إعادة ترتيب المعطيات الميدانية للإخفاقات والنجاحات الروسية في التجربة الأوكرانية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
920
التفاعلات
2,106
إعادة ترتيب المعطيات الميدانية للإخفاقات والنجاحات الروسية في التجربة الأوكرانية


بعد ما استفضنا بطريقة تحليلية وفي عدة مقالات بتفصيل المجريات الميدانية في مراحل الحرب الروسية الأوكرانية، لذا سوف نكتفي بتلخيص مقتضب مع اظهار مستجدات كانت مخفية، مع إعادة تبيان الإخفاقات والنجاحات الروسية، فيما أسمتها روسيا العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

فبعد فشل العملية الهجينة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية الروسية في أوكرانيا التي خططت على غرار العملية الروسية في شبه جزيرة القرم عام 2014، كان من المفترض أن تكون روسيا خضعت لخسارة نوعية تجعل سمعتها بالحضيض!

خاصة أن روسيا لم تكن مستعدة لعملية عسكرية بديلة بسبب ضعف الاقتصاد الروسي الحربي، وعدم تواجد قوات بديلة قتالية إلا القوات الخاصة بالعملية الرئيسية أو الأساسية وهم وحدات المقنعين الخضر الصغار السريين والذين كانوا على شكل مجموعات الكتائب التكتيكية BTGs المعدين بالأصل لتنفيذ ما سمي بعملية الراية المزيفة على أنهم قوات من القوات المسلحة الأوكرانية! لدعم عملية الانقلاب العسكري الأوكراني في كييف من ناحية الشرقية للعاصمة الأوكرانية، هم وقوات نخبة النخبة كوماندوس السبتسناز التابعين للمخابرات العسكرية الروسية BRU، الذين تم اسقاطهم ليلاً داخل كييف بالمظلات الشراعية، وكذلك قوات الاقتحام المجوقل بالحوامات القتالية في مطار أنطونوف غرب العاصمة الأوكرانية.

ولكن الذي حصل أن قوات عملية الراية المزيفة تم تجهيزهم بمساعدة القوات المحلية الأوكرانية الانفصالية، بعتاد ومدرعات ودبابات مماثلة لتجهيزات القوات المسلحة الأوكرانية! فكانوا صيد سهل لمجموعات صيد الدروع المتخصصة الأوكرانية المجهزة بأحدث واقوى المضادات الفردية الغربية إضافة للمضادات الأوكرانية المحلية، وهي في طريقها لكييف أو محيط الناحية الشرقية، ولولا تدخل حوامات التمساح كاموف الهجومية، لحدث لمجموعات الكتائب التكتيكية المدرعة والميكانيكية المقنعة بالطلاء والرايات والهندام الخاص بالقوات الأوكرانية، أن تعرضت للإبادة التامة الجماعية.

لذلك بعد وصول بقايا هذه الكتائب إلى الجهة الشرقية من كييف تم إعادة تهيئة أكثر دبابات هذه الكتائب التكتيكية بوسائل حماية روسية من الدروع التفاعلية الردية من الجيل الثالث والربع الأكثر جدوى وحماية حرفية، إضافة إلى كتائب تكتيكية جديدة روسية من المتعاقدين المستقلين عن التشكيلات الأساسية الروسية، ولكن دون التجهيز بالحماية النشطة الصدية والتضليلية من فئة أرينا وشتورا، لأنها بالأصل كانت ضمن برنامج تدريبي مناور محدد وليس لظروف قتالية متوقعة حقيقية!

إلا أن الإغراق الناري بالمضادات الفردية الذكية الغربية بمجموعات صيادين الدبابات الأوكرانية أحدث بالدبابات والمدرعات الروسية مجازر حقيقية، رغم أن القتال كان محصور في المحيط والضواحي للعاصمة الأوكرانية ولم تنفذ الدبابات أو الكتائب التكتيكية المدرعة أي عمليات اختراقية لقلب العاصمة كييف!

هنا اتجهت القيادة الروسية إلى التحول إلى الحرب المفتوحة والتحول عن العملية العسكرية الخاصة الروسية، فاتجهت إلى تحريك أقوى قواتها الهجومية وهي قوات الجيش المدرع 41 السيبيري ممن يعرف بالدببة السيبيرية، وهو ثاني أقوى جيش روسي بعد جيش حرس موسكو المدرع الأول، ولما لهذا الجيش وأعني الجيش السيبيري 41 من قدرة فريدة على القتال في البيئة الشتوية الرديئة الثلجية والطينية!

