الـجـمـرة الـخـبـيـثـة ــ anthrax

عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,121
anthrax-spores_custom-de70ee9f2431f440df830622233e6fefde70bc9d-s800-c85.jpg


توجد بكتيريا الجمرة الخبيثة بصفة طبيعية في الحيوانات آكلة النباتات مثل الخراف والماعز والأبقار، وبدرجة أقل عند الخنازير وتسمى هذه البكتيريا "باسيلس أنثراسيس". كانت الجمرة الخبيثة في الماضي تنتشر بالمناطق التي تكثر فيها تلك الحيوانات الداجنة، غير أنها اختفت أو كادت في البلاد التي تفرض حقن الحيوانات باللقاح المضاد للجمرة الخبيثة، ولا تزال تنتشر في كثير من بلدان العالم الثالث بأفريقيا وآسيا. تزايد الحديث عن بكتيريا الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة وعدد من الدول بعد اكتشاف مصابين بها، وخوفا من أن تكون نوعا من الحرب الموجهة ضد الأميركيين، خاصة بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، والتي تتهم أميركا تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها.

الانـتـقـال لـلإنــســـــان:

تنتقل بكتيريا الجمرة الخبيثة في العادة عبر الاتصال المباشر بين الإنسان والحيوانات المصابة، أو عبر منتجات تلك الحيوانات المصابة مثل الصوف واللحم، أو باستخدامها سلاحا جرثوميا بنشرها في الجو أو وضعها في اللحم.
تظهر أعراض المرض عادة خلال ثلاثة أيام لكنها قد تستغرق مدة طويلة في بعض الحالات تصل إلى شهرين. ويتوفر لقاح ضد الجمرة للأشخاص الذين يعملون في مهن يكون فيها خطر التعرض كبيرا أو لأفراد القوات المسلحة الذين قد يتعرضون لخطر الحرب البيولوجية.

ــ تشير الدلائل إلى أن لدى الإنسان مقاومة جيدة للمرض. ففي دراسة أجريت في أوائل الستينات تبين أن عمال الصوامع الذين يستنشقون ما يصل إلى 1300 جرثومة خلال 8 ساعات لا يعانون من أي آثار للمرض. وتشير التقديرات أنه يلزم استنشاق أكثر من 10000 جرثومة ليصاب الإنسان بالمرض. ولا تحدث الإصابة إلا إذا تفتحت أعداد كافية من الجراثيم، وبدأت البكتريا في التكاثر وإطلاق السموم المضرة.

ــ يصنف المرض حسب طريقة الإصابة به. لذا يعرف من خلال ثلاثة أشكال: الجمرة الجلدية والجمرة المعوية والجمرة الرئوية.

أنـواع بـكـتـيـريا الـجـمـرة الـخـبـيـثـة:

1- بكتيريا الجلد:

يظهر المرض على شكل بثور وحويصلات صغيرة تتحول بعد ذلك إلى ورم أسود. ويكثر المرض بين عمال المدابغ الذين يعملون في حمل جلود وجثث الحيوانات، وتنتقل العدوى من المصابين بالملامسة. ومدة حضانة المرض ما بين أربعة أيام وسبعة أيام.

2- بكتيريا المعدة:

تحدث العدوى عن طريق الفم عبر تناول لحوم الحيوانات المصابة، وتسبب تقرحات في المعدة. ومدة حضانة المرض مثل بكتيريا الجلد.

3- بكتيريا الرئة:

هي أخطر أنواع بكتيريا الجمرة الخبيثة، وتنتقل إلى الإنسان عبر استنشاق الهواء الملوث. ومدة حضانة المرض تقل عن 24 ساعة.

أهـم أعــراض الإصـــابـة بـالـجــمـرة الـخــبــيــثـة:

ــ ارتفاع درجة الحرارة.

ــ السعال.

ــ الضعف الجسدي.

ــ هزة وصعوبة في التنفس وتفحم الرئتين ثم الموت في المرحلة المتقدمة.

ســـلاح جــرثــومــي:

هناك قرابة عشر دول أجرت تجارب على إمكانية استخدام بكتيريا الجمرة الخبيثة في أغراض عسكرية، مثل روسيا والولايات المتحدة. وتكمن خطورتها في سهولة الإصابة بها خاصة النوع الذي يصيب الرئتين. ويمكن تلخيص أسباب خطورة الجرثومة في التالي:

- سرعة وقوة فتكها بالمصابين.

- سهولة إنتاجها بكميات كبيرة.

- السهولة النسبية في تحولها إلى سلاح جرثومي.

- سرعة انتشارها في مناطق واسعة.

- سهولة تخزينها واستمرار خطورتها مددا طويلة.

1_2bV7JDHBSf-2RRcaBZKtvg.jpeg


كـيـف اسـتـخـدمـت الأسـلـحـة الـبـيـولـوجـيـة فـي الـحـروب الـعـالـمـيـة؟

خلال الحرب العالمية الأولى، بدأت ألمانيا في استخدام الأسلحة البيولوجية عن طريق إصابة الخيول والماشية التي تملكها الجيوش على الجبهتين الشرقية والغربية. وتمكنوا من التسلل إلى الولايات المتحدة وأصابوا عدة حيوانات قبل شحنها عبر المحيط الأطلسي لدعم قواتهم. تسببت الآثار المدمرة للحرب العالمية الأولى في حظر معظم الدول على استخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية في الحرب. ومع ذلك انخرطت اليابان في برامج التطوير والإنتاج والاختبار والاستخدام في الحرب البيولوجية وانتهكت الحظر عندما استخدمت الأسلحة ضد الصين في الفترة بين 1927-1945.

