الرصد الصوتي و بداية المضادات الارضية.

  • بادئ الموضوع Snt
  • تاريخ البدء

Snt

التحالف بيتنا
خبراء المنتدى
إنضم
16/4/19
المشاركات
585
التفاعلات
3,834
الرصد الصوتي و بداية المضادات الارضية.

السلام عليكم و رحمة الله عدنا اليكم بموضوع جديد و شامل حول تقنية حربية كانت مستخدمة و كانت ذات فاعلية عالية اثناء الحربين العالميتين موضوع طويل بعض الشيء ارجو متابعة الشيقة للجميع.

على مر العصور تطورت الاستراتيجيات والمعدات والأسلحة بشكل كبير حتى ظهرت المدفعية كان الجيوش في أغلب الأحيان عبارة عن مزيج من الفرسان و القوات الراجلة وكان كلا الجانبين على مرأى من بعضهما البعض في ساحة المعركة.
باستثناء عمليات الحصار ، حتى القرن التاسع عشر كانت الغالبية العظمى من المعارك قصيرة المدة (بضع ساعات) ولم تحدث إلا خلال النهار.

كقاعدة عامة يتقاتل الطرفان في موقع محدد كان خطه الأمامي يقتصر على بضع مئات من الأمتار مثل على ذك معركة معركة كريسي في 26 أغسطس 1346 قرب مدينة كريسي الحالية.

1024px-Battle_of_crecy_froissart.jpg

معركة كريسي

او معركة أجينكور هي معركة حربية وقعت في 25 أكتوبر 1415 بين الجيشين الإنجليزي والفرنسي قرب قرية أجنكور شمالي فرنسا .


1024px-Battle_of_Agincourt%2C_St._Alban%27s_Chronicle_by_Thomas_Walsingham.jpg
معركة أجينكور

أو حتى بضعة كيلومترات على الأكثر من ذك معركة واترلو (بالإنجليزية: Battle of Waterloo)‏ معركة فاصلة وقعت في 18 يونيو عام 1815م في قرية واترلو قرب بروكسل عاصمة بلجيكا، وهي آخر معارك الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت وهُزِم بها هزيمة كبيرة غير متوقعة لقائد بخبرته، وهذا ما جعل الإنجليز يصفون فيما بعد الشخص الذي يعاني من حظ سيءٍ جداً بأنه صادف واترلو.

Wellington_at_Waterloo_Hillingford.jpg


او معركة سولفرينو معركة وقعت في 24 يونيو 1859 ونتج عنها انتصار الجيش الفرنسي بقيادة نابليون الثالث المتحالف مع جيش سردينيا بقيادة فيكتور إيمانويل الثاني (عرف باسم التحالف الفرنسي-السرديني) على الجيش النمساوي بقيادة الإمبراطور فرانز جوزيف الأول وتعد هذه المعركة من أكبر المعارك منذ معركة ليبزيج عام 1813 حيث شارك فيها أكثر من 200,000 جندي حيث كان يوجد حوالي 100,000 جندي نمساوي و 118,600 جندي فرنسي- سرديني.

Napol%C3%A9on_III_%C3%A0_la_bataille_de_Solf%C3%A9rino..jpg


مكنت التطورات في التكنولوجيا والتكتيكات العسكرية والعتاد من تسريع حركة القوات وحركة المدفعية وزيادة النيران بعيدة المدى ومفاجأة العدو. استلزمت هذه المعايير الجديدة بالضرورة تنفيذ و ايجاد أنظمة لتحديد موقع الخصم مما يسمح لمستويات القيادة المختلفة باتخاذ قرارات أسرع.

مع بداية القرن العشرين ستضيف الطائرة بعدًا جديدًا استخدم سلاح الجو في البداية بشكل متواضع سلبي في خدمة الاستطلاع والمدفعية ، وسرعان ما أظهر قدرات كبيرة للعمل والاختراق سيشهد هذا السلاح الجديد تطوراً هائلاً خلال الحرب العالمية الأولى في مهام القتال الجوي و عمليات القصف.


حتى وصول الرادارات الأولى ولعدة عقود سيكون اللاستشعار او الكشف الصوتي هو الوسيلة الوحيدة بعيدة المدى التي تستخدمها الجيوش لتحديد مصدر نيران المدفعية أو لمنع اقتراب الطائرات و تحديد اتجاهها.
 
يعود الاستخدام الاول لمناطيد المراقبة في التاريخ العسكري إلى الفرنسيين و تحديد اثناء معركة Fleurus في عام 1794 فتحت هذه المبادرة او التقنية آفاقًا جديدة لكن لم يكن لها اي تأثير مفاجئ خاصة ضد قوات الحلفاء المملكة المتحدة والنمسا وهانوفر.

يمكن ملاحظة منطاد المراقبة من خلال الصور التي وثقت المعركة

fleurus_ballon.jpg

Curieuses_Histoires_BallonFleurus_2.jpg


لم تكن حملات نابليون مواتية لتطوير بالونات المراقبة حيث تم التخلي عن الفكرة بسرعة بسبب الخدمات اللوجستية الهائلة التي تتطلبها المناطيد.

لم يكن الأمر كذلك حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت رؤية بالونات المراقبة جزء لا يتجزأ من جيش الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا Union Army Balloon Corps العام 1861.

tn_439901.jpg

و فرنسا Compagnie des Aérostiers Militaires عام 1870

800px-Early_flight_02562u_%289%29.jpg

مع تطور المدفعية الحديثة كان لمناطيد المراقبة تأثير فوري في زيادة عمق ساحة المعركة بشكل كبير.

شهدت الحرب الفرنسية البروسية ظهور أول سلاح مضاد للطائرات و استخدم في مواجهة المناطيد الفرنسية حيث ادخلت القوات الألمانية في الخدمة مسدسًا تم تعديله خصيصًا بواسطة مصانع كروب. كان من المفترض أن تمنع هذه المدافع المعدلة عيار 37 ملم البالونات محاولات المناطيد التزود بالمؤونة أو المغادرة عن طريق الجو من باريس المحاصرة.

1*N0-V8N69-8zrDrLiyZD6gA.jpeg

كانت عملية الرصد ز المراقبة من المناطيد تتم عن طريق المراقبة بصرية ولكن لأول مرة كانت استجابة المدفعية محددة وفورية أدركت الجيوش من كلا الجانبين أهمية هذا السلاح الجديد وكان من غير الوارد إعطاء الخصم أي ميزة للاستغلاله و استخدامه.

ستشهد نهاية القرن التاسع عشر بدايات عملية رصد جديد تتمثل في الاكتشاف و الاستشعار الصوتي هذه التكنولوجيا الجديدة التي كانت في البداية تقنية مدنية سيتم وضعها بسرعة كبيرة في خدمة الجيش.

الخطوات الأولى في الكشف الصوتي و بدايات المضادة للطائرات

اخترع البروفيسور ماير من معهد ستيفنز للتكنولوجيا في هوبوكين بنيوجيرسي أول جهاز يستحق ان يطلق عليه جهار كشف صوتي وحصل على براءة اختراعه في عام 1880. تم تصميم Topophone لتسهيل التنقل اثناء الرؤية المنخفضة في (الضباب). يمكن لمستخدمها تحديد مصدر واتجاه صوت غير مرئي (قارب ، صافرة بخارية ، إلخ) مع التدريب و مع هامش من الخطأ يكتسب مستخدم الالة الخبرة و يصبح قادر على تحديد المسافة.

topophone.jpg

في عام 1896 و في الولايات المتحدة ايضا ديفيد بورتر هيب وهو ضابط في سلاح المهندسين بالجيش قام بدوره بتسجيل براءة اختراع Topophone محسّن.

