احتلال الجولان 1967 بالتفصيل والبلاغات العسكرية والسياسية

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,796
:شعار بانر المنتدى :


آ- فترة التوتر التي سبقت الحرب:
=========


كانت سورية منذ 1963 تحت حكم حزب البعث ومنذ 1966 تحت سيطرة العلويين النصيريين ( حافظ الاسد - صلاح جديد ابراهيم ماخوس - محمد الفاضل -عزت جديد - شفيق عبدو حمود - رفعت الاسد - علي دوبا - محمد الخولي - محمد ناصيف خير بيك )) اللذين تغلغلو وسيطر على الجناح العسكري ثم المدني للدولة فكان الجيش والمخابرات والشرطة والاعلام والحزب تحت سيطرتهم التامة فيما كان منصب رئاسة الجمهورية لشخص سني بعثي ( نور الدين الاتاسي ) ضعيف الشخصية ولايملك من القوة والنفوذ شيئا سوى منصب بروتوكولي وواجهة لايحل ولايربط...

حيث كانت المناصب العسكرية والأمنية والمخابراتية والداخلية والمناصب الحساسة كوزير الخارجية ووزير الداخلية والامانة العامة لحزب البعث ومدراء المخابرات بأيدي العلويين النصيريين


رئيس الجمهورية =نور الدين الاتاسي ( سني - حمصي ) (ضعيف ولايملك من النفوذ والقوة شيئا
الامين العام لحزب البعث = اللواء صلاح جديد ( 39 سنة ) ( علوي نصيري )
وزير الدفاع = حافظ الاسد (36 سنة ) ( نصيري )
وزير الخارجية = ابراهيم ماخوس ( علوي نصيري )
قائد قوات أمن العاصمة = عزت جديد ( علوي نصيري)
مدير المخابرات الجوية = محمد الخولي ( علوي نصيري )
قائد قوات الجولان = العقيد أحمد المير ( اسماعيلي )
رئيس الاركان = أحمد سويداني ( سني - درعا )
قائد القوات الخاصة = علي حيدر ( علوي نصيري)





الجمعة 12/5/1967

كان هذا اليوم بداية التطور الحقيقي في تسارع الحوادث نحو الحرب، ونقطة الانعطاف الخطرة، للأحداث نحو الاتجاه المحتوم الذي سارت فيه باتجاه الحرب.

ففي هذا اليوم، أعلنت وكالة (يونايتدبرس) للأنباء، أن مصدراً إسرائيلياً رفيعاً قال: "إنه إذا ما استمرت سورية في دعم عمليات التخريب داخل إسرائيل فإن ذلك سيستتبع بالضرورة قيام إسرائيل بعمل عسكري لقلب نظام الحكم في سورية".

وأعلنت وكالة "أسوشيتد برس"، أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً هدد باستعمال القوة ضد سورية لوقف غارات الفدائيين المنطلقة من سوريا، وقال: "إن أمام إسرائيل عدداً من الاحتمالات يتراوح بين شن حرب عصابات على سورية، وبين غزو سورية واحتلال دمشق".



السبت 13/5/1967


ناطق رسمي في وزارة الخارجية السورية، صرح بأن الوزارة استدعت ممثلي الدول الأعضاء لدى مجلس الأمن الدولي في الجمهورية العربية السورية، وأوضحت لهم "المؤامرة التي تحيكها الدوائر الاستعمارية والصهيونية ضد القطر العربي السوري".

وأوضحت لهم الأمور التالية:

1- أن التهديدات الإسرائيلية المتعاقبة "ليست إلا تحضيراً جديداً للرأي العام الدولي من أجل تغطية العدوان الصهيوني المقبل وعملاً استفزازياً ضد سورية".

2- أن محاولة إسرائيل "استغلال المنظمات الدولية لستر عدوانها المقبل، ستبوء بالفشل الأكيد، لأنا أبلغنا سفراءنا في جميع الدول وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها حقيقة موقف إسرائيل كأداة بيد الاستعمار. وكوجود يقوم على الاغتصاب والغزو، ويتمرد على جميع قرارات المنظمة الدولية."

3- "حجة إسرائيل بأعمال الفدائيين الفلسطينيين وتحميل مسؤولية ذلك للجمهورية العربية السورية أمر مرفوض دولياً". لأن الشعب الفلسطيني يرفض الوصاية.

4- "إن الانطلاق من النضال العربي الفلسطيني للعدوان على سورية، لا يمكن أن يخفي المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الرجعية.. التي ترتكز على عدوان إسرائيلي كبير يتذرع بمختلف الحجج الواهية، يتلوه عدوان من مرتزقة وعملاء المخابرات في الأردن.. مع تحركات الرجعية وفلول العملاء المتضررين بالثورة، كل ذلك بحراسة الإمبريالية العالمية وتخطيطها..".

5- "إن التهديد الوقح بالقيام بعمليات عسكرية واسعة، وبخوض الحرب ضد سورية لن يرهب أحداً"، لأنه "لن يسقط النظام الثوري في سورية، بل سيزيد مناعة وقوة، وسيسقط الأنظمة الرجعية العميلة، ويحرك الجماهير العربية في ثورة عارمة".

6- "أن الأعمال العدائية الموجهة ضد سورية تهدف فيما تهدف إلى صرف الأنظار عما يجري في عدن والجنوب العربي، وتخفيف ضغط الحرب الشعبية على الاستعمار والرجعية".ولكن ذلك كله سيفشل.

7- أن الجمهورية العربية السورية "تحمل إسرائيل وحماتها مسؤولية ما سيحدث في المنطقة وإنها لتؤكد استعداد الحكومة والشعب لمواجهة أي عدوان.. وستوضع اتفاقات الدفاع المشترك موضع التنفيذ، كما أن العدوان سيجابه بحرب التحرير الشعبية التي ستخوضها كل الجماهير العربية".

وفي اليوم نفسه، صرح ليفي أشكول، رئيس الحكومة الإسرائيلية، في خلال كلمة ألقاها من الإذاعة الإسرائيلية بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة لإقامة الدولة..".. إنه من الواضح أن سورية هي مركز الأعمال التخريبية، غير أن إسرائيل تحتفظ لنفسها باختيار المكان والزمان والوسائل اللازمة للرد على المعتدي".

وقام وفد عمالي سوري برئاسة خالد الجندي رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال السورية، بزيارة الجبهة السورية (الجولان)، فألقى العقيد أحمد المير قائد الجبهة يومذاك، خطاباً في الوفد جاء فيه: "أن معنويات جنوده عالية"، و"أن هذه المعنويات مستمدة من إيمانهم بشعبهم الكادح". وحذر من الاستعمار "قد يجتاح سورية" ودعا في هذه الحالة إلى "شن حرب عصابات عليه في داخل سورية وخارجها" على اعتبار أن المشكلات مع الاستعمار لا تحل إلا بالحرب الشعبية". قائد الجبهة أكد أن الطيران له تأثير معنوي أكثر من تأثيره المادي إلا أنه أهاب بالمواطنين أن يتخذوا كافة الإجراءات الوقائية منه.


الأحد 14/5/1967

- ناطق رسمي سوري أدلى بتصريح قال فيه: إن الفريق أول محمد فوزي رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة في ج.ع.م عقد فور وصوله إلى دمشق عدداً من الاجتماعات مع كل من اللواء حافظ أسد وزير الدفاع السوري، واللواء أحمد سويداني رئيس أركان الجيش السوري وأضاف الناطق "...أن كلاً من ج.ع.م. وسوريا تواجهان بجد واجبهما القومي التاريخي إزاء قضية فلسطين خاصة وقضية الشعب العربي عامة".

- الميجر جنرال إسحق رابين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قال في مقابلة نشرت في تل أبيب اليوم: "أن إسرائيل تعلم جيداً أن سورية تقف وراء نشاط التخريب".

وأضاف يقول: "إن أي عمل تقوم به إسرائيل ضد سورية سيكون مختلفاً عن أية أعمال انتقامية قامت بها القوات الإسرائيلية في الماضي، ذلك لأن المشكلة مع سورية مختلفة لأن السلطات هي التي تقوم بدعم نشاط المخربين وبالتالي فإن هدف القيام بعملية ضد سوريا سيكون مختلفاً".

- الأنباء الواردة من الأرض المحتلة ذكرت أن تحشدات عسكرية وتحركات غير طبيعية بدأت تظهر على الحدود السورية الإسرائيلية.


الاثنين 15/5/1967

- الدكتور جورج طعمة، مندوب سورية لدى الأمم المتحدة، بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، لفت فيها أنظار المجلس إلى الوضع "القابل للانفجار".. وحذر من "سويس ثانية".. وأنحى باللائمة على وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "لإعدادها وتمويلها مؤامرة لإسقاط نظام الحكم في سورية". وقال: "إن من المستحيل على سورية السيطرة على نشاط هؤلاء –يقصد الفدائيين- أو حماية خط الهدنة الذي يمتد على حدود عدة دول".

- غالب كيالي، القائم بأعمال السفارة السورية في واشنطن، صرح بعد اجتماع تم بينه وبين مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى (لوشيوس باتل) قال فيه: "إن باتل قرأ أمامه مذكرة تعبر عن قلق حكومة الولايات المتحدة إزاء الحالة على خطوط الهدنة" وأضاف كيالي يقول: "إنني أبلغت مساعد وزير الخارجية الأمريكية أن سورية تتوقع عدواناً صهيونياً قريباً، وتعتقد أن هذا العدوان يحظى بتأييد الولايات المتحدة.. وقد أبلغته أيضاً أن سورية لا تستطيع منع شعب فلسطين من مواصلة كفاحه من أجل استعادة وطنه المغتصب".

وأعلن كيالي أن سورية سترد على أي عدوان صهيوني بكل ما تملك من قوة، وقال: "إن أحداً لا يستطيع أن يحدد منع الانفجار أو أن يمنع اشتعال منطقة الشرق الأوسط بأسرها" في حال تجدد القتال بين سورية وإسرائيل.

- الوكالة السورية للأنباء، أوردت نبأ يفيد أن هناك تنسيقاً كاملاً بين المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية لقمع أعمال الفدائيين الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة، وأضافت الوكالة تقول: إن رجال المخابرات الإسرائيلية وحرس الحدود الإسرائيلي تسلموا بطاقات خاصة تخولهم دخول الأراضي الأردنية لمسافة ثلاثة كيلومترات لتتبع الفدائيين، وبالمقابل تسلم رجال المخابرات الأردنية بطاقات إسرائيلية مماثلة تخولهم دخول الأرض المحتلة لمسافة ثلاثة كيلومترات للغرض نفسه.

- جريدة المحرر البيروتية، نشرت تصريحاً أدلى به وزير الإعلام السوري محمد الزعبي جاء فيه: ".. إن المعركة ليست معركة قطرية، وإنما هي معركة الشعب العربي كله، وستجعل هذه المعركة لقاء القوى القومية والتقدمية أمراً محتماً ولا بد أن تعجل هذه اللقاءات في الوحدة".

- الدكتور عدنان الباجه جي استدعى سفراء بريطانية وفرنسا والاتحاد السوفياتي والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، وبحث معهم الحشود والتهديدات الإسرائيلية ضد سورية، وأبلغهم أن العراق "لن يقف مكتوف الأيدي في وجه أي اعتداء على سورية وأنه سيساهم مساهمة فعالة في رد مثل هذا العدوان".

- وكالة أنباء (نوفوستي) السوفياتية الرسمية قالت:
"إن الاتحاد السوفياتي أعلن عن استعداده لتقديم المساعدة الضرورية للجمهورية السورية التي تدافع عن استقلالها وحقها في البناء السلمي لمجتمع مزدهر".



الأربعاء 17/5/1969

- جريدتا (البعث) و(الثورة) الدمشقيتان قالتا:"إنهما قد علمتا أن القوات المسلحة في الجمهورية العربية السورية أصبحت في كامل استعدادها تدعمها قوات الجيش الشعبي التي احتلت مكانها وفق المخططات الدفاعية.

- خلال زيارة لبعض وحدات الجبهة (الجولان) قام بها رئيس وزراء سوريا (الدكتور يوسف زعين) و(اللواء أحمد سويداني) رئيس أركان الجيش، و(العقيد أحمد المير) قائد الجبهة (الجولان)، ألقى الزعين كلمة في الضباط قال فيها:

"... إن بعض أنظمة الحكم العربية، تتظاهر بأنها تساند قضية الشعب العربي في فلسطين، ولكن المعركة كفيلة بكشف كل الحقائق". وأضاف:"إن شعار لقاء التقدمية من خلال المعركة قد ثبتت أصالته". وأكد أن المعركة "لن تنتهي في شهر أو شهرين بل يجب أن تمضي إلى نهاية الشوط حتى تصبح الأرض العربية حرة في كل مكان".

- جريدة (أزفستيا) السوفياتية قالت: "إن اليمين في إسرائيل يريد الزحف على دمشق". وأضافت: "أن الدوائر المتطرفة في إسرائيل تستمر في سياسة إثارة الصدام مع الأقطار العربية المجاورة". وقالت: "إن إسرائيل تسير على طريق العدوان لتدفع ثمن المعونات الأمريكية السخية".


الخميس 18-5-1967

الدكتور إبراهيم ماخوس، أدلى بتصريح إلى وكالة الأنباء العربية السورية عقب عودته من زيارة للقاهرة استغرقت ثلاثين ساعة اجتمع خلالها بجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وعدد من القادة الكبار في ج.ع.م وقد جاء في التصريح:

"... إن زيارتي للقاهرة كانت لوضع اللمسات الأخيرة على الوضع السياسي العربي والدولي". "... إن مخططات الرجعية والاستعمار والصحف الصفراء التي دأبت على التشكيك بلقاء القوى التقدمية قد دحرت". ".. إن سحب قوات الطوارئ بالشكل الذي تم به يبرهن على أن لا شيء يقف في طريق الثورة، وأن تشكيك الرجعية حول وجود هذه القوات قد رد إلى نحرها".

وهاجم الملك فيصل بن عبد العزيز آل السعود ملك السعودية والحسين بن طلال ملك الأردن بأقوال لا يليق أن نذكرها، ويمكن للراغب الرجوع إليها في المجلدين الرابع والخامس من اليوميات الفلسطينية ص460. إصدار مركز الأبحاث –منظمة التحرير الفلسطينية –بيروت.

- المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية اليمنية، أعلن في تصريح له لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن:"الجمهورية العربية اليمنية شعباً وحكومة تقف بكل إمكانياتها وطاقاتها بجانب سورية الشقيقة ضد مؤامرة الاستعمار والرجعية والصهيونية".


الجمعة 19/5/1967

- الرائد محمد إبراهيم العلي قائد الجيش الشعبي في سورية، أكد أن عشرات الألوف من جنود الجيش أصبحوا في حالة تأهب واستعداد تام للقتال.

السبت 20/5/1967

- الدكتور إبراهيم ماخوس، صرح لجريدة أخبار اليوم:

"أن جميع مطارات سورية مفتوحة للطيران المصري، وأن كل ما يقرره العسكريون سينفذ في الحال ولا دخل للسياسيين في ذلك. ولتثق إسرائيل ومن يشفقون على إسرائيل أنها ستواجه ضربات مصرية –سورية من جميع الجهات".

- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، أدلى بتصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط قال فيه:
"إن أهم الدلالات التي يشير إليها الوضع الراهن في المنطقة هي:

1- لقد أثبتت الوقفة الجبارة للقوى الثورية والتقدمية العربية، أن قوة دولة العصابات.. ليست إلا أقل من نمر من الورق الهش القميء المهترئ.

2- هناك علاقة جدلية بين المناخ الثوري ولقاء القوى التقدمية بحيث يتعزز كل منهما بالآخر يدفع به ويندفع معه.

3- هناك علاقة أخرى مضادة بين قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.

4- أن رفع شعار حرب التحرير الشعبية، وتبني الجماهير له، ومباشرة العمل الفدائي واتباع سياسة ضرب مواقع العدوان داخل الأرض المحتلة.. أسقط القناع عن وجه دولة العصابات الجبان، وكشف تفوقها المزعوم.

5- لم يعد بإمكان إسرائيل أن تشك بحق أبناء فلسطين في العمل الفدائي داخل أرضهم المحتلة..

إن إسرائيل اليوم محصورة بين فكي الكماشة: الجيوش العربية المستنفرة من جهة، وأعمال الفدائيين من جهة أخرى، وهيهات لها أن تفلت من تلك الكماشة".


الاثنين 22/5/1967

- الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة السورية: ألقى في حفل افتتاح الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في دمشق، خطاباً قال فيه: "إن سورية و ج.ع.م اتخذتا ما يلزم، لا لإحباط المؤامرات الاستعمارية والرجعية والعدوان الصهيوني فحسب، بل ولخوض معركة تحرير فلسطين عند أول تحرك عدواني".. وجاء في خطابه: "أن أصوات التهديدات الإسرائيلية قد خفتت بعد أن أصبحت إسرائيل بين فكي ج.ع.م وسورية".

- ثم حمل حملة عنيفة على الملك فيصل والملك حسين، واتهمهما بالتآمر لاستغلال الشعور الديني و... إلخ. (انظر التفاصيل في ص 474 من المرجع نفسه).

- جريدة (برافدا) السوفياتية: "... إن هناك مؤامرة جديدة تعدها الأمبريالية الأمريكية وإسرائيل والرجعية العربية لضرب نظام الحكم التقدمي في سورية".



الثلاثاء 23/5/1967

- الدكتور يوسف زعين واللواء أحمد سويداني وصلا فجأة إلى القاهرة. قال زعين: "ليس هناك أي داع للحديث، فنحن قادمون من أجل الحرب".

- العقيد أحمد المير، قائد الجبهة السورية: صرح بأن الجبهة أصبحت معبأة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. وقال: "إن العرب لم يهزموا في معركة 1948 على أيدي الإسرائيليين، بل من قبل حكامنا الخونة، وهذه المرة لن نسمح لهم أن يفعلوا ذلك"

- على أثر حادث انفجار لغم في سيارة في مركز الرمثا الأردني على الحدود الأردنية، الذي نتج عنه مقتل 15 شخصاً وإصابة 26 آخرين بجروح، تأزمت العلاقات بين سوريا والأردن، وأمرت السلطات الأردنية سفير سوريا ونائب قنصلها بمغادرة الأردن (36).

- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري صرح لوكالة أنباء الشرق الأوسط: "... إن الحكومة العميلة في عمان إنما افتعلت هذا الحادث لتبرير قطع العلاقات، ولأن الملك حسين بحاجة دائماً لأن يعمل في الظلام، وخاصة في هذه الأيام، لينفذ مخططات الاستخبارات الأنجلو – أميركية، دون رقيب أو حسيب".

- القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أصدرت في دمشق بياناً دعت فيه: "جميع التقدميين والمنظمات الشعبية" في الوطن العربي إلى: "الانقضاض ساعة الصفر على الجيوب الرجعية والاستعمارية وإلى تدمير قواعد الاستعمار واحتكاراته النفطية وخطوط مواصلاته وتموينه أينما وجدت".

- الحكومة السوفياتية أصدرت بياناً أعلنت فيه دعمها للدول العربية. جاء في البيان: "إن من يغامر بشن عدوان في الشرق الأدنى سوف يجابه لا بالقوة الموحدة للشعوب العربية فحسب بل وبالمقاومة الحازمة من قبل الاتحاد السوفياتي والدول المحبة للسلام".


الخميس 25/5/1967

- الدكتور نور الدين الأتاسي، تحدث إلى أعضاء المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمل العرب الذين زاروه بعد انتهاء مؤتمرهم الطارئ في دمشق قال محذراً: "إن الأحداث تصاعدت بشكل ينذر بحرب شاملة في الشرق الأوسط، وأن الشعب السوري مصمم على خوض معركة الثأر من المستعمرين والمستغلين، ومعركة الثأر للجماهير الكادحة التي عانت كثيراً من الاستعمار والاستغلال".

الجمعة 26/5/1967

- إذاعة دمشق أذاعت تعليقاً سياسياً قالت فيه: "إن سورية ترفض اقتراح الجنرال شارل ديغول، بعقد مؤتمر ذروة للدول الأربع الكبرى، إذ أن العرب لم يعودوا يقبلون وصاية أي كان على الشرق الأوسط".

