حصري المدافع الكهرومغناطيسية هل تحقق التوازن بين الهجوم والدفاع

* SUAHB *

التحالف بيتنا
طاقم الإدارة
مشرف
إنضم
13/2/19
المشاركات
252
التفاعلات
967
بسم الله الرحمن الرحيم

عندما ظهرت الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أجبرت العديد من الدول على البحث عن تدابير مضادة ومع ان هناك قيود مفروضة على الأسلحة الأسرع من الصوت والتي تسمح بتطوير تدابير دفاعية مضادة إلا أن الاسلحة التي تفوق سرعة الصوت تتزايد بمعدل سريع للغاية لذلك تحاول عدة دول تطوير المدافع الكهرومغناطيسية لمواجهة التهديدات الناتجة عن الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

كيفية عمل المدفع الكهرومغناطيسي :

يستخدم هذا المدفع مجالا كهرومغناطيسيا ﻹخراج المقذوفات بسرعات تفوق سرعة الصواريخ الفرط صوتية يعني ان المدفع يقوم بتوليد تيار كهرومغناطيسي قوي يتدفق من أحد القضبان إلى جهة موازية اخرى عبر الطرف الخلفي للقذيفة على شكل U وهذا يولد ثلاثة مجالات مغناطيسية واحد مواز حول كل من القضبان وواحد عامودي حول المقذوف لتسارع القذيفة بسرعة على طول القضبان التي يتم اطلاقها الى الأمام بواسطة الحقول الكهرومغناطيسية مما يؤدي الى كسر الدائرة.
يبلغ طول المدفع الكهرومغناطيسي 65 قدماً من البرج الخلفي الى فوهة البرميل وطول البرميل 33 قدماً وقطره من 12-20 قدم وهو يوفر مساحة للقضبان المغناطيسية المتوازية التي تدفع المقذوفات المعدنية الى سرعات تزيد عن 7 ماخ.

٢٠٢٢-٠٣-٢٢ ٠١.٤٥.٢٨.png


٢٠٢٢-٠٣-٢٢ ٠١.٤١.٠١.png


الدول التي قامت بتطوير المدفع الكهرومغناطيسي :

الولايات المتحدة

عندما بدأت البحرية الأمريكية مشروع المدفع الكهرومغناطيسي كان هدفها هو اطلاق السلاح بسرعة 7ماخ والوصول الى مسافات تزيد عن 180 كيلومتر . توليد التيار الكهرومغناطيسي لدفع قذيفة بسرعة 7 ماخ يتطلب توصيل المدفع بشبكات الطاقة او يكون له مولدات مخصصة قد تكون عقبة في تشغيلها من السفينة . اوقفت البحرية مشروع تطوير المدافع الكهرومغناطيسية مؤقتا بسبب التمويل بعد أن انفقت حوالي 500 مليون ومع ان المدفع الكهرومغناطيسي جاهز تقنياً لكن الامريكيون أرادوا توجيه انتباههم إلى تطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت يعني ليس هناك خطة لنشرالمدفع على السفن الحربية خاصة ان البحرية كانت تنظر إليه على أنه آداء ضعيف واستثمرت بدلاً من ذلك في تطوير جزء من برنامج المدفع الكهرومغناطيسي ألا وهو مقذوف فائق السرعة يمكن إطلاقه من أنظمة المدافع التقليدية Hyper Velocity Projectile (HVP) يمكن ان يقدم آداء مشابه بفضل تصميمه الايروديناميكي الاستثنائي ويعد بديل سريع وفعال وبعيد المدى للقذائف الحالية مقذوف HVP موجه قادر على تنفيذمهام متعددة لعدد من انظمة المدافع وقادر على المناورة وتقليل المدة المستغرقة لضرب الهدف بالإضافة الى الكترونيات التوجيه الدقيقة وهو منخفض التكلفة وقادر على التكيف مع التهديدات الجوية والسطحية في المستقبل عندما تطلق المدافع الحالية قذيفة HVP فانها تحقق سرعة تقارب 3 ماخ وهذا يعتبر ضعف سرعة القذائف التقليدية وقد تم تصميم المقذوفات ﻹشراك صواريخ ASCMs و ASBM بمجرد وصول الصواريخ بالقرب من السفينة .

