البحرية البنجلاديشية يمكنها الحصول على طائرة الدورية البحرية اليابانية كاواساكي P-1

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,415
التفاعلات
180,358

JMSDF_P-1(5512)_fly_over_at_Tokushima_Air_Base_September_30,_2017_03.jpg

وفقًا للمعلومات التي نشرتها Defseca في 7 يناير 2021 ، يمكن للبحرية البنجلاديشية النظر في شراء طائرة الدوريات البحرية اليابانية كاواساكي P-1.


وضع حوض بناء السفن الروسي فيبورغ سفينة حرس السواحل من فئة بورجا الجليدية للمشروع 23550925001


طائرة دورية بحرية كاواساكي P-1 .


كاواساكي P-1 (سابقًا PX ، XP-1) هي طائرة دورية بحرية يابانية تم تطويرها وتصنيعها بواسطة شركة Kawasaki Aerospace Company.

تتميز بأنها أول طائرة تشغيلية في العالم تستخدم نظام التحكم في الطيران عن طريق البصريات.

دخلت الطائرة P-1 الخدمة مع قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية (JMSDF) كبديل للطائرة P-3C Orion في 26 مارس 2013 ، تسلمت JMSDF أول طائرتين تشغيليتين من طراز P-1.

كما يتم البحث عن عملاء التصدير للنوع كجزء من التخفيف العام لقيود الصادرات العسكرية اليابانية.

thediplomat-2020-02-28-2.png


كاواساكي P-1 هي طائرة دورية بحرية مصممة لهذا الغرض ومجهزة بأربعة محركات و يتم تشغيل P-1 بواسطة أربعة محركات منبثقة IHI F7-10 تحت الأجنحة المنخفضة الإعداد.

تم تجهيز P-1 بأجهزة استشعار مختلفة لتمكين الطائرة من أداء غرضها الأساسي المتمثل في اكتشاف الغواصات والسفن السطحية ؛ تشمل هذه الأجهزة رادار Toshiba HPS-106 النشط الممسوح ضوئيًا إلكترونيًا (AESA) والذي يستخدم ما مجموعه أربعة هوائيات لتوفير تغطية بزاوية 360 درجة وأنظمة الكشف عن الأشعة تحت الحمراء / الضوء لاكتشاف السطح.

7Ben-Montgomery_IMG_5949.jpg
 
بنغلاديش؟؟؟ ماهي قصتها مع التسليح المستمر ؟؟؟؟
 

بنجلاديش ودور التوازن بين عملاقي آسيا.. الصين والهند


2016101609050355833.jpg


في ضوء تطورات عديدة، تتحول بنجلاديش إلى نقطة ساخنة في المنافسة العسكرية بين الصين والهند في منطقة خليج البنجال، حسب محللين استراتيجيين.

بنظرة تحليلية في اتجاه دكا للميل نحو بناء علاقات مع كل من بكين ونيودلهي، يتبين أن بنجلاديش حافظت تاريخيا على الاعتدال في سياستها الخارجية.

لكن محللين رأوا أن الاتفاق البنجالي الهندي الأخير، الذي سمح لنيودلهي بالقيام بأنشطة مراقبة على طول الساحل البنجالي، ربما يكون قد حطم هذا التوازن، وفي الوقت نفسه أثار غضب الصين.

وستنصب الهند شبكة من عشرين نظام رادار مراقبة ساحلي بموجب مذكرة تفاهم وقعها البلدان خلال زيارة رئيسة وزراء بنجلاديش "حسينة واجد" لنيودلهي في أكتوبر/تشرين الأول من سنة 2019.

رسميا، تم الإعلان عن أن أنظمة الرادار ستعزز المراقبة على المجال البحري لبنجلاديش، وتمهد الطريق لاتفاقية شحن بحري، وتبادل معلومات بشأن حركة السفن التجارية غير العسكرية بين البلدين.

مع ذلك، سيكون هذا مفيدا لاحتواء الوجود المتزايد للصين في منطقة خليج البنجال، وفق تقارير بوسائل الإعلام الهندية.

وبالفعل، أنشأت الهند محطات رادار في البلدان الساحلية مثل موريشيوس وسريلانكا وجزر المالديف، وتخطط لذلك في ميانمار، لتنفيذ مشروع بتكلفة حوالي 80 مليون دولار؛ لتعزيز نظام الأمن البحري في المحيط الهندي، وهي تحركات بدأتها عام 2015.

