الحقيقة الجلية الحيادية لأسباب الانسحابات الروسية في أوكرانيا

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
981
التفاعلات
2,211
الحقيقة الجلية الحيادية لأسباب الانسحابات الروسية في أوكرانيا



عموم القوات العسكرية الروسية التي كانت متواجدة في أوكرانيا قبل الانسحاب من إقليم خاركييف، كان 190 ألف مقاتل منهم 115000 مقاتل من النخبة الروسية الهجومية تمثل ثلث قوات التدخل الخارجي الهجومية العاملة، والتي قوامها 360 ألف مقاتل موزعين على 60 لواء.

وباقي القوات 40 ألف منها من القوات الأوكرانية الانفصالية، و10 آلاف قوات شيشانية أمنية، و25 ألف تمثل أكثرها أفواج المدفعية والدفاع الجوي.

بينما القوات الأوكرانية كانت بحالة تصعيدات عددية نتيجة التعبئة العامة التي سوف يصل عددها حتى مليون ومئتي ألف جندي، فيها أكثر من 100 ألف محارب محترف من قوات النخبة الأوكرانية وقوات نخبة النخبة الكوماندوس الأوكراني.

وتم تعزيز القوات الروسية بعد الانسحاب من خاركييف أولاً بنحو 60 ألف من قوات الاحتياط العاملة الداخلية المتعددة المهام أي الأعمال القتالية الدفاعية والهجومية.

إضافة إلى نحو 90 ألف من قوات التعبئة الجزئية الدفاعية.



لماذا تحول الأوكران إلى الأوضاع الهجومية؟

والسبب الأول هو التفوق بنحو ثلاثة إلى أربع أضعاف القوات الروسية، والسبب الثاني الحالة الاستنزافية دون طائل أو جدوى حقيقية فعالة وهم في الحالة الدفاعية، كما أن خير وسيلة للدفاع الهجوم مع وجود الفروق العددية المناسبة وتزويد الكتلة الهجومية بأسلحة نوعية هجومية وداعمة.



لماذا هاجم الأوكران إقليم خاركييف وإقليم خيرسون بقوات اختراق نوعية وكمية؟

كان الهجوم في بداية الأمر على الإقليمين معاً لكنه نجح في خاركييف وارجئ نجاحه في خيرسون، والغاية الأساسية الاستيلاء على الطرق الرئيسية للإمدادات الروسية اللوجستية ولتطويق مناطق السيطرة الروسية.



لماذا انسحبت روسيا من إقليم خاركييف بشكل سريع؟

الحقيقة كما أسلفنا أن الهجوم الأوكراني كان موحد وبنفس القوة الاختراقية للإقليمي خاركييف أو خاركوف وإقليم خيرسون.

ويبدو أن المخابرات العسكرية الروسية كانت تعلم بهذا التخطيط فاختارت الإبقاء على إقليم خيرسون لأهميته الاستراتيجية، ولأن إقليم خاركوف لا يعتبر مطمع رئيسي للسلطات الروسية إلا أن يشكل نقطة دفاع متقدم عن إقليم دونباس من الناحية الشمالية ومن خلاله يتم تأمين خطوط الإمداد اللوجستية من روسيا ويؤمن جزء من حدود التماس الروسية.

وسبب الخسارة والانسحاب السريع هناك، هو لأن روسيا سحبت 20 ألف من أصل 30 ألف يمثلون النخبة الهجومية الروسية والتي تم نقلها إلى جبهة خيرسون المختارة للبقاء تحت السيطرة الروسية، وهو ما عجل سقوط وانسحاب القوات الروسية، مع محاولة جادة ومحضرة على ما يبدو للإبقاء على خطوط الإمداد اللوجستية الرئيسية للقوات الروسية في إقليم الدونباس، وأعني عند كوبيانسك التي لا زالت إلى يومنا هذا صامدة نوعاً ما أمام الهجمات المكثفة الأوكرانية.



لماذا انسحبت روسيا من كرسني ليمان مع أنها نقطة إمداد لوجستي هامة أمامية؟

الحقيقة أن جبهة كرسني ليمان قاومت الهجمات الأوكرانية لمدة تزيد على أسبوعين، لكنها خففت أعداد قواتها المدافعة في المرحلة الأخيرة لدعم جبهة كوبيانسك الأكثر أهمية، وهو ما أنقذ كوبيانسك على حساب سقوط ليمان التي هوجمت بنفس توقيت الهجوم على جبهة كوبيانسك، بعد أن بدء الهجوم الكبير على جبهة ليمان بعد الهجوم الاستطلاعي الذي أدركت أوكرانيا فيه ضعف وتراجع أداء الدفاعات الروسية في جبهة كرسني ليمان.



لماذا انسحبت روسيا من جبهة خيرسون الأمامية رغم صدها للهجمات الأوكرانية لثلاثة أشهر؟

والجواب بسبب إنهاك القوات المدافعة الروسية، وضعفها بسبب صعوبة توفر الامدادات اللوجستية بل وضرب أكثر تلك الإمدادات بالقذائف المدفعية والصاروخية الذكية.

وهو ما رفع محصلة الخسائر بين القوات المدافعة الروسية، وهدد بانهيار الجبهة الروسية أمام الهجمات الأوكرانية.

أو تمكن القوات الأوكرانية المنتخبة شياطين الحرب من الالتفاف على القوات المدافعة الروسية وعزلها وتطويقها ثم إبادتها وأسرها.

إضافة إلى عامل المخاطر المائية "تكتيك الإغراق المائي" التي هددت عدد كبير من القوات الروسية في خيرسون ومعظم القوات الروسية في خاركوف.

وعموماً كل هذه الانسحابات الروسية كانت انسحابات تكتيكية، كان أفشلها الانسحاب من إقليم خاركوف، لأنه كان سريع ومتأخر فكان أقل تنظيم وأكثر عشوائية مع تمكن الأوكران من تطويق وعزل الجزء الأكبر من المدن الأمامية الموازية للجبهة الأمامية التي تم اختراقها بسرعة سرعت انهيارها العام.

وأنجح هذه الانسحابات هو في إقليم خيرسون والذي يمكن تسميته بالانسحاب العملياتي، لأنه يمثل الانتقال إلى جبهة أخرى أقوى وأكثر جدوى وأمان من الجبهة المتقدمة الأمامية.

وهذا يعني أن الروس بدئوا يتعلمون من تجاربهم العملية الميدانية، والأوكران أصبحوا أكثر جراءة على القوات الروسية.
 
عودة
أعلى