المختصر المفيد لمراحل الحرب الروسية في أوكرانيا والهجوم الأكبر في ظل التمهيد

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
981
التفاعلات
2,211
المختصر المفيد لمراحل الحرب الروسية في أوكرانيا والهجوم الأكبر في ظل التمهيد

هذا الموضوع هو اختصار مفيد لموضوع موسع لأهل الاختصاص قد انشره لاحقاً تحت عنوان: " تباين المراحل العسكرية السرية والعلنية في الحرب الروسية الأوكرانية".

الخطة الأساسية:

وهي الخطة التي من أجلها دخلت روسيا الحرب تحت عنوان العملية العسكرية الخاصة، نواتها كما ذكرنا مراراً وتكراراً في مواضيع سابقة، عملية انقلابية بتدبير استخباراتي روسي، في كل أركان السلطة الأوكرانية تتم في ظل هجمات دقيقة ومكثفة تستهدف جميع المكونات الدفاعية الاستراتيجية الأوكرانية، يتم أثنائها تنفيذ عملية إنزال مظلي خاصة ليلية بمظلات شراعية فوق المجمع الرأسي في كييف، ينفذها نخبة منتقاة تابعة بقيادتها إلى المخابرات الخارجية الروسية، مهمة هذه القوة الخاصة السرية، خطف أو اعتقال الرئيس الأوكراني وعائلته، وفقاً للنتائج الواقعية للعملية الانقلابية، يتبع ذلك اندفاع كم كبير لقوات مدرعة خاصة سرية تابعة أيضاً للمخابرات الروسية وليس لها سجلات في رئاسة الأركان الروسية، مشكلة من 55 كتيبة مدرعة تكتيكية BTG، الهدف الأساسي منها تقوية وتثبيت العملية الانقلابية العامة الأوكرانية، لكن التخطيط الغربي المضاد الأنجلو أميركي، حول هذا الجهد الروسي إلى كارثة بشرية.

الخطة البديلة:

المرحلة الأولى: تمكنت أكثر التشكيلات الخاصة من الكتائب التكتيكية الحرة من الوصول إلى شرق كييف وتموضعت في الشمال الشرقي لضواحي كييف لتبدأ خطة وتكتيك جديد، تمثل في كشف وإضعاف الدفاعات الأوكرانية، واستجلابها من الجبهة الرئيسية في الدونباس، وذلك إما بالهجمات السريعة الارتدادية في بداية الأمر، ثم بمؤزرة هذه الكتائب بنيران عموم المدفعية يليها الضربات الجوية المبنية على المعلومات المكتشفة من طرف الكتائب التكتيكية، إلا أن الكتائب التكتيكية بدأت تعاني من خسائر تصاعدية لأنها كانت تعاني من نقص في عدد وحدات مشاة الحماية للدبابات والآليات الأساسية لهذه الكتائب، ولكثرة مضادات الدروع الصاروخية في أيدي قوات الكمائن المدافعة الارتجالية، ذات الفعالية المخيفة حتى ولو استخدمت ضد الدروع الغربية.

استخدمت روسيا وحدات خاصة خفية استكشافية داخل العاصمة الأوكرانية لتخفف صعوبات وعثرات الاستكشاف على الكتائب التكتيكية، ودعمت الكتائب التكتيكية بوحدات مدرعة ضاربة نظامية جاءت من ناحية شمال وشمال شرق كييف، واستخدمت من جهة الشمال الغربي مجموعات اختراقية من قوات خاصة محمولة جواً وشيشانية.

إلا أن صمود الدفاعات الأوكرانية وتحولها إلى الهجمات الارتدادية مع زيادة وتطور الأسلحة المضادة الغربية لديها رفع مستوى الخسائر الروسية إلى درجة كارثية، حيث تجاوز عدد القتلى 11000 قتيل وارتفع الرقم إلى 30 ألف مع الجرحى والأسرى.

وبلغ خسائر الروس من الدبابات وفق وكالة أوراكسي التوثيقية 592 دبابة دمر منها أكثر من 400 دبابة وغادر الباقي منها أطقمها ضمن تكتيك النجاة من صواريخ الفتك المضادة الغربية، وكانت الخسائر من باقي الآليات المدرعة 1008 آلية مختلفة.

