أداء الدبابــات العراقيــة T-72 خــلال الحــرب مـع إيـران

anwaralsharrad

باحث عسكري
مستشار المنتدى
إنضم
12/12/18
المشاركات
2,661
التفاعلات
18,084
بشهادة قائد سرية دبابات إيراني ..

أداء الدبابــات العراقيــة T-72 خــلال الحــرب مـع إيـران

بعد اندلاع الحرب مع إيران بتاريخ 22 سبتمبر العام 1980، أوقف الإتحاد السوفييتي مبيعاته إلى العراق بشكل مؤقت في الوقت الذي كانت فيه القيادة السوفيتية تتملق للإيرانيين أيضاً. على أية حال، الإتحاد السوفيتي عمل على تشجيع شركاءه في حلف في وارسو لأخذ مكانه في عمليات التصدير. هكذا وفي شهر يناير العام 1982 باعت بولندا العراق دفعة من 250 دبابة T-72M، تلتها في السنوات اللاحقة بالنموذج المحسن T-72M1. وفي شهر سبتمبر من نفس السنة، رفع الإتحاد السوفيتي حظر التسليح على نظام صدام حسين وبدأ ثانية بيع الدبابات مجدداً للعراق. في المجمل، كان هناك حوالي 1038 دبابة T-72 قد سلمت للجيش العراقي لاستخدامها من قبل قوات النخبة المسماة "الحرس الجمهوري" republican guard خلال الحرب مع إيران. أغلب هذه الدبابات كان من بولندا حيث أعيد طلائها بشكل مميز باللون الرملي الخافت dim-sandy color، الذي احترق بسرعة بعد ظهور الدبابة للشمس وكشف عن الطلاء الزيتوني الأصلي (تحدثت بعض التقارير عن فقدان العراق نحو 60 دبابة من هذا النوع جراء التدمير الكلي، ناهيك عن أعداد غير محددة جرى الاستيلاء عليها وهي بحالة جيدة من قبل الإيرانيين).

في أكتوبر العام 1980 وخلال معركة "قصر شيرين" Qasr Shirin الإيرانية، استطاعت كتيبة دبابات عراقية من نوع T-72 هزمت مثيلتها الإيرانية التي كانت مسلحة بدبابات Chieftain البريطانية. الدبابات T-72 شاركت في العديد من المعارك اللاحقة لتلك الحرب. العملية الكبرى الأخيرة في الحرب العراقية الإيرانية والتي شاركت فيها دبابات T-72 كانت أثناء استيلاء القوات العراقية على "جزر مجنون" Majnoon Island بتاريخ 17 أبريل 1988 خلال سلسلة معارك "توكلنا على الله" Tawakalna ala Allah. عمليات توكلنا على الله كانت سلسلة من خمس هجمات عراقية جرت مع اقتراب حرب الخليج الأولى من نهايتها. تألفت العمليات من معركة الفاو الثانية، معركة بحيرة السمك، معركة جزر مجنون، معركة دهلران، معركة قصر شيرين. وكان هدف العراق في البداية فقط استعادة الفاو، لكن بعد تحقيق نجاح استثنائي في المعارك نظراً لانهيار أغلب وحدات الجيش الإيراني، قررت القيادة العراقية توسيع المعركة في حملة هجومية أكبر.

وفي لقاء مطول أجرته مجلة التاريخ العسكري Military History مع قائد سرية دبابات في الجيش الإيراني يدعى "أدار فوروزان" Adar Forouzan وذلك في عددها الصادر في أبريل العام 2004، تحدث الضابط الإيراني من خلاله عن معارك الدبابات التي جرت بين الطرفين الإيراني والعراقي خلال البدايات الأولى من الحرب، وتحديداً من ربيع العام 1981 إلى أواخر خريف العام 1982 ووجه من خلاله بعض الثناء لأداء الدبابات العراقية T-72 وأطقمها (الحرب امتدت بين البلدان لثمان سنوات، وتحديداً من 22 سبتمبر 1980 وحتى 20 أغسطس العام 1988).