Topophone1900.jpg

" الهدف الرئيسي من هذا الاختراع هو السماح للسفن بتغيير الاتجاه أو الحركة لتفادي الأشياء الخطرة مثل الجبال الجليدية أو الأرض أو العوائق وضمان حركتها الآمنة و تجنب أي اتصال أو تصادم معها يتم تحقيق هذا الهدف عن طريق أداة يمكن من خلالها تحديد اتجاه أو مصدر الأصوات المنتجة أو المنعكسة في الوقت المناسب للسماح للسفينة بالهروب إذا لزم الأمر من الخطر.

اذا تم استخدام هذه الأداة لتحديد العوائق التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة في ظروف معينة مثل الليل او في مناخ ضبابي أو بسبب المسافة يمكن استخدام هذه الأداة كذلك في تطبيقات أخرى مثل الاستخدام العسكري عندما يكون الهدف تحديد موقع الاجسام (الوجود البشري) أو موضع المدفعية وغيرها حتى عندما لا تكون مرئية. "

بالطبع لم تكن هذه التقنية حصرية للولايات المتحدة اهتمت تقريبا الدول الاوربية و تحديدًا القوى العظمى بالتقنية و بنتائج متشابهة نسبيًا ولسبب وجيه انه في بداية القرن العشرين نادرًا ما تختلف الأسس العلمية والتكنولوجية من قارة إلى أخرى.

بالتزامن و خلال السنوات الأولى من القرن العشرين بدأت التجارب الأولى على استخدام الموجات الكهرومغناطيسية الإزدهار الحقيقي لهذا البحث لم ياتي ثماره حتى فجر الحرب العالمية الثانية بظهور الرادار والسونار و لكن بالتأكيد لا يزال أمام عمليات الاستشعار الصوتي مستقبل مشرق.

القرن العشرين : الخطر القادم من السماء.

بعد انتشار المناطيد والطائرات الأولى بداية القرن العشرينو التي كانت في بدايتها ذات تصميم مدني سرعان ما أصبحت هذا الأخير موضع اهتمام متزايد من الجيش نظرا لسرعتها والارتفاع الذي تكتسبه الامر الذي حتم زيادة فعالية وسائل الدفاع الأرضي و بالتالي تطوير المدفعية للبحث عن حلول للتصدي لهذا الخطر الجديد القادم من السماء.

في فرنسا تظهر احد الوثيقة الأولى التي تشهد على الاهتمام بإنشاء نظام دفاع مضاد للطائرات تعود إلى أبريل 1900 كتب بواسطة ضباط مدفعية وهي تدور حول برنامج بحث حول احتمالات مهاجمة الطائرات.
بعد ذلك أجريت دراسات حول إطلاق النار على الطائرات في عام 1904 وبعد ذلك بعامين تم تقديم طلب لتطوير مواد وذخيرة خاصة بالدفاعات المضادة للطائرات.

بعبور قناة المانش أدركت بريطانيا العظمى أيضًا الحاجة إلى قدرات مضادة للطائرات و بما أن الطيران و الطائرات ليست فعّالة بعد بشكل كافٍ فإن الخطر الرئيسي ينبع من المناطيد وبشكل أكثر تحديداً من منطاد زيبلين تحقيقا لهذه الغاية قررت الحكومة البريطانية إنشاء نقاط رصد صوتي او نقاط استماع على طول سواحلها وكذلك حول بعض المواقع الاستراتيجية مثل المنشآت البحرية وغيرها من النقاط المعرضة للخطر مثل لندن.

بشكل عام عملت جميع الدول الكبرى على تطوير أنواع جديدة من الأسلحة المضادة للطائرات ام ثابتة أو متحركة بالإضافة إلى المعدات المرتبطة بها مثل أجهزة الاستماع او الرصد الصوتي والقياس عن بُعد إلخ ... ولكن في العام 1913 كان كل شيء بعيدًا عن الكمال فالمعدات غير متوفرة كما أن الافتقار إلى التماسك أو إستراتيجية واضحة تعيق بشدة ظهور هذا السلاح الجديد الذي سيثبت أنه فعال في السنوات القادمة.
 
الية عمل الرصد الصوتي:

الكشف او الرصد الصوتي هو علم استخدام الصوت لتحديد مسافة واتجاه جسم ما. كقاعدة عامة تتكون أجهزة الكشف الصوتي من مجموعة من الأقماع -جمع قمع- المتصلة بدعائم معدنية وتهدف إلى استقبال وتكثيف اهتزازات مصدر الصوت يتم توصيل هذا الجهاز عن طريق قنوات ترتبط او تصل الى أذن المشغل المسؤول عن تجميع الموجات تحدد المخاريط الأفقية السمت و هي الزاوية بين مستوي مرجعي ونقطة غالباً ما يقاس بالدرجة والأقماع الرأسية تحدد الارتفاع.

b535e05edaac80b270e8db047f8d238b.jpg

لا يمكن الاستفادة من نظام الرصد الصوتي بمفرده و لا يجب ان يكون معزولا حيث يتمثل جوهر الاجهزة المضادة للطائرات في اكتشاف وتدمير الطائرات المعادية ولكي يحدث ذلك يجب أن تكون قادرًا على تحديد موقعها في مساحة ثلاثية الأبعاد قبل ضربها و بالتالي يتم معالجة البيانات التي يتم جمعها بواسطة جهاز الكشف الصوتي لصالح المسؤولين عن الاستجابة كان الشعار بسيطًا "لا يمكن تعديل طلقة ضد طائرة فهي جاهزة" بمعني حين يتم اطلاق الدخيرة ضد طائرة معادية لا يمكن بعد ذلك تعديل مسار القذيفة او الطلقة ولكي تكون الوحدة الدفاعية متجانسة يجب مراعاة العديد من المعايير والشروط وهي:

انتشار الصوت:

تنتشر الأصوات بسرعة تتراوح إلى أكثر أو أقل من 340 مترًا / ثانية وتختلف هذه السرعة بشكل ملحوظ وفقًا لظروف الأرصاد الجوية حين يصل الصوت المنبعث من محرك الطائرة إلى أذني المشغل يكون الهدف قد تقدم بالفعل عبر الفضاء.

009-Coast-Artillery-Page-6.jpg

دليل ميداني مضاد للطائرات لمدفعية الساحل FM4-112- صفحة 6 - وزارة الحرب الأمريكية.

إدراك الصوت:

بغض النظر عن تصميم الكاشف الصوتي فإن مبادئ السمع هي نفسها بمجرد أن يصل مصدر الصوت إلى أذن المشغل فإنه يوجه أبواق الكشف أفقيًا (الاتجاه المحتمل للهدف) وعموديًا (ارتفاعًا) نحو الهدف حتى يستقر الصوت مجسمًا في المركز في صورته الصوتية وبذلك يحصل على اتجاه وارتفاع دقيق نسبيًا ويمكنه بعد ذلك اعتبار أن الجسم الطائر قد تم الاطباق عليه "locked on".

يعمل شخصان يعملان معًا على نفس جهاز السمع لزيادة دقة الرصد بشكل كبير.

010-Coast-Artillery-Page-9.jpg


البيئة :

يتم تضخيم الصوت بواسطة الأقماع ولكن بالنسبة لمشغلي الاستماع يمكن أن تتداخل العديد من العناصر مع السمع الجيد. أولاً هناك الضوضاء المحيطة المتأصلة في النشاط البشري حول الجهاز. ثم هناك أيضًا ضوضاء الغلاف الجوي مثل المطر والعواصف الرعدية والثلج وما إلى ذلك.