وقال "همايون كبير"، رئيس معهد "بنجلاديش إنتربرايز"، وهو مركز أبحاث، لـ"الأناضول": "من المفهوم أن الهند لا تمنح أنظمة الرادار هذه إلى بنجلاديش بلا دافع؛ فالهدف هو مراقبة حركة الصين في خليج البنجال والمحيط الهندي".

ويُعتقد أن الصين ستطلب من بنجلاديش بالتأكيد الرد على كيفية تشغيل وصيانة أنظمة الرادار تلك.

خيار صعب

تُحاط بنجلاديش بالهند من 3 جهات، ولها علاقات متشعبة معها في الوقت نفسه فإن الصين، التي خاضت حربا ضد الهند في 1962، هي المورد الرئيسي للمعدات الدفاعية للقوات المسلحة البنجالية منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية عام 1977.

والصين والهند هما أكبر المستوردين بالنسبة لبنجلاديش،لكن عرض الصين لاستثمار ما لا يقل عن 27 مليار دولار في بنجلاديش، خلال زيارة الرئيس الصيني "شي جين بينغ" لدكا في 2016، طغى على خط ائتمان الهند، الذي كانت قيمته أقل من 3 مليارات دولار آنذاك.

ومن ثم أصبح الهنود يعيرون اهتماما لقوة الصين الاقتصادية التي تظهر في بنجلاديش.

كما تراقب بكين "المقترحات حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الهند وبنجلاديش"، وفقا لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة جهانجيرناجار في بنجلاديش "شهاب إنام خان".

وقال "خان" للأناضول: "في حين أن هذا مهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، إلا أن القضية تحتاج إلى أن تتزامن مع مبادرة الحزام والطريق، التي تقودها بكين منذ أن أصبحت بنجلاديش شريكا رسميا في تلك المبادرة".

على الجبهة العسكرية، تلقت البحرية البنجالية غواصتين من الصين عام 2016؛ لتكثيف المراقبة في خليج البنجال.

وتردد أنه تم تجهيز الغواصتين بطوربيدات وألغام قادرة على مهاجمة السفن الحربية والغواصات وقال "همايون كبير": "كانت الهند غير راضية عن قرار بنجلاديش شراء الغواصتين الصينيتين وأعرب الهنود عن استيائهم، على افتراض أن فنيين صينيين سيصلون إلى بنجلاديش".

وأضاف: "ربما تكون رئيسة وزراء بنجلاديش لعبت لعبة موازنة بالسماح للهند بنصب أنظمة الرادار و ربما تم اتخاذ القرار في ضوء التوازن بين العمل مع الجانبين".

وتابع: "الأمر متروك لبنجلاديش فيما يتعلق بكيفية الحفاظ على التوازن في علاقاتها مع الصين والهند".

تنافس بين القوى العظمى

تتمتع بنجلاديش بموقع استراتيجي جغرافي بين جنوب وجنوب شرق آسيا وتكافح دكا في ملف استضافتها 1.1 مليون لاجئ من الروهنجيا، وهي قضية تشمل جميع القوى الإقليمية والعالمية الكبرى ذات المصالح المتنوعة.

ولا تزال الهند صامتة بشأن تلك القضية، في حين انخرطت الصين بهدوء في أخر محاولتين فاشلتين لإعادة مسلمي الروهنجيا إلى وطنهم في ولاية أراكان بميانمار.

مع ذلك، فإن الولايات المتحدة، التي تروج لاستراتيجية بحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كانت أكثر صراحة في التعبير عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الروهنجيا (من جانب جيش ميانمار ومليشيات بوذية).

على ضوء هذا، فإن مذكرة التفاهم البنجالية حول أنظمة الرادار مع الهند قد تزيد من تعقيد المعادلة في منطقة المحيط الهندي، التي تتنافس فيها القوى الكبرى، حيث تحاول كل من الولايات المتحدة والصين والهند بجدية إقامة وضع هيمنة هناك والاحتفاظ به.

وقال "خان" إن "مذكرة التفاهم المتعلقة برادارات المراقبة الساحلية قد تثير دهشة بكين؛ فالرادارات تعتبر أصولا استراتيجية، وليست مجرد أداة مراقبة عادية".

ورأى أن بكين ربما تعتبر هذا محاولة من نيودلهي للوصاية على خليج البنجال، وقدرتها على أن تصبح أكبر دولة في العالم مرتبطة بقدرتها على بسط السيطرة في المنطقة.

ومن خلال الانضمام إلى قاطرة الأمن الهندية في خليج البنجال، ستشارك بنجلاديش في "الهدف الاستراتيجي الأكبر" لنيودلهي.

