- إنضم
- 14/5/19
- المشاركات
- 5,688
- التفاعلات
- 30,129
بسم الله الرحمن الرحيم
1442/12/24 - 2021/8/4
في 2 أغسطس/آب 1990، اجتاح الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين الكويت، وضم هذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط، قبل أن يطرده تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد 7 أشهر، وخضع العراق للحظر لنحو 13 عاما، واضطر لدفع تعويضات حرب كبيرة للكويت، عبر الأمم المتحدة.
عملية عاصفة الصحراء
Operation Desert Storm
اتهامات بالسرقة
وبدأت الأزمة بين البلدين في 18 يوليو/تموز 1990، عندما اتهمت بغداد جارتها بـ"قضم" أراضيها و"سرقة" النفط من حقل الرميلة النفطي في جنوب البلاد، وطالبت بتسديد نحو ملياري يورو. ونفت الكويت هذه الاتهامات، وردت بأن العراق هو من يحاول حفر آبار النفط على أراضيها، واتهم العراق الكويت أيضا بأنها "تغرق عمدا" سوق النفط. وبين البلدين خلافات عديدة، لكن قضية ترسيم الحدود المعلقة منذ استقلال الكويت في 1961 هي الأكثر تعقيدا.
وطالبت بغداد الكويت بإلغاء الديون التي اقترضتها منها خلال حربها ضد إيران (1980-1988)، معتبرة أنها دافعت بها عن هذه الدولة الخليجية أيضا. وفي 20 يوليو/تموز 1990، بدأت الجامعة العربية وساطتين، لكنهما فشلتا، وتم تعليق المحادثات العراقية الكويتية في الأول من أغسطس/آب.
1442/12/24 - 2021/8/4
في 2 أغسطس/آب 1990، اجتاح الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين الكويت، وضم هذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط، قبل أن يطرده تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد 7 أشهر، وخضع العراق للحظر لنحو 13 عاما، واضطر لدفع تعويضات حرب كبيرة للكويت، عبر الأمم المتحدة.
عملية عاصفة الصحراء
Operation Desert Storm
اتهامات بالسرقة
وبدأت الأزمة بين البلدين في 18 يوليو/تموز 1990، عندما اتهمت بغداد جارتها بـ"قضم" أراضيها و"سرقة" النفط من حقل الرميلة النفطي في جنوب البلاد، وطالبت بتسديد نحو ملياري يورو. ونفت الكويت هذه الاتهامات، وردت بأن العراق هو من يحاول حفر آبار النفط على أراضيها، واتهم العراق الكويت أيضا بأنها "تغرق عمدا" سوق النفط. وبين البلدين خلافات عديدة، لكن قضية ترسيم الحدود المعلقة منذ استقلال الكويت في 1961 هي الأكثر تعقيدا.
وطالبت بغداد الكويت بإلغاء الديون التي اقترضتها منها خلال حربها ضد إيران (1980-1988)، معتبرة أنها دافعت بها عن هذه الدولة الخليجية أيضا. وفي 20 يوليو/تموز 1990، بدأت الجامعة العربية وساطتين، لكنهما فشلتا، وتم تعليق المحادثات العراقية الكويتية في الأول من أغسطس/آب.
الدور الأميركي
وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة دي فيلت (WELT) الألمانية تقريرا قبل أيام، سلطت فيه الضوء مجددا على دور الولايات المتحدة الغامض في حرب الخليج، وعما إذا كانت السفيرة الأميركية في العراق وقتذاك أبريل غلاسبي أعطت "الضوء الأخضر" فعلا لصدام حسين لغزو الكويت أثناء لقائها معه قبيل اجتياح الجيش العراقي للكويت بأيام معدودة، أم أن كلام السفيرة قد فُهم من قبل القيادة العراقية بشكل مختلف عما قصدته؟
وتناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية المقابلة المشهورة بين صدام وغلاسبي، مشيرة إلى أن السفيرة أوضحت للرئيس العراقي أنها لا تملك رأيا في خلاف العراق الحدودي مع الكويت، وهو ما جعل البعض ينحون باللائمة على كلام السفيرة الأميركية في حدوث هذا الغزو. بيد أن المجلة قالت إن وزارة الخارجية الأميركية كانت أرسلت أيضا تأكيدات في وقت سابق لصدام بأن واشنطن ليست لديها التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه دولة الكويت؛ وهو ما ينفي اقتصار الأمر على اللقاء بين السفيرة الأميركية والرئيس العراقي في ذلك الوقت.
