مشاهدة المرفق 54465
السودان
بهذا تكون القوات المسلحة التركية قد اكتسبت نفوذا كبيرًا بين البصرة وخليج عدن، إلا أنها لم تكتف بذلك، ووقعت اتفاقًا مع الحكومة السودانية خلال العام الماضي بغرض إعادة إعمار جزيرة سواكن الواقعة على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد.
وأجرى نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو زيارة للسودان في شهر فبراير/ شباط الماضي، بحث خلالها ملف إعمار الجزيرة مع وزير السياحة السوداني.
إلا أن الأمر بدأ يأخذ شكلًا آخر، وبدأ الطابع العسكري يظهر عليه؛ إذ أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الأركان جولار زيارة لجزيرة سواكن، خلال الأسبوع الماضي.
وكشفت مصادر أن القوات البحرية التركية بدأت أمس الأربعاء أعمالها لتأسيس قاعدة عسكرية بحرية في جزيرة سواكن.
ومن خلال تأسيس تلك القاعدة ستكون تركيا قد شكلت مثلثًا مكونا من قطر والسودان والصومال، يقع على تماس مع الخط الأهم لمرور ناقلات البترول عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وتقع “سواكن” على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وتبعد عن الخرطوم حوالي 560 كيلو مترا، وقرابة 70 كيلو مترا عن مدينة بورتسودان، ميناء السودان الرئيس، وتم استخدام الجزيرة ميناء للحجاج من جميع أنحاء إفريقيا لعدة قرون. وتعتبر نقطة هامة للتجارة في المنطقة. وأعلنت الحكومة السودانية خلال العام الماضي، تخصيصها لصالح تركيا من أجل إعادة إعمارها.
يشار إلى أنه لا يوجد أي اتفاقيات تعاون عسكري بين تركيا والسودان؛ إلا أن الخبراء يقولون إن تركيا قد تؤسس قاعدة عسكرية جديدة في المنطقة، بقرار من حكومة الخرطوم، من أجل أمن هذا الميناء في المستقبل.
وكان قرار الحكومة السودانية تخصيص الجزيرة لصالح تركيا،
قد أغضب كلا من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وبحسب الخبراء العسكريين، فإن الغرض من هذه القاعدة هو أن تظهر تركيا قوية في منطقة الشرق الأوسط وأن تكون لها كلمة مسموعة فيها، بالإضافة إلى تخويف كل من مصر والسعودية.
أما وسائل الإعلام المصرية فقد أكدت أن الغرض من الاتفاق بين تركيا والسودان هو إقامة قاعدة بحرية في السودان، والإطاحة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
بينما تشهد العلاقات بين مصر وتركيا توترًا كبيرًا منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني السابق محمد مرسي في عام 2013، من خلال ثورة شعبية في 30 يونيو/ حزيران.