إلا أن الناتو استخدم تكتيك الإغراق المائي من خلال فتح أو تفجير السدود المائية القريبة من مسرح العمليات العسكرية الشمالية لكييف، ضد القوات السيبيرية القادمة من أرض البيلارس أو الدولة البيلاروسية، مما شكل مستنقعات مائية طينية لزجة صعبة حتى على المدرعات البرمائية، وألزمت مدرعات الدببة السيبيرية بالطرق الإسفلتية لتشكل قافلة مؤللة طولها عشرات الكيلومترات وأصبحت صيد سهل لمجموعات قنص الدبابات ومجموعات التحكم بالمسيرات الضاربة التي كان أكثرها تركية من نوع درون بيرقدار، بل ودعمت الأجهزة المخابراتية الموقف المتردي باستهداف ضباط ميدانين كبار بالدرونات المتسكعة الكميكازية من نوع سواتش بليد 300 (مولدة الشفرات) المضادة للأفراد، لخلق الفوضى وضرب الروح المعنوية لتشكيلات الدببة السيبيرية.

وهو ما ثبط الخطة الروسية البديلة والمتمثلة بالهجوم الاختراقي المدرع الخاطف من شمال كييف بواسطة الدببة السيبيرية الذين يتميزوا بالقدرة على الهجوم المستمر تحت غطاء الطيران من النفاثات التكتيكية والمروحيات الهجومية ونيران المدفعية المتنوعة المواكبة والممهدة الاستباقية، إضافة لنيران الدونات الروسية الضاربة بمساعدة مستكشفين الظل من رجالات قوات السبتسناز الروسية السرية المظلية المتخفيين داخل أبنية كييف، وكان سر الاعتماد على الهجوم الشامل الخاطف السريع هو قلة الإمدادات اللوجستية!

لأن هذه القوات المنتخبة القوية كانت موجودة بالأصل لإجراء مناورات تهديدية سميت بمناورة عاصفة الشمال 2022 وليس للأغراض القتالية وللتمويه على العملية المهجنة الحقيقية، وفق تطبيق عقيدة غراسيموف رئيس أركان الجيوش الروسية!

ومما زاد الطينة بلة مجنزرات من نوع ب م ب ون سوفيتية تم تعديلها في بولندة بأيدي بريطانية على استبدال برجها القتالي المدفعي، بقواذف يمكنها اطلاق 12 صاروخ ذاتي التوجيه وفق مبدئ أطلق وانسى ثنائي التوجيه بالليزر النشط والدوائر الحرارية الإيجابية والسلبية أو الابترونية، ضد كافة أنواع المدرعات الروسية بطريقة الانقضاض العلوي بشكل أكثر فتك من أقوى وأحدث نماذج صواريخ جافلين الأميركية، وبمدى مضاعف أي حتى 8 كم وأسرع واسرع من الصوت حتى سرعة 1.2 ماخ (400 م/ث)، وذلك بعد أن أصبحت الأرض طينية وبدأت تتجمع تشكيلات الهجوم المتبقية السيبيرية والتي أجبرها وابل صواريخ بريمستون ون على التفرق والانتشار ضمن الأشجار والغابات الأوكرانية شمال كييف، لتنتهي بذلك المرحلة الأولى البديلة عن الخطة الرئيسية.

حيث بدأت القوات الرئيسية الروسية بالانسحاب إلى أماكنها الأساسية تحت غطاء كبير من ألغام الراجمات الذكية الأرضية المتعددة الأغراض، والمتخصصة المضادة للدبابات الوثابة التي كان ينشرها وحدات متخصصة روسية، وذلك ليصعب تتبع هذه الانسحابات وتقليص من ينتج عن هذا الانسحاب التكتيكي، من خسائر ميدانية.

ولكن حقيقية الأمر تبين أن الناتو لم يكتفي بمساعدة الأوكران في هذه المرحلة بل بحضور قوي من ناحية التخطيط والتدريب والقيادة والارشادات الاستخباراتية!

وهنا انتقلت القوات الروسية المتبقية من أصل 175 ألف محارب بعد سحب جيش الدببة السيبيرية (60 ألف محارب) إلى المرحلة الجديدة الميدانية النموذجية في إقليم الدونباس، وبأماكن مفتوحة وإعادة الاعتماد على مجموعات الكتائب التكتيكية بعد ترقية الكتائب المدرعة (800 محارب) والميكانيكية (600 محارب) إلى مستوى كتائب مدرعة معززة مستلقة (1000 محارب) لزيادة الحماية الذاتية ضد أخطار مجموعات قنص المدرعات الأوكرانية.