غلاسبي أصرت لدى مثولها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن في مارس/ آذار 1991 على أنها حذرت الرئيس العراقي مرارا من مغبة هجومه على الكويت، ولكن بلهجة دبلوماسية، وهو ما وضحه أيضا جيمس أكينز، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية، الذي علق على هذا الأمر أنه في اللغة الدبلوماسية لا يتسنى لك توجيه التحذير -كما يعتقد البعض- بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة فورين بوليسي أن صدام قاطع السفيرة الأميركية مرارا، وأخبرها بقائمة من المظالم لتوصلها للرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش، كما أنه اتهم الولايات المتحدة بأن لها نوايا خبيثة ضد بلده، وهو ما يوضح -في رأي المجلة- أن الرئيس العراقي كان لديه الوقت الكافي من أجل فهم النوايا الأميركية، وليس صحيحا أن جملة واحدة فقط هي السبب في عدم فهم صدام لكلام السفيرة أو تفسيره بشكل خاطئ.
وتناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية المقابلة المشهورة بين صدام وغلاسبي، مشيرة إلى أن السفيرة أوضحت للرئيس العراقي أنها لا تملك رأيا في خلاف العراق الحدودي مع الكويت، وهو ما جعل البعض ينحون باللائمة على كلام السفيرة الأميركية في حدوث هذا الغزو. بيد أن المجلة قالت إن وزارة الخارجية الأميركية كانت أرسلت أيضا تأكيدات في وقت سابق لصدام بأن واشنطن ليست لديها التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه دولة الكويت؛ وهو ما ينفي اقتصار الأمر على اللقاء بين السفيرة الأميركية والرئيس العراقي في ذلك الوقت.
غلاسبي أصرت لدى مثولها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في واشنطن في مارس/ آذار 1991 على أنها حذرت الرئيس العراقي مرارا من مغبة هجومه على الكويت، ولكن بلهجة دبلوماسية، وهو ما وضحه أيضا جيمس أكينز، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية، الذي علق على هذا الأمر أنه في اللغة الدبلوماسية لا يتسنى لك توجيه التحذير -كما يعتقد البعض- بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة فورين بوليسي أن صدام قاطع السفيرة الأميركية مرارا، وأخبرها بقائمة من المظالم لتوصلها للرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش، كما أنه اتهم الولايات المتحدة بأن لها نوايا خبيثة ضد بلده، وهو ما يوضح -في رأي المجلة- أن الرئيس العراقي كان لديه الوقت الكافي من أجل فهم النوايا الأميركية، وليس صحيحا أن جملة واحدة فقط هي السبب في عدم فهم صدام لكلام السفيرة أو تفسيره بشكل خاطئ.
بداية الغزو
في 2 أغسطس/آب 1990، حدث الغزو، و"بدأت القوات العراقية دخول الأراضي الكويتية واحتلال مواقع داخل" البلاد، ووقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الوحدات الكويتية والجيش العراقي وسط مدينة الكويت. لكن أمام 100 ألف جندي عراقي و300 دبابة، كان الوضع يفوق طاقة الجيش الكويتي، الذي يبلغ عدده 16 ألف رجل. وتم احتلال المدينة خلال النهار، وفر الأمير جابر الأحمد الصباح إلى السعودية، في حين قُتل شقيقه الشيخ فهد. وفي المساء توجه الجيش العراقي إلى مينائي الشعيبة والأحمدي النفطيين.
أدان المجتمع الدولي بشدة الغزو، في حين سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا. وفي اجتماع طارئ، طالب مجلس الأمن الدولي "بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية". وجمدت واشنطن جميع الأصول العراقية في الولايات المتحدة والشركات التابعة لها في الخارج، وكذلك الأصول الكويتية لمنع كويتيين من الاستيلاء عليها لحساب بغداد، وأوقف الاتحاد السوفياتي توريد الأسلحة للعراق.
