روسيا تكشر عن أنياب أسلحتها التكنولوجية في أوكرانيا ضد تقنيات الأسلحة الغربية

الصيد الثمين

التحالف يجمعنا
عضو مميز
إنضم
26/4/22
المشاركات
920
التفاعلات
2,106
روسيا تكشر عن أنياب أسلحتها التكنولوجية في أوكرانيا ضد تقنيات الأسلحة الغربية

تغيير الجهاز الأمني الروسي:

تكلمنا من قبل أن فشل الخطة الروسية الأولى للعملية العسكرية الخاصة، كان سببه عملية اختراق استخباراتي أنجلو أميركي كبير ومؤثر لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أفشل خططه الانقلابية السياسية والأمنية والعسكرية في أوكرانيا، واطفاء فتيل تفجير ثورة شعبية معارضة لحكومة كييف المركزية، حيث كان التعويل الروسي على نتيجة فساد هذه الحكومة الدكتاتورية، وإحباطها للآمال الأوكرانية التي عولت على وجودها بما ينفع الصالح العام؛ وكان هذا التحليل المنطقي لمجريات الوقائع الحسية.

إلا أنه تبين فيما بعد أن هذا السيناريو المنطقي أبعد ما يكون عن الواقع الفعلي، لأن الأوكران كانوا متأملين ومتأثرين بالوعود الغربية وثمراتها مع وجود حكومتهم الفاسدة، من حيث الحياة الرغيدة والحرية والرفاهية، الناتجة عن دخول أوكرانيا بالاتحاد الأوربي الاقتصادي، وتحقيق أمان أوكرانيا بدخولها في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" من ناحية الأمن الداخلي، ومن الناحية العسكرية، وكانت هذه النواحي مجتمعة السبب الرئيسي في عدم قدرة المخابرات الروسية على إشعال ثورة داخلية شعبية.

والسبب الأكبر في استبعاد حدوث اختراق أمني كبير لأسرار المخابرات الروسية من قِبل المخابرات الغربية، أن جهاز FSB الاستخباراتي الروسي هو وليد جهاز KGB السوفيتي الذي كان من أقوى أجهزة المخابرات العالمية من ناحية العمليات السرية وأمن المعلومات، وبوتين ثمرة ناضجة ومتفوقة وناجحة من ثمار هذا الجهاز المتميز العتيق والعريق والمتفوق بالخبرات التجريبية، وبوتين بإخلاصه ووطنيته، هو من ألحق كفاءة الجهاز الروسي الاستخباراتي الوليد بكفاءة الجهاز السوفيتي الوالد، ومكن فيه الجانب المعاصر للأساليب السوفيتية، وطور فيه وأحدث محترفي الهاكر، وخبراء الحرب السيبرانية.

إلا أن الذي حصل بالفعل هو أن الأمريكيان كانوا على دراية تامة أن بوتين سوف يكرر مخطط شبه جزيرة القرم في صورة جديدة تشمل عموم الأراضي الأوكرانية، وربما استندوا في ذلك على طبيعة بوتين في تكرار التجارب الناجحة وتطويرها، واكد ذلك تصريحات الروس بأنها سوف تكون عملية خاطفة وسريعة.

واليوم استدرك الروس هذا الخطأ في تصريحهم بأن ردة الفعل الروسية تجاه خطوة فلندا بطلب الانتساب للناتو، ستكون مفاجئة ولكن وفق رؤيا وزارة الدفاع الروسية، أي أن هذه المرة سوف تكون عسكرية، دون سلطة سياسية استخباراتية، أو قالوا ذلك من باب التورية والخداع وحفظ السرية.

وبتقديري المتواضع ستكون سياسية عسكرية بطريقة غير مباشرة تردع وترهب فلندا والسويد دون خوض حرب مباشرة ضد الدولتين، إنما يتجلى ذلك بكسر الجمود الميداني المفاجئ الحاصل بأوكرانية، بطريقة سوف ترهب العالم بأكمله.