فوروزان تلقى تدريباً لمدة ثلاثة أشهر في مدينة شيراز على إدارة وصيانة الدبابة Chieftain، التي أصبح لاحقاً قائداً لها وانضم بعد ذلك إلى وحدة دبابته كقائد سرية في ربيع العام 1981. تحدث فوروزان بعد ذلك عن البدايات وذكر أن سريته كانت تضم فقط عشرة دبابات Chieftain من أصل خمسة عشر كان من المفترض أن تكون تحت أمرته. الخمسة دبابات الأخرى كانت متضررة ولا تصلح للمعركة وأستخدم بعضها للحصول على قطع الغيار. وعن انطباعه عن الدبابة Chieftain، ذكر فوروزان أن قادة في الجيش النظامي الإيراني أخبروه منذ البداية أنها ليست جيدة أبداً وهو ما تأكد له شخصياً بعد ذلك. فأكبر مشاكل الدبابة كان في ارتفاع درجة سخونة محركها في الأجواء الحارة overheat ونتيجة لذلك لم يكن بالإمكان قيادتها لمسافة بعيدة لأنك ستحتاج للتوقف بعد ذلك من أجل اتاحة الفرصة للمحرك لكي يبرد.
لسوء الحظ، جميع العمليات القتالية التي شارك بها فوروزان وقعت في جنوب إيران، لذا مشكلة ارتفاع حرارة المحرك كانت عائق ونقيصة جدية major drawback، خصوصا وأن الأجواء خلال الصيف تصبح حارة جداً لدرجة أنك لا تستطيع مس جسم الدبابة لفترة طويلة. نقيصة أخرى ذكرها فوروزان في المقابلة وتتحدث هذه عن قوة محرك الدبابة Chieftain التي كانت ضعيفة وتفتقر للكفاية مقارنة بوزنها. نتيجة لذلك، لم يكن بالإمكان التحرك بالسرعة التي نحتاجها أو نرغب بها، مقارنة بدبابة أخرى بعهدة الجيش الإيراني آنذاك وهي الأمريكية M60.

وعند سؤاله عن أكثر سلاح عراقي كانوا يخشونه، أجاب فوروزان أن العراقيون تسلحوا ببعض الدبابات الجديدة من طراز T-72 وكانت سرعتها وقدرتها على إصابة الهدف جيدة، علاوة على أن دروعها كانت قادرة على الصمود أمام قذائف RPG المحمولة من قبل مشاتنا. لقد مثلت الدبابة T-72 تهديداً خطيراً بالنسبة لنا. ثم هو تحدث عن أول مواجهة له مع الدبابة T-72 وذكر:
كان ذلك خلال تجربة قتالي الأولى عندما بدأنا المعركة ضد القوات العراقية في منطقة "دشت عباس" Dasht Abbas قرب مدينة "ديزفول" Dezful وكان ذلك ضمن عملية "الفتح المبين" Fatah al Mobin في ربيع العام 1982 (عملية عسكرية إيرانية امتدت لستة أيام وعلى مراحل، من تاريخ 22 مارس وحتى 28 مارس 1982 بهدف طرد القوات العراقية من خوزستان والجنوب الإيراني). كنت حينها في القيادة عندما صدرت الأوامر لوحدتي للتقدم باتجاه وحدة عراقية عند منتصف الليل. لسوء الحظ، وحدتنا لم تكن تتحصل على أية أجهزة رؤية ليلية night-vision devices، على الرغم من أن وحدات أخرى كانت تمتلك هذا النوع من التجهيزات، لذا التحرك كان صعباً أثناء الليل.

كان لدي في دبابتي مدفعي ممتاز وكان أثناء تقدمنا يراقب المحيط وهذا كان أمراً إيجابياً لأني كنت ما أزال أحتاج لتعلم الكثير. فجأة، شاهد الرامي مجموعة من الدبابات تتقدم باتجاهنا فقام بسؤالي هل هي دبابات إيرانية أم عراقية؟ فقمت بالنظر بالاتجاه الذي حدده لي ورأيت عدداً كبيراً من الدبابات تتقدم باتجاهنا، وعبر منظار الأفق كانت هذه الدبابات تبدو صغيرة جداً وكجيش من النمل يتجه نحونا. لقد كنت قادراً على التحقق من أنها ليست إيرانية وأبلغت الرامي بأنها دبابات عراقية فرد علي وقال إننا بخطر شديد وعلينا أن نتراجع فوراً باتجاه الدبابات الأخرى الصديقة. لذا أبلغت الدبابات الأخرى بأن علينا التراجع بسرعة، وأثناء التراجع، أصيب محرك دبابتي بقذيفة معادية، مما أدى لارتفاع الضغط بشكل كبير داخل مقصورة القتال التي ثقبت هي الأخرى وتسبب ذلك في قذف خوذتي الرأسية بعيداً عني. لحسن الحظ، كانت الكوة فوق رأسي مفتوحة وإلا لكنت الآن في عداد الأموات. جميعنا كان يعلم خطر انفجار الدبابة عند إصابتها، لذا قمنا بالقفز منها فوراً. كانت الدبابة لا تزال تتحرك عندما قفزت ولامست قدماي الأرض وكان علينا بعد ذلك الهرب على الأقدام.


