امريكا تطور منظومة جديدة من الاقمار الصناعية لكشف الصواريخ الفرط صوتية

الحميري

ملازم اول
إنضم
4/12/21
المشاركات
133
التفاعلات
362
ضمن مساعيها لمواجهة خطورة الصواريخ فرط الصوتية التي دأبت كلاً من الصين وروسيا عن استعراض قدراتها في الآونة الأخيرة، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم الاثنين، إن الولايات المتحدة ستنفق 1.3 مليار دولار أمريكي لتطوير منظومة أقمار صناعية متطورة قادرة على تتبع تهديدات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل أفضل، معلنةً عن عقدين جديدين سيضعان أنظمة الكشف والتعقب في المدار بحلول عام 2025.
وتأتي هذه الخطوة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، بعد تزايد زخم الاختبارات التجريبية لهذا النوع من الصواريخ في الصين، واستخدامها من قبل القوات الروسية لضرب أهداف في أوكرانيا خلال الحرب الجارية منذ أواخر فبراير/شباط، فضلاً عن أن كوريا الشمالية هي الأخرى قد انضمت لركب الدول التي تمتلك أسلحة فرط صوتية عقب اختبارها صاروخاً فرط صوتي مطلع العام الجاري.
وفي وسط سباق التسلح العالمي لامتلاك أسلحة فرط صوتية، كشفت الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي عن خطة للتعاون على تطوير أسلحة فرط صوتية ومضادة للفرط صوتية بالتعاون مع بريطانيا وأستراليا. والأربعاء الماضي، أعلنت الولايات المتحدة نجاح التجربة الثانية لصاروخ (AGM-183A) فرط الصوتي الذي طورته شركة الصناعات الجوية الأمريكية "لوكهيد مارتن"، ليصبح بذلك أول صاروخ من هذا النوع تمتلكه البلاد.
أمريكا تستعين بالأقمار الاصطناعية
قال ديريك تورنير، مدير وكالة تطوير الفضاء، إن العقود ستوفر 28 قمراً، مع تحرك الولايات المتحدة لتوسيع وتعزيز قدرتها بشكل كبير على مواجهة التهديدات المتزايدة من روسيا والصين، اللتين وضع كلاهما كل ثقلهم لتصميم وتطوير الصواريخ فرط الصوتية، التي يصعب تعقبها وإسقاطها نظراً لأنها تملك قدرات مناورة أثناء الطيران أكبر من الأسلحة التقليدية التي تنتقل في مسارات يمكن التنبؤ بها.
وفي حديثه لمراسلي "البنتاغون"، قال تورنير: "تعمل روسيا والصين على تطوير واختبار مركبات تفوق سرعتها سرعة الصوت - إنها صواريخ متطورة تمتلك قدرة على المناورة إلى حد بعيد. وأضاف: "جرى تصميم هذه الأقمار الصناعية خصيصاً لمتابعة الجيل التالي من التهديدات حتى نتمكن من اكتشاف وتتبع الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتنبؤ بنقطة اصطدامها".
واستجابةً للمخاوف في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتطور العسكري السريع للصين، وفر الكونغرس تمويلاً إضافياً للبرنامج. ووفقاً تورنير فإن الولايات المتحدة، تاريخياً، لم تطلق أقماراً اصطناعية مصممة للكشف عن مثل هذه الأسلحة ومطاردتها. في الوقت الحالي، "لدينا قدرة محدودة للقيام بهذا الجانب من التتبع"، مشيراً إلى أن الأقمار الاصطناعية الجديدة ستمكن الولايات المتحدة من رصد الإطلاق ومتابعة الصاروخ فرط الصوتي أثناء تغيير مساره، فضلاً عن حساب اتجاهه وتوفير تلك البيانات للقوات التي يمكنها إطلاق صواريخ اعتراضية.
منظومة متطورة
أوكلت مهمة تطوير وتصنيع المنظومة لشركتين، هما: (L3Harris Technologies) في ولاية فلوريدا، و(Northrop Grumman Strategic Space Systems) في ولاية كاليفورنيا. وبينما ستنتج الشركة الاولى 14 قمراً بتكلفة 700 مليون دولار، ستقوم الثانية بالتكفل بالـ14 قمراً المتبقية نظير 617 مليون دولار. فيما ستبلغ التكلفة الإجمالية للبرنامج، بما في ذلك عمليات الإطلاق والتحكم الأرضي والدعم ، حوالي 2.5 مليار دولار أمريكي.
