الماسونية

  • بادئ الموضوع motlaq
  • تاريخ البدء
نبذة عن الماسونية في سورية

===================

توصّلت الماسونية إلى تأسيس سلطة ماسونيّة مستقلّة، كان لها نشاطها وتنظيمها، واعترفت بها سلطات ماسونيّة دوليّة عديدة. وسارت شوطا بعيدا وقامت بأعمال كبيرة في الحقل الماسونيّ وباطّراد إلى أن أصدر المفوّض السامي الفرنسيّ الجنرال دنتز في عام 1940، استنادا إلى تشريعات فرنسيّة صدرت حينذاك في فرنسا نفسها، قرارين حلّ بموجبهما الماسونيّة ومؤسّساتها في سورية ولبنان، وصادر ممتلكاتها وأموالها المنقولة وغير المنقولة، فأنهت أعمالها وأغلقت أبوابها، ولا تزال محظورة وممنوعة.


الماسونيّة في العهد العثمانيّ:
.......................................

كان في دمشق محفل اسكتلنديّ يدعى محفل نور دمشق، في محلّة مأذنة الشحم في دمشق. وكان هذا المحفل يضمّ نخبة من رجالات البلدة، كما كان مزدهرا للغاية. ولكن، عندما نشبت الحرب العالميّة الأولى وخاضت الدولة العثمانيّة غمارها، توقّفت المحافل الماسونيّة عن ممارسة أعمالها وجمّدت نشاطاتها، وبقي الأمر كذلك طول مدّة تلك الحرب العالميّة.

الماسونيّة في العهد الفرنسيّ:
.........................................

وفي عهد الانتداب الفرنسيّ على سورية ولبنان، عادت الماسونيّة إلى الظهور وإلى ممارسة أعمالها، فتعدّدت المحافل وانتشرت في كثير من المدن السوريّة واللبنانيّة كدمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقيّة، وبيروت وطرابلس وزحلة وغيرها، وكانت مزدهرة قوميّا وإنسانيّا على قدر ما كانت تسمح به الظروف السياسيّة.

محفل سورية :
.....................
تأسّس في دمشق في عام 1922 محفل يدعى محفل سورية يعمل تحت رعاية الشرق الأعظم الفرنسيّ. ضمّ هذا المحفل شخصيّات سوريّة وفرنسيّة ، وازدهر كثيرا، وقام بأعمال اجتماعية كثيرة عن طريق الشرق الأعظم الفرنسيّ، وأقام بناء ماسونيّا على أحدث تنظيم في شارع خالد ابن الوليد بدمشق ليكون مقرّا للمحافل الماسونيّة ولعقد اجتماعاتها فيه وإقامة الحفلات العامّة. وصودر هذا العقار عندما أصدر المفوّض السامي الفرنسيّ قراره بحلّ الماسونيّة ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، كما ذكرنا سابقا. تولّى رئاسة محفل سورية على التتابع: نعمان أبو شعر، أسعد أبو شعر، سعيد الغزّي، حسني سبح وحنّا مالك لقد ساهم محفل سورية في نفقات غرفة في مستشفى المؤاساة بواسطة الدكتور حسني سبح، وقد كان من مؤسّسي المستشفى المذكور.

محفل قاسيون:
....................

كان محفل قاسيون أوّل المحافل التي تأسّست في دمشق في عهد الانتداب الفرنسيّ، وذلك عام 1920، وكان يعمل تحت رعاية وسلطة المحفل الأكبر الفرنسيّ، وقد ضمّ شخصيّات بارزة اجتماعياً وقام بقسط وافر من الأعمال الخيرية، وبنى مستشفى للمصابين بداء السلّ في حيّ الأكراد بدمشق. وبعد الانتهاء من إشادته، سلّمه إلى الحكومة لتتولاّه بنفسها، ولا يزال قائما حتّى اليوم. تولّى رئاسة هذا المحفل المزدهر على التتابع : حسني الجندي، رضا مردم بك، رضا سعيد، خليل الهبل، عبد الرحمان الإمام، زكي سكر. وانتهى أمر هذا المحفل عندما أصدر المفوّض السامي الفرنسيّ قراره بمنع الماسونيّة عام 1940


استقلال الماسونيّة السوريّة وتأسيس سلطة مستقلّة:
........................................................................

في هذه الفترة من الزمان، نشطت الماسونيّة السوريّة نشاطا ملحوظا، فقام الماسونيون بتأسيس محافل متعدّدة كان منها محفل نور دمشق الذي كان يعمل تحت سلطة المحفل الأكبر المصريّ، وقد ازدهر كثيرا وضمّ شخصيّات لها مركزها الاجتماعيّ الكبير. وكان المحفل الأكبر المصريّ ناشطا كثيرا في مصر وعلى رئاسته الأستاذ الأعظم أحمد ماهر باشا، الشخصيّة المتميّزة في عهده، وكان السكرتير الأعظم محمّد رفعت بك وكانت الماسونيّة شغله الشاغل سواء في مصر أو في البلاد العربيّة، وخاصّة سورية ولبنان. فعمل على تأسيس محافل رمزيّة عديدة، ومحافل إقليميّة لدرجة 18 في دمشق، ثمّ ساهم مساهمة فعّالة مجدية في مؤازرة المحافل الماسونيّة في سورية، حتّى تمكّنت من تأسيس سلطة ماسونيّة مستقلّة باسم المحفل الأكبر السوريّ، تيمّنا باسم المحفل الأكبر المصريّ الذي كانت تعمل تحت رعايته وسلطته، ومحافل سوريّة ولبنانيّة كثيرة.

