اقتصاد بعد سنتين من الحرب التجارية على هواوي المكاسب و الخسائر .

صعب أن تنافس شركات التكنلوجية الأمريكية الكبيرة و لكن ليس مستحيل...!!
هواوي تم معاقبتها ليس بسبب قطاع الهواتف، الأمر اكبر بكثير من ذلك و الا كانت ستعاقب شاومي و اوبو أيضا لكن خطورتها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، يكمن في تفوقها في مجال الجيل الخامس الذي هو أيضا ليس مثل الجيل الرابع او الثالث للتواصل، بل هو منظومة كاملة متكاملة في البنية التحتية الإلكترونية و المترابطة و المتشابكة بينها.
صحيح غوغل ستجد نفسها أمام منافس جديد و خطير يمكن للشركات الصينية ان تنسخ يوتوب او فايسبوك او تويتر صعب في الأول أن تلقى قبول في العالم لكن مع مرور الوقت ستكسب زخم و قوة جديدة يمكنها مضاهات غوغل و غيرها
 
صعب أن تنافس شركات التكنلوجية الأمريكية الكبيرة و لكن ليس مستحيل...!!
هواوي تم معاقبتها ليس بسبب قطاع الهواتف، الأمر اكبر بكثير من ذلك و الا كانت ستعاقب شاومي و اوبو أيضا لكن خطورتها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، يكمن في تفوقها في مجال الجيل الخامس الذي هو أيضا ليس مثل الجيل الرابع او الثالث للتواصل، بل هو منظومة كاملة متكاملة في البنية التحتية الإلكترونية و المترابطة و المتشابكة بينها.
صحيح غوغل ستجد نفسها أمام منافس جديد و خطير يمكن للشركات الصينية ان تنسخ يوتوب او فايسبوك او تويتر صعب في الأول أن تلقى قبول في العالم لكن مع مرور الوقت ستكسب زخم و قوة جديدة يمكنها مضاهات غوغل و غيرها


ليس صعبا منافسه الشركه الامريكيه بل يمكن التفوق عليها والدليل على ذلك ان السبب الرئيسي لمعاقبه هواوي هو تفوقها الجيل الخامس .

اما من ناحيه ان الشركات الصينيه و استنساحها لانظمه والبرامج لايمكن ان يلقي قبول فهذا غير صحيح

و دليل ذلك هو تطبيق تيك توك رغم التحذير من انتهاكه للخصوصية و الا انه الان يعتبر الاسراع من حيث الانتشار مقارنه بالفيسبوك و غيرها من التطبيقات.

بالنسبه للمستهلك اذا كان المنتج فريد و جذاب فلا يهم خلفيته و اصله حتى الاتهامات الملقاه عليه .

ومن ناحية العقوبات فكثير من النقاد المنحازون لجانب الصيني يرون ان نظام تشي اخطا في عدم معاقبه ابل بالممثل و لضغط على اداره ترمب بكرت ابل .
 

“تيك توك” آخر الضحايا.. كيف وقعت كبرى الشركات التقنية بفخ الصراع الأمريكي الصيني؟




حربٌ عالمية جديدة من نوع آخر.. كيف أصبحت كبرى الشركات التقنية ضحية لصراعات أمريكا والصين؟


انزلقت الدول والشركات حول العالم في فخ المعركة الجارية من أجل مستقبل التكنولوجيا بين الولايات المتحدة والصين، وباتت مجبرةً على اختيار جانب في هذا الصراع الذي يكسر سلاسل التوريد العالمية ويُخرج الشركات من الأسواق المُربحة.
وكان آخر ضحايا هذه المعركة هو Tik Tok، تطبيق الفيديو الشهير بين المراهقين الذي يحظى بمئات الملايين من المتابعين الشغوفين في مختلف دول العالم، مثل الهند والولايات المتحدة. والتطبيق مملوكٌ لشركةٍ صينية، لكن مدير الشركة التنفيذي أمريكي الجنسية.
جاءت الضربة الأولى الشهر الماضي حين جرى حظر Tik Tok في الهند، بعد اشتباكٍ حدودي دموي مع الصين أودى بحياة 20 جندياً هندياً على الأقل. ويوم الإثنين 13 يوليو/تموز، قالت السلطات الأمريكية إنها تبحث حظر التطبيق لأنها تعتبره تهديداً محتملاً لأمنها القومي. وانتشرت هذه الأنباء بالتزامن مع إعلان الشركة استعدادها لمغادرة هونغ كونغ؛ نظراً للمخاوف حيال قانون الأمن القومي الكاسح الذي فرضته الصين على المدينة.