ولكن هنا يجدر السؤال، كيف أفشل الغرب عملية روسيا الخاطفة الخاصة العسكرية، دون اختراق أجهزتها الأمنية؟

وللإجابة على هذا السؤال نقول:

إن جهاز الأمن القومي الأمريكي NSA ينفق المليارات بشكل سنوي ليطور بشكل كبير قسم تحليل المعلومات باختيار وتطوير الكوادر الخبيرة والذكية، وتجديد الكومبيوترات الفائقة الذكاء Hyper Computer القادرة على تحليل المعلومات الاستخباراتية، ويليهم بذلك جهاز المخابرات المركزية CIA من خلال وحدة ميدانية في أوكرانيا تسمى وحدة النمور التابعة لفرقة النشاطات الخاصة ٍSAD، تقوم هذه التشكيلات الاستخباراتية، بتحليل الاستراتيجيات الروسية الفكرية على مستوى المنظمات والمؤسسات الحكومية، وتحليل طرق تفكير الشخصيات الرأسية وخاصة القيادات الأمنية.

لذلك نجد أن أجهزة التحليل الأمريكية تابعت أيضاً سلوكيات شخصيات أوكرانية تميل لنصرة عودة القوة السوفيتية والهيمنة الروسية، وخاصة من منها من ذوي النفوذ ومن أصحاب السلطات التنفيذية في أوكرانيا، وبناءاً على ما تقدم كونت هذه الأقسام الاستخباراتية التحليلية الخاصة، صورة كلية عن العملية الأمنية العسكرية الخاصة الروسية، كانت السبب في افشال هذه العملية.

والدليل على عدم تمكن الاستخبارات الأنجلو أمريكية من اختراق مكتب الأمن الفيدرالي الروسي، هو نجاح القوة المظلية الخاصة الأمنية من تطويق المبنى الرئاسي في وسط كييف ومحاصرة الرئيس الأوكراني وعائلته بشكل كادت معه أن تعتقله، وأيضاً تمكن هذه القوة الخاصة من الهروب والاختباء في كييف بنجاح قائم إلى وقتنا هذا، إضافة إلى اختفاء ناجح لقوة الاستكشاف والمراقبة الخاصة في كييف أيضاً.

وكذلك وضع بوتين كبار ضباط الاستخبارات الروس تحت الإقامة الجبرية بفترة التحقيق والاكتفاء بخلع اثنين منهم من مناصبهم، وسجن ثالث بتهمة الإهمال والاخفاق بتقدير الأمور وليس الخيانة والعمالة، لأن حكم ذلك عند بوتين الإعدام أو التصفية الجسدية السرية.

كما رأى بوتين من خلال تجربته العسكرية في أوكرانيا أنه من الخطأ تقيد القيادات العسكرية بقيود سياسية وأمنية تتعارض مع نجاح الإجراءات والخطط والاستراتيجيات العسكرية، لذلك أوكل الملف العسكري الأمني لجهاز المخابرات العسكرية، وذلك وفقاً لرأي مجلس المستشارية الخاص السري الذي أنشأه أثناء هذه الحرب من عباقرة الخبرة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية في الأرضي الروسية ومن الدول الموالية للدولة الروسية.

وبعد نقل بوتين السلطة الأمنية للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، من مكتب الأمن الفيدرالي الروسي إلى جهاز المخابرات العسكرية، وذلك بعد حادثة تدمير أحدث دبابات روسيا العاملة القيادية المعروفة بدبابة الاختراق “Proryv-3" T-90M والتي تعتبر فخر الدبابات العاملة الروسية، والتي تبين أن تدميرها كان نتاج عمل مشترك بين الأوكران والمخابرات الأمريكية المركزية، حدثت بعدها تطورات ميدانية نوعية ناجحة جلية، سنتطرق لأهمها بعد أن نسرد قصة تدمير دبابة الاختراق الروسية، التي كان آخر رد فعلي انتقامي من أجلها تدمير مركز الاستخبارات الالكتروني الأنجلو أميركي وقتل من كان فيه.

قصة تدمير دبابة الاختراق:

أدخل الروس خلال المرحلة الثاني من الخطة البديلة الروسية من هذا النوع المتطور من دبابة الاختراق الثورية دبابة واحدة للاختبار قدراتها القتالية بشكل تجريبي عملي بالساحات الميدانية، وتم في فترة الخزن تمويهها وإخفائها قبل تجريبها بفروة خاصة وقائية من نوع ناكيدكا Nakidka، التي تقلل فيها البصمة الرادارية حتى ستة أضعاف البصمة الأساسية والحرارية لأكثر من ثلاثة أضعاف، وخفض نسبة الكشف الكهروبصري التمييزي بنسبة 30%.

