الإرهاب الصهيوني الأعمى / محمد فاروق الإمام

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,847
التفاعلات
19,863
الإرهاب الصهيوني الأعمى

محمد فاروق الإمام



العرب المهرولون إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الذين يحقنون هذا الكيان بماء الحياة ليبقى، فاتهم في زحمة هذه الهرولة أن يقرأوا التاريخ الذي يحكي عن طبيعة هذا العدو الإرهابي الذي لا يقيم وزناً لصديق أو عدو.
فعلى الرغم من إصدار بريطانيا وعد بلفور الذي مكّن اليهود من اغتصاب فلسطين، ومحاربتها ألمانيا النازية (ألد أعداء اليهود) في الحرب العالمية الثانية، إلا أن هذا كله لم يشفع لبريطانيا كي تكون في منأى من عمليات الإرهاب الصهيوني الأعمى، فقد تعرضت قواتها خلال فترة الانتداب في فلسطين لأقسى أنواع الاغتيالات والتفجيرات على يد الحركات الإرهابية الصهيونية وعلى رأسها عصابة شتيرن التي قامت أيضاً بالتخلص من عشرات اليهود لإجبار لندن على الرضوخ أكثر وأكثر لخططها الإجرامية تجاه الفلسطينيين، وهذا بعض مسلسل جرائمها:

* تفجير سفينة على متنها يهود
في شهر تشرين الثاني عام 1940م قام إرهابيون صهاينة بتفجير سفينة (أس.أس.باتريا) البريطانية التي كانت تقل مهاجرين غير شرعيين من اليهود إلى أماكن أخرى خارج فلسطين، مما أسفر عن مقتل 252 شخصاً من اليهود ومن الشرطة البريطانية.
الهدف من وراء هذه العملية كان تأليب الرأي العام في الغرب تجاه بريطانيا وإجبارها على السماح بهجرة اليهود لفلسطين وعدم ترحيل من جاءوا إليها بالفعل.

* وفي عام 1943م، اشتدت وتيرة قتل الجنود البريطانيين في فلسطين، ففي 14 شباط، قتل شرطيان بريطانيان في حيفا على يد إرهابيين صهاينة، وفي 23 آذار، لقي ثمانية من رجال الشرطة البريطانية مصرعهم على يد الإرهابيين الصهاينة في حيفا ويافا وتل أبيب والقدس، وفي 8 آب فشلت محاولة لاغتيال المندوب السامي البريطاني السير هارولد مكمايكل وزوجته بالقدس.

* اغتيال الوزير موين
وفي 6 تشرين الثاني عام 1944م، قام إرهابيون من منظمة شتيرن باغتيال اللورد والتر موين، وزير الدولة وممثل الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط الذي كان يقيم في القاهرة.
إسحاق شامير الذي أصبح فيما بعد رئيس وزراء إسرائيل، كان أحد قادة عصابة شتيرن الثلاثة الذين أصدروا أمر الاغتيال، وفي نيسان عام 2000م اعترف هذا الإرهابي بكل فخر بارتكاب تلك الجريمة، وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت :" اللورد موين كان يعتبر عدواً للشعب اليهودي، لم يكن هناك أدنى شك بذلك".
ورغم أن العصابات الصهيونية عزت اغتيال موين إلى الثأر من مقتل ابراهام شتيرن زعيم عصابة شتيرن في العام 1942م على يد قوات الانتداب البريطانية، إلا أن هناك من دحض تلك المزاعم.
ففي كتابه الأول عن المفاوضات السرية بين العرب واليهود، يذكر الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل أن اتحاد المنظمات الصهيونية في مصر كان تقدم بطلب في تلك الفترة إلى مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر للاعتراف بالاتحاد كممثل للشعب اليهودي في مصر، ولكن النحاس لم يكتف برفض الطلب، بل قرر أيضاً وقف نشاط الاتحاد.
النحاس كان مشغولاً أيضاً في هذا الوقت في عملية إنشاء جامعة الدول العربية، وكان دعا إلى عقد مؤتمر لرؤساء الحكومات العربية في قصر أنطونيادس في مدينة الإسكندرية للانتهاء من إقرار نص ميثاق الجامعة العربية، وفي إطار الانتقام من قراره، رتب الاتحاد الصهيوني مع جماعة شتيرن في فلسطين لنسف قصر أنطونيادس يوم الاحتفال بالتوقيع.
ولأن محاولة نسف ذلك القصر بمن فيه لم تنجح، و لكي لا يعود إرهابيو شتيرن والفشل يلاحقهم نفذوا عملية اغتيال اللورد موين وكان السبب في قتله كما يؤكد هيكل هو معارضته لمشروع هجرة مائة ألف يهودي من أوروبا إلى فلسطين.