يقول ديبايان غوش، المدير المساعد لمشروع المنصات الرقمية والديمقراطية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، لشبكة CNN الأمريكية "إن عملية التحوّل إلى منصةٍ عالمية حقيقية تزداد صعوبة".

إذ تتنافس الولايات المتحدة مع الصين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس فائقة السرعة للمحمول، وغيرها من التقنيات. ورغم أن البلدين لديهما علاقات اقتصادية قديمة تسمح ببعض التعاون، لكن التوترات الأخيرة بشأن الأمن القومي دفعت بالحكومات والشركات إلى إعادة النظر في تلك الشراكات.

وبدأ نزف الصراع يُؤثّر على علاقة البلدين بالقوى العالمية الأخرى أيضاً. إذ تُعيد المملكة المتحدة مثلاً النظر في قرارها منح شركة التقنية الصينية Huawei فرصة المساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس بالبلاد.

منافسة شرسة

لطالما اختلفت وجهات النظر الأمريكية والصينية حول كيفية استخدام التكنولوجيا منذ عقود. وبينما قادت شركاتٌ مثل IBM وMicrosoft مركب الابتكار الأمريكي في الثمانينيات، كانت الصين تُرسي دعائم جدار الحماية الناري العظيم، وهو عبارةٌ عن آلية رقابة ضخمة تُخفي المحتوى المتوافر في كافة أنحاء الإنترنت. وخلال السنوات اللاحقة صنعت الصين إنترنت مُغلقاً ومُحكم الرقابة، حاز إعجاب الدول الاستبدادية الأخرى مثل روسيا، التي بدأت في إعادة هيكلة الإنترنت الحر وكبح جماحه بمساعدة التقنية الصينية.
ونمت استثمارات الصين في التكنولوجيا بسرعةٍ أكبر خلال السنوات الأخيرة بفضل استراتيجية "صنع في الصين 2025″، وهي خطة بكين الطموحة للتخلّص من اعتماد البلاد على التقنية الأجنبية عن طريق إنفاق مليارات الدولارات في مجالات مثل الاتصالات اللاسلكية، والرقائق الدقيقة، والروبوتات. واستجابت الولايات المتحدة بمحاولة الحد من التقدّم الصيني.
إذ اتّهمت إدارة ترامب الصين بسرقة التكنولوجيا الأمريكية، وهي القضية المحورية في الحرب التجارية المُدمّرة التي سيطرت على علاقة البلدين منذ عام 2018. وأصر المسؤولون الصينيون على إنكار تلك المزاعم، وجادلوا بأن كافة الأسرار التقنية التي تسلّموها كانت جزءاً من صفقات متفق عليها بين الجانبين. كما فرضت الولايات عقوباتها على كبرى الشركات التقنية الصينية، واتّخذت خطواتها للحد من وصول بكين إلى أسواق رأس المال الأمريكية الضخمة.

