المقاتلة الكندية التي لم ترى النور

الملاك القاتل

التحالف يجمعنا
صقور التحالف
إنضم
29/6/19
المشاركات
2,563
التفاعلات
13,111
300px-Avro_Arrow_rollout.jpg


الطائرة التي تثير غضب الكنديين رغم أنها لم تر النور

اشتهرت كندا بالطائرات القادرة على تنفيذ الهبوط الصعب والإقلاع المروع الذي يقشعر له البدن في الأراضي الوعرة والأدغال. وفي الثلاثنيات من القرن الماضي شرعت كندا في تصنيع الطائرات المصممة في بريطانيا لتجهيز جيوش الحلفاء، وكان من بينها الكثير من الطائرات الحربية الأكثر تطورا آنذاك، مثل المقاتلة "هوكر هوريكان" وقاذفة القنابل "أفرو لانكاستر".

لكن ذلك لم يلب طموحات الساسة والمهندسين الكنديين الطموحين، فقرروا الاستفادة من القوى العاملة الماهرة والمصانع التي شيدت أثناء الحرب لتأسيس قطاع تصنيع الطائرات الأفضل في العالم. إذ سئم هذا الجيل الجديد من الزعماء الكنديين من تصنيع الطائرات التي تصممها دول أخرى وعزموا على أن تصمم كندا طائراتها بنفسها. وأسهمت شركة "أفرو" لتصنيع الطائرات الكندية التي تأسست بعد الحرب في تحقيق هذه التطلعات.

وتحرر المهندسون بشركة "أفرو" من أساليب التفكير التقليدية للمهندسين بالشركات المنافسة، واستطاعوا أن يصمموا مقاتلات نفاثة وطائرات ركاب وأطباق طائرة، وحتى طائرات فضائية سابقة لعصرها، ووضعوا كندا في مصاف الدول الرائدة في عصر الطائرات النفاثة الجديد.

وأثبت هؤلاء المهندسون أن الدول الصغيرة، مثل كندا، قادرة على المنافسة في مضمار الصناعات التكنولوجية المتطورة، رغم أن إقناع الساسيين بتمويل مشروعاتهم لم يكن بالأمر الهين.


38213df8bb724f1b185333641f5e0316.jpg


وفي عام 1957، اجتمع 14 ألف شخص لمشاهدة حظيرة طائرات ضخمة على مشارف تورونتو تفتح أبوابها لتزيح الستار عن طائرة ضخمة رائعة بيضاء لها جناح على شكل مثلث، هي الطائرة الاعتراضية "أفرو أرو". وكانت هذه الطائرة أطول وأكثر عرضا من المقاتلة الأوروبية "تايفون"، وتصل سرعتها إلى 1,500 ميل في الساعة، ولها القدرة على بلوغ سرعات أكبر.

إذ استثمرت كندا 250 مليون دولار كندي (ما يعادل الآن نحو 1.58 مليار دولار أمريكي) في هذا المشروع لتصبح قوة عظمى في الطيران.

وشكل مشروع "أرو" طفرة في عالم الطيران، إذ أطلقت الشركة العنان للمهندسين لتصنيع طائرة تحقق أرقاما قياسية دون التضحية بأي من خصائصها الأخرى. لكن سرعان ما أدرك الكنديون أن صناعة الطائرات، في عصر الطائرات الأسرع من الصوت، أصبحت مكلفة، وأن حفنة من الدول فقط بإمكانها تنفيذها، ولم تكن كندا واحدة منها.

وفي يوم 20 فبراير/شباط 1959، أعلن رئيس شركة "أفرو" للطيران على مسمع من آلاف العاملين في المصنع أن رئيس الوزراء الكندي المنتخب حديثا جون ديفينبيكر ألغى برنامج "أرو" بأكمله. وفي نهاية هذا اليوم، سرحت الشركة 14,500 من الموظفين المهرة، وهاجر الكثير منهم للعمل في شركات بالولايات المتحدة.

ولعب 32 مهندسا من هؤلاء الذين سرحوا من شركة "أفرو" أدوارا حاسمة في برنامج أبولو الذي دشنته وكالة ناسا الفضائية.

