منقول" من يقرأ تاريخ الجزائر يعرف جيدا أن الدولة هناك لا تقوم إلا باحتلال، وإلا تكون الفوضى هي البديل، فهي من الهيمنة الوندالية، القرطاجية، المورية "المغرب"، الرومانية، البيزنطية، الأموية، إلى إمارات محلية متناحرة، مع خضوع الغرب الجزائري للمغرب، والشرق لتونس، ثم فوضى بني هلال والقبائل الأمازيغية، إلى الاستقرار مع التوسع المغربي مع الموحدين والمرينيين، واستقرار نسبي مع مملكة تلمسان، ثم الفوضى والانقسام إلى إمارات ميكروسكوبية، إلى أن جاء العثمانيين ووجدوا إمارة هناك وهناك واحتلال اسباني، فقاموا بالسيطرة على البلاد لقرون، ثم سلموها لفرنسا ل 132 سنة، ثم الاستقلال ومباشرة حرب أهلية لم تهدأ إلا بافتعال حرب الرمال مع المغرب، وبعدها اختلاق مشكل الصحراء بإيعاز من اسبانيا وحرب أمكالة والصحراء وبمجرد توقف حرب الصحراء المغربية، دخلوا حرب أهلية، واستقرار مع ذروة النفط ساعد على شراء السلم الاجتماعي، ومباشرة مع الأزمة الاقتصادية وانخفاض المداخيل دخلت الجزائر أزمة عميقة لم تخرج منها بعد تهدد وجودها وكيانها، لذلك شطحاتها هذه ومحاولة افتعال أزمة مع المغرب بأي شكل بمثابة تنفس اصطناعي اختراقي للبقاء على قيد الحياة. هي بحاجة دائما إما إلى احتلال أجنبي، أو عدو خارجي لتستقر نسبيا، وهذا ما يفعلونه. قد يبدوا للبعض أنني أتحامل، ولكن لا يمكن فهم دولة ما، وشعب ما دون قراءة تاريخه، حين تنظر إلى الجزائر من بعيد ستصاب بالذهول، لكن حين تتعمق في معرفتها ستفهم لماذا هذه العقلية.