جدار برلين الافتراضي الجديد

بالتزامن مع تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم؛ حذّر بعض المحللين من أنّ التداعيات ستكون لها آثار كبيرة على كل القوى العالمية، إلى جانب الشركات التي تدير عمليات عبر حدودها.
إذ كتب مُحلّلو Eurasia Group أن "جدار برلين الافتراضي الجديد" سيُجبر اقتصادات العالم على اختيار أحد الجانبين. وقالوا إن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، مثل تايوان وكوريا الجنوبية، ربما يميلون أكثر إلى الصين لأنهم يُزوّدونها بأشباه الموصلات المتطوّرة التي تعتمد عليها الشركات الصينية من أجل منافسة منافسيها العالميين.
وقال سام ساكس، الباحث في مركز بول تساي الصين بكلية الحقوق في جامعة ييل، الذي يدرس الأمن السيبراني والعلاقات الأمريكية الصينية إن التوترات العالمية دفعت الدول إلى النظر للشركات التقنية بوصفها "قطاعات وطنية، وليس جهات فاعلة عالمية".
وربما صارت شركة Huawei هي أبرز مثال على هذا التحوّل. إذ تضغط واشنطن منذ أكثر من عام على حلفائها لإبقاء معدات الاتصالات الخاصة بالشركة الصينية بعيداً عن شبكات الجيل الخامس خاصتهم. وربما أثمرت تلك الحملة عن بعض النتائج في أوروبا: حيث قالت سلطات المملكة المتحدة الأسبوع الماضي إن العقوبات الأمريكية على الشركة ستضر على الأرجح بقدرة Huawei على الاستمرار في دور مُزوّد خدمة شبكة الجيل الخامس هناك، في حين نقلت وكالة أنباء Reuters البريطانية يوم الخميس التاسع من يوليو/تموز أن أكبر شركات الاتصالات الإيطالية ستستبعد الشركة الصينية من مناقصة معدات الجيل الخامس.
كما يُشير تقدم التكنولوجيا في أجزاء أخرى من العالم إلى وجود "تقنيات متعددة ومتطوّرة" تتجاوز المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وفقاً لكيسلايا براساد، أستاذ الأبحاث في كلية روبرت سميث للأعمال بجامعة ماريلاند.

التخلي عن اللامركزية

ليست هناك خياراتٌ سهلة أمام الشركات التقنية العالقة في محاولة التنقّل وسط هذا العالم. إذ قال مايكل ويت، الأستاذ المنتسب في الاستراتيجية والتجارة الدولية بكلية إنسياد الدولية للأعمال، إن الشركات يجب أن تختار بين التخلّي عن جزءٍ من العالم وبين إلغاء المركزية في عملياتها بدرجةٍ تُحوّل الشركة إلى كيانين منفصلين أو أكثر.
ويبدو أن القائمين على Tik Tok يُحاولون تطبيق النهج الثاني. إذ إن التطبيق مملوكٌ لشركة ByteDance ومقرها بكين، لكنّه حاول جاهداً أن ينأى بنفسه عن الشركة الأم. ففي مايو/أيار عيّن التطبيق المسؤول التنفيذي السابق لشركة Disney كيفن ماير في منصب المدير التنفيذي، وقال القائمون عليه مراراً إن خوادم البيانات بالكامل موجودة خارج الصين، حيث لا تخضع البيانات للقانون الصيني.
وربما تحاول الشركة تحقيق تباعدٍ أكثر دراماتيكية. إذ نشرت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية يوم الخميس تقريراً، نقلاً عن مصدر مطّلع على المسألة، قالت فيه إن شركة ByteDance تدرس إقامة مقرٍ رئيسي لتطبيق الفيديو خارج الصين أو تشكيل مجلس إدارة جديد للفصل بين الخدمة وبين البلاد. في حين أكد متحدث باسم Tik Tok لشبكة CNN الأمريكية أن الشركة الأم تدرس إجراء تغييرات على هيكل الشركة.
لكن ذلك قد لا يكون كافياً. إذ تحامل النواب الأمريكيون باستمرار على Tik Tok خلال الأسابيع الأخيرة. وفي حين تقول الشركة إنها لا تُمثّل أيّ تهديدات على الأمن القومي، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تطرّق إلى تلك المخاوف هذا الأسبوع حين طرح فكرة حظر التطبيق.
وقال ويت: "المشكلة هنا في وجهة نظري هي أن الأوان قد فات بالنسبة لهم. فضلاً عن أن اهتمام الرأي العام مُسلّط بالكامل عليهم. ولا أعتقد أن الأمور ستنتهي على خير بالنسبة لهم".