وفي 6 أغسطس/آب، فرض مجلس الأمن حظرا تجاريا وماليا وعسكريا على العراق. وفي 8 من الشهر نفسه، أعلن الرئيس الأميركي إرسال قوات إلى السعودية. وفي اليوم التالي، وصلت أول دفعة من جنود ما تعرف بعملية "درع الصحراء"، التي سميت بعد بدء الحرب لاحقا بـ"عاصفة الصحراء". أغلق العراق حدوده، وحجز آلاف المدنيين الغربيين والعرب والآسيويين على غير إرادتهم في العراق أو الكويت، وتم استخدام نحو 500 شخص "دروعا بشرية" لأكثر من 4 أشهر.
وفي 8 أغسطس/آب أعلن العراق ضم الكويت "الكامل وعلى نحو لا رجعة فيه". وفي نهاية الشهر ذاته، أعلنت بغداد التقسيم الإداري للكويت، وجعلت مدينة الكويت والمناطق المحيطة بها المحافظة 19 بالعراق. وجاء الغزو وسط أزمة اقتصادية حادة عاشها العراق بسبب الديون التي تراكمت عليه عقب انتهاء حربه مع إيران، إذ اتهم صدام حسين الكويت بتعمد تخفيض أسعار النفط عبر ضخ كميات أكبر من حصتها من النفط من الحقول النفطية المشتركة بينهما. وعندما رفضت الكويت إلغاء ديون الحرب العراقية قرر صدام حسين غزوها. وقد أدانت الأمم المتحدة الغزو، وبدأت بفرض حظر على العراق منذ 6 أغسطس/آب من ذلك العام، قبل أن يصوت مجلس الأمن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني على القرار رقم 678 الذي يشرع استخدام القوة ضد العراق، ويحدد مهلة تنتهي في 15 يناير/كانون الثاني 1991 عند منتصف الليل للخروج من الكويت.
وقد شهد مطلع شهر يناير/ كانون الثاني من عام 1991 جهودا دبلوماسية مكثفة لمحاولة إنهاء الأزمة دون اللجوء إلى القوة ومع مضي الأيام، ازداد الشعور بحتمية وقوع الحرب.
وأخفقت المساعي العربية لحل الأزمة تماما، والتقى أمين عام الأمم المتحدة، خافير بيريز دي كويار، بالرئيس العراقي، صدام حسين، لكنه لم يستطع إقناعه بالانسحاب أو حتى الدخول في مفاوضات بشأن الانسحاب.
أدان المجتمع الدولي بشدة الغزو، في حين سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا. وفي اجتماع طارئ، طالب مجلس الأمن الدولي "بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية". وجمدت واشنطن جميع الأصول العراقية في الولايات المتحدة والشركات التابعة لها في الخارج، وكذلك الأصول الكويتية لمنع كويتيين من الاستيلاء عليها لحساب بغداد، وأوقف الاتحاد السوفياتي توريد الأسلحة للعراق.
وفي 6 أغسطس/آب، فرض مجلس الأمن حظرا تجاريا وماليا وعسكريا على العراق. وفي 8 من الشهر نفسه، أعلن الرئيس الأميركي إرسال قوات إلى السعودية. وفي اليوم التالي، وصلت أول دفعة من جنود ما تعرف بعملية "درع الصحراء"، التي سميت بعد بدء الحرب لاحقا بـ"عاصفة الصحراء". أغلق العراق حدوده، وحجز آلاف المدنيين الغربيين والعرب والآسيويين على غير إرادتهم في العراق أو الكويت، وتم استخدام نحو 500 شخص "دروعا بشرية" لأكثر من 4 أشهر.
وفي 8 أغسطس/آب أعلن العراق ضم الكويت "الكامل وعلى نحو لا رجعة فيه". وفي نهاية الشهر ذاته، أعلنت بغداد التقسيم الإداري للكويت، وجعلت مدينة الكويت والمناطق المحيطة بها المحافظة 19 بالعراق. وجاء الغزو وسط أزمة اقتصادية حادة عاشها العراق بسبب الديون التي تراكمت عليه عقب انتهاء حربه مع إيران، إذ اتهم صدام حسين الكويت بتعمد تخفيض أسعار النفط عبر ضخ كميات أكبر من حصتها من النفط من الحقول النفطية المشتركة بينهما. وعندما رفضت الكويت إلغاء ديون الحرب العراقية قرر صدام حسين غزوها. وقد أدانت الأمم المتحدة الغزو، وبدأت بفرض حظر على العراق منذ 6 أغسطس/آب من ذلك العام، قبل أن يصوت مجلس الأمن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني على القرار رقم 678 الذي يشرع استخدام القوة ضد العراق، ويحدد مهلة تنتهي في 15 يناير/كانون الثاني 1991 عند منتصف الليل للخروج من الكويت.