- إذاعة بغداد أعلنت أن وحدات عسكرية عراقية من المشاة والمدفعية والمدرعات غادرت أربيل في شمال العراق للالتحاق بالقطعات العراقية الرئيسية التي تتحرك نحو الجبهة السورية مع إسرائيل.


السبت 27/5/1967

- وكالة "اسوشيتدبرس" قالت إنه لم يعلن رسمياً حتى الآن في دمشق عن تحركات القوات العراقية".

الأحد 28/5/1967

- اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري، وجهت رسالة إلى جميع الأحزاب الشيوعية في العالم تلفت فيها نظرها "إلى الوضع المتوتر الذي يحيط بسورية ويشعل منطقة الشرق الأوسط بأسرها". وأضافت: "أن منشأ هذا الوضع هو أن الإمبريالية الأمريكية تنظر بعين الغضب والحقد إلى نظام الحكم التقدمي في سورية.. وقد فشلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في مساعيها لقلب الأوضاع في سورية عن طريق الرجعية الداخلية فأخذت تلجأ إلى أساليب الضغط والعدوان على سورية من الخارج". وأهابت الرسالة "بالرفاق الشيوعيين" أن يمدوا لشعب سورية يد التضامن لإحباط العدوان الإسرائيلي الذي يسيره ويوجهه الاستعمار الأمريكي.

- التوقيع على اتفاق تنسيق العمل بين الجيشين السوري والعراقي تم في دمشق. وقد وقع الاتفاق عن الجانب العراقي العميد محمود عريم، ووقعه عن الجانب السوري اللواء عادل شيخ أمين (37).

- صرح وزير الإعلام السوري، محمد الزعبي: بأن قوات من الجيش العراقي قد دخلت الأراضي السورية واتخذت مواقعها المحددة(38).



الاثنين 29/5/1967

- وصل فجأة إلى موسكو الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة السورية مع وفد يضم الدكتور إبراهيم ماخوس، ومحمد الزعبي. وأجرى الوفد مباحثات مع المسؤولين هناك ...

- في اجتماع طارئ لاتحاد المحامين العرب، عقد في دمشق، ألقى يوسف زعين رئيس الحكومة السورية كلمة في جلسة الافتتاح قال فيها:

"إن انحناء إسرائيل أمام الرد العربي الحاسم الآن، يجب أن لا يفسر بأنه انتصار نهائي عليها، فهو ليس إلا بداية الطريق لتحرير فلسطين، وتدمير إسرائيل... وإن الظروف اليوم هي أفضل من أي وقت مضى لخوض معركة المصير العربي".

وقال: "إن الشعوب العربية ستحاسب كل من يتخاذل عن الواجب". وقال: "إن المسيرة إلى فلسطين، هي المسيرة إلى إسقاط الرجعية العربية والاستعمار والصهيونية إلى الأبد".ثم أشاد باستعداد سورية لخوض المعركة.


- وكالة الأنباء العربية السورية كشفت النقاب عن أن سفير الولايات المتحدة في دمشق، قدم مذكرة شفوية تتعلق بالوضع الراهن في الشرق الأوسط إلى الدكتور إبراهيم ماخوس. علم أن المذكرة تضمنت النقاط التالية:

1- أن حدة التوتر بين الدول العربية وإسرائيل ارتفعت في الفترة الأخيرة.
2- أن الولايات المتحدة لا تعتقد بوجود نوايا عدوانية لدى إسرائيل.
3- أن الحكومة الأمريكية تشعر بقلق خاص تجاه ما أسمته أعمال الإرهاب (العمل الفدائي الفلسطيني) وتعتبرها مغايرة لاتفاقات الهدنة.
4- أن الحكومة الأمريكية قلقة من انسحاب قوات الطوارئ الدولية وتعمل على إعادة وجود الأمم المتحدة على خط الهدنة بين ج.ع.م وإسرائيل بأية صورة من الصور.

5- الحكومة الأمريكية تعتقد بأن حشد القوات يزيد من حدة التوتر.
6- الحكومة الأمريكية تتمسك "بحرية المرور في خليج العقبة للسفن الإسرائيلية وسفن جميع الدول الأخرى".
7- الحكومة الأمريكية تؤكد عزمها على التدخل بالمقاومة الشديدة لكل اعتداء في المنطقة.


الدكتور ماخوس وزير الخارجية رد على المذكرة الأمريكية فوراً مؤكداً انحياز أمريكا إلى جانب إسرائيل وموضحاً النقاط التالية:

1- ليس للولايات المتحدة ما يميزها عن غيرها من الدول الأعضاء حسب ميثاق الأمم المتحدة ولا تملك حق التدخل في شؤون المنطقة أو فرض وصايتها عليها.
2- لم يرتفع التوتر خلال الأيام القليلة الماضية فقط، وإنما لازم المنطقة العربية عند فرض الاحتلال الإسرائيلي. ووزارة الخارجية السورية تؤكد النوايا العدوانية لإسرائيل، وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين أبلغ دليل على ذلك.
3- تؤكد سورية أنها ليست مسؤولة عما يقوم به الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه طبقاً لحق تقرير المصير، كما أن هذا الشعب ليس طرفاً في اتفاقيات الهدنة.
4- الحكومة السورية تؤكد حق ج.ع.م في سحب قوات الطوارئ الدولية وفي ممارستها لسيادتها على خليج العقبة.


الثلاثاء 30/5/1967

- الدكتور نور الدين الأتاسي والوفد المرافق له عادوا من موسكو بعد انتهاء زيارته لها.

- محمد الزعبي وزير الإعلام السوري صرح بأن الاتحاد السوفياتي أكد تأييده "للخط الثوري التقدمي" الذي تنتهجه سورية. كما أكد وقوفه "بحزم ضد أي عمل عدواني قد يتعرض له الشعب العربي من جانب إسرائيل ومن وراءها" ووصف محادثات الوفد مع المسؤولين السوفيات بأنها "صريحة" وقال: "إن الدكتور الأتاسي أكد للزعماء السوفيات أن التهديدات والحشود العدوانية الصهيونية ليست إلا جزءاً من مخطط استعماري عام لضرب حركة التحرير في الشرق الأوسط".



لجمعة 2 حزيران 1967

- إذاعة بغداد قالت إن قوة كبيرة من المشاة توجهت بالقطارات من أربيل في شمال العراق إلى حيث تأخذ مواقعها في الجبهة. كذلك فعلت وحدة الآليات التي وصفت بأنها على درجة عالية من التدريب في القتال السريع، وأنها مزودة بآليات ثقيلة حديثة.

- ناطق إسرائيلي عسكري زعم أن جنديين إسرائيليين وجندياً سورياً قتلوا في اشتباك بين دورية إسرائيلية وفريق من الفدائيين على بعد كيلو متر واحد من الحدود السورية.

- البريجادير جنرال حاييم هيرتسوج: كتب في الملحق الأسبوعي في جريدة " جيروساليم بوست" محللاً وضع الجيشين المصري والسوري، وقد جاء في هذا المقال: "...أما الجيش السوري البالغ عدده 65 ألفاً، فهو ضئيل جداً بالنسبة لمساحة سوريا. وأضاف أن الانقلابات التي تعاني منها سورية وينتج عنها تغيير دائم في صفوف الضباط وترفيعات مفاجئة لا تستند على أساس الخبرة بل على أساس الانتماء السياسي، كل هذا أضعف الجيش السوري كثيراً".


السبت 3 حزيران 1967

- مصدر رسمي سوري صرح بأنه تم وضع الترتيبات الكفيلة بحماية مدينة دمشق من جميع الأخطار. وتم دهن مصابيح السيارات ومصابيح الساحات العامة باللون الأزرق الداكن تنفيذاً لتعليمات مديرية الدفاع المدني. وأعلن المجلس البلدي في دمشق أنه قرر التبرع بمبلع 200 ألف ليرة سورية للجيش السوري، وقرر أعضاء هيئة التدريس في جامعة دمشق التبرع بنسبة 10 بالمئة من مرتباتهم للجيش.

- الجنرال ييغال آلون، وزير العمل الإسرائيلي، قال في اجتماع الليلة البارحة: إن تحقيق ثلاثة أمور سيجنب المنطقة الحرب وهذه هي: إعادة فتح خليج العقبة، وتخفيض القوات المحتشدة على الحدود، والتعهد بوقف أعمال التخريب.

- الميجر جنرال موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي عقد مؤتمراً صحفياً اليوم قال فيه: "إنه قد فات الوقت لردة فعل عسكرية(39) فورية على إغلاق ج.ع.م لمناطق تيران"...

... إذا حاول أحد تحقيق حرية المرور من مضائق تيران بالوسائل الدبلوماسية فليعط الفرصة لذلك...
... إذا وقع صدام فسيكون غالي الثمن..

.. أن الدول العربية لديها من الجيوش والأعتدة أكثر بكثير مما لدى إسرائيل ولكن الأمر يعتمد كثيراً على مكان المعركة. مثل ذلك أنه سيكون من الصعب جداً على الجيش الإسرائيلي بعدده الحالي أن يذهب للقتال في بغداد أو القاهرة، وآمل أن يكون صعباً جداً عليهم بأعدادهم المتفوقة أن يهاجموا تل أبيب، لأن عليهم أن يسيروا من قواعدهم إلى إسرائيل.


الأحد 4 حزيران 1067

- القيادتان القطرية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا بحثتا في اجتماع مشترك اليوم تقريراً مفصلاً عن نتائج مباحثات الدكتور إبراهيم ماخوس وزير الخارجية ونائب رئيس الحكومة في رومة وباريس والجزائر وكان ماخوس قد عاد من رحلته الرسمية لتلك البلدان.

وذكرت الأنباء أن اللاجئين السوريين في العراق طلبوا من حكومتهم السماح لهم بالعودة لاستغلال كفاءاتهم في المعركة.

 

ب- فترة الحرب
======​

الاثنين 5 حزيران 1967:​

- راديو القاهرة قطع إذاعته حوالي الساعة 9،50 بتوقيت القاهرة(40) ليعلن أن قوات إسرائيل بدأت تهاجم ج.ع.م..

- راديو دمشق قطع برامجه العادية ليعلن أن إسرائيل هاجمت ج.ع.م صباح اليوم. وهذا أهم ما صدر عن هذا الراديو.

- بلاغ صادر من وزير الداخلية يطلب من جميع عناصر الدفاع المدني الالتحاق بمراكزهم.

- نداء إلى الشعب أعلن "بدء معركة التحرير الشعبية، حيث سيكون اللقاء في قلب تل أبيب". وقال: "سحقاً للصهاينة وسحقاً لأمريكا".

- دعا الراديو القوات السورية إلى "مسح إسرائيل عن الخريطة".

- أعلن أن أفراد الجيش الشعبي تسلموا أسلحتهم الكاملة ونزلوا إلى الشوارع واتخذوا مواقعهم المحددة لهم في دمشق والمدن والقرى السورية.

- قال راديو دمشق إن القيادتين السورية والمصرية على اتصال دائم.

- أذاع الراديو بلاغاً من القائد الأعلى للقوات السورية المسلحة في الساعة 12 ظهراً بتوقيت دمشق(41)، أعلن فيه دخول القوات السورية المعركة إلى جانب مصر وقال: إن الطائرات السورية "بدأت قصف مدن العدو ومواقعه ومنشآته". ومضى يقول: "إن سورية تلتحم مع العدو الآن.. ولن تتراجع قبل إبادة الوجود الصهيوني إبادة كاملة".

- أذاع الراديو بياناً إلى الإسرائيليين باللغتين العربية والعبرية طلب فيه منهم أن يستمعوا إلى الإذاعات العربية وينتظروا الأوامر والتعليمات منها.

- شركة الأنباء الإقليمية ذكرت في نبأ من دمشق أن أصوات المدافع المضادة للطائرات دوت في المدينة أثناء غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على المدينة.

- الأتاسي أعلن أن بلاده قررت أن تكون المعركة الحالية معركة التحرير النهائية لفلسطين في إذاعة موجهة إلى الشعب: "لقد دقت ساعة النصر على أعداء العروبة، وقد حفر الصهاينة الغزاة المتآمرون مع الاستعمار العالمي قبورهم بأيديهم عندما أغاروا اليوم على ج.ع.م". وقال: "أن الهجوم الإسرائيلي لم يتم إلا بتخطيط من الاستعار العالمي الذي جعل من إسرائيل أداة للتنفيذ". وقال: "لقد ألقى الشعب العربي بثقله في المعركة الفاصلة ووضع الجيش السوري كل قواه الضاربة في لهيب المعركة وأن نسورنا البواسل يدمرون منشآت العدو ومدنه وهم في طريقهم لتحرير الأرض المغتصبة".



وأما البلاغات التي أصدرتها سورية فقد كانت كما يلي وحسب الترتيب:
------------------------​

1- قامت طائراتنا بقصف شديد لمطارات العدو في المنطقة الشمالية وقد دمرت القسم الأكبر من المجهود الجوي للعدو. وقد شوهدت الطائرات العدوة وهي تحترق على الأرض. وعادت طائراتنا إلى قواعدها سالمة.


2- أن طائراتنا الآن تقصف مطارات العدو ومواقعه(42) الاستراتيجية وأرتاله البرية وقد اختفى طيران العدو من أرض المعركة. وقد اندلعت النار في مصفاة البترول في حيفا بعد أن ضربتها طائراتنا.


3- تسللت طائرات معادية في أراضينا وقامت طائراتنا الساهرة على حماية الجو بالتعرض لها فاشتبكت معها وأسقطت ثلاث طائرات إسرائيلية سقطت اثنتان منها فوق الأردن ولم تصب طائراتنا بأذى.


4- حاول العدو أن يقوم بغارة جوية داخل أرضنا فتصدت له طائراتنا وجرى اشتباك جوي سقطت نتيجة له طائرة ميراج معادية.


5- حاول طيران العدو ضرب مطار المزة فتصدت له مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج معادية. هذا وقد شوهدت طائرة معادية تحترق وهي متجهة باتجاه الديماس (ميسلون) غربي دمشق وقد سقطت الطائرة في الجبال.


6- اشتبكت مدفعيتنا المضادة للطائرات مع ثماني طائرات إسرائيلية وأسقطت اثنتين منها وأسر أحد الطيارين الإسرائيليين.


7- نتيجة اشتباك جوي بين طائراتنا وطيران العدو أسقطت طائرتا ميراج في الأراضي اللبنانية وأسر طيار إسرائيلي(43).


8- نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقط طيراننا الباسل ثلاث طائرات ميراج للعدو وأسر طيار إسرائيلي وهو رهن التحقيق.


9- على كافة الإخوة المواطنين إلقاء القبض فوراً على أي طيار معاد يسقط في أرضنا وإرساله حياً إلى أقرب مركز للجيش أو الشرطة.


10- نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقطت مدفعيتنا المضادة للطائرات طائرة ميراج إسرائيلية.


11- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وحطمت مدفعيتنا المضادة طائرتي ميراج.


12- هاجم طيران العدو مواقعنا في الجبهة فأسقطت مدفعيتنا المضادة للطيران طائرة ميراج للعدو قرب خسفين.


13- حاولت طائرات العدو قصف إحدى قواعدنا الجوية فأسقطت للعدو ثلاث طائرات وهكذا أصبح عدد الطائرات المعادية التي أسقطت فوق هذه القاعدة 6 طائرات.


14- نتيجة للاشتباكات الجوية التي جرت فوق أرضنا، أسقطنا للعدو 30 طائرة، هذا عدا عن الطائرات التي أسقطها سلاحنا الجوي ضمن أراضي العدو. يضاف إلى ذلك ما دمره سلاحنا الجوي أثناء الغارات التي قام بها فجأة على مطارات العدو الشمالية بكاملها منزلاً بها تدميراً محققاً.


15- هاجمت طائرات العدو مواقعنا في الجبهة، فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت للعدو طائرتين فوق تل يوسف.


16- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت ثلاث طائرات ميراج.


17- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت طائرتي ميراج.


18- هاجمت طائرات العدو أحد مطارتنا، فتصدت لها مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج.


19- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت طائرة ميراج أخرى.


20- تحاول طائرات العدو بدون جدوى عرقلة قواعدنا الجوية، وقد أسقطت الآن طائرة ميراج فوق أحد مطاراتنا.


21- عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطت في الأراضي السورية خلال الاشتباكات التي جرت فوق الأراضي السورية وبواسطة المدفعية المضادة للطائرات بلغ حتى الآن (الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت عمان وبيروت) 50 طائرة.. وقال ناطق عسكري أن هذا الرقم لا يشمل الطائرات المعادية التي دمرت في إسرائيل نفسها نتيجة الاشتباكات الجوية بعد ضرب المطارات الإسرائيلية.


22- حاوت طائرات العدو الهجوم على بعض القواعد الجوية فتصدت لها مدفعيتنا وأسقطت منها طائرتين.


23- أسقطت طائرة معادية قرب إحدى القواعد العسكرية السورية وذلك أثناء اشتباك جوي مع العدو.


24- هاجمت طائرات العدو إحدى القواعد الجوية السورية فتصدت لها القوات السورية وأسقطت إحدى الطائرات المعادية. وقال مصدر عسكري سوري أنه بلغ عدد الطائرات التي أسقطها سلاح الطيران السوري للعدو 54 طائرة.


25- عثر على الطائرات الميراج الثلاثة التي أسقطتها سورية فوق الأراضي اللبنانية قرب بلدة راشيا.


التلفزيون السوري والإذاعة أجريا مقابلة مع طيار إسرائيلي أسر، اسمه: إبراهام زيلان، رتبته ملازم أول، من مواليد 1945، فلسطيني. وقد جاء في المقابلة قوله:"... إن الأهداف التي كلف بضربها في سورية هي مطار الضمير ودمشق فقط..".


- هبطت طائرة سورية اضطرارياً على ساحل الرشيدية قرب صور لنفاد وقودها. وكان يقودها الملازم الأول الطيار غسان إسماعيل، وعمره 28سنة. وكانت هذه الطائرة تقوم بغارة على حيفا ثم نفد وقودها فاضطرت إلى الهبوط على الساحل اللبناني.



- أذاع راديو إسرائيل:
-------------​

"... إن طائرات عربية هاجمت بلدة ناتانيا الساحلية".

"... إن طائرتين سوريتين من نوع ميج أسقطتا في منطقة بلدة أرمجدون القديمة".

وقال البلاغ: "إن ثلاث طائرات سورية اشتركت في العملية"
 

الثلاثاء 6 حزيران 1967


البلاغات العسكرية السورية:
------​

1- هاجمت صباح اليوم أربع طائرات معادية مواقعنا في الجبهة وتم إسقاط طائرتين منها.

2- في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة من فجر يوم السادس من حزيران (يونيو) لعام 1967، بدأت قواتنا بالاشتباك مع العدو وقصف مواقعه على طول الخطوط الأمامية، وأن هذه الاشتباكات التي تجري اليوم هي منطلق لبدء عملية التحرير.
التوقيع: وزير الدفاع.

3- في الساعة التاسعة والربع أسقطت مدفعيتنا المضادة ثلاث طائرات إسرائيلية فوق القنيطرة وذلك أثناء تصديها لغارة جوية معادية.

4- احتلت قواتنا الزاحفة مستعمرة شرياشوف شمال سهل الحولة وقد تكبد العدو فيها خسائر كبيرة وتجري حالياً معركة حامية مع قوات معادية تقاوم تقدم قواتنا داخل الأرض المحتلة.

5- في الساعة السادسة عشرة أسقطت مدفعيتنا المضادة في منطقة الجبهة إحدى طائرات العدو وشوهد الطيار يقفز بالمظلة في سهل الحولة داخل الأرض المحتلة.

6- في الساعة السابعة عشرة والدقيقة 32 حاولت بعض طائرات العدو الإغارة على مواقعنا في الجبهة ولكنها ردت على أعقابها بعد أن أسقطت منها قاذفة قنابل من طراز (فوتور).