 
مروان سمور: سيناريوهات الصراع بين امريكا والصين


اصبح من المعروف ان مراكز الابحاث والتفكير الامريكية او ما يطلق عليه ” think tunks” لم تجمع على شكل وكيفية الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية والصين في المرحلة المقبلة , وماهية السيناريو المرتقب للعلاقة بين الدولتين , على اعتبار ان الصين – حسب اعتقاد بعضهم – اصبحت المنافس الأكبر والخطر القادم للولايات المتحدة , وانه يجب التصدي لها بشكل مباشر قبل ان يتفاقم الخطر بشكل اكبر .
وبالطرف الاخر هناك من ان اختلف بالتوصيف ومدى خطورة هذا الوضع , واعتبر الصين من النوع المتوسط الخطورة , واشار بان افضل اسلوب ناجع للتعامل مع الصين هو التفاهم معها على ارضية مشتركة , وخلق مساحة للاتفاق بين الطرفين .
وبالمقابل هذه المراكز البحثية وباحثيها لم يترجموا وجهات نظرهم إلى رؤى وتوقعات حاسمة بشأن المستقبل وبطريقة مفصلة .
وعلى سياق اخر ظهرت هناك “ نبوءة في العام الماضي تتحدث : عن حرب عالمية وشيكة بين الصين والولايات المتحدة في عام 2020 , وتناقلتها وسائل الاعلام المختلفة وبزخم شديد .
ويبقى السؤال ؛ الذي اصبح ملحا , هل تلك التوقعات والتنبؤات تاتي في سياق المبالغة ام هو واقع سيحدث وامر لا مفر منه ؟
واذا اردنا ان نعرف التوقعات يجب ان نبحث في انواع الخيارات المتاحة امام الدولتين للتعامل بينهما . والواقع اننا امام اربع سيناريوهات فقط , وهذه السيناريوهات هي :

السيناريو الاول : حرب عسكرية بين امريكا والصين


الواقع ان الولايات المتحدة والصين كلتاهما دولتان تملكان أسلحة نووية مدمرة ، وصواريخ عابرة للقارات تحمل رؤوسا نووية , لذلك من الصعب أن تكون بينهم حرب عسكرية مباشرة , وانها ان قامت يعني بكل بساطة هلاك الطرفين ومعهم البشرية جمعاء .
فلذلك فان الطرفان يعلمان ذلك جيدا . وان الحرب العسكرية المباشرة بين الدول الكبرى لن تعود مرة اخرى او تتكرر بشكل من الاشكال , وخاصة بعد التجربة المريرة التي عاشتها الدول الكبرى وعاشها العالم خلال الحربين العالميتين الاولى والثانية . والدمار الذي احدثتاهما تلك الحروب على كل الاطراف المتنازعة وغير المتنازعة وبدون استثناء .

السيناريو الثاني : قيام حرب باردة بين امريكا والصين


لقد عجز الاتحاد السوفييتي عن منافسة الولايات المتحدة – اثناء الحرب الباردة بينهما – اقتصادياً وتكنولوجياً واعلاميا وثقافيا , وحتى في حربه الناعمة كان قد اخفق فيها . وبالمقابل فإن الصين اليوم يختلف وضعها وحالها عن الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت , وهي منافس قوي على جميع الاصعدة .
ومستبعد ان يكون هناك سباق نووي وصواريخ موجهة لأهداف بالدولتين , ونموذج “حرب الفضاء وتحشيد واصطفاف كامل لكلا الدولتان وحلفائهما ضد بعضهما البعض” , هذا السيناريو لن يتكرر كما كان ابان وجود الاتحاد السوفيتي .
وان دخول الطرفين في حرب باردة ؛ سيكون له تأثير سلبي جدا على الاقتصاد العالمي , وتأثيره على أسعار البترول , وحركة النقل والتامين …الخ .
وقد شاهدنا كيف ان العالم تأثر سلباً خلال فترة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ؛ في السنوات والاشهر القليلة الماضية . وان قيام حرب باردة هي خطوة غير مرغوبة من كلا الدولتين .

السيناريو الثالث : استمرار سياسة الاحتواء الامريكي للصين


ان الحرب القادمة ستكون حرب تموقع واعادة تموضع في النظام العالمي الجديد وفق خريطة التنافس بين الولايات المتحدة والصين ,وتلمس كل منهما لوضعه ولموقعه الجديد في هذا العالم.
وان الولايات المتحدة ستستمر في حربها الباردة الاقتصادية نحو الصين ؛ من اجل عرقلة نمو الشركات الصينية الرائدة , وحضورها في الأسواق الغربية , كالقيود على شركة هواوي لمنعها من التوسع في عمل شبكات “الفور جي” , ولكن الصين في المقبل لن تصمت وسترد .
وايضا من الممكن ان تستخدم الولايات المتحدة كل الوسائل الممكنة لإضعاف الصين وشن حرب اعلامية عليها لتشويه سمعتها, وربما خلق المشاكل السياسية الداخلية والخارجية لها , والقيام بدعم مجموعات ارهابية لتهديد امنها .
ولكن هنا من الوارد جدا اتفاقهما ببعض الملفات والوصول لتفاهمات معينة , او قيام احد الطرفين بتسخين بعض الملفات او تبريد لملفات اخرى .
السيناريو الرابع : الوصول الى التهدئة والاتفاق بينهما


