SACLOS .png

في أنظمة الصاروخية المضادة للدروع، دور المشغل منحصر فقط في تعقب وتتبع الهدف target tracking. إذ هو لا يحتاج لتتبع مسار الصاروخ حيث يتولى نظام قياس الانحرافات الزاوي العامل بالأشعة تحت الحمراء تدارك هذا العمل. فمع هذا النوع من أنظمة التشغيل، الرامي غير مطالب بتوليد أوامر توجيه للصاروخ، حيث أن هذه العملية تتم بشكل تلقائي مع نظام قيادة هذا الجيل (دور المشغل المخفض والمقلص يوفر احتمالات إصابة أكبر من السابق).

بعد أن يحدد المشغل الهدف بمنظار التسديد (اللون الأحمر) ويضع شعيرات المتصالبة على مركزه، يقوم بضغط زناد إطلاق الصاروخ !!! الصاروخ وهو يطير باتجاه الهدف يقوم ببث إشارات تحت الحمراء من منارة beacon في مؤخرته على شكل شعاع ضيق وبأسلوب نبضي ومتقطع. يعمل الجونيميتر (اللون الأزرق) في وحدة التعقب البصرية على تحسس الإشعاع تحت الأحمر الصادر عن مؤخرة الصاروخ، وبذلك يتم تحديد أي انحراف في خط سير الصاروخ ما بين الرامي والهدف.

بعدها وفي حال وجود إنحراف لمسار الصاروخ وبعيدا عن مركز تصالب شعيرات التسديد، وحدة الجونيميتر تقوم بإرسال إشارة لوحدة توجيه الصاروخ (اللون الأخضر) حيث تجري عمليات تصحيح لطيران الصاروخ، ووفقاً للأوامر التي يرسلها الحاسب الآلي في وحدة التوجيه. نتيجة لذلك، يتم إرسال الأوامر التصحيحية corrective commands من وحدة التوجيه عبر سلكين يربطان مؤخرة الصاروخ بمنصة الإطلاق (ولهذا السبب توضع عوادم المحرك على جانبي جسم الصاروخ وليس خلفه) وينحلان منه أثناء طيرانه حيث تتحول الإشارات إلى أوامر ميكانيكية تنفذها زعانف التوجيه. ويستمر الرامي في عمله والتركيز على إبقاء الشعيرات المتقاطعة على الهدف حتى إصابته.
 
عودة
أعلى