موسكو تسيطر على مدينة جديدة في شرق أوكرانيا.. وزيلينسكي يستعد لأسبوع "تاريخي
قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على بلدة ميتلكين شرقي مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية، بحسب شبكة سي إن إن .
وذكر حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي، في تصريحات تليفزيونية: "لسوء الحظ، لا نسيطر حاليًا على ميتلكيني بالقرب من المركز الإقليمي".
وأشار غايداي إلى أن القوات الروسية كثفت من استخدام المدفعية والضربات الجوية لاستهداف المواقع الأوكرانية في سيفيرودونتسك وحولها مع استمرار المعركة على المدينة الاستراتيجية.
وتابع "إنهم يقاتلون بشراسة في منطقة سيفيرودونتسك الصناعية وضواحي المدينة. الأمر نفسه ينطبق على منطقتي توشكيفكا وأوستينيفكا".
وقال: "يريدون تحقيق اختراق هناك، ولهذا الغرض قاموا بجمع كمية كبيرة من المعدات هناك". ولفت إلى أن الروس "حاولوا اختراق منطقة توشكيفكا، نجحوا بشكل جزئي، لكن مدفعيتنا ردّت ويمكننا القول إن محاولة الاختراق لم تنجح".
وتقع توشكيفا جنوب ليسيتشانسك التي يفصل نهر دونيتس فقط بينها وبين سيفيرودونيتسك.
في ليسيتشانسك، تكثر المؤشرات على استعدادات للقتال في الشوارع، إذ يحفر الجنود حفرا وينصبون أسلاكًا شائكة، فيما تنشر الشرطة مركبات في الشوارع لإبطاء حركة المرور.
ونفى غايداي الأحد عبر تلغرام أن يكون الروس سيطروا على كامل سيفيرودونيتسك، لكنه قال "في الواقع، هم يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد "حرّرت وحدات من الميليشيا الشعبية لـ(جمهورية لوغانسك الشعبية) بدعم من القوات المسلحة الروسية، بلدة ميتيكينو" جنوب شرق سيفيرودونيتسك.
ويدور قتال ضار في محيط هذه المنطقة بهدف الاستيلاء على كامل منطقة دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على جزء منها منذ 2014، والتي تتألف من منطقتي لوغانسك ودونيتسك .
جنوبًا، يؤكّد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية "العاجزة عن التقدّم على الأرض" تواصل عمليات القصف.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية الأحد أن قواتها قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية بصواريخ كروز ودمّرت "عشرة مدافع هاوتزر من عيار 155 ميليمترًا وما يصل إلى عشرين مركبة مدرّعة قدّمها الغرب إلى نظام كييف خلال الأيام العشرة الأخيرة". ولم يكن التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلّة ممكنًا.
وصرح أوليغ سينيجوبوف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف، أن القوات الروسية كثفت قصفها لمناطق على أطراف المدينة، لكنها لم تبذل أي محاولات لكسر الخطوط الدفاعية.
وتكثف القصف في الساعات الأربع والعشرين الماضية لا سيما في مناطق أقصى الشمال"، بحسب مكتب الرئيس الأوكراني.
وأضاف سينيجوبوف أنه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى لكن بعض الناس أصيبوا،
وقال سينيجوبوف: "على خط التماس في منطقة خاركيف، يركز العدو بشكل أساسي على الدفاع. المدافعون يتمسكون بمواقعهم بحزم".
"أسبوع تاريخي"
ورجّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد، أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع في أوكرانيا، قبل أيام من محادثات للاتحاد الأوروبي ستفضي إلى قرار بشأن طلب انضمام كييف إلى التكتّل.
وفي مقطع الفيديو اليومي للرئيس الأوكراني، قال إن الأسبوع الجاري سيكون "تاريخيًا بالفعل"، إذ "سنحصل على قرار الاتحاد الأوروبي بشأن وضع ترشيح أوكرانيا".
وأضاف "منذ 1991، لم يكن هناك سوى القليل من القرارات بأهمية القرار الذي ننتظره اليوم بالنسبة لأوكرانيا"، مشيرًا إلى أنه "مقتنع بأن ردا إيجابيا فقط سيصب في مصلحة أوروبا بأسرها".
وبعد توصية المفوضية الأوروبية الجمعة بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تجتمع الدول الأعضاء في التكتل الخميس والجمعة لتقرّر ما إذا كانت ستمنح كييف رسميًا وضع المرشحة. ويتطلب صدور القرار إجماع الدول الـ27 الأعضاء.
وقال زيلينسكي "نتوقّع أن تُكثّف روسيا هجماتها هذا الأسبوع"، مضيفا "نحن مستعدون".
وبحسب زيلينسكي، تقوم موسكو بإعادة تجميع لقواتها "في اتجاه خاركيف (شمال شرق) ومنطقة زابوريجيا (جنوب)، ولا تزال تقصف منشآتنا للوقود"، لكن القوات الأوكرانية "تردّ على هذه الهجمات"، مقرّا في الوقت نفسه بوقوع "خسائر كبيرة". لكنه أضاف "جيشنا صامد".
"جريمة حرب"
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، أن روسيا يجب أن "تُحاسب" إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفا الأمر بأنه "جريمة حرب".
وقال في لوكسمبورغ في مستهلّ اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "لا يستطيع المرء أن يتخيّل أن ملايين الأطنان من القمح عالقة في أوكرانيا، بينما يعاني الناس في باقي أنحاء العالم من الجوع. هذه جريمة حرب حقيقية".
وكانت الدول الغربية قد طالبت موسكو بوقف حصارها للموانئ الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود، للسماح بتصدير الحبوب إلى العالم في وقت تتزايد المخاوف من مجاعات في مناطق هشة.
ويدعم الاتحاد الأوروبي جهود الأمم المتحدة للتوسط في اتفاق بين أوكرانيا وروسيا وتركيا لتصدير الحبوب، لكن الجهود فشلت في إحراز أي تقدم حتى الآن.
وواجه التكتل صعوبات في إثبات عكس ما قالته موسكو أي إن ما سببّ ارتفاع الأسعار والنقص في المواد الغذائية في الشرق الأوسط وإفريقيا هو عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وأوضح بوريل "أوّد أن أشدد على أن العقوبات الأوروبية ليست ما خلق الأزمة -- عقوباتنا لا تستهدف الغذاء ولا تستهدف الأسمدة".
وتابع "المشكلة ناجمة عن الحصار الروسي للحبوب الأوكرانية".
وشددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على أن "روسيا يجب أن تتوقف عن اللعب بالجوع العالمي" في وقت تسعى إلى التأثير على الغرب.
وقالت "ترك الحبوب عالقة هو أمر خطير بالنسبة للاستقرار في العالم".