"الحديقة الصينية".. تحقيق يكشف مساعي بكين للتجسس على ترسانة أميركا النووية

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,402
التفاعلات
180,333

واشنطن

23 يوليو 2022

المشروع التجسسي الصيني تضمن بناء مبنى مرتفع يبعد ميلين فقط من مبنى الكابيتول الأميركي

خلص تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن معدات شركة هواوي الصينية الصنع قد تؤدي إلى التقاط وعرقلة اتصالات الترسانة النووية الأميركية، وفقا لشبكة " سي إن إن " الإخبارية.

بدأ التحقيق عندما عرضت الحكومة الصينية إنفاق 100 مليون دولار لبناء حديقة صينية مزخرفة في المشتل الوطني في العاصمة واشنطن في عام 2017.

و تقول الشبكة إنه على الورق بدا المشروع وكأنه صفقة رائعة، حيث أثار إعجاب المسؤولين المحليين، الذين كانوا يأملون في جذب آلاف السياح كل عام.

تضمن المشروع بناء مجموعة مكتملة تتضمن معابد وأجنحة متعددة و"باغودا" وهو عبارة عن مبنى يصل ارتفاعه لنحو 20 مترا تمارس فيه طقوس الديانة البوذية ،ولكن عندما بدأ مسؤولو الاستخبارات الأميركية في التحقيق في التفاصيل وجدوا العديد من المؤشرات الخطيرة، حيث أشاروا إلى أن "الباغودا" كانت ستوضع في مكان استراتيجي في واحدة من أعلى النقاط في واشنطن.

وذكرت مصادر متعددة مطلعة على التحقيق للشبكة إن هذا المبنى كان مقررا أن يبنى على بعد ميلين فقط من مبنى الكابيتول الأميركي، وهو مكان مثالي لجمع معلومات استخباراتية
وقالت المصادر إن الأمر المثير للقلق أيضا هو أن المسؤولين الصينيين أرادوا بناء "الباغودا" بمواد تم شحنها إلى الولايات المتحدة في شحنات دبلوماسية، لا يمكن لمسؤولي الجمارك الأميركية فحصها.

وأكدت الشبكة أن المسؤولين الفيدراليين عملوا بهدوء من أجل "قتل المشروع" في مهده قبل أن يبدأ البناء.

وأضافت أن المشروع الملغى جزء من نشاط لمكافحة التجسس أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الفيدرالية الأخرى التي تركز على ما يقول مسؤولو الأمن الأميركيون إنه تصعيد دراماتيكي لأنشطة التجسس الصينية على الأراضي الأميركية، على مدى العقد الماضي.

منذ عام 2017 على الأقل، حقق المسؤولون الفيدراليون في عمليات شراء قامت بها الصين لأراض قريبة من مواقع بنى تحتية حيوية، وكذلك أغلقوا قنصلية إقليمية رفيعة المستوى تعتقد الحكومة الأميركية أنها معقل للجواسيس الصينيين، وعرقلوا جهودا واضحة لزرع أجهزة تنصت بالقرب من منشآت عسكرية وحكومية حساسة.

وقالت "سي إن إن" إن من بين المسائل الأكثر إثارة للقلق، التي كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عنها تلك المتعلقة بمعدات هواوي الصينية الصنع، التي نصبت فوق أبراج خلوية قريبة من قواعد عسكرية أميركية.

ووفقا لمصادر متعددة مطلعة على الأمر، قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن تلك المعدات قادرة على التقاط وتعطيل اتصالات وزارة الدفاع شديدة الحساسية، بما في ذلك تلك التي تستخدمها القيادة الاستراتيجية الأميركية، التي تشرف على الأسلحة النووية للبلاد.

وذكرت الشبكة أن أصل التحقيق يعود لفترة إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، مشيرة إلى أنها حصلت عليه من أكثر من عشرة مصادر، بما في ذلك مسؤولون حاليون وسابقون في الأمن القومي، تحدثوا جميعا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علنا.

M0Tl7sLi.jpeg



ومن غير الواضح ما إذا كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية قد حددت حصول اعتراض أي بيانات بالفعل وإرسالها إلى بكين من خلال هذه الأبراج.

وتقول المصادر المطلعة أنه من الناحية الفنية، من الصعب للغاية إثبات سرقة حزمة معينة من البيانات وإرسالها إلى الخارج.

وتنفي الحكومة الصينية بشدة قيامها بأي مساع للتجسس على الولايات المتحدة كما نفت هواوي في بيان أرسلته للشبكة أن تكون معداتها قادرة على العمل في أي طيف اتصالات مخصص لوزارة الدفاع.

لكن مصادر متعددة مطلعة على التحقيق تقول للشبكة إنه لا شك في أن معدات هواوي لديها القدرة على اعتراض ليس فقط حركة مرور الاتصالات التجارية، ولكن أيضا الاتصالات الخاضعة لقيود مشددةK التي يستخدمها الجيش وعرقلة اتصالات القيادة الإستراتيجية الأميركية المهمة، مما يمنح الحكومة الصينية إمكانية احتمال الوصول للترسانة النووية الأميركية.

وقال مصدران مطلعان إن التحقيق كان سريا للغاية، بحيث لم يتم إبلاغ بعض كبار المسؤولين في البيت الأبيض وأماكن أخرى في الحكومة بوجوده، حتى عام 2019،
وكانت وكالة رويترز للأنباء كشفت الشهر الماضي أن الإدارة الأميركية، بصدد التحقيق في إمكانية أن تلتقط الأعمدة الهوائية للاتصالات، التابعة لشركة هواوي الصينية، معلومات حساسة من القواعد العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ، بغرض نقلها لحكومة بكين.

وذكرت أن السلطات الأميركية تشعر بالقلق من أن الشركة قد تحصل على بيانات حساسة عن التدريبات العسكرية، وحالة جاهزية القواعد والأفراد عبر تلك المعدات.

وفتحت وزارة التجارة الأميركية، تحقيقا مماثلا في السابق، لكن لم يتم الإبلاغ عنه، وكان ذلك بعد فترة وجيزة من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه.

_113358378_huawei1.jpg


وكانت الولايات المتحدة قد استبعدت هواوي من مشروعات شبكة الجيل الخامس على أراضيها، مشيرة إلى مخاطر تجسس أو تخريب للشبكات الغربية، وهو ما تنفيه شركة الاتصالات الصينية العملاقة.

وحذا حلفاء آخرون حذو الولايات المتحدة، بينهم بريطانيا واليابان وأستراليا والسويد.
 
عودة
أعلى