أنظمة التلقيم الآلي لدبابات المعركة الرئيسة .

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,084
أنظمــــة التلقيــــم الآلــــي لدبابــــات المعركــــة الرئيســــة
الخيــــار الأفضــــل لزيــــادة وتيــــرة النيــــران

lr9l6yertnr01.png

رغم أن الكثير من دبابات المعركة الرئيسة MBT لا تزال تتبع أسلوب التلقيم أو التعبئة اليدوية manual loading لحشو وشحن مدافعها الرئيسة بالذخيرة المناسبة، إلا أن العديد من الدبابات الأخرى فضلت نمط التلقيم الآلي auto-loading لرفع كفاءتها وقدرتها النارية. ويبدو ذلك جلياً وواضحاً في العديد من الدبابات الحديثة أمثال الفرنسية Leclerc واليابانية Type 10 والصينية Type 98 وغيرهما من الدبابات التي تستخدم هذا النوع من الأنظمة، بما في ذلك سلسلة الدبابات الروسية الأكثر شهرة T-90/T-80/T-64/T-72. ويؤكد مصممو هذه الأنظمة على مزاياها العديدة المتمثلة في المحافظة على وتيرة رمي مرتفعة ولفترة زمنية طويلة على مختلف التضاريس. فمن المعروف أن كتل قذائف الدبابات من العيار 120 ملم تتراوح ما بين 18 و20 كلغم، مما يعيق عملية النقل والتحميل السلس للقذيفة إلى مغلاق المدفع (التجارب العملياتية أظهرت بوضوح أن الملقم البشري سيتعرض للإنهاك واستنزاف كامل طاقته، وبالتالي الإخلال بواجباته، قبل فترة طويلة نسبياً من استهلاك كامل مخزون الذخيرة ammunition exhausted في الدبابة). وتستطيع منظومات التلقيم الآلي في هذا المجال تجاوز هذه المعضلة بجعل العملية ذاتية الحركة، بما ينصب في النهاية على تسريع وتيرة الرمي rate of fire. كما تساهم هذه الآلية في جعل الملقم البشري فائضاً عن الحاجة، وبالتالي تقليل عدد أفراد الطاقم (موقع شحن الذخيرة يتطلب عادة حيز شاغر بحجم 2 متر مكعب للوصول الآمن والسلس إلى عقب المدفع) مما يقلل معه بالضرورة من الحجم المتطلب حمايته بالدرع، وهذا بدوره يخفض من حجم البرج والوزن العام للدبابة.

26648093537_79b57f27e0_b.jpg

مشاكل الزيادات المتدرجة والمتصاعدة progressive increases لذخيرة مدافع الدبابات تمت مواجهتها من قبل الأمريكان عند تطوير الدبابة الثقيلة M103 التي كانت مسلحة بمدفع من عيار 120 ملم. فذخيرة مدفع الدبابة من النوع الخارق للدروع كانت تزن نحو 50 كلغم، وكانت تتطلب فردين لتناولها ووضعها في مؤخرة عقب السلاح، مما زاد معه بالنتيجة من عدد أفراد الطاقم ليبلغوا خمسة أشخاص (قائد، مدفعي، سائق، ملقمان) وتعاظم بالتالي حجم البرج (معدل إطلاق النار الأقصى للمدفع من وضع الثبات بلغ خمس طلقات بالدقيقة، بسبب تصميم الذخيرة من مقطعين two-piece ammunition). الجيش الأحمر واجه مشكلة مماثلة عندما سلح الدبابة IS-2 بمدفع من عيار 122 ملم ولجأ بدوره للذخيرة ذات المقذوفات المنفصلة. هذا الإجراء سهل آلية حمل وتناول القذائف لكنه خفض في المقابل من سرعة التحميل لعقب المدفع وبالنتيجة كان هناك تباطأ وتناقص في معدل النيران. الجيش البريطاني اختار هو الآخر نمط الذخيرة المنفصلة عندما طورت الدبابة الثقيلة Conqueror وبعد ذلك Chieftain وChallenger، والتي معها جعل تناول الذخيرة أكثر سهولة مع الوزن الأخف لمقذوفات APDS أو APFSDS، في حين وضعت شحنات الدافع في أكياس حافظة بدلاً من الحاويات النحاسية التقليدية brass cases. في ألمانيا تولت شركة Rheinmetall تطوير ذخيرة من مقطع واحد بحاوية خراطيش قابلة للاحتراق combustible cartridge بدلا من الحاويات النحاسية الثقيلة التقليدية وذلك لصالح مدفعها من عيار 120 ملم. هذا الأمر خفض وزن القذيفة APFSDS عيار 120 لنحو 18-19 كلغم، والذخيرة شديدة الانفجار المضادة للدبابات متعددة الأغراض HEAT/MP لنحو 24 كلغم.

