الدبابات الروسية الحديثة في أوكرانيا وحقيقة مشكلة نقص الذخائر الروسية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
1,006
التفاعلات
2,273
25063850-4242-46F0-A58F-99F78E942D73.jpeg


الدبابات الروسية الحديثة في أوكرانيا وحقيقة مشكلة نقص الذخائر الروسية



بعد مجازر الدبابات الروسية التي حصلت في الأماكن الحضرية وخاصة العاصمة كييف ببداية الحرب الأوكرانية، والتي بلغ عدد الدبابات المدمرة والمعطوبة منها أكثر من 590 دبابة منها المتقدم والمتقادم والمطور وكان المدمر منها بشكل كامل 243 دبابة، وفق إحصائية مدونة أوريكس الاستخباراتية، وذلك بسبب الإغراق الناري باستهداف تلك الدبابات من نقاط ضعف أي دبابة وهي المنطقة العلوية وبأحدث المضادات الغربية حيث تواردت أنباء عن استهلاك المدافعين الأوكران لنحو 5 إلى 7 آلاف صاروخ جافلين الفتاك الأفضل بالترسانة الأمريكية، من ناحية الدقة بالتوجيه والذكاء الصناعي الذاتي، وفق مبدئ أطلق وانسى، إضافة لقدرته الاختراقية للدروع والقدرة التدميرية لرؤوسها الترادفيه، وكذلك الأمر بالنسبة لصاروخ إنلو البريطاني الذي وصل عدد مقذوفاته المستخدمة في تلك المرحلة إلى نحو 10 آلاف مقذوف!

وهو ما قهر قوة تدريع الدبابات الروسية رغم تزويد أبراجها بدروع تفاعلية علوية ومظلات شبكية فولاذية، بسبب تعدد الضربات المتوالية الصاروخية، وهو ما خلق فوبيا بأطقم الدبابات الروسية ليتركوا خلفهم ويهجروا أكثر من 270 دبابة إضافية!

واستمر الوضع في المرحلة القتالية الجديدة في الأماكن المفتوحة الجبهوية شرق أوكرانيا ولكن بوتيرة أقل حتى تجاوز عموم عدد الدبابات الروسية المعطوبة والمدمرة ألف دبابة روسية بسبب ظهور قذائف مباعدة ذكية هجومية مثل صواريخ بريمستون تو البريطاني البعيد المدى بعد نجاح الجيل الأول منه في كييف بصنع مجزرة حقيقية بعموم مدرعات روسيا وأخرج الروس من المعارك الحضرية وكان مداه حينئذ 8 كم أي ضعف مدى أحدث صواريخ جافلين، والجيل الثاني منه زاد مداه خمسة أضعاف المدى الأول وكان أيضاً يطلق من قواذف أرضية، وكذلك ظهرت قنبلة مدفعية المارينز عيار 155 ملم ترابيل سفن من نوع إكسكاليبور بنفس مدى بريمستون تجلت سطوت هذه القذائف على الكتيبة التكتيكية المدرعة التي حاولت عبور الجسر العائم فوق نهر دونسيك في خاركييف، وهو ما غير استراتيجية الروس بتأخير التدخل والاختراق المدرع إلى ما بعد اقتحام مشاة البنادق الآلية.

هنا عوضت روسيا دباباتها المدمرة والمأسورة بدبابات من نوع T-72B3 ودبابات T-80Bv تم ترقيتها بورشات سرية في أوكرانيا للمستوى M وتم تزويدها بمنظومة الترابط الشبكي ومنظومة دخان شتورا المضللة لكافة أنظمة التوجيه الحراري والليزري والابتروني وحتى الراداري!

إضافة للحماية النشطة بالدروع الوثابة المتفجرة الصدية من فئة أرينا إي وام، وظهر ذلك جلياً في كمين أوغليدار في دبابات T-72B3M التي لم يظهر عليها أي أثر تدميري رغم أنها كانت مهجورة بسبب فوبيا المرحلة الحضرية نتيجة الاستخدام المفرط حينها للأسلحة المضادة الذكية، وهذه الدبابات غالباً سحبت من أرض المعركة بعملية عكسية بعد إغراق منطقة الكمين بالنيران الروسية، وذلك لأنه لم يوثق تصويرها بطريقة أرضية!

أما عن الدبابات الحديثة فقد كان مقرر انتاج خلال عام 2022 من دبابة الاختراق (بروريف) T-90M 400 دبابة لصبح عددها 520 دبابة، إلا أنه في الشهر الثاني من هذا العام أصبح عددها 800 دبابة عززت بنظام حماية بالليزر مع نظم التشويش الإلكترومغناطيسية والتي أظهرت مقاومة كبيرة بدروعها المضافة السلبية والديناميكية التفاعلية الردية وكانت نقطة ضعفها الوحيدة التي تسببت بإعطاب عدد منها هي المجموعة الحركية التي تسببت إصابتها بوقف حركتها ومغادرة طواقمها وتدميرها الكامل بالنيران الروسية، والسبب في هذا الضعف هو عدم تزويدها بنظم الحماية النشطة بالدروع الوثابة المتفجرة الصدية!