أما بالنسبة لخسائر قواته، فقد ذكر فوروزان أن الدبابتين المرافقتين لدبابته تمكنت من النجاة، كما أن أطقم الدبابات المرافقة له لم تتلق أية إصابات لكنه في المقابل تعرض للنقد والتوبيخ من شركائه في السرية على خلفية قراره بالتقدم بعيداً ثم بعد ذلك قراره بالتراجع دون قتال. في الحقيقة هو كان يتوقع إجراء تحقيق معه من قبل قيادته العليا لكن القادة لم يجروا أي تحقيق!! وبعد المعركة، قام بعض كبار الضباط بزيارة وحدته التي كانت مهزومة وأبلغوا فوروزان أن اختياره للمعركة كان عن قصد وذلك بهدف امتصاص هجمات الدبابات T-72 ولهذا السبب هم أمروا وحدته بالهجوم قبل باقي الوحدات. هكذا وأثناء قيام وحدته بمشاغلة الدبابات العراقية، قامت وحدات إيرانية أخرى بشن الهجمات في نقاط أخرى وحققت الانتصارات المطلوبة.. وعلى الرغم من أن دبابته هي الوحيدة التي أصيبت في المعركة، إلا أن فوروزان تحدث عن مشاهدته الكثير من الدبابات الإيرانية المضروبة من وحدات أخرى بعد انتهاء المعركة. كما تحدث الرجل عن إصابة دبابته مره أخرى خلال معركته الأخيرة في شهر أكتوبر العام 1982.

ويذكر فوروزان الحادثة بالتفصيل حين قال: حين أستولينا على نقطة حدودية عراقية تدعى "زيد" Zeid، كان العراقيين في المقابل يحاولون استعادتها باستماته. وفي المساء تم إبلاغي من قبل مركز القيادة بأن العدو سيشن هجومه في اليوم التالي على النقطة زيد، وفعلاً باشر العراقيين هجومهم المتوقع باستخدام دبابات T-72. وبينما كنت أصوب على إحدى دبابات العدو المتقدمة، فوجئت بإطلاقهم النار باتجاهي قبل أن أقوم بفتح النار، وكانت دبابتي متمركزة خلف كومة رمل sand pile ولا يظهر منها سوى البرج. فجأة، لم أعد أرى شيء من خلال منظار الأفق، فأخرجت رأسي من فتحتي السقفيه لأرى ما حدث، فشاهدت جزء من كومة الرمل وقد أزيحت من مكانها فيما كانت سحابة غبار تحيط بنا من كل الاتجاهات. وحين نظرت لمقدمة الدبابة، رأيت بقعة على البرج حيث القذيفة ارتطمت بنا وتجاوزت كومة الرمل التي كنا نستتر بها، لكن لحسن الحظ هي لم تخترق الدرع بكامل سماكته. لذا قمت بإرجاع الدبابة للخلف لإخفائها عن نظر العدو. وبحلول منتصف ذلك اليوم، كان بالإمكان مشاهدة بعض دبابات وحدتي وقد اشتعلت بها النيران. لقد كان يوما حزيناً جداً بالنسبة لنا، حافظنا على خط الجبهة لكننا في المقابل منينا بخسائر فادحة heavy casualties.
 
التعديل الأخير:
بشهادة قائد سرية دبابات إيراني ..