يجب أيضًا مراعاة الضوضاء الناتجة عن بنية الجهاز نفسه واختيار الموقع مهم لأن التضاريس التي تولد صدى يمكن ان تشوه استقبال الصوت سيؤدي استخدام المواد العازلة للأبواق ومواد تقليل الاهتزاز للهيكل إلى تحسين اكتشاف الأصوات بشكل كبير.

Cornet-acoustique-1914.jpg

011-D-tecteur-acoustique-sur-pied-4-cornets-couleur-1914.jpg


المعالجة :

في البداية كان يمكن لمشغل فقط تحديد حركة الطائرة أو المنطاد دون مزيد من التوجيه بمرور الوقت ستُضاف أدوات القياس إلى الأذنين الكبيرة -الاقماع- لضبط موقع وتقدم طائرة العدو في الفضاء.
أولاً في الغالب تم استخدام الحاسبات الميكانيكية غير الموثوقة و ذات التصميم البدائي بمرور الوقت تم استبدال الحاسابات الأولى هذه بأجهزة كهروميكانيكية حيث تتم معالجة البيانات بعد ذلك باستخدام أنظمة التأشير والتحويل المخصصة لتحديد السرعة والمسافة والارتفاع وتغيير المسار.

سوف تتطور هذه الأدوات ذات القوة المتزايدة باستمرار وستسمح أيضًا بإنشاء تصحيحات لإطلاق النار للمدفعية المضادة للطائرات.

013.jpg

الية لحساب الزواية و السرعة.

014.jpg

الية قياس الزواية.

015.jpg

الية توجيه الرماية.

تنسيق :

بعد البدايات المتعثرة بسبب ضعف التنسيق وعدم كفاية المعدات ازدادت أهمية الموارد المعنية و اصبحت وحدات "الآذان الكبيرة" عناصر أساسية للدفاع المضاد للطائرات.

تم تكوين مجموعات دفاع و تجميعها معا و هي مكونة مما يلي :

مراكز مراقبة عادة ما تكون قريبة من الخط التماس الأمامي.

وحدات الكشف و الرصد الصوتي وآذانهم الكبيرة.

كشافات ضوئية مضادة للطائرات في حالة حدوث هجمات ليلية.

بطاريات دفاع جوي ثقيلة وخفيفة.

وحدات مسؤولة عن بالونات او مناطيد المراقبة الموزعة حول الموقع لحمايته.

أسراب طائرات حماية ملحقة بالدفاع المضاد للطائرات.

الوحدات المساعدة المسؤولة عن مراقبة طائرات العدو عبر الإقليم.

وحدات مسؤولة عن الاتصال بالسلطات المدنية في حالة الإنذار أو لقطع الكهرباء في المناطق المهددة.

القوات المكلفة بتكوين و انشاء ستائر دخاني كبيرة لمنع العدو من استهداف المنشآت الأرضية.

وحدات لوجستية كبيرة على جميع المستويات.

إلخ….

الإرسال:

تتطلب مثل هذه الوحدات وسائل اتصال فعالة للغاية وسائل الرصد الصوتي لها نطاق محدود و تتطلبت الزيادة المستمرة في سرعة الطائرة أوقات رد فعل سريعة للغاية الاتصال عن بعد هو المفتاح الأساسي لنظام التنبيه لذلك تم العمل على ايجاد و استخدام أفضل الشبكات لضمان التنسيق الفعال بين جميع الجهات الفاعلة أو الوحدات الاخرى المختلفة و التي غالبًا ما تكون بعيدة عن بعضها البعض.

016.jpg

وحدة ارسال 1913.

016.jpg

وحدة ارسال متنقلة 1915.

017-Operations-room-WWII.jpg

غرفة عمليات.
 
الكشف او الرصد الصوتي خلال الحرب العالمية الأولى

1914 و اندالع شرارة الحرب في أوروبا

تكشف بداية الصراع عن اختلاف مهم في العقيدة القتالية بين الفرنسيين والألمان هذا الأخير اي المانيا يدافع ويخطط لاستخدام الطيران لمهام القصف بينما يعتبر الفرنسيون ان الطيران فقط يستخدم لعمليات الاستطلاع فقط.

فقط بعض الوقت ليكتشف الجيمع الحقيقة في نفس يوم إعلان الحرب (3 أغسطس 1914) ألقت طائرة ألمانية بالفعل بعض القنابل على مدينة لونيفيل بين نانسي وستراسبورغ وفي 30 أغسطس قصفت طائرة من طراز اتريش توب مدينة باريس بخمسة قنابل ذات شحنة خفيفة.

Rumpler_Taube_monoplane.jpg



في ذلك الوقت اظهر تشتت وندرة أنظمة الاستماع وعدم التنسيق مع المدفعية وخاصة نقص الأسلحة المضاد للطائرات أن تطور وفعالية الموارد الأرضية لا تزال متباينة.

خلال الأشهر الأولى من الحرب تمثلت وسائل الدفاع بشكل أكبر في مدفعية ميدانية معدلة قليلاً مع نتائج أثبتت عدم كفائتها حيث تم تركيب 75 مدفع حوامل وتوجيهها نحو السماء و يتم اطلاق النار بشكل مشترك مع الأسلحة الخفيفة ضد طائرات العدو من خلال إطلاق النار بهدف اصابتها بشكل متخبط و عشوائي.

unnamed.jpg

مدفع مضاد للطائرات.

022.jpg*

محاولة من المشاة للاسقاط الطائرات.

على الرغم من ظهور أول المدافع المضادة للطائرات المثبتة على الهيكل فإن نتائجها كانت غير حاسمة و ادات في كثير من الأحيان إلى عواقب وخيمة منها اصابة طائرات صديقة بسبب عدم وجود تعريف للهوية مسبقة.

في عام 1915 سارت التحسينات في الأبواق الصوتية او اليات الكشف الصوتي جنبًا إلى جنب مع وصول عدد من المدافع الرشاشة والمدافع المضادة للطائرات المناسبة هذه الوسائل اللوجيستية والذخيرة كافية والأفراد مدربون ادت الى تجميع هذه الوحدات في مجموعات التي ستصبح فيما بعد بطاريات.

كان لا يزال هناك عدة أشهر قبل ظهور دفاع حقيقي مضاد للطائرات والذي أصبح في عام 1916 يعرف رسميا ب (الدفاع الجوي).

بحكم المشاركة الكاملة من جانب الدول المتحاربة و تسابقها في البحوث العلمية العسكرية ادى هذا الامر إلى تقدم هائل في البحث والتنظيم وتطوير العتاد العسكري وسيكون الكشف عن طائرات العدو من خلال الكشف او الرصد الصوتي ذا أولوية.

1916 - المشاركة الكاملة

من اللفت للانتباه أن تطور أنظمة الدفاع التي طورتها مختلف الأطراف المتحاربة متشابه نسبيًا بالإضافة إلى ذلك فان القوات المتحالفة قد تبادلت المعلومات المبتكرة في إطار البحث و تطوير أجهزة الكشف.

استفاد الجيش الأمريكي الذي لم يكن يملك وحدات كشف صوتي من المعدات الفرنسية الأكثر كفاءة بينما استخدم الحلفاء من المستعمرات السابقة أو المحميات الإمبراطورية المعدات البريطانية في هذه السنة المحورية (1916) كانت الأنظمة تقريبا تعمل في كلا المعسكرين.