وقد يرجع الأمر إلى سببين الأول لأنها دبابة اختراق عميق لا يجدي معها حماية منظومة أرينا ام Arena-M بسبب كثرة استهدفها من المضادات الذكية والتسديدية، بسبب سرعة استنزاف دروع الحماية النشطة، وهو لا ينطبق على الدبابة المستقبلية أرماتا T-14 التي أنتج منها وادخل إلى شرق أوكرانيا نحو 110 دبابات تجريبية، والمزودة بنظام الحماية أفغانو الذي يعتمد على الصد بتوليد نيران صد على مبدأ ضغط فوهات النيران المدفعية!

لذلك نجد الروس بدأوا يدفعون بدبابات الاختراق بروريف مصحوبة بمدرعات ترمانانتور T-15 المجنزرة التي بدأت تنتج بطريقة كمية لما فيها من طرق حماية وقائية ولأن الجيل الثالث منها مزود بنظام الحماية أفغانو الخاص بدبابة أرماتا المستقبلية، ريثما يتم تزويد دبابة بروريف بنظام حمايتها الذي يعتقد أن يكون بطريقة الصد بأشعة الطاقة المغناطيسية ورغم أن هذه التقنية سوفيتية بالأصل والتي كانت فكرتها توليد جدر مغناطيسية صادة لجميع الذخائر المضادة الحركية والحرارية، من خلال تزويد الدبابات T-64 ودبابة T-72 ودبابات T-80 بمدخرات نووية خاصة لتوليد الجدر المغناطيسية، لكن هذه التقنية لم تشهد النور نتيجة المخاطر النووية الاشعاعية على الطاقم.

لذلك غالباً سوف تزود دبابة بروريف الثورية بمدخرات خاصة غير مشعة وغير نووية ولكنها ذات طاقة قوية، تولد مصدات مغناطيسية مسددة خاصة محورية تفجر المضادات الحرارية وتبطئ أو تحرف المضادات الحركية، وتكون دون قوة الجدر المغناطيسية السوفيتية التي تولدها الطاقة النووية لكنها تحقق المطلوب الكمي بالصد للمخاطر المحورية دون مخاطر إشعاعية داخلية.

وقد كان سر سرعة انتاج دبابة بروريف الثورية هو ترقية ما لدى الروس من دبابات T-72M التي كانت لدى المخزون الروسي، وكان مقرر أيضاً أن يطبق ذات الأمر على دبابات T-80U إلا أنه على ما يبدو أخذ بعد آخر!

إذ وجد الروس على ما يبدو أن يتم ترقية تلك الدبابات الأخيرة إلى طور الدبابة السوفيتية المستقبلية المعروفة بالعقاب الأسود Black Eagle T-95 التي انبثق منها فكرة دبابة أرماتا الروسية المستقبلية، ريثما تأخذ دبابة أرماتا صورتها النهائية، من حيث حل مشاكلها التقنية التطويرية وتجاوز نقاط ضعفها الحالية، وتركيب مدفعها الجديد عيار 152 ملم بدل 125 الاعتيادي ومدفع 125 ملم المركب على أرماتا حالياً هو مدفع دبابة بروريف والمدفع المستقبلي أعتقد أنه سوف يجرب على دبابة العقاب الأسود الذي سوف يمكنها من إطلاق قذائف كراسنبول حتى مدى 12 كم وزيادة المدى بتوجيه ليزر الدرونات حتى 8 كم إضافية، وهذا سوف يردع دبابة ليوبارد النسخة الأحدث Leopard 2A6 واسلحتها الذكية المجهولة والتي قذائفها الحرارية والحركية لا يتعدى مداها 3 كم ومسافة خرقها 400 ملم بالفولاذ المكثف للحرارية وحنى 600 ملم لطلقات سابوت الحركية!

وعيار مدفع دبابة العقاب الأسود يجعل قذائفها الحركية أبعد مدى وأسرع وأكثر قدرة اختراقية وأكثر استقرار بسبب زيادة كتلتها، خاصة إن كانت من اليورانيوم المنضب، إذا ما استخدمت دبابات تشالنجر تو قذائف اليورانيوم المنضب.

وأبعد مدى لقذائف دبابة ليوبارد هو 4 كم إذا ما استخدمت قذائف ستاف Staff الذكي الأمريكية مثلاً، وهو نفس مدى قذيفة ريفلكس الروسية المعروفة عتد الناتو بالقناص ولكن بتقنية التوجيه بالليزر بدل التوجيه بالأقمار الصناعية.