7- قام طيران العدو بعد ظهر أمس بقصف الرقابة الدولية في منطقة البطيحة ثلاث مرات متوالية، وقد قدمت هيئة الرقابة احتجاجاً على ذلك. إن الذين قصفوا المنطقة، إما إسرائيليون تعمدوا الاعتداء على هيئة الأمم المتحدة، أو أنهم طيارون غرباء عن المنطقة وذلك يشكل دليلاً آخر على العدوان الاستعماري الغاشم.



- بيان سوري رسمي تكلم عن:"أبعاد المؤامرة الإنجلو –أمريكية الصهيونية على الحق العربي" فقال:

"... أظهرت المعلومات التي وردت من جزيرة قبرص في أول حزيران، أن الطائرات البريطانية في قاعدة أكروتيري كانت في حالة تأهب وحركة دائمة. وكذلك لوحظت حركة شديدة للسيارات العسكرية في قاعدة أكروتيري وديكيليه. وكانت هذه السيارات العسكرية من القاعدتين البريطانيتين، تقوم بنقل القنابل والصواريخ من المخازن تحت الأرض إلى المطار، وأكثرها صواريخ بطول مترين.

كما أثبتت المعلومات أن حوالي 3000 جندي بريطاني بكامل عتادهم الحربي قد غادروا قاعدة أكروتيري إلى المنطقة المحتلة من فلسطين بتاريخ 28 آيار الماضي. وكذلك أثبتت المعلومات الموثوقة أنه بتاريخ 27 أيار الماضي وصل إلى القواعد البريطانية في قبرص قائد الأسطول السادس الأمريكي بطريق الجو وبصورة سرية للغاية، واجتمع فور وصوله بقائد القواعد البريطانية في الجزيرة.

وقال البيان السوري: "إن الأسلحة التي ترسلها أمريكا وبريطانيا عن طريق البحر تنتقل إلى إسرائيل في صناديق رسمت عليها إشارة الصليب الأحمر تمويهاً وتضليلاً كي لا يجري تفتيشها... وإمعاناً في التضليل يجري نقل هذه الصناديق بواسطة بواخر تجارية غير أمريكية أو بريطانية".

وقال البيان: "إنه تم التقاط اتصال لاسلكي للعدو يطلب تدخل قوات أجنبية من حاملات الطائرات الموجودة في شرق البحر الأبيض المتوسط لمساعدته في عملياته الجوية ضد العرب... وقال: إن الطيار الإسرائيلي إبراهام زيلان الذي أسرته القوات السورية، اعترف أن 17 طائرة من قاذفات القنابل الإنجليزية وصلت مع طياريها قبل العدوان إلى المنطقة المحتلة من فلسطين واشتركت بضرب الأهداف داخل ج.م.ع وسورية. وعلم أن حاملة طائرات بريطانية تحركت إلى أحد المرافئ الإسرائيلية من قبرص صباح الثلاثاء مع أربع قطع حزبية بريطانية"(44).


- الدكتور إبراهيم ماخوس( علوي نصيري ) وزير الخارجية السوري جمع رؤساء البعثات الديبلوماسية في سورية باستثناء سفيري أمريكا وبريطانيا وشرح لهم الوضع الراهن، وكان من جملة ما قاله ماخوس:

"... إن دولاً صديقة عديدة نصحت الدول العربية بأن لا يبدأ العرب العدوان، كما أن كثيرين من السفراء وعلى رأسهم السفير الأمريكي أكدوا أن إسرائيل لا تنوي العدوان. وأن العرب قبلوا النصيحة، إلا أن الشعب العربي دفع الثمن باهظاً..".

"... ولو أننا بدأنا الهجوم لسحقنا العدوان وأنهينا العملية في يوم واحد.. ولكننا فوجئنا أمس بهجوم شامل على جميع المطارات في البلاد العربية بكثافة لا يمكن معها أن تكون إسرائيل وحدها في المعركة". وقال: "لقد أسقطنا أمس أكثر من 150 طائرة وكان الطيران الإسرائيلي مستمراً وكأننا لم نسقط طائرة واحدة. إلخ".



- الميجر جنرال حاييم هيرتسوج، المتحدث العسكري الإسرائيلي، والقائد السابق للاستخبارات الإسرائيلية قال: "إن لمصر 350 طائرة على الجبهة، ولسورية مائة طائرة خسرت منها 50 طائرة في اليوم الأول للقتال.."

- قال تقرير إسرائيلي: "إن طائرات سورية قد قصفت عدة أهداف داخل إسرائيل منها بعض القرى والمطارات الحربية في وسط وشمالي إسرائيل.."

- وقال بلاغ إسرائيلي آخر: إن القوات الإسرائيلية ردت قوة آلية مدعومة بالمدفعية حاولت التقدم إلى تل دان (تل القاضي) من الجبهة السورية.

- ادعى بلاغ إسرائيلي: أن إسرائيل أصبحت سيدة الجو في الشرق الأوسط وأن القوة الجوية العربية الضاربة قد أبيدت.

- وقالت المصادر الإسرائيلية: إن قواتها الجوية والبرية كانت تقصف المواقع الجبلية السورية طوال النهار بينما كانت المواقع السورية تقصف المستعمرات الإسرائيلية في الجليل. وقالت هذه المصادر أن القصف من الطرفين كان متواصلاً على طول الجبهة من دان في الشمال إلى بحيرة طبريا في الجنوب.


الأربعاء 7 حزيران 1967​

البلاغات العسكرية السورية:​

1- في الساعة 8،47 أسقطنا للعدو طائرتين من طراز ميراج أثناء اشتباك فوق منطقة القنيطرة. قفز أحد الطيارين الأعداء بالمظلة قرب خان أرينبة وأسر.

2- اشتركت القوات الجوية البريطانية هذا اليوم بشكل فعال بقصف مواقعنا الأمامية محاولة بذلك القيام بالمهمة التي فشل طيران إسرائيل بالقيام بها بعد أن أسقطنا للعدو معظم طائراته التي حلقت في أجوائنا.

إننا نؤكد أن الغارات التي جرت اليوم على مواقعنا الأمامية قد قامت بها طائرات من نوع كامبيرا، وهي قاذفة إنجليزية معروفة، وبهذه المناسبة، لقد أسفر الاستعمار عن وجهه بكل لؤم وغدر، فإننا نطمئن الإخوة المواطنين إلى أن المعارك تسير لصالحنا وأن تشكيلاتنا العسكرية تكيل للعدو ضربات قاسية في كل مكان(45).

3- في الساعة 11،20 حاولت طائرات معادية الإغارة على مواقعنا الأمامية وتصدت لها مدفعيتنا المضادة للطائرات وكانت النتيجة إسقاط قاذفتين من نوع فوتور سقطت الأولى في بستان الرمان وشوهدت الثانية تسقط باتجاه جبال الجليل وهي تحترق.

4- تستمر الاشتباكات والمعارك مع العدو على طول الجبهة العربية السورية منذ أن بدأت قواتنا باقتحام مواقع العدو في الأرض المحتلة وحاول العدو طيلة هذا اليوم إعادة تجميع قواته في بعض نقاط الجبهة للاقتراب من خطوط قواتنا ولكن قواتنا لم تمكنه من ذلك واستمرت في الاشتباك معه كما قصفته مدفعيتنا الميدانية وخصوصاً في مناطق تجمعه، ونتيجة لذلك تكبد العدو الخسائر التالية:

آ- دمرنا أربع دبابات وثلاث ناقلات جنود ومدرعة في القطاع الشمالي من الجبهة وأحدثت مدفعيتنا خسائر جسيمة في تجمعات العدو.

ب- دمرنا سرية مشاة وخمس دبابات في هاغوشريم.

جـ- دمرنا كافة تحصينات مستعمرة تل القصر (بيت كاتسير) وأسكتنا الأسلحة الموجودة فيها ولا زالت النيران تشتعل في هذا الموقع.

5- في تمام الساعة 16،30 تصدت طائراتنا المقاتلة لسرب معاد من الطائرات القاذفة الثقيلة واشتبكت معه في معركة جوية حامية فوق منطقة الشيخ مسكين. تمكن طيارونا البواسل من إسقاط ثلاث طائرات للعدو هوت وتحطمت في منطقة أزرع ونوى وطفس. وعادت طائراتنا إلى قواعدها سالمة.

هذا وقد بلغ مجموع الطائرات التي أسقطناها للعدو منذ صباح اليوم خمس قاذفات قنابل وطائرتين مقاتلتين.

6- تستمر قواتنا الباسلة في تدمير العدو على طول الجبهة، وتدور الآن رحى معركة عنيفة أمام تل العزيزيات وقد دمرنا للعدو حتى الآن قاعدة للصواريخ المضادة للدبابات وسريتين من مدافع الهاون وعدداً من الآليات المدرعة وتم تدمير بعض الجسور مقابل تل العزيزيات ولا يزال القتال مستمراً(46).

7- في حوالي الساعة 12،20 أبادت مدفعيتنا المضادة للطائرات طائرة إسرائيلية فوق المنطقة الجنوبية وسقطت شظايا الطائرة وتناثرت فوق بعض قرى محافظة درعا.

8- تم إسقاط طائرة معادية في الساعة 19،25 من مساء هذا اليوم فوق الجاعونة في القطاع الأوسط في الجبهة أثناء اشتباك مع مدفعيتنا المضادة للطائرات.

9- أسقطنا الآن طائرة معادية فوق الصنمين بواسطة المدفعية المضادة للطائرات وقذف الطيار بنفسه بالمظلة من الطائرة وتحركت فوراً مفرزة خفيفة من إحدى نقاطنا العسكرية للقبض عليه.

10- في الساعة 9،30 اكتشفت مراصدنا تحركات قوات معادية في القطاع الشمالي من الجبهة أمام تل العزيزيات، وكانت قوات العدو تحاول التجمع وهي من /50/ دبابة تقريباً ومعها وحدات من المدفعية والمشاة، بادرت مدفعية الميدان العربية السورية تساندها أنواع أخرى من الأسلحة إلى قصف هذه التجمعات بعنف وشتتتها وألحقت بها خسائر جسيمة.

11- خلال الاشتباكات التي جرت أمس في الجبهة أسرت قواتنا عدداً من جنود العدو بينهم ضابط برتبة ملازم أول.

- راديو دمشق اتهم "الاستعماريين الأمريكيين والبريطانيين بالاستمرار في مساعدة إسرائيل لإنقاذها من الدمار".

- أعلن الراديو في وقت لاحق استيلاء القوات السورية على سهل الحولة وقال إنها تطارد الإسرائيليين بطريقها إلى الناصرة.

وقال أحد المعلقين: إن الجيش السوري بطريقه الآن إلى صفد وعكا بالإضافة إلى الناصرة(47)...
الخميس 8 حزيران 1967

- راديو دمشق أذاع في الساعة الثالثة من الصباح أنه يتوقع أن تصل القوات السورية إلى صفد لتلتقي بالقوات الأردنية الزاحفة.


راديو دمشق أذاع البلاغات العسكرية التالية:
---​

1- تشتبك مدفعيتنا المضادة للطائرات الآن في القطاع الشمالي والقطاع الأوسط من الجبهة وتصد طائرات العدو المغيرة على مواقعنا.

2- في الساعة 9،50 تصدت مدفعيتنا المضادة لغارات العدو التي هاجمت مواقعنا، فأسقطت ثلاث طائرات اثنتان منها في القطاع الأوسط، تفجرت الأولى في الجو وهوت الثانية محترقة إلى الأرض، وأسقطت الثالثة في القطاع الشمالي وبهذا الانتصار على طيران العدو تفتتح مدفعيتنا المضادة، اليوم الرابع من المعركة التي سنخوضها حتى النصر.

3- في الساعة 10،10 جرى اشتباك فوق الجبهة أسقطنا على أثره قاذفتي قنابل للعدو، وهكذا أسقط للعدو خمس طائرات خلال نصف الساعة الماضية.

4- في الساعة 10،55 تم إسقاط طائرة إسرائيلية بمدفعيتنا المضادة للطائرات في القطاع الشمالي من الجبهة وقد هوت الطائرة باتجاه مواقع العدو وانفجرت قرب النبي يوشع.

5- جرى اشتباك جوي في الساعة 11،00 وتم إسقاط طائرة معادية انفجرت على السفح الشرقي من جبل الشيخ. وقد دمرنا للعدو خلال الساعات المنصرمة سبع طائرات.

6- أسقطنا للعدو طائرة في الساعة 11،45 وقعت في دغانيا.

7- أسقطنا للعدو في الساعة 14،30 طائرتين فوق الجبهة سقطت الأولى في الخالصة والثانية في هافرشيريم. بلغ عدد الطائرات التي دمرناها للعدو حتى الساعة 14،00 من هذا اليوم عشر طائرات.

8- في الساعة 14،30 أسقطنا طائرة معادية في ناؤوت مردخاي.

9- أسقطنا للعدو طائرتين في الساعة 15،00 إحداهما من طراز كانبيرا والثانية من طراز فوتور وذلك فوق منطقة الجليل الشمالي. ومجموع خسائر العدو حتى الآن 13 طائرة.

10- أسقطت مدفعيتنا المضادة للطائرات الساعة 16،50 طائرة معادية فوق القطاع الأوسط من الجبهة.

11- في الساعة 17،20 أسقطنا للعدو طائرتين وقعتا في بحيرة طبريا إلى الغرب من مستعمرة عين غيف. وبهذا نكون قد دمرنا حتى ساعة إذاعة هذا البلاغ 16 طائرة للعدو.

12- دمرت قواتنا البرية العاملة في القطاع الشمالي من الجبهة سرية كاملة من مدفعية العدو في مستعمرة ساديا نحاميا كما دمرنا مستودعاً للذخائر.

13- أسقطنا للعدو في الساعة 17،45 طائرتين إحداهما من نوع أوراجان والأخرى من نوع ميستير سقطت غرب القلع.

14- شوهدت في الساعة 20،40 تجمعات معادية من المدرعات والمشاة أمام القطاع الأوسط من الجبهة، بين يسود هامعالا وكعوش فقصفتها مدفعيتنا بشدة وأوقعت فيها خسائر فادحة.

- راديو دمشق أعلن أن سورية لن توقف القتال، وستواصل الحرب ضد إسرائيل وقال: "إن الحرب لا زالت في بدايتها، وسوف تستمر، والنصر لمن يصمد ولمن يرمي في المعركة كل يوم قوى جديدة.. إن أسلوب الحرب الصاعقة لفرض الهدنة لن يكتب له النجاح، وإن الغلبة في النهاية ستكون للحق العربي".


- بلاغ صدر عن السلطة العسكرية العليا في لبنان مساء هذا اليوم، قال: إن مواقع الجبهة العربية الشمالية في منطقة الجليل الأعلى توالي منذ الساعة العاشرة صباحاً قصف مستعمرة هاغوشريم والمستعمرات المحيطة بها. وقال

البلاغ: إن العدو يقوم بغارات متواصلة محاولاً إسكات هذه المواقع إلا أن المدفعية اللبنانية والسورية المضادة للطائرات تصدت لها وجعلت طائرات العدو تفر بعد إخفاقها في تحقيق أهدافها. وأضاف البيان يقول: إن المدفعية السورية تواصل قصفها بقوة، محرقة هذه المستعمرات بنيرانها.



- متحدث رسمي إسرائيلي أعلن في مؤتمر صحفي وفي معرض حديثه عن أوضاع القوات الإسرائيلية مقابل القوات العربية "... أما على الجبهة السورية فإن معظم القوات السورية تنسحب الآن باتجاه دمشق، ويواصل الطيران الإسرائيلي قصف القوات المنسحبة حسب تقارير إسرائيلية غير رسمية.

أما التقارير الرسمية فقالت إن المدفعية السورية واصلت قصف المستعمرات الإسرائيلية في سهل الحولة اليوم. وقد نفى الناطق الإسرائيلي أن تكون القوات الإسرائيلية قد دخلت الأراضي السورية.

- أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل قال أن القتال سيستمر إلى أن يحذو العراق وسورية حذو الأردن و ج.ع.م في الموافقة على وقف إطلاق النار. وأبلغ إيبان المجلس(48) أن إسرائيل لا تزال مشتركة في قتال عنيف مع القوات السورية.



الجمعة 9 حزيران 1969​

راديو دمشق أذاع في الساعة الرابعة والدقيقة العشرين بعد الظهر بالتوقيت المحلي(49)، أن سورية وافقت على وقف إطلاق النار شريطة التزام الجانب الآخر بوقف القتال. وقال: "إن الجمهورية العربية السورية، تقديراً منها للظرف الراهن أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة أنها قررت قبول دعوة مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار شريطة التزام الجانب الآخر بوقف إطلاق النار"(50).
وأذاعت القيادة العسكرية السورية البلاغات التالية:

1- بالرغم من أن قواتنا توقفت عن إطلاق النار حسب قرار مجلس الأمن، فقد بدأ العدو في الساعة 9،15 من صباح يوم السبت يشن هجوماً على مواقعنا الأمامية مستخدماً نيران المدفعية والدبابات، وكذلك قامت عدة تشكيلات معادية باختراق الأجواء السورية وقصفت مواقعنا في الجبهة ولكن قواتنا الباسلة تصدت للعدو وأسقطت طائرة ميراج معادية في الداخل وتقوم الآن قواتنا الصامدة بالرد على هجوم العدو بنيران غزيرة تقصف مستعمراته وتجمعاته.

2- القوات السورية دمرت طابورين للعدو عندما حاولا التقدم تجاه المواقع السورية، الطابور الأول حاول التقدم من موقع أم جنزير تجاه البحر(51) إلا أنه دمر. أما الطابور الثاني فقد حاول التقدم من تل قصر (بيت كاتسير) تجاه الناصرية (التوافيق) إلا أنه دمر أيضاً، وقامت المدفعية السورية بضرب مواقع مدفعية العدو.

3- القوات السورية دمرت طلائع العدو و9 دبابات شمال الجبهة. كما دمرت كافة دبابات العدو التي حاولت التسرب في القطاع الأوسط. وقد أسقطنا طائرة للعدو في بحيرة طبرية. ويقاتل جنودنا ببسالة خارقة ومعنويات عالية.

4- القوات السورية دمرت 13 دبابة للعدو شمال الجبهة، وأسقطت طائرة ثالثة فوق منطقة الكسوة.

5- الساعة 4،30(52)- إن القتال ما زال مستمراً على الخطوط الأمامية وأن القوات السورية تقاتل ببسالة نادرة وتكيل للعدو ضربات قاسية وتلحق به خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

6- الساعة 5،10 –المدفعية السورية أسقطت طائرة للعدو حاولت التحليق في سماء دمشق.

7- تعرضت مدينة اللاذقية لغارات إسرائيلية جوية وقد ردت طائرات العدو على أعقابها.

8- تعرضت بعض المدن السورية لغارات جوية إسرائيلية واسعة النطاق يتراوح عددها بين 600،550 غارة. وتكشف هذه الغارات الأبعاد الكاملة للعدوان الاستعماري –الصهيوني بغية النيل من معنويات الشعب السوري ولكن النصر يكون دائماً في النهاية للشعوب.

9- على الرغم من تقيد سورية بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار، فإن العدو استمر منذ الصباح في شن هجمات بالمدفعية والدبابات ولكن القوات السورية تصدت له وكبدته خسائر فادحة وأوقفت تقدمه. وفي القطاع الشمالي من الجبهة تسللت قوات معادية من الدبابات فنشبت معركة شديدة وضارية(53) وعززت قواتنا بوحدات مدرعة ودبابات(54) وقد تمكنت قواتنا من احتلال مواقع دفاعية في القطاع الشمالي(55). وعلى الرغم من كثافة التغطية الجوية لقوات العدو الإسرائيلي فقد أسقطت قواتنا أربع طائرات معادية في الجبهة


الدكتور نور الأتاسي رئيس الجمهورية السورية وجه نداءً عبر اذاعة دمشق:. إننا نواجه اليوم أكبر مؤامرة دنيئة خسيسة في العالم الحديث، وأن الخطة تستهدف بعد كل المؤامرات المتلاحقة إلغاء مكاسب شعبنا مرة واحدة وإعادة وطننا إلى منطقة النفوذ الاستعماري الجائر على غرار القرن التاسع عشر...
.... وكما يكافح شعب فيتنام وكما كافح الجزائريون، سنحول الدنيا إلى جحيم الغزاة وسننتصر(56)".