وتتميز هذه الدبابة من الناحية النارية أنها ترمي قذائف بمدفعها الرئيسي بشكل مضاعف عن نظيراتها الروسية حيث يبلغ معدل رمايتها حتى ثمانية قذائف بالدقيقة، ومدى قذائفها المسددة المضادة للدروع الحرارية الجوفاء HEAT حتى 4 كم، وقذائف الطاقة الحركية الاختراقية APDS حتى 3 كم، وهو ما يجعلها بمصاف نظيرتها الأمريكية المطورة أبرامز ومجارية لها من هذه الناحية، أما قذائف الأغراض العامة الشديدة الانفجار HEF فيصل مدى رمايتها حتى 12 كم، وهو يتعدى كل الأمدية لدى الدبابات الأخرى العالمية، والدبابة مجهزة بمدفع مخصص أساساً لدبابة أرماتا، لذى يمكن تجهيزها بقذائف متطورة وموجهة بالليزر من نوع "فيخر" Vikhr 9K121 حتى مدى 8 كم مضاد للدبابات، وبسرعة 600 م/ث (1.8 ماخ)، وحتى مدى 10 كم ضد الحوامات، وقد يكون هذا التجهيز الخاص بالنسخة الروسية هو أحد أسباب تأخر انتاج الدبابة أرماتا المستقبلية.

والدبابة تتمتع بنظام حماية ورصد كهروبصري حراري ليزري راداري، مرتبط بمنظومة Kalina المركزية وهذا النظام يؤمن لها حماية كاملة ضد كافة المقذوفات المضادة، من كل اتجاه بزاوية 360 درجة أفقية وزاوية 180 راسية، أي مظلة كشفية نصف كروية لا يوجد بها نقطة عمياء، ويرتبط هذا النظام المتكامل بشكل أتوماتيكي بنظم الحماية النشطة مثل منظومة الدروع الوثابة الصديه بالتفجير Arena-M أو دخان شتورا الحاجب والمضلل لكافة أنظمة التوجيه الرادارية والحرارية والليزرية وحتى الابترونية، إضافة إلى الدروع المثبتة على جسم الدبابة شبه النشطة التفاعلية الميكانيكية الثنائية التفجير الردي الترادفي من نوع ريليكت Relict، ونظام كالينا أساساً متخصص بإدارة النيران الدبابة بشكل آلي لنيران المدفع الرئيسي عيار 125 ملم، والمدفع الرشاش 12.7 ملم فوق البرج، والمعزز بمجسات حرارية ليزرية حركية ضد المخاطر القريبة الأرضية والجوية، لذلك فهو ينهي التهديدات الأرضية والكمائن القريبة، والتي منها تهديد المقذوف السويدي "كارل غوستاف" الذي ادعت أوكرانيا أنه هو الذي دمر دبابة الاختراق الروسية.

إضافة لحماية الكترونية إيجابية بالموجات الكهرومغناطيسية، وهذه الأخيرة هي من شوشت على القذيفة المدفعية الأمريكية عيار 155 ملم، من نوع إكسكاليبور M982 Excalibur التي أطلقت من مدفع هاوتزر M777 حيث شوشت على موجات الرنين المغناطيسي الخاصة بتوجيه الأقمار الصناعية GPS مما أدى إلى حرف القذيفة عن الدبابة، إلا أن القذيفة الأمريكية الموجه التفجير المباشر تجاه الهدف، والثنائية التوجيه أي بالقصور الذاتي أيضاً، مبرمجة أيضاً على الانفجار الذاتي البساطي الجانبي بانفجار حراري ضاغط بحالة الانحراف والاقتراب من الأرض، حيث أدى هذا الانفجار الحراري بموجة الصدم الجانبية التي تعتمد على قوة تأثير العصف الحراري، إلى تعطيل الآلة الحركية بالدبابة الروسية، فغادرها الطاقم بعد أن أمر قائدها وقائد الكتيبة المدرعة، الدبابة التي كانت مواكبة لها بالخلف بتوجيه بعد المغادرة لقذيفة مدمرة إما حرارية اختراقية، أو ربما شديدة الانفجار استهدفت مؤخرة الدبابة، حتى لا تقع بيد الأوكران سليمة، ويتم كشف تقنياتها السرية، مع العلم أن هكذا دبابات تكون مجهزة بآلية تعطيل وصهر وتفخيخ داخلي للأجهزة الحديثة الإلكترونية.