أداء الدبابــات العراقيــة T-72 خــلال الحــرب مـع إيـران

بعد اندلاع الحرب مع إيران بتاريخ 22 سبتمبر العام 1980، أوقف الإتحاد السوفييتي مبيعاته إلى العراق بشكل مؤقت في الوقت الذي كانت فيه القيادة السوفيتية تتملق للإيرانيين أيضاً. على أية حال، الإتحاد السوفيتي عمل على تشجيع شركاءه في حلف في وارسو لأخذ مكانه في عمليات التصدير. هكذا وفي شهر يناير العام 1982 باعت بولندا العراق دفعة من 250 دبابة T-72M، تلتها في السنوات اللاحقة بالنموذج المحسن T-72M1. وفي شهر سبتمبر من نفس السنة، رفع الإتحاد السوفيتي حظر التسليح على نظام صدام حسين وبدأ ثانية بيع الدبابات مجدداً للعراق. في المجمل، كان هناك حوالي 1038 دبابة T-72 قد سلمت للجيش العراقي لاستخدامها من قبل قوات النخبة المسماة "الحرس الجمهوري" republican guard خلال الحرب مع إيران. أغلب هذه الدبابات كان من بولندا حيث أعيد طلائها بشكل مميز باللون الرملي الخافت dim-sandy color، الذي احترق بسرعة بعد ظهور الدبابة للشمس وكشف عن الطلاء الزيتوني الأصلي (تحدثت بعض التقارير عن فقدان العراق نحو 60 دبابة من هذا النوع جراء التدمير الكلي، ناهيك عن أعداد غير محددة جرى الاستيلاء عليها وهي بحالة جيدة من قبل الإيرانيين).

في أكتوبر العام 1980 وخلال معركة "قصر شيرين" Qasr Shirin الإيرانية، استطاعت كتيبة دبابات عراقية من نوع T-72 هزمت مثيلتها الإيرانية التي كانت مسلحة بدبابات Chieftain البريطانية. الدبابات T-72 شاركت في العديد من المعارك اللاحقة لتلك الحرب. العملية الكبرى الأخيرة في الحرب العراقية الإيرانية والتي شاركت فيها دبابات T-72 كانت أثناء استيلاء القوات العراقية على "جزر مجنون" Majnoon Island بتاريخ 17 أبريل 1988 خلال سلسلة معارك "توكلنا على الله" Tawakalna ala Allah. عمليات توكلنا على الله كانت سلسلة من خمس هجمات عراقية جرت مع اقتراب حرب الخليج الأولى من نهايتها. تألفت العمليات من معركة الفاو الثانية، معركة بحيرة السمك، معركة جزر مجنون، معركة دهلران، معركة قصر شيرين. وكان هدف العراق في البداية فقط استعادة الفاو، لكن بعد تحقيق نجاح استثنائي في المعارك نظراً لانهيار أغلب وحدات الجيش الإيراني، قررت القيادة العراقية توسيع المعركة في حملة هجومية أكبر.

وفي لقاء مطول أجرته مجلة التاريخ العسكري Military History مع قائد سرية دبابات في الجيش الإيراني يدعى "أدار فوروزان" Adar Forouzan وذلك في عددها الصادر في أبريل العام 2004، تحدث الضابط الإيراني من خلاله عن معارك الدبابات التي جرت بين الطرفين الإيراني والعراقي خلال البدايات الأولى من الحرب، وتحديداً من ربيع العام 1981 إلى أواخر خريف العام 1982 ووجه من خلاله بعض الثناء لأداء الدبابات العراقية T-72 وأطقمها (الحرب امتدت بين البلدان لثمان سنوات، وتحديداً من 22 سبتمبر 1980 وحتى 20 أغسطس العام 1988).

فوروزان تلقى تدريباً لمدة ثلاثة أشهر في مدينة شيراز على إدارة وصيانة الدبابة Chieftain، التي أصبح لاحقاً قائداً لها وانضم بعد ذلك إلى وحدة دبابته كقائد سرية في ربيع العام 1981. تحدث فوروزان بعد ذلك عن البدايات وذكر أن سريته كانت تضم فقط عشرة دبابات Chieftain من أصل خمسة عشر كان من المفترض أن تكون تحت أمرته. الخمسة دبابات الأخرى كانت متضررة ولا تصلح للمعركة وأستخدم بعضها للحصول على قطع الغيار. وعن انطباعه عن الدبابة Chieftain، ذكر فوروزان أن قادة في الجيش النظامي الإيراني أخبروه منذ البداية أنها ليست جيدة أبداً وهو ما تأكد له شخصياً بعد ذلك. فأكبر مشاكل الدبابة كان في ارتفاع درجة سخونة محركها في الأجواء الحارة overheat ونتيجة لذلك لم يكن بالإمكان قيادتها لمسافة بعيدة لأنك ستحتاج للتوقف بعد ذلك من أجل اتاحة الفرصة للمحرك لكي يبرد.
لسوء الحظ، جميع العمليات القتالية التي شارك بها فوروزان وقعت في جنوب إيران، لذا مشكلة ارتفاع حرارة المحرك كانت عائق ونقيصة جدية major drawback، خصوصا وأن الأجواء خلال الصيف تصبح حارة جداً لدرجة أنك لا تستطيع مس جسم الدبابة لفترة طويلة. نقيصة أخرى ذكرها فوروزان في المقابلة وتتحدث هذه عن قوة محرك الدبابة Chieftain التي كانت ضعيفة وتفتقر للكفاية مقارنة بوزنها. نتيجة لذلك، لم يكن بالإمكان التحرك بالسرعة التي نحتاجها أو نرغب بها، مقارنة بدبابة أخرى بعهدة الجيش الإيراني آنذاك وهي الأمريكية M60.