(انظر النص كاملاً في اليوميات الفلسطينية، المجلدان الرابع والخامس من 1/7/66 إلى 30/6/67).

- القيادتان القطرية والقومية لحزب البعث، قررتا الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين (كيما تتيح لهم جميعاً أن يسهموا في شرف الدفاع عن وطنهم).

- راديو دمشق أذاع أن أحد الطيارين الإسرائيليين اللذين وقعا في يد العراق أمس، صرح بأنه أقلع مع عدد من الطيارين الإسرائيليين الآخرين في طائرة هيلوكوبتر إلى حاملة طائرات أمريكية حيث قادوا الطائرات منها مباشرة واتجهوا إلى سماء المعركة.


- إسرائيل أعلنت صباح اليوم أن قواتنا قد بدأت الهجوم على مواقع الجبهة السورية التي كانت تقصف المستعمرات الإسرائيلية في الجليل باستمرار في اليومين الماضيين.

وقال بيان إسرائيلي آخر ظهر اليوم إن الهجوم على الجبهة السورية لا زال مستمراً وإن المواقع السورية قامت بقصف المستعمرات في الجليل هذا الصباح. وقال البيان إن المواقع السورية على طول خط الجبهة قامت بقصف متواصل للأراضي الإسرائيلية.

وقال إن المدفعية السورية لم تهدأ في قصفها للمواقع الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، وقال أن بعض أهدافها كانت على مسافة بعيدة داخل إسرائيل كبلدة روشبينا وقريات شمونه وهاتسور.


وقال أن الطائرات السورية أغارت على مدينة طبريا وأن المشاة السوريين المدعومين بالمدفعية قاموا بعدة غارات على المستعمرات الإسرائيلية.

- مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة بطلب من سورية التي ناشدت المجلس وقف العدوان الإسرائيلي على أراضيها. وجاء في برقية من وزارة الخارجية السورية:"... إن العدوان الإسرائيلي استمر على الجبهة السورية، التي تتعرض حتى هذه اللحظات لغزو إسرائيلي شامل بجميع صنوف الأسلحة من دبابات ومدافع وطيارات". وقالت البرقية: "إن سورية تحمل مجلس الأمن والضمير العالمي، مسؤولية هذا العدوان المجرم".

- الدكتور جورج طعمة مندوب سوريا في مجلس الأمن:

"إنه ليس هناك من شك في أن هدف إسرائيل هو غزو شامل لسوريا، وفيما أنا أتكلم اليوم تقوم الطائرات الإسرائيلية دون تمييز بقصف الأهداف العسكرية والمدن والقرى والمدنيين. إن طوابير من الدروع الثقيلة تقضي على كل أثر للحياة والممتلكات ووحشية المعتدين تكاد لا توصف...".

أكد الدكتور جورج طعمة بعد 90 دقيقة من توجيه نداء مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، قبول سورية مجدداً بوقف إطلاق النار، ولكنه قال: "... إن القوات الإسرائيلية لا زالت مستمرة بالتقدم داخل أراضي بلاده على الرغم من القرار الجديد، وأن الطائرات الإسرائيلية هاجمت دمشق. وأضاف يقول: إنه علم بينما كان المجلس لا يزال مجتمعاً أن القوات الإسرائيلية دخلت الأراضي السورية وأنها تتجمع حول بلدة مسعدة (قيادة القطاع الشمالي).

 

السبت 10 حزيران 1967

- بلاغ صادر من راديو دمشق صباح اليوم: "بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت به وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو وبنيران المدفعية والدبابات وما زالت قواتنا تقاتل العدو بكل ضراوة في جميع الجبهات".

- الساعة 9،30 أعلن بلاغ عسكري:"أن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة، وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانات لا تملكها غير دولة كبرى. وقد قذف العدو في المعركة بأعداد كبيرة من الدبابات واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل. إن الجيش لا يزال يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها".

راديو دمشق، يردد الشعارات الوطنية، ويدعو إلى الاستبسال، ويقول:"سنقضي على العدو بالسلاح العربي وحده، وبالسلاح العربي وحده ودون الاعتماد على طيران صديق سننتصر(58)".

- الساعة 12،05 صدر بلاغ عسكري يقول: "إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها".

وقال البلاغ: "إن القوات السورية ما زالت حتى الآن تقاتل داخل المدينة وعلى مشارفها جنباً إلى جنب مع قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود بحيث لم يتمكن العدو من السيطرة الكاملة على مدينة القنيطرة(59)". وأضاف:"أن القوات السورية دمرت أعداداً كبيرة من دبابات العدو بالقنابل المحرقة".

الساعة 12،34 بلاغ عسكري أعلن إسقاط 3 طائرات للعدو فوق دمشق.

الساعة 14،02 بلاغ عسكري أعلن إسقاط طائرة معادية شمال غربي دمشق.

الساعة 19،50 أي بعد الموعد المحدد لوقف إطلاق النيران، كان راديو دمشق لا يزال يردد نداءات الصمود إلى الجنود السوريين.

ثم أعلن وزير الدفاع السوري بعد ذلك بلاغاً أعلن أن طائرات إسرائيلية حاولت التسلل إلى سماء دمشق في الساعة 19،35 أي بعد الموعد المحدد لوقف إطلاق النار بـ(5) دقائق. وقال البلاغ: إن المدفعية المضادة تصدت لها وأسقطت اثنتين وقعتا في التلال الواقعة جنوب الكسوة على بعد 25 كيلومتراً من دمشق.

وقال البلاغ أيضاً: إن الطائرات الإسرائيلية التي حلقت فوق مدينة حماة ليلة الجمعة أسقطت منها طائرة في الساعة 7،55 وأنه عثر على حطامها قرب قرية الوراقة التي تبعد مسافة 2 كيلومتر عن مصياف.

وقال البلاغ: إن المدفعية المضادة للطائرات أسقطت الساعة 9،30 من الصباح أيضاً قاذفة قنابل من نوع فوتور سقطت في الجبهة قرب تل أبي الندى وقد أسر طيارها.

وقال:"وبهذا تكون مدفعيتنا المضادة للطائرات قد أسقطت اليوم 7 طائرات للعدو".


- تقارير من تل أبيب تقول إن القتال على الجبهة السورية يبدو قد انتهى.

ونفت مصادر إسرائيلية أي نية في التوجه نحو دمشق. وقالت: إن إسرائيل تنوي فقط احتلال تلال الجبهة السورية المحصنة والمزروعة بالمدفعية التي كانت موجهة نحو المستعمرات الإسرائيلية في سهل الجليل.

وقالت التقارير: إن المدفعية السورية كانت قد أحدثت خراباً كثيراً وفوضى هائلة في الأراضي الإسرائيلية في اليومين الماضيين.

أما عن القتال فقالت تقارير واردة إلى تل أبيب من الجبهة السورية أن القتال في هذه الجبهة كان الأكثر دموية في الحرب كلها.

وتقول التقارير: إن القوات الإسرائيلية تسيطر الآن على المرتفعات الهامة على الجبهة بعد أن دخلت مئات من المدرعات من نقطة في القسم الشمالي من الجبهة وهاجمت القوات السورية من الخلف(60) وكانت القاذفات الإسرائيلية قد حاولت إسكات المواقع السورية بدون جدوى(61) وبقيت هذه المواقع تقصف الأهداف داخل إسرائيل حتى صباح اليوم.

وتقول التقارير الواردة من الجبهة: إن إسرائيل استعملت عدداً كبيراً من الدبابات التي أسرتها من الجبهة الأردنية في هجومها على سورية.

وتقول التقارير: إن السوريين استعملوا ثلاثة ألوية على الجبهة بما فيها المدرعات والمدفعية.


- بيير لامبرت مراسل جريدة "صنداي تايمس" البريطانية الأسبوعية، قال: إنه كان في إحدى الدبابات الإسرائيلية التي هاجمت سورية، وأنه شاهد ستة من الأسرى العرب يقودهم الإسرائيليون... وقال المراسل: إن أحد الجنود الذين كانوا يحرسون الأسرى أبلغه "أننا أسرناهم في خندق، كانوا 12 رجلاً وحاربوا كالأسود، وقد قتلنا الستة الآخرين".


- مراسل جريدة "جيروزاليم بوست" الحربي، ذكر أن المواقع الأمامية في الجبهة السورية، التي اخترقتها إسرائيل، كانت تحميها وحدات من الحرس القومي(62)، بينما كانت وحدات الجيش تتمركز في المواقع الخلفية في منطقة أعلى من التلال". وقال المراسل: "إن السوريين أبدوا مقاومة عنيفة، وأنهم تخلوا بعد قصف عنيف من المدفعية والطائرات وهجوم بالمدرعات ذي ثلاثة رؤوس تساندها وحدات من المشاة آلية تتقدم من الجنوب".


- الدكتور جورج طعمة مندوب سوريا في مجلس الأمن أعلن "أن معركة عنيفة تدور "في هذه اللحظة" بين القوات السورية و "القوات المجرمة" القادمة من تل أبيب والتي تحاول الوصول إلى دمشق في أقرب وقت ممكن..".


- أوثانت أبلغ مجلس الأمن أنه تلقى رسالة أخرى من الجنرال أودبول جاء فيها أن رئيس لجنة الهدنة السورية –الإسرائيلية المشتركة قد أعلمه أن هجوماً جوياً على دمشق كان لا يزال مستمراً في الساعة 12،23 من ظهر اليوم بتوقيت دمشق.


- أوثانت أبلغ مجلس الأمن أن رئيس لجنة الهدنة السورية –الإسرائيلية المشتركة

أكد في الساعة 13،25 على حدوث هجوم جوي في الساعة 9،35 على منطقة مطار دمشق، وهجوم آخر إلى الجنوب من دمشق الساعة 10،55 وهجوم ثالث إلى الشمال والشمال الشرقي من دمشق في الساعة 11،19 وأن كل الضربات كانت موجهة إلى خارج دمشق.

- في ساعة متأخرة من ليلة 10-11/6/1967، عاد مجلس الأمن للاجتماع، وقد جاء في تقرير لأوثانت: "... أن فريق طليعة من المراقبين وصل مع ثلاثة ضباط ارتباط سوريين إلى سعسع الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من القنيطرة(63) وهناك علموا أن القوات الإسرائيلية احتلت البلدة".


وجاء في التقرير، نقلاً عن تقرير الجنرال أودبول "... أن مما يزيد في الصعوبات، توغل القوات المسلحة لأحد الجانبين كثيراً في أراضي الجانب الآخر".

وذكر أوثانت أن مراقبي الأمم المتحدة شاهدوا في الساعة 7،47 من مساء اليوم، بتوقيت دمشق، (أي بعد 17 دقيقة من موعد وقف القتال)، طائرات مجهولة الهوية ذات أجنحة على شكل دلتا تهاجم دمشق.

 
ح- مرحلة بعد الحرب:
=====​


الأحد 11 حزيران 1967​

- وزير الدفاع السوري حافظ الأسد أصدر بلاغاً جاء فيه: "... خلال المعارك القاسية التي جرت بين قواتنا الباسلة وقوات العدوان الاستعماري الثلاثي، حاول العدو اختراق خطوط دفاعنا الأولى أكثر من مرة، بكل ما يملك من أسلحة وطيران متفوق، وكانت قواتنا تصد تلك الهجمات المتكررة وتقصف مواقع العدو منزلة بها الدمار"."... لقد قاتل جنودنا الأشاوس بضراوة نادرة، وصمدوا أمام تفوق العدو الآلي وغارات طيرانه الكثيف المتلاحق دون انقطاع الذي تأكد بشكل قاطع أنه لدول العدوان الثلاثي وليس لإسرائيل فقط".

"... لقد دافع جنودنا الأشاوس عن كل قطعة من أرض الوطن ببسالة منذ بدأ العدوان، ولكن القوى غير المتكافئة بيننا وبين العدو الثلاثي وخاصة الطيران الغزير(64)، مكن العدو من اختراق خط دفاعنا الأول في القطاع الشمالي في محاولة لتطويق قواتنا. ولقد قاومت قطعاتنا هذه الخطة بوعي وأحبطتها، ولم تمكن العدو من تنفيذ خطته, وقاتل جنودنا قوات العدوان الثلاثي المتفوقة ببسالة لم يشهد لها مثيل، وهم يتمركزون الآن في خط الدفاع الثاني متحفزين لاستعادة كل شبر من أرض الوطن(65).

- ناطق عسكري إسرائيلي قال اليوم إن القوات الإسرائيلية قد استولت على منطقة واسعة من الأراضي السورية خلف الجبهة.

- مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعاً ليلياً بناء على دعوة مستعجلة من سورية التي قالت إن القوات الإسرائيلية لا زالت تتقدم في سورية.

- الدكتور جورج طعمة مندوب سورية قال: إن القوات الإسرائيلية تحركت إلى الشرق والجنوب من رافد (صوابها رفيد) وقال إن هدفها كان الاستيلاء على منابع اليرموك.

- نفت إسرائيل الشكوى وقالت إن تحركات الآليات تمت في نطاق خطوط وقف إطلاق النار وليس وراءها (لقد حددت إسرائيل خط وقف القتال على هواها).

- استمع المجلس إلى تقرير من الجنرال أودبول، جاء فيه "... أن دبابات إسرائيلية شوهدت تتحرك إلى الشرق ثم إلى الجنوب من قرية ال***دار التي تقع إلى الجنوب الغربي من رافد(رفيد).

وقال الجنرال أودبول أيضاً:"... إن إسرائيل قد أسرت عدداً من ضباط الاتصال السوريين، ولكنها قالت فيما بعد إن ستة من هؤلاء الأسرى قد أعيدوا إلى سورية".


أندرو ويلسون المراسل الحربي لجريدة "الأوبزرفر" كتب يصف الحرب، في مقال طويل جاء فيه: "... إن النصر الإسرائيلي كان النصر المخطط الأكثر دقة منذ اجتياح جنود هتلر لفرنسا عام 1940، وقال إن الإسرائيليين اعتمدوا في ذلك على أن القوات العربية ليست تحت قيادة موحدة، وأن الأحداث أكدت صحة هذا الاعتقاد".

وقال:"... وعلى الجبهة الشمالية مع سورية، تحققت نبوءة المخططين الإسرائيليين، وكانت عمليات القوات السورية محدودة جداً، فلم يقم السوريون بأية عمليات جدية، لمساعدة المصريين في الخروج من المأزق الذي وقعوا فيه، وانحصرت مساعيهم في هجومات محلية على مستعمرتي حدود إسرائيليتين".


الاثنين 12 حزيران 1967​



- جريدة "الثورة السورية":".. كان يمكن أن تكون نتائج المعركة أعظم بكثير لو توافر تنسيق أوسع للاستراتيجية العربية ورافق ذلك توزيع أدق للقوات".


"... كان من المفروض أن تعمل في الصحراء قوى خفيفة وسريعة الحركة مهمتها الضرب والانسحاب، على أن يركز العمل الهجومي من الحدود الأردنية وتبقى المهمة الرئيسية في الصحراء وعلى الجبهة السورية هي الدفاع وإشغال العدو".


"... أن الوطن العربي كله يجب أن يتحول إلى ثكنة مدربة بأقصى سرعة.."

"... أن القتال الذي دار في القنيطرة بين القوات السورية المعززة بقوات الجيش الشعبي وبين القوات الإسرائيلية، يفوق قتال ستالينجراد وبورسعيد"(66). ووصفت ذلك القتال جريدتا البعث والثورة، بأنه أشرف قتال عرفه التاريخ الحديث.


- إسرائيل منعت الدخول إلى منطقة المرتفعات السورية (الجولان) إلا بإذن خاص. وقال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن من يدخل المنطقة يعرض حياته للخطر لأنها زرعت بالألغام.



الثلاثاء 13 حزيران 1967​



- جريدة الثورة السورية الناطقة بلسان الحكومة البعثية قالت:"... إن أهم نصر حصل عليه العرب في حربهم مع إسرائيل، هو تلك الاندفاعة الثورية التي امتدت من المحيط إلى الخليج"(67).


الأربعاء 14 حزيران 1967​


- الدكتور نور الدين الأتاسي رئيس الدولة السورية، أذاع بياناً باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم دعا فيه إلى "... استئصال الوجود السياسي والاقتصادي لبريطانيا والولايات المتحدة والدول الأخرى التي ساندت إسرائيل في العالم العربي". وجاء في البيان: "... وقد استجابت سورية للقرار بعد وقف القتال في سيناء –يقصد قرار وقف إطلاق النيران –نتيجة لذات الظروف القاسية". وقال: "إنه اتضح بما لا يقبل الشك أن الطيران الأمريكي والبريطاني دخل المعركة مع الطيران الإسرائيلي ضد سورية".

البريجادير صموئيل إيال، رئيس دائرة أسرى الحرب في الجيش الإسرائيلي، قال: إن إسرائيل تأمل تبادل 5499 أسيراً عربياً مقابل 16 جندياً إسرائيلياً أسروا خلال الحرب الأخيرة.

وادعى أن في المعسكرات الإسرائيلية 4،500 أسير مصري و487 أردني و333 سوري بالإضافة إلى 179 من الأسرى الجرحى الذين يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية. وادعى أيضاً أن بين الأسرى المصريين 300 ضابط بينهم تسعة برتبة جنرال. أما عن الأسرى الإسرائيليين فقال إن تسعة منهم في أيدي المصريين واثنان في كل من العراق وسورية والأردن وواحد في لبنان.

الاثنين 19 حزيران 1967​


باتريك بروجان، مراسل جريدة "التايمس" البريطانية، زار مع مجموعة من الإسرائيليين مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل وقال: إن الإسرائيليين تغلبوا على خطوط الدفاع السورية التي تبدو غير قابلة للاختراق، بالدوران حولها، وأخذها من الخلف، وقال إنهم استخدموا الطريق التي كان الجميع يظن أنه لا يمكن اجتيازها، وهي الوادي الضيق الذي يمر شرقاً من مستعمرة دان(68) الذي يمر فيه نهر بانياس وقال أن الوادي لم يكن محمياً إلا من قبل لواء واحد وقليل من المدفعية وقد اجتاحها الإسرائيليون خلال الليل ثم استولوا على مواقع المدفعية على مهل.


السبت 24 حزيران 1967​



محمد الزعبي وزير الإعلام السوري، صرح في مؤتمر صحفي رفض سورية للصلح مع إسرائيل، وقال: "... إن سورية خسرت في المعركة 20 ضابطاً و125 جندياً. وقد جرح 98 ضابطاً و500 جندي بالإضافة إلى 300 جندي من المدنيين والعسكريين أصيبوا بحروق من قنابل النابالم.

وأضاف أن حوالي 45 ألف سوري نزحوا عن المنطقة المحتلة. أما عن الأسرى فقال إنه لا يمكن إحصاؤهم لأن إسرائيل ما زالت تعتقل المواطنين.

وقال إن الجيش السوري صمد ثلاثة أيام حين هاجمته إسرائيل، إلى أن صدرت له الأوامر بالانسحاب حين رأت القيادة أن خطة إسرائيل كانت تطويق قطعات الجيش السوري(69)".



الجمعة 30 حزيران 1967​


البريجادير جنرال مردخاي هود، قائد سلاح الطيران الإسرائيلي، قال في حديث له عن أعمال الطيران الإسرائيلي ضد الطيران العربي:"... إن ثلثي سلاح الطيران السوري دمر خلال ساعة واحدة... وعندئذ انتقل الثلث الباقي إلى مطارات تقع خارج نطاق القتال".

 



لمحات متنوعة من صور الجريمة
===========


1- سبق أن أشرنا في فصل سابق إلى موضوع الملاغم... ولقد ثبت لدينا أن الملاغم هذه لم تنسف، ولو أنها نسفت لكان اليوم للجولان وضع آخر... لأن نسفها كفيل بإيقاف العدو عن التقدم ساعات طويلة.. قد تكون وقتها كافية ليستعيد القادة المخلصون أنفاسهم –إن وجدوا- ويستجمعوا قواهم، ويتخلصوا من عناصر الخيانة..ويسيطروا هم على قوات الجبهة.. فيديروا من جديد، قتالاً صحيحاً ضارياً... ربما كانت له آثار كبرى، في إحباط الصفقة المعقودة بين إسرائيل وحزب البعث... والتي بموجبها بيع الجولان للعدو.