وقال "كبير" إن "بنجلاديش ربما تركز على الجانب التعاوني، لكن الهند ستؤكد على جانبها التنافسي مع الصين ودول أخرى".

وأعرب عن اقتناعه بأن بنجلاديش لديها مجال لتصبح قوة توازن، ولتبني جسرا بين أهداف الهند والصين في المنطقة.
 
أراهن على الصين تدفع ببنغلاديش إلى محور الصين-باكستان وخير دليل على ذلك عزم بنغلاديش إقتناء مروحيات روسية هجومية عوض مروحيات اباتشي الأمريكية.
 

على الولايات المتحدة أن تراهن على بنغلادش


thumb_230066_700_400_0_0_exact.jpg



تقدّم بنغلادش فرصة استراتيجية مهمة للولايات المتحدة، فمن خلال تعميق الشراكة مع العاصمة دكا، تستطيع واشنطن أن تكثّف الجهود التي يبذلها الأميركيون وشركاؤهم الأستراليون والهنود واليابانيون للتصدي للقوة الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكن يجب أن تتوخى الدبلوماسية الأميركية الحذر، إذ تريد بنغلادش أن تقيم توازناً معيناً في علاقاتها مع بكين ونيودلهي، مع أنها عززت روابطها الاقتصادية مع الصين في السنوات الأخيرة، ولهذا السبب، من الضروري أن تقوي واشنطن علاقتها مع دكا لكسب المنافع التي لا تقتصر على جرّ بنغلادش إلى المعسكر المعادي للصين.

بدأت الصين تتقرّب من بنغلادش كجزءٍ من استراتيجية منهجية تهدف إلى توسيع النفوذ الصيني العالمي، إذ تستعمل الصين البنية التحتية ودبلوماسية اللقاحات في زمن كورونا لتوسيع نفوذها في دول جنوب آسيا، بما في ذلك بنغلادش، وهذا ما جعل بعض المحللين يخشون أن يصبح البلد قريباً جزءاً من المحور الصيني بعد دول متعددة من جنوب آسيا مثل سريلانكا وباكستان ونيبال.

من الواضح أن تكثيف التواصل بين بنغلادش والصين يثير قلق الهند، إذ تريد الهند، بصفتها أكبر وأقوى لاعبة في جنوب آسيا، أن تبقي المنطقة كلها في نطاق نفوذها، ونظراً إلى عدائيتها القديمة تجاه باكستان وتعدّد المؤشرات التي تثبت اليوم تقرّب سريلانكا ونيبال من بكين، تخشى نيودلهي أن تحذو بنغلادش حذوهما مع أنها شريكتها الإقليمية التقليدية.

لهذا السبب، استعملت الهند مجموعة متنوعة من الأدوات للتصدي للنفوذ الصيني والحفاظ على هيمنتها في المنطقة، بدءاً من الحوافز الاقتصادية وصولاً إلى الدبلوماسية العامة، وفي عام 2017 مثلاً، أعلنت الهند تقديم قروض بقيمة 5 مليارات دولار إلى بنغلادش، وهي أكبر مساهمة هندية للبلد على الإطلاق، بعد إقدام دكا على الانتساب إلى "مبادرة الحزام والطريق" الصينية وتعهد بكين بمنحها مساعدات بقيمة 24 مليار دولار.

وفي الفترة الأخيرة، قبل تجدّد موجة الوباء في الهند خلال الربيع الماضي، حاولت الهند زيادة كمية اللقاحات التي تقدّمها إلى بنغلادش بعد فترة قصيرة على تلقيها كمامات من بكين. (اضطرت الهند لاحقاً لتعليق التزاماتها المرتبطة بتأمين اللقاحات بسبب حاجتها العاجلة إليها محلياً).

نتيجةً لذلك، تجازف دكا بالتورط في لعبة شد الحبال بين الصين والهند لكسب النفوذ الإقليمي، وقد تجنّبت بنغلادش هذا الفخ حتى الآن عبر الحفاظ على علاقة متوازنة مع البلدَين معاً، فشدّدت على روابطها السياسية والثقافية مع الهند وعلاقاتها الاقتصادية مع الصين.

لكن بنغلادش تحاول في الوقت نفسه توسيع هذا التوازن كي يشمل الوضع الجيوسياسي أيضاً، وفي وقتٍ سابق من هذه السنة، أعلن جوهر رضوي، مستشار الشؤون الدولية لرئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد، أن بنغلادش هي جزء من "مبادرة الحزام والطريق"، لكنها تريد أيضاً أن تكون جزءاً من "العلاقات في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ"، في إشارة واضحة إلى السياسة الأميركية الإقليمية التي تهدف إلى التصدي للصين وتدعمها نيودلهي بقوة، ومن المتوقع أن تجد بنغلادش صعوبة متزايدة في الحفاظ على هذا التوازن في ظل تصاعد التوتر بين القوى العظمى في المنطقة، لا سيما إذا تدهورت العلاقات بين بكين ونيودلهي.

