إلى أي مدى تقدمت التكتيكات والتقنيات في الحرب العالمية الأولى؟

fourse2030

ملازم اول
إنضم
17/4/23
المشاركات
102
التفاعلات
289
الحرب العالمية الأولى أثرت كثيرا في التقنيات و التكتيكات.
١. الدبابات
اول أستدخدام للدبابات كان في ١٥ سبتمبر ١٩١٦ عندما ظهرت أول الدبابات البريطانية على ساحة القتال خلال معركة السوم، أكثر معارك الحرب دموية على الإطلاق. البريطانيين كانوا أول من أخترعوا و أستخدموا الدبابات بنجاح و على نطاق واسع (لأن كان يوجد محاولات قبل ذلك لصنع الدبابات لكنها كانت فاشلة) لكن فرنسا هي التي أخترعت الدبابات بالشكل الذي نعرفه.
main-qimg-13023572586093f94b58ec6cdb2bf9a3-lq

هذا كان شكل دبابات مارك ١، هذا ليس الشكل المعتاد للدبابات بالنسبة لنا
main-qimg-b9e7f74a655e03878a7a09219291f678-lq

هذه دبابة Renault FT الفرنسية، قد تبدو غريبة نوعا ما، لكن هي التي صنعت تصميم الدبابات الحديثة، على عكس الدبابات الأخرى قبلها، هذه الدبابة تحوي على برج يحمل المدفع الخاص بها، يمكن أن يلتف ٣٦٠° درجة و يغطي جميع النواحي، مما يجعل الدبابة أكثر كفائة و أقل عرضة للحصار و تدمير. و ليس هذا فقط، أول معركة بين دبابات و دبابات أخرى حدثت في أواخر أبريل ١٩١٨ عندما تواجهت ثلاث دبابات مارك ٤ و الذين تم دعمهم فيما بعد ب٧ دبابات Medium Mark A Whippet بريطانية مع ١٣ دبابة A7V الألمانية
٢. الطائرات الحربية
الطيران عموما، و طيران الحربي تحديدا فيما يتعلق بموضوعنا، كانوا قد ظهروا قبل الحرب العالمية الأولى. أول إستخدام للطائرات في الحروب كان عام ١٩١١ على يد الإيطاليين، أثناء الحرب الإيطالية العثمانية. ثم إستخدمت بلغاريا الطائرات في قصف المواقع العثمانية أثناء حرب البلقان الأولى من اكتوبر ١٩١٢ حتى مايو ١٩١٣، و في نفس الحرب اليونان أستخدمت الطائرات في أول عملية بحرية و جوية مشتركة في التاريخ. لكن الطيران الحربي تطور بشكل أكبر أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أستخدمت في قصف الخنادق و المواقع الخاصة بالعدو بالإضافة للإستطلاع، و لأول مرة يتم تزويد الطائرات بمدافع رشاشة، و ظهرت أول المعارك الجوية بين الطائرات و بعضها. أحد أشهر و أهم تلك المعارك الجوية كانت إشتبكات جوية أثناء معركتي فردان و السوم و ما يعرف ب"أبريل الدموي" و هي عملية جوية بريطانية كان هدفها دعم الهجوم البريطاني في معركة اراس عام ١٩١٧، بالإضافة لإشتبكات جوية أخرى أثناء الهجوم الألماني في ربيع ١٩١٨ و أكبر عملية جوية في الحرب كانت عندما أستخدم الحلفاء ١٤٨١ طائرة أثناء هجومهم المضاد في معركة سان ميخائيل (مدينة في فرنسا) في سبتمبر ١٩١٨. و ظهرت العديد من المعارك الجوية و الأستخدام الكبير الطائرات على الجبهة الإيطالية والجبهة الشرقية للحرب العالمية الأولى.
main-qimg-2b163dc2f4f1bd109f3b78be93e76d9a-lq