– ان كلا الدولتين على رأس الاقتصادات العالمية وعلى ذروة القوة العسكرية , فالنتيجة اذن ان هناك ردع متبادل من كلا الطرفين , وأن خيار اتفاقهما بشكل شامل , اقرب من وقوع اي خيار اخر .
وان من يراهنون على هذا السيناريو , يقولون : بان كل ما يحصل الان هو مزاج دولي غاضب , ومتعاظم من الصين , وسيزداد وصولا إلى حرب تجارية فقط ومؤقتة وستنتهي بشكل قريب . وربما يصل الامر لمطالبات من الصين بتعويضات ليست كبيرة , لو ثبت ان فيروس كورونا خرج من مختبرات صينية .

وبالنهاية , ارى ان خيار استمرار سياسة الاحتواء التي تنتهجها الولايات المتحدة في التعامل مع الصين (السيناريو الرابع) , هو الاقرب للتحقق في المدى المنظور , وممكن ان تحدث تهدئة وعمل صفقة بينهما ببعض الاوقات ومن ان لاخر , وتسخين هنا او تبريد هناك على بعض الجبهات .
وهذا يذكرنا بمبدأ : الواقعية السياسية في العلاقات الدولية : الذي طبقته الولايات المتحدة سابقا مع الصين , وكسر جبل الجليد في علاقاتهما عندما قام الرئيس نيكسون بزيارة الى الصين عام 1972 . وعما عرف لاحقا بدبلوماسية “البنغ بونغ” ,
وقد انعكس ذلك ايجابا فيما بعد ؛ عندما اقاموا العلاقات الدبلوماسية الرسمية عام 1979 , وهذا هو السيناريو المرجح والذي سيحصل عما قريب على ما اظن .


 
بعد "هواوي" .. "تيك توك" يدخل حلبة صراع القوى بين واشنطن وبكين

يمر تطبيق "تيك توك" ذائع الصيت بواحدة من أصعب الاختبارات مع توالي الضربات التي يتعرض لها من عدة دول ومؤسسات حكومية وخاصة.

وبعد هدوء نسبي مؤخراً لأزمة الولايات المتحدة مع شركة هواوي الصينية، بدأت أصابع الاتهام الأمريكية تستهدف النجم الجديد في سماء تطبيقات التواصل الاجتماعي بدعوى القلق حيال خصوصية البيانات.

95811400-1be3-4c39-b489-b7038abb6e9f.jpg


الانطلاقة والتوسع

بين العشرات من تطبيقات التواصل الاجتماعي حول العالم، يعتبر "تيك توك" أكثرها إثارة للاهتمام والجدل مؤخراً.

التطبيق الصيني المملوك لشركة "بايت دانس" الخاصة والذي ظهر في عام 2016 يعتمد على تصوير المستخدمين لمقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى 15 ثانية عبر تحريك الشفاه أو تأدية مشاهد فكاهية مع استخدام قاعدة بيانات واسعة تتضمن مؤثرات صوتية.

وأسست "بايت دانس" في عام 2012 الشاب البالغ من العمر 36 عاماً "تشانغ يمينغ" والذي يرأس المؤسسة حالياً ويصل صافي ثروته لنحو 16 مليار دولار بحسب تقديرات "فوربس".

وشكل التطبيق ثورة في عالم منصات التواصل الاجتماعي مع حقيقة أنه يعتمد على محتوى أكثر خفة وتفاعلا وإبداعا مقارنة بنظرائه، خاصة بالنسبة للشباب الذين يمثلون الجانب الأكبر من مستخدمي التطبيق.

وجاءت انطلاقة "تيك توك" الحقيقية عبر استحواذ الشركة المالكة على منصة "ميوزكلي" في عام 2018 مقابل مليار دولار، لتندمج حسابات المستخدمين في التطبيق الصيني مع "تيك توك".