٢٠٢٢-٠٣-٢٢ ٠١.٤٢.١٢.png


المدفع الأمريكي

٢٠٢٢-٠٣-٢٢ ٠١.٤٣.٠٦.png


قذيفة فائقة السرعة HVP

اليابان :

تقوم اليابان بتطوير تلك المدافع كأداة دفاعية وقد تم وضع 56 مليون دولار في ميزانية الدفاع لليابان عام 2022 لتطوير المدافع الكهرومغناطيسية العاملة في نهاية العقد . بالنسبة للتمويل فإن تكنولوجيا إمدادات الطاقة متقدمة في اليابان وتلعب شركات القطاع الخاص ادوارا مركزية وهذا يعطي اليابان ميزة على الولايات المتحدة في هذا المجال فبعد ان خصصت اليابان 56 مليون دولار لتطوير وحدة المدفع الرئيسية أيضاً خصصت 3، 66 مليون دولار لاستخدام سلاح يمكن ان يغير قواعد اللعبة في البيئة الأمنية الإستراتيجية ويتضمن تطوير مصدر طاقة من اجل تلبية الطلب على المدفع الكهرومغناطيسي .وبحلول عام 2027 يمكن اجراء اختبار للمقذوفات التي تعمل بمدفع كهرومغناطيسي.
من ناحية أخرى تعمل كوريا الشمالية على تطوير صواريخ ذات مسار غير منتظم من اجل إختراق شبكات الدفاع الصاروخي لكل من اليابان والولايات المتحدة وهذه الصواريخ الغير منتظمة المسار يمكنها تغيير مسارها والارتفاع في منتصف الرحلة قبل إصابة الهدف والمدافع الكهرومغناطيسية تطلق المقذفات في خط مستقيم لذلك فان فعاليتها محدودة في التصدي لتلك الصواريخ.

الصين:

المدفع الكهرومغناطيسي الصيني التكنولوجيا و المشاكل والحلول:

كثفت الصين ابحاثها في مجال تكنولوجيا المدافع الكهرومغناطيسية التي تعتمد على إطلاق مقذوفات تفوق سرعتها سرعة الصوت لضرب الهدف . وبالرغم من ذلك لاتزال هناك عوائق مثل متطلبات الطاقة العالية وتوليد الحرارة المفرطة وتآكل القضبان الكهرومغناطيسية. المقذوفات التي تفوق سرعة الصوت يمكن ان تخترق أحدث مواد الدروع وسيكون من المستحيل تقريباً إسقاطها أثناء الطيران مقارنة بالصواريخ SRBM أو الصواريخ المضادة للسفن التي يمكن إسقاطها او الخلط بينها او التشويش عليها بواسطة الحرب الالكترونية اضافة الى ان المدافع الكهرومغناطيسية لاتستخدم اي مواد دفع متفجرة لذلك يحتمل ان تكون أكثر أمانا للعمل وتسمح بتخزين المزيد من الذخيرة.
قام الصينيون بمحاولة حل مشاكل تطوير المدافع الكهرومغناطيسية من خلال تكثيف تجارب الأسلحة واختبار الحلول المبتكرة مثل تطبيق المعدن السائل على القضبان لتقليل التآكل واستخدام طلاءات خاصة لتقليل الضرر الناتج عن إطلاق النار المتكرر. وقالوا إن تصاميمهم لها ميزات فريدة ليست كنماذج المدفع الكهرومغناطيسي الأمريكي مثل عدم وجود جهاز إضافي لتقليل الومضات الكهربائية وانهم سيكثفون حجم اختباراتهم لتصبح أفضل من التي تم اجراؤها سابقاً . أجرت الصين أول اختبار ناجح لمدفع كهرومغناطيسي في البحر باستخدام نموذح أولي في سفينة إنزال من طراز III Haiyang shan تم الإبلاغ عن أن السلاح أطلق قذيفة بزنة 25 كيلوغرام على هدف يبعد 250 كلم بسرعة مقذوفة تبلغ 2575 متراً في الثانية .

٢٠٢٢-٠٣-٢٢ ٠١.٣٩.٠٤.png


واذا كان الاختبار دقيقا فإن الصين سيكون لديها مدفع كهرومغناطيسي جاهز للعمل بحلول 2025 .وتجدر الإشارة الى ان الصين لديها أيضاً خطط تطوير مشتقة من تكنولوجيا المدفع الكهرومغناطيسي مثل مدفعية البلازما الممغنطة بتكنولوجيا إنشاء طبقة من البلازما داخل براميل المدفعية ستعمل طبقة البلازما على حماية براميل المدفع من التآكل والحرارة ممايتيح اطلاق سرعات تصل 6 أضعاف سرعة الصوت وهذه التكنولوجيا يمكن ان تكون خفيفة بما يكفي حيث يمكن تركيبها على مدفعية ذاتية الدفع ودبابات كما يمكن ان يوسع مدى مدفع هاوتزر عيار 155 ملم الى 30او 50 او 100 كلم ويزيد قوة اختراق مدافع الدبابات ودقتها ونطاقها. تطبق الصين أيضاً هذه التقنية على الأسلحة الصغيرة مثل البنادق والمسدسات .
يتوقع الخبراء الصينيون ان تصبح أسلحة الطاقة أكثر انتشاراً في غضون 10 الى 20 عاما وستهيمن على ساحة المعركة في غضون 30عاما .