تم تركيز مقرات مركزية و اجهزة قياسات الموقع والاستجابة باستخدام أدوات قوية ولكن مع التطور المستمر للطيران يتزايد التهديد حيث ابحت الطائرات تحلق بشكل أسرع وأعلى و يجب ان يتم إحباط تلك المزايا المكتسبة للطائرات من خلال تطوير الانظمة الأرضية وأدائها.

نجاحات القوات الجوية الألمانية المتواصلة و خاصة المرتبطة بوصول أول القاذفات الثقيلة من طراز Gotha G.II التي يمكنها العمل ليليا أجبرت الطواقم العسكرية للحلفاء على إيجاد وسائل أفضل للحصول على الأهداف أو تحسين المعدات الموجودة باستمرار كان هذا العمل موضوع خطة عامة بين الحلفاء بقيادة هيئة الأركان العامة أعلى مستويات التسلسل الهرمي العسكري يتعلق الأمر بجمع وتوحيد موارد جميع الجيوش وضمان التنسيق بين أنظمة الدفاع المختلفة وتوزيع الرسوم والمهام على المستوى العام وليس حسب القطاع.

هذه التنظيم العملاقة الموزع على كل من الخطوط الأمامية وفي أعماق الأراضي الفرنسية حيث تم تجميع كل وحدات المراقبة و ابحت وحدات الرصد الصوتي او "الآذان الكبيرة" هي المسؤولة أكثر من أي وقت مضى عن مراقبة تحركات المناطيد و طائرات العدو سيبقى هذا النظام ساري المفعول حتى نهاية الصراع.

GothaG5.jpg

GothaG5

024.jpg

مخطط الدفاع الجوي الفرنسي 1916.

من جانبهم أدرك البريطانيون بسرعة الحاجة إلى إنشاء شبكة مراقبة فعالة لدعم أجهزة الاستماع الموجودة على طول ساحل القناة في عام 1915 أظهرت الغارات الألمانية عيوبًا في تنظيم الدفاع الجوي وبعد بعض التجارب أنشأ الجنرال أشمور قائد منطقة دفاع لندن "خدمة مراقبة العاصمة Metropolitan Observation Service".

Splash_Ashmore_pen_and_ink.jpg


حيث تم نشر مائتا مركز مراقبة مؤلفة من وحدات عسكرية و افراد شرطة خلف السواحل وعلى أطراف العاصمة. تم تجهيز كل مركز بأدوات بدائية لقياس مسار طائرات العدو وهاتف مرتبط بمركز قيادة المدفعية في وسط لندن. كان الهدف هو وقف الغارات النهارية والغارات المنخفضة الارتفتع التي تشنها طائرات جوتا و مناطيد زيبلين كانت النتيجة مهمة لأن هذه المنظومة الجديدة والاستجابة الفعالة أجبرت الطيارين الألمان على العمل ليلاً و على ارتفاع 10000 قدم.

الدعم العلمي

الحرب على قدم وساق على الجبهات ولكن أيضًا في مراكز البحوث والمختبرات في كلا المعسكرين حيث ينشط جيش من العلماء والباحثين. في فرنسا يعمل الكابتن رينيه بيلود عالم الفلك وأستاذ جامعي على تطوير العديد من أجهزة الكشف الصوتية على شكل قطع مكافئ مما يسمح بتحديد مواقع الطائرات المعادية بدقة كبيرة.

البروفيسور جان بيرين الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1926 من عام 1915 حتى نهاية الحرب أدار أبحاثًا ذات أهمية كبيرة للدفاع حيث مكن عمله من منح الجيش الفرنسي مجموعة من أجهزة التنصت التي تسمح بتحديد مواقع الطائرات والغواصات وكذلك تحديد العمليات العسكرية التي يقوم بها العدو تحت الأرض من قبيل حفر الانفاق في نهاية عام 1918 أظهر جهاز القياس عن بُعد الخاص به أن تقدم العلوم الفرنسية في مجال الكشف الصوتي كان أفضل من تقدم الألمان في هذا المجال.

في بريطانيا العظمى عمل الدكتور WS Tucker لصالح Royal Engineers وطور نظام استماع تجريبيًا ثابتًا يتكون من القطع المكافئة والجدران الخرسانية (Sound Mirrors).

WW1AcousticMirrorKilnsea%28PaulGlazzard%29Jan2007.jpg


في ألمانيا قام الأستاذان Max Wertheimer و Erich Moritz von Hornbostel أولاً بتحسين المعدات الموجودة قبل تصميم كاشف صوتي جديد بناءً على بحثهما المشترك.

على الجانب الآخر من الجبهة اي من جهة الالمان يمكن القول لا شيء جديد حيث لا يبدو أن التصميم الفني وأداء أجهزة الكشف الصوتي الالمانية (Richtungshörer) يختلف كثيرًا عن الأجهزة المعروفة و التي يستخدمها الحلفاء.

كانت الأسس النظرية لعملية الرصد الصوتي معروفة بالفعل قبل الحرب ولكن التطبيق الحقيقي لها تم في خريف عام 1914 عندما توقفت القوات الألمانية في منطقة السوم ومارن و قامت بنشر أول وحدات Schallmeßtrupps (وحدات الاستماع) على طول وخلف خط المواجهة.

طوال فترة الصراع عمل العلماء والجنود الألمان معًا لتصميم المعدات الأكثر كفاءة. بعد دراسة الأصوات المحيطية في المختبر ركز Max Wertheimer و Erich Moritz von Hornbostel على تحسين أنظمة الاستماع الحالية سيؤدي عملهم إلى تطوير كاشف صوتي قوي و خفيف تم تسجيل براءة اختراعه في برلين في يوليو 1915 تحت اسم "Wertbostel" على اسم المخترعين.

45060191e86aa6f8c0dd9b9f5196a8fe.jpg


مبدأ "Wertbostel" هو تحريك الأبواق البعيدة عن بعضها البعض من أجل اكتشاف اتجاه الصوت بشكل أكثر دقة وتحسين الدقة وتحديد زاوية الاتجاه بشكل كبير. يمكن زيادة هذه الدقة باستخدام الميكروفونات وسماعات الرأس.

سيتم استخدام الجهاز الأول لصالح البحرية والمدفعية لتحديد موقع غواصة أو سفينة أو مصدر نيران مدفع العدو.

041.jpg

044.jpg


استنادًا إلى عمل Wertheimer و von Hornbostel سيقوم البروفيسور إريك وايتزمان أيضًا بتطوير نوع من الكاشفات الصوتية كما ستختبر ألمانيا مواد تم التقاطها في حملات عسكرية وهجومية متتالية في كل من الشرق والغرب.
 
الكشف الصوتي خلال فترة ما بين الحربين

في نوفمبر 1918 و بعد هزيمة ألمانيا و اعلان الهدنة التي اشارت إلى نهاية صراع مميت إن الصدمة التي ولّدتها سنوات الحرب هذه تفسح المجال الآن للراحة بالنسبة للفائزين ولكن من جانب المهزومين فإن الاستياء شديد والعقوبات التي فرضتها معاهدة فرساي (يونيو 1919) لن تخفف من هذا الاستياء. ألمانيا محرومة من مستعمراتها و تم نزع بعض المناطق خاصتها و ستضطر لدفع إصلاحات اقتصادية باهظة.

كما تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليص قوتها العسكرية قدر الإمكان إعادة تسليحها محدودة للغاية: لا مزيد من الدبابات ، لا مزيد من المدفعية ، ازالة اي قوات جوية العسكرية و اي أسطول بحري كما تم تصنيف أنظمة الكشف الصوتي ضمن المواد والمعدات المحظورة. ومع ذلك فإن هذه الإجراءات التقييدية لن تمنع ألمانيا من العمل في سرية تامة على تطوير أو تصميم مواد عسكرية معينة.