واستفاد "تيك توك" من نحو 100 مليون حساب شخصي لمستخدمين عبر "ميوزكلي" تم دمجهم في التطبيق الجديد، وهو ما ضمن له وجوداً كبيراً وسهلاً في العديد من بلدان العالم وخاصة الولايات المتحدة.

ويتاح التطبيق حالياً في أكثر من 150 دولة حول العالم باستخدام 39 لغة.

سحب البساط من الجميع

شهد "تيك توك" اهتماماً وانتشاراً متزايداً منذ عام 2018، لكن ضربة وباء "كوفيد-19" قدمت خدمة لا تنسى لتطبيق التواصل الاجتماعي.



وحقق التطبيق الصيني قفزة قوية في عدد المستخدمين وعدد مرات التحميل والوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصة مع بقاء الملايين حول العالم في منازلهم خوفاً من انتشار الفيروس.

ويصل عدد مستخدمي التطبيق لحوالي 800 مليون مستخدم نشط شهرياً حول العالم، مع وصول متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص على التطبيق لنحو 45 دقيقة.

ومن بين الفئات العمرية المختلفة، يمتلك "تيك توك" شعبية واسعة في أوساط المراهقين بشكل خاص والذين يمثلون 60% تقريباً من عدد مستخدميه.

وفي الربع الأول من عام 2020 بلغ عدد تحميلات التطبيق حوالي 315 مليون تحميل، وهو أعلى رقم يسجله أي تطبيق في فصل واحد، وليصل إجمالي عدد مرات تحميل التطبيق عالمياً لأكثر من ملياري مرة عبر "آبل ستور" و"جوجل بلاي" معاً.

وتمثل الهند حوالي 30% من إجمالي عدد مرات تحميل التطبيق، يليها النسخة الصينية والتي تعادل 9.7% من الإجمالي ثم الولايات المتحدة بـ8.2%.

b919eac1-af67-472d-a281-7fa9a4be5ba0.jpg


وحققت شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق التواصل الاجتماعي قفزة في إيرادات الربع الأول من العام الجاري، بفضل تزايد عدد المستخدمين مع بقاء ملايين الأشخاص حول العالم في منازلهم.

وبحسب تقارير، بلغت إيرادات الشركة الصينية غير المقيدة في سوق الأسهم 40 مليار يوان (5.6 مليار دولار أمريكي) في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، بزيادة 130% مقارنة بنفس الفترة قبل عام واحد.

ويأتي القسم الأكبر من الإيرادات من الإعلانات عبر منصات الشركة في الصين خاصة مجمع الأخبار "جينري تويتو" وكذلك تطبيق "دوين" الذي يمثل النسخة الصينية من "تيك توك".

وتستهدف الشركة تحقيق إيرادات إجمالية خلال العام الحالي بقيمة 200 مليار يوان، مع حقيقة أن تقديرات تقييمها حالياً تتراوح بين 95 و140 مليار دولار، ما يجعلها أكبر شركة تكنولوجيا ناشئة في العالم.

حرب متعددة الجبهات

لكن الوجه الآخر للانتشار والتفاعل بالنسبة للتطبيق الصيني يتمثل في الاتهامات المستمرة بشأن عدم مواءمة المحتوى المقدم مع معايير وقوانين العديد من البلدان التي يعمل بها، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية ومدى الارتباط مع الحكومة الصينية.

وتعرض التطبيق الصيني في فبراير 2019 لغرامة قياسية بقيمة 5.7 مليون دولار من لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية على خلفية جمع معلومات شخصية مثل الأسماء والبريد الإلكتروني ومكان الوجود عن أطفال بعمر أقل من 13 عاماً.

كما منعت الهند في العام الماضي "تيك توك" مؤقتاً بسبب تأثيره السلبي على الأطفال، قبل أن تقرر مؤخراً – وسط تصعيد سياسي مع الصين – حظر وجود العديد من المنصات الإلكترونية الصينية ومنها تطبيق التواصل الاجتماعي عبر تطبيقات أجهزة آندرويد وآيفون.