وقد شهد مطلع شهر يناير/ كانون الثاني من عام 1991 جهودا دبلوماسية مكثفة لمحاولة إنهاء الأزمة دون اللجوء إلى القوة ومع مضي الأيام، ازداد الشعور بحتمية وقوع الحرب.
وأخفقت المساعي العربية لحل الأزمة تماما، والتقى أمين عام الأمم المتحدة، خافير بيريز دي كويار، بالرئيس العراقي، صدام حسين، لكنه لم يستطع إقناعه بالانسحاب أو حتى الدخول في مفاوضات بشأن الانسحاب.
عاصفة الصحراء
سمح مجلس الأمن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني "للدول الأعضاء باستخدام جميع الوسائل اللازمة" إذا لم يغادر العراق الكويت قبل 15 يناير/كانون الثاني 1991. وفي 9 يناير/ كانون الثاني من عام 1991 انتهت محادثات أجريت بين وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ونظيره العراقي طارق عزيز بالإخفاق أيضا. وعندها أعلنت واشنطن أنها استنفدت جميع السبل الدبلوماسية للوصول إلى حل، صوت الكونغرس الأمريكي لصالح قرار شن حرب ضد العراق في 12 يناير/ كانون الثاني. وقد أثار موقف الرئيس العراقي سخط كثيرين لعدم إقدامه على سحب أي من قواته من الكويت.
فبعد نحو 20 أسبوعاً من عملية حشد القوات في منطقة الخليج، أطلق تحالف تقوده الولايات المتحدة وبقرار من الأمم المتحدة، حملة جوية استمرت 6 أسابيع تلتها 4 أيام من القتال البري
خرجت أكثر من ألف طلعة جوية خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من العملية عاصفة الصحراء لضرب أهداف عسكرية عراقية، إلا أن العاصمة بغداد كان لها النصيب الأعنف والأشد من القصف ما أوقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين بين سكان العاصمة العراقية. وبعد يوم واحد من انطلاق حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق عام 1991، نفذت بغداد تهديدها بقصف المدن الإسرائيلية. وقد بدأ الرد العسكري العراقي في 18 يناير/كانون الثاني وحتى 25 فبراير/شباط 1991، وتضمن 19 هجوما صاروخيا انطلاقا من غرب العراق. وقد أعلنت إسرائيل أن خسائرها في تلك الهجمات تمثلت في سقوط نحو 14 قتيلا وإصابة العشرات. كما تم في 23 يناير/كانون الثاني 1991 بدأ العراق بعملية صب ما يقارب مليون طن من النفط الخام في مياه الخليج العربي وإحراق آبار النفط في الكويت.
وفي يوم 24 فبراير/شباط 1991 انطلقت الحملة البرية لقوات التحالف عبر عدة جبهات، وشنت قوات التحالف هجوما على الجيش العراقي الذي كان متمركزا غربي الكويت، ثم توغلت داخل الكويت وجنوبي العراق. وفي 25 فبراير/شباط 1991 أعلن العراق موافقته على كل شروط الانسحاب، وفي اليوم التالي بدأ الجيش العراقي مغادرة الكويت بشكل غير منظم مما أدى إلى تكدس دباباته ومدرعاته وناقلات جنوده على طول الطريق بين البلدين، فكانت هدفا سهلاً لطيران التحالف. وترك العراقيون وراءهم بلدا مدمرا ومنهوبا وأكثر من 750 بئرا للنفط مشتعلة. وكانت عاصفة الصحراء نقطة تحول عسكرية، إذ باتت الولايات المتحدة القوة العسكرية العظمى بلا منازع في العالم، وقد لعب ذلك الصراع القصير دورا فيتسريع تفكك الاتحاد السوفيتي السابق.
