القنبلة النووية التكتيكية خيار روسي خطير قد يتم تفعيله

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
920
التفاعلات
2,106
القنبلة النووية التكتيكية خيار روسي خطير قد يتم تفعيله

تختلف القنبلة النووية التكتيكية عن القنابل النووية الاستراتيجية بأن الأولى لا تعتمد على تفاعلات انشطارية متسلسلة نووية، تصنع تدمير مساحي هائل جداً وشامل، إضافة إلى آثار إشعاعية جد خطيرة جداً وطويلة الأثر والتأثير كما هو الحال بالنوعية الحرارية الاستراتيجية.

إنما تعتمد على توليد طاقة حرارية تفعيلية بمادة تفجير حرارية أقوى من المفجر التقليدي في القنبلة النووية الحرارية، يؤدي بهندسة وآلية معينة، إلى تحرير نواة الذرة وتحرير طاقة أقل من الطاقة النووي في القنبلة الحرارية الاستراتيجية، والغريب والمميز عند الروس قدرتهم السرية على تخفيف أو إخفاء أو تبديد الطاقة والآثار الإشعاعية، فقد خففوها من قبل وبشكل ملحوظ على قنبلتهم الهيدروجينية الأقوى بالعالم المعروفة بقنبلة إيفان الأكبر أو القيصر وفق التسمية الغربية، وكان ذلك في بداية ستينيات القرن الماضي، فكيف بوقتنا هذا، في ظل مفرط للتطورات التقنية وفي كافة الأصعدة والمجالات، وهذا يرجح أن تلجئ روسيا إلى استخدامات محدودة لبعض القنابل النووية التكتيكية ربما ميدانياً لإنهاء بعض الدفاعات العصية، بقنابل غاية بالمحدودية بقوة 0.1 كيلوطن من مادة TNT أي 100 طن تفجيري وربما حتى 2 كيلوطن، وهي استراتيجية متاحة ضمن التكتيكات المتبعة في سياسة الأرض المحروقة الروسية، وتجنباً للتصعيد العالمي، ربما تكتفي روسيا بمستودعات تفجير هائلة حتى وزن 7 طن من الحشوات الفراغية الحرارية أو الباروحرارية.

لأن القرار بالتصعيد الميداني الروسي هنا فيه خيارات، أما متى يصبح قرار استخدام القنبلة النووية الروسية التكتيكية النظيفة إطراري، فهذا يعتمد على القيادة العامة الأوكرانية بمغالتها بضرب الأهداف الروسية خارج حدودها والتي يشملها الأهداف البحرية، أو استخدامها لقنابل إشعاعية قذرة "جهاز تشتيت الأشعة"، حيث تسعى أوكرانية النازية إلى امتلاكها بمساعد المخابرات الأنجلو أميركية.

والقنبلة الاشعاعية القذرة تعتمد مثل القنابل النووية على متفجرات تقليدية، ولكن ليس لتحريض التفاعلات النووية الانشطارية أو التحريرية النووية، إنما على تشتيت الطاقة الإشعاعية للمواد المشعة المثارة والمخصبة؛ وأكثر المواد المرشحة الإشعاعية هي: الكوبالت 60 وهو أخطرها على الإطلاق بالآثار الإشعاعية المديدة الأثر، أو السترونتيوم 90 أو السيزيوم 137 أو الإريديوم 192 أو البولونيوم 210 أو الراديوم 226 أو البولونيوم 238 وهو المرشح الأول الأوكراني أو الأمريسيوم 241 أو الكاليفورنيوم 252؛ والقنبلة القذرة تعتمد على تأثيرين الأول مباشر مع تأثير التفجير التقليدي من خلال تشبع الأجسام بنسب إشعاعية عالية قاتلة فورية، والتأثير الثاني بالتعرض الإشعاعي الأقل إضافة لتنفس غبار المواد الإشعاعية المتناثرة والتي تقتل بالخنق أو المرض الإشعاعي خلال 48 ساعة كحد أقصى.

وهنا لن يكتفي الروس بالاستخدام الميداني للنووي التكتيكي فقط، بل غالباً سوف يتطور إلى استخدامه ضد التحصينات الاستراتيجية الأوكرانية الخاصة بالقيادة العامة، فقد جرب الروس قنبلة تكتيكية تحت ماء البحر بحجم يد الرضيع، أحدثت انفجار هائل جداً وإزاحة وتبخير لكمية كبيرة من الماء، يمكن أن توضع مع المفجر المبدد للأشعة، بدل المفجر في قنبلة بيتاب 500 BETAB-500 الجوية التي تزن 500 كغ والتي تملك قدرة اختراقية هائلة جداً لأنها تعتمد بعد سقطوها واستقرارها بآلية تخفيف سرعة سقوط برشوتيه، على عملية تسريع سقوط هائلة جداً ثنائية الدفع بقوة دفع ذاتية ومدفعية بنفس الوقت وهو ما يمنحها قدرة اختراق غير عادية لمسافة كبيرة قبل تفجير الحشوة النووية، التي ممكن أن تكون بقوة 5 كيلوطن من مادة ثلاثي نيتريك التلويين العالية الإنفجار.
 
تمتلك روسيا أكثر من 2000 قنبلة ردع نووية تكتيكية، بينما تمتلك أمريكا في أوربا 100 قنبلة نووية تكتيكية من أصل 150 قنبلة من نوع B61-3 وB61-4، وتنوي الآن صناعة ونشر قنابل أحدث من نوع B61-12 يبلغ عددها 480 قنبلة، لاستخدامها في الطيران التكتيكي، وهي مصممة لتجهيز طائرات "F-35A" و"F-15E"، و"F-16C/D"، و"F/A-18".
 
عودة
أعلى