في أوروبا أدت السنوات الأولى بعد توقيع الهدنة إلى انخفاض كبير في الجهود المكرسة للبحوث حول الأسلحة والمعدات العسكرية الأولوية هي إعادة الإعمار في تلك الفترة لم يتخيل اي كان أن تتجدد وتكرار مثل تلك الفترة و ما شهدته من جحيم و دمار؟

في أوائل العشرينات من القرن الماضي لم تتغير الأبواق الصوتية كثيرًا من حيث مبادئ الالتقاط والسمع تتمثل التغييرات الرئيسية في تحسين جودة المواد وزيادة مهارات الاستماع من حيث الدقة. استغرق الأمر بضع سنوات (1923-1924) للعديد من الدول لإعادة تقييم احتياجات دفاعها الجوي. ساعد التطور الكبيرة في مجال الطيران على إنشاء برامج وطرق دفاع جوي جديدة.

لم تكن فرنسا مثلا في معزل عن هذه التطويرات فقد استغراقها الامر أربع سنوات لإعادة تنظيم وسائل الدفاع الجوي خاصتها (أغسطس 1922).
و ظل جهاز Perrin الذي صمم في عام 1918 الجهاز القياسي للكشف الصوتي لعدة سنوات.

069.jpg

067.jpg

066.jpg
جهاز Perrin مع كاشف ضوئي.

اتسمت بداية الثلاثينيات ببعض المنافسات بين القوات الجوية و البرية فيما يتعلق بالدفاع الجوي لكن هذا لم يمنع دخول ادخال بعض الاجهزة و تطويرها خاصة من قبل شركة Barbier-Bénard-Turenne (BBT).

071.jpg

070.jpg

مع كل الضوضاء الناتجة عن البطاريات المضادة للطائرات فمن غير المرجح أن يتم نشر وحدة الكشف صوتي بالقرب من المدافع.

في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي تم تجهيز المقطورة من نوع 34 S (الشركة المصنعة Sautter Harlé) والمقطورة من نوع 34 B (الشركة المصنعة Barbier-Bénard-Turenne - BBT) و ادخالها الخدمة مع الجيش الفرنسي و ستعمل أجهزة الكشف الصوتية هذه خلال حملة عام 1940.
إمكانيات الاستماع متشابهة نسبيًا و لكن الاختلاف يتمثل بشكل أساسي في شكل المخاريط او الابواق حيث تكون ذات زاوية منفرجة على النوع S
(Sautter Harlé)

072.jpg

بينما تكون على شكل دائري على النوع B BBT

073.jpg

وسيطلق عليها "آذان ميكي".

في الولايات المتحدة صور الخراب الحاصل في أوروبا كلها ذات تاثير نسبي لأن أمريكا معزولة بمحيطين -الاطلسي و الهندي- هذا البعد الجغرافي عزز لدى الامريكان الشعور بالأمن وغياب الخطر و هو ما ادى الى نزعة سلمية في الرأي العام سرعان ما أعقبها انعزالية انتهت بعد عشرين عامًا هذا النفور من الحرب الذي تشعر به المؤسسة والجيش سيتسبب في تفكيك العديد من الوحدات حيث تم تسريح العدي من الافراد من القوات المسلحة بشكل سريع و تم التخلي عن معظم المشاريع والتطورات التي تم تحديدها في زمن الحرب.

لم تتم استعادة بعض البرامج في عام 1921 من خلال تخصيص وحدات متخصصة للدفاع عن العديد من المنشآت ذات الأولوية مثل قناة بنما.

من عام 1926 إلى عام 1929 درس الجيش الامريكي العديد من المعدات العسكرية الأجنبية المستخدمة في ذلك الوقت هذه الاختبارات كان لها تأثير فوري على التقدم في تطوير معدات محددة عالية الأداء "صنعت في الولايات المتحدة" مع جيل جديد من أجهزة الكشف الصوتي و اجهزة تصحيح النار وبالطبع المدافع المضادة للطائرات مع محطات إطلاق النار الخاصة بها.

تم تجهيز الجيش الامريكي بجهاز Sound Locator T3 خلال الجزء الثاني من عشرينيات القرن الماضي و حل محله بشكل تدريجي محدد موقع الصوت M1A1 في بداية الثلاثينيات وفي عام 1940 تم تجهيز منصة الاستماع M2 بثلاثة ابواق استماع مع كشافات ضوئية.

076.jpg
USA – Sound Locator T3

078.jpg

080.jpg
وحدات Sound Locator

083.jpg
كاشف ضوئي مع جهاز Sound locator M2

يتبع
 
في بريطانيا ادركت وزارة الطيران بشكل متزايد أن تطور الطيران يعني أن ألمانيا ستكون قادرة على الوصول الى العديد من الأهداف الصناعية الواقعة في جنوب إنجلترا أدى ذلك إلى إنشاء "فيلق المراقب Observer Corps " في عام 1925 اصر الجنرال أشمور على ربط فيلق المراقب بسلاح الجو الملكي و تم ذلك في عام 1929 بعد ان ترك الجنرال أشمور الخدمة الفعلية بقى نظام المراقبة التطوعية ومراكز المراقبة ومراكز التحكم المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمقاتلات والمدفعية المضادة للطائرات سيلعب الفيلق دورًا حيويًا من عام 1939 وخلال السنوات التي تلت ذلك.

Royal_Observer_Corps_Badge.PNG

1280px-Battle_of_britain_air_observer.jpg


في سبتمبر 1938 أدت الأزمة السياسية التي أعقبت اتفاقيات ميونيخ إلى قيام السلطات البريطانية بتعبئة متطوعي فيلق المراقب لمدة أسبوع للمشاركة في تمرين كبير على مستوى البلاد ثبت أن هذا التمرين التعبوي قد حل العديد من أوجه القصور التنظيمية والتقنية تم تسهيل هذه العملية من خلال الحماس والتفاني والاحتراف لدى هؤلاء المتطوعين الذين كانت أسلحتهم الوحيدة هي خوذة ، شارة ، زوج من المناظير وفي بعض الحالات معدات تتبع وتحديد الهوية.

d5ed489383dba9443a686a986328f095.jpg


سيؤدي التطوير والعمل أيضًا إلى تصنيع أجهزة متنوعة بتصميم خفيف على حامل ثلاثي (Mk VI) أو على دعم ثابت أو متحرك مثل Sound Locator Mk VIII سيتم نشر المتطوعين على جميع الجبهات وسوف يتم تجهيز جيوش دول الكومنولث المتحالفة بتلك الاجهزة الحديثة.

بحلول عام 1939 من ويلز إلى اسكتلندا كانت كل بريطانيا العظمى مغطاة بمراكز المراقبة وأجهزة الكشف الصوتية الثابتة أو المتحركة.


089.jpg

Sound Locator Mk VI

090.jpg

Sound Locator Mk VIII

088.jpg

مصنع تركيب اجهزة الكشف الصوتي Mk VIII

في آسيا و في وقت تتغير فيه التحالفات بسرعة في 23 أغسطس 1914 انضمت اليابان إلى معسكر الحلفاء لم يعتقد أحد أنه بعد عقود من الزمن سيجد محور برلين - طوكيو ارضية مشتركة هدفها التوسع . خلال الحرب العالمية الأولى لعبت اليابان دورًا مهمًا في حماية ممرات السفن في المحيط الهندي وفي القيام بعمليات عسكرية ضد المستعمرات الألمانية و مصالحها في الصين والمحيط الهادئ. عند التوقيع على الهدنة وفي مؤتمر فرساي (1919) لعبت اليابان دورًا جيوسياسيًا إقليميًا ووسعت مجال نفوذها في الصين.