وشارك في العملية حينئذ العديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة إلى جانب كل من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر والسعودية والإمارات وسوريا وقطر وعمان والمغرب. وقد شهدت حرب الخليج الأولى دخول الطائرة الشبح في العمليات والتوجيه الدقيق للقذائف، كما شهدت أيضا تنفيذ مفاهيم جديدة مثل "الحرب الموازية"، إذ دمرت أهداف عدة في وقت واحد وليس بالتسلسل وذلك بهدف التعمية والتشويش والتعطيل. وقسمت الأزمة العرب؛ حيث شاركت الجيوش المصرية والسورية في التحالف، مما أثار استنكار دول عربية أخرى. وقد وضعت تلك الحرب مفهوما جديدا يقوم على الاعتماد الكلي على القوات الجوية والقصف الصاروخي والتكنولوجيا المتطورة، وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعته القوى الغربية بعد ذلك في مناطق أخرى مثل البلقان.
فبعد نحو 20 أسبوعاً من عملية حشد القوات في منطقة الخليج، أطلق تحالف تقوده الولايات المتحدة وبقرار من الأمم المتحدة، حملة جوية استمرت 6 أسابيع تلتها 4 أيام من القتال البري
خرجت أكثر من ألف طلعة جوية خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من العملية عاصفة الصحراء لضرب أهداف عسكرية عراقية، إلا أن العاصمة بغداد كان لها النصيب الأعنف والأشد من القصف ما أوقع عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين بين سكان العاصمة العراقية. وبعد يوم واحد من انطلاق حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق عام 1991، نفذت بغداد تهديدها بقصف المدن الإسرائيلية. وقد بدأ الرد العسكري العراقي في 18 يناير/كانون الثاني وحتى 25 فبراير/شباط 1991، وتضمن 19 هجوما صاروخيا انطلاقا من غرب العراق. وقد أعلنت إسرائيل أن خسائرها في تلك الهجمات تمثلت في سقوط نحو 14 قتيلا وإصابة العشرات. كما تم في 23 يناير/كانون الثاني 1991 بدأ العراق بعملية صب ما يقارب مليون طن من النفط الخام في مياه الخليج العربي وإحراق آبار النفط في الكويت.
وفي يوم 24 فبراير/شباط 1991 انطلقت الحملة البرية لقوات التحالف عبر عدة جبهات، وشنت قوات التحالف هجوما على الجيش العراقي الذي كان متمركزا غربي الكويت، ثم توغلت داخل الكويت وجنوبي العراق. وفي 25 فبراير/شباط 1991 أعلن العراق موافقته على كل شروط الانسحاب، وفي اليوم التالي بدأ الجيش العراقي مغادرة الكويت بشكل غير منظم مما أدى إلى تكدس دباباته ومدرعاته وناقلات جنوده على طول الطريق بين البلدين، فكانت هدفا سهلاً لطيران التحالف. وترك العراقيون وراءهم بلدا مدمرا ومنهوبا وأكثر من 750 بئرا للنفط مشتعلة. وكانت عاصفة الصحراء نقطة تحول عسكرية، إذ باتت الولايات المتحدة القوة العسكرية العظمى بلا منازع في العالم، وقد لعب ذلك الصراع القصير دورا فيتسريع تفكك الاتحاد السوفيتي السابق.
وشارك في العملية حينئذ العديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة إلى جانب كل من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا ومصر والسعودية والإمارات وسوريا وقطر وعمان والمغرب. وقد شهدت حرب الخليج الأولى دخول الطائرة الشبح في العمليات والتوجيه الدقيق للقذائف، كما شهدت أيضا تنفيذ مفاهيم جديدة مثل "الحرب الموازية"، إذ دمرت أهداف عدة في وقت واحد وليس بالتسلسل وذلك بهدف التعمية والتشويش والتعطيل. وقسمت الأزمة العرب؛ حيث شاركت الجيوش المصرية والسورية في التحالف، مما أثار استنكار دول عربية أخرى. وقد وضعت تلك الحرب مفهوما جديدا يقوم على الاعتماد الكلي على القوات الجوية والقصف الصاروخي والتكنولوجيا المتطورة، وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعته القوى الغربية بعد ذلك في مناطق أخرى مثل البلقان.