وعند سؤاله عن أكثر سلاح عراقي كانوا يخشونه، أجاب فوروزان أن العراقيون تسلحوا ببعض الدبابات الجديدة من طراز T-72 وكانت سرعتها وقدرتها على إصابة الهدف جيدة، علاوة على أن دروعها كانت قادرة على الصمود أمام قذائف RPG المحمولة من قبل مشاتنا. لقد مثلت الدبابة T-72 تهديداً خطيراً بالنسبة لنا. ثم هو تحدث عن أول مواجهة له مع الدبابة T-72 وذكر:
كان ذلك خلال تجربة قتالي الأولى عندما بدأنا المعركة ضد القوات العراقية في منطقة "دشت عباس" Dasht Abbas قرب مدينة "ديزفول" Dezful وكان ذلك ضمن عملية "الفتح المبين" Fatah al Mobin في ربيع العام 1982 (عملية عسكرية إيرانية امتدت لستة أيام وعلى مراحل، من تاريخ 22 مارس وحتى 28 مارس 1982 بهدف طرد القوات العراقية من خوزستان والجنوب الإيراني). كنت حينها في القيادة عندما صدرت الأوامر لوحدتي للتقدم باتجاه وحدة عراقية عند منتصف الليل. لسوء الحظ، وحدتنا لم تكن تتحصل على أية أجهزة رؤية ليلية night-vision devices، على الرغم من أن وحدات أخرى كانت تمتلك هذا النوع من التجهيزات، لذا التحرك كان صعباً أثناء الليل.

كان لدي في دبابتي مدفعي ممتاز وكان أثناء تقدمنا يراقب المحيط وهذا كان أمراً إيجابياً لأني كنت ما أزال أحتاج لتعلم الكثير. فجأة، شاهد الرامي مجموعة من الدبابات تتقدم باتجاهنا فقام بسؤالي هل هي دبابات إيرانية أم عراقية؟ فقمت بالنظر بالاتجاه الذي حدده لي ورأيت عدداً كبيراً من الدبابات تتقدم باتجاهنا، وعبر منظار الأفق كانت هذه الدبابات تبدو صغيرة جداً وكجيش من النمل يتجه نحونا. لقد كنت قادراً على التحقق من أنها ليست إيرانية وأبلغت الرامي بأنها دبابات عراقية فرد علي وقال إننا بخطر شديد وعلينا أن نتراجع فوراً باتجاه الدبابات الأخرى الصديقة. لذا أبلغت الدبابات الأخرى بأن علينا التراجع بسرعة، وأثناء التراجع، أصيب محرك دبابتي بقذيفة معادية، مما أدى لارتفاع الضغط بشكل كبير داخل مقصورة القتال التي ثقبت هي الأخرى وتسبب ذلك في قذف خوذتي الرأسية بعيداً عني. لحسن الحظ، كانت الكوة فوق رأسي مفتوحة وإلا لكنت الآن في عداد الأموات. جميعنا كان يعلم خطر انفجار الدبابة عند إصابتها، لذا قمنا بالقفز منها فوراً. كانت الدبابة لا تزال تتحرك عندما قفزت ولامست قدماي الأرض وكان علينا بعد ذلك الهرب على الأقدام.