لم تستخدم الأسلحة البيولوجية في الصين فحسب، بل قتلت أيضًا أكثر من 3000 شخص بشري (بما في ذلك أسرى الحرب المتحالفون) في اختبار عوامل الحرب البيولوجية، واستخدمت الحرب البيولوجية في الجمرة الخبيثة والحمى الصفراء والكوليرا والغرغرينا وغيرها.


ــ يقال إن أول استخدام جماعي لجراثيم الجمرة الخبيثة كسلاح حدث أثناء الاحتلال الياباني للصين من عام 1932 إلى عام 1945.

قامت بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية بتجربة استخدمت فيها الجمرة الخبيثة كسلاح على جزيرة جرونارد الاسكتلندية. ولم تطهر تلك الجزيرة من آثار المرض حتى عام 1987. بعد الحرب العالمية الثانية، واصلت الولايات المتحدة بحثها عن الأسلحة البيولوجية في الخمسينيات من القرن الماضي ، عندما أنتجت جامعة ولاية أيوا "سلالة أميس" الخبيثة من الجمرة الخبيثة التي بيعت لاحقًا إلى أجزاء كثيرة من العالم.

في عام 1970 أمر الرئيس الأمريكي نيكسون بوضع حد لإنتاج الأسلحة البيولوجية في الولايات المتحدة، وجعل الأمر يقتصر على البحث في تطوير وسائل الدفاع ضد أي هجوم بيولوجي.

في عام 1972 أدى القلق الدولي إلى معاهدة تحظر إنتاج وتكديس الأسلحة البيولوجية تم توقيع هذا من قبل حوالي 140 دولة.

في أبريل 1979 وقع اكبر حادث استنشاق بشري لجراثيم الجمرة الخبيثة حيث اطلقت الجمرة الخبيثة بطريق الخطأ مما أدى الى حدوث 79 حالة اصابة بالمرض، توفي من بينها 68 شخصا. على الرغم من أن روسيا كانت واحدة من الدول الموقعة على المعاهدة واصل الاتحاد السوفياتي البحث وإنتاج الأسلحة البيولوجية.

عام 1991 كان هناك مخاوف من أن الجمرة الخبيثة قد تستخدم كسلاح خلال حرب الخليج، حيث اشترى العراق جراثيم الجمرة الخبيثة من الولايات المتحدة في الثمانينيات، ويعتقد أن العراق كان يطور لاستخدامها في الرؤوس الحربية والهجمات الجوية، وانتهت تلك الحرب ولم يتم استخدام أي أسلحة بيولوجية.


بعد الحرب، دمرت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة في العراق (UNSCOM) مرافق الإنتاج والتخزين المتبقية للحرب البيولوجية في العراق، وقال مفتش الأمم المتحدة السابق سكوت ريتر لبي بي سي: "بحلول عام 1998 ، تمكنا من إثبات أن العراق ليس لديه القدرة على إنتاج أسلحة بيولوجية".

عام 1995 قامت الجماعة اليابانية المعروفة باسم: اوم شينريكيو Aum Shinrikyo باطلاق غاز السارين السام في محطة قطار الانفاق في طوكيو، كما حاولت ايضا نشر جراثيم الجمرة الخبيثة، ولكن أحدا لم يصب بالمرض جراء ذلك.

terrorist-attack-wake-AUM-Shinrikyo-sarin-nerve-March-20-1995.jpg


مـسـحــوق الـجــمــرة الـخـــبـــيــثـة

يعد إنتاج كميات كبيرة من الجمرة الخبيثة على شكل مسحوق لاستخدامه كسلاح فعال على نطاق واسع عملية معقدة ومكلفة، حيث يتطلب استخدام أجهزة الطرد المركزي الكبيرة للغسيل المتكرر ثم التجفيف المكثف لإنتاج مسحوق مركز أو عالي النقاء/ ذو جودة عالية military-grade. تميل جراثيم الجمرة الخبيثة في حالة الكمون للالتصاق ببعضها البعض وتشكيل ترسبات سائلة. ولكي يمكن استخدام الجمرة الخبيثة كسلاح لابد من تحويلها الى مسحوق يمكن استنشاقه. ويجب ان تكون حبيبات الجراثيم صغيرة جدا بحيث يتراوح قطرها بين 1 الى 5 ميكرونات وأن تنتشر في الهواء بحيث تمتصها الرئة. وتعد عملية زرع وتحضير جراثيم بهذه المواصفات من الأمور الصعبة والمكلفة.

الـبـلـدان الـمـشـتـبـه فـي امـتـلاكـهـا أسـلـحـة بـيـولـوجـيـة

لا يشتبه في أن جميع الدول تمتلك أسلحة بيولوجية، ووفقًا للدراسات، فقد قامت 16 دولة فقط منها روسيا وكوريا الشمالية وسوريا والولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا واليابان وليبيا وكوبا وكندا والمملكة المتحدة وإيران والعراق وجنوب إفريقيا والصين وفرنسا باستخدام أسلحة بيولوجية.
اليوم أصبح استخدام هذه الأسلحة الأكثر فتكًا محظورًا بموجب اتفاقية الأسلحة البيولوجية لعام 1972 وبروتوكول جنيف، وعلى الرغم من أن العديد من الدول قد توقفت عن استخدام الحرب البيولوجية إلا أن التهديد لا يزال قائما.








aljazeera
ph.ucla.edu
stillunfold

bbc
 
عودة
أعلى