2- بعد البطولات التي قام بها سدنة الأسلحة المضادة للطائرات... بدأت المأساة تمتد إليهم أيضاً، فبدأت الذخيرة تصل إليهم مطلية بالشحم، ولهذا أكبر الأثر في تأخير هذه الأسلحة عن تحقيق فعالياتها في الوقت المطلوب.. وذلك بسبب النقص الهائل في سدنة مستودعات الذخيرة، أو بسبب إهمال كبير ارتكبه قسم من إداريي وحدات المدفعية هذه... لأن واجب تنظيف الذخيرة من الشحم وإيصالها نظيفة صالحة إلى المدافع، هو من مسؤولية أجهزة الإدارة في هذه الوحدات.


3- في منطقة الجبهة، وفي القطاع الأوسط بين كفرنفاخ، والقنيطرة، توجد مستودعات ضخمة جداً للذخيرة من العيارات والأنواع المختلفة... محفورة في تل خنزير (المرتفع 977)... وهذه المستودعات مخصصة لتزويد وحدات القطاع الأوسط بكاملها وأية قطعات أخرى تلحق على القطاع.. باحتياجها من الذخيرة.

ولقد كان مشهد استلام الذخيرة من هذه المستودعات، من أسوأ صور الإهمال والفوضى... فلقد تزاحم مندوبو الوحدات لاستلام احتياجها من الذخائر... بينما لم يوجد في هذه المستودعات من المسؤولين عن التسليم سوى مساعدين(70) اثنين... وهذا ما سبب تأخيراً في وصول الذخيرة إلى المدفعية والمدفعية المضادة للطائرات.. كان له أثر كبير السوء في معنويات تلك الوحدات... وسرعة تدخلها ضد قوات العدو وطيرانه.


4- في ألوية الاحتياط، التي حشدت للزج بها في المعركة... والتي كلفت الهجوم على أحصن منطقة دفاعية في إسرائيل كلها، "منطقة الجليل، حتى صفد- الناصرة". في هذه الألوية كان أكثر من 90% من ضباط وحدات هذه الألوية، من غير المدربين مطلقاً على المهمات التي أوكلت إليهم..

فهناك ضباط احتياطون لم يدربوا على أكثر من قيادة فصيلة مشاة، عبئوا في وظائف رؤساء عمليات كتائب(71)، ورؤساء أقسام عمليات في قيادات الألوية. وهناك ضباط كلفوا قيادة وحدات الهاون أو المدفعية مع أن تدريبهم في كلية ضباط الاحتياط، كان على أعمال المشاة، أو كان منهم من درب –منذ عشر أو خمس عشرة سنة، على الهاون القديم –الإفرنسي- ثم جيء به ليقود قتال وحدات هاون أو مدفعية من النوع الروسي حديث الصنع. ومن الضباط من كلف قيادة وحدات المدفعية م/ط


5- لم تلجأ القيادة –رغم تهدد البلاد بالحرب- إلى إعلان التعبئة العامة، وخاضت الحرب –المسرحية- بقوات هزيلة مهلهلة... وباحتياط ضعيف غير مدرب وسيء التعبئة،..اعتمدت في تعبئته المقاييس الطائفية والطبقية. ووضعت هذه القوات في مقدمة الميدان.. بينما تركت الوحدات والعسكريين (الموثوقين)، والمأمون جانبهم، في داخل البلاد، لتبقى قوة ضاربة بيد الحزب، يضرب بها أي تحرك قد يصدر من الشعب، لإزاحته وتطهير الأرض من مفاسده....

ولو أجرينا مقارنة بسيطة في وقفة قصيرة... بين الحزب الحاكم في سوريا.. وحكام إسرائيل، لبدا لنا واضحاً... البون المخيف في مفهوم الغيرة على البلاد، وإعطاء أمنها المحل الأول.. قبل مصلحة وأمن الحزب أو الحاكم.

فعلى الرغم من العداوة المستعرة بين ليفي أشكول –رئيس وزراء إسرائيل تلك الأيام-، وبين موشى دايان وزير الدفاع فلقد كلف هذا الأخير، مهام وزارة الدفاع، وأعطي الصلاحيات الكاملة لقيادة الحرب ضد العرب..، أي وضع موشي دايان –وقت الحاجة إليه- في موضعه الذي منه يستطيع أن يقدم أفضل خدمة لدولته وشعبه.

أما الحزب البعث.. فقد أبعد –حتى أيام الحرب- أهل الاختصاص والخبرة، وأصحاب المصلحة الحقيقية في الحفاظ على تراب البلاد وصون أمنها، وشردوا ولوحقوا... وسجنوا، وحوكموا، وصدرت بحقهم أحكام شتى...كل ذلك.. لصون أمن الحزب، وسلامة الحكام... على حساب أمن البلاد.. وسلامة أرضها وأهلها.

6- وأسوأ من ذلك.. ورغم دعوة الاحتياط بالشكل السيء الذي شرحناه.. ورغم وضعه مشلولاً في مواجهة عدو مدرب خير تدريب، ويملك أحدث وأفتك الأسلحة... رغم كل ذلك، فقد كانت القيادة الحزبية الحاكمة، تمارس أبشع صور عدم الثقة بهذا الشعب، والخوف من أبنائه، فلم توزع الأسلحة والذخائر على الألوية الاحتياط المكلفة تنفيذ الهجوم على إسرائيل... إلا قريباً من قواعد الانطلاق... في منطقة وادي حواء، وسنابر، والجمرك... أي قريباً من العدو (1-2) كيلومتراً وحين أصبحت تحت رحمة طيرانه وضمن مدى رماياته بالمدفعية –وحتى الهاون-.

وليت الأمر وقف عند هذا الحد... بل قامت قيادة الحزب "المناضل"، بتطويق هذه الألوية بواسطة كتائب الدبابات، الجاهزة للتدخل ضدها –لا ضد العدو-، خوفاً من تحرك مفاجئ، قد تقوم به هذه الألوية أو جزء منها لـ:"ضرب الثورة وإعادة حركة التاريخ إلى الوراء(72)".

ولما حان وقت تسلم العدو للأرض التي باعه إياها الحزب الحاكم... عادت كتائب الدبابات هذه.. لتحمي "الثورة" وتركت ألوية الاحتياط –فريسة سهلة- أمام العدو، فكانت إحدى صور الكارثة.

7- وحتى أوامر الانسحاب (المزعومة)... فلم تصدر بشكل رسمي، ولم تبلغ بصورتها العسكرية الصحيحة إلى الوحدات... وإنما تم إبلاغها بصورة هامسة إلى الضباط الحزبيين, من القادة الكبار للتوجه إلى دمشق، وحضور اجتماعات حزبية.. الذين ما عتموا أن أداروا ظهورهم إلى وحداتهم، وولوا دبرهم للعدو... واتخذوا وجهة الهروب إلى دمشق... ومنها إلى حمص.. لأن قيادة الحزب كانت قد عملت حسابها أن دمشق ستسقط بيد العدو الإسرائيلي.

وأما الوحدات... وخاصة الأمامية أو المعزولة، أو المطوقة..، فلم تبلغ شيئاً من أوامر الانسحاب هذه.. ومكث أكثرها في أماكنهم حتى جاء يوم الجمعة 9حزيران... فوجدوا أنفسهم وقد أصبحوا معزولين عن باقي الوحدات... وأخذت أجهزة الهاتف تمارس البكم القاتل... وشعر الذين بقوا حتى ذاك التاريخ.. أنهم قد أصبحوا مثل بقايا قافلة.. تخلى عنها قادتها وحادوها وأدلاؤها... بعد أن تسللوا ليلاً إلى واحات مجاورة... وتركوها مشتتة في مواجهة الإعصار المحرق.. فابتدأ الهروب الكبير... بالشكل الذي شرحناه.

8- والحديث عن الهجمات المعاكسة... حديث ذو شجون.. يجرح القلب، ويشحن النفس بالآلام المزمنة...

الهجوم المعاكس.. أو سلسلة الهجمات المعاكسة التي كان مقرراً تنفيذها، لسد الخرق، ورد العدو واستعادة السيطرة على الأرض.. تلك السلسلة من الأعمال التي سبق أن قررت ودربت عليها الوحدات.. سلسلة الهجمات المعاكسة تلك.. بقيت حلماً في مخيلة أمثالي من الذين يشكل الجيش والجولان جزءاً عزيزاً من حياتهم... وبقيت صوراً باهتة عن فرضيات رسمها قادة سابقون.. ولكنها لم تنفذ على الأرض حقائق حية تبرز حيوية هذا الشعب المعطلة.. وتشكل وفاء لدين كبير في عنق الجيش... يؤديه راضياً مختاراً... إلى الشعب الذي وثق به وضحى من أجله بلقمة العيش، وخبز اليوم.

الهجمات المعاكسة... تلك الأعمال القتالية التي تمثل أعنف صور الإصرار على الاحتفاظ بالأرض ورد المهاجم إلى حيث جاء غازياً غريباً..، لم ينفذ منها شيء.. وإليك يا أخي.. الخفايا الغريبة التي تتعلق بموضوعها.

إنك لو عدت معي إلى صفحات سابقة... لوجدت أنني قد شرحت أن من جملة ما تضمنته خطة عمليات الجبهة والجيش... سلسلة من الهجمات المعاكسة... تنفذها الوحدات ابتداء من سرايا النسق الثاني من كتائب النسق الأول، المحتلة للموضع الدفاعي الأول... ومروراً باحتياطات الألوية فاحتياطات قيادة الجبهة... وانتهاءً باحتياطي الجيش..

ولكن... هل نفذ منها شيء...

إن الحديث عن الهجمات المقررة على مستوى احتياطات كتائب النسق الأول، واحتياطات ألوية النسق الأول، هو ضرب من ضروب العبث، وإضاعة للوقت دون أية فائدة، فلقد بينا أن هذه القوات.. لم تقاتل مطلقاً... ولم تنفذ واجبها الأول في إجراء وإدارة القتال الدفاعي الثابت... بله تنفيذ ما سبق وكلفت به.. من تنفيذ الهجمات المعاكسة.. التي هي مرحلة من أكثر مراحل القتال تعرضاً للأخطار المختلفة... وفي مقدمتها، الالتحام حتى بالسلاح الأبيض.

مثل هذا القتال، تنفذه وحدات مدربة، ذات عقيدة تقاتل عنها، وتحمل إصراراً عنيداً على طرد العدو ومنعه من السيطرة على الأرض.. وتدمير قواه... وشل فعالياته.

إذن، فالألوية لم تقاتل، ولم تنفذ هجماتها المعاكسة المقررة. وأسوأ من ذلك... قيادة الجبهة.
إن أسئلة ضخمة... تتجمع الآن، لتطلق في وجه المجرمين الذين كانوا يقودون الجبهة.

- ماذا فعلت بالقوات التي سبق لها أن سحبتها من مواضع القتال المتقدمة... بحجة إخلاء الأرض لألوية الهجوم "على صفد"... ، لاحتلال قواعد انطلاقها؟

- ماذا فعلت قيادة الجبهة... هذه، بالألوية التي ألحقت على الجبهة.. وفي مقدمتها لواء السويداء... وكتائب الصواريخ... وكتائب المدفعية الطويلة /122/ مم، وكتائب الهندسة و... و... إلخ؟؟

- بل ماذا فعلت تلك القيادة.. بالوحدات التي هي أصلاً من ملاكها.. مثل كتائب مدفعية الهاوتزر(73) "122" مم وكتائب المدفعية الطويلة "122مم" ذات المدى الأقصى الذي يبلغ (21) كيلو متراً.. وكتائب الهاون 120مم وكتيبة الهندسة. وسرية قاذفات اللهب، وكتيبة المغاوير، و...إلخ؟؟.

إني لأجد من العبث.. محاولة الاستمرار في هذه التساؤلات.. لأن الجواب واضح مسبقاً.. إذ كيف يمكن لقيادة أن تمارس سيطرتها على تلك القوات الضخمة... في وقت تجد فيها كبار قادتها... قد ولوا دبرهم للعدو... وتركوا تلك الوحدات مشلولة عاجزة؟

... ويبقى الحديث عن قيادة الجيش، واحتياطي الجيش.

ولقد سبق أن بينت كذلك.. أن في خطة عمليات الجيش... وفيما يتعلق بالجولان.. هجمات معاكسة تنفذها مجموعة الألوية (29)، والتي تضم الألوية 72 المشاة المحمول، و18 المشاة، و90 الاحتياط، و70 المدرع، و37 المدفعية(74)، بمعاونة كتائب كثيرة من الهندسة، والمدرعات... والمدفعية، والإشارة... وقاذفات اللهب.. وبمعاونة الطيران.

مثل هذا الهجوم المعاكس.. سبق أن دربت عليه الوحدات أكثر من مرة... ووضعت فرضياته في صلب خطة عمليات الجيش الخاصة بالجولان... وكان يجب تنفيذه.

ولكن ما الذي حدث...؟


لست أدري إن كانت القيادة قد حشدت قوات مجموعة الألوية المذكورة، كلها أو قسماً منها، أو أكثر، ولكن الذي وصل إلى علمي يقيناً... أن اللواء السبعين المدرع(75)، كان قد حشد لهذه الغاية وتمركز في حرش بريقة –بير عجم قرب القنيطرة... في وضع الترقب لأداء واجباته.

وقبيل الاختراق الإسرائيلي للجبهة، الذي تم ظهر الجمعة 9 حزيران... وفي صباح يوم الجمعة المذكور نفسه أصدر (اللواء) أحمد سويداني.. أمره إلى شعبة العمليات بوجوب تحريك اللواء السبعين وكتائب المدفعية والصواريخ لتنفيذ الهجوم المعاكس باتجاه (القنيطرة- واسط- القلع).

ولكن رئيس شعبة العمليات... اللواء عواد باغ، عارض الأمر، وفند خطأه، وأوضح للسويداني أن تحريك اللواء في وضح النهار، وفي أحوال انعدام الحماية الجوية الصديقة لتحركه... وتحت سيطرة العدو الجوية التامة المطلقة... على سماء الحرب... إن تحريك هذا اللواء (وأية وحدات أخرى).. نهاراً، وبصورة مكشوفة... يشكل جريمة كبرى، يكون من نتائجها إحراق وتدمير هذه الوحدات تدميراً تاماً..

فتراجع السويداني عن أمره... وأخذ عواد باغ على عاتقه تنفيذ الهجوم المعاكس في أحوال قتالية أفضل.. ولذا... فقد أصدر أمره إلى قائد اللواء السبعين... (العقيد عزت جديد) وقادة كتائب المدفعية والصواريخ بوجوب التحرك ليلة 9-10 حزيران باتجاه (قنيطرة –واسط- القلع)، لتنفيذ الهجوم المعاكس وطرد العدو المتقدم داخل أرض الجبهة.

إلا أن العقيد المذكور.. رفض تنفيذ هذا الأمر بحجة أنه ليس له أن يتحرك بدون حماية جوية... عندها ناقشه اللواء عواد باغ بأبسط الأسس القتالية الفنية... وأفهمه أنه جاهل بأبسط قواعد واجبه.. وبين له أن تحركه ليلاً لا يشكل عليه أي خطر.. حتى إذا ما أتم احتلال خط الانتشار المقرر لإجراء الهجوم المعاكس (كل ذلك ليلاً)... وأصبح قريباً من وحدات العدو.. فإنه حين ينبلج الصبح، يستطيع تنفيذ الهجوم المعاكس، والالتحام مع العدو ثم مطاردته... وبذلك يكون قد أصبح في وضع يحميه من ضرب طيران العدو... لأن هذا الأخير لا يجرؤ على الضرب، لصعوبة تمييزه بين وحدات كل من الطرفين، ولارتفاع نسبة احتمال إصابته لوحداته ارتفاعاً كبيراً..

.... ولكن صوت العلم والحق والإخلاص الذي علا... أخمدته رياح التآمر والإجرام.. فلجأ العقيد المذكور إلى الاحتماء بوضعه الحزبي.. والتطاول على أفضل شخصية عسكرية بقيت في الجيش حتى اليوم... واتصل مع كل من صلاح جديد، وحافظ الأسد، وأعلمهما بما تم بينه وبين عواد باغ.. وأبلغهما مخاوفه من أن يحاول هذا الأخير إحالته أمام القضاء العسكري... فطمأناه... وبددا مخاوفه وضاعت الجريمة في زحمة الجرائم، التي تلاحقت بصورة تحبس الأنفاس.

ثم ماذا فعل اللواء السبعون؟...

تحرك في الليل نفسه... ولكن ليس في الاتجاه (قنيطرة –واسط) بل في الاتجاه (قنيطرة –دمشق)، وذلك لإنقاذ دباباته من التدمير بواسطة الطيران... لأن هذا اللواء، هو الوحيد الذي بقي في يد الحزب، أداة فعالة لإزهاق نفوس الأحرار من أبناء الشعب، ووصل إلى دمشق في الليل نفسه... وانتشر في بساتين الغوطة وحدائقها... يخرب المزروعات.. ويدمر المحاصيل.. كل ذلك من أجل "حماية الثورة".

وأما كتائب المدفعية الصاروخية... فقد دمرت، وفر سدنتها بعد القادة... وفقد الجيش أحد الأسلحة الفعالة، التي كانت إلى ما قبل لحظة تدميرها من خيرة الاحتياطات.. بيد القيادة العامة، تتدخل بها في أي اتجاه مهدد.


9- والاستطلاع... ذلك الفرع الهام من فروع العمل القتالي –والذي تتوقف على درجة إتقان عناصره لواجباتهم... وعلى دقة المعلومات التي يقدمها... نتائج المعارك، وبالتالي نتائج الحروب.

وعند الحديث عن الاستطلاع.. نجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى الوراء.. عدة سنوات... لنكشف للقارئ، جانباً آخر من جوانب الجريمة التي ارتكبها حزب البعث، منذ قيام حركتهم التي أسميت /8 آذار/.

فمنذ قيام حركة آذار المذكورة، عين في وظيفة رئيس قسم الاستطلاع، لقيادة الجبهة، ضابط احتياطي برتبة ملازم أول(76) اسمه نشأت حبش.

ونشأت حبش هذا.. شاب (بعثي)، من قرية جباتا الخشب، وشقيق السيد مروان حبش، عضو القيادة القطرية الحاكمة في سوريا.

والاختصاص الأساسي لنشأت الحبش هذا... معلم مدرسة ابتدائية... ثم أتبع دورة كلية ضباط الاحتياط التي تؤهله لقيادة فصيلة مشاة... وسرح بعد انتهاء خدمته العسكرية.. ثم رفع إلى رتبة ملازم فملازم أول احتياط... واستدعي عقب الثامن من آذار، وسلم وظيفة رئيس قسم استطلاع الجبهة، واستمر في هذا العمل كل تلك المدة... حتى يوم تسليم الجبهة في /10 حزيران/ 1967.
وبعد هذا الاستطراد الذي كان لا بد منه... نعود إلى عمل الاستطلاع، خلال أيام الحرب...

فأما بالنسبة لأقسام استطلاع الألوية... فلم يظهر لها مطلق أثر... وضاع ضباطها وعناصرها في زحمة الفوضى والهرب والانسحابات الكيفية التي وقعت...

أما ما سبق وقرر، من خطط استطلاع، وردت في خطط عمليات الألوية (القطاعات)... فهذا حديث أحلام..، ورؤساء الاستطلاع المسؤولون، لم يكونوا يدرون عنها شيئاً... لأن خطط الاستطلاع هذه كانت قد حفظت في مصنفات الوثائق التي خلفها عهدا "الوحدة، والانفصال"..، بينما في عهد الثامن من آذار، لم يعد من ضرورة لمتابعة خطط الاستطلاع، وتحقيقها، وتدريب الوحدات عليها..
إن ذلك قد أصبح من آثار العقلية (الرجعية) السابقة. أما أهل الثامن من آذار.. فقد ارتفعوا فوق ذاك المستوى.. إلى مستوى كوهين.. وشركائه الذين كشفوا والذين لم يكشفوا بعد..