أما بالنسبة لخسائر قواته، فقد ذكر فوروزان أن الدبابتين المرافقتين لدبابته تمكنت من النجاة، كما أن أطقم الدبابات المرافقة له لم تتلق أية إصابات لكنه في المقابل تعرض للنقد والتوبيخ من شركائه في السرية على خلفية قراره بالتقدم بعيداً ثم بعد ذلك قراره بالتراجع دون قتال. في الحقيقة هو كان يتوقع إجراء تحقيق معه من قبل قيادته العليا لكن القادة لم يجروا أي تحقيق!! وبعد المعركة، قام بعض كبار الضباط بزيارة وحدته التي كانت مهزومة وأبلغوا فوروزان أن اختياره للمعركة كان عن قصد وذلك بهدف امتصاص هجمات الدبابات T-72 ولهذا السبب هم أمروا وحدته بالهجوم قبل باقي الوحدات. هكذا وأثناء قيام وحدته بمشاغلة الدبابات العراقية، قامت وحدات إيرانية أخرى بشن الهجمات في نقاط أخرى وحققت الانتصارات المطلوبة.. وعلى الرغم من أن دبابته هي الوحيدة التي أصيبت في المعركة، إلا أن فوروزان تحدث عن مشاهدته الكثير من الدبابات الإيرانية المضروبة من وحدات أخرى بعد انتهاء المعركة. كما تحدث الرجل عن إصابة دبابته مره أخرى خلال معركته الأخيرة في شهر أكتوبر العام 1982.

ويذكر فوروزان الحادثة بالتفصيل حين قال: حين أستولينا على نقطة حدودية عراقية تدعى "زيد" Zeid، كان العراقيين في المقابل يحاولون استعادتها باستماته. وفي المساء تم إبلاغي من قبل مركز القيادة بأن العدو سيشن هجومه في اليوم التالي على النقطة زيد، وفعلاً باشر العراقيين هجومهم المتوقع باستخدام دبابات T-72. وبينما كنت أصوب على إحدى دبابات العدو المتقدمة، فوجئت بإطلاقهم النار باتجاهي قبل أن أقوم بفتح النار، وكانت دبابتي متمركزة خلف كومة رمل sand pile ولا يظهر منها سوى البرج. فجأة، لم أعد أرى شيء من خلال منظار الأفق، فأخرجت رأسي من فتحتي السقفيه لأرى ما حدث، فشاهدت جزء من كومة الرمل وقد أزيحت من مكانها فيما كانت سحابة غبار تحيط بنا من كل الاتجاهات. وحين نظرت لمقدمة الدبابة، رأيت بقعة على البرج حيث القذيفة ارتطمت بنا وتجاوزت كومة الرمل التي كنا نستتر بها، لكن لحسن الحظ هي لم تخترق الدرع بكامل سماكته. لذا قمت بإرجاع الدبابة للخلف لإخفائها عن نظر العدو. وبحلول منتصف ذلك اليوم، كان بالإمكان مشاهدة بعض دبابات وحدتي وقد اشتعلت بها النيران. لقد كان يوما حزيناً جداً بالنسبة لنا، حافظنا على خط الجبهة لكننا في المقابل منينا بخسائر فادحة heavy casualties.
مقال رائع جداً شكراً لك، ولكن ما رأيك في نقطة التحرك الغريب لسرية الضابط؟، وهم حتى لا يملكون أجهزة رؤية ليلية.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
استاذي انور هل هناك معلومات

كم خسائر الطرفين من الدبابات

وهل كانت دبابه M60 الامريكية نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية

ولو اني اعلم ان دبابات الامريكيه لها سبق التجارب في حروبنا العربية على جبهه الجولان وسيناء

وكان لها دور مرعب جداً بشهادة الضباط السوريين انفسهم
 
مقال رائع جداً شكراً لك، ولكن ما رأيك في نقطة التحرك الغريب لسرية الضابط؟، وهم حتى لا يملكون أجهزة رؤية ليلية.

العملية برمتها كانت مقصودة لرصد قدرات الدبابات العراقية الجديدة آنذاك T-72 !!!! مع ذلك، هو ذكر في المقابلة أن بعض الوحدات الإيرانية الأخرى كانت تمتلك أنظمة رؤية ليلية، كما أن المسافة المتطلب قطعها للهدف لم تكن تتجاوز خمس كيلومترات وهي عموماً ليست مسافة كبيرة.
 
استاذي انور هل هناك معلومات

كم خسائر الطرفين من الدبابات

وهل كانت دبابه M60 الامريكية نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية

ولو اني اعلم ان دبابات الامريكيه لها سبق التجارب في حروبنا العربية على جبهه الجولان وسيناء

وكان لها دور مرعب جداً بشهادة الضباط السوريين انفسهم
أعتقد ليس هنالك أوجه مقارنة، فالدبابة الأمريكية تمتلك مدفع من عيار 105ملم M68، وأما T-72 لديها مدفع رئيسي من عيار 125ملم 2A46M.
 