طائرات ألمانية مرصوصة بجانب بعضها في أبريل ١٩١٧
٣. أسلحة المشاة
قبل الحرب تكونت أغلب أسلحة المشاة من البنادق، رغم أن الرشاشات و القنابل اليدوية كانت بدأت تظهر على الساحة. لكن أول إستخدام لهم بشكل واسع و ضخم كان في الحرب العالمية الأولى، الرشاشات الثقيلة و القنابل اليدوية أصبحت أسلحة شائعة في الحرب حيث تم إنتاجها بأعداد مهولة و تسببت أعداد أكبر بكثير من القتلى و الجرحى من الماضي، ظهرت أيضا الرشاشات اليدوية و الخفيفة التي استخدمتها قوات العاصفة الألمانية. هذا الكم من الأسلحة جعل تكتيكات مثل إندفعات المشاة و الفرسان إنتحار، لأن أي هجوم بهذا الشكل، سيتم تمزيقه و تدميره بهذه الأسلحة و القصف المدفعي المكثف. كذلك أبتكر الألمان أول ناسفات اللهب بشكلها الحديث لأول مرة في الحرب العالمية الأولى.
main-qimg-fa85a6e4d8e7e3d770bb14ffe9d8280e-lq

طاقم مدفع Vickers الرشاش البريطانيين على الجبهة الغربية
٤. القتال البحري
قبل الحرب العالمية الأولى ظهر نوع جديد من البوارج و السفن الحربية اسمه Dreadnought، على أسم أول سفينة بهذا النوع، التي كانت تحمل هذا الأسم، تلك كانت سفن ضخمة و قوية في التدريع و قوة المدافع، و كذلك كانت سريعة نسبيا، و كان هناك سباق تسلح البحري بين بريطانيا و ألمانيا على هذه السفن. أكبر معركة كانت فيها تلك السفن كانت معركة جوتلاند عام ١٩١٦ و هي أيضا من أكبر المعارك البحرية على الإطلاق، لكن لم يتم إغراق أي من تلك السفن في الحرب إلا واحدة غرقت على يد لغم بحري عثماني سنة ١٩١٥. هذا غير حدوث معارك بحرية كثيرة أخرى في جميع أنحاء العالم. كذلك توسع إستخدام زوارق الطوربيد و الألغام البحرية خلال الحرب العالمية الأولى. و ظهرت الغواصات الحديثة التي إستخدامها الألمان و حلفائهم بفعالية شديدة لإغراق السفن الحربية و سفن النقل و البضائع التابعة الحلفاء في المحيط الأطلسي و مناطق أخرى، لكن مع تطور الغواصات تطورت الأسلحة المضادة لها مثل بعض الألغام البحرية و قذائف الأعماق، قذائف تشبه البراميل، يتم قذفها و تنزل في المياه، و عند عمق محدد تنفجر، و الصدمة التي يتسبب بها الإنفجار يمكن أن تحدث أضرار أو حتى تغرق الغواصات، و كانت طريقة فعالة لمحاربة الغواصات في تلك الفترة.
main-qimg-2f66bc2897084a3c5c7fdc169379cc25-lq

الغواصة الألمانية U-14
٥. المدفعية
المدفعية كانت من أكثر الأسلحة التي تسببت في ضحاية أثناء الحرب، ظهرت المدافع الميدانية الثقيلة قبل و أثناء الحرب. و كان القصف المدفعي، من شدته و كثرته، شيء معتاد و طبيعي جدا، يكاد يكون روتين، بالنسبة للجنود من كلا الطرفين. كان يتم إستخدام المدفعية الميدانية في جميع الجبهات من أجل قصف مواقع العدو و إلحاق خسائر كبيرة بهم و تدمير معنويات جنود الخصم بقدر المستطاع. كانت أيضا تستخدم في قصف المدن الخاصة بالعدو، لكن حتى القصف المتبادل الشبه المستمر لمواقع العدو لم ينهي الحرب. و لاحقا بدأ يتم إستخدام تلك المدافع الثقيلة في قصف العدو، ليس بالقذائف العادية، بل قذائف مليئة بالغازات السامة التي تخنق و تقتل الجنود. و مع زيادة شدة قصف المدافع، ذخيرتها و قائلها أصبحت أكبر و مدمرة أكثر، مما زاد من حدة القصف. كانت المدافع أيضا تستخدم في تحطيم أي هجوم أو إندفاع من ناحية العدو، بمساعدة القوات التي تستخدم الرشاشات و البنادق. و أيضا ظهرت مدافع السكك الحديدية لأول مرة، و هي مدافع عملاقة تتحرك على السكك الحديدية و قوتها النارية أكبر و أقوى من المدافع العادية.
main-qimg-c20f29db6f1a4b5b9e8aafb18ec90039-lq