المحفل الأكبر السوريّ:
..............................

كان المحفل الأكبر السوريّ السلطة الماسونيّة العليا في سورية. وقد انضمّ تحت لوائه العديد من المحافل الماسونيّة العاملة في سورية ولبنان. وانتخب أوّل رئيس له عطا بك الأيّوبي، وضمّ نخبة من السوريّين واللبنانيّين، ممّا استلفت أنظار الماسونيّة العالميّة في كلّ مكان. وقد تبنّاه المحفل الأكبر المصريّ وقدّمه للسلطات الماسونيّة العالميّة الأخرى في الدول التي تعمل فيها الماسونيّة، للتعاون وتبادل التمثيل. لقد ازدهرت الماسونيّة حقّا في سورية ولبنان في هذه الحقبة من الزمن، منذ أن تأسّس المحفل الأكبر السوريّ وأخذ يعمل على تأسيس محافل متعدّدة تابعة لسلطته. كما أسّس محفلا إقليميّا في بيروت لبنان تابعا له وأقام على رئاسته شخصيّة ماسونيّة هو الأستاذ الأعظم الإقليميّ جورج بك رزق الله، من كبار وجهاء بيروت وأثريائها، وذلك في حفلة كبرى برئاسة الأستاذ الأعظم عطا بك الأيّوبي، ضمّت عددا وافرا من الماسون السوريّين واللبنانيّين

المجلس السامي السوري لدرجة 33:
.................................................

عمل الماسونيون أصحاب الدرجات الماسونيّة العليا بتاريخ 9 حزيران 1941 على تأسيس المجلس السامي لدرجة الـ 33، وهو صاحب الحقّ والمرجع المختصّ بمنح الدرجات العليا بين درجة الـ 18 ودرجة الـ 33، والمشرف على هذه المؤسّسة، وانتخب حقّي بك العظم قطبا أعظما لهذه المؤسّسة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

"الماسونية العالمية وصلت إلى دمشق في نيسان 1868 خلال العهد العثماني ، عبر ماسوني أمريكي يدعى، روبرت موريس".

بالبحث عن روب موريس، نجد أنه عُرف كشاعر كبير وماسوني متمسك بأفكاره، واختصر اسمه من روبرت إلى روب لتمييزه عن شاعر أمريكي آخر، وينسب إله الفضل في ابتكار "وسام نجمة الشرق"، وهو مجموعة تعليمات وشروط اعتمدتها بعض الهيئات التابعة للمحافل الماسونية.

387003.jpg


وعن موريس يقول الباحث والمؤرخ السوري سامي مبيض: "جاء إلى دمشق حاملاً تحية أخوة من نصف مليون ماسوني أمريكي، ومعه ألف دولار أمريكي لتأسيس أول محفل فيها، ولتعريب الماسونية عبر أبنائها".

ولاختيار دمشق عند موريس دوافع كانت واضحة بالنسبة للمؤلف، يذكر منها اعتباره أن جميع أسرار وقيم العالم القديم موجودة في دمشق، بحسب ما ذكره موريس نفسه في كتاباته، والتي قال فيها إن "دورها وقصورها هي غبار ألف جيل من البشرية".

يخبرنا سامي مبيض أن "موريس استُقبل بحفاوة بالغة في دمشق"، وكان من بين المحتفين به محمد رشيد باشا، والي العثمانيين على دمشق، والذي "كان ماسونياً بدوره"، ما يقودنا إلى استنتاج أن دمشق كان فيها ماسونيون قبل مجيء موريس.

Struktura_mirovogo_masonstva_103767.jpg


ويؤكد مبيض أنه "في ذلك الوقت لم يكن هناك أي محفل محلي في دمشق، وكان كل ماسون دمشق منتسبين لمحافل خارجية"، و"دعاهم موريس للاجتماع السري الأول من نوعه في تاريخ المدينة... ليصنعوا في ذلك اليوم تاريخ الماسونية، في دمشق: 7 نيسان 1868".
مَن دخل إلى المحافل الماسونية من أبناء دمشق دخلها لأنه من النخبة وليس العكس. 11 من رؤساء الوزارات السورية في عهد الانتداب والاستقلال كانوا من الماسونيين ومعهم ثلاثة وزراء خارجية، ورئيسا دولة على الأقل

لاحقاً، وقّع الماسونيون كتاباً موجهاً للمحفل الأعظم الإنكليزي، طلبوا فيه صك براءة لتشغيل محفلهم الأول، بحسب ما يذكر الكاتب، وكان من بين الموقعين عليه نائب القنصل الأمريكي في دمشق ناصيف مشاقة، ومحمد علي محاسن، أحد أعيان المسلمين العاملين في المحكمة العثمانية العليا، والأميران محمد ومحيي الدين الجزائري، ابنا الثائر الجزائري الأمير عبد القادر.

ويعلّق مبيض "رغم أنه من المستحيل وجود أي دليل فعلي على انتساب الأمير الأول للماسونية، ولكن من المؤكد أن ابنيه وحفيده الأمير سعيد الذي صار حاكماً لدمشق عام 1918، كانوا ماسونيين".

هكذا، فتح الدمشقيون ذراعيهم للماسونية آخذين بالانتساب إليها بكثرة معجبين بقدومها من الغرب المتطور علمياً وصناعياً واقتصادياً. ورغم ذلك، يشير الكاتب إلى تعاملهم الحذر معها، خشية من أي مطامع غربية ببلادهم.


نقلا عن كتاب تاريخ الماسونية في دمشق

1868-1965_107124.jpg
 
عودة
أعلى