استاذي انور هل هناك معلومات

كم خسائر الطرفين من الدبابات

وهل كانت دبابه M60 الامريكية نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية

ولو اني اعلم ان دبابات الامريكيه لها سبق التجارب في حروبنا العربية على جبهه الجولان وسيناء

وكان لها دور مرعب جداً بشهادة الضباط السوريين انفسهم

الخسائر كانت كبيرة من الطرفين لأن الحرب كانت حرب خنادق trench warfare كما تعلم لكن لا تحضرني الأرقام حاليا !!!! أما بالنسبة للسؤال الآخر، فالدبابه الامريكية M60 لا يمكن أن تكون نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية بل هي أقل منها بكثير، سواء بالقوة النارية أن بالحماية أو حتى بالحركية !!!!
 
أعتقد ليس هنالك أوجه مقارنة، فالدبابة الأمريكية تمتلك مدفع من عيار 105ملم M68، وأما T-72 لديها مدفع رئيسي من عيار 125ملم 2A46M.
وجهه المقارنه هو الجبهه السوريه والمصريه بدبابات
T-62

ولكن نستفيد من الاستاذ انور اذا يملك معلومات عنها
 
الخسائر كانت كبيرة من الطرفين لأن الحرب كانت حرب خنادق trench warfare كما تعلم لكن لا تحضرني الأرقام حاليا !!!! أما بالنسبة للسؤال الآخر، فالدبابه الامريكية M60 لا يمكن أن تكون نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية بل هي أقل منها بكثير، سواء بالقوة النارية أن بالحماية أو حتى بالحركية !!!!
لو كانت هذي الدبابه T-72 متواجده لدى الجيوش العربيه في حرب اكتوبر او حرب تشرين كما يسميها السوريين لا تغيرت معادلات كثيره
 
واضح أن الافراد العراقيين كانوا يتفوقون على الايرانيين و مدربين بشكل جيد و فيما دباباتهم لا تختلف عن الدبابات الايرانية..
لفتني انتباه القائد الايراني حين تكلم عن الصعوبات التي واجهتها t-72 و منها اضطرارها للتوقف حتى يبرد المحرك. فيما اشار ان الدبابه M60 كانت تتحرك بسرعه مما يعني ان محركها أقل عرضة لارتفاع الحرارة..
 
واضح أن الافراد العراقيين كانوا يتفوقون على الايرانيين و مدربين بشكل جيد و فيما دباباتهم لا تختلف عن الدبابات الايرانية..
لفتني انتباه القائد الايراني
حين تكلم عن الصعوبات التي واجهتها t72 و منها اضطرارها للتوقف حتى يبرد المحرك. فيما اشار ان الدبابه M60 كانت تتحرك بسرعه مما يعني ان محركها أقل عرضة لارتفاع الحرارة..

هو تحدث عن انطباعه عن الدبابة Chieftain وليس T-72 !!!!
 
لو كانت هذي الدبابه T-72 متواجده لدى الجيوش العربيه في حرب اكتوبر او حرب تشرين كما يسميها السوريين لا تغيرت معادلات كثيره

الدبابة هي سلاح واحد من ضمن حزمة أسلحة أخرى، تسمى في المجمل بالأسلحة المشتركة combined-arms والتي تضم كافة صنوف إدامة المعركة في مسرح العمليات !! فالحرب إستاذي ليست صراعاً بين دبابات ودبابات الأخرى، بل إنها مبارزة متداخلة بين كل ما يملكه طرف ضد كل ما يملكه الطرف الآخر، وهذه فكرة مرعبة حقاً.
 
هو تحدث عن انطباعه عن الدبابة Chieftain وليس T-72 !!!!
لم انتبه.. لكن الدبابات العراقية كذلك كانت بحالة سيئه و كنت قرات لك مشاركه حول هذا الموضوع
 
الدبابة هي سلاح واحد من ضمن حزمة أسلحة أخرى، تسمى في المجمل بالأسلحة المشتركة combined-arms والتي تضم كافة صنوف إدامة المعركة في مسرح العمليات !! فالحرب إستاذي ليست صراعاً بين دبابات ودبابات الأخرى، بل إنها مبارزة متداخلة بين كل ما يملكه طرف ضد كل ما يملكه الطرف الآخر، وهذه فكرة مرعبة حقاً.
لاشك بما تفضلت فيه استاذي صحيح