ونجحت هذه الكتائب التكتيكية الجديدة بتخفيف خطر هذه المجموعات المضادة للدروع وخاصة مجموعات قواذف صواريخ إنلو البريطانية (1200 متر) والجيل الأول من جافلين (2500 متر) ولكنها أخفقت أمام مجموعات الجيل الجديد من صواريخ جافلين (4000 متر) وقواذف صواريخ بريمستون ون البريطانية المضاعفة المدى عن جافلين الجديد.

لذلك زادت روسيا الاعتماد على المسيرات الاستطلاعية الضاربة المتقدمة التحليق بطريقة فورية، وخففت تلك الإجراءات المضادة الأوكرانية، وحقق الروس على إثرها نجاحات نسبية ولكن نوعية!

إلا أن الناتو كان مصر على المضي في برنامج الاضعاف للتكتيكات الروسية، فزودوا النخبة الأوكرانية بقذائف مضادة للدروع الروسية هذه المرة هجومية مباعدة تمثلت بالجيل الجديد من صواريخ بريمستون تو البريطانية المباعدة التي يصل مداها إلى خمسة أضعاف النماذج الأولى المجربة والمدعمة هذه المرة بنظام توجيه الأقمار الصناعية ثم أعطى الأمريكان الأوكران قذيفة إكسكاليبور الذكية الثناية التوجيه بالأقمار الصناعية والبرمجة الذاتية المغذاة ببرمجة الأقمار الصناعية القصورية، أيضاً بطريقة آنية وتم تقليص مداها حتى 40 كم لتحسين مناورتها ضد الأهداف المتحركة القتالية، وكانت تطلق من مدافع قوات المارينز هاوتزر الأمريكية المقطورة أو المحمولة جواُ من نوع تربيل سفن ثم زودوا بقذائف من نفس العيار أي 155 ملم فرنسية من نوع بونس تستطيع الواحدة منها تدمير أكثر من مدرعة ودبابة بسبب ذخائرها الفرعية المضادة الطبقية الشكل الانقضاضية البحاثة الذكية، والتي تستهدف أيضاً المناطق العلوية للمدرعات بطريقة عامودية، وهذه الطريقة بالاستهداف لا تصلح معها حتى بلاطات الحماية النشطة أرينا الوثابة الصدية باتجاه معين يبدأ بزاوية منفرجة للخارج وحتى الزاوية القائمة والانفراجية للداخل لتبقى منطقة عمياء علوية وهذا سر تأخر تجهيز دبابات كل من T-72B3M ودبابات T-80BVM بمصدات أرينا النشطة التفجيرية!

حيث يتم حماية هذه النقاط العمياء بطريقة تشويشيه وتعطيليه بواسطة الليزر والطاقة الإلكترومغناطيسية أو الأبخرة الدخانية المعدنية التضليلية شتورا.

وتم تخفيف الاعتماد على مصدات الحماية النشطة أرينا وذلك بزيادة الاعتماد على مبدأ المشاركة العصبية اللاسلكية، إلا بالحالات الاختراقية الخاصة بمجموعات الكتائب التكتيكية الاستطلاعية القتالية.

إلا أن التحول الهجومي الأوكراني بالقذائف الذكية المباعدة المضادة للدروع الروسية، ألغى ميزة التفوق الروسي المدرع الكمي والنوعي على القوى الغربية، وزيادة حشود وتعبئة القوات الأوكرانية أجبر الروس كخيار آمن، على اتخاذ أوضاع دفاعية حصينة وخفية مضللة بترسانة مزيفة هيكلية، ولأن الدفاع يحتوي التفوق العددي المعادي.

وهنا نشط عمل سلاح المدفعية المباعدة، والسلاح الحيوي المتمثل بالضربات الجوية الهجومية بالمروحيات والنفاثات التكتيكية، مع تكثيف الاستطلاع الأرضي المتحرك وزيادة الاعتماد على الدرونات بهذه العملية الاستطلاعية والاستكشافية، مع جمود نسبي للعمليات الهجومية الاختراقية والاقتحامية، وتوقف تام للاختراقات العميقة الهجومية.

وهنا ظهرت أنظمة هجومية متعددة الأغراض معادية، ضد الدروع والتحصينات، مضاعفة المدى حتى 80 كم تمثلت بقذائف جملرس الفائقة الدقة والقوة التدميرية، التي تطلقها راجمات هيمارس الأمريكية، ذات المناورة العالية الحركية، والتي يصعب رصدها وتدميرها لأنه يتم التحكم بها بشكل كبير بواسطة الأقمار الصناعية من ناحية توجيه قذائفها ومن الناحية التأمينية الحركية.