إلا أن ترك الدبابة في أرض المعركة شبه مدمرة كان خطأ أمني، إذا كان الأجدى هو إما حملها خارج أرض المعركة بشاحنة خاصة، أو اتمام تدميرها بشكل يخفي معالمها تماماً ويضمن صهر وتعطيل كافة تقنياتها الداخلية، وهذا الأمر يبرع به المخابرات العسكرية، أكثر من المخابرات العامة الفيدرالية، وكان الأمر لا بد منه حتى لا يتم التشهير بالدبابة إعلامياً من جهة العدو، كما حصل بالفعل.

وحقيقة هذا السيناريو فتح سيناريو جديد حول طريقة اسقاط فخر الطائرات النفاثة الروسية المتعددة المهام سوخوي 35 فوق مدينة إيزيوم شمال خاركييف، والذي كان مرجح أنه كان بواسطة صاروخ "بيتشورا تو" التكتيكي المضاد للجو، ولكن الجديد أن الطائرة سقطت بكمين بالمدفعية المضادة م/ط، كون طيرانها كان منخفض، وهو سيناريو أكثر منطقية لأن سوخوي 35 محمية جيداً ضد كافة الأخطار الصاروخية المضادة.

وقد أرسل الروس بعد ذلك قطار إلى إقليم دونباس يحمل 20 دبابة T-90M مجهزة على ما يبدو بمنظومة حماية ليزرية مضادة لكافة الأخطار المضادة المتفجرة الأرضية والجوية مرتبط بنظام الحماية كالينا بشكل آلي بمستويين من الطاقة إعمائي وتعطيلي وربما مستوى ثلاث تفجيري، يغطي كافة الاتجاهات، وفي حالة وجد المستوى التفجيري الذي يحتاج إلى مدخرات صغيرة نووية تولد طاقة هائلة جداً، فربما يصحب ذلك تفعيل جدر صديه مغناطيسية ذات طاقة عالية الكثافة مقاومة حتى لقذائف الطاقة الحركية، اشتهرت بالحقبة السوفيتية دون تجربة ميدانية عملية.

وبما أننا تكلمنا على أسلحة الطاقة المباشرة المتمثلة بتقنيات الليزر فقد نشر الروس أيضاً مدافع ليزرية عالية الطاقة حارقة ومفجرة ضد الأهداف الجوية الصغيرة الحجم والضئيلة البصمة الرادارية والحرارية، من نوع "زاديرا" وذلك لأنها معززة بنظام ابتروني "كهروبصري حراري" فائق الدقة والكشف وقد قام أحد هذه المدافع الليزرية وفق التصريحات الأولية الروسية، بإحراق وتفجير درون أوكراني من مسافة أكثر من 5 كم وخلال أقل من 5 ثواني.

ونشر الروس أيضاً منظومة ليزرية بعيدة المدى حتى 1500 كم من نوع "بيريسفيت" لاعماء الأقمار الصناعية وربما تعطيل دارتها الداخلية، لم تستخدم بعد لضرورات تكتيكية عسكرية.

وفي إطار لا زال سرياً، هناك معلومات مسربة، لم تؤكد بعد من جهة رسمية، أو تم تداولها من جهة اعلامية موثوقة، أن روسيا جربت قنبلة الكترونية متطورة محدودة المساحة التأثيرية، في طبقة الستراتوسفير الجوية، لصد هجوم أوكراني كبير استهدف جزيرة الثعبان، تركزت طاقتها بموجات الميكروويف الالكترومغناطيسية بطريقة تسليط مخروطية من الأعلى إلى الأسفل، على الجيب البحري الذي شماله أوديسا وشرقه شبه جزير القرم، بعد أن أخلت روسيا الأجواء الأوكرانية لمساحة كبيرة حول جزيرة زيمبي "الثعبان" من كافة الطائرات المحلقة الروسية المأهولة والمسيرة وحتى قطعها البحرية، لينتج عنها اسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية، ونفاثتين هجوميات من فئة سوخوي السوفيتية، وثلاثة حوامات ناقلة للقوات الخاصة الأوكرانية، كما عطلت ثلاثة أو أربعة زوارق انزال صغيرة، وهو ما يفسر غياب منظومة تريومف اس 400، التي كانت متواجدة على بعد 200 كم في شبه جزيرة القرم، ونتيجة هذه الخسائر الكبيرة أوقفت أوكرانيا هجماتها على جزيرة زيمبي.