* حرب العصابات الثلاث
وبعد اغتيال موين، وتحديداً في 31 تشرين الأول عام 1945م، قام أفراد من العصابات الصهيونية الثلاث، الهاجاناه، والأرجون، وشتيرن، بتعطيل خطوط سكة الحديد في فلسطين في 242 موقعاً مختلفا كان يستخدمها الجنود البريطانيون وقتلوا العشرات منهم في البلاد، وفي 27 كانون الأول عام 1945م، قام أفراد من الأرجون بقتل خمسة من رجال الجيش والشرطة البريطانية في القدس ويافا وتل أبيب، وفي 19 كانون الثاني عام 1946م، قامت عصابة الأرجون بشن هجوم على السجن المركزي بالقدس مما أدى إلى مقتل ضابطين بريطانيين.

* وفي 25 نيسان عام 1946م، قام الأرجون بهجوم على موقع عسكري بريطاني في تل أبيب، مما أدى إلى مقتل سبعة من الجنود البريطانيين، وفي 17 حزيران عام 1946م، وقعت اعتداءات متزامنة من قبل الهاجاناه على ثماني سكك حديد رئيسية وجسور على طرق عامة، وفي 18 حزيران عام 1946م، خطف الأرجون ستة ضباط بريطانيين في تل أبيب والقدس.

* تفجير فندق الملك داوود
وفي 22 تموز عام 1946م، قام أفراد من الأرجون بتفجير مقر الإدارة المدنية البريطانية في فندق الملك داود بالقدس والذي كان يتواجد فيه أيضاً عشرات اليهود، مما أدى إلى مقتل 200 بريطاني ويهودي.
بعد يومين من هذا الهجوم، أصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيضاً عن الإرهاب في فلسطين، اتهمت فيه الهاجاناه، الذراع العسكري للوكالة اليهودية العالمية في فلسطين، والتي كانت تتعاون معها في البداية لتنفيذ وعد بلفور، بالقيام بأعمال إرهابية بالاشتراك مع عصابتي الأرجون وشتيرن ضد قوات الانتداب البريطاني.

* حوادث متفرقة
ـ وفي 30 تشرين الأول عام 1946م، قام أفراد من الأرجون بشن هجوم بالقنابل على محطة سكة الحديد بالقدس، وقتلوا جنديين بريطانيين، وفي 9 تشرين الثاني من العام ذاته، قتل أربعة من الشرطة البريطانية في حادث نسف منزل نفذته عصابة الآرغون، وفي 13 تشرين الثاني قتل ستة من رجال الشرطة البريطانية وجرح عشرة آخرون في هجوم شنته عصابة الأرجون على قطار على خط سكة الحديد بين اللد والقدس.
ـ وفي 17 تشرين الثاني عام 1946م، قتل ثلاثة من أفراد الشرطة البريطانية بالقرب من تل أبيب إثر انفجار لغم بسيارتهم زرعته عصابة الآرغون،
ـ وفي 2 كانون الأول عام 1946م، قتل أربعة جنود بريطانيين جراء انفجار لغم بسيارتهم زرعته عصابة الأرغون.
ـ وفي 12 كانون الثاني عام 1947م، قتل اثنان من الشرطة البريطانية واثنان من الفلسطينيين إثر تفجير سيارة ملغومة من قبل الآرغون في مقر الإدارة البريطانية في حيفا،
ـ وفي 28 شباط عام 1947م، قتل إرهابيون صهاينة 20 شخصاً من المدنيين الفلسطينيين ومن أفراد الجيش والشرطة البريطانية خلال هجوم على نادي الضباط البريطاني بالقدس،
ـ وفي 26 نيسان من عام 1947م، قامت الأرجون بتفجير سيارة ملغومة في معسكر (سارونا) البريطاني بالقرب من تل أبيب، مما أسفر عن مقتل 6 من رجال الأمن البريطانيين، وفي 21 أيار، نفذت عصابة الهاجاناه عمليتين إرهابيتين بالقرب من تل أبيب أسفرتا عن مقتل فلسطينيين وجرح سبعة آخرين بينهم جنود بريطانيون.
ـ وفي 5 حزيران، أعلنت عصابة الأرجون مسئوليتها عن الرسائل الملغومة التي أرسلت إلى كبار المسؤولين البريطانيين، وفي 30 تموز عام 1947م، أعلنت الأرجون أيضاً قيامها بتنفيذ الإعدام بحق رقيبين من الجيش البريطاني خطفا قبل ذلك التاريخ.

