سـلاح الـنـابـالـم الـحـارق

عــمــر الـمـخــتــار

رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
عضو قيادي
إنضم
14/5/19
المشاركات
5,688
التفاعلات
30,121
بسم الله الرحمن الرحيم
1443/3/11 - 2021/10/17

AP66010101767-1000x669.jpg


النابالم هي قنابل حارقة فتاكة محرمة دوليا في المناطق السكنية بموجب اتفاقية أممية دخلت حيز التنفيذ عام 1983، تستخدم في التمهيد للعمليات العسكرية وتسبب حروقا شديدة للأشخاص، وتدمر الأنسجة العضلية وتبلغ العظم. تحدث هذه القنابل الهلامية التي ارتبطت في الذاكرة العالمية بحرب فيتنام دمارا واسعا في البيئة التي تستخدم فيها حيث تصبح رمادا بعد حين، كما أن لها تأثيرا نفسيا شديدا في صفوف العدو سببه الانفجار الهائل والدخان الكثيف الذي ينتج عنها.

napalm weapon

التركيبة

يشكل البنزين والنفتالين وبالميتات (الصوديوم والألمنيوم) أهم المكونات الأساسية لقنابل النابالم التي أخذت اسمها من النفتالين والبالميتات. تمزج المواد الثلاث وفق تفاعل كيميائي موجه بحيث يسمح بتحديد درجة الحرارة الناجمة عن التفجير، كما تضاف إلى العناصر الثلاثة مواد أخرى مثل البوليسترين وغيرها من أجل إكساب الناتج المشتعل قواما لزجا، وذلك بهدف إطالة عمر عملية احتراق البنزين.

يستخدم الفوسفور كذلك في تركيبة قنابل النابالم لإكسابها صفات حرارية وانفجارية أكثر شدة، كما أنه يستخدم مفجرا للخليط الأساسي، فعند إلقاء القنبلة يشتعل الفوسفور أولا ويعمل على إشعال المركب البنزيني الأساسي في مرحلة ثانية، وهذا ما يفسر الدخان الأبيض الذي ينبعث أولا من انفجارات النابالم قبل أن يحترق خليط البنزين والبالميتات والنفتالين مخلفا سحابة سوداء كبيرة.

الأهداف

تقذف قاذفات اللهب قنابل النابالم في العادة للتمهيد للعمليات العسكرية من خلال إشعال الحرائق في أماكن تمركز العدو كالخنادق والمخابئ. وحينما يسقطها سلاح الجو يكون هدف النابالم إحراق المنشآت العسكرية كمخازن السلاح والوقود ومراكز التموين، بالإضافة إلى استهداف المعدات والتجهيزات العسكرية في أرض المعركة أو في المعسكرات والقواعد.

التأثير

يتوزع تأثير قنابل النابالم -التي تسمى أيضا القنابل النارية- على ثلاثة مستويات، فهي حارقة ومدمرة للبيئة كما أن لها تأثيرا نفسيا كبيرا، وتحدث حروقا شديدة وفي وقت قياسي، ويرد ذلك إلى طبيعة المركب المشتعل الذي تحتويه، فهو مركب لزج يلصق بالجسم فيحرق الأنسجة العضلية ويدمرها ليبلغ العظم بسرعة هائلة حيث ترتفع الحرارة إلى درجات قياسية.

وتخلف قنابل النابالم دمارا كبيرا في الوسط البيئي الذي تستخدم فيه جراء المواد السامة التي تحتويها، كما أن لها قدرة على تدمير الغطاء النباتي تماثل قدرتها على تدمير الأنسجة البشرية. وفضلا عن كل هذا، فلقنابل النابالم تأثير نفسي كبير لشدة الوميض الناشئ منها وكثافة الأدخنة المنبعثة والحرارة العالية التي تميزها، وإن كان لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه القنابل أقل فتكا من القنابل الفوسفورية.

الاكتشاف

منذ اكتشافه أغرى البنزين مواقع القرار العسكري في القوى الكبرى لما له من خصائص تدميرية يمكن استثمارها في المجال العسكري. وخلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) استخدمت القوى المتصارعة البنزين في عمليات التطهير العسكرية وعبأت به راجمات القذائف، وشاع استخدام خراطيم اللهب في التمهيد لتقدم القوات، خاصة في الأدغال والمناطق ذات الغطاء النباتي والغابي الكثيف، بيد أن استخدام البنزين ظل بدائيا ومحفوفا بالمخاطر بالنسبة للوحدات العسكرية.

وخلال الحرب العالمية الثانية أثمرت بحوث أجراها فريق في جامعة هارفارد الأميركية إنتاج النابالم (عام 1942) فشكل ثورة في الصناعة العسكرية خلال تلك الحقبة التي ستشهد أيضا إنتاج القنبلة النووية، وتمثلت التحسينات التي جاءت بها هذه البحوث في إمكانية تعبئة القنابل بالنابالم مع ضبط الكميات وأنظمة التوجيه ودرجات الحرارة. استخدم الجيش الأميركي النابالم في تدمير التحصينات الألمانية خلال إنزال نورماندي عام 1944، كما استخدمه على نطاق واسع في معارك المحيط الهادي.