وطوال الأشهر الماضية أعلنت جهات عسكرية أمريكية مثل القوات البحرية والجوية وخفر السواحل والأمن الداخلي وغيرها منع المنتمين إليها من استخدام تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني بسبب مخاوف متعلقة بخصوصية البيانات.

e6d66eff-8812-450a-a5c8-254c1ba94a6c.jpg


لكن الضربة الأقوى جاءت مؤخراً عبر اكتشاف مستخدمين لجهاز "آيفون" أن تطبيق "تيك توك" يقوم بالدخول إلى حافظة الهاتف، ما قد يمنحه قدرة على نسخ ما تم حفظه سابقاً من كلمات مرور وبيانات أخرى.

ومع ظهور تحديث لنظام "آي.أو.إس 14" الخاص بهواتف "آبل"، تلقى المستخدمون تنبيهاً يشير إلى أن عشرات التطبيقات ومنها "تيك توك" تحاول المرور إلى الحافظة.

وجاء رد الشركة المالكة للتطبيق الصيني بأن هذه الخاصية تم تنفيذها لمنع إعادة نشر نفس المحتوى عبر المنصة، مؤكدة أنه تم وقفها تماماً على أجهزة الآيفون مع عدم وجودها من الأصل في الهواتف العاملة بنظام آندرويد.

ودخل المسؤولون السياسيون على خط الأزمة سريعاً بتصريحات لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس حظر تطبيقات صينية للتواصل الاجتماعي منها "تيك توك" في الولايات المتحدة.

وتابع: "يمكن للناس تحميل التطبيق إذا كانوا يرغبون في وضع بياناتهم الشخصية بين أيدي الحزب الشيوعي الصيني".

وجاء الرئيس ترامب في اليوم التالي مباشرة ليؤكد أن إدارته تبحث حظر التطبيق كطريقة لمعاقبة الصين على تعاملها مع أزمة وباء كورونا.

01165f24-e473-4c01-866b-8826924d6147.jpg


واعتاد العديد من المشرعين الأمريكيين طلب بدء تحقيقات رسمية في علاقة الشركة المالكة للتطبيق مع الحكومة الصينية ومدى إمكانية تسليم بيانات المستخدمين إلى السلطات في بكين.

ولم تتوقف معاناة التطبيق الصيني على المستخدمين والمسؤولين، لكن شركات أمريكية وسعت نطاق الأزمة مع طلبها من الموظفين إلغاء التطبيق من أجهزتهم.

وفي نهاية الأسبوع الماضي ذكرت تقارير صحفية أن شركة أمازون طالبت الموظفين بإزالة "تيك توك" من الهواتف الجوالة الخاصة بهم حتى لا يتعرضوا للمنع من الوصول للبريد الإلكتروني الخاص بالشركة عبر هواتفهم.

ولكن بعد ساعات قليلة خرجت الشركة الأمريكية لتعلن أن هذا البريد الإلكتروني تم إرساله بـ"الخطأ" وأنها لم تغير سياستها حيال التطبيق الصيني.

كما طالب بنك "ويلز فارجو" من الموظفين إلغاء تطبيق "تيك توك" من أجهزة الشركة، بدعوى المخاوف المتعلقة بالأمن والخصوصية بالإضافة إلى الالتزام باستخدام ممتلكات المؤسسة في العمل فقط.

ولم يشفع للتطبيق حقيقة أن رئيسه الحالي هو "كيفين ماير" الأمريكي والمدير السابق لخدمات بث "ديزني"، بل تعرض الأخير لاتهامات من جانب مستشار ترامب "بيتر نافارو" والذي اعتبره بمثابة "دمية أمريكية".

ومع الحملة الحكومية والخاصة على التطبيق الصيني مؤخراً يشعر الكثير من المستخدمين بالقلق خوفاً من حظر التطبيق المحبب إليهم، ناهيك عن مشاهير "تيك توك" الذين يمتلكون متابعين كثيرين وذلك يضمن لهم أرباحاً شهرية كبيرة في الوقت الحالي.
 