فروسيا بذلك تعرضت لضغوط تقنية وتكتيكية غربية غير اعتيادية ألجئها إلى تطوير أنظمتها السلبية الدفاعية الصاروخية الميدانية (تور ام 2) والدفاعات الطبقية (بوك ام تري وفيتاز) إضافة إلى أنظمة الحرب الإلكترونية المضللة والتعطيلية أمثال منظومة الحرب الإلكترونية كارسوكا فور وبولي 21 وحتى تجربة مدافع الطاقة الإلكترومغناطيسية ليس لصد قذائف راجمات هيمارس الذكية فحسب وإنما للتعامل مع قذائف إكسكاليبور الموسعة المدى حتى 70 كم والأقل بصمة رادارية وحرارية، بل والدونات الكميكازية التسكعية الميكرونية.

بل وطورت وسائل رصد وتدمير آنية ضد مصادر هذه الوسائط المقذوفة العدائية بشكل أكثر تطور وجدوى جمد بشكل كبير هذه النشاطات الهجومية!

فروسيا اليوم تستخدم طائراتها الشبحية الضاربة المأهولة وغير مأهولة الدرونية، بل وطورت طلاء ليفي زجاجي جديد خاص، يحفظ طلائها الماص الحالي ويزيد قدرتها التسللية باستبدال مبدئ التشتيت للموجة الرادارية الغير ممتصة إلى الطريقة الانزلاقية التمريرية، التي تمنع ظهور أي آثار مرتدة أو ملحوظة رادارية، وهو ما قد يمكنها من التحول من الضرب المباعد إلى الضربات التسللية الاختراقية الآمنة، ضد أخطار الرصد الإلكترومغناطيسية المحتملة، أي ضرب الأهداف بالذخائر الانزلاقية الذكية من بعد 30 كم من الهدفـ بدل 300 كم بالمرحلة الحالية.

وتدخل روسيا اليوم عدد غير معروف للأوساط الإعلامية من دباباتها المستقبلية أرماتا في الحرب الأوكرانية، لتزيد غزارة نيران دباباتها الهجومية وخاصة دبابة بروريف (الاختراق) الأحدث اليوم بالخدمة الروسية وأعني T-90M التي ربما تجهز في مرحلة اقتراب بدء الهجوم الأوكراني في الربيع بنظام الصد المغناطيسي الذي يجعلها صعبة المنال من قِبل المضادات الغربية.

لذا فدبابة أرماتا لن تكون في خط المواجهة الأمامي وإنما خلف دبابة بروريف الاختراقية وضمن أمدية ذخائر دبابة بروريف الأمامية، بالقذائف الموجهة (8 كم) المضادة للدروع والغير الموجهة الدقيقة المتعددة الأغراض (12 كم) القوية الانفجار الموجهة بموجات الأقمار الصناعية الملاحية المعززة أيضاً بالبرمجة التوجيهية الذاتية.

والسبب غالباً كي لا تقع أي دبابة أرماتا بأيدي الناتو وتنكشف أسرارها التقنية!

وهذه الدبابات القتالية الأحدث بالترسانة الروسية لن تكون أول من يدخل المعركة المضادة للهجمات الأوكرانية إلا أن تكون أحدث الدبابات الغربية هي رأس الحربة الهجومية!

وبناءاً عليه فالهجوم الأوكراني المرتقب سوف يصبح فاشل بكل المقاييس العسكريةـ إلا أن يكون الهجوم هو طعم لسلاح الصدمة الأمريكية!

وهنا أعني الذخائر الذكية المباعدة القاهرة لعملية الاقتحام الروسية، أو الهجوم المضاد الروسي للهجوم الربيعي الأوكراني، وأعني هنا قنابل القطر الصغير البعيدة المدى الشبحية التي سوف تطلقها راجمات هيمارس حتى مدى 150 كم أو نفاثات ثاندربولت قاتلات الدبابات الأمريكية حتى مدى أكثر من 100 كم، والتي غالباً سوف تكون البديل عن نفاثات فالكون الأمريكية المتعددة المهام الفوق صوتية، وكذلك من قاهرات الاختراق الروسي، سوف تكون ذخائر الجيل الثاني من عصيات أفكوسيكت الفرعية التي تنشر العصية الواحدة منها أربع أطباق اسكت الباحثة الانقضاضية التي تنشرها قذائف جملرس الموسعة المدى حتى مدى 160 كم (8 عُصيات) وليس مستبعد أن تحملها صواريخ أتاكمس حتى مدى 300 كم (24 عُصية) فهي صواريخ لن تعمل إلا بتفعيل تشفيري وتوجيهي بالأقمار الصناعية الأمريكية، ولا أستبعد أن تجرب أمريكا صواريخ بريزم الأسرع من أتاكمس والأقل بصمة رادارية وحتى مدى 500 كم (16 عُصية)، فإن صح هذا التوقع فسوف تتغير معطيات الهجمات الأوكرانية، إلا أن الروس على ما يبدو متحسبين لهذا الخيار من خلال ترقيات منظومات تور الصاروخية الميدانية المضادة لكل ما يطير، حتى ولو كان هذه المرة بطريقة إغراقيه!