وأما الاستطلاع في الألوية الاحتياط، التي كلفت الهجوم... ثم الدفاع.. فلست أدري إن كان قد عين في قياداتها ضباط استطلاع.. ليقوموا بهذا الواجب أم لا.. وأغلب الظن أنه لم يعين لها أحد لهذه الوظائف.. وإن كان قد عين لها أحد، فهل يمكن أن يكون خيراً من نشأت حبش.. الذي عين رئيساً لاستطلاع أخطر وأكبر مجموعة قوات، تحمل أخطر وأكبر عبء في البلاد؟؟

وأما سرايا استطلاع الألوية... فلم يك وضعها خيراً من وضع باقي القوات، سوى أنها كانت مزودة بناقلات للجند مدرعة (ب.ت. ر)، وكانت هذه الآليات صالحة لنقل سرايا الاستطلاع هذه إلى مناطق أمينة خارج حدود أرض القتال... ففرت مع الفارين، ولكن الطيران المعادي أدركها.. ودمر الآليات.. وأكمل الفارون زحفهم على الأقدام...

واستطلاع قيادة الجبهة... كان مشلولاً عاجزاً.. قدم سلسلة من التقارير المشوهة الضعيفة في مستوى صحة معلوماتها... وكان أبرز التقارير التي رفعها إلى القيادة.. تقرير كان تاريخه الجمعة 9حزيران ويفيد بأن العدو قد حشد في مواجهة القطاع الشمالي حوالي 60 دبابة(76) (لنا عودة لهذا الموضوع في صفحات قادمة).

أما المعلومات عن: (نوايا العدو –قطاع الخرق المحتمل – الاتجاه الرئيسي المحتمل للهجوم –كثافة(77) قوات العدو –مناطق تجمعه... قاعدة انطلاقه... إلخ) هذه المعلومات التفصيلية الدقيقة، التي من صميم عمل وحدات الاستطلاع، الحصول عليها وتقديمها إلى القائد في الوقت المناسب... فلقد كانت أشياء يجهلها "الحبش" ذاك... ولا غرو... فهو لم يسمع بها كل حياته، فمن أين له أن يناقشها ويحصل عليها ثم يقدمها للقائد؟.

وحتى بعد إجراء القتال.. وحين بدأت قوات العدو تدخل أرضنا الطاهرة.. كان من أكبر الواجبات المستمرة على الاستطلاع، أن يحدد بصورة دائمة للقائد، خطوط التماس مع العدو.. وأعماله المستمرة، ثم الكشف عن نواياه للمراحل القادمة من القتال..

ولقد كانت القيادة العامة في دمشق جاهلة كل الجهل، كل ما يفيدها عن خطوط التماس مع العدو، وعن أعماله وكانت –وكأنها قيادة جيش آخر يقع في الصين مثلاً- تجهل كل شيء... عن الوضع القتالي القائم في الجبهة.. رغم تحرك بعض القادة إلى مراصدهم المتقدمة... ولكن ذلك لم يفد شيئاً، وبقيت قيادة الجيش في دمشق، تسمع أخبار تحركات العدو، من الإذاعة السورية(78).. كل ذلك بفضل ضباط الاستطلاع (النموذجيين).. أمثال: نشأت حبش في القنيطرة وسهيل الحسن في دمشق.


10- ولو عدت معي يا أخي إلى صفحات سابقة، لوجدت أنني كنت ذكرت أن من جملة ما ضمنته خطة العمليات، وضمن نطاق خطة الدفاع م/د، هو عمل قاذفات اللهب الثقيلة، ومفارز السدود المتحركة.

فماذا جرى يا ترى...

قاذفات اللهب الثقيلة، تركت في أرضها، واستلمها العدو جاهزة ليحولها إلى صدور أبنائنا، ولم توجد الأيدي التي كانت لديها القدرة على ضغط زنادها، لتقذف حمم النيران "النابالم" فتحرق وتدمر دبابات العدو... وخاصة في القطاعين الأوسط والجنوبي.

وأما مفارز السدود المتحركة (انظر شرحها في فصل الإعداد المسبق)، فلم تعمل أبداً... وتركت الآليات (ب.ت.ر) في أماكنها ملأى بالألغام الجاهزة، وهرب السائقون، وكان نصيب الآليات أن دمرت بطيران العدو.. أو بقيت سليمة حتى جاءت مفارز جمع الغنائم الإسرائيلية، وأخذتها في جملة ما غنمت من أسلاب.. تركها جيشنا "المظفر".

11- أما الوثائق.. فيا حسرتا على الجهود والأموال التي بذلت –مدة العشرين عاماً قبل النكبة- لتجهيزها وتحضيرها.. وضبط أفضل السبل لصيانة أمن القوات والأرض.. بواسطتها.

الوثائق... التي كنا نعتبر أن كل حرف تضمنته، -مهما بلغ من تفاهته وقلة شأنه- سر من أشد الأسرار احتياجاً للحفظ.. وكنا نعتبر أن محتوياتها، يجب أن يكون خفياً حتى على أفراد جيشنا، إلا المسؤولين عن تنفيذ ما نصت عليه، وفي حدود حاجتهم للتنفيذ فقط..

الوثائق.. التي تحرص عليها حتى المؤسسات غير العسكرية.. وتخفيها وتتكتم عليها وتعهد بصيانتها إلى أشد موظفيها أمانة وقدرة على الكتمان..

الوثائق.. التي هي من أخطر الأسلحة التي يمكن أن تقع بيد جيش محارب، يستعمله ضد عدوه في ميادين القتال.. ومجالات الحرب النفسية والسياسية..

الوثائق.. ويكفي اسمها.. ويكفي أن نعرف أنها تضمنت فيما تضمنته، خطط العمليات لكل من القيادة العامة، وقيادة الجبهة، والألوية وباقي الوحدات..

الوثائق.. التي حوت كل شيء عن الجبهة.. منذ تأسيسها وحتى يوم النكبة..

الوثائق التي تعاقب القادة المختلفون على ائتمانها كل شيء عن الجبهة.. (حياتها –تدريبها –تسليحها- تحصينها –خطة قتالها –خطة أمنها –مشاكلها اليومية والدائمة..) وكل ما يمكن أن يخطر ببال إنسان عن حياة جيش عاش فيها عشرين عاماً يستعد ليوم حرب مثل يوم العار الذي وقع في حزيران...

الوثائق.. التي نصت الأوامر أن على كل مسؤول لديه وثائق –مهما كان نوعها وحجمها- أن يقتني إلى جانبها زجاجة مليئة بالبنزين مع واسطة إشعال (كبريت أو قداحة جاهزة) لإتلافها عند الخطر..

الوثائق.. التي كتب على كل مكان احتوته.. وبالخط العريض المحاط باللون الأحمر، لإبرازه لكل عين:"يتلف عند تهديد المقر".




هذه الوثائق.. التي تعادل حياة الجيش كله.. ماذا جرى بها؟
=============​

آ- إن الذي تأكد لدينا حتى كتابة هذه الصفحات.. أن مسؤولاً ما، من مستوى قيادات الكتائب فما فوق لم يفكر مطلقاً بإتلاف شيء منها.. وتركت في أرضها، غنيمة رائعة للعدو.. يستفيد منها أكثر مما أفادته أجهزة الجاسوسية التابعة له بمئات المرات..

ويمكننا أن نقول.. إن بعض القادة، حاول أن يحمل معه شيئاً من الوثائق الهامة.. التي اعتقد أن وقوعها بيد العدو يشكل أكبر خطر من وقوع سواها.. ولكن مثل هذا النوع من القادة، قليل جداً... وكان حمله مع هذه الوثائق لا يكاد يذكر، نظراً لضخامة التصنيف المتراكم في مراكز القيادات المختلفة(79).

ب- وأما الكثيرون من القادة الصغار.. وخاصة (ضباط الصف القدامى في الخدمة)، وفي المستويات العسكرية الصغرى (المتقدمة).. فلقد تمكن أكثرهم من إتلاف الوثائق التي في حيازته.. وخاصة في القطاعين، الأوسط والجنوبي.. وقطاع القنيطرة.. ولكن هذا الذي أتلف لا يشكل أكثر من إذن الجمل، بالنسبة لأكوام الوثائق (بمختلف درجاتها ومستوياتها، وبتنوع موضوعاتها..)، التي تركت في الجولان، في جملة ما ترك فيه للعدو، من سلاح وعتاد وذخائر ومؤن و... أرض هي أعز وأكرم من كل ما ضاع.

جـ- وأن الذي أكد لنا صحة هذه المعلومات.. هو ما وصل إلى علمنا من أناس كانت لهم صلة بالأسرى الذين عادوا إلى إسرائيل بعد الحرب.. فلقد أفاد هؤلاء الأسرى أن السلطات الإسرائيلية، عرضت عليهم أكداساً من الوثائق، التي كانت تعتبر من أشد الأسرار دقة وأهمية.. وكان الإسرائيليون يقولون لهم في كل مرة "هذه هي وثائقكم.. هذه هي خرائطكم.. هذه كانت نوايا قياداتكم المتعاقبة.. ها هي أمامنا.. موجودة في الوثائق والخرائط.. انظروا.. فنحن لسنا بحاجة إلى معلومات عنكم وعن جيشكم.. إننا نريد المعلومات عن الفدائيين.. والخبراء الروس فقط".

د- وهناك أمر آخر.. يؤكد صحة ما نروي.. وهو أكداس المقالات والتصريحات و"صور الخرائط والوثائق" التي ينشرها العدو في كتب متعاقبة وصحف ومجلات كثيرة، توزع بأكثر لغات العالم الحية، وتوزع في كل من أمريكا وأوروبا ودول المعسكر الشيوعي وعديد من بلدان آسيا (غير المسلمة) وعديد من بلدان أفريقية

وفي المناسبة هذه.. لا بد لي من استطراد بسيط، أرجو أن يحقق ما أرجوه.

... إن حقائق الحرب (المسرحية)، خفية عن أبناء هذه الأمة.. بتأثير أجهزة خفية.. منتشرة هنا وهناك من هذا الوطن.

ولذا فإنني أوجه نداءاً إلى المخلصين القادرين (أفراداً أو مؤسسات) أن يقوموا بتتبع هذه الأمور التي ينشرها العدو في العالم.. وجمعها ودراستها ومقارنتها وإطلاع أهل الاطلاع والخبرة عليها، ليصار إلى تمييز الحق منها، وإزهاق الباطل الكثير فيها.. ثم عرض تلك الحقائق على الأمة العربية والشعوب الإسلامية.. صوناً لها من الضياع.. والوقوع في شراك الدعايات الصهيونية وشركائها وأجرائها.. المضللة.


 


وفي المناسبة هذه.. لا بد لي من استطراد بسيط، أرجو أن يحقق ما أرجوه.

... إن حقائق الحرب (المسرحية)، خفية عن أبناء هذه الأمة.. بتأثير أجهزة خفية.. منتشرة هنا وهناك من هذا الوطن.

ولذا فإنني أوجه نداءاً إلى المخلصين القادرين (أفراداً أو مؤسسات) أن يقوموا بتتبع هذه الأمور التي ينشرها العدو في العالم.. وجمعها ودراستها ومقارنتها وإطلاع أهل الاطلاع والخبرة عليها، ليصار إلى تمييز الحق منها، وإزهاق الباطل الكثير فيها.. ثم عرض تلك الحقائق على الأمة العربية والشعوب الإسلامية.. صوناً لها من الضياع.. والوقوع في شراك الدعايات الصهيونية وشركائها وأجرائها.. المضللة.



12- وأما المقاومة الشعبية.. ذلك الرديف الأكبر، والمعين الأوفر، الذي كان يجب أن يمد المقاومة الضارية بموج يتبعه موج من أعمال الضرب والكر والفر والهجوم والدفاع، حتى يعود الغازي إلى جحوره.. وتتطهر الأرض.

المقاومة الشعبية.. التي كثيراً ما تبجحنا في سنين مضت، كلاماً عن دورها، وأهميتها.. والإنجازات التي حققناها لها.. (من تسليح، وتدريب، وتهذيب ثقافي.. ورفع في مستوى الحياة الاجتماعي.. وتوعية وطنية صادقة.. وإقناع بوجوب البقاء في الأرض، والدفاع عنها بإصرار وعناد.. إلخ من تلك الجمل البراقة التي مزقت أجهزة الإعلام بها أسماعنا.. تطبيلاً وتزميراً لصالح عهود الحكم الاستبدادي المتعاقبة..).

المقاومة الشعبية التي ظن الناس –قبل النكبة- لكثرة ما سمعوا عن الاهتمام بها.. أنها ستكون خيراً من مقاومات الشعب الفيتنامي، أو خيراً من دفاع أهالي ستالينغراد..


المقاومة الشعبية تلك.. ماذا حل بها؟
===========​


ماذا أصابها حتى انقلبت فجأة، وبين عشية وضحاها.. من (جيش شعبي)(80) قادر على حماية الثورة، ومستوعب لكل (الإطارات الثورية(81) المناضلة)، وقادر على تحقيق (صور من البطولة تعجز عنها جيوش الارتزاق(82).. إلى مجموعات من (النازحين(83).. تشردت في بقاع الله الواسعة.. تفتش عن مصادر للرزق الذي يقيم الأود، أو تقف صفوفاً يومية أو أسبوعية حتى ينالها ما خصص لها من تافه الزاد وضئيل المعونات؟؟

.. إننا سبق أن نوهنا عن نقاط الضعف والقوة التي تكمن في بنيان المقاومة الشعبية هذه.. وعن صور الاهتمام والإهمال التي أدركت شعب تلك المنطقة.. ولذا.. فلم يكن غريباً علينا، أن نسمع أبناء نزوح السكان.. وتخليهم عن واجب حماية الأرض، بعد أن تخلى عنه الجيش.. وتركهم وحدهم في مواجهة العدو المتفوق عليهم في كل شيء..


ولكن.. لا بد من توضيح جديد، لإحد وجوه الجريمة المحبوكة أدق حبك.. والتي نفذها حزب البعث الحاكم في سوريا.. منذ صباح الثامن من آذار 1963.

أ- الشيء الخطير في هذا الموضوع.. هو أن القيادة، قامت بتجريد رجال المقاومة الشعبية من أسلحتهم، وسحب كل ما كان بحوزة السكان من سلاح وذخائر.. وخاصة الأسلحة المتوسطة، كالرشاشات والهاونات المتوسطة والأسلحة الـ م/د، وباقي العتاد الخاص بالحرب، وتركت في أيدي مجموعات قليلة منهم، أعداداً من البنادق، وكميات محدودة من الذخيرة..للتضليل، وذر الرماد في العيون.

ب- وهناك شيء آخر، يتعلق بالمقاومة الشعبية ودورها الذي كان يجب أن تؤديه.. ولا يقل خطورة وأهمية عن الأمر السابق.. وهو أن قيادة حزب البعث العربي (العنصرية الطائفية).. كانت قد صنفت سكان تلك المنطقة (وكذا سكان سوريا كلها)، إلى مواطنين من فئات متعددة، وذلك حسب الترتيب التالي:

- السكان من أصل عربي، مواطنين من الفئة الأولى.

- السكان من أصل غير عربي (كردي، أو شركسي، أو تركماني، أو تركي..) مواطنين من الفئة الثانية. وكان هذا التصنيف، من أكبر الأسباب التي هدمت بناء المجتمع.. وهيأت البلاد لتقبل الهزيمة.



13- ومن الأمور المخزية التي كان لها دور كبير في تمزيق كرامة الجيش.. هو الدور السيء الذي كان لسلاح الإشارة.

فلقد صرح لي أحد القادة الذين كان لهم مكان في الحرب، أن أجهزة الإشارة كانت أيام الحرب غير صالحة للعمل بنسبة لا تقل عن (60-70%)، وذلك لأسباب فنية متعددة(84) أهمها أهمال الصيانة الدائمة للأجهزة وضعف المستوى التدريبي لسدنة الأجهزة، وتعيين كثيرين من الاحتياطيين، سدنة لأجهزة لم يروها كل حياتهم، وقد نتج عن ذلك أمور خطيرة نجملها بما يلي:

أ- فقد القادة سيطرتهم على وحداتهم بسبب فقدان الاتصالات.

ب- فقد الاتصال بين الوحدات المتجاورة، وكان من أهم نتائج ذلك، فقدان التعاون بين وحدات القتال.

جـ- استطاعت شبكات العدو الدخول على شبكات القوات السورية، وبذلك تمكنت من تحديد مواقع القوات والقيادات، ثم.. تدميرها، وكذلك استطاعت هذه الشبكات المعادية إيقاع الفوضى والبلبلة في صفوف القوات، وإعطاء القادة صوراً زائفة عن الوضع، مما سبب لهم عجزاً مطلقاً عن اتخاذ أي قرارات فعالة.


14- الشؤون الإدارية: كانت في أسوأ حال، وكان لها كبير الأثر في تدمير معنويات الوحدات، وشل فعالياتها، وفيما يلي نماذج من ذلك الإهمال المدمر:

- تركت القوات كلها بدون طعام مدة أربعة أيام متواصلة. ولنا عودة لموضوع الطعام خلال المناقشة.

- الماء كان مفقوداً خلال تلك المدة، والتزويد به بواسطة الآليات أو أية واسطة أخرى معدوماً، وشرب الجنود من كثير من برك الماء الآسنة.

- أكثر العربات توقفت على الطرقات لفقدان الوقود، فجاء الطيران ودمرها وهي واقفة في العراء، أهدافاً ثابتة.

- المواد الطبية.. كان حلماً من الأحلام أن يشم رائحتها أحد من الجنود، وخاصة في الأنساق الأولى، القريبة من حدود التماس مع العدو.

- وأما الذخيرة –وخاصة ذخيرة المدفعية م/ط- فلقد سبق أن أشرنا إلى انقطاعها أكثر من مرة عن الأسلحة، وقد اضطرت كثير من بطاريات المدفعية م/ط لنقل ذخيرتها على ظهر الدواب، التي استؤجرت من القرى لهذه الغاية بعد تدمير الآليات أو تعطلها.

- سيارات الإسعاف، دمرت بواسطة الطيران المعادي.. وكان الإخلاء(85) مفقوداً.. فتركت على الطرق وعلى جوانبها، الآليات والدبابات والأسلحة (المعطلة أو المدمرة، وحتى السليمة التي لم تصب بأذى) وإلى جانب ذلك، ترك الجريح، والقتيل والمبتور، والمحروق، والذي سقط إعياءً أو رعباً.. ذلك كله كان يعطي أرض الجولان –وخاصة قريباً من الطرق أو عليها-، وأكثر الطرق التي ازدحمت بذاك الحطام هي الطرق المؤدية إلى دمشق أو درعا أو إربد أو الأرض اللبنانية.
حدث ذلك كله في الوقت الذي كانت فيه مستودعات التموين المختلفة وخاصة في جباتا الخشب والحميدية، قد غصت بأنواع المؤونة المختلفة، ولكنها تركت للعدو ربحاً وفيراً.. دون أن تستفيد منه القوات، فتقوم بواجبها خير قيام.


15- ولقد بلغ من سوء حال القوات في تلك الأيام العصيبة وجهلها بالأرض التي تتحرك عليها –والتي سبق أن كلفت بالقتال عنها- أن حقول الألغام (حقولنا)، كانت مجهولة من القوات التي حشدت في الجولان، لدرجة أن وحدات كاملة (سرايا)، دخلت –خطأ- حقول الألغام (حقولنا)، ودفعت ثمناً لتلك الأخطاء، حياة عدد من أفرادها ومعنوياتها كلها، وروحها القتالية.. فكان لذلك دوره الكبير في تنفيذ المأساة التي خططت لوقوعها قوى الصهيونية، ونفذتها أجهزة حزب البعث.

16- ومن أكثر أسباب الألم للقلب والأسى للنفس.. الحديث عن أعمال التجسس والتخريب، التي قام بها عملاء العدو خلال تلك الأيام.

ولكن الحديث في هذا الموضوع، هو أيضاً من أكثر شعب الحديث حرجاً ودقة، لأنه يفتقر إلى معلومات دقيقة، وأدلة واضحة، ولذا فسنكتفي بالحديث عن بعض ما وقع، دون الدخول في التفاصيل التي تحتاج إلى أدلة وإيضاحات لا نملكها.