yml3ryR.png

تقنية الملقم الآلي auto-loader طورت مع بداية الحرب العالمية الثانية، حين استخدمت الطائرة الألمانية Henschel Hs 129 (أطلق عليها لقب محطمة الدبابات tank-buster) مدفع من عيار 75 ملم لعمليات قتالية ومهاجمة الأهداف المدرعة للحلفاء. كما باشر الأمريكان في أواخر العام 1942 تطوير نظام تلقيم هيدروليكي مبسط لصالح الدبابة التجريبية المتوسطة T22El ومدفعها من عيار 75 ملم. هذا النظام طور من قبل شركة "كرايزلر" Chrysler واستكمل العمل عليه في شهر يونيو العام 1943، حيث اشتمل في بناءه العام على مخزنين أحدهما للقذائف شديدة الانفجار HE والآخر للقذائف الخارقة للدروع AP. ومع أن النظام وفر نظرياً معدل نيران مرتفع بلغ 20 قذيفة في الدقيقة، إلا أن مجمل تصميم العربة كان عديم الثقة بالإضافة لرغبة الجيش الأمريكي في استبدال المدفع عيار 75 ملم بواحد أكبر قطراً، مما تسبب في إلغاء كامل المشروع أواخر العام 1944.. بعد الحرب أظهر البريطانيون اهتماماً بهذه التقنية، خصوصاً في حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكن جميع الأفكار في ذلك الوقت تم رفضها.

5ce6f38493375cf79fe1e8a5ec4da103.jpg
الخطوة الرئيسة القادمة نحو استخدامهم في الدبابات اتخذت في فرنسا أولاً بتطوير الدبابة AMX-50 التي جهزت بنظام تحميل نصف آلي semi-automatic loading جرى تغذيته بواسطة مخازن ذخيرة اسطوانية في مؤخرة البرج، مما سمح بمعدل نيران مرتفع نسبياً. هذا النظام عمل بشكل مرضي حتى جرى استبدال مدفع الدبابة من عيار 100 ملم بآخر من عيار 120 ملم، حينها مشاكل في الثقة والاعتمادية جرى مواجهتها وذلك بسبب الوزن المتزايد للقذائف المستخدمة مما نتج عنه الاكتفاء بالنماذج التجريبية. نظام التحميل نصف الآلي في الدبابة AMX-50 جرى مواءمته من جديد مع الدبابة الخفيفة الفرنسية AMX-13 ومدفعها من عيار 75 ملم، حيث أستكمل النموذج الأول من الدبابة العام 1952. هكذا، السلاح الرئيس في الدبابة AMX-13 جرى تغذيته بواسطة مخزنين اسطوانيين مثبتين في مؤخرة البرج على جانبي عقب السلاح، يحمل كل منهما عدد ستة طلقات. وبمجرد استهلاك وتبديد هذه الذخيرة، الدبابة كان عليها التراجع والاحتماء بغطاء من أجل عملية إعادة تعبئة المخازن من خارج العربة. السويديون أدخلوا تقنية التلقيم الآلي على دباباتهم Strv 103 التي بنيت بالكامل العام 1961. هذه كانت أول دبابة مع نظام تلقيم بالكامل، وامتلكت معدل تلقيم يصل إلى 15-20 قذيفة في الدقيقة. هذا المعدل المرتفع للتلقيم كان نتيجة حتمية لتركيب المدفع في موضع ثابت ومتماسك، حيث أن الدبابة لا تحتوي على برج متحرك، مما جعل عملية التلقيم بسيطة ميكانيكياً.