دمار بغداد
وفي العاصمة العراقية استهدفت المنشآت العسكرية ومراكز الاتصالات ومبنى البرلمان والمطار ووزارة الدفاع وأماكن عديدة أخرى. ولم يقتصر الدمار على بغداد بل شمل كل المدن العراقية الكبرى وجميع الأهداف العسكرية، وذلك بالإضافة إلى قوات الجيش العراقي التي كانت تحتل الكويت. وفي يوم 13 من فبراير/ شباط من عام 1991 وقع حادث ملجأ العامرية في بغداد الذي هز التحالف الدولي وأبرز الثمن البشري لعمليات عاصفة الصحراء.
فقد أسقطت مقاتلة أمريكية من طراز الشبح قنبلتين موجهتين بالليزر على مخبأ تحت الأرض كانت قوات التحالف تظن أنه أحد مراكز قيادة الجيش العراقي. وكان الهدف من الهجوم هو إدخال القنبلتين التي تبلغ زنة كل منهما تسعمئة كيلوجرام إلى داخل المخبأ من خلال فتحات التهوية، لكن إحداهما أخطأت هدفها وانفجرت في موقع قريب وأدى انفجارها إلى سد مخرج المخبأ الوحيد. أما القنبلة الثانية فاخترقت سقف المخبأ وانفجرت وسط أكبر غرفه في الطابق العلوي منه. وقد أدى الانفجار الثاني إلى مقتل 314 شخصا بينهم 130 طفلا.
ولم تكن القيادة الجوية لقوات التحالف تعلم أن مئات النساء والأطفال كانوا يستخدمون المخبأ للاحتماء من القصف الجوي منذ بداية الحرب. وقد أصيب أهالي الضحايا ومعهم مشاهدو التلفزيون في كل مكان في العالم بصدمة عند رؤية الجثث المتفحمة المنتشلة من داخل المخبأ. واستغلت السلطات العراقية الحادث إعلاميا بأن سمحت لجميع فرق التصوير التابعة لمحطات التلفزيون الغربية بتصوير المشاهد الأليمة دون قيود.
فقد أسقطت مقاتلة أمريكية من طراز الشبح قنبلتين موجهتين بالليزر على مخبأ تحت الأرض كانت قوات التحالف تظن أنه أحد مراكز قيادة الجيش العراقي. وكان الهدف من الهجوم هو إدخال القنبلتين التي تبلغ زنة كل منهما تسعمئة كيلوجرام إلى داخل المخبأ من خلال فتحات التهوية، لكن إحداهما أخطأت هدفها وانفجرت في موقع قريب وأدى انفجارها إلى سد مخرج المخبأ الوحيد. أما القنبلة الثانية فاخترقت سقف المخبأ وانفجرت وسط أكبر غرفه في الطابق العلوي منه. وقد أدى الانفجار الثاني إلى مقتل 314 شخصا بينهم 130 طفلا.
ولم تكن القيادة الجوية لقوات التحالف تعلم أن مئات النساء والأطفال كانوا يستخدمون المخبأ للاحتماء من القصف الجوي منذ بداية الحرب. وقد أصيب أهالي الضحايا ومعهم مشاهدو التلفزيون في كل مكان في العالم بصدمة عند رؤية الجثث المتفحمة المنتشلة من داخل المخبأ. واستغلت السلطات العراقية الحادث إعلاميا بأن سمحت لجميع فرق التصوير التابعة لمحطات التلفزيون الغربية بتصوير المشاهد الأليمة دون قيود.
نتائج الحرب
ورغم نجاح عمليات عاصفة الصحراء في إجلاء القوات العراقية عن الكويت، فإن الرئيس العراقي، صدام حسين، ظل يحكم سيطرته على بغداد حتى مارس/ آذار من عام 2003. وقد انتقد البعض الرئيس الأمريكي، بوش الأب، لعدم التقدم صوب العاصمة العراقية بغداد وقهر نظام صدام حسين، إلا أنه أشار لاحقا إلى أن تفويض الأمم المتحدة لم ينص على ذلك وأنه كان من المحتمل أن ينهار التحالف لو تم توسيع الحرب.