- فلقد لوحظ أن مقرات القيادة التعبوية في كل من القطاعات وفي القنيطرة، قد قصفت بالطيران المعادي قصفاً بلغ من الدقة والإحكام غايتهما.. مما يدل على أن إشارات قد وضعت فوق هذه المقرات، لتدل الطيران على أماكنها، أو أن المعلومات المسبقة قد وصلت لأيدي العدو، وحددت له أماكن تلك المقرات بالدقة الكاملة. وقد بلغ من دقة المعلومات لدى العدو أن الطيران لم يضرب سوى المواقع ومقرات القيادة الحقيقية، أما المواقع الهيكلية، ومقرات القيادة الخالية فلم يتعرض لها الطيران، وهذا وحده من أبلغ الأدلة على انتشار عملاء العدو وتغلغلهم المريع حتى استطاعوا الوصول إلى هذه الدقة.

- وكتيبة المدفعية الصاروخية لاحتياط الجيش:

ما إن تحركت لاحتلال مرابضها المقررة، لتقوم بالتمهيد للهجوم المعاكس (على مستوى الجيش)، حتى تناولها الطيران المعادي ودمرها.. وهذه الدقة في الهجوم على وحدة تتحرك.. بعد دقائق من تحركها، تدل بدقة متناهية على أن هناك من أعطى –في الوقت المناسب- للعدو، التوقيت المقرر للتحرك، فجاء تدخل الطيران المعادي حاسماً ودقيقاً.

- فوجئ كثير من الأسرى، وخاصة الضباط، بالسلطات الإسرائيلية، تعرض عليهم صوراً لمئات الضباط (سوريين ومصريين)، وتطلب منهم التعرف على أصحابها، وتزويدها بما يعلمونه عن كل منهم. ولقد لاحظ بعض الأسرى، أن على أكثر تلك الصور من وجهها الآخر، مطبوع ختم أحد المصورين المشهورين في القنيطرة(86).

ولهذه الصور قصة (تبدو الآن محزنة أكثر من أي وقت مضى)، وهي أن أسباب حصول ذاك المصور على العدد الأكبر من صور الضباط، هو ما يلي:

آ- أن ذاك المصور كان من أفضل المصورين في القنيطرة.

ب- كانت القيادة بين حين وآخر، تطلب من الضباط أن يرسل كل منهم –ضمن مهلة قصيرة جداً- عدداً من صوره، لوضعها في ملفاتهم، وخاصة في مناسبات الترفيع. ونظراً لقصر المهلة، كان يضطر القسم الأكبر من ضباط الجبهة لأن يؤمنوا تلك الصور المطلوبة بواسطة المصورين الموجودين في القنيطرة.

جـ- ولقد ثبت بعد الحرب، أن ذاك المصور كان من أكبر من يزود السلطات الإسرائيلية بمعلومات مختلفة، وفي مقدمتها صور العسكريين- خصوصاً الضباط- وما يعرفه عن كل منهم.

- ولقد برز للعيان خلال ليالي تلك الحرب، أن شهباً ضوئية كثيرة انطلقت من أماكن شتى، وخاصة الأماكن التي كانت فيها وحدات أو عتاد أو مجموعات آلية ذات أهمية.. وفي اليوم التالي يأتي الطيران إلى حيث انطلقت الشهب، ويحوم حومات عدة، ثم يحدد أهدافه ويضرب.

والذي نستطيع توضحيه حول هذا الموضوع، أن الشهب لم تكن تطلق –بيد الجواسيس- لتحديد الأماكن التي يجب ضربها- وإنما لإعلام العدو عن وجود أهداف له في هذه المنطقة –لأن تحديد هدف ما بدقة كافية، بواسطة الشهب الضوئية، أمر غير ممكن-، ثم يتم تحديد المكان بدقة كافية في النهار، بطرق مختلفة، وأهمها الطيران، الذي يحدد أهدافه- وخاصة في ظروف سيطرة جوية كاملة له- ثم يضرب.


17- خلال فترة حشد القوات في الجولان، "لخوض الحرب" كما يزعمون.. حشدت في منطقة وادي الرفيد كتيبة دبابات برمائية(87) (22دبابة)، وقد أعطيت هذه الكتيبة واجب الهجوم في الاتجاه (الرفيد –العال-الكرسي- جينوسار) وذلك في محاولة لتطويق القوات المعادية التي كان أكبر حشد لها شمالي بحيرة طبريا.

ولكن حين ألغيت خطة الهجوم (المزعومة)، وتحول الأمر إلى دفاع، تركت هذه الدبابات معطلة دون أن تعطى أي واجب...(ولعل القيادة قد نسيتها)، حتى كان يوم الهروب الكبير، وفر سدنتها والقادة مع الذين فروا من الجبهة، وتركت هدفاً ثميناً للعدو ليستولي عليها جاهزة سليمة، إلا أن بعض العسكريين، الذين آلمهم ترك هذه الكتيبة دون تدميرها، أعلنوا للقيادة تبرعهم بالتسلل للوصول إليها والعودة بها إلى دمشق قبل أن يتمكن العدو من اكتشاف أماكنها ويستولي عليها فرفضت القيادة ذلك، وتركت الكتيبة (البرمائية الثمينة) هدفاً من أثمن الأهداف التي مكنت قيادة حزب البعث العدو الإسرائيلي من السيطرة عليه والفوز به.


18- وبعد احتلال الجولان.. وبعد انتهاء الحرب بفترة غير يسيرة.. قامت بعض الوحدات الفدائية بالتسلل إلى منطقة (جباتا الخشب)، بعد أن وصل إلى علمها أن المستودعات التي هناك، لا تزال سليمة ولم تصل إليها يد العدو، وأخذت تنقل ما قدرت عليه مما في تلك المستودعات، وكانت هذه فرصة عظيمة لهذه المنظمات للتزود بالكثير من السلاح والذخيرة.

ولكن ماذا جرى...

وصل إلى علم العقيد عبد الكريم الجندي "مدير مكتب الأمن القومي" نبأ فعل المنظمات هذه فأخذ يلاحق قادتها ويطاردهم ويضغط عليهم، حتى تمكن من معرفة الأماكن التي خبأوا فيها ما أخذوه، فصادره منهم، ولكن قادة المنظمات لم يسكتوا، فقابله بعضهم، وأفهمه أن عمله هذا مرفوض ومستهجن، وقال له "إننا نسرق السلاح من إسرائيل بعد أن تركه جيشكم لها ربحاً ثميناً سالماً من كل عطل، فهلا توجهت أجهزتكم إلى الذين تركوه للعدو بدلاً من ملاحقتكم لنا"؟

وكانت ردة الفعل –طبعاً- السجن والتعذيب للفدائيين الذين ناقشوه الحساب، والتهديد بالقتل لكل من تسول له نفسه إزعاج أمن السيدة "إسرائيل"، وإقلاق راحتها بعد أن ضمن لها خط وقف إطلاق النيران.. حدوداً جديدة.

19- وهذه صورة من الجريمة، أخرناها حتى أواخر المسلسل، رغم أن تاريخ وقوعها، كان في بداية الأحداث.. وهي قصة ترحيل العائلات، ونقل المتاع.

فأما عائلات العسكريين، وأثاث بيوت الضباط، فقد تم ترحيلها قبيل الحرب، وكلفت بهذه المهمة مئات الشاحنات العسكرية، في الوقت الذي كانت فيه الوحدات تعاني أزمة نقص خطرة في الشاحنات، لنقل القوات والأسلحة والتموين..

وبخصوص العائلات.. هناك أمر كنا نود لو أننا لا نذكره.. ولكنه يشكل سوءاً في أمانة الشرح لو أغفلناه.. وإخفاء عن القارئ لأبشع صورة من صور التمييز الطائفي لتهديم البنيان الاجتماعي للبلاد.. تمهيداً ليوم الهزيمة المتفق عليه.. فالعائلات التي رحلت (خوفاً عليها من أخطار الحرب).. هي عائلات العسكريين والموظفين أبناء الطائفة العلوية فقط، دون غيرها، وقد تم ترحيلها قبل وقوع الحرب بأسبوعين.

ولقد طالب بعضُ المخلصين، المحافظ السيد (عبد الحليم خدام(88)، بالعدل في معاملة كل الناس، والعمل على ترحيل كل العائلات.. فرفض بعناد متكبر وقح، وأنقذ عائلات العلويين من التشريد، علناً، وتحت سمع وبصر باقي السكان والعسكريين.. بل وأمر بالإعلان على المآذن وبواسطة مكبرات الصوت أن على السكان أن يصمدوا، وهدد كل من يغادر القنيطرة، أو ينقل منها شيئاً من متاعه، بالقتل علناً أمام جميع السكان ليكون عبرة لغيره.. فاضطر السكان المساكين للرضوخ.. وهم يرون بحسرة وحرقة...

وهكذا.. شاحنات الجيش، في ظل حزب البعث.. تنقل أثاث ومتاع العسكريين البعثيين، وتترك عتاد الجيش وسلاحه ووثائقه وحتى وحداته نهباً لطيران العدو.. وقواته الغازية!

ثم ترك السكان فيما بعد.. وخلال الحرب، تنزح، وتهجر قراها وبيوتها، على نحو يمزق القلوب حزناً.. حاولنا إبراز صورته في صفحات سابقة..

20- وحتى أموال البلدية، وفرع البنك (الحكومي) الوحيد في القنيطرة، تركت في أماكنها، ولم تنقل إلى دمشق، وقيل للعدو.. ها نحن سلمناك كل شيء.. كما اتفقنا.. حتى الأوراق والأموال والنقد.. و.. كل ما يحقق لك فائدة في الأرض التي قبضنا منك ثمنها..!




21- وكانت خاتمة الجرائم.. وأم الكبائر التي اجترحتها أيدي حزب البعث.. هو ذلك البلاغ المشؤوم الذي أعلن سقوط القنيطرة، قبل أن تسقط.

 
نحن فى مصر نسمى هذا اليوم بيوم النكسة

المقاتلات الاسرائيلية ضربت و دمرت الطائرات المصرية و هى على الارض و دمرت المطارات و كانت هزيمة مذلة
مع العلم مصر هى التى تعتبر أعلنت بدأ الحرب لكن لم يكن هناك استعداد
 


قصة البلاغ العسكري من حافظ الاسد باعلان سقوط القنيطرة والجولان قبل سقوطهما الفعلي؟؟
============




إن الذي ثبت لدينا حتى الآن.. أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة (رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها) إلا بعد إعلان سقوطها بما لا يقل عن سبع عشرة ساعة.



فلقد تمكنت قوات العدو الإسرائيلي، من اختراق الجبهة السورية، يوم الجمعة، في 9 حزيران 1967، حوالي الظهر وكان الاختراق في قطاع واسط (قنبعة –القلع)، ومن القطاع الشمالي فيما بين تل العزيزيات وتل الأحمر، بقوة تعادل 2 لواء دبابات، معززين بالطيران والمدفعية وكتيبة الأقليات، ودون وجود قوات مشاة رئيسية مع قوات النسق الأول المهاجم.


ورغم كل ما أشرنا إليه من جرائم مدبرة، وخيانات مرتكبة، وهروب كبير في صفوف القوات المدافعة، فإن العدو –رغم قوته المخترقة –لم يستطع التقدم بحرية تامة، ولاقى من المقاومات الفردية ضراوة وشراسة وعنفاً في المقاومة، ما جعله يتقدم في حذر شديد، ويتوقف عند أول بادرة مقاومة تظهر في وجهه، حتى ولو كانت طلقة من بندقية..


ولقد أذيع البلاغ المجرم، يعلن سقوط القنيطرة، بينما كانت أقرب قوات متقدمة إليها تشتبك مع مقاومات بطولية فردية انبعثت من نقطة القلع وتل العزيزيات..


وكان للبلاغ المذكور.. فعل رصاصة الخلاص، فانهارت القوى المعنوية الجبارة التي أظهرت بطولات الرجال الأوفياء لأرضهم وبلدهم –وأؤكد أن ليس بينهم بعثي واحد- ودخل في روعهم أن مقاومتهم لم تعد تجدي، وبدأ يعتقد كل منهم –بفعل انقطاع الاتصالات وهروب القادة المسؤولين –أنه قد أصبح وحيداً يقاوم في جزيرة قد غمرتها الأمواج من كل ناحية، فقرروا الانسحاب آملين أن يلتحقوا بوحداتهم الكبرى، لمعاودة القتال.. ولكنهم ما عتموا أن غادروا مواقعهم.. حتى فوجئوا بالخيانة التي ارتكبت ضدهم وضد بلادهم.. ورأوا أن القنيطرة، ما زالت سليمة، وما زالت بيد قواتنا، وأن البلاغ الذي أعلن سقوطها كاذب مضلل، فأسقط في أيديهم.. وخاصة بعد أن رأوا ذلك المنظر القبيح، منظر الفرار الذي سمي انسحاباً.. زوراً وتضليلاً!


ولنا عودة لموضوع هذا البلاغ، خلال المناقشة المقبلة إن شاء الله.



22- وأسدل الستار على تلك المسرحية.. منذ يوم السبت 10 حزيران، وبعد إعلان سقوط القنيطرة –كذباً وبهتاناً- فغادر دمشق أعضاء الحكومة والحزب (بقيادته كلها)، والجيش (بجميع ضباطه البعثيين المجرمين).. وأخذت أرتال الآليات (عسكرية ومدنية)، تتتابع وتتدافع على طريق دمشق –حمص، حاملة في بطونها، النساء، والأطفال، والضباط، والقادة (المسوخ). و.. من رجال حزب البعث تاركين دمشق مفتوحة الأبواب، مكشوفة الصدر والظهر والجوانب.. نهباً لكل غاز.. وخلواً من كل حارس، وجالت السيارات تحمل مكبرات الصوت تثقل الأسماع بندائها المشؤوم.. "ممنوع التجول.. ممنوع التجول".. وذلك في صورة جديدة من صور التآمر، لتسليم دمشق إلى العدو الغازي.. دون مطلق مقاومة، حتى ولو كانت من طفل أو امرأة..

وفي الوقت نفسه، اهتبل بعض لصوص الحزب الفرصة، ونهبوا ما استطاعوا نهبه من أموال البنك المركزي في دمشق، بحجة أن نقل احتياطي الذهب واجب "قومي" لئلا يقع بيد العدو فتفلس الدولة.. ويا ليتها تفلس!

 

"إن المعركة لا تقاس نتائجها بعدد الكيلومترات التي خسرناها.. بل بأهدافها وما استطاعت أن تحقق فقد كان هدف إسرائيل، ليس احتلال بضعة كيلو مترات من سورية، بل إسقاط الحكم التقدمي فيها، وهذا ما لم يتم لها، ولذا يجب أن نعتبر أنفسنا الرابحين في هذه المعركة".

اللواء أحمد سويداني : رئيس أركان الجيش السوري قبل وخلال وبعد الحرب
 

"ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق، أو حتى حمص وحلب.. فهذه جميعاً أراض يمكن تعويضها، وأبنية يمكن إعادتها، أما إذا قضي على حزب البعث، فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية؟".

".. لا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي، هو إسقاط الحكم التقدمي في سورية، وكل من يطالب بتبديل حزب البعث، عميل لإسرائيل.."

ابراهيم ماخوس - وزير خارجية سورية 1967
 
"ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق، أو حتى حمص وحلب.. فهذه جميعاً أراض يمكن تعويضها، وأبنية يمكن إعادتها، أما إذا قضي على حزب البعث، فكيف يمكن تعويضه وهو أمل الأمة العربية؟".

".. لا تنسوا أن الهدف الأول من الهجوم الإسرائيلي، هو إسقاط الحكم التقدمي في سورية، وكل من يطالب بتبديل حزب البعث، عميل لإسرائيل.."


ابراهيم ماخوس - وزير خارجية سورية 1967
"إن المعركة لا تقاس نتائجها بعدد الكيلومترات التي خسرناها.. بل بأهدافها وما استطاعت أن تحقق فقد كان هدف إسرائيل، ليس احتلال بضعة كيلو مترات من سورية، بل إسقاط الحكم التقدمي فيها، وهذا ما لم يتم لها، ولذا يجب أن نعتبر أنفسنا الرابحين في هذه المعركة".


اللواء أحمد سويداني : رئيس أركان الجيش السوري قبل وخلال وبعد الحرب


ألا لا رعى الله حكماً هؤلاء قادته، والمسؤولون فيه.

ولا رعى الله حزباً ساهم بتدمير الأمة أكثر مما دمرها أشد الناس عداوة لها "اليهود والذين أشركوا".

ولست أجد في كل ما ارتكب بحق هذه الأمة من جرائم.. ولا أرى في كل ما لحق بها من إهانات واحتقار لكرامتها وشرفها أوقع من هذه التصريحات تصدر عن مجرمين، باعوا الأرض وشعبها لأكثر الأعداء لؤماً.. ثم وقفوا.. يمنون على ذلك الشعب.. بأن من فضلهم وكرمهم عليه، أنهم استطاعوا أن يثبتوا في وجه العدو الذي ادعوا أنه لم يكن لهجومه من هدف.. إلا إزالتهم عن (الحكم والتحكم برقاب أبنائه ومقدراتهم..).

ولست أجد صورة أستطيع من خلالها إبراز لؤم الجريمة وسوءها، مثل هذه التصريحات وأمثالها.. أختتم بها هذه السلسلة من حلقات التآمر والإهمال والجريمة.. لتكون للقارئ فكرة واضحة عن الذي حدث في حرب حزيران.. تلك التي سموها حرباً، تجنياً على الحروب، وبهتاناً على الجيوش، وما هي والله إلا مسرحية متقنة الإخراج، حدد فيها لكل ممثل دوره، وكان فيها النظارة المخدوعون، هم جماهير الأمة المنكوبة، أمة العرب، والشعوب الإسلامية في كل مكان.

فالأرض التي سلمت للعدو، والجيوش التي دمرت، والخسائر الهائلة، التي لحقت بنا، من سلاح، وعتاد ومؤن، والجهود المضنية التي بذلت، والضحايا التي ذهبت، وكل ذلك، وغيره أكثر منه، من كرامة الأمة، وشرفها الذي لوث، وعقيدتها التي أهينت.. كل ذلك ليس له أهمية، ما دام الحكم التقدمي الثوري، ما زال قابعاً فوق رقاب الشعب، يسوقه إلى هاوية أخرى، الله وحده يعلم عمقها وخطورة انحدارها.

يا عجباً..!، فلم يبق في هذه الأمة أحرار، تهز ضمائرهم تلك الإهانات الوقحة؟
من كانت له عينان فلينظر.. ومن كانت له أذنان فليسمع.. ومن كان له قلب فليفقه.. وإلا فنحن كالأنعام، بل أضل سبيلاً.
 


خفايا هزيمة 67:


الجيش السوري يقع بحقل ألغام سورية بالجولان نتيجه الجهل بأرض المعركة التي يتحرك عليها
===


ولقد بلغ من سوء حال القوات في تلك الأيام العصيبة وجهلها بالأرض التي تتحرك عليها –والتي سبق أن كلفت بالقتال عنها- أن حقول الألغام (حقولنا)، كانت مجهولة من القوات التي حشدت في الجولان، لدرجة أن وحدات كاملة (سرايا)، دخلت –خطأ- حقول الألغام (حقولنا)، ودفعت ثمناً لتلك الأخطاء، حياة عدد من أفرادها ومعنوياتها كلها، وروحها القتالية..

فكان لذلك دوره الكبير في تنفيذ المأساة التي خططت لوقوعها قوى الصهيونية، ونفذتها أجهزة حزب البعث.​
 


خفايا هزيمة 67:



سلاح الاشارة بالجيش السوري مافي اشارة
====




ومن الأمور المخزية التي كان لها دور كبير في تمزيق كرامة الجيش.. هو الدور السيء الذي كان لسلاح الإشارة.