120mm-Crop.jpg
نظام تحميل آلي أيضاً دمج في الدبابة المشتركة الأمريكية/الألمانية MBT-70 أواخر الستينات، لكن المشروع هذه الدبابة التي حملت مدفع من عيار 152 ملم توقف ولم تدخل الخدمة. أما السوفييت، فقد حرصوا منذ الستينات على تزويد جميع دباباتهم المشتقة من دبابة المعركة الرئيسة T-64 بمنظومات تلقيم آلية متكاملة (هذه المنظومات ابتكرت في "كاركوف" Kharkov أثناء تصميم الدبابة T-64) سمح لها بتخفيضات جوهرية في الوزن والحجم، وكانت هذه الدبابات ذات الأبراج المأهولة هي الأولى لدخول الخدمة بتقنية التحميل الآلي. هذه الأنظمة في الدبابات T-72 وT-80 وT-90 ومن قبلها T-64، كانت من النوع الذي يطلق عليه carousel أو الناقل الدائري وجرى تثبيتها لأسفل حلقة البرج. على النقيض من ذلك، أنظمة التحميل الآلية التي تم تبنيها في دول غربية كانت مصعدة في عنق البرج turret bustles. هم أولاً صعدوا في الدبابة اليابانية Type 90، ثم بعد ذلك من قبل الفرنسيين ودبابتهم Leclerc وبعد ذلك في الدبابة الكورية الجنوبية K-2 واليابانية Type 10.


 
اشتقنا لك أستاذنا أنور عندي سؤال هل جميع الدبابات لها نفس انظمة التلقيم الآلي سواء غربية أو شرقية

في الحقيقة إستاذي أنظمة التلقيم الآلي auto-loader في الأسواق العالمية تتوفر وفق عدة أنماط وميكانيكة عمل، أكثرها شهرة النظامين Bustle وCarousel. النوع الأول يثبت في عنق البرج ويعتمد على شريط أو حزام من الأنابيب تخزن بها القذائف كاملة (شحنة الدافع متصلة بالقذيفة)، حيث يقوم معالج دقيق microprocessor بالتمييز بين أنواع الذخيرة KE، CE، HE. وتستخدم العديد من الدبابات الحديثة هذا النوع من أنظمة التلقيم، مثل الفرنسية Leclerc واليابانية Type 90 والكورية الجنوبية XK-2 وغيرهم.. النظام الآخر Carousel أو الناقل الدوار يقع على أرضية البرج ويشتمل على تركيب حلقي دوار، تخزن وتصفف به الذخيرة وفق ترتيب محدد. الذخيرة هنا تتكون من مقطعين، القذيفة والشحنة الدافعة، حيث يخزن كل منهما فوق الآخر (عدد 22 مقذوف للأسفل وعدد 22 شحنة دافع للأعلى). وكما في النوع الأول، يوجد هنا أيضاً معالج دقيق للتمييز بين الذخائر وأنواعها. يستخدم هذا النوع من أنظمة التلقيم في الدبابات الروسية، مثل T-72/T-80/T-90 والأوكرانية T-84 Yatagan. تقييدات هذا النوع من أنظمة التلقيم تتضمن:

- الذخيرة موضوعة داخل مقصورة القتال ولا يوجد هناك أي وسيلة أو إجراء لتنفيس طاقة الانفجار بعيداً عن الطاقم. فالمقصورة ليست محمية بشكل جيد من أي انفجار عرضي accidental explosion للذخائر.
- القذيفة بمقطعيها تتبع دوره أو مسار معقد إلى حد ما أثناء تحميل، الأمر الذي يخفض سرعة التحميل ويزيد من احتمالات الأعطال.
- تثبيت الملقم الآلي أسفل حلقة البرج turret ring يؤدي إلى زيادة مهمة في ارتفاع هيكل الدبابة.
- تخطيط أو ترتيب الملقم الآلي من حيث قياساته البعدية، يفرض قيود جدية serious limitations على أبعاد المقذوفات التي يمكن أن تسكن داخل رفوفه.
- إعادة شحن الملقم الآلي بالذخيرة ستكون في الغالب عملية بطيئة وصعبة، نتيجة موقعه المحصور.
 
التعديل الأخير:
إستاذ أنور

ما هو أكبر مدى وصل له مقذوف دبابة في الحديث؟

المدى المؤثر والمباشر لا يزيد عن 4 كلم في أفضل الأحوال بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية APFSDS، أما بالنسبة لمقذوفات الطاقة الكيميائية وتحديدا HEAT فهذه غير مرتبطة بالمدى ولا تتأثر به !!! بالطبع قدرة التسديد والمدى المؤثر مرتبطة إرتباط وثيق بقدرة نظام السيطرة على النيران والذي هو محكوم بأفضل الحالات بمدى 4 كلم كما ذكرت، مع وجود إستثناءات.
 