حرب فيتنام.. حرب النابالم

ارتبط ذكر النابالم في الذاكرة العالمية بحرب فيتنام، إذ لجأ الجيش الأميركي إلى استعمال قنابل النابالم على نطاق غير مسبوق في حربه الضروس مع قوات الفيتكوم الشيوعية بزعامة هو شي منه. وكان دافع هذا الإفراط محاولة إنهاء الحرب بأي ثمن نظرا للتعبئة الكبيرة ضدها داخل الرأي العام الأميركي والدولي، واللافت أن استخدام النابالم سيكون سببا رئيسا في دفع واشنطن إلى الخروج من فيتنام بعدما جالت العالم صور المدنيين المحروقين مع مساكنهم وحيواناتهم بسبب النابالم.

وقد تكثفت التعبئة الدولية ضد الحرب حين وقف العالم في يونيو/حزيران 1972 على فظاعة الحرب من خلال صورة التقطها مصور وكالة "أسوشيتد برس" نيك أوت للطفلة كيم فوك وهي تركض تائهة وعارية ومحروقة بالكامل بعد غارة أميركية بالنابالم على بلدة ترانغ بانغ الفيتنامية. ظهر في الصورة أطفال آخرون لم يكن لهم نصيب من الشهرة فيما بعد، لكن صورتهم تلك كان لها دور حاسم في إنهاء الحرب.

الدول التي استخدمته

ــ استخدمت الولايات المتحدة هذا السلاح في قصف مدينة ديرسدن الألمانية 1945، الأمر الذي خلف بين 25 إلى 40 ألف قتيل من المدنيين آنذاك.


ــ نجاح النابالم عسكريًا، دعا واشنطن إلى استخدامه ثانيًا في الحرب الكورية 1950 – 1953، وألقت أثناءها آلاف الأطنان من المواد المتفجرة على الانفصاليين (الشيوعيين).

ــ الاستخدام الأوسع للنابالم كان خلال الحرب الفيتنامية 1961- 1970، وأحرقت فيها المقاتلات الأمريكية عشرات القرى الفيتنامية مسببة مجازر أزهقت أرواح آلاف المدنيين والمقاتلين، وحسب تصريحات وزارة الدفاع (البنتاغون) فإن الجيش الأمريكي ألقى 100 ألف طن من النابالم على فيتنام بين عامي 1963- 1967.

ــ استخدمه الجيش الفرنسي خلال الثورة الجزائرية.

ــ استهدف الاتحاد السوفيتي معاقل طالبان والمقاومة الأفغانية بها في ثمانينيات القرن الماضي

ــ استخدمته إسرائيل في حرب حزيران 1967 ضد القوات السورية والمصرية، إضافة إلى استخدامها ضد الجيش السوري في لبنان عام 1982، بحسب شكوى قدمتها سوريا للأمم المتحدة آنذاك.

ــ شهدت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1989) استخداما متكررا له من طرفي الصراع

ــ البرازيل أيضًا لم تتوانى في استخدام النابالم في حربها ضد عصابات المافيا في تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى العديد من الدول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، خلال المعارك التي شهدها القرن العشرون.

ــ تقارير ألمانية أكدت استخدام الولايات المتحدة لهذه القنابل خلال الحرب على العراق عام 2003، الأمر الذي قوبل بنفي قاطع من واشنطن آنذاك.


النابالم استخدم في سوريا

وثق نشطاء الثورة السورية استخدام النابالم لأول مرة في أيلول 2012، وتحديدًا في استهداف مدن وبلدات في ريف حلب الخاضع آنذاك لسيطرة المعارضة المسلحة. وأعد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، تقريرًا موسعًا أكد من خلاله استخدام النابالم من قبل قوات النظام لأول مرة في شهري آب وأيلول 2013. الهجوم الأول وقع في بلدة أورم الكبرى في محافظة حلب، وأصيب خلاله 70 مواطنًا بحروق مختلفة، أسعفوا إلى المشافي والمراكز الطبية في المدن والبلدات القريبة، ووقع الهجوم الثاني في مدينة داعل في محافظة درعا، مسببًا مقتل عدد من المدنيين من عائلة واحدة، نجت منها طفلة وحيدة.

الهجمات استمرت خلال العام الذي يليه، فاستهدفت عدة محافظات بالقنابل الحارقة ولاسيما في أرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب، إلا أن مدينة داريا كانت شاهدة على استخدامه على نطاق واسع خلال شهر أغسطس من عام 2015. وفي الـ13 من أغسطس/آب 2016 ألقت طائرات النظام السوري عشرات البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في مدينة داريا بريف دمشق الغربي يحتوي بعضها على مادة النابالم الحارقة، مما أدى إلى اشتعال حرائق في مبان سكنية، بالإضافة إلى حوادث أخرى استعمل فيها هذا النوع من القنابل المحرمة.







aljazeera
enabbaladi
hrw







 
موضوع متميز كالعادة يا اخ عمر المختار
لكنه يكشف مدى بشاعة وإجرام البشر عندما يكونون
بلا دين ولا أخلاق ولا وازع من ضمير !!!!!
نسأل الله العفو والعافية
 
عودة
أعلى