من جانبه قال تورنير إن البرنامج يمثل تحولاً للولايات المتحدة نحو نظام أكثر تداخلاً من الأقمار الصناعية. فبدلاً من الاعتماد على الأقمار الصناعية الأكبر والأغلى ثمناً التي تبقى في المدار لمدة 15 عاماً أو أكثر، سيكون لدى الولايات المتحدة عدد أكبر من الأقمار الصناعية الأرخص ثمناً والتي سيجري استبدالها كل خمس سنوات تقريباُ.
وأشار أيضاً إلى أن مجموعة واحدة ستكون في مدار منخفض يبلغ حوالي 1000 كيلومتر، وستكون المجموعة الثانية في مدار متوسط يتراوح بين 10000 و20000 كيلومتر، مما يوفر وجوداً أكثر مرونة. وقال إن أول مجموعة مكونة من 28 قمراً صناعياً من المرجح أن تتبعها مجموعة ثانية من حوالي 54 قمراً آخرين.
الأسلحة فرط الصوتية
يطلق على الصواريخ أنها فرط صوتية في حال تجاوزت سرعتها سرعة الصوت ووصلت لسرعات ما بين 5 و20 ماخ. والماخ هو سرعة الصوت التي تصل نحو 1235 كيلومتراً/الساعة. وبينما تتجاوز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تلك العتبة بكثير، إلا أنها تتحرك في مسار يمكن التنبؤ به، مما يجعل من الممكن اعتراضها.
وتحلق الصواريخ البالستية على علو مرتفع في الفضاء في مسار على شكل قوس لبلوغ هدفها، في حين أنّ الصواريخ فرط الصوتية تنطلق على مسار منخفض في الفضاء وهي قادرة على بلوغ هدفها بشكل أسرع. والأهم أنّه يمكن التحكم بالصاروخ فرط الصوتي، ما يزيد صعوبة تتبّعه واعتراضه.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا أنها ستعمل معاً لتطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت. جاء إعلان أبريل/نيسان وسط مخاوف متزايدة بشأن تصاعد النزعة العسكرية للصين في المحيط الهادئ، فضلاً عن ضرب روسي للأهداف أوكرانية في مارس/آذار الماضي بصواريخ "كينجال" فرط الصوتية، التي بفضلها أصبحت روسيا رسمياً أول دولة بالعالم تدخل هذا النوع من الأسلحة ضمن مخزونها العسكري عام 2018.
وقال مدير وكالة تطوير الفضاء ديريك تورنير: «إن بناء هذه الشبكة، خطوة حاسمة نحو بناء هندسة الفضاء للدفاع الوطني... والوكالة واثقة من أن اختيار الشركتين، يوفر أفضل حل شامل لتسريع تسليم كوكبة مدار أرضي منخفضة مع مستشعرات الأشعة تحت الحمراء ذات مجال الرؤية الواسع من أجل تحذير عالمي من الصواريخ وإمكانية تتبع الصواريخ في الموعد المحدد».
وسيتم نقل تلك الأقمار من مراكز العمليات والتكامل التابعة للوكالة في قاعدة «غراند فوركس» الجوية في ولاية ألاباما. وكان الكونغرس الأميركي قد وافق في موازنة السنة المالية الحالية على مبلغ 550 مليون دولار، كتمويل إضافي للوكالة لتسريع نشر الشبكة، مع توجيه محدد لإظهار القدرة على التحذير من الصواريخ الفضائية والتتبع والاستهداف لدعم القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي. وتتضمن رؤية الوكالة إنشاء نظام يوفر قدرة عالمية مرنة للتتبع، بأسرع ما يمكن وبتكلفة معقولة.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «هاريس تكنولوجيز»، كريستوفر كوباسيك، «إن السرعة التي أبدتها وكالة الفضاء لمتابعة بناء هذه الشبكة، جديرة بالثناء، نظراً لشدة تهديد الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وأضاف: «هذا العقد الأساسي هو شهادة على تأثيرنا المتنامي في مجتمع الفضاء، ويؤكد أن استراتيجيتنا المتمثلة في كوننا عاملاً موثوقاً به تكتسب زخماً».
عن:TRT عربي-صحيفة الشرق الاوسط......وشكرا
 
عودة
أعلى