إنما الجديد أن دبابة بروريف تستطيع إطلاق قذيفة فياخر الروسية لأنها تستخدم نفس مدفع أرماتا والتي يصل مداها حتى 8 كم بتوجيه الدبابة بالليزر وحتى 10 كم بتوجيه الدرونات الليزرية.

ومن ناحية أخرى إذا كانت النوايا الأوكرانية المدعومة من الناتو بالهجوم الربيعي المضاد، فيجب أن يكون تعداد دبابات الهجوم بين 600 إلى 800 دبابة منها المتقادم مثل نوع ليوبارد ون الألمانية ودبابات ت 72 السوفيتية المتبقية لدى دول الناتو الشرقية، والباقي والذي يمكن أن يصل تعداده حتى 400 دبابة متطورة.

أمأ عن موضوع نقص الذخائر ومعلومات مفادها ـن روسيا سوف تأخذها من إيران وكوريا الشمالية، فمفادها إن صح الخبر، هو توقف الروس عن إنتاج ذخائر الحقبة السوفيتية، وبدء تناقص وتضائل مخزونها الهائل مع تصاعد زحم الحرب الروسية الأوكرانية.

وخاصة لدى قوات فاغنر الصاعقة إضافة لباقي تشكيلات القوى الاقتحامية أمثال قوات فوستوك والذئاب السيبيرية.

فصاعقة فاغنر مثلاً تعتمد على المدافع المقطورة من نوع D-30 ونوع D-20 عيار 122 ملم والذاتية الحركة فوزديكا ومدفع M-46 عيار 130 ملم، بشكل كبير جداً كنيران تحديدية جراحية في بداية المطاف ثم تمهيدية كثيفة ثم مواكبة تركيزية، لتأمين تحركاتها الاقتحامية بأقل خسائر ممكنة بشرية، وهو أسلوب نجح بشكل كبير ولكن مع تجاوز عدد هذه القذائف المدفعية مع قذائف راجمات غراد 10000 قذيفة يومية!

ورغم أن روسيا لا زالت تملك الملايين من الذخائر المدفعية السوفيتية المتنوعة، ورغم حجم الاستهلاك المرعب لها، إلا أنها لا زالت ترغب بتوفير مخزون كبير لها في الأراضي الأوكرانية من مخزوناتها الأساسية، لتعزيز نيرانها في الخطوط الاحترازية الدفاعية بكافة أنواع الفوهات المدفعية المباشرة (23و30و37و57 ملم) وشبة المباشرة (100و115 ملم) وذات النيران المباعدة القصية (122و125و130و152و203و240 ملم).

وفي ذات الوقت أمرت وزارة دفاع روسيا بزيادة إنتاج ذخائر المدفعية عيار 152 ملم الرقمية التسديد والموجهة الذكية بشكل كبير جداً، لتوفيرها بالطاقة القصوى وملئ المخازن الروسية، وهو ما أستحوذ على الطاقة الإنتاجية الروسية العسكرية للذخائر المدفعية.

ولتخفيف استهلاك الذخائر المدفعية السوفيتية قامت القيادة الروسية بالتحول لدعم القوات الخاصة الروسية المجوقلة ومجموعات العمليات الخاصة سبستناز براجمات توس الفراغية اللهبية، مع ضربات الحوامات القتالية والنفاثات التكتيكية والهجومية، وزيادة اعتماد الدرونات الكميكازية.

وبدأت بإنتاج كمي لقنابل الطيران الأعمى من نوع FAB-500 ونوع FAB-1500 ولكن بمادة متفجرة أنشط وأقوى من مادة TNT الشديدة الانفجار، وأكثر توليد لعملية العصف الحرارية، حتى أنها تستخدم في أم القنابل الأمريكية MOAB وهي مادة RDX إضافة لتجهيز هذه القنابل الجوية ذات الالقاء الحر، بمجموعة التوجيه بالأقمار الصناعية مثل فنايل جيدام JDAM الأمريكية، وهو ما يجعلها بديل مرعب وفتاك أكثر بكثير من أثقل وأقوى القذائف المدفعية السوفيتية، مع بقاء الطائرات الحاملة لها بمنأى أن أخطار الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وفي النهاية ومع اقتراب انهيار عموم الجبهات الدفاعية الأوكرانية، وارتفاع نسبة فشل هجوم العاصفة الأوكرانية في هجوم الربيع، فإن نتيجة ذلك سوف يكون نجاح تقدم القوات الروسية في المنطقة الرمادية بعد المناطق الانفصلية، كالقيام برحلة سياحية.
 
عودة
أعلى