فإن صح هذا التسريب السري فهي رسالة مبطنة للدول الغربية على مدى تطور التكنولوجيا الروسية في مجال الحرب الالكترونية، وليكون هذا الاستخدام المصغر للقنابل الالكترومغناطيسية ثلاث استخدام بعد أمريكيا في العراق ومن بعدها تركيا.

وأنا بصراحة أميل إلى تصديق هذا التسريب لأن تكراره يمثل أفضل وسيلة لإيقاف سيل الصواريخ المضادة للسفن، المتوقع لاستهداف أسطول روسيا في البحر الأسود في حال اقترابه النسبي من الشواطئ الأوكرانية، بصواريخ بحرية أنجلو أميركية متمثل غالباً بصواريخ بيونغ هاربون Boeing Harpoon الأمريكية التي تعتمد مناورة القشط البحري Sea Skimming المنخفض الصامت الذي يقلل فرص كشفه حتى المرحلة الأخيرة، والصاروخ الأمريكي الأكثر خطورة Naval Strike Missile NSM الذي يعتمد بالإضافة لنمط الاختراق بالقشط البحري، تقنية التسلل Stealth Technology لذلك فالحل الوحيد لتجنب حدوث هذه المجزرة البحرية هي استخدام هذه القنبلة الإلكترومغناطيسية من جديد.

وقد قامت روسيا بالإعلان بشكل رسمي عن استخدام مقاتلة SU-57 Felon المتعددة المهام الشبحية الخفية، والتي تعتبر منصة حرب الكترونية هجومية بتقنية وطاقة فائقة وغير عادية، والمجهزة أيضاً بصواريخ كروز شبحية ثلاثية التوجيه بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية وابترونية التوجيه بالمرحلة الأخيرة من نوع اكس 59 Kingbolt KH-59MK2 التي يبلغ مداها أكثر من 500 كم بسرعة 300 م/ث متعددة الأغراض ضد أهداف حساسة وحيوية واستراتيجية بطريقة صامتة وغير مرئية، وذلك لتخفيف قدرة الناتو على كشف النشاطات الجوية الروسية، وبغية مباغتة الأهداف الحيوية، والتي منها منصات إطلاق صواريخ الدفاع الجوي فافوريت S-300PMU2 Favorit التي تعتبر خطيرة على أحدث الطائرات الروسية لأنه إن صح الخبر فقد أسقطت بصاروخين أو أربعة يوم الأربعاء 18-5-2022 طائرة هجومية من نوع بطة الجحيم SU-34M Fullback فوق مدينة كوبيانسك بمنطقة خاركييف في أوكرانيا، خاصة أن هذه المنصات بدأت تستعين برادارات طائرة الإنذار الأمريكية أواكس بدل راداراتها الأرضية التي كانت طائرات SU-35S Super Flanker لها بالمرصاد بالصواريخ المضادة للرادارات بتتبع موجات الرادار اكس 31 Krypton KH-31P الذي يبلغ مداه 110 كم وسرعته 1155 م/ث (3.5 ماخ).