منذ بداية العشرينيات من القرن الماضي و في فترة حكم تايشو (باليابانية: 大正時代 تايشو جيداي) هي فترة قصيرة في تاريخ اليابان المعاصر، امتدت من عام 1912 إلى 1926م قامت اليابان بتطوير أنظمة الكشف الصوتي الخاصة بها استخدمت القوات المسلحة اليابانية المعدات المستوردة على وجه الخصوص من أوروبا والولايات المتحدة.

092.jpg

مقياس بيرين الذي استخدمه الجيش الإمبراطوري الياباني في عشرينيات القرن الماضي

استغرق الأمر بضع سنوات قبل ظهور أول أجهزة الكشف الصوتية اليابانية حيث ظهر جهاز صغير الحجم على حامل ثلاثي من طراز تايب 90 مصمم للخطوط الامامية او يمكن حمله على مقطورة تايب 75 للدفاع عن الأراضي والمواقع الإستراتيجية سيستخدم الجيش الإمبراطوري بعض هذه الأجهزة حتى عام 1945 و على غرار جميع الأسلحة والأدوات المخصصة للدفاع الجوي تم إضافة أجهزة تصحيح النيران.

095.jpg

استعراض و تفتيش الاجهزة امام الإمبراطور هيرو هيتو.

001.jpg

093.jpg


عودة الى اوروبا و تحديدا في هولندا من عام 1927 إلى عام 1940 درس البروفيسور فان سوست ومعهد البحوث العسكرية الهولندي الاجهزة الأجنبية من أجل تطوير نظام استماع يجمع بين أفضل صفات السمع و التحديد و النقل اى نقل المعلومة.

098.jpg


بعض المواد المختبرة خلال الثلاثينيات

100.jpg

101.jpg

كاشف الصوت Goerz

102.jpg

كاشف صوتي من شركة BBT

104.jpg

103.jpg

كاشف صوتي Van Soest

يتبع
 
سرعان ما لاحظ الفريق التأثير السلبي في نقل الصوت عبر الخراطيم المطاطية أو المعدنية حيث يمكن أن يؤدي هذا التشويه إلى إضعاف أو تشويه التقاط مصدر الصوت المشتبه فيها ادت هذه النتائج الى كاشف صوتي خفيف الوزن و سهل في التعامل تم تركيب هذا الجهاز على مقطورة خفيفة أدى عدم وجود أنابيب موصلة إلى زيادة قدرات تجميع الصوت.

106.jpg

جهاز Van Soest

105.jpg

مقطورة الجهاز.

يمكن التخفيف من التلوث الضوضائي الطبيعي أو البيئي عن طريق إضافة خيمة واقية ومع ذلك أعربت السلطات العسكرية عن بعض الانتقادات لأن هذا الملجأ الخفيف للغاية لا يمكنه تحمل الرياح القوية لم يكن كل شيء مثاليًا في هذه السماعة ولكن بحلول عام 1940 كانت العشرات من أجهزة الكشف تجهز الجيش الهولندي في كل من البر الرئيسي والمستعمرات.

108.png

الخيمة الخاصة بالجهاز.

على أساس نفس المبادئ تم اختبار أجهزة الكشف الصوتية الفردية للاستخدام من قبل الوحدات العسكرية والوحدات المساعدة.

109.jpg

110.png


إلى جانب تحسين أجهزة الكشف الصوتي عمل فريق البروفيسور Van Soest أيضًا على تطوير أضواء كشافة للبحث عن الطائرات.

في ألمانيا وضعت معاهدة فرساي حدًا لتطوير اجهزة الشف الصوتي و مع ذلك فإن هذه القيود لم تمنع ألمانيا من العمل بسرية في العديد من المشاريع. خلال عشرينيات القرن الماضي طور البروفيسور إريك وايتزمان وبعض قطاعات الصناعة (Electroacustic ، Askania ، Siemens ، Zeiss Ikon ، إلخ) مشاريع وأجهزة جديدة.

113.jpg

114.jpg

بعض اجهزة الكشف الصوتية الالمانية

كان العام 1935 عامًا محوريًا حيث لم تكن الأخبار القادمة من الجهة الاخرى من نهر الراين مشجعة. في الواقع في يناير أعيد دمج اقليم السار الى مناطق نفوذ الرايخ ، في فبراير ، أصدر المستشار أدولف هتلر مرسومًا بإعادة احيا سلاح الجو الالماني لوفتوافا ، في مارس ، أعيدت الخدمة العسكرية الإجبارية وزاد جيشه من 100.000 إلى 500.000 رجل خلال شهر مايو كان دور البحرية الألمانية للشروع في طريق إعادة التسلح العام اصبحت قيود معاهدة فرساي الان مجرد ذكريات.

من خلال برنامج Flak Rüstungsprogramm (مخطط او برنامج الأسلحة المضادة للطائرات) وبعد إجراء اختبارات وأبحاث مكثفة اكتسب الجيش الألماني تدريجيًا اجهزة الكشف او الرصد الصوتي Ringtrichter Richtungshörer Horchgerät (RRH) يجمع جهاز الكشف الصوتي هذا العديد من الصفات حيث يقلل الهيكل الدائري والشكل المستدير لأجهزة الاستقبال من التلوث الصوتي الناجمة بشكل أساسي عن سوء الأحوال الجوية ، كما أن أداء الاستماع مرضٍ نقل الجهاز سهل و المدى يقدر بنحو خمسة عشر كيلومترا في أفضل الظروف.

116.jpg

115.jpg

دعاية المانية.

ماذا يمكن أن نستنتج من تلك السنوات بين الحربين؟

كانت نهاية العشرينيات من القرن الماضي فترة جيدة لدراسة ومقارنة أجهزة الكشف الموجودة حينها في السوق. و تم استغلال فترة الثلاثينيات من قبل العديد من الدول لتطوير أجهزة الكشف الصوتي الجديدة أو تحسين المعدات الموجودة.

يمكن ان نقدر انه في تلك الفترة الزمنية كانت هناك عشرات أجهزة الكشف الصوت المختلفة ذات التصميم الجيد والموثوق نتيجة العمل المشترك للمتخصصين العسكريين ومراكز البحوث والصناعات.

ركزت البحوث كذلك على دراسة انتشار الأصوات في الفضاء حيث أظهرت الاختبارات أن الرياح والارتفاع ودرجة الحرارة وعدم انتظام الهواء تؤثر على اتجاه وانتشار حزم الصوت. في المقابل أيضًا اجريت دراسات لتقليل الحجم وتخفيف الترددات العالية والمنخفضة التي تولدها محركات الطائرات والمراوح لجعل وضعها الصوتي او بصمتها الصوتية أكثر صعوبة في الكشف حتى لو كان من الممكن إخماد العناصر الصوتية للطائرة فإن نسبة ضئيلة من الضوضاء المنبعثة منها سمحت بتحديد موقعها بشكل دقيق نسبيًا سيظل تصميم الطائرة الصامتة أسطورة.