وانزعج كين بارنس، الرسام الهندسي بالمشروع، عندما سمع بقرار إلغاء العمل في طائرة "أفرو أرو"، كشأن الكثير من الكنديين، وعندما طُلب منه إتلاف تصميمات ومخططات الطائرة، خبأها في قبو منزله، ولم يجدها ابن أخيه إلا العام الماضي.

وأحيا هذا الاكتشاف آمال الكنديين بحدوث معجزة أخرى، كأن تظهر إحدى الطائرات التي لم يطلها الإتلاف.

وفي خطوة صادمة للكنديين، أُتلفت جميع النماذج الأولية للطائرة "أرو" أمام المصنع، ووثقت هذه اللحظة صورة بالأبيض والأسود لا تزال تثير الحسرة والأسى في نفوس الكنديين.


_112964025_whatsubject.jpg


ولم تكد تمر ثلاث سنوات حتى انهارت شركة "أفرو" للطائرات وفقد نحو 50 ألف عامل وظيفته.

وتقول إرين غريغوري، أمينة متحف الطيران والفضاء في كندا: "نادرا ما تجد دولة متعلقة إلى هذا الحد بطائرة لم تر النور. إذ يتملك الكنديين شعور بالأسى على الفرص الضائعة، ويرى الكثيرون منهم أن كندا، رغم قلة سكانها، تملك روح الابتكار التي تساعدها على تحقيق أهداف تتجاوز حجمها وقدراتها المالية في مجالات عديدة، كان الطيران وحدا منها".

وتقول آمي شيرا تيتل، مؤرخة الرحلات الفضائية الكندية، إن الكنديين شغوفون بكل ما له علاقة بالثقافة والتاريخ الكندي، وكان مشروع "أرو" ثوري، إذ كانت سرعة الطائرة تعادل سرعة الطائرات الأمريكية. ثم صدر القرار غير المبرر بإلغاء المشروع دون سابق إنذار".

وشاعت نظريات المؤامرة بين الكنديين وألقى الكثير منهم باللوم على جارتهم الجنوبية في فشل المشروع، لكن الحقيقة أن المشروعات الدفاعية المتطورة كانت باهظة التكلفة، على حد قول جو كولز، صاحب مدونة عن الطيران، ولا يمكن تنفيذها من دون دعم من الدولة.

وتقول غريغوري إن تكلفة البرنامج وقت الإلغاء كانت قد بلغت 250 مليون دولار كندي، وهذا المبلغ في الخمسينيات من القرن الماضي كان مهولا، وكان المشروع سيحتاج إلى ملايين إضافية، ولهذا اتخذ قرار إلغاء المشروع توفيرا للنفقات.

وكانت شركة "أفرو" وليدة الاستراتيجية البريطانية لتوزيع إنتاج الطائرات والدبابات وغيرها من العتاد الحربي في مناطق متفرقة استعدادا للحرب العالمية الثانية. وصنعت الشركة أثناء الحرب الطائرات الأكثر شهرة مثل "هوكر هوريكان" والقاذفة "لانكاستر".

وعندما أصبح نصر الحلفاء وشيكا، أعلن وزير مجلس الوزراء الكندي كلارينس ديكاتور هاوي عن أهمية استغلال هذه الفرصة لإنشاء قطاع طائرات كندي. وفي عام 1949، أنتج مهندسو أفرو الطائرة النفاثة "أفرو سي- 102"، أول طائرة نفاثة كندية وثاني طائرة نفاثة على مستوى العالم. وبعد عام واحد أزاحوا الستار عن أول مقاتلة نفاثة "سي إف 100 كانوك".

CF-100s_423_Sqn.jpg

سي إف 100 كانوك

وطورت المجموعة الخاصة السرية بشركة "أفرو"، طائرة على هيئة طبق طائر تحلق رأسيا، وعملت مجموعة أخرى على تطوير مركبة مأهولة للوصول إلى حافة الفضاء. وأجريت دراسة جدوى حول تصنيع طائرة أسرع من الصوت عابرة للأطلسي.

ويقول راندال ويكلام، أستاذ التاريخ بالكلية العسكرية الملكية في كندا، إن شركة أفرو حققت إنجازات غير مسبوقة ولعبت دورا محوريا في تحقيق تطلعات كندا لتصبح مركز صناعة الطائرات في العالم.