لكن قد تجد دكا نفسها أقرب إلى بكين قريباً، ويبدو أن الحكومة الراهنة بدأت تتجه إلى الاستبداد، وقد اتّضحت هذه النزعة في حملاتها القمعية القوية ضد المعارضة السياسية وكبحها المتواصل لأي شكل من الاعتراض، وقد اعتبر المراقبون الدوليون الانتخابات الأخيرة في بنغلادش غير حرة ونزيهة، وإذا صدر الحُكم نفسه على الانتخابات المقبلة في عام 2023، قد تصبح دكا معزولة عن الغرب، مع أن نفوذها الاقتصادي العالمي قد يحول دون تحوّلها إلى دولة منبوذة بالكامل، وفي ظل تسارع ابتعاد البلد عن محور الغرب، قد تضطر بنغلادش في نهاية المطاف لزيادة اتكالها على بكين لتلقي الدعم للنظام القائم والصمود اقتصادياً.

لكن لا تتعلق دوافع بنغلادش بإعجابها المتزايد بالصين بل بتقييمها للوقائع الجيوسياسية في جنوب آسيا واستيائها القديم من الهند. لا يريد جزء كبير من سكان بنغلادش أن يتبنى بلدهم النظام الاستبدادي على الطريقة الصينية، فقد تعجبهم النجاحات الاقتصادية التي حققتها الصين، لكنهم لا يحبذون الشيوعية، وقد تستسلم دكا لميولها القمعية إذاً، لكنها تفضّل قيمها الديموقراطية على الاستبداد.

في غضون ذلك، واجهت علاقة نيودلهي الودية مع دكا مطبات عدة في عهد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وقد يتعلق السبب جزئياً بأجندة مودي الهندوسية القومية والسياسة الخارجية العدائية التي يطبّقها في المنطقة، فقد أثارت نيودلهي مثلاً استياء دكا حين مررت قانوناً في عام 2019 لتسريع منح الجنسية الهندية إلى الأقليات الدينية المضطهدة وغير المسلمة التي تهرب من الدول المجاورة.

تعارض دكا هذا القانون على اعتبار أنه يرتكز على الفرضية القائلة إن بنغلادش تضطهد الأقليات الدينية، وأنه سيدفع الهند إلى طرد المهاجرين المسلمين البنغال وإعادتهم إلى بنغلادش، فقد كانت انتقادات دكا العلنية مُخففة، لكنها وجّهت رسالة قوية حين ألغت سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع الهند بعد وضع اللمسات الأخيرة على القانون في عام 2019.


في المقابل، سرّعت الصين إيقاع "مبادرة الحزام والطريق"، فجعلت مشروعها جزءاً محورياً من جنوب آسيا، بما في ذلك بنغلادش، فهي تجد في هذا البلد طرفاً حريصاً على تأمين استثمارات جديدة في مجال البنية التحتية (إنها حاجة كبرى في ظل تسارع النمو الاقتصادي ومشاريع توسيع المدن). على غرار عدد كبير من الدول التي تشمل استثمارات مشتقة من "مبادرة الحزام والطريق"، تنجذب بنغلادش إلى قدرة بكين على استعمال كميات كبيرة من الرساميل سريعاً مقابل شروط قليلة نسبياً، إذ لا تستطيع نيودلهي، ولا حتى واشنطن، أن تقوم بالمثل.

احتفظت إدارة بايدن بعناصر عدة من سياسة ترامب في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، بما في ذلك البحث عن مشاريع البنى التحتية واستثمارات أخرى للتصدي للصين ومشروعها، وفي هذا السياق، قد تستفيد واشنطن فعلاً من استثمار الرساميل الاستراتيجية الأميركية في بنغلادش.

لنفكر مثلاً بموقع بنغلادش الاستراتيجي في خليج البنغال، ونموها الاقتصادي القوي، ومكانتها كدولة معتدلة نسبياً وذات أغلبية مسلمة فيها 165 مليون نسمة، حتى أنها كانت لاعبة عالمية أساسية في جهود مكافحة التطرف والتغير المناخي، ولا ننسى طبعاً أن تكثيف التواصل مع دكا قد يمنع البلد من الانحياز بالكامل إلى المعسكر الصيني.