ولكن ايضاً تلعب. دور في الاقتحام والهجوم

وخصوص اذا كان خصمك يمتلك دبابه يصل مدى القذيفه الي ٢ كيلو ودبابه العربيه يصل مدى القذيفه الي ١٥٠٠ متر

فا الغلبه لمن تكون هنا طبعاً لاشك ان بما ذكرته صحيح من طيران ومدفعيه وصواريخ مضاده لدروع هذي كلها متداخله لكن المبارزه حصلت على الجبهه السورية والمصريه بين الدبابات وللاسف بشهادة الضباط السوريين ان دبابه واحده من الاسرائيليين كانت تستطيع ان تدمر ١٠ دبابات سورية بسبب تفوق عيار المدفع ومدى القذيفه

وهي ليست شجاعه من الصهاينه او غباء من العرب بل هو المدى والتفوق فقط
 
أعتقد ليس هنالك أوجه مقارنة، فالدبابة الأمريكية تمتلك مدفع من عيار 105ملم M68، وأما T-72 لديها مدفع رئيسي من عيار 125ملم 2A46M.
مدفع ام 60 قادر على اختراق 400 ملم دروع بينما تي 72 480 ملم دروع

يعيب على أم 60 إرتفاع البرج حيث يجعلها مكشوفة للأعداء حتى بوجود سواتر ترابية

ارتفاع ام 60 3,2 م بيننا تي 72 2,2 م
 
وهي ليست شجاعه من الصهاينه او غباء من العرب بل هو المدى والتفوق التقني فقط

وهذا ما نؤكد عليه دائما !!!! الفروسية والشجاعة ليست سوى جزء من معادلة النصر وليست كلها !!! يبقى تأثير ودور الفارق التقني وهو الأهم برأيي الشخصي ...
 
الخسائر كانت كبيرة من الطرفين لأن الحرب كانت حرب خنادق trench warfare كما تعلم لكن لا تحضرني الأرقام حاليا !!!! أما بالنسبة للسؤال الآخر، فالدبابه الامريكية M60 لا يمكن أن تكون نظير مكافئ لدبابات T-72 السوفيتية بل هي أقل منها بكثير، سواء بالقوة النارية أن بالحماية أو حتى بالحركية !!!!
نقطة مهمة أستاذي يجب ذكرها أن دبابة أم 60 و 48 لديهم نقطة ضعف و هي عدم وجود حماية للمحرك الموجود بالخلف .

id_m60_pettit_highlandlakes_2_800.jpg


يكفي اصابتها بمقذوف ار بي جي او مدفع اس بي جي
 
مدفع ام 60 قادر على اختراق 400 ملم دروع بينما تي 72 480 ملم دروع

يعيب على أم 60 إرتفاع البرج حيث يجعلها مكشوفة للأعداء حتى بوجود سواتر ترابية

ارتفاع ام 60 3,2 م بيننا تي 72 2,2 م
مقارنة ظالما نوعا ما للتي ٧٢ حيث لم تشر للذخير وتاريخ انتاجها ومدها ( اي على مسافة تبلغ قدرة اختراقها) كما لا يمكن ان تقارن ذخير تقليدية باخرى يورانيوم
الام٦٠ بقيت مدة اكبر بالخدمة من اجيالها الروسية لذا مانت التطوير على ذخيرتها مستمر
 
الجنود الإيرانيون يشاغلون بأسلحة RPG-7 دبابة T-72 عراقية حاولت التقرب من خطوطهم الدفاعية !!!!


بداية شكرا على المقال استاذي ، استيعاب العراقيين للدبابة الجديدة واقحامها في المعركة في محاولة منهم لموازنة الكم بالكيف شيء يحسب لصالح العراقيين ، مع مآخذنا على تدخل القرار السياسي في مسرى ومجريات القتال اكثر من مرة وغياب التخطيط وابعاد الضباط الاكفاء…الخ ، كل ذلك أخر النصر ثماني سنوات.

الاحظ في الفيديو استاذي تخبط المدرعات العراقية (الدبابات) حيث تسير بشكل عرضي مع مواقع مشاة العدو ومن ثم تستدير متراجعة وهي تعرض اضعف نقاط التدريع (المؤخرة) للعدو وكذلك غياب المشاة المرافقة وخاصة الميكانيكية او تغطية المدفعية ، ما هو تعليقكم على الفيديو
 
عودة
أعلى