وفي عام 1950، اشتدت حدة الحرب الباردة بعدما غزت كوريا الشمالية الجنوب. وطلب هاوي من شركة "أفرو" إلغاء مشروع الطائرة النفاثة وإعطاء الأولوية لتصنيع المقاتلة كانوك.

وفي عام 1954، نشر سلاح الجو الملكي الكندي المواصفات المطلوبة لمقاتلة جديدة. وشرع مصنع أفرو في تصنيع الطائرة "أرو"، لكن سرعان ما ثبت أن المشروع يتطلب دراية علمية فائقة ويتجاوز قدرة شركة أفرو على إدارته والحكومة على تمويله. إذ كان من المفترض أن تحلق هذه الطائرة الاعتراضية وتطلق القذائف على ارتفاع 50 ألف قدم وتتجاوز سرعتها 1.5 ماخ، وتتحمل الظروف البيئية القاسية بالمنطقة القطبية الشمالية وتحلق مسافات طويلة.

ولتحقيق هذه الأهداف، ابتكر مهندسو أفرو أول نظام للتحكم بالكمبيوتر ليحل محل التحكم اليدوي التقليدي في الطيران، وكمبيوترا ملاحيا يستخدم بيانات تُحّدث أول بأول. وصممت إحدى الشركات التابعة لمجموعة أفرو محركا جديدا قويا وخفيفا وأسرع من الصوت، كما جرى تطوير برنامج "أسترا" الجديد للأسلحة وقذائف جديدة للاستفادة من إمكانات الطائرة.

1280px-Cf-105_Arrow002.jpg


وكانت الطائرة "أرو" متطورة إلى درجة أن كندا لم تكن تمتلك المنشآت والتجهيزات اللازمة لتجربتها، ومن ثم اضطر المهندسون لإجراء تجاربهم في مركز أبحاث المركبات الأسرع من الصوت التابع للجنة الاستشارية للملاحة الجوية. واندهش المهندسون الأمريكيون من مهارة نظرائهم الكنديين ومدى تطور طائرتهم، ولم يكد يمر وقت طويل حتى تحولت اللجنة الاستشارية للملاحة الجوية إلى وكالة "ناسا" الفضائية في عام 1958.

ويقول كول:"إن المقاتلة "أرو" كانت فائقة الأداء وتستخدم تكنولوجيا متطورة، ولم يوافق مصمموها على التضحية بأي من خصائصها لتخفيض النفقات".

واستخدم المهندسون في تصنيع النماذج الأولية للطائرة أساليب للإنتاج على نطاق واسع لم تستخدم من قبل، وكان من المفترض أن تُستكمل الطائرة بعد 28 شهرا فقط من رسمها على الورق.

وفي الوقت الذي أعلن فيه عن إلغاء المشروع، كانت خمسة نماذج أولية من الطائرة تحلق في الجو. وكانت هناك مقترحات لتطوير نماذج من طائرة "أرو" سرعتها 3 ماخ أو 5 ماخ على طاولة الرسومات، بالإضافة إلى نماذج يمكن إطلاقها من منصة إطلاق مرتفعة.

وأمرت حكومة ديفينبيكر بتفكيك جميع النماذج الأولية رغم تلقي عروض من الولايات المتحدة لشراء جميع الطائرات المكتملة وطلب من بريطانيا باستخدام بعض الطائرات لأبحاثها في مجال الطائرات الأسرع من الصوت. ولاقى نظام أسلحة "أسترا" نفس مصير الطائرة. ومنحت الحكومة بريطانيا أحد محركات الطائرة لمساعدتها في مشروع الطائرات الأسرع من الصوت.

لكن وكالة "ناسا" لم تهدر الفرصة، وبعد سويعات من إلغاء المشروع، اتصلت بمهندسي شركة "أفرو"، وعمل 32 منهم في مشروعات مثل "ميركيوري" و"جيميني"، و"أبولو" الفضائية.

تقول تيتل إن عددا كبيرا من المهندسين من شركة أفرو شاركوا في المجموعة المكلفة بإدارة المهمات الفضائية المأهولة التابعة لوكالة ناسا، ووضعوا أسس مركز الرحلات الفضائية بوكالة ناسا.