وأخيراً دفع بوتين بطراده الأسطوري بطرس الأكبر "بيوتر فيليلكي" المتقدم كبديل استراتيجي عن طراد "موسكو" الغارق المتقادم، وهو طراد يعمل بالوقود النووي الذي يستطيع توليد الكهرباء لمدينة تعداد سكانها 80 ألف نسمة، واخضع لبرنامج تطوير استمر حتى عام 2021 حيث زود بتقنيات سرية يتوقع أن يكون أبرزها تزويده مدافع ليزرية سرية ذات طاقة هائلة ومدى كبير حتى 50 كم، تصهر هذه المدافع الأسطورية وتفجر بطاقتها المباشرة، كل ما يطير أو يطفو على الماء من الزوارق السريعة، بالإضافة إلى منظومة حرب الكترونية فائقة السرية دفاعية وهجومية، ونظم اتصالات متطورة مع الأقمار الصناعية، ويعتقد أنه زود بثمانين صاروخ كروز تسيركون ذات السرعة الفرط صوتية وعدد مماثل من الطوربيدات المتطورة البحرية يمكن إطلاقها مجتمعة خلال نحو 50 دقيقة، ليقطع تسيركون حتى مدى نحو 500 كم، وزودت أيضاً بنحو 120 من صواريخ كروز كاليبر التحت صوتية حتى مدى 3600 كم يمكن اطلاقها كاملة خلال ثلاثة دقائق، إضافة إلى 96 صاروخ تريومف اس 400 حتى مدى 200 كم بسرعة فرط صوتية يمكنه استهداف 48 هدف جوي بوقت واحد، وثمانون صاروخ "شتيل تو" حتى مدى 70 كم بسرعة فرط صوتية أيضاً ضد الأهداف الجوية، وصواريخ OSA-MA2 بسرعة 1300 م/ث حتى مدى 20 كم، وعلى المدى القريب يوجد 36 مدفع متعدد الفوهات دوار من نوع AK-630M2 عيار 30 ملم بمعدل رماية لكل مدفع يبلغ 140 طلقة في الثانية دفاعي بسرعة 7000 م/ث، ضد الأهداف الجوية والصغيرة السريعة البحرية، وحتى مدى 10 كم، ومنظومتي مدفع كاشتان Kashtan الدوار عيار 30 ملم الثنائي بمعدل رماية 10000 دورة في الدقيقة بسرعة 5000 م/ث والمدمج بمدفعبه مع ثمانية صواريخ فيربا Verba الحرارية المضادة للجو أيضاً، هذا عدى المدفع الرئيسي الثنائي الهاوتزر عيار 130 ملم حتى مدى 32 كم، أي أن هذا الطراد يملك قدرة هجومية ودفاعية مرعبة تمكنه من صد أكثر من 100 صاروخ مضاد للسفن البحرية بوقت واحد، لذلك هو طراد تحدي روسي للقوى الغربية، وبإمكانياته الفردية.

وقد اعتمد الروس بشكل تجريبي تكتيكي لكتيبة مدرعة مستقلة تكتيكية لعملية اختراق في الجبهة الأوكرانية كان عماد حمايتها الوقائي عدد كافي من الدرونات الروسية الاستطلاعية الضاربة والكميكازية، قامت باستجذاب كتيبتين أوكرانيتين لتوجه نحوهم قذائف مدفعيات دبابات الكتيبة الذكية من نوع "أتاكا" و"ريفليكس" Refleks عيار 125 ملم حتى مدى 6 كم، وقذائف مدافع ناقلات الجند المجنزرة BMP 3 الذكية عيار 100 ملم من نوع "باستيون" Bastion، حتى مدى 4 كم، ودانات مدافع هاون ذاتية الدفع من نوع "غران" Gran عيار 120 ملم حتى مدى 9 كم، وقذائف هاوتزر عيار 152 ملم من نوع "كراسنبول" Krasnpol حتى مدى 20 كم، وكلها تم توجيهها بليزر الدرونات الروسية.

وحققت بهذه الأسلحة الذكية انتصار نوعي على الكتائب الأوكرانية التي لازت بدورها بالفرار، وكانت هذه العملية النوعية الاختراقية رسالة شديدة اللهجة للناتو.

بل وتكرر الأمر بشكل آخر، حين قامت مجموعة من الدرونات الروسية بتوجيه قذائف كراسنبول مطورة من ناحية المدى حتى 33 كم ومن ناحية الدقة بجعلها ثنائية وثلاثية التوجيه أي إضافة لليزر بالقصور الذاتي وأقمار غلوناس الصناعية، وقد استهدفت بهذه القذائف كتيبة مدافع أوكرانية مكونة من 18 مدفع من أحدث المدافع المقطورة الأمريكية M777 وحاول الأوكران تضليل هذه القذائف الفتاكة بالدخان المعزز ببودرة الخزف المشتت لليزر والمانع للرؤيا الكهروبصرية، ولكن دون جدوى.