هنا لجئت القيادة الروسية في محاولة لوقف الخسائر التصاعدية بالبدء بسحب قواتها الهجومية بشكل متدرج نحو الشرق بالدرجة الأولى، ثم الشمال بتغطية نارية من المدفعية والدرونات الضاربة والمرشدة للنيران المدفعية وبالحوامات الهجومية، وبالألغام النشطة الذكية المقذوفة من الراجمات الصاروخية.

وقبل الانتقال إلى المرحلة الحالية أريد أن أنوه بشيء من الاسهاب إلى نواحي جوهرية في الاستراتيجيات الروسية للمرحلة السابقة مهمة للقارئ المحلل والمفكر، وتتلخص بالنقاط التالية:

أولاً: كانت جميع الدبابات والآليات المدرعة التي كانت لدى الكتائب التكتيكية متقادمة من الحقبة السوفيتية، لم تخضع حتى لبرنامج التحديث الذي أطلقه بوتين وبلغ 88% من مجمل العتاد العسكري الروسي، أي أنها من نسبة 12% الغير محدث، والسبب حتى لا يكون بها أي كشف ثمين لمخابرات الناتو المعادية.

ثانياً: حتى الصواريخ الجوالة كروز من عائلة كاليبر كانت من انتاج الفترة بين 1994 إلى 2002 أي بدأت تدخل في فترة انتهاء الصلاحية، أي أصبح التخلص منها ضرورة حتمية وحتى اليوم لم يستهلك منها أكثرها، من مجمل الكمية في تلك الفترة الزمنية حيث تم إطلاق منها 1900 صاروخ.

ثالثاً: القوات الخاصة بالكتائب التكتيكية لم يكونوا من مواطنين السجلات المدنية الروسية وعدد 1351 قتيل وأكثر من 3800 جريح التي أعلنت عنهم وزارة الدفاع الروسية ووثقت وفاتهم في السجلات العسكرية والمدنية، حتى نهاية شهر أبريل من هذا العام هم ضباط وضباط صف هذه الكتائب المستقلة التكتيكية، وعناصر الدعم المدفعي واللوجستي والطبي والدفاع الجوي والأمن العسكري والشرطة العسكرية.

رابعاً: القوات الموظفة للمرحلة الأولى حققت جميع أهدافها وفق تصريحات القيادة الروسية والتي منها كشف وإضعاف الدفاعات الأوكرانية في محيط المدن الكبرى وضواحيها، فهم تكتيكات حرب المدن وفق المبادئ الغربية، ومعرفة أخطاء ونقاط ضعف الكتائب التكتيكية التابعة لروسيا، وإعادة تهيئتها بالعتاد الأفضل وزيادة تعداد الكتيبة إلى 1000 جندي بدل 600 جندي للكتائب الميكانيكية و800 جندي للكتيبة التكتيكية المدرعة، وجعلها كلها كتائب مدرعة، وزيادة العدد بتشكيل الكتيبة، لزيادة عدد مشاة حماية المدرعات.

خامساً: أجبرت تكتيكات المرحلة الأولى الروسية الأوكران على الاستمرار بأخذ الحيطة للدفاع عن العاصمة، مما أبقى تشكيلات الجبهة الشرقية ضعيفة قوامها 40000 مدافع فقط على طول جبهة إقليم الدونباس.

سادساً: تمكنت قوات المراقبة والكشف الروسية الأرضية التي نشطت في المرحلة الأولى، من تقليص بنك الأهداف الأوكرانية لدى الروس الأساسية منها والثانوية، الأصلية المثبتة منها والمكتشفة المضافة، من جهة قوات الخفاء الأرضية، إضافة للتمييز لهذه الأهداف عن الأهداف الخداعية، وهذا هو سر تقلص الضربات الروسية الكبير للأهداف داخل كييف مع انتهاء المرحلة العسكرية الأولى.



المرحلة الثانية: بعد انسحاب الكتائب التكتيكية والتشكيلات المدفعية نحو الشرق أي إقليم دونباس وإعادة التموضع بدأت هذه الكتائب تأخذ شكل قتالي جديد بعد تبديل وتعديل آلياتها وتحديثها.

وهي الآن مكونة من ثلاثة فرق معززة (الفرقة 15000 جندي) مدرعة ومؤللة ومشاة، إضافة 78 كتيبة تكتيكية حرة وتشكيلات منتخبة من مشاة البحرية والحرس الوطني الروسي في مجموعها مكونة من أكثر من 170 ألف جندي روسي بما في ذلك المقنعين الخضر، إضافة لوحدات خاصة من النخبة الشيشانية ومسلمي التتار.