وأشيع بعد فترة قصيرة من إلغاء مشروع "أرو" أن أحد الطيارين قام بتهريب أحد النماذج الأولية للطائرة خوفا من إتلافها. وبمقارنة صور إتلاف النماذج الأولية أمام المصنع، لوحظ اختفاء النموذج "أر إل- 202" من الصور.

وذكر الكاتب الكندي جون كولوود الذي يعيش بالقرب من المحطة أنه سمع صوت إقلاع الطائرة "أرو" يوم الإعلان عن إلغاء المشروع.

وبعد اكتشاف بعض آثار من الطائرة "أرو" في المملكة المتحدة، تساءل البعض ما إن كانت الطائرة المهربة قد استقرت في المملكة المتحدة. وذكر أحد شهود العيان أنه شاهد طائرة تطابق مواصفات "أرو" في الستينيات من القرن الماضي في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في مقاطعة كنت.

ربما لم يكن كين بارنز الموظف الوحيد الذي هرّب مستندا لا يقدر بثمن من شركة "أفرو". وبعد أن فقد وظيفته في الشركة، عمل بارنز في الفريق الكندي الذي صمم الذراع الروبوتي للمكوك الفضائي بوكالة ناسا.

ويقول غريغوري إن الشركات الأمريكية كانت تصمم أعدادا هائلة من الطائرات بناء على تعاقدات مع الحكومة الأمريكية، التي كانت تملك المال الكافي لتمويل هذه المشروعات أثناء الحرب الباردة. لكن الحكومة الكندية لم يكن في وسعها تمويل مشروعات "أفرو" حتى تظل باقية حتى الثمانينيات أو حتى الستينيات من القرن الماضي.

avro-canada-cf-105-arrow-91ee34cb-4eb5-4518-8c62-af4c66a81ed-resize-750.jpeg


لكن الجانب الوحيد الذي تحقق من رؤية كندا أثناء الحرب العالمية الثانية هو أن كندا الآن تمتلك خامس أكبر قطاع للطيران والفضاء في العالم.

المصدر :

 
في تلك الفترة كان عدد سكان كندا حوالي 15,5 مليون نسمة و كان حجم اقتصادي 120 مليار تقريباً و الدين العام 42 مليار .

كانت كندا تعاني من ازمة اقتصادية و نسبة بطالة عالية و مشاكل في الرعاية الصحية ، كان هناك أولويات للحكومة و المستثمرين في تمويل المشاريع أخرى مثل الزراعة و الصناعة السيارات و استخراج الذهب و البترول و الصيد البحري و سكك القطارات .

مشروع الطائرة واجه مشاكل مالية كبيرة لذلك تم إلغائه و المهندسين الكنديين ذهبوا للعمل في امريكا .

عندما بدأ تعافي الاقتصاد في منتصف الستينيات كان كل شيء إنتها
 
هل تشبه الميغ 31
افرو ارو اقدم من الميغ ب 25 سنة ، كلاهما طائرة اعتراضية .

من حيث الشكل فهم متشابهان نوعاً ما في المقدمة لكن هناك اختلاف واضحة .

1280px-Russian_Air_Force_Mikoyan-Gurevich_MiG-31P.jpg
ccc1069572b19c3659780057e5bc99a4.jpg
 

نعم اذكر الفيلم ( The Arrow 1997 ) اول مرة عرفت قصة هذه الطائرة عبره
الفيلم يروي قصة تعلق الكنديين بالطائرة و يشيرون بوضوح لمؤامرة امريكية قضت فعلياً على صناعة الطيران الكندية
التي شكلت فيها هذه المقاتلة خرقاً خطيراً

فيلم ممتع انصح الجميع بمشاهدته بطولة المبدع دان اكرويد

MV5BMTYwMDU0Mjk0MF5BMl5BanBnXkFtZTcwMDY1ODAwMQ@@._V1_UY1200_CR103,0,630,1200_AL_.jpg
 

أحد العاملين في المشروع يروي تفاصيل عن صناعة الطائرة و كيف تم إلغاء المشروع بسبب ضغوط خارجية و داخلية

img_1805.jpg

جيرالد البالغ من العمر 104 سنوات كان يعمل مفتشا و مدير العمال و كان يتفحص تركيبات و أجزاء المحرك و عمل فترة 1951-1959 .

img_1818.jpg


المقابلة كاملة
👇👇👇

 
 
عودة
أعلى