وربما أيضاً مجنزرات تنغوسكا الميدانية المجهزة بأبراج منظومات بانيتسير المهجنة المركزية الصاروخية المدفعية.

وهذا الهجوم وبهذا الشكل هو الحل الوحيد لوقف عمليات الاقتحامية الخاصة الروسية الاستنزافية في باخموت وأوغليدار وأفديفكا وباقي الأماكن الحضرية في إقليم الدونباس في المرحلة الحالية، وإجبار الروس على التحول التام للحالة الدفاعية، والجلوس على طاولة المفاوضات!

ولكن الواقع اليوم مثل ما قال وزير الروسي أن روسيا في أوكرانيا تملك التفوق التقني النوعي والكمي العددي بالقوات والعتاد الثقيل وبذخائر هذه القوات الميدانية.
 
بعد إعلان الناتو أنه قد ورد 95 % من مكونات تسليح هجوم الربيع الأوكراني؛ روسيا تنفذ ضربات قوية استراتيجية جوية بصواريخ كروز وأخرى بحرية بواسطة كاليبر من غواصات كيلو الروسية، إضافة إلى ضربات جوية تكتيكية، كان غاية الهجوم العالي الذقة فيها إحباط وتأخير مكونات ومقومات الهجمات الأوكرانية!
وهو ما يعني أن روسيا لا تفضل كثيراً حدوث هذا الهجوم كي لا تنكشف استراتيجياتها المضادة وأسلحتها المتطورة، إضافة لعدم رغبتها الحالية بدخول مرحلة تصعيدية تبعدها كثيراً عن طاولة المفاوضات.
 
المخابرات الأمريكية المركزية تشكك في نجاح هجمات الربيع الأوكرانية لثلاثة أسباب هي قوة وعمق الدفاع الروسي وغياب عنصر المباغتة مع التفوق الروسي بعنصر المباغتة مع وجود المراقبة الدائم وعمليات الاستطلاع الآنية وأخيراً تفوق روسيا بالقوات الجوية.
 
مجلة ميلتري واتش العسكرية الأمريكية، تكشف عن الجانب السري في الاستهداف الصاروخي الروسي الذي شارك به بالظاهر 13 قاذفة استراتيجية من نوع TU-95MS التي أطلقت 136 صاروخ كروز.
والسر يكمن بمشاركة أحدث قاذفة استراتيجية من فئة البجعة البيضاء الفوق صوتية TU-160M التي تملك أقوى محركات في العالم وتمتلك القدرة الشبحية الماصة للموجات الرادارية والمشتتة لتلك الموجات المتبقية بالموجات المضادة الالكترومغناطيسية.
وهذه القاذفة ونفاثتين من نوع المجرم الجبار الشبحية SU-57 أطلقوا صواريخ كروز شبحية لتستهدفت مخازن واحتياطات ومراكز صيانة صواريخ غروم تو التي صنعت في أوكرانية سابقاً لتكون موازية صواريخ اسكندر التكتيكية الروسية، وكانت أول أهداف روسيا الاستراتيجية، إلا أنه أعيد انتاجها على ما يبدو في بولندا بصبغة غربية ودقة أكبر ورأس حربي أثقل مع تقليص المدى حتى 300 كم برؤوس عنقودية تراكمية واخرى بعصيات أفكوسيكيت ذات الأطباق المتفرعة الذكية القاهرة للاختراقات المدرعة الروسية.
لذلك فإن تدميرها في الأراضي الأوكرانية على ما ييدو سوف يؤخر الهجوم الأوكراني الربيعي ويجعله صيفي.
 
وربما أيضاً مجنزرات تنغوسكا الميدانية المجهزة بأبراج منظومات بانيتسير المهجنة المركزية الصاروخية المدفعية.
كما توقعنا روسيا سوف تدخل مجنزرات تنغوسكا الحرب تحت مسمى مقاجئة يوتين.
 
عودة
أعلى