كما قامت المدفعية الصاروخية الروسية بإمطار خندق قتالي أوكراني بوابل من قذائف الراجمات الصاروخية الدقيقة من راجمات أرغون عيار 122 التي تفوق بالدقة قذائف غراد بخمسة أضعاف وبالتأثير التدميري بثلاثة أضعاف كونها تفجر بالطريقة التقاربية، فأبادت كل من كان في الخندق الطولاني.

وكل هذه العمليات الاختبارية، سوف تبنى عليها الاستراتيجية القادمة كمرحلة حسم للحرب لأن مخزون بنك الأهداف الروسية في أوكرانية على ما يبدو شارف على الانتهاء.

ولتجميد أي رد فعل جدي للأوكران في مرحلة الجمود الميداني الحالية، وأعني بالجمود أي عدم وجود تقدم ميداني واضح لكلا الطرفين؛ بدأ الروس بحملة قصف تمهيدية كبيرة ومستمرة لراجمات غراد بطريقة تبادلية، دون أي هوادة على جبهة الشرق الأوكرانية، يتخلله ضربات مدافع هاوتزر الروسية، بغية إحداث تدهور بالحالة المعنوية للمدافعين الأوكران، أثناء التحضير للمرحلة الأخيرة بإقليم دونباس، ولاستهلاك باقي الذخائر المتقادمة من قذائف غراد التي قاربت صلاحيتها الفعلية على الانتهاء.

ولأن الروس أهانوا المدفعية الأميركية M777 فإن أميركا تدرس تزويد الأوكران براجمات هيمارس HIMARS M142 القوية الذاتية الحركة التي يمكنها أن تعمل على مبدأ اضرب واهرب، بذخائر تعمل على مبدأ أطلق وأنسى، بعد إطلاق ستة قذائف صاروخية بثواني معدودة، لقذائف ذكية ومساحية عنقودية أو ضغطية حرارية، يصل مداها حتى 80 كم وغالباً سوف تزود أمريكا الأوكران بقذائف خاصة ذات رؤوس حربية أكبر حتى 300 كغ ومدى أقصر حتى 50 كم كحد أقصى وبسرعة فوق صوتية، كما هو الحال بصاروخ "ديب سترايك" Raytheon Deep Strike الذي يملك رأس حربي زنة 500 كغ ومدى يفوق 300 كم بسرعة تفوق سرعة الصوت بأكثر من ثلاثة أضعاف، إضافة لفكرة تصغير البصمة الحرارية، وبذلك يتميز الأوكران بعنصر المفاجئة بهذه الخاصية ودقة الإصابة مع زيادة القدرة التدميرية، والحقيقة أن أمريكا تتعمد تقليص أمدية قذائف المدافع الميدانية والصاروخية التي تعطيها للأوكران، حتى لا تستهدف هذه الأخيرة الأرضي الروسية وتصنع لها حرب عالمية.

كما تدرس وفق قانون الإعارة والتأجير تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت المضادة للجو من فئة PAK2 بتطويره الثالث الذي يصل مداه إلى 160 كم وسرعته 5 ماخ (1650 م/ث)، والمعزز بالنموذج PAK3 المتوسط المدى حتى مدى 30 كم بسرعة أكثر من 4 ماخ (1350 م/ث)، وممكن أن يكون من أحدث نموذج مطور منه، والذي يصل مداه حتى 100 كم والذي يمكنه اسقاط الذخائر الفرعية مثل الصواريخ المضادة للرادارات مع العلم أن رادارات الباتريوت تملك تقنية تضليل الصواريخ المضادة له التي تتبع موجته الرادارية، ومن الممكن أن تزود منظومة الباتريوت المرسلة إلى أوكرانيا بأحدث رادار الذي يبلغ مداه 600 كم ويغطي 360 درجة وبدقة كشفية تزيد على الجيل الأول منه 2500 مرة.