كان الهدف طرد قوات صدام حسين من الكويت. وتشير التقديرات إلى أن عملية عاصفة الصحراء أسفرت عن مقتل ما بين 70 و200 ألف في صفوف الجيش العراقي فضلا عن 200 ألف مدني، مقابل 505 جنود من قوات التحالف من بينهم 472 من الأمريكيين، وإصابة نحو 300 ألف جندي، وأسر 30 ألفا آخرين. وخسر العراق حوالي 4 آلاف دبابة، و240 طائرة، ودمرت دفاعاته الجوية وقواعد إطلاق صواريخه وسفنه الحربية في الخليج.
وقد دمر القصف الجوي المرافق العراقية مثل المدارس والجامعات، ومراكز الاتصالات، ومنشآت تكرير وتوزيع النفط والموانئ، والجسور والسكك الحديدية، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتصفية المياه. كما جمّد مجلس الأمن الدولي مبالغ كبيرة من الأرصدة العراقية في البنوك العالمية لدفع تعويضات للمتضررين نتيجة الغزو، وهي التعويضات التي قدرت بنحو 52 مليار دولار. وقد أدى الحصار الذي فرض على العراق بعد هذه الحرب واستمر نحو 12 عاما إلى أزمة إنسانية كبيرة.
كان الهدف طرد قوات صدام حسين من الكويت. وتشير التقديرات إلى أن عملية عاصفة الصحراء أسفرت عن مقتل ما بين 70 و200 ألف في صفوف الجيش العراقي فضلا عن 200 ألف مدني، مقابل 505 جنود من قوات التحالف من بينهم 472 من الأمريكيين، وإصابة نحو 300 ألف جندي، وأسر 30 ألفا آخرين. وخسر العراق حوالي 4 آلاف دبابة، و240 طائرة، ودمرت دفاعاته الجوية وقواعد إطلاق صواريخه وسفنه الحربية في الخليج.
وقد دمر القصف الجوي المرافق العراقية مثل المدارس والجامعات، ومراكز الاتصالات، ومنشآت تكرير وتوزيع النفط والموانئ، والجسور والسكك الحديدية، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتصفية المياه. كما جمّد مجلس الأمن الدولي مبالغ كبيرة من الأرصدة العراقية في البنوك العالمية لدفع تعويضات للمتضررين نتيجة الغزو، وهي التعويضات التي قدرت بنحو 52 مليار دولار. وقد أدى الحصار الذي فرض على العراق بعد هذه الحرب واستمر نحو 12 عاما إلى أزمة إنسانية كبيرة.
استئناف العلاقات
واستؤنفت العلاقات بين البلدين عام 2004 على مستوى قائم بالأعمال، وعيّنت الكويت أول سفير لها في بغداد في يوليو/تموز 2008، وفي مارس/آذار 2010، سمّى العراق سفيرا له لدى الكويت. ولم ترفع الأمم المتحدة العقوبات التي فرضتها على العراق عام 1990 إلا عام 2010، أي بعد 7 سنوات من سقوط نظام صدام حسين بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003. ورغم ذلك، لا تزال الخلافات الحدودية قائمة، إذ إن العراق يعترف بالحدود البرية التي رسمتها الأمم المتحدة عام 1993، لكنه يعتبر أن حدوده البحرية تمنعه من الوصول إلى الخليج، وهو أمر حيوي لاقتصاده؛ ولذلك تعتقل البحرية الكويتية الصيادين العراقيين بانتظام.
المفقودون لا يزالون بالآلاف من الجانبين، وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتم إعادة سوى 215 كويتيا و85 عراقيا. لكن في المجمل، تحسنت العلاقات بشكل كبير بين البلدين. وفي عام 2018 استضافت الكويت مؤتمرًا للمانحين لإعادة بناء العراق، وكانت أوّل من أسهم بمبلغ ملياري دولار، وتبادل قادة البلدين الزيارات على مدار السنوات الماضية.
aljazeera
BBC
المفقودون لا يزالون بالآلاف من الجانبين، وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتم إعادة سوى 215 كويتيا و85 عراقيا. لكن في المجمل، تحسنت العلاقات بشكل كبير بين البلدين. وفي عام 2018 استضافت الكويت مؤتمرًا للمانحين لإعادة بناء العراق، وكانت أوّل من أسهم بمبلغ ملياري دولار، وتبادل قادة البلدين الزيارات على مدار السنوات الماضية.
aljazeera
BBC