على الرغم من بعض الاختلافات الملحوظة بين الأجهزة فإن تطوير الأبواق الصوتية لم يتجاوز حد أقصى يبلغ حوالي خمسة عشر كيلومترًا. بعد البحث عن القدرات البشرية للسمع الاتجاهي أو أجهزة الالتقاط الجيدة أو تأثير الغلاف الجوي على نقل الصوت حاولت برامج التطوير الجديدة باستمرار تحسين دقة أجهزة الحساب والأجهزة الكهروميكانيكية المخصصة لتحديد الأهداف لصالح المدفعية (ارتفاع ، اتجاه ، مسافة ، تحويل البيانات الأولية إلى بيانات باليستية).

على الأرض كان لا بد من تعويض الحاصل في سرعة الطائرات الجديدة وارتفاعها بتقليل وقت رد فعل سريع للغاية وكانت كل ثانية ثمينة.

سيتم استخدام هذه الكواشف الصوتية خلال الحرب العالمية الثانية وعلى الرغم من الوصول التدريجي للرادارات سيظل بعضها فعالا حتى عام 1945.
 
الآذان الخرسانية الإنجليزية

the-denge-sound-mirrors-radars-predecessor-R-ke3Bhq.jpeg


حتى قبل وقت طويل من الرحلة الأولى لطائرة معادية فوق سماء بريطانيا العظمى و مع احتمال هجوم جوي ضدها كانت السلطات البريطانية قد طورت بالفعل شبكة تنبيه تغطي جزءًا من الساحل الشرقي بالإضافة إلى بعض المراكز أو المدن الاستراتيجية المحتملة ان تكون اهدافا للضربات المعادية.

من الواضح أن التهديد الرئيسي كان ماته مناطيد زبلن ولم يعد من الممكن غض الطرف عن خطورتها خلال الصراع وعلى الرغم من ضعف هذه المناطيد بسبب أحجامها الكبيرة (طولها من 150 إلى 160 مترًا وأحجامها من 22000 إلى 25000 متر مكعب) فقد بلغ مجموع الغارات التي شنتها تلك المناطيد العشرات و تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح وأضرار في البنية التحتية على الرغم من افتقداها الى دقة كبيرة.

Zeppelin%20over%20England.jpg


68fd5074b1f8fca789e55419345cbd37.jpg

دعاية المانية.

كما هو الحال مع بقية الدول الاوربية فإن تنظيم الدفاع الجوي والمعدات المستخدمة متطابقة نسبيًا (اجهزة الكشف الصوتية، و المدافع المضادة للطائرات ، والمدافع الرشاشة ، وشبكة المراقبة ، وما إلى ذلك) ومع ذلك ، منذ عام 1917 ميز البريطانيون أنفسهم عن الدول الأخرى من خلال إنشاء شبكة واسعة من العواكس الصوتية يتكون هذا الدفاع التجريبي الذي طوره الدكتور WS Tucker و فيلق الهندسة الملكي من هياكل خرسانية تهدف إلى إعطاء تنبيه سريع في حالة غارة تنفذ من قبل المناطيد في البداية وبعد ذلك طائرات العدو (بشكل أساسي قاذفات القنابل) التي تكون على وشك مهاجمة المدن الساحلية أو وسط إنجلترا.

في عام 1917 وحده تم تسجيل 341 غارة.

مع معدات الكشف التقليدية حصل البريطانيون بمرور الوقت على ثلاثة أنواع من أجهزة الكشف الصوتية تتمثل اشكالها: القرص والمرايا والجدار تم قطع أحد الأقراص الأولى في صيف عام 1915 على طول الساحل هذه الاقرا التي يبلغ قطرها عدة أمتار والتي تم استخدامها بنجاح حتى عام 1917 حتى نهاية الصراع من خلال الكشف عن عدة غارات للعدو.

054.jpg


وإدراكًا لخطر الطيران المتزايد سيتم بناء عواكس صوتية أخرى وسيتم تطويرها حتى أوائل الثلاثينيات مع ظهور هياكل ذات أبعاد يزيد قطرها عن 9 أمتار والجدار مقعر بطول 60 مترا.

061.jpg

062.jpg

الجدار المقعر.

تتكون هذه الهياكل الضخمة من جسم خرساني ذي مكافئ أو بيضاوي في وسطه عبارة عن جهاز استماع يتكون من ميكروفونات اتجاهية يتم توجيه هذه الميكروفونات ميكانيكيًا بواسطة عامل في غرفة تحكم تقع تحت أو بالقرب من البناء.

060.jpg


يزيد الشكل المقعر إلى النقطة المحورية (F) من اتساع الصوت المنعكس من سطح المرآة او العاكس تحدد نتائج المعادلة المستخرجة من القيسا سمت وزاوية ارتفاع الهدف وتتيح موقعًا دقيقًا نسبيًا للمهاجم. لاحظ أن العديد من المرايا أو القطع المكافئة الصوتية الموجودة في نقاط مختلفة ستولد مستويات مختلفة مما يسمح باستخدام التثليث لتحديد موضع مصدر الصوت بشكل أكثر دقة.

UK.jpg


على الرغم من أبعادها الضخمة كان على هذه الإنشاءات أن تكون دقيقة في تصميماتها من أجل تحسين جودة الاستقبال الصوتي المرآة الصوتية الوحيدة التي بنيت خارج بريطانيا العظمى موجودة في جزيرة مالطا تعرف محليًا باسم "الأذن".

على الرغم من أنها تقع في أماكن معزولة مع أجهزة استماع عالية الأداء إلا أن هذه الإنشاءات قد تكون عرضة لبعض الإزعاج الطفيف بالإضافة إلى التداخل الناجم عن الضوضاء الطبيعية (المطر والعواصف والرياح وما إلى ذلك) ، بدأت حداثة الثلاثينيات في تهديد حسن سير الرصد الصوتي وبالتالي يمكن أن يلعن المشغل مرور السيارات أو شاحنة الحليب أو وجود المتنزهين على الشاطئ أو الأطفال الصاخبين قليلاً دون أن ينسى الاضطرابات الناجمة عن زيادة حركة المرور البحرية بالقرب من الساحل.


ما الذي يمكننا الاستفادة منه من هذه الإنشاءات؟

كان ضروريًا في البداية خلال فترة الحرب القصيرة (1917-1918) بفضل أساليب رصد الطائرات وتعقبها وخاصةً القاذفات الأقل إثارة للإعجاب من مناطيد الزيبلين ولكنها اسرع كانت المرايا او العواكس الصوتية ذات فعالية محدودة تعني الزيادة في السرعة بسبب تطور الطيران خلال الثلاثينيات انخفاضًا كبيرًا في وقت الاستجابة.

يمثل الجدار الذي يبلغ ارتفاعه 60 مترًا في دينج (كنت) تتويجًا لما يقرب من عشرين عامًا من البناء التجريبي والابتكار التقني لكن إنجلترا ستدين بإنقاذها إلى تقنية جديدة: و هي الرادار.

من الناحية النظرية جعل الرادار من الجدران والمرايا او العواكس الخرسانية تقنية قديمة لكن الأخيرة كانت لا تزال تعمل وتستخدم في جميع اطوار معركة بريطانيا.

تم إحياء الاهتمام بالمرايا الصوتية لفترة وجيزة في عام 1943 لأنه كان يُخشى لفترة من الوقت أن تكون ألمانيا قد طورت طريقة فعالة تهدف إلى التشويش على محطات رادار الدفاع الساحلي البريطانية.

وبطريقة مجازية أكد عليها بعض المؤرخين فإن محاذاة هذه الأبنية الخرسانية على طول السواحل البريطانية مثلت شكلاً من أشكال الثقة بالنفس بين السكان و نوعًا من الراحة النفسية يمكن مقارنة المظهر الهائل والنحتي للمباني بالحصون التي تقام ضد تهديد الغزو.

