سحب أنظمة الدفاع الأميركية من المنطقة.. "التكتيك تغير" وموازين القوى "اختلفت"

يوسف بن تاشفين

التحالف يجمعنا🏅🎖
كتاب المنتدى
إنضم
15/1/19
المشاركات
63,927
التفاعلات
181,307
يشغل قرار الولايات المتحدة سحب منظومات دفاعية لها ومنصات صواريخ باتريوت من عدة دول عربية منها، الدوائر العسكرية والأمنية، باعتباره تغيرا كبيرا في الخارطة الأمنية للمنطقة.

ويرى خبراء عسكريون أن القرار سيؤدي إلى تغيير كبير في موازين القوى في المنطقة، معتبرين أنه استراتيجي قد يشير إلى حدوث تغير في السياسة الأميركية تجاه المنطقة.
ونقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، قوله إن سحب "الأصول الدفاعية" والمعدات والأفراد من المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، هو ضمن الجهود العسكرية الأميركية التي تركز على "تنظيم المهام والقوات لمواجهة الصين وروسيا".

وأصدر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تعليمات للقيادة المركزية الأميركية ببدء سحب المعدات "هذا الصيف"، وتشمل هذه المعدات منصات صواريخ باتريوت التي تعتبر حيوية للغاية للحماية ضد الغارات الجوية والهجمات الصاروخية المعادية.

ويعد هذا القرار أحد أكبر قرارات وزير الدفاع الأميركي أوستن، بما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، بحسب المحلل العسكري والضابط السابق في الجيش العراقي، عبد الرحمن آل جعفر.

ويقول آل جعفر لموقع "الحرة" إن "سحب الباتريوت والمعدات الدفاعية لن يكشف حلفاء الولايات المتحدة أمام الأخطار، لكنه يشير بوضوح إلى تحول في أولويات الإدارة الجدية، وتركيزها على مناطق أخرى في العالم وتحويل التمويل لها".

ومن وجهة نظر عسكرية، يقول آل جعفر، إن "الولايات المتحدة تتخلى فعلا عن مواقعها في العراق، بعد الضغوط التي واجهتها قواتها التي تقاتل تنظيم داعش من قبل جهات مسلحة مرتبطة بإيران"، مضيفا "إذا انسحبت القوات فعلا فمن غير المعقول ترك بطاريات الباتريوت وحيدة في البلاد".

منظومة الدفاع الأميركية باتريوت

منظومة الدفاع الأميركية باتريوت

هل "سيندم" بايدن؟

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، جيسيكا ماكنالتي، قبل أيام إنه "سيتم إعادة بعض القدرات والمنصات العسكرية إلى الولايات المتحدة للصيانة، بينما سيتم إعادة نشر معدات أخرى في مناطق أخرى".

وبحسب ماكنالتي فإن "القرار اتخذ بالتنسيق الوثيق مع الدول المضيفة لتلك المعدات وبشكل يضمن الحفاظ على قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا الأمنية" في المنطقة.

وتوقعت المحللة الأميركية المتخصصة بشؤون الأمن، مايا كارلين، أن "يندم الرئيس الأميركي على سحب القوات ومضادات الصواريخ والدفاعات الجوية من المنطقة".
وقالت كارلين في مقال نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، إنه "إذا لم يتمكن حلفاؤنا الاستراتيجيون في الشرق الأوسط من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوي والدعم، فقد يلجأون إلى خصومنا للقيام بذلك".

وأضافت المحللة الأمنية أن "الميليشيات المدعومة من إيران في العراق لا تزال تشكل تهديدا للقوات الأميركية في الوقت الذي تواصل فيه إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستهدف تلك القوات، بينما يحافظ المتمردون الحوثيون على تقدمهم في محافظة مأرب اليمنية".

لكن المتحدثة باسم البنتاغون، جسيكا مكنولتي كانت قد أكدت قولها: "نُبقي على وجود عسكري قوي في المنطقة، بما يتناسب مع التهديد، ونحن واثقون من أن هذه التغييرات لن تؤثر على مصالح أمننا القومي".
وأردفت "كما نحافظ على المرونة لإعادة قوات بسرعة إلى الشرق الأوسط إذا لزم الأمر".

هجمات إيران والحوثيين

وأكدت كارلين التي استذكر مقالها الهجمات الإيرانية على القواعد الأميركية في العراق، وهجمات الحوثيين على المصالح السعودية، إن "بينما تقوم إيران بخطوات جريئة في المنطقة، يوجه البيت الأبيض بخفض الدعم الدفاعي لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وتبدو الإدارة مركزة على العودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015".

وأضافت "تأتي هذه الانسحابات بعد أن هاجمت الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران المصالح الأميركية أكثر من 45 مرة منذ بداية العام الحالي فقط"، بينما "تظهر الهجمات الحالية مدى تطور التقنيات التي تمتلكها تلك الميليشيات وتقدمها".