ويوجد على الحدود الروسية الشرقية الشمالية الموازية لمدينة خاركييف 60 ألف جندي من الاحتياط، وعلى الحدود الشمالية الشرقية 30 ألف جندي من جيش الدببة السيبيرية، أي أن القوات الروسية التي تتحضر لمعركة الشرق الأوكراني نحو 270 ألف جندي روسي وموالي.

سوف يكونوا هذه المرة مزودين بدبابات قيادية من نوع T-90M سوف تكون هذه المرة مزودة بحماية نشطة ثورية، إضافة إلى دبابات قتال رئيسية عمادها دبابة T-80BVM والدبابة T-80UM بدل الدبابة T-72B بأجيالها الثلاثة في المرحلة الأولى التي أظهرت عيوب تقنية وتصنيعية في تلك المرحلة، وسوف يتم حماية دبابات القتال الرئيسية تي 80 بدروع ريليكت التفاعلية الديناميكية بدل الجيل الخامس من دروع كونتاكت التفاعلية الردية، إضافة إلى تزويدها بدروع منظومة أرينا الوثابة النشطة، وقذائف منظومة شتورا الدخانية المضللة.

ويتبع الروس اليوم وحتى لحظة كتابة هذا المقال على جبهة دونباس العريضة تكتيك الكتائب التكتيكة المدرعة المستقلة بنفس تكتيكها في شمال شرقي كييف ولكن في مناطق مفتوحة، ويصل عدد الكتائب المشاركة في العملية الواحدة 12 كتيبة قتالية استكشافية ولكن دباباتها لا زالت من نوع T-72B3 الأحدث من مجموعتها معززة بحماية متقدمة من الدرونات الضاربة الاستكشافية الروسية، وخسائرها بسبب الصواريخ المضادة الفتاكة الذكية، وفق التصريحات الأوكرانية إلى لحظة كتابة هذا المقال 38 دبابة مقابل خسائر مضاعفة وأكبر بكثير من الجانب الأوكراني، ومثال على ذلك في عملية واحدة ثانوية ضمن عدة عمليات عسكرية استهداف مواضع دفاعية نازية أوكرانية بعد عملية تكتيكية للكتائب الروسية التكتيكية الاستكشافية، بألف قذيفة صاروخية عمياء أطلقتها 25 راجمة صاروخ من نوع غراد خلال 20 ثانية أسفر عنها وفق تصريح وزارة الدفاع الروسية مقتل أكثر من 500 مدافع نازي أوكراني.

واستطاع الروس حتى الآن من خلال هذا التكتيك إحراز تقدم جيد والاستيلاء على بلدتين في إقليم دونباس، مع مجموعات وكتائب مشتركة انفصالية.

وفي مدخل هذا الشهر وأعني شهر مايو نقل بوتين قيادة المعركة الحاسمة الكبرى في أوكرانية لرئيس أركان الحرب، الذي انتقل بشكل سري إلى قاعدة متقدمة في شرق أوكرانيا لدراسة مع القيادات الميدانية سبل تسهيل وتوفير الإمدادات اللوجستية بطريقة آمنة للقوات المهاجمة إضافة إلى إيجاد عملية تنسيقة بين التشكيلات على اختلاف أطيافها وانتمائها المركزي، على مستوى الكتائب التكتيكية والفرق القتالية.

إلا أن الأوكران ووفق معلومات غربية استهدفوا الموقع بصواريخ ذات قدرة تأثيرية كبيرة إما من نوع توشكا يو أو سميرتش تم اسقاط عدد منها بالدفاعات الروسية بصواريخ فايكنغ وبانتسير وتور.

إلا أن من وصل منها وفق المعلومات الأوكرانية تسبب بمقتل 200 جندي منهم جنرال روسي، ونجى رئيس الأركان الروسي من العملية.