أما على المستوى الميداني وبعد تمكن الروس من ضم خمسة كتائب مدرعة مستقلة من جبهة شرق خاركييف، ارتدت بظاهر الأمر أمام الهجمات الارتدادية للألوية الميكانيكية الأوكرانية وأهمها اللواء 92 و93 وهما من قوات النخبة الأوكرانية بعد أن أتتهم تعزيزات ثقيلة غربية هجومية، وهذا دليل على أن من يتحكم بمستوى التحركات الميدانية الأوكرانية هم الناتو.

وكانت خطة الكتائب التكتيكية المستقلة دعم جبهة دونباس المقابلة للمناطق الانفصالية، وتفريغ الجبهة الشرقية لمنطقة خاركييف بغية إغراء ألوية النخبة الأوكرانية لتخطي الحدود الروسية لتتلقفهم قوات الاحتياط المدرعة الروسية على الحدود الشمالية الشرقية، وتدخلهم بإبادة فعلية جماعية.

إلا أن الأوامر الغربية منعتهم من هذا الاختراق الخطر، فعادت التشكيلات المدرعة الروسية لتطويق هذه القوى المنتخبة الأوكرانية من الجنوب والشمال، ومنعهم من اجتياز الحواجز المائية وعزلهم بذلك عن الامدادات اللوجستية.

وقد ساعد هذا الانسحاب التكتيكي للكتائب المستقلة التكتيكية في إتمام سيطرة الفصائل المسلحة DPR وقوات النخبة الشيشانية، على مساحة أكبر من منطقة دونيتسك إلا من جيوب صغيرة، أوكلت لقوات العمليات الخاصة الشيشانية "أخمات"، بمساعد ميلشيات دونيتسك، ولتتابع هذه التشكيلات الخاصة المدرعة على جبهة منطقة أو جمهورية لوغانسك مع مليشيات القوات الشيشانية "قدروفست" ومليشيات تلك المنطقة LPR، واليوم بدأت تشكيلات مدرعة على مستوى ألوية بالتدفق نجو إقليم دونباس مدعمة براجمات دقيقة وقوية من نوع أرغون اس عيار 220 ملم أحدثت اختراقات أكبر، وانهيارات أكثر في الدفاعات الأوكرانية بسبب دقتها ولأنها مزودة برؤوس عصف حرارية، وأدركت أمريكا خطورة هذه الهجمات الروسية فنصح مهندس سياستها الخارجية هنري كيسنجر الأوكران بترك إقليم دونباس بالكامل كمبادرة لوقف العملية العسكرية الروسية.

وتركز اليوم القوات المسلحة الروسية على إتمام السيطرة على كامل مناطق دونيتسك ولوغنسك، للتفرغ لمنطقة خاركييف والسيطرة عليها، وبذلك تكمل السيطرة على كامل إقليم دونباس، ثم التفرغ لميناء أوديسا وتطويقها من كل اتجاه واسقاطها، وتكون بذلك قد أتمت الاستيلاء على كامل الشريط الساحلي الأوكراني.
 
الأوكران يلجئون إلى محاولة تشتيت المجهود الحربي الروسي في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، بداية في منطقة خاركييف الذي بائت بالفشل بسبب تواجد كبير للقوات الفاعلة المدرعة الروسية، ثم لجؤوا لعملية خلق جيهة عدائية في جنوب أوكرانيا مواجهة لمنطقة خيرسون.
وذلك بعد أن تبينت الاستراتيجية الروسية الجديدة، وهي السيطرة التامة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك ثم منطقة خاركييف والتي بها يتم الاستيلاء على كامل إقليم الدونباس.
ثم ميناء أوديسا حيث سوف يوجه مجمل المجهود الحربي النشط.
 
كتمهيد للرد على التصعيد التسليحي الغربي للأوكران، روسيا تجرب صاروخها الاسطوري البحري الذي لا يقهر تسيركون "زيركون" حتى مدى 1000 كم وبسرعة تزيد على 3000 م/ث:

1648651749631.png
 
ولكن السؤال الآن؛ راجمات M142 HIMARS وراجمات M270 MLRS الأمريكيتان بصواريخ "ديب ستاريك" التي يتراوح مداها من 300 إلى 500 كم لما؟، هل لضرب العمق الروسي أو لنقل تخطي الحدود الروسية، أم للاستخدام المباعد للذخائر الفرعية الفائقة الذكاء Brilliant لمنع وردع الاختراقات المدرعة الروسية.
 
عودة
أعلى