لتحقيق هذا الهدف، تقضي طريقة عملية بتلبية حاجتَين أساسيتَين: البنية التحتية، والمعدات العسكرية، وينجم ميل بنغلادش إلى بكين في الفترة الأخيرة عن عوامل اقتصادية محضة، إذ تستطيع إدارة بايدن أن تبني علاقة أكثر قوة واستدامة بين الولايات المتحدة وبنغلادش من خلال القيام باستثمارات إضافية في ذلك البلد، وتكثيف التعاون الأمني مع دكا، والأهم من ذلك هو التعبير عن اهتمام صادق بدور البلد كلاعب استراتيجي مؤثر.

لكن تبرز عوائق معينة أمام هذه الخطوات طبعاً، وتحاول واشنطن تعزيز قدرتها على تقديم مساعدات خارجية في مجال البنية التحتية عبر أدوات جديدة مثل "شركة تمويل التنمية الدولية" و"شبكة النقطة الزرقاء"، فضلاً عن مشروع البنى التحتية العالمي الجديد الذي أطلقته مجموعة السبع تحت اسم "إعادة بناء عالم أفضل"، لكنها تعجز عن التعامل مع قدرة بكين على تأمين كميات كبيرة وسريعة من مساعدات البنى التحتية، كذلك، يعني تشديد إدارة بايدن على نشر الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان أن واشنطن قد تتردد في التقرب من بنغلادش بدرجة مفرطة.

تعتبر واشنطن العامل الاستراتيجي أساسياً لتعميق التواصل الثنائي، لكن يجب أن تبقى الدبلوماسية الأميركية حذرة، ويُفترض أن تتنبّه واشنطن إلى النقاط الحساسة في بنغلادش، ونظراً إلى الاضطرابات الأخيرة مع الهند ورغبة دكا في طرح نفسها كلاعبة استراتيجية بحد ذاتها، لن تتجاوب بنغلادش بالشكل المطلوب إذا تابعت السياسة الأميركية التعامل معها عن طريق نيودلهي.

إذا لاحظت بنغلادش أن الولايات المتحدة واليابان وأستراليا تعطي أهمية مفرطة للهند عند تقييم الاعتبارات السياسية الخاصة بمنطقة جنوب آسيا، فقد تتضخم مخاوف دكا بشأن الهند نتيجة أفكارٍ مفادها أن أقوى بلد في المنطقة يشارك في تحركات إقليمية عدائية. وفق هذا السيناريو، ستتردد بنغلادش في التقرب من الولايات المتحدة.

قد ترغب دكا في استعمال روابطها المتزايدة مع الولايات المتحدة كورقة ضغط لتحسين شروط العلاقة التي تجمع بنغلادش والهند، لكن إذا أرادت الولايات المتحدة أن تضغط على بنغلادش لدعم التحالف الرباعي من دون أن تراعي مخاوفها بشأن نيودلهي، فقد تفضّل دكا التقرب من بكين للتصدي للهند، وعندما أصدر المبعوث الصيني في دكا تحذيره حول انضمام بنغلادش إلى التحالف الرباعي، ربما أراد بذلك أن يستغل مخاوف بنغلادش.

للتقرب من بنغلادش، تقضي أفضل مقاربة أميركية باعتبار تحسّن العلاقات بين البلدين تطوراً إيجابياً بحد ذاته وخطوة منطقية في المرحلة المقبلة نظراً إلى تقدّم بنغلادش الاقتصادي، وفي المقابل، سيرتكب الأميركيون خطأً كبيراً إذا حاولوا جرّ البلد إلى المعسكر المعادي للصين، إذ تجازف هذه الخطوة بإبعاد بكين، شريكة بنغلادش الاقتصادية الأساسية، تزامناً مع حرمان دكا من النفوذ الذي تملكه في نيودلهي.

في نهاية المطاف، ستكون سياسة بنغلادش الخارجية الأساسية مشابهة لسياسة الهند: لا تريد دكا الانحياز إلى أي طرف، بل تفضّل تنويع التزاماتها تجاه أطراف متعددة لتعزيز قدرتها على التحرك بطريقة مستقلة وبشروطها الخاصة. إذا أدرك الأميركيون وشركاؤهم في التحالف الرباعي هذا الواقع البسيط، فستزيد فرص نجاحهم في تقوية العلاقات مع دكا وتحقيق أهدافهم الكبرى في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ.


* عن آنو أنور ومايكل كوغلمان
 
عودة
أعلى