السيناريو المتوقع للعملية الشاملة الكبرى:

يبدأ السيناريو المتوقع بضربة شاملة صاروخية بالدرجة الأولى تشمل باقي الأهداف العسكرية في بنك الأهداف الروسية، بالعمق الأوكراني بأكثر من 1500 صاروخ بعيد المدى من عائلة "كاليبر" الجوال من الأرض والبحر والجو، وصاروخ "اسكندر كي" و"أونيكس" من قواعد أرضية متحركة، إضافة إلى صواريخ "إسكندر ام" البالستية، يتبعه ضربات جوية كبيرة وشديدة قد يزيد فيها عدد المقاتلات الضاربة عن 1000 طائرة نفاثة أكثرها هجومية، بذخائر جوية أكثرها عمياء غير موجهة، ولكنها تطلق بنظم تهديف رقمية، أكثرها شديدة الانفجار إضافة إلى عدد من القنابل المساحية الحرارية والعنقودية، وقد يشارك مع تلك الطائرات قاذفات جوية استراتيجية، وكل ذلك لعزل القوات الأوكرانية في الجبهة الشرقية عن القيادة المركزية والإمدادات اللوجستية والقوات الاحتياطية.

يزامن هذا الهجوم الاستراتيجي العميق قصف صاروخي كبير طبقي أعمق مدى له 120 كم بصواريخ توشكا الروسية وراجمات "أرغون أم" الموجهة أيضاً بنظام القصور الذاتي والأقمار الصناعية والتي غالباً سوف تكون مزودة برؤوس تدمير مساحي فراغية وعنقودية، وغالباً سوف تشارك راجمات سميرتش الأقل مدى وتأثير من راجمات أرغون، والطبقة التمهيدية الثانية يتولها سلاح المدفعية الميدانية من نوع مالكا (203 ملم) وماستا (152 ملم) وفوزلكا (130ملم)، إضافة لراجمات الصواريخ "غراد" (122 ملم) وتورنادو (122 ملم) الأطول مدى من غراد ذات القذائف الأسرع والأدق والأكثر تأثير.

يواكب هذه العملية التمهيدية تحرك لنحو 80 كتيبة مدرعة تكتيكية BTG من عدة محاور رئيسية يتقدمها مجموعات اسناد جوية بالمروحيات والنفاثات التحت صوتية ثم تبدأ مجموعات من حوامات النقل المسلحة والهجومية لتنفيذ عمليات اقتحام جوية للقوات المحمولة جواً تتقدم الكتائب المدرعة التكتيكية، لتأمين تقدمها الآمن وتشكيل مجموعات حماية خاصة متقدمة.

وهنا لا تتحرك تشكيلات فرق الهجوم الرئيسي، قبل أن يسبقها خلف الكتائب المتقدمة التكتيكية انزالات جوية مظلية ضخمة معززة بناقلات جند مدرعة ومدافع ذاتية الحركة هجومية مهمتها تأمين الهجوم الرئيسي وتعزيز قدرته الهجومية وتأمين متقدم للإمدادات اللوجستية يتم إنزالها بوسائط مظلية، وعدد من الابرارات الجوية في قواعد جوية يستولي عليها وحدات مظلية VDV.

وغالباً سوف يشمل هذا الهجوم الضخم كامل الشرق الأوكراني حتى كييف، أو كامل إقليم دونباس والشريط الساحلي الأوكراني حتى ميناء أوديسا.

وقد عانى الروس في المرحلة الأخيرة، من صعوبة تدمير منظومة اس 300 فورت الأوكرانية المفعلة القادمة من الغرب والناجية من الضربات الروسية الاستباقية في مرحلة الخزن قبل النشر القتالي، بسبب مراقبة الناتو لحركة الأقمار الصناعية الروسية التي تكشف مواضع نشر هذه المنظومات وتغير أماكنها أثناء قدوم طائرات الاخماد الروسية، مع إطفاء المجموعة الرادارية، كإجراء وقائي، وكل ذلك بمساعدة غربية، إلا أن الروس وجدوا حل فعال ضد هذا التكتيك باستخدام العدد المتوفر لديهم من مقاتلتهم الضاربة الشبحية SU-57 PAK FA التي كانت تستخدم لتدمير منصات الاطلاق بصواريخ طويلة المدى عالية الدقة متسللة تحت صوتية من نوع اكس 59 KH-59MK2 Ovod-M الذي يبلغ مداها 290 كم وسرعتها 300 م/ث الصامتة الكترونيا وخاص بهذه الطائرة الخفية، إضافة إلى صاروخ اكس 58 ShKE KH-58E المضاد للرادارات الذي ينطلق بسرعة فوق صوتية 3.6 ماخ (1188 م/ث) وحنى مدى 200 كم بصمت الكتروني كبير وبصمة رادارية منخفضة.
 
أنواع السوخوي.jpg
 
عودة
أعلى