- إنضم
- 12/12/18
- المشاركات
- 2,661
- التفاعلات
- 18,086
الدخــــــــان وزيــــــــادة فـــــرص النجــــــاة والبقائيـــــــــة
إن الطرق والأساليب التقليدية لمقابلة التهديد الموجه للعربات المدرعة وأطقمها، قد تتضمن تحسين وتطوير بناء العربة المدرعة والحفاظ على سلامة الطاقم وذلك باتخاذ أساليب تقليدية، مثل التدريع الأفضل والسرعة الأعلى والمرتسم الأكثر انخفاضاً، ناهيك عن نظام سيطرة محسن للعربة نفسها. مع ذلك، هناك بالتأكيد وسائل أخرى لتدعيم عنصر الحماية، من هذه الوسائل تبرز أنظمة قذف قنابل الدخان smoke grenade التي تقدم أساليب إضافية لزيادة قابلية بقاء ونجاة العربة. إن انتشار الدخان بصورة جيدة، يقلل من احتمالات إصابة العربة في الأماكن الضعيفة منها، وذلك عن طريق إخفاء حركة هذه الأهداف عن رصد ونظر العدو.
ولأجل أن تكون سحابة أو ستارة الدخان smoke-screen مؤثرة وفاعلة، فإنه يقتضي أن تكون منظومة توليدها على درجة عالية من الكفاءة، وموضوعة بصورة جيدة وذات انتشار سريع، بحيث تعمل هذه على إغراق المنطقة المحيطة surrounding area بالدخان حتى في ظل وجود رياح خفيفة. ستائر دخان أصلاً تستخدم لإخفاء الحركة عن أعين ومراقبة العدو، وهم متوفرون الآن بأنماط وأشكال متقدمة. إذ بات باستطاعة هذه الستائر وفي ظل تراكيبها الحديثة، حجب وإعاقة الرصد بالأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى الطيف المرئي من الضوء ومنع الكشف بالمجسات أو المناظير تحت الحمراء.
العربات المدرعة الآن تتحصل على قذائف دخان عالية الكفاءة والكثافة، تستخدم لمنع الإشعاع الليزري المعادي والخاص بمنظومات تعيين الأهداف target designators أو محددات المدى الليزرية من إضاءتها أو التصويب عليها حيث يتم توليف مادة الدخان عن طريق مزج عدة عناصر ومركبات مع بعضها البعض، مثل كلوريت البوتاسيوم potassium chlorate وثاني كربونات الصوديوم sodium bicarbonate وغيرها.
تظهر فائدة قذائف الدخان مع تثبيتها على دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة الأخرى على هيئة أنابيب متعددة multi-barreled على جانبي البرج أو الهيكل. هذه الأنابيب تطلق رشقه من مقذوفات الدخان صغيرة الحجم التي تنفجر في الجو قبل وصولها الأرض لتبعثر وتنشر الفسفور المحترق في نمط عريض وواسع لعمل حائط فوري من الدخان الأبيض أمام العربة. لقد كان لاستخدام منظومات التصوير الحرارية في اكتساب الأهداف target acquisitions أن تسبب في تقديم ردة فعل مضادة في مجال أنظمة الحجب والإخفاء الدخانية، بحيث أمكن لهذه أن تلغي وتطمس الإشارات الحرارية thermal signatures الصادرة عن الدبابات.
هذه القدرات أمكن انجازها بواسطة مزيج من قابليات الامتصاص والبعثرة للإشعاع الحراري عن الدبابات بتأثير الدخان المنتج والموزع بواسطة قاذفات القنابل الأنبوبية. هذا مماثل من حيث المبدأ إلى طريقة عمل واشتغال ستائر الدخان التقليدية، لكن لكي يكون فعال ومؤثر تجاه تجهيزات التصوير الحراري، فإنه يتطلب (أي الستارة الدخانية) مقدار كبير ومعتبر من الجزيئات الكبيرة نسبياً large particles التي تعلق في الهواء.
إن مادة الحجب والإخفاء المتضمنة في مقذوفات الدخان الأنبوبية، تكون عادتاً فعالة تجاه معدات التصوير الحراري العاملة في الأطوال الموجية من 3 إلى 5 مايكرو، ومن 8 إلى 14 مايكرو، بالإضافة لفاعليتها تجاه الرصد البصري التقليدي. بعض الأنظمة تنتج ستارة أو غيمه حاجبه، تبدأ بالتشكل خلال ثانية واحدة أو ثانيتين فقط من لحظة إطلاق النار، تدوم وتستمر لمدة أقصاها دقيقة واحدة أو دقيقتين وذلك حسب سرعة الرياح. ذخيرة ومقذوفات الدخان الأكثر حداثة تضيف إلى مكوناتها جزيئات الكربون carbon particles أو الرقائق المعدنية metallic flakes، لتوليد جزيئات دخان كبيرة وعالية السخونة، بحيث تمنع وتعيق الأطوال الموجية تحت الحمراء وتحبط عمل منظومات التصوير الحراري.
دبابات المعركة الرئيسة تزود عادة بنحو 6 أنابيب لقذف الدخان على كل من جانبي البرج، يصل مداها عند الإطلاق إلى نحو 30-50 م. مقذوفات هذه الأنابيب تستطيع تغطية مسافة طولية أمام الدبابة يبلغ عرضها 120 م مع ارتفاع للستارة بنحو 8 م. ويتفاوت عيار هذه القاذفات بين 66 و76 و88 ملم. العربات الأرضية الأمريكية في العموم تستخدم مقذوفات الدخان من العيار 66 ملم، في حين تستعمل ألمانيا العيار 76 ملم، أما الروس فيفضلون مقذوفات من العيار 81 ملم، لكنها جميعاً بشكل عام لديهم نفس التأثير.