بقيادة هواوي.. تحالف شركات صينية لتطوير متجر تطبيقات يتحدى غوغل بلاي

34f157a1-eac9-4593-95b1-240937673ed1.jpeg


منصة "جي.دي.إس.أي" ستتيح لمطوري التطبيقات رفع تطبيقاتهم إلى متاجر هواوي وحلفائها في وقت متزامن (مواقع التواصل)

تضافرت جهود كل من شركات هواوي وشياومي وأوبو وفيفو الصينية لبناء منصة للمطورين خارج الصين، من أجل تحميل التطبيقات إلى متاجر تطبيقاتها بشكل متزامن، في خطوة يقول محللون إنها تهدف إلى الحد من هيمنة متجر غوغل بلاي.
وتعمل الشركات الأربع على مواجهة العراقيل بتطوير منصة تعرف باسم "تحالف خدمة المطورين العالمي" (جي.دي.إس.أي)، تهدف إلى التسهيل على مطوري الألعاب والموسيقى والأفلام والتطبيقات الأخرى، تسويق تطبيقاتهم في الأسواق العالمية، وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن أشخاص لديهم معرفة بهذا الأمر.
وقالت المصادر إن الهدف كان في البداية إطلاق المنصة في مارس/آذار، رغم أن من غير الواضح كيف سيتأثر هذا الموعد بتفشي فيروس كورونا الجديد.
ويقول موقع ويب أولي إن المنصة ستغطي في البداية تسع "مناطق" منها الهند وإندونيسيا وروسيا.
وقد أكدت أوبو وفيفو (المملوكتان لشركة بي.بي.كي إليكترونيكس الصينية) وشياومي أنها انضمت إلى تطوير المنصة، كوسيلة لتحميل التطبيقات إلى متاجر تطبيقاتها في وقت متزامن.
وقال متحدث باسم شياومي إن التحالف لا يهدف إلى تحدي غوغل، ونفى صلة هواوي بذلك، لكن أوبو وفيفو لم تذكرا هواوي في بياناتهما، في حين رفضت هواوي التعليق، كما رفضت غوغل طلبا مماثلا لوكالة رويترز.
يذكر أن غوغل -التي حظرت خدماتها في الصين- جنت في 2019 نحو 8.8 مليارات دولار على مستوى العالم من متجر تطبيقاتها "غوغل بلاي"، وفقا لكاتي وليامز المحللة في شركة سنسور تاور، كما تبيع الشركة محتوى -مثل الأفلام والكتب والتطبيقات- على متجرها مقابل عمولة نسبتها 30%.
وتقول نيكول بينغ نائبة رئيس شركة كاناليز لشؤون الأجهزة المتنقلة، إنه "بتشكيل هذا التحالف فإن كل شركة تتطلع إلى الاستفادة من مزايا الشركات الأخرى في المناطق المختلفة، مع قاعدة المستخدمين القوية لشياومي في الهند، ولفيفو وأوبو في جنوب شرق آسيا، ولهواوي في أوروبا".

وتضيف أنه من ناحية ثانية، سيتيح هذا التحالف للشركات الصينية البدء في بناء قدر أكبر من القوة التفاوضية ضد غوغل.
ووفقا لشركة الاستشارات العالمية "آي.دي.سي"، فإن الشركات الأربع شكلت مجتمعة 40.1% من إجمالي شحنات الهواتف العالمية في الربع الأخير من عام 2019.
وفي حين تتمتع كل من أوبو وفيفو وشياومي بإمكانية الوصول الكامل إلى خدمات غوغل في الأسواق الدولية، فإن شياومي فقدت هذه الميزة في الأجهزة الجديدة العام الماضي، بعدما منعت الولايات المتحدة المزودين الأميركيين من بيع الشركة الصينية السلع والخدمات بذريعة المخاوف الأمنية.
ويرى محللون أن منصة "جي.دي.إس.أي" قد تكون قادرة على جذب بعض مطوري التطبيقات، من خلال توفير قدر أكبر من التعرض للمستخدمين مقارنة بمتجر غوغل بلاي المزدحم بالفعل، ويمكن للمنصة الجديدة أن توفر لهم حوافز مالية أفضل.
وتقول وليامز إنه من خلال تسهيل الأمر على المطورين لزيادة وصولهم إلى متاجر تطبيقات متعددة، فإن هواوي وأوبو وفيفو وشياومي ستجذب المزيد من المطورين، وفي نهاية المطاف المزيد من التطبيقات.
ومع ذلك، ترى بينغ أن إدارة التحالف قد تشكل تحديا لهذه الشركات، حيث "من الصعب تحديد الشركة التي تملك ثقلا أكبر وتستثمر أكثر في المنصة. فنحن لم نر نموذج التحالف يعمل جيدا في الماضي".
 
عودة
أعلى