* اغتيال برنادوت
إثر نشوب الحرب بين الدول العربية وإسرائيل في 15 أيار عام 1948م بعد انسحاب قوات الانتداب البريطاني من فلسطين، اختارت الأمم المتحدة الكونت فولكي برنادوت، ابن عم ملك السويد حينئذ ورئيس الصليب الأحمر السويدي، ليكون مبعوثا لها إلى فلسطين للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع بين الجانبين على أساس القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني عام 1947م ونص على تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين، واحدة يهودية وأخرى عربية، مع تدويل القدس، وهو الأمر الذي رفضه العرب بشدة.
برنادوت تقدم إلى طرفي الصراع بمقترحاته حول التسوية السلمية، وتناول مسألة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وقال إن فتح باب الهجرة اليهودية يبرر مخاوف العرب في فلسطين والدول المجاورة من مخاطر التوسع الصهيوني في الشرق الأوسط ولذلك اقترح قبول الشعب اليهودي لنوع من التنظيم الدولي للهجرة في سبيل مصلحة السلم مع جيرانه العرب وهي كما قال مصلحة حيوية.
واقترح أيضاً إجراء بعض التعديلات على الحدود بين الدولتين العربية واليهودية كما يرسمها قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ومن بين هذه التعديلات ضم منطقة النقب للدولة العربية وضم منطقة الجليل للدولة اليهودية، كما اقترح إدخال القدس بأكملها ضمن الدولة العربية مع منح الطائفة اليهودية فيها استقلالاً ذاتياً لشؤون البلدية، مؤكداً أن القدس يجب أن تظل تحت السيادة العربية.
تلك المقترحات أثارت غضب اليهود واعتبروا برنادوت عقبة في سبيل تحقيق أهدافهم التوسعية وبصفة خاصة مقترحاته بشأن ضم القدس للدولة العربية وفرض قيود على الهجرة إلى فلسطين، وكانت معارضة جماعة شتيرن بزعامة إسحاق شامير هي الأكثر عنفاً، وقرر زعماء الجماعة ناثان مور وإسحاق شامير خلال اجتماع لهم بتل أبيب اغتيال الوسيط الدولي.
* تفاصيل الجريمة
في 17 أيلول عام 1948م، وصل الكونت برنادوت ومساعده الفرنسي الكولونيل بيير أندريه سيرو إلى مدينة القدس قادمين من سورية وكانا يجلسان في المقعد الخلفي في سيارتهما، حين اعترضت طريقهما سيارة جيب مكتظة بعدد من المسلحين وفتح ثلاثة منهم النار على الكونت ومساعده وبعد ذلك عاد القتلة إلى سيارتهم، وظلت تفاصيل الحادث غامضة إلى أن اعترف شامير بارتكابه تلك الجريمة في الذكرى الأربعين لاغتيال برنادوت.
ويجمع المراقبون أن اغتيال برنادوت حسم مبكراً نيات اليهود تجاه التعايش السلمي مع العرب وأثبت أن السلام لم يكن ولن يكون هدف إسرائيل لأنه يتنافى مع أهدافها وأطماعها.

فالإرهاب هو منهج صهيوني ثابت ومقنن، ويؤكد هذا أن منفذي حادث اغتيال برنادوت تبوأوا مراكز حساسة في الكيان الصهيوني (رؤساء وزارات ووزراء وقادة جيش وأمن ومخابرات)، ورغم اعترافهم بجريمتهم إلا أن المجتمع الدولي لم يحاسبهم وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة لآلاف الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، فهي باتت دولة فوق القانون وهذا ما كان ليحدث لولا دعم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان العنصري الإرهابي المجرم.

عن موقع رابطة أدباء الشام
 
عودة
أعلى