من الواضح أن الأمر لم يكن مسألة تحصينات تقليدية تهدف إلى احتواء هجمات العدو لكن الهدف تهدئة المخاوف وتقوية الروح المعنوية للسكان المدنيين.

الآن المواقع التي تحتوي على المرايا الصوتية على طول سواحل كينت أو يوركشاير محمية ومعترف بها على أنها تراث و يتم ترميم المباني و تنظيم جولات لعشاق الهندسة المعمارية والتكنولوجيا العسكرية.


065-Parabole-Restauration.jpg
 
الكشف او الرصد الصوتي أثناء الحرب العالمية الثانية.

تم استخدم اجهزة الرصد الصوتي من قبل مختلف الدول سواء دول الحلفاء او دول المحور و تم استخدام تلك الاجهزة و المعدات على جميع الجبهات في ما يلي صور لمحتلف ادول التي استخدمت معدات الكشف الصوتي اثناء محاولتها مجابهة الغزو الالماني.

1939 - 1945: ألمانيا وأوروبا المحتلة.

RRH-1.jpg


RRH-2.jpg


RRH1.jpg

في منطقة الحائط الاطلنطي

129.jpg

الجبهة الشرقية لألمانيا

132.jpg

133.jpg

دفاعات الرايخ

138.jpg


137.jpg


تم استخدام هذه الخريطة في مركز الدفاع الجوي الذي يتمركز في مدينة دساو روسلاو و تجمع المجال الجوي بين برلين ولايبزيغ ودريسدن يشار إلى المعلومات الواردة من مراكز الاستماع والمراقبة يتم تحددها و وتجسيمها في دوائر متحدة المركز وتحدد التقدم والمسار في الوقت الحقيقي لقاذفات العدو.


صور من فرنسا

139.jpg

معدات وقع التخلي عنها او وقعت في ايدي الالمان

140.jpg


144.jpg

142.jpg


روسيا

151.jpg


150.jpg


152.jpg

شتاء 1942 و الجهاز ZT5 - موسكو

يتبع.
 
بريطانيا

157.jpg


156.jpg

لندن و الجهاز Sound Locator Mk VI العام 1940

159.jpg

مالطا 1942 و جهاز Sound Locator Mk VIII

160.jpg

جهاز Sound Locator Mk VI في احد بلدان شمال افريقيا 1942.

اليابان

169.jpg

166.jpg

جهاز تايب90

167.jpg

جهاز تايب75.

الولايات المتحدة

173.jpg

جهاز Sound Locator M2

175.jpg

لوس أنجلوس - أغسطس 1941 الصورة اثناء عملية تجنيد بعد هجمات بيرل هاربر.

178.jpg

جهاز Goerz في الارجنتين.

163.jpg

السويد.

164.jpg

سويسرا و جهاز RRH.

146.jpg


147.jpg

فنلندا و جهاز Goerz.

149.jpg

ايطاليا و جهاز من نوع Galileo.

148.jpg

بلجيكا و جهاز BBT Mle العام 1932.

000114.jpg

تشيكوسلوفاكيا و جهاز Goerz.
 
1943 - 1945: مدنيون في خدمة آذان كبيرة

إن الاستبدال التدريجي للآذان الكبيرة او اجهزة الرصد الصوتي التي حل محلها رادارات أكثر كفاءة هذا التحول لن يغير بشكل أساسي الشكل التنظيمي للدفاعات الجوية التي تحشد عددًا كبيرًا من الموظفين او العاملين عليها.

سنوات الحرب الطويلة والجبهات المختلفة تستدعي المزيد والمزيد من المقاتلين.

تتطلب العديد من مراكز الاستماع ومراكز المراقبة و محطات الدفاع الجوي مشاركة أو تعبئة موظفات من جنس الانثى و حتى الرجال الذين لم يبلغوا سن القتال أو حتى تجاوزوها أو حتى الجرحى او الذين اصيبو ببعض التشوهات بعد إعادة التحقق من اهليتهم بغض النظر عن الجنسية سيلعب هؤلاء الرجال والنساء دورًا رئيسيًا حتى نهاية الصراع.

خلال الهجوم الخاطف الذي شنه الالمان كانت وحدات الكشف الصوتي والرادارات وفيلق الأوبزرفر هي حجر الزاوية للدفاع الجوي البريطاني. نتيجة لتفانيها ودورها خلال معركة بريطانيا مُنح فيلق المراقبة لقب "الملكي" من الملك جورج السادس. أصبح فيلق الدفاع المدني تحت ادارة سلاح الجو الملكي و اصبح اسمه ROC Royal Observer Corps.

منذ صيف عام 1942 ومع تحسن الوضع بانخفاض وتيرة القصف الألماني مع ذلك لم يمنع هذا الوضع دمج الموظفات ضمن ATS Auxiliary Territorial Service وبشكل أكثر تحديدًا داخل سلاح الجو الملكي في الوحدات المسؤولة عن الدفاع الجوي.

181.jpg

موظفات A T S على جهاز Sound locator Mk VIII العام 1941.

180.jpg


ألمانيا (سبتمبر 1942) في مواجهة وضع عسكري غير مؤكد أمرت المستشارية بنقل 120.000 من الرجال المسؤولين عن الدفاع الجوي للرايخ لتعزيز الوحدات القتالية على الأرض.

186.jpg

موظفات على جهاز RRH العام 1944-1945.

بسرعة كبيرة سيتم تعبيئة الأماكن الشاغرة للرجال والنساء بواسطة Reichsarbeitsdienst (خدمة العمل التطوعي) الذين سيتبعهم لاحقًا Luftwaffenhelfer (طلاب الثانوية والمتدربون الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا) وكثير منهم سيكون مسؤولاً عن وظائف المراقبة للدفاع الجوي.

183.jpg


182.jpg


حتى نهاية الصراع سيخدم الرجال والنساء والمراهقون في خدمة قضية يائسة.

نهاية الكاشفات الصوتية

أظهرت السنوات الأخيرة من الصراع أن الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى استخدمتا رادارات وظيفية وفعالة لكن سرية هذه التكنولوجيا المتقدمة منعت نشرها.

حتى عام 1945 قدمت السلطات والمراقبون اجهزة تحديد الصوت إلى وسائل الإعلام على اساس انها النظام الوحيد الخاص بالتتبع والكشف و لكن الحقيقة هي أن رادارات الحلفاء قد تطورت بسرعة علاوة على أنها تفوقت على الأجهزة المماثلة التي طورتها ألمانيا أو اليابان.

في الثامن من مايو عام 1945 توقفت الحرب في أوروبا وستتم إعادة الإعمار بالتزامن مع إنشاء خط فاصل حيث سيواجه أقوى جيشين في العالم بعضهما البعض لعقود.

حسمت نهاية الحرب العالمية الثانية بشكل نهائي مصير الأبواق الصوتية بعد نصف قرن من الخدمة تم الآن استبدال الآذان الكبيرة بأجهزة ذات قدرات تعقب وتتبع لا تضاهى وأكثر كفاءة بشكل ملحوظ.

ستستمر التقنيات المرتبطة بالرادارات في التطور ولكن هذه قصة أخرى قد نفتح الكتب حولها قريبا.

الى هنا ينتهى هذا الموضوع مرحبا باضافاتكم و الى موضوع اخر السلام عليكم و رحمة الله
 
لو ما انهزمت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية كانت ستكون سيدة العالم أكثر من أمريكا مواضيعك كلها جذابة و سامحنا في التقصير على المشاركة فيها
 
موضوع جميل , وغني بالمعلومات التاريخية.

 
عودة
أعلى