إنـــي أشــــــكــــو الـــبـــعـــد عـــن الـــلـــه

لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,911
التفاعلات
76,808

جاء رجل الى الفقيه العالم الامام سفيان الثوري يشكو اليه مرضه ببعده عن الله وقسوة قلبه فقال سفيان الثوري رحمه الله:

عليك بعروق الإخلاص، وورق الصبر، وعصير التواضع، ضع هذا كله في إناء التقوى، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد عليه نار الحزن على المعصية، وصفه بمصفاة المراقبة، وتناوله بكف الصدق، واشربه من كأس الإاستغفار، وتمضمض بالورع، وابعد عن الحرص والطمع، يشفى مرض قلبك بإذن الله.
 


ذكر العاملي في كشكوله كلاما قريبا من الكلام المذكور ونسبه لطبيب في بلاد المغرب، فقال:

قال بعض الأبدال : مررت ببلاد المغرب على طبيب والمرضى بين يديه وهو يصف لهم علاجهم، فتقدمت إليه وقلت عالج مرضي يرحمك الله، فتأمل في وجهي ساعة ثم قال: خذ عرق الفقر وورق الصبر مع إهليلج التواضع ، واجمع الكل في إناء اليقين، وصب عليه ماء الخشية ، وأوقد تحته نار الحزن، ثم صفه بمصفاة المراقبة في جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكف الصدق، واشربه بكأس الاستغفار وتمضمض بعده بماء الورع واحتم عن الحرص والطمع فإن الله يشفيك إن شاء الله .



 



قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

"القلب" إنما خُلق لأجل حب الله تعالى '

لا تُشتّت قلبك في البحث عن حُب وأمان وكمال عند غير الله؛ لن تجد ..

وسيبقى القلب يخذله البشر، وهم معذورون جميعاً؛ لنقصهم و ضعفهم ..

ستبقى تنصدم وتتوجع؛ حتى تتيقّن أن التعلق الحقيقي لا يصلح إلا لله!

وأن القلب لا يرتاح ويطمئن ويشعر بالأمان إلا مع الله ..

فتُحب الآخرين لله، وفي الله، ولأجل إرضاء الله، لا إرضاء نفسك ..

و من أرضى الله؛ سيرضيه ولو بعد حين .. تيقّن بذلك
 



في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول الأمل.



وفي البخاري أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل
.

 

قال الفضيل رحمه الله:

"عليك بطريق الحق ولا تستوحش لِقلّة السالكين، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين".

[الاعتصام]
 
عودة
أعلى