ولکن حسب معارک .کان نظام دوار اخطر بسبب عدم وجود حمایه للمقذوفات و کان انفجار برج دبابه مشهور بسبب هذا نظام
في الحقيقة إستاذي أنظمة التلقيم الآلي auto-loader في الأسواق العالمية تتوفر وفق عدة أنماط وميكانيكة عمل، أكثرها شهرة النظامين Bustle وCarousel. النوع الأول يثبت في عنق البرج ويعتمد على شريط أو حزام من الأنابيب تخزن بها القذائف كاملة (شحنة الدافع متصلة بالقذيفة)، حيث يقوم معالج دقيق microprocessor بالتمييز بين أنواع الذخيرة KE، CE، HE. وتستخدم العديد من الدبابات الحديثة هذا النوع من أنظمة التلقيم، مثل الفرنسية Leclerc واليابانية Type 90 والكورية الجنوبية XK-2 وغيرهم.. النظام الآخر Carousel أو الناقل الدوار يقع على أرضية البرج ويشتمل على تركيب حلقي دوار، تخزن وتصفف به الذخيرة وفق ترتيب محدد. الذخيرة هنا تتكون من مقطعين، القذيفة والشحنة الدافعة، حيث يخزن كل منهما فوق الآخر (عدد 22 مقذوف للأسفل وعدد 22 شحنة دافع للأعلى). وكما في النوع الأول، يوجد هنا أيضاً معالج دقيق للتمييز بين الذخائر وأنواعها. يستخدم هذا النوع من أنظمة التلقيم في الدبابات الروسية، مثل T-72/T-80/T-90 والأوكرانية T-84 Yatagan. تقييدات هذا النوع من أنظمة التلقيم تتضمن:

- الذخيرة موضوعة داخل مقصورة القتال ولا يوجد هناك أي وسيلة أو إجراء لتنفيس طاقة الانفجار بعيداً عن الطاقم. فالمقصورة ليست محمية بشكل جيد من أي انفجار عرضي accidental explosion للذخائر.
- القذيفة بمقطعيها تتبع دوره أو مسار معقد إلى حد ما أثناء تحميل، الأمر الذي يخفض سرعة التحميل ويزيد من احتمالات الأعطال.
- تثبيت الملقم الآلي أسفل حلقة البرج turret ring يؤدي إلى زيادة مهمة في ارتفاع هيكل الدبابة.
- تخطيط أو ترتيب الملقم الآلي من حيث قياساته البعدية، يفرض قيود جدية serious limitations على أبعاد المقذوفات التي يمكن أن تسكن داخل رفوفه.
- إعادة شحن الملقم الآلي بالذخيرة ستكون في الغالب عملية بطيئة وصعبة، نتيجة موقعه المحصور.
 
ولکن حسب معارک .کان نظام دوار اخطر بسبب عدم وجود حمایه للمقذوفات و کان انفجار برج دبابه مشهور بسبب هذا نظام

في أحد ردودي للأعلى إستاذي أنا ذكرت أن النظام Carousel أو الناقل الدوار والذي تستخدمه الدبابات الروسية يعاني من بعض التقييدات والنقائص، وذكرت منها : الذخيرة موضوعة داخل مقصورة القتال ولا يوجد هناك أي وسيلة أو إجراء لتنفيس طاقة الانفجار بعيداً عن الطاقم. فالمقصورة ليست محمية بشكل جيد من أي انفجار عرضي للذخائر.
 
في أحد ردودي للأعلى إستاذي أنا ذكرت أن النظام Carousel أو الناقل الدوار والذي تستخدمه الدبابات الروسية يعاني من بعض التقييدات والنقائص، وذكرت منها : الذخيرة موضوعة داخل مقصورة القتال ولا يوجد هناك أي وسيلة أو إجراء لتنفيس طاقة الانفجار بعيداً عن الطاقم. فالمقصورة ليست محمية بشكل جيد من أي انفجار عرضي للذخائر.
أها اسف لم الاحظ شكرا
 
استاذي أنور هل يوجد حل أو بديل اذا تعطل التلقيم الآلي في المعركة ؟؟؟ و هل يمكن أن يتحول إلى يدوي ؟؟

مبدئيا نعم، لكن معدل التلقيم سينخفض كثيرا !!! على سبيل المثال الملقم الآلي في الدبابات الروسية T-90 يمتلك معدل تلقيم من 8 قذائف بالدقيقة، لكن عند تعطل الملقم الآلي فإن عملية التلقيم اليدوي تتيح معدل 1 إلى 2 قذيفة بالدقيقة الواحدة فقط !!!
 
عودة
أعلى