ليست "فوجيان" وحدها.. قدرات الصين البحرية التي تثير القلق

مع إطلاقها أكبر وأحدث وأقوى حاملة طائرات في تاريخها، "فوجيان"، أعلنت الصين عن طموحاتها الكبيرة في ظل التوسع العسكري لقواتها البحرية، مما يظهر سعيها لأن تصبح منافسا قويا للولايات المتحدة، بحسب تقرير لشبكة "CNN ".
وفوجيان ثالث حاملة طائرات تبنيها الصين، لكنها الأكبر بزنة 80 ألف طن، والأكثر تقدما بأنظمة قتالية جديدة، تمنحها القدرة على إطلاق المزيد من الطائرات، بسرعة أكبر، وذخيرة أكثر.
ورغم أنه من المحتمل ألا يتم تشغيل "فوجيان" قبل ثلاث أو أربع سنوات، فإن هذه التطورات السريعة في التقدم العسكري الصيني "يجب أن تكون كافية لإعطاء أي خصم محتمل وقفة للتفكير، لا سيما في ضوء عدوان بكين المتزايد في نزاعاتها الإقليمية مع اليابان في بحر الصين الشرقي، ودول أخرى في جنوب شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي، والمخاوف من غزو تايوان"، بحسب الشبكة.
ويبدو أن بكين بإطلاقها "فوجيان" أرادت أن تبعث برسالة لمنافسيها عبر إطلاقها وسط احتفال ضخم.
لكن حاملة الطائرات الصينية الجديدة ليست ما يثير قلق الخبراء العسكريين، وفق "سي إن إن".
ويرى الخبراء أن هناك حقيقة بسيطة مفادها أن حاملات الطائرات، كما تبدو مثيرة للإعجاب، ليست بالضرورة الأنسب لما يعتبره الخبراء أكثر سيناريوهات الصراع الممكنة في المستقبل القريب، بما في ذلك الاشتباكات في شرق وجنوب بحر الصين وحول تايوان، خاصة أن ضخامة "فوجيان" تجعلها بمثابة هدف واضح، وإغراقها سيمثل انتصارا كبيرا.
ويوجه الخبراء النظر إلى أن هناك أربعة أنواع من السفن الموجودة تحت تصرف الصين، يمكن أن تشكل تهديدا أكبر على الهيمنة البحرية الأميركية، بأكثر مما تشكله حاملة الطائرات الجديدة.
المدمرة 055
أطلقت الصين هذه المدمرة التي تحمل صواريخ شبح موجهة، عام 2017، بوزن يبلغ 13 ألف طن، ويعتبرها كثيرون أقوى المقاتلات السطحية في العالم.
وهذه المدمرة كبيرة وتتميز بتصميم متطور ورادارات ومخزون كبير من الصواريخ، ومزودة بـ112 أنبوب إطلاق عمودي يمكن استخدامها لإطلاق كل شيء، بدءا من الصواريخ المضادة للسفن، إلى صواريخ الهجوم البري بعيدة المدى.

المدمرة 055 الصينية تحمل 117 أنبوب عمودي يمكن أن يطلق العديد من أنواع الصواريخ الموجهة
ونقلت الشبكة عن تقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي في مارس، أن ما لا يقل عن عشر مدمرات من طراز 055 تم إطلاقها أو أنها قيد الإنشاء.
الغواصة 039
تتميز هذه الغواصة التي تعمل بالديزل والكهرباء، بأنها صامتة، وبقدرات قد تمثل صعوبة على المخططين العسكريين الأميركيين للتعامل معها.
شيدت بكين 17 من الغواصات من هذا النوع، مع خطط لزيادة هذا المجموع إلى 25 في السنوات الثلاث المقبلة، وفقا لتقرير وزارة الدفاع الأميركية لعام 2021 إلى الكونغرس بشأن القوة العسكرية للصين.
تطور الصين من قدرات غواصاتها بشكل سريع وأضاف التقرير أن الصين تسعى لإطلاق المزيد من الغواصات فائقة الهدوء والمسلحة بصواريخ كروز المضادة للسفن.
ويأتي التقدم في الغواصات الصينية في الوقت الذي تواجه فيه البحرية الأميركية مشكلات في قدراتها المضادة للغواصات، بحسب تقرير "سي إن إن".
العبارات التجارية
قد لا تكون العبّارات التجارية أول ما يتبادر إلى الذهن عندما تفكر في القدرات البحرية المدمرة لدولة ما، ولكن هنا تكمن قوة الصين.
فلغزو تايوان، من المحتمل أن تحتاج الصين إلى نقل قوة غازية من مئات الآلاف من الجنود، وربما بعدد لا يقل عن مليون.
وخلص محللون مختلفون، وتقارير حكومية أميركية، إلى أن الأسطول البحري للجيش الصيني لا يرقى إلى مستوى هذه المهمة، لكن ما تمتلكه بكين أسطول ضخم من العبارات المدنية التي يمكن تحويلها بسرعة للاستخدام العسكري، حيث تم تصميمها على هذا الأساس.
ميليشيات بحرية
العبارات ليست السفن المدنية الصينية الوحيدة التي يفترض أن تكون على رادار المخططين العسكريين، وكما أن هناك ثمة اعتقاد كبير بأن الصين ستستغل العبارات المدنية في أي نزاع عسكري، فإن الخبراء يتهمون بكين أيضا بإنشاء ميليشيا بحرية، تتكون من أكثر من مائة سفينة يفترض أنها تعمل في الصيد التجاري.

سفن صينية يفترض أنها للصيد تم مشاهدتها لأسابيع في شعاب مرجانية قبالة الفلبين في الأشهر الأولى من عام 2021
الميليشيا، التي تنكر بكين وجودها، تتكون من ما لا يقل عن 122 سفينة ومن المحتمل أن يصل عددها إلى 174، وفقا لما نقلت الشبكة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. لكن العدد الفعلي يمكن أن يكون أكبر من ذلك.
ويشتبه العديد من الخبراء في إنشاء هذه الميليشيا، منذ احتشد أكثر من 200 قارب صيد صيني في أوائل عام 2021، في المياه حول منطقة مليئة بالشعاب المرجانية متنازع عليها بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي.
ويشير خبراء إلى أن قوارب الصيد هذه التي تبدو مدنية، تابعة للقوات المسلحة الصينية في الحقيقة، بدليل أنها لا تقوم بأعمال الصيد، وهي مزودة بأسلحة أوتوماتيكية على متنها وأجهزة متطورة، وسرعتها القصوى تبلغ حوالي 18 إلى 22 عقدة، مما يجعلها أسرع من 90 في المئة من قوارب الصيد في العالم".
ويحذر المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، كارل شوستر، من أن الصين تبني قواتها البحرية بمعدل أسرع من الولايات المتحدة، ومن جميع حلفائها.