فلقد صرح لي أحد القادة الذين كان لهم مكان في الحرب، أن أجهزة الإشارة كانت أيام الحرب غير صالحة للعمل بنسبة لا تقل عن (60-70%)، وذلك لأسباب فنية متعددة أهمها :

-إهمال الصيانة الدائمة للأجهزة

- وضعف المستوى التدريبي لسدنة الأجهزة،

- تعيين كثيرين من الاحتياطيين، سدنة لأجهزة لم يروها كل حياتهم،


وقد نتج عن ذلك أمور خطيرة نجملها بما يلي:

أ- فقد القادة سيطرتهم على وحداتهم بسبب فقدان الاتصالات.

ب- فقد الاتصال بين الوحدات المتجاورة، وكان من أهم نتائج ذلك، فقدان التعاون بين وحدات القتال.

جـ- استطاعت شبكات العدو الدخول على شبكات القوات السورية، وبذلك تمكنت من تحديد مواقع القوات والقيادات، ثم.. تدميرها، وكذلك استطاعت هذه الشبكات المعادية إيقاع الفوضى والبلبلة في صفوف القوات، وإعطاء القادة صوراً زائفة عن الوضع، مما سبب لهم عجزاً مطلقاً عن اتخاذ أي قرارات فعالة.


توضيح: لست أدري إن كان ذاك متعمداً منذ ما قبل الحرب بمدة كافية لتعطل الأجهزة، أو بسبب انشغال الجيش كله في أمور السياسة والحكم، وإهماله لواجباته خلال حياته اليومية. وسواء أكان ذا أم ذاك.. فإن الجريمة وقعت.. وفي ظل، وتحت رعاية.. بل وبتنفيذ دقيق قام به حزب البعث
 

تسليم كتيبة دبابات برمائية سورية بكاملها للصهاينة دون قتال ورفض استردادها
================


خلال فترة حشد القوات في الجولان، "لخوض الحرب" كما يزعمون.. حشدت في منطقة وادي الرفيد كتيبة دبابات برمائية(22دبابة) ، وتلك من أحدث الدبابات التي وصلت إلى الجيش أنذاك، ومن مميزاتها قادرة على خوض مساحات واسعة من المياه (مستنقعات، بحيرات، أنهار عريضة).


وقد أعطيت هذه الكتيبة واجب الهجوم في الاتجاه (الرفيد –العال-الكرسي- جينوسار) وذلك في محاولة لتطويق القوات المعادية التي كان أكبر حشد لها شمالي بحيرة طبريا.


ولكن حين ألغيت خطة الهجوم (المزعومة)، وتحول الأمر إلى دفاع، تركت هذه الدبابات معطلة دون أن تعطى أي واجب...(ولعل القيادة قد نسيتها)، حتى كان يوم الهروب الكبير، وفر سدنتها والقادة مع الذين فروا من الجبهة، وتركت هدفاً ثميناً للعدو ليستولي عليها جاهزة سليمة،



رفض السماح للمتطوعين بالتسلل للدبابات والعودة بها لدمشق
===​

لا أن بعض العسكريين، الذين آلمهم ترك هذه الكتيبة دون تدميرها، أعلنوا للقيادة تبرعهم بالتسلل للوصول إليها والعودة بها إلى دمشق قبل أن يتمكن العدو من اكتشاف أماكنها ويستولي عليها فرفضت القيادة ذلك، وتركت الكتيبة (البرمائية الثمينة) هدفاً من أثمن الأهداف التي مكنت قيادة حزب البعثالعدو الإسرائيلي من السيطرة عليه والفوز به.
 


منع قوات الفدائيين الفلسطينيين من تحرير مستودعات السلاح السورية في الجولان ومعاقبتهم
=====



وبعد احتلال الجولان.. وبعد انتهاء الحرب بفترة غير يسيرة.. قامت بعض الوحدات الفدائية الفلسطينية بالتسلل إلى منطقة (جباتا الخشب) في القنيطرة ، بعد أن وصل إلى علمها أن المستودعات التي هناك، لا تزال سليمة ولم تصل إليها يد العدو، وأخذت تنقل ما قدرت عليه مما في تلك المستودعات، وكانت هذه فرصة عظيمة لهذه المنظمات للتزود بالكثير من السلاح والذخيرة.

ولكن ماذا جرى...


وصل إلى علم العقيد عبد الكريم الجندي "مدير مكتب الأمن القومي - أعلى سلطة مخابراتية أنذاك" نبأ فعل المنظمات هذه فأخذ يلاحق قادتها ويطاردهم ويضغط عليهم، حتى تمكن من معرفة الأماكن التي خبأوا فيها ما أخذوه، فصادره منهم، ولكن قادة المنظمات لم يسكتوا، فقابله بعضهم، وأفهمه أن عمله هذا مرفوض ومستهجن، وقال له "إننا نسرق السلاح من إسرائيل بعد أن تركه جيشكم لها ربحاً ثميناً سالماً من كل عطل، فهلا توجهت أجهزتكم إلى الذين تركوه للعدو بدلاً من ملاحقتكم لنا"؟

وكانت ردة الفعل –طبعاً- السجن والتعذيب للفدائيين الذين ناقشوه الحساب، والتهديد بالقتل لكل من تسول له نفسه إزعاج أمن السيدة "إسرائيل"، وإقلاق راحتها بعد أن ضمن لها خط وقف إطلاق النيران.. حدوداً جديدة.
 


من أوجه الخيانة بعض الضباط البعثيين السوريين كانو جواسيس للصهاينة
===


فلقد لوحظ أن مقرات القيادة التعبوية في كل من القطاعات وفي القنيطرة، قد قصفت بالطيران المعادي قصفاً بلغ من الدقة والإحكام غايتهما.. مما يدل على أن إشارات قد وضعت فوق هذه المقرات، لتدل الطيران على أماكنها، أو أن المعلومات المسبقة قد وصلت لأيدي العدو، وحددت له أماكن تلك المقرات بالدقة الكاملة.


وقد بلغ من دقة المعلومات لدى العدو أن الطيران لم يضرب سوى المواقع ومقرات القيادة الحقيقية، أما المواقع الهيكلية، ومقرات القيادة الخالية فلم يتعرض لها الطيران، وهذا وحده من أبلغ الأدلة على انتشار عملاء العدو وتغلغلهم المريع حتى استطاعوا الوصول إلى هذه الدقة.


- وكتيبة المدفعية الصاروخية لاحتياط الجيش:

ما إن تحركت لاحتلال مرابضها المقررة، لتقوم بالتمهيد للهجوم المعاكس (على مستوى الجيش)، حتى تناولها الطيران المعادي ودمرها.. وهذه الدقة في الهجوم على وحدة تتحرك.. بعد دقائق من تحركها، تدل بدقة متناهية على أن هناك من أعطى –في الوقت المناسب- للعدو، التوقيت المقرر للتحرك، فجاء تدخل الطيران المعادي حاسماً ودقيقاً.


- فوجئ كثير من الأسرى، وخاصة الضباط، بالسلطات الإسرائيلية، تعرض عليهم صوراً لمئات الضباط (سوريين ومصريين)، وتطلب منهم التعرف على أصحابها، وتزويدها بما يعلمونه عن كل منهم. ولقد لاحظ بعض الأسرى، أن على أكثر تلك الصور من وجهها الآخر، مطبوع ختم أحد المصورين المشهورين في القنيطرة.


ولهذه الصور قصة (تبدو الآن محزنة أكثر من أي وقت مضى)، وهي أن أسباب حصول ذاك المصور على العدد الأكبر من صور الضباط، هو ما يلي:


آ- أن ذاك المصور كان من أفضل المصورين في القنيطرة.


ب- كانت القيادة بين حين وآخر، تطلب من الضباط أن يرسل كل منهم –ضمن مهلة قصيرة جداً- عدداً من صوره، لوضعها في ملفاتهم، وخاصة في مناسبات الترفيع. ونظراً لقصر المهلة، كان يضطر القسم الأكبر من ضباط الجبهة لأن يؤمنوا تلك الصور المطلوبة بواسطة المصورين الموجودين في القنيطرة.


جـ- ولقد ثبت بعد الحرب، أن ذاك المصور كان من أكبر من يزود السلطات الإسرائيلية بمعلومات مختلفة، وفي مقدمتها صور العسكريين- خصوصاً الضباط- وما يعرفه عن كل منهم.

- ولقد برز للعيان خلال ليالي تلك الحرب، أن شهباً ضوئية كثيرة انطلقت من أماكن شتى، وخاصة الأماكن التي كانت فيها وحدات أو عتاد أو مجموعات آلية ذات أهمية.. وفي اليوم التالي يأتي الطيران إلى حيث انطلقت الشهب، ويحوم حومات عدة، ثم يحدد أهدافه ويضرب.

والذي نستطيع توضحيه حول هذا الموضوع، أن الشهب لم تكن تطلق –بيد الجواسيس- لتحديد الأماكن التي يجب ضربها- وإنما لإعلام العدو عن وجود أهداف له في هذه المنطقة –لأن تحديد هدف ما بدقة كافية، بواسطة الشهب الضوئية، أمر غير ممكن-، ثم يتم تحديد المكان بدقة كافية في النهار، بطرق مختلفة، وأهمها الطيران، الذي يحدد أهدافه- وخاصة في ظروف سيطرة جوية كاملة له- ثم يضرب
 
اسرائيل كانت مخترقة مكالمات الزعماء التليفونية و مخترقة كبار رجال الجيش و الدولة و لها عملاء كثر
 
ب- فترة الحرب
======


الاثنين 5 حزيران 1967:

- راديو القاهرة قطع إذاعته حوالي الساعة 9،50 بتوقيت القاهرة(40) ليعلن أن قوات إسرائيل بدأت تهاجم ج.ع.م..

- راديو دمشق قطع برامجه العادية ليعلن أن إسرائيل هاجمت ج.ع.م صباح اليوم. وهذا أهم ما صدر عن هذا الراديو.

- بلاغ صادر من وزير الداخلية يطلب من جميع عناصر الدفاع المدني الالتحاق بمراكزهم.

- نداء إلى الشعب أعلن "بدء معركة التحرير الشعبية، حيث سيكون اللقاء في قلب تل أبيب". وقال: "سحقاً للصهاينة وسحقاً لأمريكا".

- دعا الراديو القوات السورية إلى "مسح إسرائيل عن الخريطة".

- أعلن أن أفراد الجيش الشعبي تسلموا أسلحتهم الكاملة ونزلوا إلى الشوارع واتخذوا مواقعهم المحددة لهم في دمشق والمدن والقرى السورية.

- قال راديو دمشق إن القيادتين السورية والمصرية على اتصال دائم.

- أذاع الراديو بلاغاً من القائد الأعلى للقوات السورية المسلحة في الساعة 12 ظهراً بتوقيت دمشق(41)، أعلن فيه دخول القوات السورية المعركة إلى جانب مصر وقال: إن الطائرات السورية "بدأت قصف مدن العدو ومواقعه ومنشآته". ومضى يقول: "إن سورية تلتحم مع العدو الآن.. ولن تتراجع قبل إبادة الوجود الصهيوني إبادة كاملة".

- أذاع الراديو بياناً إلى الإسرائيليين باللغتين العربية والعبرية طلب فيه منهم أن يستمعوا إلى الإذاعات العربية وينتظروا الأوامر والتعليمات منها.

- شركة الأنباء الإقليمية ذكرت في نبأ من دمشق أن أصوات المدافع المضادة للطائرات دوت في المدينة أثناء غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على المدينة.

- الأتاسي أعلن أن بلاده قررت أن تكون المعركة الحالية معركة التحرير النهائية لفلسطين في إذاعة موجهة إلى الشعب: "لقد دقت ساعة النصر على أعداء العروبة، وقد حفر الصهاينة الغزاة المتآمرون مع الاستعمار العالمي قبورهم بأيديهم عندما أغاروا اليوم على ج.ع.م". وقال: "أن الهجوم الإسرائيلي لم يتم إلا بتخطيط من الاستعار العالمي الذي جعل من إسرائيل أداة للتنفيذ". وقال: "لقد ألقى الشعب العربي بثقله في المعركة الفاصلة ووضع الجيش السوري كل قواه الضاربة في لهيب المعركة وأن نسورنا البواسل يدمرون منشآت العدو ومدنه وهم في طريقهم لتحرير الأرض المغتصبة".



وأما البلاغات التي أصدرتها سورية فقد كانت كما يلي وحسب الترتيب:
------------------------


1- قامت طائراتنا بقصف شديد لمطارات العدو في المنطقة الشمالية وقد دمرت القسم الأكبر من المجهود الجوي للعدو. وقد شوهدت الطائرات العدوة وهي تحترق على الأرض. وعادت طائراتنا إلى قواعدها سالمة.


2- أن طائراتنا الآن تقصف مطارات العدو ومواقعه(42) الاستراتيجية وأرتاله البرية وقد اختفى طيران العدو من أرض المعركة. وقد اندلعت النار في مصفاة البترول في حيفا بعد أن ضربتها طائراتنا.


3- تسللت طائرات معادية في أراضينا وقامت طائراتنا الساهرة على حماية الجو بالتعرض لها فاشتبكت معها وأسقطت ثلاث طائرات إسرائيلية سقطت اثنتان منها فوق الأردن ولم تصب طائراتنا بأذى.


4- حاول العدو أن يقوم بغارة جوية داخل أرضنا فتصدت له طائراتنا وجرى اشتباك جوي سقطت نتيجة له طائرة ميراج معادية.


5- حاول طيران العدو ضرب مطار المزة فتصدت له مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج معادية. هذا وقد شوهدت طائرة معادية تحترق وهي متجهة باتجاه الديماس (ميسلون) غربي دمشق وقد سقطت الطائرة في الجبال.


6- اشتبكت مدفعيتنا المضادة للطائرات مع ثماني طائرات إسرائيلية وأسقطت اثنتين منها وأسر أحد الطيارين الإسرائيليين.


7- نتيجة اشتباك جوي بين طائراتنا وطيران العدو أسقطت طائرتا ميراج في الأراضي اللبنانية وأسر طيار إسرائيلي(43).


8- نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقط طيراننا الباسل ثلاث طائرات ميراج للعدو وأسر طيار إسرائيلي وهو رهن التحقيق.


9- على كافة الإخوة المواطنين إلقاء القبض فوراً على أي طيار معاد يسقط في أرضنا وإرساله حياً إلى أقرب مركز للجيش أو الشرطة.


10- نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقطت مدفعيتنا المضادة للطائرات طائرة ميراج إسرائيلية.


11- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وحطمت مدفعيتنا المضادة طائرتي ميراج.


12- هاجم طيران العدو مواقعنا في الجبهة فأسقطت مدفعيتنا المضادة للطيران طائرة ميراج للعدو قرب خسفين.


13- حاولت طائرات العدو قصف إحدى قواعدنا الجوية فأسقطت للعدو ثلاث طائرات وهكذا أصبح عدد الطائرات المعادية التي أسقطت فوق هذه القاعدة 6 طائرات.


14- نتيجة للاشتباكات الجوية التي جرت فوق أرضنا، أسقطنا للعدو 30 طائرة، هذا عدا عن الطائرات التي أسقطها سلاحنا الجوي ضمن أراضي العدو. يضاف إلى ذلك ما دمره سلاحنا الجوي أثناء الغارات التي قام بها فجأة على مطارات العدو الشمالية بكاملها منزلاً بها تدميراً محققاً.


15- هاجمت طائرات العدو مواقعنا في الجبهة، فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت للعدو طائرتين فوق تل يوسف.


16- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت ثلاث طائرات ميراج.


17- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت طائرتي ميراج.


18- هاجمت طائرات العدو أحد مطارتنا، فتصدت لها مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج.


19- هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت طائرة ميراج أخرى.


20- تحاول طائرات العدو بدون جدوى عرقلة قواعدنا الجوية، وقد أسقطت الآن طائرة ميراج فوق أحد مطاراتنا.


21- عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطت في الأراضي السورية خلال الاشتباكات التي جرت فوق الأراضي السورية وبواسطة المدفعية المضادة للطائرات بلغ حتى الآن (الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت عمان وبيروت) 50 طائرة.. وقال ناطق عسكري أن هذا الرقم لا يشمل الطائرات المعادية التي دمرت في إسرائيل نفسها نتيجة الاشتباكات الجوية بعد ضرب المطارات الإسرائيلية.


22- حاوت طائرات العدو الهجوم على بعض القواعد الجوية فتصدت لها مدفعيتنا وأسقطت منها طائرتين.


23- أسقطت طائرة معادية قرب إحدى القواعد العسكرية السورية وذلك أثناء اشتباك جوي مع العدو.


24- هاجمت طائرات العدو إحدى القواعد الجوية السورية فتصدت لها القوات السورية وأسقطت إحدى الطائرات المعادية. وقال مصدر عسكري سوري أنه بلغ عدد الطائرات التي أسقطها سلاح الطيران السوري للعدو 54 طائرة.


25- عثر على الطائرات الميراج الثلاثة التي أسقطتها سورية فوق الأراضي اللبنانية قرب بلدة راشيا.


التلفزيون السوري والإذاعة أجريا مقابلة مع طيار إسرائيلي أسر، اسمه: إبراهام زيلان، رتبته ملازم أول، من مواليد 1945، فلسطيني. وقد جاء في المقابلة قوله:"... إن الأهداف التي كلف بضربها في سورية هي مطار الضمير ودمشق فقط..".


- هبطت طائرة سورية اضطرارياً على ساحل الرشيدية قرب صور لنفاد وقودها. وكان يقودها الملازم الأول الطيار غسان إسماعيل، وعمره 28سنة. وكانت هذه الطائرة تقوم بغارة على حيفا ثم نفد وقودها فاضطرت إلى الهبوط على الساحل اللبناني.



- أذاع راديو إسرائيل:
-------------


"... إن طائرات عربية هاجمت بلدة ناتانيا الساحلية".

"... إن طائرتين سوريتين من نوع ميج أسقطتا في منطقة بلدة أرمجدون القديمة".

وقال البلاغ: "إن ثلاث طائرات سورية اشتركت في العملية"
اتخيل نفسي انني عشت في ذلك الوقت مع وسائل التواصل والاعلام المحدودة واسمع هذه البلاغات...ثم انبأ بالهزيمة ، يا ترى كيف سيكون وقعها علي ؟ رحم الله أبائنا واجدادنا
 
اتخيل نفسي انني عشت في ذلك الوقت مع وسائل التواصل والاعلام المحدودة واسمع هذه البلاغات...ثم انبأ بالهزيمة ، يا ترى كيف سيكون وقعها علي ؟ رحم الله أبائنا واجدادنا


شكري القوتلي ( رئيس سورية بعد الاحتلال الفرنسي وقبل انقلاب البعث 1963) كان منفيا من قبل حزب البعث ويعيش وفي لبنان وكان عمره حوالي 75 سنة ... عندما سمع فقط من الراديو اخبار سقوط الجولان والاحتلال الاسرائيلي أصيب بالجلطة ثم توفي بعد يوم من شدة هول المأساة والصدمة ...

ناظم القدسي أخر رئيس لسورية منتخب قبل انقلاب البعث كان يعيش منفيا في الاردن من شدة هول الصدمة أصيب بجلطة دماغية


بينما وزير الدفاع حافظ الاسد فبعد شهرين من الهزيمة المنكرة جرى تجديد الثقة به وترفيعه من رتبة لواء الى فريق ثم بعد سنتين ونصف نفذ انقلابا عسكريا وعين نفسه رئيسا ....


قائد قوات جبهة الجولان ( العقيد أحمد المير ) هو ( من الطائفة الاسماعيلية أي الفاطميين ) فقد هرب ثاني يوم الحرب على ظهر حمار من الجولان الى دمشق ( 55 كم ) خشية ان تقوم اسرائيل باستهدافه ان هرب على سيارة او عربة عسكرية ....تم تأليف كتاب عن سقوط الجولان اسمه ( أحمد المير والهرب على الحمير )

بعد شهرين من سقوط الجولان جرى ترفيع العقيد أحمد المير من رتبة عقيد الى عميد وترفيه من قائد جبهة الجولان الى قائد المنطقة الجنوبية بسورية ( دمشق وريفها مع درعا والسويداء والقنيطرة )

بالنهاية لم يستقل أحد من منصبه وجرى ترفيع الجميع

 
عودة
أعلى