صورة مدفعية ميدانية و طوقامها أثناء الحرب العالمية الأولى
٦. الغازات السامة
أول ظهور للغازات السامة في الحروب كان أثناء الحرب العالمية الأولى، تحديدا أثناء معركة يبرس الثانية سنة ١٩١٥، عندما أطلق الألمان قذائف مدفعية، مليئة بغاز الكلورين السام على خطوط الحلفاء. و سرعان ما بدأت فرنسا و بريطانيا أيضا بإستخدام الغازات السامة. و ظهرت أنواع جديدة من الغازات السامة مثل غاز الخردل. أستخدم الجميع الغازات السامة لأن الجنود كانوا متحصنين جيدا في الخنادق و رغم أمطار القذائف و الرصاص التي يطلقها كلها طرف، الحرب لازالت مستمرة، فلو أطلقت الغازات السامة، سيطر الجنود لفعل شيء من إثنان، إما أن يبقوا في مكانهم في يختنقوا، أو يتركوا الخنادق و هكذا يقتلهم الخصم. لكن تطور مع ذلك صناعة أقنعة تحمي الجنود من الغازات السامة و أستمرت جميع الأطراف في إستخدام الغازات السامة طوال الحرب.
٧. السكك الحديدية
ظهرت السكك الحديدية قبل الحرب بفترة كبيرة، و تم إستخدامها بشكل واسع النطاق من أجل توصيل المؤن و الطعام و الشراب و الأسلحة و القوات و الذخيرة و موارد بناء التحصينات إلى الجبهة بشكل أسرع و أسهل من العربات التي تجرها الخيول. و بدأ إستخدامها يزداد مع إحتياج الجيش لوسائل نقل أسرع لنقل تلك الأشياء. كانت أيضا تستخدم لنقل الجرحى و المصابين من جبهة القتال. رغم ذلك بقيت الأحصنة وسيلة مهمة للنقل، لكن أهمية السكك الحديدية و القطارات أصبحت أكبر و أكثر وضوحا أثناء الحرب العالمية الأولى.
main-qimg-aa00034d5ee01cee402ec0156cf48e41-lq

قطار ينقل ذخيرة للجبهة أثناء معركة باشنديل عام ١٩١٧
٨. التطور الطبي
مع إنتشار السيارات و محركات الديزل ظهرت سيارات الإسعاف لنقل الجرحى و المصابين و المرضى من جبهات القتال. خصوصا أن الخنادق على الجبهة الغربية من الحرب كانت جنة لنشأة الأمراض، الأمطار و الرطوبة و الطين كان يغمر الجبهة، الجرذان منتشرة، أوضاع النظافة كانت سيئة للغاية، و الموتى و الجرحى في كل مكان. فمن الطبيعي أن تظهر الأمراض و تنتشر. و حالات البتر بسبب الغرغرينا و ما شابه التي تتكون بسبب ظروف الخنادق البشعة، و عدم تطهير الجروح، كانت بعشرات الآلاف. فتم تطوير مطهرات لا تتسبب في أضرار للجرح و في ذات الوقت هي تقدي على الجراثيم، على عكس المطهرات السابقة. كذلك شهدت الحرب أول إستخدام واسع النطاق للأشعة السينية، و بدأ المجتمع الطبي يتعرف على أشياء كإضراب كرب ما بعد الصدمة أو الPTSD، نتيجة لظروف الحرب الوحشية. بسبب تلك التطورات و غيرها أخذ الطب قفزة كبيرة مدفوعا بحل هذه المشاكل التي تسببت في وفيات كثيرة مما جعل الحرب العالمية الأولى من أول الحروب التي كان عدد الوفيات بسبب القتال أكثر من عدد الوفيات بسبب المرض.
main-qimg-95ce82c1aa55cd32a6ee8c3b079affcb-lq

جنود ينقلون مصاب إلى مستشفى ميداني

 
عودة
أعلى