يمتد مدى المدفع الكهرومغناطيسي إلى 200 كلم مما يجعله يعترض بنجاح الاسلحة التي تفوق سرعة الصوت كما ان تكاليف نشره اقل من الصواريخ الاعتراضية ويتطلب استخدام القوة الكهرومغناطيسية مصدر طاقة كبير وثابت .
من المشكلات التي تواجه المدافع الكهرومغناطيسية هي أن سرعة انطلاق القذيفة والتيار الكهربائي العالي الجهد يمكن ان يسبب تآكل على المسار الداخلي وبالتالي يضعف آداء ودقة المدفع.
وتكمن التكلفة بالنسبة لقوة الإطلاق ليس في القذيفة بل في البنية التحتية للسلاح حيث تحتاج الى حوالي 25 ميغاواط أو اكثر من الكهرباء لتشغيل المدفع.
توفر السرعة والمدى اللتان يتميز بهما المدفع الكهرومغناطيسي عدة فوائد هجومية ودفاعية بسبب الضربات الدقيقة القادرة على مواجهة أكثر الأنظمة الدفاعية تقدما كما أنه لايتطلب تخزين الذخيرة والمواد القابلة للانفجار والاشتعال ممايجعله أكثر امانا للعاملين على متن السفينة .
الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت تقلل من وقت رد الفعل نظراً لسرعتها وقوتها الحركية فهي تحدث دمارا كبيرا ويصعب اعتراضها ويمكن أن تتجاوز انظمة الدفاع لإحدى الدول وتضرب المناطق داخلها ولا يتمكن دفاع تلك الدولة من المقاومة. كما ان الأسلحة الأسرع من الصوت تنتقل بسرعة تبلغ 2ميل في الثانية لكن اسلحة الطاقة الموجهة مثل الليزر والمدافع الكهرومغناطيسية عالية الطاقة تنتقل بسرعة 282، 186 ميل في الثانية وبذلك تكتسب قوة دفع سريعة جدا لأنها وسيلة دفاع غير تقليدية والهدف منها هو إضعاف اوتحجيم التكنولوجيا التي تجعل الأسلحة المتقدمة تشكل تهديداً كبيراً .
أيضاً الاسلحة التي تفوق سرعة الصوت عند استخدامها ضد أهداف متحركة تتجاوز مسافات معينة فإنها تفقد فعاليتها كلما ازدادت سرعة الهدف لذلك فإنها تتطلب نوعاً من التوجيه عليها وهو بدوره يستلزم دوائر الكترونية لإجراء التعديلات على التوجيه وقد تتعرض هذه الدوائر للتلف بسبب الطاقة العالية .
تصعب المناورة على الاسلحة الاسرع من الصوت في المراحل الاخيرة عند التعامل مع أهداف صغيرة سريعة الحركة وذلك بسبب قيود القدرة على المناورة بسرعات عالية في حين أنها اكثر فاعلية ضد الأهداف الكبيرة او البطيئة او الثابتة مثل ( حاملة الطائرات ).

وفي الأخير لاتخلو تقنية الطاقة العالية من جوانب قصور فمداها يعتمد على كثافة القدرة الموجودة عند الهدف. وأي نوع من الأسلحة سواء كانت فائقة السرعة او عالية الطاقة لايمكن ان تتواجد لمدة طويلة دون إجراء تدابير مضادة .
تعمل اليابان على دمج نظام المدفع الكهرومغناطيسي مع الصواريخ بعيدة المدى من أجل اعتراض واسع النطاق وبذلك تكون القذائف اسرع مرتين من الصواريخ القادمة التي تفوق سرعة الصوت ويمكن لمشغلي المدفع الكهرومغناطيسي تغيير سرعة القذائف الاعتراضية عن طريق ضبط كمية الطاقة الكهربائية. وقد شهدت اليابان بعض الاختراقات المهمة في مرحلة البحث الخاصة بصناعة المدافع الكهرومغناطيسية تصل سرعات الاعتراض التي يتم إطلاقها من المدفع أكثر من 2000 متر في الثانية وخلال مرحلة البحث حقق النموذج الأولي سرعة 2300 متر في الثانية.


تحياتي

SUAHB
 
عودة
أعلى