"التكتيك تغير"

لكن المحلل العسكري والضابط في القوات الخاصة العراقية السابقة، مزهر الشيخلي، يقول إن "القرار يعني أن تعريف العدو تغير بشكل كبير بالنسبة للإدارة الأميركية الجديدة".
ويضيف الشيخلي لموقع "الحرة" أن "إيران لم تكن يوما تهديدا حقيقيا للقوات الأميركية، على الرغم من أنها قادرة تماما على التسبب بالصداع التكتيكي للقوات المسلحة الموجودة في تلك المنطقة".

وبحسب الشيخلي فإن "وجود قوات كبيرة في الحقيقة يعني مساحة أكبر للإزعاج تستطيع إيران أو وكلاؤها استغلالها، بينما الاحتفاظ بقوات صغيرة ومرنة الحركة هو التكتيك المناسب للرد على الاستهدافات المتكررة، خاصة وأن حربا مفتوحة بين الطرفين لن تؤدي سوى لدمار كبير في المنطقة، وهي خارج الحسابات الحالية لطهران وواشنطن".
ويعتقد الشيخلي أن "الصين، وليست روسيا حتى هي ما يقلق الإدارة الأميركية التي لم تخفف لحد الآن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة السابقة ضد بكين".

ويقول الشيخلي إن "حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة – عدا العراق – يتمتعون بإمكانيات كافية جدا لمواجهة التهديد الإيراني، ولهذا فإن وجودا عسكريا كبيرا ومكلفا وغير فعال هو غير مبرر في الوقت الحالي بالنسبة لواشنطن".

التواجد لا يزال "قويا"

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون)، جون كيربي، الاثنين، إن الولايات المتحدة تملك "وجودا قويا" في الشرق الأوسط، مضيفا أن الوزير أوستن، مقتنع بضرورة الحفاظ على هذا التواجد.

وتعليقا على سحب واشنطن بعض القوات والقدرات من المنطقة، قال كيربي، إن "هذا الأمر شائع، ويساعد في على الحفاظ على جاهزية هذه القدرات"، مؤكدا أن وزير الدفاع لن يتخذ أي قرار مماثل إذا ما كان يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر".

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قولهم إن واشنطن "تخفض بشكل حاد عدد الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط"، ضمن عملية "إعادة تنظيم كبيرة للوجود العسكري الأميركي هناك".

وقالت الصحيفة إن "العملية تهدف لسحب نحو ثماني بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ من دول من بينها العراق والكويت والأردن والسعودية"، كما إنه يجري أيضا، بحسب المسؤولين الذين لم تكشف الجريدة عن أسمائهم "سحب نظام مضاد للصواريخ آخر يعرف باسم "ثاد" المتخصص بالدفاع الجوي من على ارتفاعات عالية، من السعودية، وسيتم أيضا تخفيض أعداد أسراب المقاتلات النفاثة المخصصة للمنطقة.

دول المنطقة "قادرة على حماية نفسها"


ويقول ضابط رفيع في الدفاع الجوي العراقي إن "القرار الأميركي لن يؤثر بشكل كبير على قدرات الدفاع الجوية العراقية، لإن بطاريات الباتريوت نصبت لحماية القواعد التي تستضيف جنودا أميركيين في البلاد".

ويضيف الضابط، الذي طلب عدم كشف اسمه، لموقع "الحرة" إن "المعدات الدفاعية الجوية العراقية تعتمد على منظومات اعتراض وكشف مختلفة، ولن تتأثر بالانسحاب بشكل مباشر لكنها ستتأثر إذا قررت قوات التحالف الدولي إيقاف الدعم التكنولوجي والمالي لسلاح الدفاع الجوي العراقي".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن "إدارة بايدن إلى نقل العلاقات مع روسيا إلى وضع أقل توترا، مما يسمح لها بقضاء وقت أقل في القلق بشأن الهجمات الإلكترونية الروسية وحشد القوات لمواجهتها، والتركيز على الصين بشكل كامل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي البنتاغون قولهم إن "القوات العراقية يمكن أن تؤمن البلاد بشكل جيد، كما إن معظم المعدات العسكرية التي يتم إزالتها تأتي من المملكة العربية السعودية، التي "تستطيع الدفاع عن نفسها بشكل ممتاز".

قوات من الجيش العراقي

تقول الإدارة الأميركية إن القوات العراقية قادرة على حماية البلاد

وعززت الولايات المتحدة تواجدها العسكري في السعودية في أعقاب هجوم أيلول 2019 على المنشآت النفطية في البلاد، والذي اتهمت إيران بتدبيره، وتسبب بتعطيل جزء من إمدادات النفط العالمية.

وفي أعقاب الهجوم، أرسلت الولايات المتحدة جنودا إلى المملكة، كما أرسلت بطاريتي صواريخ باتريوت ونظام ثاد للدفاع الجوي


الحرة واشنطن
 
عودة
أعلى